353 - المجلد 8: الفصل 1: أيام إنري المضطربة والمتوترة

【هذا المجلد ليس مكملا للمجلد السابع بل هو قصة جانبية ، وأحداث هذا المجلد تأتي بعد المجلد الرابع وقبل المجلد الخامس ، ولمن يريد تكملة المجلد السابع فعليه أن ينتقل مباشرة إلى المجلد التاسع】

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

غلاف المجلد الثامن

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

الفصل الأول: أيام إنري المضطربة والمتوترة

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 1

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

استيقظت إنري إيموت قبل أن تشرق الشمس لإعداد وجبة الفطور ، لم تكن طاهية جيدة مثل والدتها المُتوفاة ، وكان هناك الكثير من الطعام لتحضيره.

بحساب نيمو و نفسها والعفاريت 19 المخلصين لها ، كان عليها إعداد وجبة الإفطار لـ 21 شخصًا ، و الطهي لشخصين إضافيين من شأنه أن يجعل المجموع 23 شخصًا ، كان إعداد هذا القدر من الطعام يتطلب الكثير من العمل ، ويمكن اعتباره معركة في حد ذاته ، ارتجفت إنري وهي تنظر إلى كمية الطعام الهائلة أمامها وأدركت أنها ستختفي في وجبة واحدة.

"لقد ازدادت الكمية إلى ما يقرب من ستة أضعاف ما كانت عليه من قبل..."

بعد أن أخذت نفسًا عميقًا ، شمرت عن سواعدها ، وحفزت نفسها وبدأت العمل.

قطعت الخضار بصمت ، ثم اللحم ، بعد أن قامت إنري بهذه العملية عدة مرات أصبحت محفورة في ذهنها الآن.

على الرغم من أن إنري لم تكن موهوبة بشكل خاص في الطهي ، إلا أن حقيقة أنها تعلمت التعامل مع مثل هذه المهمة الهائلة في مثل هذا الوقت القصير أشارت أنه يمكن للمرء أن يتعامل مع أي مهمة إذا توفرت الحوافز المناسبة.

استيقظت أختها الصغيرة على صوت إنري وهي تحضر وجبة الفطور وفركت عينيها.

"صباح اليوم أوني تشان ، اسمحِ لي بأن أساعدك!"

"صباح الخير نيمو ، لا بأس أنا سأهتم بالأمر هنا ، ولكن لا يزال هناك ذلك الشيء الذي طلبت منكِ أن تساعديني في الاعتناء به بالأمس.... "

أظهرت نيمو تعبيرا عن التعاسة للحظة ، لكنها في النهاية لم تشتكي ، فقد أجابت بفتور "...حسنا" واستمعت بطاعة لإنري.

توقفت يد إنري.

تألم قلبها بشدة.

كانت نيمو تبلغ من العمر 10 سنوات الآن ، وكانت ذات يوم فتاة مفعمة بالحيوية والنشاط ، ولكن بعد تلك الحادثة ، أصبحت نيمو التي كانت في السابق ساذجة وخالية من الهموم الآن مطيعة جدًا لأختها ، دون أن تثير أي جدل أو تظهر نوبات غضب ، لقد أصبحت فتاة جيدة - جيدة جدًا لدرجة أن ذلك آلم إنري بشدة -.

ظهرت وجوه والديها المبتسمة في ذهن إنري ، على الرغم من مرور عدة أشهر ، فإن الجروح الناجمة عن ذلك الحادث لم تلتئم بعد.

إذا ماتوا بسبب المرض ، لكانت قد أعدت نفسها لذلك ، إذا ماتوا في حادث أو كارثة طبيعية ، فلن تكره أي شخص آخر بسبب ذلك ، وربما لم تكن لتتعرض للندوب النفسية أيضًا ، لكن والديها قُتلا أمام عينيها ، ولهذا امتلأ قلبها بالاستياء والبُغض ، من المستحيل أن ألا تشعر بشيء خلاف ذلك.

أغمضت إنري عينيها ، إذا كان هناك شخص قريب منها ، فستتجنب إظهار ضعفها ، ولكن عندما تُصبح بمفردها ، فإن الوحدة تُعيد فتح الجروح في قلبها.

"-أليس هذا صحيحًا؟"

ظهرت الإبتسامات اللطيفة لأبوها وأمها خلف عينيها ، حتى عندما فتحت عينيها ، لم تتلاشى أشكالهم ، أعادت اللحظات الدافئة والحنينة من الماضي في ذهنها ، مرارًا وتكرارًا.

بعد ذلك غمرت العواطف السوداء قلبها ، كراهيتها للأشخاص الذين قتلوا والديها ، وأرجحت إنري السكين بكل قوتها ، وقسمت اللحم إلى نصفين.

ومع ذلك ، استخدمت إنري الكثير من القوة حتى أنها تركت علامات السكين على"لوح التقطيع" ، مما جعلها تجعد جبينها من الإحباط.

إذا تعرض السكين للضرر ، فسيكون من الصعب إصلاحه... أنا آسفة ، أمي.

غطت إنري الأثر الذي تركه السكين واعتذرت للسكين الذي كان رابطها الوحيد مع والدتها المتوفاة.

وضعت إنري إصبعها برفق على الحافة للتأكد من أن السكين بخير ، وفي تلك اللحظة ، انفتح الباب المجاور لها ، والذي يؤدي إلى غرفة المعيشة.

الشخص الذي دخل لم يكن بشريًا ، ولكن شخصًا أقصر – أحد أنصاف البشر المعروفين بإسم العفاريت.

"صباح الخير ، آني سان ، إنه دوري اليوم... ما الخطب؟"

توقف العفريت في منتصف إنحنائه المثالي ليوجه عيونه القَلقة إلى يدي إنري.

كانت إنري مجرد فتاة قروية ، لكن العفاريت خدموها دون تردد لأنها كانت هي التي إستدعتهم.

بعد تلك الحادثة ، عندما تساءل القرويون عما إذا كانوا بحاجة إلى دوريات حراسة دائمة لأجل حراسة القرية ، تذكرت إنري البوق الذي أُعطي لها واستخدمته لاستدعاء العفاريت.

تفاجأ القرويون في البداية وخافوا من العفاريت لأنهم ظهروا فجأة من العدم ، لكنهم هدأوا عندما أخبرتهم إنري أنها استدعت العفاريت بعنصر سحري قدمه لها منقذهم ، آينز أوول غون ، وفي تلك اللحظة شعروا بالإرتياح والطُمأنينة ، وذلك بسبب الامتنان والثقة التي شعروا بها تجاه آينز ، بعد ذلك ، كان العمل الذي قام به العفاريت كافياً لتبديد شكوك القرويين والترحيب بهم من أعماق قلوبهم.

"صباح الخير ، كايجلي سان ، لقد إستخدمت الكثير من القوة وأنا أستخدم السكين..."

كايجلي هو واحد من عفاريت إنري الذين تم استدعاؤهم ، قام بتجعيد حواجبه ووضع تعبير قلق على وجهه قبل أن ينظر إلى إنري.

"هذا ليس جيدًا ، يُرجى أن تتوخي الحذر وأنت تستعملين السكين ، فكما تعلمين فليس هناك حداد في القرية ، وحتى معداتنا لا يمكن إصلاحها إذا تضررت ".

"هل هذا صحيح…"

"حسنًا ، لا بأس ، سنفكر في حل عندما يحين الوقت ".

تحدث كايجلي بصوت جاد ومرح ثم بدأ المساعدة في إعداد وجبة الفطور ، أخرج الحطب من الجرة التي كان يحملها ، وبمهارة ، أشعل الموقد ، كانت السهولة التي حول بها الجمرة الخافتة إلى شعلة ملتهبة دليلاً على مهارته.

إلا أنهم لا يستطيعون الطبخ... لماذا؟

لم يستطع العفاريت تحضير حتى أبسط الوجبات ، نظرًا لأنهم تناولوا اللحوم والخضروات النيئة دون أي شكوى ، فقد اعتقدت أنهم يُحبون الطعام النيء أكثر ، لكن اتضح أنهم يفضلون الوجبات المطبوخة - على الرغم من أنهم لا يزالون قادرين على تناول الطعام النيء دون مشاكل.

هل لأنهم عبارة عن كائناة مستدعا ولهذا لا يعرفون كيف يطبخون؟

مجرد فتاة قروية مثلها من المستحيل أن تتوصل إلى إجابة على هذا السؤال ، وبهذا ركزت على عملها مرة أخرى ، لحسن الحظ ، كانت حافة السكين لا تزال سليمة.

في النهاية ، أصبح الفطور جاهزًا.

كانت هناك مجموعة متنوعة من الأطباق على المائدة مقارنة بالأيام التي كانت والدتها تطبخ.

على سبيل المثال ، كان هناك لحم ، على الرغم من أن الصيادين غالبًا ما شاركوا صيدهم في الماضي ، إلا أن الكمية التي كانوا يجلبونها لم تكن شيئًا مقارنةً بما يجلبونه الآن ، والسبب في حصولهم على الكثير من اللحوم الآن هو أن القرويين وسعوا منطقة نشاطاتهم.

قدمت غابة توب العظيمة فضلها لهم على شكل حطب ، وفواكه ، وخضروات ، ولحوم ، وفراء ، وحتى أعشاب طبية.

على الرغم من أن الغابة كانت تعتبر كنزًا ، إلا أنها كانت أيضًا موطنًا للوحوش البرية ، حيث أنه من المحتمل أن ينجذبوا إلى القرية ، نتيجة لذلك ، لم تكن الغابة مكانًا يمكن للقرويين الدخول إليه بإستهتار ، حتى الخبراء مثل الصيادين المحترفين أجبروا على الهرب مثل اللصوص عندما يصلون إلى حواف أراضي ملك الغابة الحكيم ، ومع ذلك ، مع اختفاء ملك الغابة الحكيم وظهور العفاريت ، تغير الوضع بشكل جذري.

كان التغيير الأكبر هو أن القرويين أصبحوا الآن قادرين على دخول الغابة بسهولة وحصد مواردها ، فالعفاريت الذين يُعتبرون أقوياء جدًا كانوا عاملاً رئيسياً في هذا ، فقد أصبح من السهل الآن الحصول على اللحوم ، و التي كان من الصعب الحصول عليها في السابق ، وإمتلأت طاولاتهم بالفواكه والخضروات الطازجة ، ونتيجة لذلك ، تحسن الوضع الغذائي في القرية بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك ، نظرًا لأن العفاريت أتباع إنري ، فقد قاموا بتسليم الجزء الأكبر من الفرائس إليها.

بالإضافة إلى ذلك ، كان أحد أحدث الإضافات إلى القرية هي جوالة التي قدمت مساهمات كبيرة.

كانت امرأة إعتادت على أن تكون مغامرة في إي-رانتيل ، ولأسباب شخصية ، انتقلت إلى هذه القرية ، وكانت تتعلم طرق الصيد من الجوال الذي يعيش في القرية ، نظرًا لأنها كانت محاربة خلال أيامها كمغامرة ، كانت مهاراتها في القوس والسهم ممتازة ، ويمكنها إسقاط حتى أكبر فريسة بِبضع سهام ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جهودها التي أدت إلى تحسن حصول اللحم للقرية.

أدى تحسن مستوى المعيشة إلى تغييرات اِنعكست على أجساد القرويين.

قامت إنري بشد عضلاتها ، وهي تنظر إليهم.

كانت عضلاتها رائعة للغاية.

مم ، أشعر بالإنتفاخ الشديد... لقد أصبحوا أكبر*... (تقصد عضلاتها ، لا يروح تفكيركم لبعيد ^^)

أشاد العفاريت بإنري في كل فرصة تتاح لهم بعبارات مثل ، "يا لها من عضلات مشدودة آني سان!" ، "نعم ، شُديهم مرة أخرى!" ، "إن عضلاتها منتفخة للغاية!" ، "إنها تأكل طعاما صحياً!" ، "انظروا إليها كم هي ظريفة!" ، لقد قصدوا ما قالوه على الأرجح ، لكن كفتاة ، كان من الصعب قبول مثل هذه الإطراءات.

إذا انتهى بي الأمر كما وصفني العفاريت ، فلن يكون الأمر جيدًا...

مسحت إنري الشكل النهائي المثالي لها والذي كان العفاريت يتخيلونه من عقلها ، وبدأت في تقديم وجبة الفطور.

كانت هذه أيضًا مهمة شاقة ، في حين أن العفاريت لن يتجادلوا حول اختلاف بسيط في كمية طعامهم ، إلا أن كمية اللحوم الموجودة في حساءهم تُعتبر مشكلة كبيرة ، تأكدت إنري من أن أطباق وأوعية كل شخص تحتوي على نفس الكمية من اللحم قبل الانتقال إلى المهمة التالية.

بحلول الوقت الذي بدأ فيه العرق يتساقط من جبهتها أصبح الفطور جاهزًا.

"إذاً ، دعينا ندعو الجميع (العفاريت) ونيفيريا إلى~"

"همم ، نعم ~"

"سأذهب! دعني افعلها! أريد أن أفعل ذلك ~ "

عندما استدارت إنري ، رأت نيمو واقفة خلفها وعيناها مشتعلان.

"هل فعلتِ ما طلبتُ منكِ أن تفعليه؟" أومأت أختها برأسها ردا لها ، وكذلك فعلت إنري.

"حقا؟ إذن اذهبي ونادي على-"

"-لا! أنا أريد أن أنادي العفاريت! "

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن كيفية الرد على صراخ أختها الصغيرة المفاجئ ، أومأ كايجلي برأسه إلى نيمو ، مشيرًا على الأرجح إلى أنه سيُكلفها بهذه المهمة.

"سأترك ذلك لكِ ، إذن أنا سأذهب وأنادي نيفيريا ".

"حسنا! فكرة رائعة! آني سان ، سأذهب معكِ ".

على الرغم من أن هذا سيترك المنزل فارغًا ، إلا أن هذا لم يُزعج إنري ، ففي النهاية ، فلم تكن هناك مشاكل سرقة في هذه القرية من قبل.

جنبا إلى جنب مع كايجلي ، غادرت إنري المنزل بعد نيمو مباشرة.

هبت الرياح على وجه إنري ، حاملة رائحة العشب ودِفئ ضوء الشمس اللطيف ، أخذت إنري نفسًا عميقًا ، وعندما التفتت لتنظر إلى كايجلي ، وجدت بأنه يستنشق الرائحة أيضًا ، لم تستطع إنري إلا أن تبتسم عند رؤيته ذلك ، وابتسم كايجلي ردًا على ذلك ، ومع ذلك إبتسامته كانت عبارة عن تعبير شرس ، ربما كانت إنري في الماضي ستخاف ، لكن إنري أصبحت معتادة على العيش مع العفاريت الآن ، وكانت تعلم أن هذه طريقته في الإبتسام.

في هذا اليوم المنعش والبارد والصافي ، ذهبت إنري إلى المنزل المجاور لها.

لقد تُرك هذا المنزل بلا مالك بسبب المأساة التي حلت بقريتهم مؤخرًا ، ولكنه الأن أصبح مِلكًا للكيميائيين "باريري" اللذان قَدِما من مدينة إي-رانتيل.

كان يسكن في المنزل شخصان ، الأولى هي امرأة عجوز ، إخصائية العلاج بالأعشاب ذات الخبرة واسعة ، ليزي باريري ، وكان الآخر حفيدها وصديق إنري ، نيفيريا باريري ، قضى الاثنان أيامهما محبوسين في المنزل ، وهما يعبثان بالأعشاب لصنع الجرعات والأدوية الأخرى.

كان عدم التفاعل والعمل بشكل وثيق مع القرويين الآخرين سلوكًا غير مناسب ، وفي أسوأ الأحوال ، سيتم طردهم من القرية ، لكن الأمر كان مختلفاً بالنسبة لهذين الاثنين.

في كل قرية ، كان لا غنى عن صيدلي ، عن الشخص الذي يمكنه تحضير الأدوية في حالة المرض أو الإصابة ، يمكن القول أنه عمل مُهم بما يكفي حتى يتوسل القرويون ويقولون ، "لستما بحاجة إلى فعل أي شيء سوى صنع الدواء لنا".

وهذا صحيح بشكل خاص في قرية مثل قرية كارني ، التي لم يكن لديها كهنة يمكنهم استخدام سحر الشفاء.

والمفارقة أن الكهنة كانوا يتمنون أن يصبحوا صيادلة في القرى الكبيرة.

فالكهنة يتقاضون مبلغًا ماليًا مناسبة مقابل سحرهم الشافي ، أو بالأحرى ، قد يكون من الأفضل القول إنهم سيحتاجون إلى أن يتم الدفع لهم ، إذا لم يكن القرويون قادرين على الدفع ، فسيعرضون أداء أعمال يدوية لهم في المقابل ، بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى القدرة حتى على القيام بذلك ، كان الكهنة يستخدمون الأدوية المركبة من الأعشاب ، لأن العلاجات العشبية كانت أقل تكلفة من العلاج السحري.

