912 - ثمان سنوات (5)
توقّفت للحظة، أعيد قراءة اللقب مرارًا وتكرارًا.
مثل الكوكبات، كان للمسجّلين أيضًا ألقابهم الخاصة. تمامًا كما يُلقّب أسموديوس بـ “ملك شياطين السينما”، وليكايون بـ “أمير الذئاب”.
ومع ذلك، قبل أن يُفصحوا عن ألقابهم الرسمية، كان المسجّلون أحيانًا يعبّرون عن خصائصهم بعبارات بلاغية بسيطة، كما هو الحال الآن:
「 مسجّل يكره العودة بالزمن. 」
وبمثل هذه السمة المحدّدة، تنحصر قائمة المرشحين الذين يتبادرون إلى الذهن.
أول المرشحين هو “يو جونغهيـوك” من القصة الأصلية.
فهو أول “متراجع” يتمكّن من التحرّر من دوامة التكرارات المتكررة والبُعيدة. ولأنه هو أيضًا اكتسب سمة “المسجّل ” في نهاية القصة الأصلية، فمن الممكن أنه طوّر قدراته كـ “مسجّل”.
المرشحة الثانية هي “هان سويونغ”، مؤلفة “طرق البقاء”.
هي أيضًا كانت تكتب باستمرار عن العودة بالزمن، لذا لم يكن من المستغرب تمامًا أن تستخدم تعبير “المنفر من العودة بالزمن”. أما المرشح الثالث والأخير فكان “قاتل الملوك” جيهوان.
وحسب علمي، فقد كتب قصته الخاصة أيضًا، لذا ربما اكتسب سمة “مسجّل” عندما انتقل إلى “تيار النجوم”.
لكن حقيقة أنه قدّم هذا العرض بدت غريبة نوعًا ما.
لو كان جيهوان الذي أعرفه، لكان أول من يهاجمني لو رأى شيئًا لا يعجبه...
من يكون يا ترى؟
إذا كان هذا “المسجّل الذي يكره العودة بالزمن” أحد الثلاثة الذين توقعتهم، فلن أخسر الكثير باختيار هذا الخيار.
لكن المشكلة إن لم يكن أحدهم.
ماذا لو كان هناك “مسجّل” ذو نوايا خبيثة مجهولة بالنسبة لي، يستخدم هذا الوصف المضلل ليخدعني...
"لن أختار أي مسجّل."
《القصة، “وارث الاسم الأبدي”، تضحك قائلة إنها كانت تعلم أنك ستفعل شيئًا كهذا.》
ثم تذكّرت الرسائل القادمة من المسجّلين.
《مسجّل الخوف الذي لا يزال بلا دعم يهز رأسه.》
《مسجّل الخوف الذي يستمتع بالخداع واسع النطاق يشعر بخيبة أمل منك.》
《مسجّل الخوف الذي يحب الشخصيات ذات العيون الضيقة يجد خيارك مثيرًا للاهتمام.》
《مسجّل الخوف الذي يكتب عن <فيداس للتقنية الحيوية> يرمق اختيارك بغضب.》
بصراحة، لم تكن لدي أي نيّة لقبول العرض، أيًّا كان المسجّل.
لأنني أنا أيضًا مؤهل لأن أكون “مسجّل الخوف ”. لا أحتاج إلى مساعدة أحد في رواية قصتي.
لكن نامغونغ ميونغ، الذي لم يكن على علم بذلك، بدا مذهولًا.
"يا مُحسِن، هل رفضت حقًا عقد التسجيل؟"
بدلًا من الإجابة، ابتسمت. ولعلّ نامغونغ ميونغ شعر بنذير سوء في ابتسامتي، فبدأ يثرثر:
"بتوقيعك مع المسجّلين، ستحصل على احتمالات مذهلة. يمكنك أن تنتصر في معركة مستحيلة، أو حتى تنجو من تهديد حياتك الوحيدة. لذا، إن عُرض عليك عقد تسجيل، فعليك حتمًا أن..."
كل منفعة في <تيار النجوم> لها ثمن.
خصوصًا إن كانت تلك المنفعة تمسّ أكثر الجوانب غموضًا فيه: “الاحتمال”.
الانتصار في معركة مستحيلة... كان عرضًا مغريًا، لكن لا يمكنني اتخاذ قرار متهوّر بدافع الإغراء اللحظي.
《لقد رفضت “عقد التسجيل”.》
《بعض “مسجلي الخوف ” اهتزّوا من قرارك.》
تسسس!
في تلك اللحظة، انتشرت شرارات في الهواء كالأمواج.
[ما زال هذا الرجل كما هو. ألم يختر أحدًا مجددًا؟]
رأس أبيض طاف في الهواء.
لوّحت له بخفة.
"مرّ وقت طويل، بيهيونغ."
《لقد تم استدعاء “الدوكايبي المسؤول عنك”!》
لقد حان وقت “الاجتماع الفردي”.
______________________________
الاجتماعات الفردية مع الدوكايبيز تتم داخل “القبعة” التي يمتلكها كل دوكايبي.
