في اليوم التالي

ريو دي جانيرو،

‎المدينة تتنفس على إيقاع طلقات الرصاص، وصرخات تصعد من أزقة الفافيلا كأنها صلاة منسية.

‎على سطح مبنى مهجور من الطوب الرمادي، غارق في العفن والرطوبة، دار قتال أشبه بكابوس. لم يكن أحد هناك... إلا عينٌ واحدة، تراقب.

‎عينٌ تتبع للمخابرات.

‎داخل سيارة سوداء بزجاج مظلل، على حافة حيّ "كومبليكسو دو أليماو"، جلس رجل خمسيني يلبس بدلة خفيفة، وربطة عنق مفكوكة. يُدعى ليوناردو سيلفا، عميل متقاعد، تم استدعاؤه مؤقتًا لتحليل بلاغ غريب.

‎كان يدخّن سيجارته بشراهة، يراقب تسجيلًا من كاميرا حرارية سريّة تم تثبيتها قبل أشهر على أحد أبراج الاتصالات.

‎ضغط زر الإيقاف.

‎الشخص في الفيديو تحرّك بسرعة لا تلتقطها الكاميرا بوضوح، ولكن ملامحه كانت قريبة جدًا من الملفات التي يعرفها جيدًا…

‎ملفٌ مختوم بختم أحمر عليه ثلاث كلمات:

‎“فرقة أودجين، محظور فتحه.”

‎بعد ساعة، على سطح مبنى قديم تابع للمخابرات:

‎شو تسوكيتا، أحد المحققين التابعين لـ"فرقة موريس"، وصل لتلقّي التقرير مباشرة من ليوناردو.

‎كان الليل قد خفت، ونسيم البحر يضرب خده مثل صفعة استيقاظ.

‎ليوناردو مد له مفتاح USB.

‎> "انظر بعينك، ."

‎شو أدخل المفتاح في جهازه المحمول، وبدأ يشاهد اللقطات.

‎عيناه اتسعتا تدريجيًا.

‎شاهد قتال بيوم و بوف

‎شو أوقف الفيديو فجأة.

‎شو (بهدوء قاتل):

‎> "هذا ليس بشري. هذا واحد منهم... من أودجين."

‎سكت، ثم أدار رأسه نحو ليوناردو:

‎شو:

‎> "هل هناك احد اخر يعرف بالموضوع؟"

‎ليوناردو:

‎> " أنا وانت التسجيل لم يم تخزينه على الشبكة. محلي فقط."

‎شو (ينظر في الأفق، ثم يلتفت ببطء):

‎> "إسمعني جيّد، ليوناردو...

‎لا تقرّب الملف. لا ترسله. ولا تذكره لأيّ أحد.

‎بالأخص... لا تذكره للقائد موريس.

‎هذي المعلومة تنتهي هنا، مفهوم؟"

‎ليوناردو نظر إليه بنظرة مرتابة:

‎> "أنت تخبفي عن القائد؟ تعرف العواقب ؟"

‎شو اقترب منه خطوة، عيونه تنطق بجنون:

‎> "سأتكفل يالباقي ."

‎كان "شو تسوكيتا" ، يحدّق في ضوء المنعكس فوق زجاج ناطحات الحاسوب يده في جيب سترته، والريح تعبث بشعره كما لو كانت تهمس له بنبوءة لا يسمعها سواه.

‎ابتسم ابتسامةً باهتة، كأنها نصف سخرية ونصف جنون.

‎"إن قتلته... إن وضعت رصاصة في رأسه... أو قطعت عنقه أمام الكاميرات... إن جرّرت جثته إلى ساحة موريس… حينها، ستتغيّر كلّ المعادلات."

‎تخيّل المشهد:

‎جثّة أحد أفراد أودجين ممدّدة تحت أقدامه.

‎الصحف العالمية تتصدّرها صورته.

‎قنوات الأخبار تسميه "قاتل الشبح".

‎رجال السياسة ينحنون له احترامًا.

‎و"القائد موريس"؟ لن يستطيع سوى التصفيق.

‎لكن، ما لم يكن في الحسبان، كان دخولها…

‎ظهرت في خياله كأنها مشهد من فلم:

‎امرأة طويلة، ذات نظرة باردة، تحمل اسمًا يتردد في أروقة الظلال...

‎أوفا.

‎اقتربت منه في خياله، وقلبت معطفها ببطء:

‎> "لقد راقبتك طويلاً، شو. كنت تنتظر فرصة لتثبت نفسك… وها قد فعلت. هل ترغب في الانضمام إلى فرقتي؟"

‎ضحك في سرّه.

‎"أوفا نفسها… تعرض عليّ الدخول؟ يا للقدر. أنا، مجرد ظل في منظمة موريس، أصبح فجأة الضوء الذي يسرق كل الأنظار."

‎وفجأة، قاطعه صوتٌ من خلفه.

‎كان "ليوناردو"، يقف بصمت، حاملاً ملفًا صغيرًا فيه تقارير بقية العملاء المنتشرين في العالم.

‎قال بصوت خفيض:

‎> "تحدّثت مع بقية أعضاء الفرقة…

‎… لم يجدوا شيئًا.

‎…معضمهم تتبعوا أثرًا خاطئًا.

‎هزّ شو رأسه.

‎> "كلّهم يبحثون… كلّهم يُخطئون…

‎أما أنا، فقد وجدت الهدف.

‎الليلة… سأقضي عليه."

‎ثم أدار ظهره لليوناردو، وقال دون أن يلتفت:

‎> "جهّز كل شيء، وابتعد عن الطريق.

‎إن حاول أحد إيقافي… سأعتبره عدواً."

2025/08/06 · 3 مشاهدة · 581 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025