كان أحد العفاريت في القرية كاهن ، وكان بإمكانه أن يشفي الجروح الطفيفة بسهولة ، لكن القرويين اتفقوا على أنهم يجب أن يقوموا بالحفاظ على قوته لحالات الطوارئ ، ما لم يكن أحدهم مصابًا بجروح بالغة ، ناهيك عن أن تعاويذ الشفاء الخاصة بالكاهن كانت محدودة للغاية وتفتقر إلى القدرة على شفاء الأمراض أو تطهير السموم.

لذلك ، كان الجميع ممتنون لعائلة باريري على العمل الذي يقومون به.

ومع ذلك ، لم يجرؤ القرويون على الاقتراب منهم على الرغم من العمل المهم الذي يقومون به.

كان سبب ذلك واضحًا تمامًا عندما يقترب المرء من مكان إقامة عائلة باريري.

غطت إنري أنفها ، وكذلك فعل كايجلي - على الرغم من أن التعبير بدا أكثر شراً على وجهه.

كانت الرائحة الكريهة تنبعث من المنزل الذي كانوا يقتربون منه ، مه أن الرائحة لم تكن فظيعة ، إلا أنها جعلتهم يشعرون بالمرض ، قد تكون الرائحة المنبعثة من سحق الأعشاب مُنفِرة ، لكنها في النهاية كانت عبارة عن رائحة النباتات فقط ، ولم تكن خطيرة في حد ذاتها.

تنفست إنري من فمها ، وطرقت الباب.

طرقت الباب عدة مرات ، لكن لم يُجبها أحد ، فقط عندما اعتقدت أنه لا يوجد أحد في المنزل ، جاء صوت شخص يقترب من الجانب الآخر للباب ، سمعت أحدهم يترنح وهو يفتح القفل ، ثم انفتح الباب.

لم تكن تريد أن تتفاعل أو تضع تعابير مؤذية على وجهها ، لكن الرائحة المنبعثة من داخل المنزل كانت حقًا لا تطاق.

كان مؤلمآ.

ألم حاد لاذع اَحرق عينيها وأنفها وفمها ، والأسوأ من ذلك ، أن الرائحة الكريهة التي تتواجد عند عتبة الباب تُشير إلى الرائحة المتواجدة داخل المنزل أكثر حدة.

"صباح الخير إنري!"

كانت عيون نيفيريا ، التي كانت مرئية من بين الفجوات في شعره الطويل ، مفتوحتين على مصراعيهما ، لا بد أنه بقي مستيقظًا طوال الليل لإجراء التجارب الكيميائية مرة أخرى.

لم تكن تريد أن تفتح فمها للتحدث مع وجود الرائحة التي تجعل العين تدمع في الهواء ، ولكن سيكون من الوقاحة عدم الرد عليه.

"صباح الخير يا نيفي"

شعرت بجفاف حلقها عندما قالت ذلك.

"صباح ، نيفي ني سان"

"آه ، صباح الخير ، كايجـ... كايجلي سان... هاه ، إنه الصباح بالفعل؟ كنت أعمل بجد لذا لم ألاحظ ، إن رؤية الشمس تجعلني أدرك كيف مر الوقت بسرعة... آه ، لقد قمت بالعديد من التجارب مؤخرًا ، يبدو أنني أحتاج إلى الخروج من المنزل ".

تمدد نيفيريا مثل قطة و تثاءب.

"يبدو أنك بقيت تعمل حتى وقت متأخر ، الفطو- "

كانت إنري على وشك تُكمل "الفطور جاهز ، تعال مع جدتك" ، إلا أن نيفيريا قاطعها ، أو بالأحرى ، بدلاً من القول إنه قاطعها ، قد يكون من الأفضل القول إن حماسته الصبيانية طَغَّت عليها.

"إنه لأمر مدهش ، إنري!"

إقترب نيفيريا منها فجأة ، كانت هناك رائحة لاذعة تفوح من ملابسه ، على الرغم من أن إنري أرادت بشدة التراجع ، إلا أنها أجبرت نفسها على تحمل ذلك ، لأن نيفيريا كان صديقها العزيز.

"ماذا ، ماذا حدث ، نيفي؟"

"يجب أن تسمعي هذا! تمكنا أخيرًا من إتقان الإجراء الخاص بتخمير نوع جديد من الجرعات ، هذا سيغير العالم! على الرغم من أن كل ما فعلناه هو خلط الأعشاب التي جمعناها في المحلول ، إا أننا تمكنا من صنع جرعة أرجوانية! "

الرد الوحيد الذي تلقاه كان "ايه؟"

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن مدى روعة هذا الأمر ، هل كان لون الجرعة أرجوانياً لأنهم وضعوا الكرنب الأرجواني فيها؟

"ويمكن لهذه الجرعة الجديدة أن تعالج الجروح! سرعة الشفاء تساوي الجرعات المكررة كيميائيًا!"

رفعت إنري يديه ، متفاخرًا بذراعيه الرقيقتين النحيفتين اللذان لم تشوبهما الإصابة ، تمتمت إنري ، "لدي عضلات أكبر منه" ، لكن نيفيريا لم يتوقف عند هذا الحد.

"وهذا يعني...!"

"نعم ، نعم ، هذا رائع ، أخبرنا عن الأمر لاحقًا"

تحدث كايجلي وهو يخطو خطوة إلى الأمام.

"آني سان يبدو أنه متحمس بعض الشيء بسبب قلة النوم ، ربما هو منتشٍ بسبب الأبخرة أو شيء من هذا القبيل؟ آني سان ، اسمحي لي أن أعتني بهذا ، لماذا لا تعودين أولا؟"

"ألا بأس بهذا حقًا؟"

"بالطبع ، سأرش بعض الماء البارد على وجهه وعندما يهدأ ، سأحضره ، إذا استغرقتِ وقتًا طويلاً ، فسيقلق الآخرون ، ماذا عن ليزي سان؟ "

"لا تزال جدتي مركزةً على بحوثها... لا أعتقد أنها ستأتي لتناول الفطور ، المعذرة ، لقد مررتِ بكل هذه المشاكل لتحضير وجبة الفطور لنا..."

"آه ، لا تقلق بشأن ذلك ، لقد فكرت أن ليزي سما ستفعل ذلك ".

لقد فعلت ذلك عدة مرات بالفعل ، لذلك لم تكن هذه مفاجأة.

"إذن ، آني سان ، يجب أن تعودي أولاً"

مع ذلك ، لم يكن هناك شيء لفعله سوى المغادرة.

"إذن ، سأتركه لك"

***

وبينما كان يشاهد إنري تغادر ، نظر كايجلي إلى نيفيريا بنظرة باردة.

"ما الذي كنت تفعله بحق الجحيم؟ المرة الوحيدة التي تستمع فيها الفتاة لرجل يتحدث عما يحبه هي إذا كانت تحب هذا الشخص ، إذا كانت لا تحب هذا الشخص ، فإن هذه الثرثرة لن تؤدي إلا إلى إبعادها!"

"...أنا آسف ، لقد اعتقدت بما أننا حققنا هذا الاكتشاف المذهل... لكنه إكتشاف مذهل بالفعل! ثوري ، حتى! "

مد كايجلي لمقاطعته ، من الواضح أن نيفيريا لم يفهم الرسالة التي كان يحاول كايجلي إيصالها له.

"نيفي ني سان ، هل من الجيد حقًا أن تكون هكذا؟ أنت مغرم بـ آني سان ، أليس كذلك؟"

أجاب نيفيريا بـ "مم" ، وأومأ برأسه بقوة.

"إذن عليك أن تجعلها أهم شخص في قلبك ، أكثر أهمية من جرعاتك ".

"…فهمتك ، سوف أحاول"

"إما أن تفعلها أو لا ، لا يوجد محاولة ، تحتاج للفوز بقلبها ، أنا والبقية سنبذل قصارى جهدنا لدعمك ، بالإضافة إلى ذلك ، لسنا وحدنا ، حتى إيموت سان (أخت إنري الصغرى) وافقت على مساعدتك ، أتمنى أن تجمع شتات نفسك وتقوم بدورك ، نيفي ني سان".

"مم..."

"إذا كنت تنتظر منها أن تقول ' أنا معجبة بك ' أولاً ، فمن المرجح أن شخصًا آخر سوف يأخذها منك ، وسينتهي الأمر بالنسبة لك ، عليك أن تكتسب الشجاعة لتخبرها بما تشعر به حقًا ".

هذه الكلمات اخترقت قلب نيفيريا مثل خنجر بين الضلوع.

"وعلى الرغم مما قلته ، إلا أنك تبلي بلاءً حسنًا حتى الأن ، ففي السابق لم تكن قادرًا على نطق كلمة واحدة أمامها ، ولكن الآن يمكنك إجراء محادثة عادية"

"هذا لأنه في السابق لم يكن لدي فُرص كثيرة للتحدث مع إنري إلا إذا جئت لجمع الأعشاب من الغابة... ولكن الآن بعد أن انتقلت إلى القرية ، أصبحت بجوارها وأراها كثيرًا"

"أجل ، هذه هي الروح ، كل ما تبقى هو أن تجمع شجاعتك وتقول بذلك ، ربما يجب عليك إظهار قوتك أولاً ، فعلى حسب القرويين ، لا يزال الرجال الأقوياء هم الأكثر جاذبية ، حسنًا ، على الرغم من أن الشخص الذي قال ذلك يبلغ من العمر 49 عامًا".

"أنا لست واثقًا جدًا من قوتي ، ربما ينبغي عليَّ القيام بالمزيد من الأعمال الزراعية أو شيء من هذا القبيل؟ "

"لا ، ما يجب أن تستخدمه هو هذا ، نيفي ني سان" تحدث كايجلي وهو ينقر على رأسه بلطف.

"يجب أن تعتمد على هذا (رأسك/عقلك) ، ثم اعمل على جاذبيتك كرجل ، إذا اِعتقدتُ أنا أو أحد الفتيان أن هناك موقفاً مناسب قد ظهر لجعلها ترى جاذبيتك ، فسنقوم بهذه الوضعية ، وسيكون هذا هو وقتك لإظهار جديتك و قول شيء ما أو التصرف بطريقة تجعلها تقع في حبك ".

قام كايجلي بثني ذراعيه وتضخمت عضلاته.

"وإذا اعتقدنا أنه يجب عليك أن تقوم بالمزيد لإثارة إعجابها فسنقوم بهذه الوضعية..."

بعد ذلك ، قام كايجلي بشد عضلات صدره ، على الرغم من أنه كان قصيرًا جدًا ، إلا أن جسده العضلي دليل على أنه محارب بالفطرة.

تساءل نيفيريا لماذا يريد أن يقوم بهذه الوضعيات؟ ومع ذلك ، كان يشعر بحسن نية كايجلي ، لذلك لم يطرح هذا السؤال ، ومع ذلك ، كان هناك سؤال واحد يريد طرحه.

"أنا... لدي فضول ، لماذا تفعلون هذا يا رفاق؟ أقصد ، أعلم أنكم أتباع لإنري وأنتم مخلصون لها ، لكنني لا أفهم لماذا تساعدونني ".

"حسنًا ، الأمر بسيط" رد كايجلي بتعبير غامض على وجهه ، أجاب بنبرة بطيئة وواضحة كما لو كان يشرح الأمر لطفل صغير.

"هذا لأننا جميعًا نريد أن تكون آني سان سعيدة ، ومن وجهة النظر هذه فقد رأينا أنك مناسب لذلك ، لذلك إذا تزوجتما بسرعة ، كان ذلك أفضل ".

"ولكن لا حاجة لمثل هذه العجلة! يجب علينا أولاً أن نقترب من بعضنا البعض ببطء وبِرويَة"

"...سيكون ذلك بطيئًا جدًا ، أقصد ، ألا يستغرق البشر وقتًا طويلاً بين الحمل وإنجاب الأطفال؟"

اتسعت عيون نيفيريا وتحول لون وجهه إلى اللون الوردي عندما قفزت المحادثة فجأة إلى مرحلة الحمل ، وهو الشكل الأخير للعلاقة بين الرجل والمرأة.

"تسعة أشهر هي المدة بين الحمل والإنجاب"

"إذن سوف يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإنجاب حوالي 10 صغار"

"10؟! أليس هذا كثير؟!"

في الأوقات الصعبة عندما كان من الصعب البقاء على قيد الحياة حتى سن الرشد كان المتوسط هو خمسة أطفال لعائلة تعيش في قرية زراعية ، سيرتفع هذا الرقم إذا كانوا في المدينة ، وسينخفض الرقم إذا كان هناك كهنة لعلاج الأمراض أو إذا تم إستخدام موانع الحمل.

إن مطالبة المرأة بإنجاب 10 أطفال ليس بالأمر الهَيِّن ، فالأمر مبالغ فيه.

"ما الذي تتحدث عنه؟ إنه أمر طبيعي جدًا بالنسبة لنا العفاريت ".

"نحن لسنا عفاريت!"

"حسنًا ، على الرغم من وجود اختلافات عرقية بيننا... ومع ذلك ، يجب أن يكون لديكم الكثير من الأطفال لإسعاد آني سان"

"...حسنًا ، لا يمكنني إنكار أنها قد تكون سعيدة بمنزل مليء بالأطفال... و مع ذلك هذا يبدو خاطئاً نوعًا ما..."

"حقا؟"

كان نيفيريا في حيرة من الكلام لأنه رأى كايجلي ينظر إليه ورأسه مائل ، ولكن بشكل عام ، كان لا يزال ممتنًا لمساعدته.

"إذن ، دعنا نذهب ، نيفي ني سان ، أتمنى أن تتخذ خطوتك قريبًا ، على الرغم من أن إبقائها منتظرة لفترة طويلة قد يسبب مشاكل... ، ولكن أعتقد أن التقدم الثابت نحو الهدف الرئيسي هي استراتيجية جيدة".

"أين تعلمت كل هذا؟" أدار نيفيريا رأسه ، "أوي ، جدتي ، أنا ذاهب لتناول الفطور مع إنري ، ماذا عنكِ؟"

الرد الذي جاء من المنزل كان رفضاً لسؤال نيفيريا.

على الأرجح ، كانت في منتصف تجربة ما ، ولم يكن لديها وقت لتهتم بأشياء تافهة مثل الأكل.

لقد فهم نيفيريا مشاعرها جيدًا.

كانت الأدوات الخيميائية والأدوات الأخرى في المنزل متطورة وذات درجة عالية للغاية ، ولم يعرفوا كيفية استخدام معظمها ، جلبتهم الخادمة التابعة لآينز أوول غون ، أُمر الاثنان باستخدام هذه المواد لإنتاج جرعات ومواد كيميائية جديدة ، وأيضًا أحضرت الخادمة نوعًا من الأعشاب الأسطورية التي يقال إنها تشفي جميع الأمراض.

عندما تم سؤالها عن كيفية إستخدام الأدوات بالشكل الصحيح ، كان كل ما قالته هو "اكتشفوا الأمر بأنفسكم سو ~" ، مما جعلهم في حيرة من أمرهم.

لذلك ، لم يَنَم الإثنان أو يتناولا الطعام وسعيا بجد لتعلم كيفية استخدام هذه الأدوات في التجارب ، لقد كانت عملية بطيئة ، لكنهم أحرزوا بعض التقدم في النهاية ، بالطبع ، فقد ارتكبوا أخطاءً كثيرة أثناء ذلك أيضًا.

كانت ليزي مشغولة جدا الشهرين الماضيين ، و بالطبع نيفيريا لم يكن استثناءً أيضًا.

ونتيجة عملهم الشاق هي الجرعة الأرجوانية على الطاولة ، والتي فحصتها ليزي بشكل متكرر وملأت نيفيريا بفرح عارم.

تحدث نيفيريا وهو يغلق الباب خلفه: "سأجلب لكِ بعض الطعام " ثم التفت إلى كايجلي.

"لنذهب"

♦ ♦ ♦

على الرغم من أنه كان من المفترض أن يأكل الجميع معًا ، إلا أن منزل إنري لم يكن كبيراً كفاية لإستيعاب الجميع ، ولهذا كانوا يأكلون عادة في الخارج عندما يكون الطقس جيدًا.

نظرًا لأنهم في الهواء الطلق ، فسيكون من المتوقع أن يكون هناك قدرٌ معين من الصخب و سيتم التسامح معه ، لو كانوا في الداخل ، ربما كان الأمر لا يطاق ، ولكن حتى في ظل الظروف الحالية ، سرعان ما تفاقم الوضع.

"لهذا السبب أقول ، إن إنري آني سان ستكون زوجتي!"

"أنت ، أيها الوغد! ، هل نسيت الاتفاقية التي قطعناها جميعًا والتي تَنُص على عدم الإقتراب من آني سان؟!"

"هذا صحيح ، إذا حاولت القيام بأي شيء ، فسأقوم بذلك أنا أيضًا!"

"ما الذي تتحدث عنه! أنا أولاً!"

قام العديد من العفاريت بالوقوف فجأة ، حتى أن بعضهم قفزوا على الطاولة ، ابتلعت إنري غضبها وتحدثت معهم بلطف.

"جميعاً ، يرجى الهدوء"

ومع ذلك ، فإن الغضب في عيون العفاريت لم يتلاشى على الإطلاق.

