لم يكن القتال بين شو وبيوم مجرد لعبة أوراق حادة تطير في الهواء، بل كان معركة قتال جسدي عميق… نزاع بين ظل وخشب ودم.
تقدم بيوم فجأة، تقلّصت المسافة بينهما كأنها لحظة وميض برق.
أمسك بيديه الواحًا ضخمة، بعضها بحجم درع، وبعضها كلوح قاطع بحافة حادة.
لم تكن تلك الألواح فقط أدوات دفاع، بل سلاحه الوحيد والهجوم.
بخطوة واحدة صفع بيده اليمنى لوحًا حادًا، صوبًا به نحو صدر شو.
لكن شو، بمرونة نينجا محترف، انحنى إلى الخلف كغصن يابس تحت ريح عاصفة، وتفادى الضربة بصعوبة.
في اللحظة التي حاول فيها بيوم استغلال انحناء شو، اندفع الأخير بقفزة سريعة، ووجه لكمة قوية لخصر بيوم، مفاجئًا إياه بحركة جسدية غير متوقعة.
بيوم تلقى الضربة، لكنه لم يتراجع. بل، بحركة كأنها سيف مقطوع، رمى لوحًا حادًا بيده اليسرى صوب رقبة شو.
شو كان سريعًا، اقترب من اللوح، مسكّه بيده وكسره بلكمة في لحظة، ثم استغل قربه ليلتقط بيوم بقوة من ذراعه.
بدأ القتال الحقيقي.
ضربات متتالية متبادلة، كل واحدة منها تصدر صوت ارتطام حاد كأنها تحطيم زجاج متجمد.
شو يهاجم بأسلوب نينجا: لكمة، ركلة، قفزة، هروب، ثم هجوم من الخلف.
بيوم يرد: يدافع بألواح خشبية، ثم يهاجم بجسد قوي، يرمي ضربات كالعاصفة، يركل، يصفع، يضغط.
في لحظة، أمسك بيوم شو من رقبته وسحبه نحو الأرض، ثم رفعه بقوة، ركل بقدمه بطنه، حيث السكين الخفي بين الأحشاء.
شو تكور في الهواء، لكنه لم يسقط.
قفز، وبتوازن مذهل، رمى نفسه خلف عمود.
أخرج خنجرًا صغيرًا وسماه بصمت:
“الرمح الأسود”.
عاد للقتال كأنه ظل يطارد ضوءً ضعيفًا.
بيوم، وهو يلهث قليلاً، سحب من بين ألعابه لوحًا كبيرًا على شكل نصف قمر، ورماه كقاطع عميق صوب كتف شو.
شو استخدم ذراعه ليصدّ الضربة، لكن ألمه كان واضحًا، الدم بدأ يتصبب من جرح صغير.
ضحك بيوم بسخرية:
— "أهذا كل ما عندك؟"
لكن شو لم يجب.
في ثوانٍ، اقترب من بيوم مرة أخرى، وصوب لكمة حاسمة على فكه.
ارتطمت القبضة، ودوى صوت كسر عظام في الهواء.
بيوم تراجع خطوات، ثم استدار وصوب ضربة بالوح الخشبي الكبير نحو ظهر شو.
شو تفادى الضربة بمهارة، وأمسك لوحًا صغيرًا من الأرض، رماه بقوة صوب يد بيوم.
اللوح اخترق يد بيوم، فتح فيها جرحًا غائرًا.
بيوم أطلق زئير ضحك غريب،.
ابتسم ابتسامة عريضة، وصرخ:
— "لن أتوقف حتى أقتلك."
القتال كان على حافة الانفجار، كل حركة تزيد من سخونة المعركة، والحي المهجور يزداد كآبة، كأنه يشهد نهاية عالم قديم.
الظلام في الحي المهجور أصبح كثيفًا، يضغط على صدورهم كما لو أنه يختنق بانتظار النهاية.
هواء الليل كان مثل نار بطيئة تحترق ببرودة قاتلة، والهدير الوحيد الذي يكسّر الصمت هو صوت أنفاسهم المتقطعة.
شو عرف أن الوقت قد حان.
أخرج كل ما في جعبته، كل مهارات النينجا التي تدرب عليها طيلة عمره، كل خدعة، كل سرعة، كل فنون القتال التي تُشبه رقصة مميتة.
رفع يديه، ورشّ جسده بهالة من الظلال السوداء، مهارته السرية:
"ظل النينجا الأزرق"
هالة تتلألأ كالبرق، تجعله يبدو كطيفٍ يندفع بين الظلال.
بدأ هجومه كالسيل الجارف.
ضربات سريعة متتالية لا تترك مجالًا للتنفس.
رميات خنجر مذهلة تدور حول بيوم كالعاصفة.
قفزات عالية، انزلاقات على الأرض، ضربات موجهة للأماكن الحساسة.
بيوم كان يتراجع لكن ببطء، يحاول مقاومة سيل الهجمات.
يرد بألواح خشبية تجسدها بإتقان لا يصدّق، يصنع منها دروعًا وسكاكين، وأحيانًا مساطر حادة يرمى بها كالرماح.
لكن مع كل هجمة من شو، كان بيوم يستشعر الخطر الحقيقي، فبدأ يغير تكتيكه.
فجأة، توقف شو عن الهجوم… جمع كل قوته في ضربة واحدة، أسرع حركة نينجا في حياته.
ضربة من أعلى رأسه مباشرة نحو قلب بيوم.
بيوم رفع درعه الخشبي، لكن الصدمة كانت قوية، اهتزّ وسط القتال، وابتسم ابتسامة باردة.
بصوت هادئ، وكأنه يكشف سرًا لا يريد شو أن يعرفه:
— "لم أستخدم نصف قوتي حتى الآن."
ثم، فجأة، تحوّل هواء الحي إلى عاصفة من ألواح خشبية تخرج من تحت الأرض، من الجدران، من كل مكان، تقطع الهواء كالأفعى القاتلة.
بيوم تحرّك وسط العاصفة، وكأنه هو العاصفة نفسها، قوته الحقيقية انطلقت، تحكم كامل في كل قطعة خشب.
لم يترك شو فرصة للتنفس.
ضربات جسدية قوية متتالية من بيوم، لكمة تضرب في وجه شو، ركلة تقصّ عظم الأضلاع، صفعة تقذف به إلى الخلف.
شو حاول المقاومة، لكن جسده بدأ ينهار، قوته تضعف، وسرعان ما سقط على ركبتيه.
نظر إلى بيوم بعينيه المغمورتين بالألم، لكنهما تحملان احترام المحارب الحقيقي.
قال بيوم، وهو يقف فوقه بنظرة انتصار هادئة:
— "أنت خصم لا يُستهان به… لكنني لم افعل سوى 20 % من مهارتي لذالك مللت و انهيت القتال." ثم جسد لوحا زجاجيا و ذبح به شو
ثم أدار ظهره وابتعد، تاركًا شو مستلقياً على الأرض، يعوم في دمه