القصر كان ساكنًا… سكون ثقيل، ليس من النوع المريح، بل الذي يسبق العواصف.

‎لكن هذا الصمت لم يدم طويلًا، لأن همسات انتشرت كالنار في الهشيم:

‎> "بان… عاد."

‎"إيفا… فعلتها."

‎"المستحيل وقع."

‎الجدران ارتجفت من وقع الخطوات، الخدم توقفوا عن الحركة، الحراس تبادلوا النظرات المرتعبة.

‎لم يكن الأمر خبرًا عاديًا… بل زلزالًا تاريخيًا في عروق هذا القصر.

‎الباب الثقيل انفتح ببطء، وكأن القصر نفسه يتردد في السماح لهم بالدخول.

‎أول من خطا كان تشاي… وجهه متماسك، لكن عيناه كانتا تقرأ كل ظل وكل نفس في القاعة.

‎خلفه، تبعته إنزوي، ميشا، وجي… حتى الخدم والمقاتلين وقفوا عند العتبة، يحدقون.

‎وفي وسط القاعة… كان بان.

‎وقف يمسح الغبار عن ملابسه القديمة، كأنه استيقظ من قيلولة طويلة، لا من موت دام عقودًا.

‎رفع رأسه، نظر إلى إيفا، ابتسم بسخرية مريرة:

‎> بان: "إيفا، أيتها العجوز… لم تتبدل ملامح الشيطان التي فيك."

‎الهواء في القاعة ثقل فجأة، كما لو أن كلمات بان سحبت معه ذكريات قديمة من جحيم بعيد.

‎ثم التفت بان، عيناه تلمعان ببرود، إلى الصف الواقف:

‎> بان: "إنزوي… ابنتي."

‎إنزوي لم تتحرك، نظرت إليه نظرة باردة كأنها حجر:

‎> "لم أعد ابنتك… أيها العجوز الكريه."

‎بان أطلق ضحكة قصيرة، لكنها كانت بلا دفء… ثم مسح عينيه بنظرة بطيئة على البقية.

‎> بان: "ميشا… أيضًا هنا. وجي… ثم…"

‎عيناه وقفت على تشاي، يحدقه كما لو كان غريبًا تمامًا:

‎> "من هذا؟… أحد خدمك يا إيفا؟"

‎تشاي لم يرمش، اكتفى بابتسامة قصيرة:

‎> "كما توقعت… لن يتذكر."

‎إيفا في داخلها

‎لقد نجحت الخطة… اللعنة التي حبست ذاكرته لم تنكسر.

‎لكن بصوتٍ متعمد، وكأنها تمثل مشهد الأسف:

‎> "آسفة يا تشاي… لم أستطع أن أعيد هذا العجوز كاملًا."

‎بان يضغط

‎> "قلت… من هذا؟"

‎صوت بان لم يكن سؤالًا، بل أمرًا يجرّب سلطته القديمة.

‎تشاي لم يرد… بل استدار وخرج من القاعة بخطوات هادئة، كأنه يغلق على نفسه شيئًا أكبر من الغضب.

‎إيفا تبرر

‎التفتت نحو بان:

‎> "إنه من عائلة أودجين… لا تتذكره. أنت الآن يجب أن ترتاح."

‎جي منبهرة

‎جي كان ينظر إلى بان وكأنه يرى لوحة أسطورية تتحرك:

‎> "مستحيل… هذه أعظم إعادة إحياء شاهدتها في حياتي."

‎ميشا تؤكد

‎> "نعم… إنه يتكلم كبان."

‎بان يتبجح

‎> "أيها الحمقى… إنه أنا.

‎أووه… نسيت. أين كوانغ… وبيوم… و اخي كي تاي و اخي إي جي ؟"

‎ميشا بابتسامة باهتة

‎> "تعالَ أيها العجوز… سأحكي لك ما الذي فاتك."

‎أمسكت بيده، وبدأت تقوده، بينما البقية ظلوا يراقبون بخوف لم يعرفوا سببه بعد…

‎لأن الذي عاد من الموت لم يكن بالضرورة هو نفس الذي رحل.

‎{{من منظور تشاي }}

‎الظلام يلفني من كل جانب، لا أرى سوى طيفٍ بعيدٍ يهتز في مسافات الذاكرة الضائعة.

‎أنا تشاي .لا أو على الأقل، هذا ما أُخبرت به.

‎من أنا؟

‎هل أنا ذلك الطفل الذي فقد أمه وأبيه؟ أم الرجل الذي لا يعرف شيئًا سوى الفراغ الذي خلفوه؟

‎كانت هناك أسماء، أحاديث عن أصولي، قصص لم تُروَ بالكامل.

‎> "أنا ابن أودجين."

‎"والديّ؟… ذاكرتي تنقلب، تبتلعها لغز مظلم.

‎لقد قتلوهما… أو قُتلوا، وأنا لا أملك أن أستعيد ذلك."لكن ذالك لم يعد يهمني

‎أرسلت آلاف الرسائل إلى آني.

‎آني… التي كانت كل شيء، التي كانت الأمان الوحيد في ظلام حياتي.

‎لكنها لم ترد.

‎لم تجب على مكالماتي، لم تفتح حتى رسائلي.

‎حتى جدتها، التي كانت ملجأً، صمتت.

‎كنت أسأل نفسي، أتساءل بصمتٍ مرير:

‎> "هل تركتني؟

‎هل تخلت عني، كما تخلت عائلتي عني؟"

‎لكن، هناك شيء، ضوءٌ صغير لا يُمحى.

‎مشاعر… رغم أنها تتلاشى، فهي لا تزال موجودة.

‎أشعر بها في قلبي، تكافح لتبقى.

‎لكن الزمان لا يرحم.

‎لديّ يوم واحد فقط.

‎> يوم واحد قبل أن أتحول إلى لا شيء.

‎يوم واحد قبل أن تموت تلك الذرة الوحيدة من إحساسي.

2025/08/06 · 4 مشاهدة · 667 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025