"فلتستسلموا يا رفاق ، فقد تم بالفعل تحديد المنتصر ، انظروا إلى هذه القطعة الرائعة من اللحم اللامع!"

رفع أحد العفاريت ، كونيل ، ملعقته لإثبات ما يقوله ، وعرض قطعة من اللحم قد يخطئ المتفرجون في اعتبارها حبة بازلاء ، لم يكن أكثر من مجرد خطأ قامت به إنري أثناء توزيع الطعام على الجميع.

"لقد أكلتُ قطعة لحم قبل قليل ، ومع ذلك كانت هناك قطعة أخرى في قاع الوعاء! هل لدى أحدكم قطعة لحم إضافية؟ لم أعتقد ذلك! هذا دليل على الحب! "

"هراء! هذه ليست أكثر من قطعة لحم أخطأت آني سان فيها وظنت أنها قطعة من الخضار! "

"ربما كنت تتوهم؟ ربما كان "اللحم" الذي أكلته من قبل مجرد بطاطا أو شيء من هذا القبيل ، واللحم الفعلي الذي حصلت عليه كان ذلك الشيء الصغير على الملعقة ، من الأفضل أن تنتبه ، فهذا دليل على أن آني سان لا تحبك ، بالإضافة إلى ذلك ، إلهي قال لي بوضوح ، ' يجب أن تجعل آني سعيدة ' "

"أليس الإله الذي تؤمن به شريرًا يا كونا؟!"

كان نصف العفاريت واقفين والنصف الآخر جالسين ويتشاجرون ، وهذا أدى إلا تأجيج الصراع بينهم ، حتى نيمو انضمت بطريقة ما إلى المتشاجرين ، فقط عدد قليل من الناس لم يشاركوا في هذا الصراع ، وأنزلوا رؤوسهم نحو الطاولة ، وكان أبرزهم نيفيريا.

"...مسحوق ياقوت... ريشة سحرية... مِدقة خشب الدردار...؟"

كان نيفيريا يُتمتم إلى نفسه وهو يضع الطعام في فمه ، لكن الطعام في الملعقة لم يصل حتى إلى فمه قبل أن يعود إلى الوعاء ، كانت عيونه مخبأ وراء شعره الطويل ، إلا أنه ربما كان يتأرجح بين الواقع والخيال.

"نيفي ، هل أنت بخير؟"

كان العفاريت لا يزالون يتجادلون ، وعلى الرغم من أنه ربما لم يكن من الآمن تركهم بمفردهم لفترة طويلة خِشية أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة ، إلا أن حالة نيفيريا كانت غير طبيعية ، ولم تستطع تجاهله ، على الأرجح أنه لم يَنَّم منذ فترة طويلة ، بالنظر إلى الطريقة التي بدأ بها في التذبذب في اللحظة التي جلس فيها ، كما لو كان على وشك السقوط في أي لحظة ، عندما بدأ تناول الفطور بالفعل ، بدا وكأنه واحد من الأوندد ، المحروم تمامًا من الحياة أو الذكاء.

"آه... لا... تقلقي... بشأني... إنري... ها..."

"نيفي ، فلتتماسك!"

"علاوة على ذلك ، ألست أنت من قال 'الآنسة نيمو ستكون زوجتي' سابقًا؟"

" الوضع مختلف الآن ، لقد علمت لاحقًا أنه نظرًا لأن نيمو سان في العاشرة من عمرها وأنها بنفس طولنا تقريبًا ، فقد اعتقدت في البداية أنها كانت في شبابها وأنها في سن مناسب للزواج ، لكن البشر... يُعتبرون بالغين فقط عندما يصلون إلى سن الخامسة عشرة! "

"إيه؟ هل هذا صحيح…؟ إذن آني سان ليست مثل الإنسان العملاق* أو شيء من هذا القبيل؟ "

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(ذُكرت هنا كلمة Hob-Human ولم أعرف ما هو إختصار هذه الكلمة)

(ولكن بما أنو العفاريت هم من يتكلمون فسأقول هذا ، الكلمة الإنجليزية للعفاريت هي Goblins والعرق الأعلى للـ Goblin هو Hobgoblin ، ولهذا أظن أنهم يتكلمون عن عرق أعلى للبشر )

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

قفز العفاريت من موضوع إلى آخر بسرعة لا تضاهى ، أرادت إنري أن تسألهم ما هو "الإنسان العملاق" ، ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها ، بدأت المجموعة التي سئمت من الثرثرة تتشاجر حول مسألة أخرى غير ذي صلة.

"آه! لقد سرقت خبزي! "

"ذئبي لا يزال جائعًا ، لا تكن بخيلاً!"

"جميعاً!"

صرخت إنري في هذه المرحلة ، لكن الضوضاء طغت على صوتها ، وتطايرت الملاعق والأطباق في الهواء ، بينما ارتفعت الصيحات والزمجرات الغاضبة مثل الرياح العنيفة ، بالطبع ، كل الأطباق والأوعية التي يتقاذفون بها كانت فارغة ، لأن ولا واحد من العفاريت سيقون بإهدار الطعام الذي أعدته إنري لهم ، ومع ذلك ، كان ذلك أمرًصا لا يغتفر.

قامت إنري بتجعيد حاجبيها وأخذت نفسًا عميقًا.

"ألا تأكل الذئاب اللحوم؟ فقط لأنك أقوى مني قليلا ، لا تفكر في أنني لا أستطيع أن أهزمك! "

"تهزمني؟ بما أنك جائع جدًا ، ماذا عن ساندويتش؟"

وبمجرد أن وقفت إنري ، عاد الجميع على الفور إلى مقاعدهم واستأنفوا وجبتهم بهدوء كما لو أن شيء لم يحصل.

"هذا يكفي ، كلكم! أخفضوا أصواتكم!"

تردد صدى صوت إنري الغاضب عبر الهواء الصامت فوق مائدة الفطور.

"آه…"

نظرت إنري حولها متفاجئةً مما حدث للتو ، لكن الشيء الوحيد الذي استطاعت رؤيته هو أن العفاريت نظروا إليها بتعابير على وجوههم تقول ، "كنا نتناول الفطور بهدوء ، ما الأمر" ، بعد فترة قصيرة من الصمت ، عادت إلى مقعدها ، ووجهها أحمر.

"ها ها ها ها!"

أول من كسر حاجز الصمت كانت نيمو ، ثم ، غير قادرة على احتواء نفسها ، حذت إنري حذوها ، ممسكة بطنها وهي تضحك ، ثم انضم العفاريت أيضًا.

ولم يكن من الممكن أن يتم هذا التنسيق والتوقيت الخالي من العيوب دون مناقشة وإعداد مُسبقين ، كان من المدهش تمامًا مدى جدية استعدادهم لمزحة كهذه.

"آه ، كان هذا غريبًا ، هل كنتم تخططون للسخرية مني منذ البداية؟ "

على الرغم من أنها كانت تضحك بشدة ، فقد سألت بغضب.

"بالطبع ، آني سان ، لن نتجادل بشأن أشياء مثل هذه بشكل حقيقي ".

"هذا صحيح ، آني سان"

"نعم ، نعم!"

تفاخر العفاريت دون أدنى تلميح من الخجل ، مما أدى إلى تشتيت أسئلة إنري بسبب تعابيرهم المرحة الموضوعة على وجوههم ، رداً على ذلك ، استهدفت إنري كايجلي ، ووجهت نظرة شرسة إليه ، تحت نظرتها الصارمة ، ذَبُل كايجلي ، وتجنب النظر في عينيها وهو يرد بصوت منخفض و يتنازل عن كل المسؤولية.

"حسنا ، كيف أصف الأمر... لقد بَدوتِ كئيبة قليلا هذا الصباح ، آني سان"

انكمش العديد من العفاريت القريبين ، وخفضوا رؤوسهم بينما كانوا ينظرون حولهم بقلق دون أن يقولوا كلمة.

"جميعا-"

"هذا بسبب... أننا نحن جميعًا حراسكِ الشخصيين ، آني سان"

"هذا صحيح!"

"نعم! نحن حُراسكِ الشخصيين!"

"لقد فكرنا كثيرا في وضعية دخولنا كحراسك الشخصيين أيضًا"

"هذا صحيح ، هذا صحيح ، الآن ، آني سان و نيمو سان ، قفوا هنا ، في المنتصف ، هكذا... "

"إيه؟ أنا أيضا؟"

"بالطبع ، الآن ، أنتما الاثنان ، إرفعا ذراعيكما هكذا ، هذا صحيح ، بطريقة رائعة تمامًا... نعم ، هكذا!"

حتى لو قَبلت ما يقولونه ، فإن هذه الوضعية جعلتهم يبدون وكأنهم ضفادع يمدون أذرعهم إلى السماء.

"اسمعوا ، أنا أتفهم نواياكم الحسنة ، ولكن لستم بحاجة إلى أن تكونوا حراسي الشخصيين... أليس كذلك ، نيفي؟"

أدارت إنري رأسها إلى صديق طفولتها الجالس بجانبها للحصول على المساعدة ، لكنها لم تجده هناك.

كان لديها شعور سيء حيال هذا ، لكنها نظرت قليلاً إلى الأسفل... ووجدت أن رأس نيفيريا كان مغموسًا في وعاء الحساء الخاص به.

"نيفي!"

التقطت إنري على الفور رأس نيفي الغارق في الحساء ، وصرخت بينما أصبح وجهها شاحبًا ، اندفع كونا بسرعة إليه ، وفتح جفون نيفيريا بأصابعه.

"...إنه نائم فقط ، إذا تُرك هكذا حتى الظهر ، فسيكون بخير ".

"نيفي... ماذا سأفعل بك؟"

فكرت إنري في إعادة نيفيريا إلى سريره ، لذا قامت بحمله على ظهرها ، وبدأت في المشي ، تاركتً وراءها محادثات مثل "ألا ينبغي أن يكون الأمر بالعكس؟" " نيمو سان ، لا يمكنك قول هذه الأشياء..." " نيفي ني سان..."

بعد حصاد القمح ، سيأتي مُحصلوا الضرائب إلى القرية لجمع الضرائب.

وكانت إنري قلقة بشأن الكيفية التي ستشرح بها لهم وجود العفاريت في القرية.

هل يجب أن تقول إنهم وحوش تم استدعاؤهم ، أم أنهم أتباع لها ، أو ربما ينبغي أن تقول...

كان لدى إنري شعور بأنهم قلقون عليها دائمًا.

لم يهتموا فقط بحماية حياتها ، بل فكروا في مشاعرها أيضًا ، ماذا يمكن أن تفعل لهؤلاء العفاريت؟

ماذا يمكنها أن تفعل لهؤلاء الأفراد الصاخبين والأعزاء من عائلتها...

♦ ♦ ♦

جمعت إنري الأعشاب التي كانت قد انتهت لتوها من حصدها واستخدمت ظهر يدها الذي لا يزال نظيفًا لمسح العرق الذي إنزلق من رقبتها ، الكومة الكبيرة من الأعشاب والحشائش تنبعث منهم رائحة العشب المقطوع حديثًا.

كان جسدها مُتعبًا من العمل لساعات طويلة في الحقل والطريقة التي إلتصقت بها ملابسها المليئة بالعرق بجسدها جعلت إنري تشعر بعدم الارتياح.

ولتحسين مزاجها ، قامت إنري بتمديد جسدها.

وعندما فعلت ذلك ، رأت بعيناها الحقل الواسع.

كان القمح الذي زرعوه ينمو ببطء ولكن بثبات ، ومع اقتراب موسم الحصاد ، بدأ القمح ببطء في التحول إلى اللون الذهبي ، على الرغم من أن حقل القمح ذو المظهر الذهبي كان مشهدًا جميلًا ، إلا أن أعمال إزالة الأعشاب والحشائش الضارة قبل ذلك كانت ضرورية ومزعجة ، إذا لم يتم ذلك سيصبح اللون الأصفر الذهبي متناثرًا.

كان عملها الجاد كله من أجل حصاد سليم.

قامت بتمديد جسدها لإرخاء عضلاتها المتيبسة ، ولتسمح لجسدها المشدود بالاسترخاء ، ثُم هب نسيم من الرياح الباردة والمنعشة على بشرتها التي ارتفعت درجة حرارتها بسبب الساعات الطويلة من العمل في الحقل.

جلبت الرياح أيضًا صوت الضوضاء من القرية إلى أذنيها.

بدا الأمر وكأنه شيء يضرب شيء ما ، وصراخ الجهود المتضافرة ، كانت هذه أصوات لم تسمعها في القرية من قبل ، في هذه اللحظة ، كانت القرية تعمل على تحويل كل أنواع الخطط والأفكار إلى واقع.

من بين هذه الخطط ، كانت الأولوية القصوى هي الجدار المحيط بالقرية ، وبناء أبراج المراقبة ، وغني عن القول إن كل هذه المشاريع كانت تهدف إلى تحويل القرية إلى حصن.

***

كانت قرية كارني بالقرب من حافة غابة توب العظيمة ، وكانت الغابة موطنًا للعديد من الوحوش البرية ، بعبارة أخرى ، كانت منطقة خطرة ، سيكون من المستحيل العيش بسلام هناك دون حماية الجدران المتينة.

ومع ذلك ، فإن منازل القرية مبعثرة على الأرض المُنبسطة ، بدون وجود أي شيء مثل جدار للحماية ، يمكن لأي شخص دخول القرية بسهولة ، حتى الآن لا توجد أي مشاكل ، كانت القرية مسالمة ولم تدخلها الوحوش ، رغم أنها كانت بجوار الغابة مباشرة.

كان ذلك لأن المخلوق الجبار المعروف باسم ملك الغابة الحكيم قد وسع أراضيه باستمرار ، وعلى هذا النحو ، لم يجرؤ أي وحش على التحرك في الغابة بالقرب من القرية ، وهكذا ، كانت دفاعات القرية شبه منيعة.

وبعد ذلك ، تغير كل هذا بسبب تدخل البشر.

هاجم فرسان الإمبراطورية القرية وقتلوا والديها ، نتيجة لذلك ، لم يتمسك أحد في القرية بالأمل في أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل.

ولهذه الغاية ، اقترح زعيم قوات العفاريت جوغيم تحصين القرية كإجراء مضاد ضد مثل هذا السيناريو ، بمجرد أن ذكر أن العفاريت لن يتمكنوا من حماية القرية إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى بسبب نقص أعدادهم ، حصل الاقتراح على الفور على موافقة بالإجماع من جميع الأطراف المعنية ، كان هذا لأنه حتى الآن لا يزال العديد من القرويين غير قادرين على نسيان الكابوس الذي حدث.

كانت الخطوة الأولى تفكيك المنازل الفارغة والتي لم يعد يسكنها أحد واستخدامهم لبناء الجدران ، بالطبع ، كانت هذه المواد غير كافية ، لذلك كان عليهم دخول الغابة لقطع الأشجار من أجل تحصيل الخشب ، نظرًا لأن دخول أعماق الغابة قد يعني التعدي على أراضي ملك الغابة الحكيم ، فقد كان عليهم السفر لمسافات طويلة على طول أطراف الغابة لقطع الأشجار.

بطبيعة الحال ، كان العفاريت هم الذين وفروا الأمن للقرويين الذين يقطعون الأخشاب.

نتيجة لتوليهم هذه المهمة ، اختفى حذر القرويين من العفاريت تمامًا تقريبًا ، جزء من ذلك لأن الفرسان الذين هاجموهم كانوا بشرًا ، مثلهم تمامًا ، لقد حاولوا قتل القرويين على الرغم من كونهم أعضاء من نفس العرق ، في المقابل ، ربما كان العفاريت من عرق مختلف ، لكنهم عملوا بجد من أجل القرية تحت قيادة إنري ، لذلك فَهم القرويون أنه لا يمكن استخدام الاختلافات العرقية للحكم على ما إذا كان يمكن الوثوق بهم.

والسبب الأكثر أهمية هو أن العفاريت كانوا أقوى من أي شخص آخر ، كمحاربين يمكنهم القيام بدوريات ، وحتى عندما يصاب شخص ما ، يمكن للعفريت كونا الكاهن أن يشفيهم.

كان من الصعب احتقار وأزدراء مثل هؤلاء العفاريت.

وبهذه الطريقة ، تمكن العفاريت من إثبات أهمتيهم وقيمتهم ووجودهم في القرية ، وفي غضون أيام قليلة سرعان ما أصبحوا جزءًا لا غنى عنهم في القرية ، يمكن رؤية هذا من المنزل الذي عاش فيه العفاريت ، على الرغم من أنهم من أعراق مختلفة ، إلا أنهم بنوا منزلًا كبيرًا في القرية بالقرب من منزل إنري في وسط القرية.

على الرغم من أن القرويين والعفاريت قد عملوا معًا على خطة الدفاع عن القرية ، إلا أنه لم يكن هناك أشخاص يكفون لإنجاز مثل هذا العمل بسرعة ، وعلى هذا النحو ، قاموا في البداية ببناء جدران بسيطة.