هل هذه “قبعة بيهيونغ”؟
كانت مساحة أكبر وأوسع من تلك التي وصفت في القصة الأصلية، تشبه جناح فندق فاخر.
وهذا يعني على الأرجح أن رتبة بيهيونغ كدوكايبي قد ارتفعت.
"تعيش في مكان جميل."
"احمم، أنا الآن دوكايبي من المستوى العالي."
استقام بيهيونغ المتكبّر سريعًا وسعل ليبدو رسميًا.
[أتدري لماذا استدعيتك؟]
"تقريبًا."
كنت آخر الناجين من “عالم الخوف”. وخلال تلك الفترة، حتى إنني سافرت إلى خط زمني آخر عبر “شق الزمن”.
"أليس بسبب ‘سيناريو العائدين’؟"
عادة، كان من المفترض أن أكون قد تلقيت “سيناريو العائدين” وبدأت عملية العودة بالفعل. وخلالها، كان ينبغي أن يحدث الحلّ — سواء عبر “حرب العائدين” أو بإقناع المجموعة مثل كيم دوكجا واستعادة ذاتي الحقيقية.
[صحيح. لكن هناك مشكلة الآن، لذا لا أستطيع تفعيل ‘سيناريو العائدين’.]
مشكلة؟
[لتفعيل السيناريو، أحتاج إلى سلطة مكتب الإدارة، وانتباه الكواكب العظمى، وعدد معيّن من ‘العائدين’.]
"سلطة المكتب ليست مشكلة كبيرة، ويمكن إيجاد طريقة لجذب انتباه الكواكب العظمى، لذا أظن أن الشرط الأخير هو المشكلة."
رفع بيهيونغ حاجبيه باهتمام واضح.
[كيف تعرف كل هذا؟]
اكتفيت بالابتسام، فتابع كلامه.
[أنت محق. يمكنني الحصول على سلطة المكتب وجذب انتباه الكواكب، لكن المشكلة في ‘التجسّدات’. حاليًا، لا يوجد أي ‘عائد’ سواك.]
كيف يكون ذلك ممكنًا؟ في <تيار النجوم>، تحدث “العودة” في يوم خيالي محدّد.
[مؤخرًا، كان هناك حدث استدعى عددًا كبيرًا من العائدين. كان يُسمّى “الحرب الخاصة بالعائدين”...]
"أفهم، ولكن ماذا بعد؟"
[كان هناك مجنون بين المشاركين آنذاك. قتل جميع الآخرين. ولهذا اختفت الحرب الثمينة والسيناريو نفسه. ومنذ تلك الحادثة، تم تعليق “سيناريو العائدين” مؤقتًا.]
هل يوجد من بين المميزين من يمكنه القضاء على جميع العائدين قبلي؟
من يكون؟ جانغ هايـونغ؟
[على أي حال، لهذا السبب لن يظهر “سيناريو العائدين” هذه المرة.]
كنت ممتنًا.
لو أُضيف “سيناريو العائدين” إلى الوضع الحالي، لكان الأمر مزعجًا بطرق كثيرة.
لكن بيهيونغ لم يتوقف عند هذا الحد.
[سيكون سيناريوك التالي أصعب قليلًا، لذا استعد.]
"لكن المكافأة ستكون أفضل، أليس كذلك؟"
["حسنًا... ولكن، هل أنت بخير؟"]
"أتحمّل صعوبة التحديات ما دامت المكافآت جيدة. لكن الأهم، هل يمكنك منحي مكافأة السيناريو؟ لقد أنهيت عالم الخوف ولم أتلقَّ شيئًا."
["آه، صحيح. يجب أن أفعل."]
عندما رأيت بيهيونغ يتصبّب عرقًا ويفتش في جيوبه، أضفت سريعًا:
"لا تحاول تعويضي بقصة سخيفة. اسمه ‘عالم الخوف’."
تردّد بيهيونغ قليلًا.
"أتعلم ما حدث لي هناك؟ انضممت إلى ‘تحالف المتساميين’. هزمت خوفًا بمستوى كارثة طبيعية، وأطلقت خوفًا بمستوى النهاية... وفي النهاية، تعلم أن الكواكب ذات المستوى الأسطوري هاجمتني مهددة بقتلي، أليس كذلك؟"
تردّد للحظة قبل أن يبدأ بالبحث في جيوبه الأكبر قليلًا.
"وإن كنت تظن أن هذا كل شيء، فأنت مخطئ. ربما لا تعلم، لكنني واجهت تنين نهاية العالم في خط زمني آخر. إن كنت تعرف ما حدث هناك..."
في الواقع، كنت قد تلقيت صدمة من موجة تنين نهاية العالم، لكن فكرة أنني قاتلته كانت كذبة. لو فعلت ذلك فعلًا لما كنت هنا الآن.
[هل هذا يناسبك؟]
نظرت إلى الصندوق الذي أخرجه بيهيونغ.
《— صندوق اختيار مهارة بدرجة SSS.》
ليس S، ولا SS، بل “SSS”.
"همم."