خلال هذه الفترة ، أصبح ملك الغابة الحكيم ، الذي أبقى الوحوش بعيدًا عن القرية ، من أتباع محارب ذو درع أسود ماهر بشكل مذهل وهجر أراضيه ، على الرغم من أنهم تمكنوا من إكمال الجدران بجهد كبير ، إلا أن القرويين لم يستمتعوا بإنجازهم ، بل تنهدوا على حظهم السيئ.

ومع ذلك ، القرية الآن محمية بجدران عالية وقوية.

كل هذا بفضل عدد من الغوليم الذين تم جلبهم من طرف الخادمة الجميلة التي تخدم منقذ القرية - آينز أوول غون.

الغوليم كائنات لا يتعبون أبدًا ، وسيعملون بصمت وفقًا للأوامر ، وقوتهم تفوق بكثير قوة البشر العاديين ، على الرغم من أن افتقارهم إلى البراعة تعني أنهم لا يستطيعون أداء مهام معينة تتطلب الدقة ، إلا أن مشاركتهم في العمل مكنتهم من المضي قدمًا بسرعة لا تصدق ، بفضل الجهد الذي بذله الغوليم الذين لا يتعبون ولا ينامون ، سارت عملية بناء الجدران بوتيرة سريعة.

يمكنهم إنجاز المهام التي لم يستطع القرويون والعفاريت القيام بها ، مثل قطع الأشجار ونقلهم بكميات كبيرة ، وحَفر الحُفر ، أو وضع أُسسٍ للجدران ، ما كان يجب أن يستغرق سنوات لإنجازه تم الانتهاء منه في غضون أيام ، وأصبحت الجدران المبنية أكبر وأكثر ثباتًا مما كان متوقعًا.

لم يساعدوا فقط في بناء الجدران ، بل حتى أنهم ساهموا في بناء أبراج المراقبة ، كانت مهمتهم الحالية استكمال أبراج المراقبة على الجانبين الشرقي والغربي للقرية.

"آني سان ، لقد انتهيت هنا"

"اه ، شكرا لك"

"لا ، لا ، لستِ هذا بحاجة لشكري على شيء كهذا ، آني سان"

لوح بايبو بخجل بيده الملوثة بالطين والأعشاب ، إلا أن إنري شعرت بأنها مدينة للعفاريت بدين لا يمكن سداده أبدًا.

بعد أن فقدت إنري والديها ، كانت في وضع صعب ، حيث سيكون من المستحيل رعاية حقول عائلتها بنفسها ، أرادت أن تطلب المساعدة من القرويين الآخرين ، ولكن نظرًا للنقص في القوى العاملة في القرية ، كان من الصعب بالفعل على كل أسرة رعاية محاصيلهم ، بمساعدة العفاريت ، تم حل هذه المشكلة بسهولة ، بالإضافة إلى ذلك ، لم تكن الوحيدة التي ساعدها العفاريت.

عند سماع شخص ما يناديها ، أدارت إنري رأسها و رأت امرأة ممتلئة الجسم تقف بجانب حقل ، وكان هناك عفريت بجانبها.

"شكرا جزيلا لك ، إنري تشان ، بفضل مساعدة العفريت سان ، انتهى العمل في حقلي تقريبًا ".

"حقا؟ هذا رائع ، كانت فكرتهم في المساعدة في أعمال القرية ، لذلك إذا كنت تريدين أن تشكري شخصًا ما ، فعليك أن تشكريهم ".

"آه ، لقد شكرتُه بالفعل ، ولكنه قال إنه تابع آني سان ، لذلك كان يأمل أن أشكرك أيضًا ".

عندما سمعت كلمة " آني سان " جعدت إنري حواجبها ، وسرعان ما أخفت ذلك بإبتسامة مريرة.

اقترح العفاريت بأنفسهم أنه ينبغي عليهم مساعدة العائلات الذين فقدوا القوة العاملة بسبب الهجوم الذي حصل ، وكانت المرأة التي أمامها واحدة من هؤلاء الأشخاص.

فعل العفاريت الكثير من أجل القرويين ، وكان من المستحيل أن يكره سكان قرية كارني العفاريت ، وحتى أنه كان من الشائع جدًا سماع الناس يقولون إن العفاريت كانوا جيرانًا أفضل من البشر.

"بالحديث عنهم، أين العفاريت الآخرون؟ أريد أن أدعو الجميع لتناول وجبة كشكر".

"إنهم يقومون بدوريات حراسة في القرية وأيضا يقومون بمساعدة الأشخاص الجدد الذين انتقلوا للتو إلى القرية ، لكنني سأخبرهم بذلك ".

"إذن أعتمد عليك ، إنري تشان ، عندما يحين الوقت ، سأحرص على أن يستمتع الجميع بالوليمة التي سأطبخها بكل ما لدي من مهارات ، في غضون ذلك ، سأدعو هذا العفريت لتناول الغداء أولاً ".

"حقا؟ إذن ، بما أنني تلقيت دعوة ، سيكون من الوقاحة الرفض ، آني سان ، آسف لأنني لا أستطيع الانضمام إليكِ ، لكنني سأتناول الغداء مع مورغا سان في منزلها"

أومأت إنري برأسها ، وعادت المرأة إلى القرية مع العفريت.

"سيكون من الرائع أن يدرك الأشخاص الذين وصلوا حديثًا أنكم لستم سيئين "

"حسنًا ، الكثير منهم لم تكن عليهم ملامح السعادة عند رأونا ، بدا أننا نُعامل كأعداء في أذهانهم".

"معظم القرى الأخرى بخلاف قريتنا ستُعامل العفاريت كأعداء ، صحيح..."

"لهذا السبب أرسلنا الكثير من العفاريت لمساعدة القرويين في عملهم ، ان الأمر ليس سهلا"

"لكن... أعتقد أن الجميع قد بدأوا بتقبل الأمر بشكل تدريجي ، لقد رأيت للتو كيف يمكنهم الترحيب بكم بشكل طبيعي ".

"حسنًا ، يتذكر عدد غير قليل من هؤلاء الأشخاص كيف تعرض أفراد عائلاتهم للهجوم والقتل ، أو لا ، قد تكون الذكريات التي يحملونها أثقل من ذلك ".

على الرغم من أن قرية كارني قد دمرها الهجوم ، إلا أن حوالي نصف سكان القرية تمكنوا من النجاة ، ولكن من ناحية أخرى ، فقدت القرى الأخرى التي هوجمت من قبل الفرسان معظم سكانها.

عندما بدأت قرية كارني في استقبال المهاجرين ، كان العديد من الذين جاءوا من الناجين من تلك القرى.

صمت الاثنان.

قامت إنري بتمديد ظهرها مرة أخرى ونظرت إلى السماء ، على الرغم من أن جرس الغداء لم يُقرع بعد ، إلا أن الوقت قد حان تقريبًا ، لقد عملوا بما فيه الكفاية في الحقل والأن حان الوقت لأخذ قسط من الراحة أيضًا.

"إذن ، هل نتناول الغداء؟"

ظهرت ابتسامة مرحة على وجه بايبو الذي بدا مضغوطًا.

"سيكون ذلك رائعًا ، طبخك لذيذ جدا ، آني سان"

أجابت إنري ، محرجة قليلاً: "أوه ، إن طبخي ليس بتلك الروعة ".

"لا ، لا ، أنا جاد ، مساعدتك في الحقل هي واحدة من أكثر المهمات التي نتنازع عليها بيننا ، هذا لأننا سنأكل وجبات الغداء التي تطبخينها ، آني سان ".

"ها ها ها ، إذن ما رأيك أن أقوم أيضًا بإعداد الغداء للجميع؟ تمامًا مثل الفطور؟ "

كان هناك عدد غير قليل من الأسباب الذي يجعل الأمر صعبا للغاية ، على سبيل المثال ، كان هناك فرق بين الغداء لثلاثة أشخاص وغداء لعشرين شخص ، مجرد تقطيع الخضار سيكون عملاً مجهداً في حد ذاته ، بالإضافة إلى ذلك ، كان عليها التأكد من أن كل شخص لديه حصة كافية من الطعام ، والتي ستكون مهمة متعبة ، ومع ذلك ، بالمقارنة مع مقدار العمل الشاق الذي قام به العفاريت والثناء الذي تلقوه بدوره ، فهذا لم يكن شيئًا على الإطلاق.

"أوه ، لا ، لا يمكننا أن نَفرض عليكِ هذا ، بالإضافة إلى ذلك ، يُعد الاستمتاع بطبخك بمثابة مكافأة لمن يفوز بحق مساعدتك ، آني سان"

لم تستطع إنري إلا أن تبتسم إبتسامةً مضطربة في وجه العفريت الضئيل المبتهج ، على الرغم من أنها كانت تعرف أن العفاريت يقررون من سيتولى وظيفية مساعدتها عبر لعبة حجر - ورق - مقص ، إلا أن إنري لم تكن تعرف ما إذا كانت تطبخ شيئًا يستحق بالفعل كل هذا الثناء.

"إذن ، هيا لنعد لنتناول وجبة الغذاء"

"يبدو هذا جيدا…"

في منتصف المحادثة ، أغلق بايبو فمه فجأة وحدق بشدة إلى مكان بعيد بعينيه الثاقبتين ، مع نفس عميق ، تحول من شخص مضحك ومرح إلى محارب مخضرم في لحظة ، نظرت إنري إلى أين نظر بايبو.

رأوا عفريتًا يمتطي ذئبًا أسود ، بدا وكأنهم ينزلقون عبر السهل وهم يقتربون منهم.

"إنه كيومي سان..."

من بين فرقة قوات العفاريت التي استدعتها إنري ، كان هناك 12 عفريتًا ذو مستوى 8 ، و عفريتان متخصصان في الرماية ذو مستوى 10 ، و عفريت واحد ساحر ذو مستوى 10 ، و عفريت واحد كاهن ذو مستوى 10 ، واثنان من العفاريت الفرسان ذو مستوى 10 و قائد العفاريت ذو مستوى 12 ، ليصبح المجموع 19 عفريتًا.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

كايجلي من هذا الصباح و بايبو الذي ساعدها في الحقل مستواهما 8 ، بينما كان كيومي ، الذي يركب ذئبًا أسود ، يرتدي درعًا جلديًا ويحمل رمحًا ، أحد العفاريت الفرسان ذو مستوى 10.

كانت مهمة العفاريت الفرسان هي القيام بدوريات في السهول والعمل ككشافة ، إن رؤية الفرسان يعودون بشكل دوري إلى القرية لتقديم التقارير أمر عادي تمامًا.

"…نعم إنه هو"

ومع ذلك ، كانت نبرة بايبو حادة للغاية ، ما جعل إنري تعتقد أن شيئًا سيئًا قد حدث.

"ما الخطب؟"

"...لقد عاد مبكرًا قليلاً ، من المفترض أن يجوب الغابة اليوم... هل حدث شيء ما؟ "

بعد سماع تفسير بايبو ، تصاعدت حالة القلق في قلب إنري ، وكانت تخشى أن تنتظرهم كارثة دموية.

بينما انتظر الاثنان في صمت ، وصل الذئب الكبير أمام إنري و بايبو ، من تنفسه السريع ، كان بإمكانها تخمين مقدار السرعة التي كان يجري بها.

"ماذا حدث؟"

عند سماع سؤال بايبو ، انحنى كيومي لإنري من أعلى ذئبه بينما كان يجيب ، " يبدو أن شيئًا ما قد حدث في الغابة العظيمة ".

"…ماذا؟"

"لست متأكدًا تمامًا ، لكنني أعتقد أن الأمر يشبه ما حدث من قبل ، مجموعة كاملة من الأشخاص المجهولين يتجهون نحو الشمال ".

"هل هم فرسان؟"

قاطعت إنري الاثنين دون قصد ، على الرغم من أنها كانت عاجزة عن تغيير أي شيء ، إلا أنها لم تكن قادرة على تجاهل المحادثة ، لأنها لم تستطع أن تنسى خوفها عندما تعرضت القرية للهجوم.

أشارت جملة "الكثير من الأشخاص المجهولين المتجهين إلى الشمال" الذين تحدث عنهم إلى الآثار التي عثروا عليها لآلاف الأشخاص الذين ساروا في اتجاه الشمال ، على الرغم من أن تلك الآثار كانت بنفس حجم آثار البشر ، إلا أن من خلف هذا الأثر كان حافي القدمين ، لذلك استنتجوا في النهاية أن هؤلاء الأشخاص ليسوا بشرًا.

"ليس لدي أي دليل قاطع ، لكنني أعتقد أن الأمر مختلف عن تلك المرة ، أشعر أن شيئًا ما يحدث في أعماق الغابة ".

"هل هذا صحيح"

بسماع ذلك ، لم تستطع إنري إلا أن تتنهد بإرتياح.

"...إذن ، من الأفضل أن أذهب لإبلاغ القائد"

"حسنا ، عمل جيد"

"شكرا لعملك الشاق"

بعد التلويح لهما ، رحل كيومي مع ذئبه ، شاهدته إنري و بايبو وهو يدخل أبواب القرية التي تُفتح ببطء.

"إذن ، هل سنعود أيضًا؟"

"نعم ، هيا"

***

بعد أن غسلت أنري و بايبو أيديهما في البئر عادا إلى المنزل ، وبعد ذلك سمعا صوت فتاة صغيرة.

"مرحبا بعودتك ، أوني تشان"

كان الصوت مصحوبًا بصوت احتكاك الحجارة ببعضها البعض ، بالنظر في اتجاه الصوت ، رأت إنري أختها الصغرى نيمو تعمل على الطاحونة الحجرية في الجزء الخلفي من المنزل.

إنبعثت من الطاحونة الحجريّة رائحة لاذعة ، على الرغم من أنها كانت مشابهة للرائحة التي علقت بيديّ إنري من قبل عندما كانت تعمل في الحقل ، إلا أن الرائحة المنبعثة من الطاحونة الحجرية كانت أكثر حدة ، بحيث يمكن للمرء أن يشمها من مسافة بعيدة.

كانت نيمو معتادة على الرائحة ، ولم تكن هناك مشكلة في ذلك بالنسبة لها ، لكن عيون إنري كادت أن تدمع بسبب الرائحة القوية ، بدا بايبو ، الذي يقف خلفها ، غير متأثر مقارنة بها ، ومن يعرف ما إذا كان ذلك بسبب أن الرائحة كان لها تأثير فقط على أجناس معينة ، أو لأنه سيكون من الوقاحة أن يصنع وجهًا كهذا لأخت سيدته الصغيرة.

"لقد عدت ، كيف هُم؟ هل قمت بطحنهم؟ "

"مم ، لقد فعلت ، القي نظرة"

نظرت إنري إلى أين تشير نيمو ، ورأت أن الأعشاب التي كانت متراكمة قبل مغادرة المنزل قد تقلصت إلى حفنة صغيرة.

"ألستُ رائعة؟ لم يتبقى الكثير ".

قبل أن تغادر المنزل ، طلبت إنري من نيمو مساعدتها في طحن الأعشاب وتحويلها إلى عجينة ، يجب تجفيف بعض أنواع الأعشاب والحفاظ عليها ، بينما يجب طحن أنواع أخرى وحفظها.

"اوااه ، لقد عملت بجد حقًا ، نيمو!"

أشادت إنري بأختها بشدة ، وتشكلت نظرة فخر على وجه نيمو ، ربما كانت قد تأثرت بنيفيريا ، أو ربما أرادت مساعدة أختها بطريقة ما ، لكن نيمو قد أنجزت مهامها بجد وبسرعة.

شكلت الأعشاب جزءًا كبيرًا من دخل قرية كارني ، يمكن القول إنه التخصص الوحيد للقرية الذي لم يتطلب الكثير من القوى العاملة لإنتاجه.

يُعتبر بيع الأعشاب الطبية وسيلة ثمينة لكسب المال ، لذلك جميع سكان قرية كارني يعرفون عن الأعشاب ومكان نُموهم.

ومن ثم بدأت إنري تفكر بصمت في الأمر ، هذه العشبة لها أعلى معدل رِبحي بين الأعشاب المتوفرة في القرية ، ومع ذلك ، لا يمكن جمعها إلا في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية قبل أن تتفتح الأزهار ، ولا يمكن التعامل معها إلا كدخل مؤقت في أحسن الأحوال ، ومع ذلك ، فقد تم حصد هذه العشبة من جميع الأماكن التي يعرفون أنها تَنبُت فيها ، لذلك سيحتاجون إلى الدخول للغابة لجمع الأعشاب التي لم يتم جمعها بعد.

بالطبع ، كانت الغابة خطيرة وكان وهناك الكثير من الوحوش يكمنون داخلها ، ولم تكن مكانًا يمكن لأشخاص مثل إنري دخوله بإستهتار ، ومع ذلك ، الآن لديهم العفاريت وهناك أيضًا نيفيريا ، الذي لديه خبرة في جمع الأعشاب ، إذا تَمكَنَت من الحصول على مساعدتهم ، فيجب أن يكونوا قادرين على جني قدر كبير من المال.

بعد بعض التردد ، تحدثت إنري عن خطتها لبايبو.

"أريد أن أذهب إلى مكان جديد لحصد الأعشاب ، هل يمكنكم أن تأتوا معي؟"

من الناحية المنطقية ، لم تكن هناك حاجة لأن تذهب إنري بنفسها ، كل ما احتاجت إليه هو أن تأمر العفاريت بذلك ، وسيقومون بتنفيذ الأمر ويدخلون الغابة الخطيرة نيابة عنها ، ومع ذلك ، كان لدى العفاريت التي إستدعتهم ضُعف غريب.

وهو أنهم سيئون جدًا في العثور على الأعشاب أو تقطيع الفرائس وهذا النوع من الأعمال.

تمامًا مثل الطريقة التي تعاملوا بها مع الطهي ، حتى لو سلم أحدهم عينة من الأعشاب للعفاريت ، فلن يتمكنوا من العثور على أعشاب مثلها حتى لو كانت أمامهم مباشرة ، كان شيئًا مثيراً للدهشة ، كما لو أنهم ولدوا وهم غير قادرين على فعل هذا النوع من الأشياء ، أو حتى تعلمها ، كما لو أن شخصًا ما قد أزال القدرة على فعل ذلك منهم.

لذلك ، إذا تم تكليفهم بجمع الأعشاب ، فإن العفاريت بحاجة إلى أن يكون معهم شخص خبيرة بهذه الأشياء.

"أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام ، ولكن قد يكون من الخطير عليكِ أن تأتي معنا ، آني سان"

"همم؟ لماذا؟"

"حسنًا ، كما قال كيومي ، هناك شيئ مريب يحدث في أعماق الغابة ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإن الغابة في الوقت الحالي في حالة من الفوضى وغير آمنة ".

عند رؤية التعبير المفاجئ على وجه إنري ، بدأ بايبو يشرح الأمر بمزيد من التفاصيل.

"الكائنات الأكثر يقظة في بعض الأحيان يقومون بتوسيع أراضيهم ، ولهذا ولفترة من الوقت ، ستتداخل منطقتهم مع المناطق الأخرى ، وسيؤدي ذلك إلى حالة من الفوضى ، بعبارة أخرى ، ستزداد إحتمالية لقائنا مع الوحوش ، وكذلك سيزداد حجم الخطر ، وإذا كان حظنا سيئًا ، فقد نصادف وحشاً أو شيئًا ما خارج الغابة ، نحن نعلم أنكِ شجاعة ، لكن ليست هناك حاجة للمجازفة ، آني سان ".

"هل هذا صحيح…"

أنا لست متأكدة جدًا من جزء الشجاعة ، ولكن ربما يكون هذا مجرد تهذيب من طرف العفاريت.

"حدث شيء كهذا سابقًا ، فهل هناك أي معلومات عن الأمر؟"

"انا لا اعرف ، في الأصل ، كان يجب أن نرسل شخصًا على دراية بظروف الغابة العظيمة للتحقيق... لكن إذا ذهبنا ، ستضعف دفاعات القرية... آه ، لقد وجدتها! لماذا لا نوظف مغامرين للتحقيق في ذلك؟ "

قالت إنري وهي تجعد جواجبها: "قد يكون ذلك صعبً ، وفقًا لـ نيفيريا ، فإن تكلفة استئجار مغامر باهظة للغاية ، على الرغم من أن العاصمة ستقدم بعض الدعم من ناحية التكاليف ، إلا أنه سيكون من الصعب جدًا على قرية مثلنا أن تتحمل تكاليف توظيف مغامرين ".

"هكذا إذاً…"

"يجب أن يساعد جمع الكثير من الأعشاب وبيعها في حل جزء واحد من هذه المشكلة... وإلا ، فكل ما يمكننا فعله هو بيع العنصر الذي حصلنا عليه من غون سما"

كانت قد تلقت بوقين من آينز أوول غون ، على الرغم من أن أحدهما قد اختفى بعد أن استخدمته ، إلا أن الآخر كان مخبأً بأمان في منزل إنري.

"انسى ذلك ، آني سان ، نحن نفضل أن تقومي بإستخدامه بدلاً من ذلك ".

"بالطبع لن أبيعه"

لم ترغب إنري في أن تصبح ذلك النوع من الأشخاص الحقيرين التي قد تبيع هدية مُنحت لها بحسن نية ، كان هناك أيضًا احتمال أنه قد لا يكون من الممكن بيعه ، لذلك قررت عدم القيام بذلك ، حتى الآن هم ما زالوا يستفيدون من كرم الخادمة التي جلبت الغوليم إلى القرية ، ولذا فهي لن ترتكب مثل هذا الفِعل الجاحد.

"لكن هذا قد يسبب مشكلة ، لا يمكن حصد الأعشاب إلا في هذا الموسم ، لذلك على الرغم من خطورة الأمر ، إلا أنه لا يزال يتعين علينا... "

ابتسمت إنري لنيمو ، التي كان لديها تعبير قلق على وجهها ، لم تكن تريد أن تجعل آخر فرد من عائلتها على قيد الحياة حزينة ، ولم ترغب في تفويت هذه الفرصة لكسب الكثير من المال ، ولكن بالنظر إلى أولوياتها ، كان من الواضح أن هذا إختيار خاطئ ، لكنها تريد أيضًا أن تسدد لطف العفاريت الذين عملوا بجد من أجل القرية والذين اعتبروها أيضًا سيدتهم.

أحتاج إلى كسب المزيد من المال ومعرفة نوع العتاد الذي يمكنني شراؤه للعفاريت ، يبدو أن الدرع الكامل يمكن أن يحمي الشخص جيدًا ، بالحديث عن الدروع الواقية للجسم ، هناك ذلك الرجل المحترم ذو الدرع الأسود... ماذا كان اسمه مرة أخرى؟

على الرغم من أنها لم تكن تعرف مقدار تكلفة الدروع والأسلحة ، إلا أنها كانت متأكدة إلى حد ما من أنه ليس مبلغًا صغيرًا ، في هذه اللحظة ، مد بايبو يده أمام إنري ، مشيرًا إلى أنها يجب أن تنتظر قليلاً.

"امم... ومع أنني ما قلته للتو هو مجرد رأي شخصي ، ولكن ماذا عن مناقشة الأمر مع القائد؟ لستِ بحاجة لاتخاذ القرار في وقت مبكر جدا ، آني سان ، لا أريد أن يوبخني القائد لأنني فتحت فمي دون تفكير ، وأيضا أعتقد أن نيفي ني سان يرغب في وضع يديه على جميع أنواع الأعشاب أيضًا ".

تمامًا عندما كان التفكير الزائد يملأ رأس إنري ، جاء صوت قرقرة من بجانبها ، التفتت لتنظر ، ورأت نيمو تنظر إليها والعبوس مرسوم وجهها.

"أوني تشان ، أنا جائعة ، هل يمكننا أن نأكل؟ "

"مم ، آسفة ، إذن إذهبي و اغسلي يديك ، سأذهب لأجهز الغداء".

"نعم ~"

كانت استجابة نيمو مليئة بالطاقة ، بعد تفكيك الطاحونة الحجرية ، كشطت العجينة الخضراء المتراكمة ووضعتها في جرة صغيرة ، عادت إنري إلى المنزل متسائلةً عما يجب أن تعده لتناول طعام الغداء.

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 2

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

وقفت إنري أمام غابة توب العظيمة ، بالطبع ، لم تكن وحدها ، بجانبها كان أعضاء مخلصون من قوات العفاريت.

تم تجهيز العفاريت بقمصان سلسلة وتروسٍ مستديرة ومناجل متينة تتدلى من أحزمتهم ، كانوا يرتدون سترات بنية اللون تحت دروعهم وأحذية جلدية على أقدامهم ، كانت على أحزمتهم حقائب للأشياء الصغيرة ، لا يمكن للمرء أن يقول إنهم كانوا أقل من اللازم.

قام العفاريت المسلحون بالكامل بإجراء فحوصاتهم النهائية على معداتهم الشخصية ، وتأكدوا من حِدَّة مناجلهم.

كان الجميع مجهزين بشكل جيد ، لكنهم كانوا يحملون أمتعة خفيفة وقليلة ، كان ذلك لأن الخطة كانت تتمثل في إكمال عملهم بسرعة ، وليس القيام برحلة إستكشافية طويلة في الغابة.

لم يتم تكليف كل فرد في القوات بحماية إنري ، كان هدفهم هو استكشاف المنطقة المحيطة بدقة والتحقق بشكل أكبر من المعلومات التي جمعها العفاريت الفرسان ، وهذا يعني أنه كان عليهم مراقبة الوضع الحالي داخل الغابة العظيمة بعناية ، من أجل حماية القرية ، قرر العفاريت استكشاف المحيط والمناطق حول القرية.

ثلاثة عفاريت فقط سيرافقون إنري.

كان هناك أيضًا شخص آخر ، نيفيريا ، وكان مستعداً تمامًا كذلك ، مرتديًا ملابس مناسبة لجمع الأعشاب في الغابة ، مع وجود نيفيريا ، ستكون رحلة حصاد الأعشاب ناجحة بالتأكيد.

إستدار نيفيريا وسأل "ما الخطب؟" ، ربما شعر بأن إنري تنظر إليه ، على الرغم من أن إنري كانت تلوح بيدها وكأنها تقول "لا شيء ، لا شيء" ، إلا أن أحد العفاريت لاحظ ذلك واقترب من إنري.

لقد كان عفريتًا كان جسمه عضليًا ورياضيًا لدرجة أنه سيكون من الصعب على الأشخاص الاعتقاد بأنه عفريت ، كان جذعه محميًا بغطاء صدري بسيط ولكنه عملي ، وكان السيف الكبير الذي استخدمه مغمدًا على ظهره.

لقد كان جوغيم ، قائد العفاريت ، إستوحت إنري هذا الإسم من البطل في القصة المسماة " جوغيم جوغيم* " ، وبرفقته كان هناك فرسان معروفون آخرون قاتلوا إلى جانب البطل المسمى جوغيم ، واستخدمت أسمائهم للعفاريت الآخرين.

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(“Jugemu Jugemu” قصة يابانية مشهورة)

( ومع أنها قصة يابانية إلا أن إنري تعرف بشأنها ، وهذا يدل على أن هناك لاعب من يغدراسيل قد جاء إلى هذا العالم ونشر هذه القصة) (نظرية من المعجبين)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

"لا يجدر بأن يكون هناك أي... ما الخطب؟"

"لا ، لا ، لا بأس! كنت أنظر فقط ".

"هذا جيد ، لأنه بمجرد أن يكون الشخص داخل الغابة ، يمكن أن يفقد حياته حتى ولو بسبب زلة صغيرة ، إذا حدث أي شيء ، فأخبريني بذلك ".

"هذا صحيح ، آني سان ، تمامًا كما اتفقنا من قبل ، جميعنا سنستكشف الغابة ، لذا إذا كانت هناك حالة طارئة ، فلن نستطيع الحضور لمساعدتك على الفور... هل كل شيء على ما يرام حقًا؟"

كان وجه جوغيم الوحشي ملتويًا وبدا وكأنه تعبير عن القلق ، ونظر إلى إنري ، وعند رؤية ذلك ، ابتسمت إنري.

"سيكون الأمر على ما يرام ، لن نتعمق أكثر من اللازم ، وسوف يحمونني ".

"من الجيد سماع..."

نظر جوغيم إلى أين تنظر إنري ورأى العفاريت الثلاثة الذين أمامها ، ثم صرخ:

"أوي! أيها الأوغاد! من الأفضل ألا تدعوا آني سان تصاب بأي خدش ، مفهوم؟!"

"مفهوم!"

رد العفاريت الثلاثة ، غوكو و كايجلي و أونلاي ، بصرخة شديدة.

"و نيفي ني سان ، سوف تعتني بـ آني سان أيضًا ، أليس كذلك؟"

لاحظت إنري فجأة أن كايجلي ، دون سبب واضح ، كان يستعرض عضلاته بثني ذراعيه وانتفخوا بقوة.

"هل هذه هي اللحظة المناسبة؟... اححم! بالطبع! يمكنك الاعتماد علي لحماية إنري! "

للحظة ، تخيلت إنري أنها ترى أسنان نيفيريا تلمع وهو يشع بالثقة بالنفس من خلال ابتسامته ، كان موقفه الآن مختلفًا تمامًا عن موقفه المعتاد ، ولكي بصراحة فقد شعرت بنوع من الفظاظة ، ومع ذلك ، ربما كان هذا مجرد حماسه للسفر داخل الغابة.

تمامًا مثل طفلة صغيرة ، ابتسمت إنري وشعرت بأنها أخته الكبرى.

"شكرا لك ، نيفي ، سأكون في رعايتك ".

غريب ، هل يقوم بشد عضلات صدره الآن...؟ ما هذا؟

"آه ، مرة أخرى... أوه ، بشأن ذلك ، لقد أعددت مجموعة من العناصر الكيميائية التي صنعتها بنفسي ، لذا اتركي الأمر لي!"

بعد رؤية ابتسامة نيفيريا اللامعة الثانية ، سقطت الابتسامة من على وجه إنري.

"اه ، اه... أنا أعتمد عليك"

"آه ، حسنًا ، كل شيء جاهز... ولكن بصراحة ، إن القيام بهذا العمل الخطير... "

استدار جوغيم لينظر إلى إنري ، وكانت هناك نظرة حزينة على وجهه ، بدأت إنري تنزعج قليلاً بعد سماع هذا السؤال مرة أخرى بعد أن أجابت عنه عدة مرات في القرية ، لكنه كان يسألها فقط بدافع القلق عليها ، لذلك لم تستطع تجاهله فحسب.

"قد يكون هذا صحيحًا ، ولكن تظل الحقيقة أنه بدون الأعشاب ، لا يمكننا كسب أي أموال..."

"ماذا عن جلود الحيوانات؟ يمكننا الحصول عليهم".

"هذه ليست فكرة سيئة ، لكن الأعشاب أكثر قيمة"

يختلف سعر جلود الحيوانات تمامًا عن سعر الأعشاب الطبية بكثير ، فأعشاب سعرها أعلى بكثير ، إذا كان هناك جلد حيوان نادر ، فيمكن بالفعل بيعه بسعر جيد ، ولكن يصعب الحصول على هذا النوع من الأشياء.

"إذا كان بإمكان نيفي ني سان مشاركة..."

"نحن لن نلمس أموال عائلة باريري ، يجب أن نساعد بعضنا البعض ونتشارك الفوائد بمساواة ، لا يمكننا دائمًا الاعتماد عليهم".

في حياة القرويين مساعدة بعضهم البعض مهم جدا ، وبالتالي ، لا يمكن للأسرة البقاء على قيد الحياة إذا تم نبذها من طرف الآخرين ، إلا أن ذلك لم يكن عذراً للإعتماد على الآخرين ، لأن ذلك يعني أن الشخص لا يستطيع إعالة نفسه ، ولا يمكن للقرية التسامح إلى هذا الحد مع هذه النوعية من الأشخاص ، كان الاكتفاء الذاتي مطلبًا صارمًا.

وجه الاثنان أعينهما بعيدًا عن نيفيريا ، الذي كان يقول بهدوء ، " كايجلي سان ، يرجى قراءة الحالة المزاجية والتوقف عن اتخاذ تلك الوضعيات الغريبة..."

"إذا كان هذا هو الحال ، فهو بالتأكيد... حسنًا ، إذا كنت تعيش مع آني سان ، فيمكنك بالتأكيد جمع الثروة... ولكن... يبدو أنه لا شيء يمكنه أن يوقفكِ عن الإمتناع عن فعل ذلك..."

كلمات جوغيم فقدت قوتها تدريجيا ، كان يعلم أنه لا يستطيع منع إنري من دخول الغابة العظيمة.

على الرغم من أن إنري لم تكن تريد أن تجعل الأمور صعبة على جوغيم والآخرين الذين اهتموا بها ، إلا أنها كانت مصممة.

بعد كل شيء ، قررت المغامرة داخل الغابة على الرغم من معرفة مخاطرها لأنها سمعت جوغيم يقول ، "لا يمكننا إصلاح معداتنا".

كان سكين المطبخ شيئًا مختلفاً ، فقط الحدادون المحترفون يمكنهم إصلاح الأسلحة والدروع الحديدية الخاصة بالعفاريت ، مما يعني أن هناك خطرًا خفيًا يهدد جميع العفاريت ، إذا تدهورت معداتهم ، فهذا يعني أن حياتهم ستكون في خطر ، كانت صيانة معداتهم القتالية ضرورية.

ماذا يمكن أن تفعل من أجلهم ، ماذا يمكن أن تفعل للأشخاص الذين تعهدوا بحياتهم لحمايتها؟ كيف يمكنها الاختباء في أمان والتمتع بثمار عملهم؟ تمامًا كما قدموا كل ما لديهم من أجلها ، كان عليها أيضًا أن تفعل كل ما في وسعها من أجلهم. ، كان هذا قرار إنري.