تظاهرت بعدم الرضا، لكني في الحقيقة كنت مذهولًا.
فحتى ضمن الفئة نفسها، تختلف “المهارات” عن “العناصر”. مثلًا، للعناصر فئة أعلى تُدعى “الآثار”، أما المهارات فتنتهي عند “SSS”.
حتى مهارة “عين الحكيم” الخاصة بيو جونغهيـوك كانت بدرجة SS فقط.
ومع ذلك، مهارة بدرجة SSS؟ وفوق ذلك “صندوق اختيار”؟ لم يكن هذا عرضًا سيئًا إطلاقًا.
"مهارات بدرجة SSS؟ هل ستكافئني بشيء كهذا فقط؟"
لكن من أكون أنا؟
"هذا لا يكفي حتى لإبادة خوف بمستوى كارثة طبيعية."
كعضو في عائلة كيم دوكجا، المعروفة بـ “نبع الجحيم”، لا يمكنني الرضا بمكافأة بسيطة كهذه.
يجب أن أحصل على المزيد...
["حسنًا، حسنًا. سأمنحك هذا أيضًا."]
بصراحة، لم أتوقع أن أحصل على مكافأة أخرى. فبطبيعة بيهيونغ الجشعة، حتى صندوق مهارة بدرجة SSS كان مبالغًا فيه.
"صندوق آخر؟"
"سأخبرك بعد أن ترى الأصل."
نظرت إلى اسم الصندوق الذي سلّمه لي بيهيونغ.
《— صندوق الأثار العشوائي محدود الإصدار 》
كلمة “عشوائي” مألوفة، لكن ما بعدها كان مفاجئًا.
“أثر”؟ الأثر الذي أعرفه؟
《— تم صنعه مؤخرًا كعنصر مخصص للهاكرين فقط، لكنه أُلغي.》
أومأت وأنا أقرأ السعر المكتوب على جانب الصندوق.
حتى لو احتوى على عنصر من مستوى آثار، من سيشتريه مقابل 5 ملايين عملة؟
وإذا كان مستوى الأثر عشوائيًا أيضًا...
"أي أحمق قد يُصدر شيئًا كهذا..."
تبدّل وجه بيهيونغ فجأة.
[احمم، على أي حال. هل تكفيك هذه المكافأة؟]
"على الأرجح ستحتوي فقط على آثار تخص كواكب من الدرجة التاريخية."
[…سأمنحك اثنين.]
كنت أعلم، أيها الماكر.
《لقد حصلت على صندوقين ‘عشوائيين محدودي الإصدار للآثار’.》
حقًا، لم يكن هذا سيئًا أبدًا.
حتى لو كانت آثارًا تاريخية، فالحصول على اثنين دفعة واحدة أمر نادر.
ففي النهاية، تُقوَّى الآثار عبر قصة المستخدم نفسه، لذا لا داعي للقلق بشأن مستواها.
[والآن...]
"انتظر لحظة، ماذا عن العملات؟ كانت ضمن قائمة المكافآت، أليس كذلك؟"
تنهد بيهيونغ بخفة ولوّح بإصبعه.
《لقد حصلت على ما مجموعه 2,000,000 عملة كمكافأة للسيناريو!》
شككت في عينيّ للحظة.
مليونا عملة دفعة واحدة؟
حتى أكثر من المتوقع.
"يبدو أن ميزانية مكتب الإدارة مزدهرة هذه الأيام؟"
[لا، ليس الأمر كذلك. لقد حسبتها بناءً على إنجازاتك. لقد هزمت خوفًا بمستوى كارثة طبيعية، وحتى واجهت تنين نهاية العالم، أليس كذلك؟]
"لكنك لم ترني أواجه تنين نهاية العالم، أليس كذلك؟"
[أنت قلت ذلك. وأنا أصدقك.]
"ألا يوجد دافع آخر وراء هذا؟"
تقلّبت عينا بيهيونغ بارتباك. يا له من دوكايبي سهل الفهم.
"إن كنت صريحًا الآن، سأصفح عنك."
نظر إليّ بيهيونغ وتنهد بقلب مثقل.
"هل ارتكبت خطأ آخر؟ أم أن كارثة ستحلّ بموريم الآن؟"
بدأت أرسم في ذهني سيناريو محتمل.
لو أن دوكايبي مثل بيهيونغ قد أغدق كل هذه الهدايا، فلا بد أن وراءها سيناريو معقول.
ببساطة، كارثة عظيمة — كاستيقاظ خوف بمستوى كارثة طبيعية في موريم، أو تحوّل يو جونغهيـوك فجأة إلى فتاة جميلة تستيقظ كملك الشياطين وتنشر الدمار...
لكن الكلمات التي خرجت من فم بيهيونغ كانت غير متوقعة تمامًا.
[أحسنت صنعًا برفضك.]
للحظة، خيّم الصمت عليّ، غير قادر على استيعاب مغزى كلماته.
ثم تنهد بيهيونغ مرة أخرى وأضاف:
[رفضك عقد التسجيل.]
______________________________
Mero