لم يكن العفاريت مجرد حراس إنري الشخصيين ، بل كانوا أيضًا حماة القرية ، إذا قررت إستغلال هذه الحقيقة ، فمن المحتمل أن تتمكن من جمع النقود من القرويين لإصلاح وشراء المعدات للعفاريت ، ومع ذلك ، قررت إنري التخلي عن هذه الفكرة.

بغض النظر عن أي شيء ، كانت إنري تحاول ببساطة سداد خدمة العفاريت من خلال جهودها الخاصة ، هذه المهمة كانت الدليل على ذلك.

"في العادة ، سينبغي علينا الإنتظار أكثر والتأكد من أن المنطقة خالية من الخطر قبل الدخول..."

التي تكلمت من خلفها كانت ساحرة عفريتة ، داينو.

كانت داينو ساحرة تمسك بعصا و في أعلى تلك العصا توجد جمجمة.

كانت تحمل عصا منحنية تبدو رثة ، لكنها كانت أطول منها ، كانت مزينة بزخارف غريبة في جميع أنحاء جسدها ، وصدرها منتفخ قليلاً ، بدا وجهها أكثر نعومة من العفاريت الذكور ، تمكنت إنري من التعرف على هذه التفاصيل لأنها كانت سيدتهم ، لكن الأشخاص العاديين ربما لن يتمكنوا من ملاحظة هذه التفاصيل.

" ومع ذلك ، من المستحيل تأكيد ما إذا كانت الغابة آمنة أم لا"

"أجل ، هذا صحيح ، إنه لأمر مؤسف أنه لا يمكن لأحد تأكيد ذلك ، أكثر ما يمكننا فعله هو تأكيد أن الغابة تبدو هادئة ، لكن حتى ذلك يحتاج إلى وقت ، وإذا أردنا معرفة متى سترتفع حدة التوترات مرة أخرى ، فسيستغرق ذلك وقتًا أطول"

إذا فعلوا ذلك ، فسوف يفوتون فرصة جمع الأعشاب المرغوبة ، بعد سماع كلمات داينو ، تجمعت قناعة راسخة في أعين إنري وأجابت عليها.

"سيكون الأمر على ما يرام ، لن نتعمق كثيرًا"

بعد سماعها تكرر هذه الإجابة عدة مرات ، أدرك جوغيم أخيرًا أنه لا يستطيع تغيير رأي إنري ، بدلاً من ذلك ، نظر إلى العفاريت الثلاثة الذين سيذهبون معها ، ما قاله لهم هو نفس ما قاله لهم من قبل.

"لن نكون معكم لذلك لن نكون قادرين على حماية آني سان ، لذلك يجب أن تفعلوا ذلك من أجلنا يا رفاق ، من الأفضل أن تحرسوها بحياتكم! و إحموا نيفي ني سان أيضًا! "

"مفهوم!"

"سيكون الأمر أكثر أمانًا إذا كنا جميعًا معًا كالمعتاد ، إن تقسيم قوتنا القتالية سيسبب الكثير من المشاكل" تمتمت داينو بذلك بصوت عالٍ.

"بهذه الطريقة لن نستطيع التعامل مع العدو على الفور"

"هذا صحيح ، علينا طرد الوحوش التي تقترب من القرية ، والتخلص منهم نهائيًا سيكون أمرًا مزعجًا للغاية ، لأنه بمجرد أن يبنوا عشًا ، لن يغادروا أبدًا ، حتى لو طردناهم بعيدًا ، فسيعودون بعد فترة ".

نظرًا لأن توازن القوى في الغابة قد تغير ، كان استكشاف الغابة العظيمة - وخاصة المنطقة المحيطة بالقرية - أمرًا بالغ الأهمية.

كان هذا بحثهم الأول ، البحث الأولى يعني أن الخطر سيكون أكبر ، ولهذا يمكنهم إرسال ثلاثة أشخاص فقط ليكونوا مرافقي إنري.

"حسنا ، لنذهب جميعًا! سننتهي سريعًا ونلتقي بـ آني سان! "

استجابةً لنداء جوغيم ، أصدرت قوات العفاريت صرخة اتفاق قوية.

♦ ♦ ♦

كان هذا الجزء الداخلي من الغابة العظيمة.

على الرغم من أنهم قد قطعوا مسافة 150 مترًا فقط ، إلا أن درجة الحرارة انخفضت بِعدة درجات ، كان هذا ببساطة لأن ضوء الشمس لم يسطع الوصول هنا ، ومع ذلك ، لم تكن المناطق الداخلية مظلمة تمامًا ، ولا يزال بإمكان إنري رؤية ما كان يحدث حولها ، تقدمت إنري والأعضاء الأربعة الآخرون من فريقها إلى الأمام ، محاطين بالهواء البارد.

في هذه اللحظة ، كان الصمت يسيطر على الغابة ، باستثناء الصوت الخافت لأغصان الأشجار المتمايلة وصدى الطيور والوحوش من وقت لآخر ، لم يكن هناك شيء آخر ، دوى صدى خطى إنري ورفاقها بصوت عالٍ ، الفريق الآخر بقيادة جوغيم تعمقوا بالفعل داخل الغابة ، ولم يعد بالإمكان سماعهم.

شكلت إنري ورفاقها تشكيلة تشبه المثلث تقريبًا أثناء تقدمهم إلى الغابة ، في وسط التشكيلة كانت إنري ونيفيريا.

كان من الصعب للغاية الحفاظ على تشكيل واسع في الغابة ، لذلك عادةً ما يتم تبني تشكيلة بخط مستقيم ، ولكن من أجل حماية الاثنين ، أصر العفاريت على القيام بهذه التشكيلة ، على الرغم من أن هذا أبطأ من سرعة تقدمهم ، لكن ما باليد حيلة.

عندما تحركوا أعمق إلى الداخل ، بدأ نيفيريا في النظر لأعلى باتجاه الشمال.

بحث عن الكنز النائم في الغابة الكثيفة - الأعشاب الطبية.

لم تكن إنري مبتدئة في جمع الأعشاب ، تعرف الفتاة في عمرها كل شيء عن الأعشاب التي يمكن تناولها عن طريق الفم أو فركها على المنطقة المصابة ، أو الأعشاب العادية المستخدمة كمكونات للجرعات ، ومع ذلك ، في هذا المجال ، نيفيريا متفوق عليها تمامًا ، لم يكن فقط على دراية تامة بالأعشاب الطبية ، فهو يعرف جيدًا أيضًا النباتات التي يمكن استخدامها كمواد للكيمياء.

"هل وجدت أي أعشاب نادرة؟"

بمجرد أن طرحت إنري هذا السؤال ، إتخذ جميع العفاريت المحيطين بها وضعيات غريبة في انسجام تام.

ثَنيُّ عضلات الذراع بقوة مرة أخرى... لماذا يقومون بهاته الوضعيات؟

لم تلاحظ إنري التي أمالت رأسها الإنزعاج الخافت على وجه نيفيريا.

"لماذا لم أخبرهم بالتوقف عن القيام بهاته الوضعيات... إن الافتقار إلى الشجاعة أمر محطب للغاية ، اه ، هل هذا طحلب بني هناك؟ "

كما قال تمامًا ، كان هناك طحلب بني ينمو حيث أشار نيفيريا.

"هذا طحلب بيبياموكوكي ، عند مزج هذا الطحلب مع جرعة علاجية سَيُحسن تأثيرها بشكل طفيف"

"حقا؟ لو كنت أنا ، لكنت سأعتقده بأنه كان طحلب عادي ، بدون نيفي ، ربما كنت سأتجاهله تمامًا ، كما هو متوقع من نيفي ".

"أوه ، أنت رائع للغاية ، نيفي ني سان ، هل هذا الطحلب قَيِم؟"

"من الممكن بيعه وسيجلب القليل من المال... آه ، انتظر ، لا تحصدوه ، ما نهدف إليه أنا وإنري أكثر قيمة من ذلك ، إذا لم نتمكن من العثور على العشبة المطلوبة ، فسنحصد هذا الطحلب في طريق عودتنا ".

"مفهوم ، بالحديث عن ذلك ، بالنسبة إلى نيفي ني سان ، من المؤكد أن هذه الغابة بمثابة كنز دفين ، لأنه من السهل جدًا تكوين ثروة منها ، آه ~ أشعر براحة أكبر وأنت معنا هنا ، نيفي ني سان ".

"لا-"

تغيرت وضعيات العفاريت. (يقومون بوضعيات لكي يخبروا نيفيريا أن يتحدث عن أشياء تُبهر إنري)

"نعم ، حسنًا ، قد يكون الأمر كذلك بالفعل ، هناك شيء واحد مؤكد ، ألا وهو أن الأشخاص الذين يسافرون معي لن يواجهوا صعوبة في ذلك ، أنا واثق من ذلك تمامًا ".

"مم ، كما هو متوقع منك ، نيفي ".

ملأ مزاج محرج الغابة الهادئة.

"إذن ، آني سان ، هل هذا كل شيء؟"

"همم؟ كايجلي سان ، ماذا تقصد؟ "

"همم؟ لا ، أنا في الواقع ، لا شيء... آه... بالمناسبة ، هناك سؤال نسيت أن أطرحه ، ما نوع الأعشاب التي تبحثان عنها؟ "

"ألم أخبرك؟ إنها عشبة تسمى إنكايشي ، بعد حصدها سنترك نيمو تطحنها ".

"مفهوم ، ومع ذلك حتى لو وصفت لنا شكل هاته العشبة ، فلن نتمكن من معرفة الفرق ، إذن دعونا نُكمل ".

خطوة بخطوة ، تقدموا أكثر داخل الغابة ، مع تقدمهم ، بدأت أنوفهم تحكهم بسبب الرائحة الكثيفة لعطر الغابة.

لم تكن هناك أي علامة على وجود نشاط بشري هنا على الإطلاق ، منغمسًا في هذا المكان ، شعر نيفيريا أن هذا كان عالمًا فيه البشر ضعفاء وصغار ، ثم فتح فمه ليتكلم.

"دعونا نبدأ في البحث هنا ، سنبدأ الحب في الأماكن التي بها الكثير من الظل والرطوبة... هل توجد مصادر مياه قريبة؟ هذه العشبة تنمو بالقرب منهم ، لا توجد علامة على نشاط الوحوش هنا ، يا لحظنا ".

"مفهوم ، نيفي ني سان"

مع خبرته الواسعة كطبيب أعشاب ، كان من غير المرجح أن يرتكب نيفيريا أي خطأ ، ولهذا رد العفاريت وإنري بالموافقة.

وضعوا أغراضهم على الأرض ، مما خفف من أعبائهم.

"آه... آني سان ، هل يمكنكِ الذهاب لمساعدة نيفي ني سان؟"

"آه ، نعم ، هذا صحيح ، إن نيفي يحمل الكثير من الأشياء وقد يحتاج إلى المساعدة ".

سارت إنري إلى حيث يضع نيفيريا أمتعته وساعدته.

"شكرا ، إنري"

"لا مشكلة ، نيفي ، ومع ذلك يجب أن أقول أن كل هذه المعدات مذهلة ، يبدو أن الخبراء بحاجة إلى أشياء كثيرة... "

من زاوية عينيها ، استطاعت إنري رؤية العفاريت وهم يهزون برأسهم أومأوا بإرتياح على الرغم من أنها تفاجأت من سبب سعادتهم ، إلا أنها قررت في النهاية أن أولويتها الأولى هي إنجاز المهمة.

"إذن ، فلنبدأ البحث!"

ومن ثم بدأوا ، راقب العفاريت المحيط ، بينما بدأت إنري ونيفيريا في البحث

على الرغم من أن إنري توقعت أن العمل سيكون صعبًا وقد جهزت نفسها لذلك ، إلا أنهم كانوا محظوظين وسرعان ما وجدوا نموًا كثيفًا للأعشاب في شقوق جذوع الأشجار.

"هناك ، لقد وجدنا أين تَنبُت هاته العشبة على الفور ، كما اعتقدت ، من حسن حظي أنني معك نيفي ".

"لا ، الأمر ليس كذلك ، نحن محظوظون لأننا وجدناها في منطقة مهجورة ، إذا كانت هذه طريق للوحوش وداست عليها أثناء المرور ، فسيكون ذلك سيئًا للغاية ".

بالنسبة إلى البشر ، كانت الكمية الكبيرة من الأعشاب ، رغم أنها ليست كنزًا بحد ذاتها ، شبيهة بجبل من العملات المعدنية ، حاربت إنري بشدة الرغبة المشتعلة في قلبها ، كان هذا المكان خطيرًا ، كان من الأفضل أن تضع جشعها جانبا وتعمل على إكمال المهمة بثبات.

وبذلك ، ركعت إنري على ركبتيها ، وبدأ في القطف ، واضعة في الاعتبار جذور الأعشاب.

القيمة الطبية لإنكايشي تكمن في جذورها ، لكنهم لم يتمكنوا من اقتلاع الجذور بهذه الطريقة ، كانت مثل هذه الأعشاب شديدة التحمل ، وستنمو مرة أخرى طالما بقيت الجذور ، بدا الأمر مؤسفًا ، لكن استنفاد هذه البقعة من الأعشاب (التي كان من الصعب جدًا العثور عليها في المقام الأول) عن طريق الإفراط في الحصاد سيكون مثل قتل الإوزة التي تضع البيض الذهبي.

انبعثت رائحة قوية من الأعشاب ودخلت أنفها أثناء القطف ، لكنها كانت معتادة على الروائح القوية والنفاذة ، لذا فإن الرائحة لم تُعرقل عملها ، مقارنة بمنزل نيفيريا ، كانت هذه الرائحة أفضل.

قطفت الأعشاب واحدة تلو الأخرى بعناية ، مع الحرص على عدم سحق الأعشاب ، ثم وضعتهم بعناية في الحقيبة تحت ذراعها ، إذا جاء العفاريت للمساعدة ، فمن المحتمل أن يكونوا قد انتهوا بشكل أسرع ، لكنهم كانوا مشغولين جدًا في مراقبة محيطهم ، لم تكن إنري غبية بما يكفي لتطلب من الحراس المساعدة في قطف الأعشاب.

بالمقارنة ، كانت طرق حصاد نيفيريا مثل الشخص المتمرس ، سحبهم بسرعة من الأرض دون توقف ، بطريقة لا تضر بفعاليتهم كدواء ، فقط محترف مثله سيكون قادرًا على القيام بمثل هذا العمل الفذ.

راقبت إنري بصمت نيفيريا ، الذي كان يحدق في الأعشاب بتعبير جاد على وجهه ، الوجه الذي أصبح مألوفًا للغاية بدا وكأنه شخص آخر.

...إنه رجل الآن.

"…ما الخطب؟"

نظر نيفيريا للأعلى فجأة ، لابد وأنه شعر بأن إنري قد توقفت عن العمل.

شعرت إنري بالخجل وخفضت رأسها ، على الرغم من أنها لم ترتكب أي خطأ

"آه ، حسنًا ، لقد إعتقدت أنك مذهل ، نيفي..."

"حقا؟ لا أعتقد أنني مذهل إلى هذا الحد ، أنا مجرد هاوي عندما يتعلق الأمر بالأعشاب ، ولكن هذا طبيعي قأنا صيدلي في النهاية"

"…حقا"

"أجل"

انتهت المحادثة وامتلأت أكياسهم بالأعشاب ببطء ، عندما امتلأ أكثر من نصف الكيس ، فجأة جلس العفاريت بوضعية القرفصاء بجانبهم ، كما لو كانوا يبحثون عن مكان للاختباء.

أشار كايجلي إلى إنري بإلتزام الصمت ، كانت هذه حالة طارئة ، إنري ، التي فهمت ، أوقفت عملها واستمعت ، من بعيد ، كانت تسمع صوت النباتات وهي تُداس.

"هذا…"

"شيء ما قادم ، إنه قادم بإتجاهنا... أو بالأحرى ، نحن لسنا الهدف إنه فقط يتقدم وعلى الأرجح سينتهي به الأمر ماراً من هنا ، لذلك نحن بحاجة إلى الابتعاد عن هذا المكان ".

"...إذن ، لن نحتاج إلى الفخاخ الخداعيةلصنع ضوضاء للفت إنتباهه؟"

"هذا صحيح ، نيفي ني سان ، من الأفضل ألا نضطر إلى استخدامها ، يبدو أن الأمور ستسوء إذا فعلنا ذلك ، هيا لنتحرك ".

بدأ الخمسة في الابتعاد عن اتجاه الصوت ، مختبئين في ظل شجرة قريبة ، لم يذهبوا إلى أبعد من ذلك لأنهم لا يريدون المخاطرة بإحداث ضوضاء وهم يخطوت على العشب ، إذا كان الطرف الآخر يتقدم للأمام ، فلا داعي للمخاطرة.

نظرًا لأن الشجرة لم تكن كبيرة جدًا ، فلا يمكنها إخفائهم جميعًا ، أكثر ما يمكن أن يفعلوه هو الانحناء تحت الشجرة والأمل أنه لن يتم إكتشافهم.

وبهذه الطريقة أسكت الخمسة أنفاسهم ودعوا أن يتحرك مصدر الصوت في الإتجاه آخر ، لكن لسوء الحظ ، لم يحدث هذا ، وظهر الشكل الذي أحدث الضجيج أخيرًا في مجال رؤية إنري.

"إيه؟!"

هربت شهقة صغيرة من المفاجأة من فم إنري.

كان عفريتًا صغيرًا خشن المظهر.

كان جسده مغطى بجروح صغيرة تنزف الدماء بغزارة ، كان تنفسه سريعًا وغير منتظم ، ورائحة دمه وعرقه إنتشرا في جميع أنحاء المنطقة.

على الرغم من أن العفاريت أصغر في الحجم من البشر ، إلا أن هذا العفريت كان صغيرًا حتى بالنسبة لعفريت آخر ، اتفقت إنري والعفاريت على أن هذا العفريت كان "طفلًا".

نظر الطفل العفريت بخوف إلى الوراء ، في الاتجاه الذي أتى منه ـ لم تكن هناك حاجة للاستماع إلى صوت الدوس على العشب الذي أعقب ذلك من ورائه ، من هذا الموقف كان الأمر واضحًا ، كان صياداً يطارد فريسة.

تذبذب العفريت بقدميه المتشنجتين بيأس واختبأ خلف شجرة مختلفة عن تلك التي اختبأت فيها إنري والآخرون.

"هذا-"

"- إلزمي الهدوء."

لم ينظر غوكو حتى إلى إنري وهو يقاطعها ، تم تثبيت تلك العيون التي لا تلين في الاتجاه الذي جاء منه الطفل.

بعد 10 ثوانٍ فقط ، كشف المُطارد عن نفسه.

لقد كان وحشًا سحريًا ضخمًا يشبه الذئب الأسود ، السبب الذي جعلهم يستنتجون على الفور أنه ليس ذئبًا عاديًا كان بسبب السلسلة الملتفة حول جسمه ، لم تُعِق السلسلة الأفعوانية تحركاته على الإطلاق ، وكأنها مجرد وهم ، وبرز من رأسه قرنان.

تمتم نيفيريا باسم الوحش.

"بارغست..."

على الرغم من أنه لم يكن من الممكن أن يسمعه ، إلا أن بارغست كان يتحسس الهواء و يشم مثل الكلب ، ثم التوى وجهه ، لقد كانت ابتسامة شريرة لا يمكن لوحش عادي أن يظهرها ، نظر ببطء حول محيطه واستقرت عيناه على الشجرة التي كان يختبئ فيها الطفل.

تمامًا مثل الوحش الذي كان يشبهه ، كان لدى بارغست قدرة شم قوية ، بالتأكيد لن يفوت رائحة الطفل الذي نزف بشدة .

وبالحكم موقفه ، فإن السبب وراء تمكن العفريت من الوصول إلى هنا لم يكن لأنه كان قادرًا على الهرب من بارغست. ، بل لأن البارغست كان مخلوقًا ساديًا* ، أو أنه يلعب لعبة صيد.

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(السادي هو الذي يحب إلحاق الألم و المعاناة و الإذلال بالآخرين)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

فجأة ، توقف البارغست عن الحركة ، عبس بشكل مريب ، وأخذ يحدق في المكان الذي جمعوا فيه الأعشاب.

آه-

سحبت إنري رأسها للخلف ، وسرعان ما فعل الآخرون الأمر ذاته.

خلف جذع الشجرة ، فتحت إنري يديها ، كان على جلدها لون أخضر ومُرقط بالمادة النباتية للأعشاب التي كانوا يقطفونها ، بجانبها ، فعل نيفيريا نفس الشيء.

العُصارة من الأعشاب التي قطفناها...

كانت العُصارة التي تتواجد على أيديهم مثل العُصارة التي أنتجتها نيمو وهي تطحن الأعشاب ، على الرغم من أن الرائحة لم تُأثر عليهم لأن أنفهم مخدر ، إلا أن الرائحة الكريهة لا تزال معلقة في الهواء ، كانت نبضات قلبهم عالية جدًا.

"لقد بدأ بتحرك ، …انه يتحرك بعيدا؟ هل من الممكن أنه لم يستطع أن يشمنا؟"

كان أونلاي يضع أذنه على الشجرة ، وظهرت علامة استفهام فوق رأسه.

"...ربما لم تستطع تحديد مصدر الرائحة؟"

"ماذا تقصد ، نيفي ني سان؟ ألا تمتلك الوحوش أنوفًا حساسة جدًا...؟"

"بسبب..."

ثم بدأ نيفيريا بهدوء بشرح الأمر.

كانت النقطة الأساسية هي أنه نظرًا لامتلاكه لحاسة شم شديدة الحساسية ، كانت الرائحة الكريهة التي تطفو في هذه المنطقة فعالة بشكل خاص ضده ، اختلطت رائحة إنري والحقيبة برائحة موقع التجميع ، و لحسن الحظ ، فإن الرائحة قد غطت على رائحتهم الأصلية.

على الرغم من أن الرائحة الكريهة كانت في كل مكان ، ولكن إذا فروا بسرعة ، فإن الرائحة القادمة من المكان الذي فروا منه قد تلفت انتباه البارغست.

"إذن دعونا نستخدم الطفل كتضحية وسينتهي كل شيء ، نحن لا نعرف مدى قوة هذا البارغست ، والتعامل معه دون معرفة مسبقة سيكون مخاطرة كبيرة ".

هذا الرد بدم بارد جعل إنري تنظر إلى وجه غوكو.

ومع ذلك ، كانت هذه الكلمات منطقية ، وضع العفاريت السلامة الشخصية لـ إنري على رأس أولوياتهم ، مع أخذ ذلك في الاعتبار ، كان تجنب القتال مع هذا الوحش السحري أمرًا متوقعًا ، حتى أنهم سيضحون بواحد من عرقهم من أجل ذلك دون أي تردد.

ربما كان على حق ، بالنظر إلى القناعة الموجودة في تلك الكلمات.

ومع ذلك ، فإن إنري لم يعجبها الأمر ، حتى لو كانوا من أعراق مختلفة ، فإن عدم مساعدة شخص ما من الممكن مساعدته من شأنه أن يلحق العار على نفسها كإنسانة.

لو لم تكن هذه مجرد فكرة خاطئة من فتاة قروية غبية لم تتعرض للهجوم وتفتقر إلى الشعور بالخطر ، فربما لم تكن قد فكرت بهذه الطريقة.

نظرت إنري حولها إلى الآخرين ، أدرك العفاريت رغبة إنري ، لكنهم ظلوا صامتين ، بعد ذلك ، نظرت إنري إلى نيفيريا.

"نيفي..."

"ها... لننقذه ، من يدري ، ربما يمكنه إخبارنا ببعض المعلومات ، إذا لم نعرف سبب فراره إلى هنا ، فقد يعرض ذلك القرية للخطر ".

عبس العفاريت.

"هناك إحتمال أننا سنخسر"

"بالفعل ، ولكن إذا كان هذا مجرد بارغست ، فنحن محظوظون ، سمعت أن البارغست الزعيم قوي جدا ، لكن من مظهر سلاسله وحجم قرنيه ، لا أعتقد أنه من هذا النوع ، إذا كان مجرد بارغست عادي ، فسنفوز بكل تأكيد".

"لحظة ، إن آني سان هنا أيضًا ، يجب أن نتجنب المخاطرة ".

إبتلعت إنري ، كانت تعلم أن ما تقوله كان فقط لإرضاء غرورها ، وكلماتها الحمقاء ستعرضها للخطر وليس هي فحسب ، بل الأشخاص الذين معها ، ومع ذلك فتحت إنري فمها وتحدثت.

"...إذا لم نساعد شخصًا كان بإمكاننا مساعدته ، فعندها سنكون شركاء للمعتدي ، لا أريد أن أصبح كهؤلاء الأشخاص الذين يؤذون الضعفاء ، لذا أرجوكم!"

كايجلي ، الذي كان يراقب تعبير إنري الجاد ، تنهد ، في الوقت نفسه جاء هدير غريب من الوحش ، أمكنهم بوضوح سماع صوت الضحك الساخر بداخله ، ردا على ذلك جاء عويل من العفريت الصغير.

لم يعد هناك وقت للتردد أو النقاش.

"ما باليد حيلة ، هيا بنا يا رجال! "

أخذ العفاريت زمام المبادرة و قفزوا ، وتبعهم نيفيريا.

عند رؤية ظهور الجنود الذين ذهبوا ليقاتلوا بشجاعة من أجل تحقيق رغبتها ، شعرت إنري بألم شديد في قلبها.

كل ما يمكنها فعله هو مشاهدتهم من الخلف.

على الأقل ، يجب أن أبقى هنا وأراقبهم بجدية ، دون أن أرمش حتى ولو لمرة واحدة.

***

الأربعة الذين قفزوا رأوا البارغست يضغط على العفريت الطفل تحته ، أصيب العفريت الطفل بجروح جديدة لكنه لم يمت بعد ، لأن البارغست كات لديه عادة سيئة تتمثل في اللعب بفريسته.

توقفت حركات البارغست ، وحدق في مجموعة الأشخاص الذين قفزوا ثم في العفريت طفل ، ربما كان خائفًا من أن فريسته قد قادته إلى الفخ.

قال أونراي مشيرًا إلى نفسه بإبهامه: "تعال أيها الجرو ، تريد أن تلعب؟ سوف العب معك ،هيا"

البارغست زأر ، ممتلئًا بنية القتل.

سحب كايجلي المنجل المعلق حول خصره ، وحذى العفاريت الآخرون حذوه.

"لا داعي للتفكير كثيرًا ، سأعلم كلبًا عجوزًا مثلك أشياءاً جديدة ، ماذا رأيك أن نبدأ بلعبة 'التظاهر بالموت'؟ "

"هاااا!"

رداً على استهزاء العفاريت ، قام البارغست بالضغط على العفريت الطفل الذي كان يدوس عليه ، وصرخ من الألم

وعلى الرغم من عدم قدرته على الكلام ، إلا أن أفعاله أوضحت نواياه ، قوموا بأي حركة وسأقتل هذا الشقي ، لكن-

***

"حسنا! اقتلوه! "

تجاهل العفاريت الثلاثة تهديد البارغست ، واندفعوا إلى الأمام.

أفعالهم الغير متوقعة جعلت البارغست يرتبك.

لم يكن بإمكان البارغست أن يعرف أن العفاريت لم يظهروا بنية إنقاذ العفريت الطفل ،لقد كانوا هنا فقط بسبب رغبة إنري ، وكان موقفهم يقول "طالما حاولنا إنقاذه ، فهذا جيد بما فيه الكفاية".

نظرًا لأنهم أظهروا أنفسهم من أجل المواجهة ، فقد تتأذى سيدتهم إنري إذا لم يقضوا على البارغست ، نتيجة لذلك ، كان عليهم التأكد من أنهم سيقتلون البارغست ، لذلك إذا قُتل العفريت الطفل ، فذلك يعني أن البارغست سيضيع بعض الوقت في قتل العفريت الطفل وذلك سيسمح لهم باتخاذ الخطوة الأولى ضد البارغست ، فإن حدث ذلك سيسمحون للطفل بالموت بكل سرور.

بسحبهم المناجل في وجهه ، أدرك البارغست أنه لا يمكنه استخدام الرهينة ضدهم ويوقف حركتهم ، كان مرتبكًا حول ما إذا كان يجب أن يقضي على الصبي العالق تحت مخالبه.

أخذ حياته سيكون أمرًا سهلًا ، سيقتله بضربة واحدة ، ومع ذلك ، إذا فعل ذلك ، فلا شك في أنه سيتعرض للاختراق بواسطة أسلحة أعدائه.

التهديد على حياته قاد البارغست إلى قراره.

تجاهل العفريت الطفل ، وقفز البارغست لمواجهة هجوم العفاريت.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

كان البارغست أثقل من العفاريت ، كان البارغست يأمل في أن يُثبّت خصومه تحته ويقضي عليهم بتمزيق حناجرهم بأنيابه.

ومع ذلك ، كان هذا اختيارًا سيئًا.

تمكن العفريت المستهدف من تفادي الهجوم بسهولة ، وفي نفس الوقت قام الاثنان الآخران المتواجدان على اليسار واليمين بضرب البارغست بسلاحهما.

انحرف أحد المناجل بسبب سلاسل البارغست ، لكن الآخر مزق جسده ، وجعله ينزف دمًا.

في الوقت نفسه ، تحطمت قنينة صغيرة بعد اصطدامها بطرف أنف البارغست.

" غياااها!"

جعلت الرائحة الكريهة التي أصابت أعين وأنف البارغست يصرخ بصوت عالٍ.

وفي تلك اللحظة ترنح في مكانه ، تم توجيه ثلاث ضربات له وهو ما هز جسمه من الألم.

إن الشعور بتدفق الدم جعله يفهم أنه ليس من الجيد الاستمرار على هذا النحو ، مع الدموع في عينيه ورؤيته الضبابية ، قام البارغست بحركته ، كان هدفه هو الشخص الذي ألقى القارورة عليه - بشري.

ومع ذلك ، فإن البارغست قد خطى بضع خطوات فقط عندما التصقت قدماه بشيء ما في الأسفل وأصبح غير قادر على الحركة.

نظر إلى الأسفل ، ورأى أن الأرض كانت مغطاة بطين ذو لون غريبة ، لم تمتص الأرض السائل الغريب.

"الغراء لن يكون قادرًا على مقاومة قوة الوحش السحري لفترة طويلة! هاجموه دفعة واحدة! "

ردا على صوت البشري ، صرخ العفاريت صرخات المعركة وهاجموا ، بالإضافة إلى ذلك ، ألقى الإنسان تعويذة قوية أيضا.

"شاااهااا!!"

استخدم البارغست كل قوته لسحب قدميه من الأرض ، على الرغم من تباطئ تحركاته لأن أقدامه كانت لا تزال ملتصقة بالمادة اللاصقة والأوساخ ، إلا أنه كان لا يزال قادراً على القتال.

عند مشاهدة العفاريت وهم يقتربون منه بنية القتل مرة أخرى ، استخدم البارغست ذكاءه المتفوق (مقارنة بالوحش العادي) واعترف بحقيقة أن "هؤلاء العفاريت كانوا أعداء أقوياء".

لقد إعترف بأن هؤلاء كانوا مختلفين عن العفاريت العاديين - لقد كانوا أعداء يمكنهم قتله.

عُرف هذا البارغست بثلاثة طرق للهجوم ، يمكنه أن يخترق عدوه بقرونه ، و يمكنه أن يستخدم أسنانه للعض ، يمكنه أن يطرح خصمه أرضًا ويمزقه بمخالبه ، على عكس البارغست الأقوى ، لم يكن لديه أي قدرات خاصة ، لكن الحقيقة ، أنه كان لدية ورقة رابحة.

هذا التكتيك سيتركدفاعه مكشوفًا تمامًا ، وإذا فشل البارغست ، فسيتم قتله ، لكن الآن لم يكن الوقت المناسب للقلق بشأن التراجع ، كان عليه أن يستفيد بالكامل مما يمكن أن يكون الثواني القليلة الأخيرة من حياته.

عوى البارغست بعنف ، متحققًا من تقدم العفاريت.

"「تعزيز الدرع 」"

التعويذة من الخلف ، التي ألقاها البشري ، جعلت دروع العفاريت تتوهج بشكل لامع ، أصيب البارغست بالذعر ، وتوقع أنه كانت تعويذة تعزيز من نوع ما ، لكن العفاريت أمامه ابتسموا.

مع تعزيز دروعهم ، تقدم العفاريون معًا ، ربما يمكن وصف الأمر بالتهور ، ولكن يمكن للمرء أيضًا أن يقول إنها كانت خطوة شجاعة لإنهاء ما يمكن أن تكون معركة طويلة بسرعة.

بالفعل ، كانت كذلك - إذا لم يكن البارغست توقع منهم أن يفعلوا ذلك.

إذا كان بإمكان البارغست تغيير ملامح وجهه بسهولة مثل الإنسان ، لكان يبتسم في هذه اللحظة.

كانت سلاسل جسده تهتز مثل الأفعى ، ثم تحركت فجأة السلاسل التي كانت مرتبطة بالبارغست.

بدأت السلاسل السميكة تتأرجح بقوة هائلة.

القدرة الخاصة 「زوبعة السلاسل」 ستجرح العفاريت بشدة ، إن لم تقتلهم على الفور.

كان البارغست قد راهن بكل شيء على هذه الحركة ، كانت هذه خطوة كبيرة لا يمكن استخدامها إلا مرة واحدة في اليوم ، وبعد استخدام السلاسل لن يتمكن من استخدامهم كدرع لمدة 10 ثوانٍ على الأقل ، كانت المخاطر عالية.

في مواجهة هجوم غير متوقع كهذا ، كان العفاريت غير قادرين على المراوغة ، كان هذا خطأ فادحًا ، لكن-

"إنخفضوا!"

أمر صارم وقوي إخترق الهواء قبل أن تتمكن السلاسل من ذلك.

حدق البارغست الذي راهن بكل شيء على هذا الهجوم في البشرية التي صرخت ، واتسعت عيناه.

العفاريت الذين كان من المفترض أن يكونوا غير قادرين على المراوغة قد خفضوا أنفسهم ، كما لو أن الصوت قد حقنهم بجرعة من الحيوية.

حدق البارغست في القائدة (إنري) التي وقفت وراء الساحر.

وبعد ذلك ، تم قطع أرجل بارغست الأمامية ورجله الخلفية بواسطة ضربات من مناجل العفاريت ، عوى البارغست من الألم ، لقد حاولت استعادة سلاسله ، وكشف عن أنيابه ، لكن العفاريت لم يبدوا خائفين على الإطلاق.

"نيفي ني سان ، لا حاجة للدعم السحري ، لدواعي السلامة ، ألقي تعويذة「الإنذار」حول هذا المكان"

كان البارغست ، الذي كان يعلم أنه قد خسر بالفعل ، يحاول يائسًا الهروب.

أصبح جسده الطبيعي الآن مرهقًا وبطيئًا ، كان هذا طبيعيًا بالنظر إلى أن ثلاثة من أرجله الأربعة أصبحت الآن مصابة بشدة ، ومع ذلك ، أراد البارغست الفرار بكل قوته.

لكن العفاريت لم يسمحوا بذلك.

***

غطى الدم اللزج العشب في كل مكان ورائحة الدم النتنة غطت رائحة النباتات.

أصبح البارغست ميتًا ، وأحشائه المنبعثة من جثته ما زالت دافئة من حرارة جسمه ، ابتعد العفاريت عن البارغست ، وكانت مناجلهم ملطخة بالدماء ، واستداروا لإلقاء نظرة على العفريت الطفل.

أصيب الطفل بجروح بالغة وفقد قوته للفرار ، لكن مع ذلك دفع جسده في وضع مستقيم وإتكأ على الشجرة.

"أنتم ، من أنتم يا رفاق؟ من أي قبيلة أنتم؟ "

نظر العفاريت إلى بعضهم البعض ، متسائلين عن كيفية الرد على أسئلة طفل كان نصف خائف ونصف مريب.

لقد غمزوا لبعضهم البعض ، و ناقشوا بصمت الإستراتيجية الخاصة بنوع السلوك الذي سيحقق أكبر قدر من الفوائد ونوع المعلومات التي يجب أن يكشفوا عنها ، لكن إنري شعرت أن هناك أمورًا أكثر إلحاحًا من ذلك.

"نحن بحاجة إلى الاعتناء بجروحه أولاً ، ماذا يمكننا أن نفعل ، نيفي؟ "

أصيب الطفل بجروح بالغة وقد فقد بالفعل الكثير من الدماء ، لو تُرك لوحده ، فسيموت بالتأكيد ، على الرغم من أن إنري لم تكن لديها أي فكرة عن كيفية مساعدته ، إلا أنها كانت تأمل أن يعرف صديق طفولتها ما يجب فعله.

"أكثر ما يمكن للأعشاب الطبيعية فعله هو إيقاف النزيف ، ولا يمكنها تعويض الدم المفقود ، لكن…"

بدأ نيفيريا في البحث في حقيبته.

"لديَّ جرعة شفاء صنعتها قبل فترة ، أردت أن أسلمها إلى غون سما ، ولكن... دعني ألقي نظرة على جروحك "

مشى نيفيريا إلى الأمام ، وسحب الجرعة من حقيبته.

"إنتـ - إنتظر ، ما هذا السائل ذو المظهر الخطير؟ هل هو سم؟ "

إجتاح العداء وجه الطفل الخائف وهو يرى الجرعة الأرجوانية ، من وجهة نظر إنري - ربما حتى وجهة نظر نيفيريا - كان هذا رد فعل طبيعي ، بدت الجرعة مثل السم إلى حد كبير فلا عجب أنه حذر ، ومع ذلك ، كان العفاريت منزعجين للغاية من كلمات الطفل ، وقد اقتربوا من الطفل.

"-أنت ، أيها الشقي ، آني سان هي التي قررت إنقاذك مع نيفي ني سان ، من الأفضل أن تراقب كلماتك تجاه الأشخاص الذين أنقذوا حياتك... هذا لمصلحتك أيضًا ، مفهوم؟ "

استدار الطفل لينظر إلى مناجل العفاريت المغمدة أمامه ، على الرغم من أنه كان مجرد طفل ، إلا أنه علِم أن العفاريت أمامه كانوا غاضبين للغاية.

شعرت إنري أنه سيكون من الأفضل ألا يضطروا إلى تخويف الطفل ، لكنها كانت تعلم أن العفاريت لديهم قواعدهم الخاصة التي اتبعوها ، لن تكون فكرة جيدة بالنسبة لها أن تفرض فطرتها البشرية عليهم.

"أنا - أنا آسف جدا"

"آه ، لا بأس ، لا تقلق"

وهو يجيب ، سكب نيفيريا الجرعة على جسد الطفل ، كانت الجروح تنغلق بشكل واضح.

”اووو! ما هذا؟ لون السائل مثير للإشمئزاز ، لكنه فعال جدا!"

شعر الطفل بنظرات العفاريت المحيطة به وارتجف.

"آه... لا ، أنا ، آه ، شكراً جزيلاً لك..."

"من المهم أن تكون ممتنًا يا فتى"

"حسنا ، وهكذا ، يمكنني أن أخبر غون سما أن التجربة قد نجحت ".

نظر نيفيريا حوله طالبًا الموافقة ، أومأت إنري والعفاريت ، الذين فهموا ما قصده ، برأسهم.

تم صنع جرعة نيفيريا من المواد التي قدمها له منقذ قرية كارني الساحر العظيم آينز أوول غون ، لم تكن هناك حاجة إلى إنفاق الأموال على رسوم البحث فحسب ، بل قام بتوفير جميع المكونات الضرورية ، ولهذا فإن ملكية المنتجات النهائية المصنوعة من هذه المواد أمر بديهي.

كانت حقيقة أن نيفيريا قد قرر استخدام الجرعة بدون إذن مشكلة كبيرة ، ولكن يمكنه أن يجد عذرًا ليقول أنه تم استخدامها كتجربة.

إذا شرحت الأمر لـ غون سما ، فمن المحتمل أنه سيسمح بذلك... إخصائيوا العلاج بالأعشاب لديهم قواعدهم الخاصة أيضًا ، ...على ما أعتقد.

"أنت ، لقد استخدمتني كتجربة!"

غير قادر على القراءة الحالة العامة للجو ، إندهش الطفل ، بينما ابتسمت إنري ونيفيريا بمرارة رداً على ذلك ، كان رد فعل مثل هذا طبيعيًا من شخص لا يعرف التفاصيل الكاملة للموقف.

على الرغم من أن الاثنين تمكنا على الأقل من الابتسام كردة فعل ، إلا أن هناك آخرون حاضرون لم يمتلكوا صبرهم ، كان العفاريت غاضبين بشكل واضح ، نقروا على ألسنتهم وقال أحدهم ، "هذا الوغد الصغير!"

مدت إنري يديها لمحاولة تهدئتهم ، هو لم يعرف ماذا حدث ، لذلك من المتوقع أن يتصرف بهذه الطريقة ، بالإضافة إلى أنه مجرد طفل ، لذلك لم تكن هناك حاجة للتفكير كثيرًا في الأمر.

"حسنًا ، إذا قلتِ ذلك ، آني سان... على أي حال ، يجب أن نتحرك ، من يدري قد تنجذب الوحوش الأخرى لرائحة الدم ".

"ومع أننا فزنا ولكن... آني سان لا تقومي مرة أخرى بهذا التصرف رجاءً ، فمهمتنا هي حمايتك"

"أجل ، ومع ذلك ، فإن سماع إنري تصرخ أخافني حقًا ".

"...حسنًا ، بسبب ذلك الصراخ نحن بخير - أوه ، أيها الشقي ، من الأفضل ألا تهرب ، لدينا الكثير من الأسئلة التي نريد طرحها عليك ، وإذا كنت لا تريد العودة إلى المنزل مُقطعاً ، فمن الأفضل أن تجيب بصدق ".

"أونلاي سان..."

"آني سان ، هذا من أجل القرية أيضًا... هيا تعال يا فتى"

نهض الطفل ببطء ، لقد شُفيت جروحه ، ولذا لا ينبغي أن تتعرقل حركته ، لكن مقاومته العنيدة جعلت تحركاته بطيئة.

غوكو ، الذي كان منجله مصبوغًا بالدم ، بصق على الأرض.

لجأت إنري إلى نيفيريا طلبًا للمساعدة ، ومع ذلك ، هز رأسه بصمت ، عندما التفتت لإلقاء نظرة على العفاريت ، رأت أن هناك نظرة صلبة في أعينهم ، ومعها موافقة صامتة على تصرفات زميلهم.

"...آني سان ، لا تقلقي ، لن أقتله ، أريد فقط أن أطرح عليه بعض الأسئلة بشأن ما يحدث ، وأيضا ألا تعتقدين أنه سيموت إذا تركناه هنا؟ "

بدا الأمر كما لو أن السؤال كان يستهدف الطفل العفريت أكثر من إنري نفسها ، بدا أنه فهم الأمر ، وتلاشت المقاومة في عينيه.

"مفهوم... أنا لن أهرب..."

"هذا جيد ، إذن كلما أسرعنا في التحرك ، كان ذلك أفضل ، يا فتى هل أنت متأكد من أن ذلك البارغست هو الوحيد الذي كان يطاردك؟"

"...لا أدري ، فإلى جانب البارغست ، هناك العديد من الغيلان أيضًا ، لا أعرف ما إذا كان أي منهم قد طاردني ، وأنا لست طفلًا ، أنا أغو ، الابن الرابع لـ آه ، زعيم قبيلة كيجو ".

"أغو كن ، همم"

"أعتقد أن مناداته بـ 'الطفل‏‏‎' فحسب يكفي..."

"سنتحدث عن ذلك لاحقًا ، ولكن نظرًا لأن أغو يريد منا أن نناديه بإسمه ، فربما ينبغي علينا ذلك ، من أجل بناء الثقة بيننا؟"

"نيفي ني سان ، أنت ناضج حقًا ، إذن دعونا نجمع أغراضنا ونذهب"

وفقًا لكلمات كايجلي ، انطلقت المجموعة في صمت بينما كانت تراقب محيطها بحذر ، كان الجو الثقيل الذي حل حولهم شبه مرئي للعين المجردة.

على الرغم من أن إنري أراد تخفيف الحالة المزاجية من خلال المحادثة ، إلا أن الغابة لم تكن مكانًا للبشر ، لم تستطع التصرف بتهور هنا ، لا سيما بالنظر إلى أنه قد يكون هناك مطاردون آخرون من البارغست.

♦ ♦ ♦

غادروا الغابة المظلمة والقاتمة ، وبعد الاستحمام في ضوء الشمس ، إختفى التوتر الذي ملأ أجسادهم ، وحل محله المرونة والاسترخاء ، في تلك اللحظة ، شعروا وكأنهم عادوا إلى عالم البشر مرة أخرى.

كان نيفيريا يسير بجانب إنري ، فخرج منه صوت مرتفع ، بدا وكأنه تنهد وتثاؤب.

فقدت حركات العفاريت حدتها المتوترة ، لكن تعبير أغو هو الذي ظل متيبسًا ، بدا منزعجًا من ضوء الشمس والمساحات الواسعة ، وبدأ الإرتباك يظهر على وجهه ، ربما كان ذلك لأنه نشأ في الغابة المظلمة.

"هناك ، القرية هناك"

حدق أغو في الإتجاه الذي كانت تشير إليه إنري.

"ماذا؟ هذا الجدار؟ إنه... يبدو نوعًا ما مثل نصب الدمار ".

"نصب الدمار؟"

"هذا صحيح ، إنه مكان جديد مخيف في الغابة العظيمة ، كل من يقترب من ذلك المكان سيموت ، يقولون أنه يوجد أوندد هناك أيضًا ".

"أنت تقول إن كل من يقترب منه سيموت ، لكنك يبدو أنك تعرف الكثير عنه"

"...بينما كان نصب الدمار لا يزال قيد الإنشاء ، ذهب الشجعان من قبيلتنا إلى هناك ورأوا وحوشًا من العظام تبنيه"

"هل كنتم تعلمون عن ذلك؟" (نيفيريا يسأل العفاريت)

"لا ، أنا آسف ، لكن هذه معلومات جديدة علينا أيضًا ، نيفي ني سان ، إذا تعمقنا في الغابة كثيرا ، فقد نواجه أعداء حتى قائدنا لا يستطيع هزيمتهم ، لذلك نحاول ألا نتعمق كثيرا ".

"...من أي قبيلة أنتم أيها العفاريت الثلاثة؟ أنتم أقوى من أي عفاريت رأيتهم من قبل ، لذا... "

ألقى آغو نظرة خاطفة على إنري ، ثم تمتم بشيء "عادة ما يكون البشر..." لنفسه.

"هل تخدمون البشر؟"

"هل هذا غريب؟ أليس من الطبيعي العمل تحت خدمة شخص قوي؟ "

"لكن الأشخاص الأقوياء... لا ، أعني ، لقد سمعت أن البشر كعرق لديهم أشخاص أقوياء وأشخاص ضعفاء... لكنكِ أنثى ، والذي يغطي الشعر وجهه ذكر ، أليس كذلك؟"

اتسعت عيون إنري ، إذا لم تكن أنثى فماذا ستكون؟ لا ، كل ما في الأمر أنه لا يستطيع معرفة ما إذا كان نيفيريا ذكرًا ، فهل هذا يعني أن العفاريت لا يجيدون التمييز بين الجنسين؟

"إنري ، أعتقد أن هذا الصبي لم يرى بشرًا من قبل ، هو يعرف ما قاله له زملاؤه العفاريت فقط ، أيضًا... هل من الصعب حقًا على العفاريت التمييز بين جنس البشر؟ "

"حسنًا ، الملابس... مختلفة..."

"هو فقطليس لديه هذا النوع من المعرفة ، وأيضًا ألا يرتدي جميع العفاريت نفس الشيء بغض النظر عما إذا كانوا ذكورًا أم إناثًا؟ بالطبع ، في بعض الأحيان هناك عفاريت مُتحضرون لديهم بلد خاص بهم ، لكنه ليس واحداً منهم ".

هكذا إذاً ، ثم أدركت إنري فجأة أنها لم تُجب على سؤال أغو بعد.

"هذا صحيح ، أنا أنثى (فتاة)"

"إذن هل أنتِ ساحرة؟"

"لا ، لماذا تسأل؟"

ظهر تعبير حيرة على وجه أغو.

"أنا ساحر ، ساحر غامض"

"...هل أنتما زوج وزوجة؟"

"إيه؟!" صاح الاثنان بغرابة في نفس الوقت.

"لا ، أعني ، بالنسبة لبعض للأعراق ، يمكن للزوجات استخدام قوة وسلطة أزواجهن... أليس الأمر هكذا بالنسبة لكما؟"

"لا ، لا ، ليس الأمر كذلك على الإطلاق!"

بدا أن العفاريت المحيطين يريدون أن يقولوا شيئًا ما ردًا على رفض إنري القوي ، لكنهم لم يقولوا شيئا وهزوا أكتافهم في صمت.

"إذن... ما الذي يحدث؟ لماذا النساء هنا لديهم هذه السلطة؟"

"لهذا السبب يتم مناداتك بالطفل لأنك لا تفهم هاته الأشياء ، قوة آني سان ليست شيئًا يمكن رؤيته بالعين المجردة".

أرادت إنري إنكار ذلك ، لكن عيون آغو الجادة التي نظرت إليها مارست ضغطًا جعلها غير قادرة على الكلام ، بينما كانت إنري مرتبكًا ، طرح كايجلي سؤالًا.

"إذن ، عندي سؤال لك ، لماذا تمت مطاردتك من قبل ذلك الوحش؟ ماذا حدث؟"

"ذلك بسبب-"

"...لنأجل الموضوع حاليًا ونتحدث عن الأمر عندما نكون داخل القرية"

والتي أجابت على اقتراح إنري كانت-

"هذا صحيح ~ سو ، أعتقد أن هذا أفضل ~ سو ".

امرأة لم تكن معهم من قبل.

صرخ الجميع بدهشة ، ونظروا جميعًا إلى المرأة الذي ظهرت من العدم وتكلمت.

ما رأوه كان جمالاً أخاذًا ، كانت امرأة ذات ضفائر مزدوجة وبشرة بنية ، كانت ترتدي ملابس الخادمة ، وحملت سلاحًا غريب المظهر على ظهرها.

كانت شخصية مريبة ، وفي نفس الوقت كانت مألوفة.

لوبيسرغينا بيتا.

كانت خادمة تابعة لآينز أوول غون ، منقذ قرية كارني ، وكانت مسؤولة عن تسليم المواد والأجهزة الكيميائية إلى عائلة باريري بالإضافة إلى الغوليم ، جعلتها شخصيتها المرحة وحيويتها تحظى بشعبية كبيرة بين القرويين.

ومع ذلك ، فقد اعتادت على الظهور من العدم ، تمامًا كما فعلت للتو ، إعتقد القرويون أنه كان من الطبيعي أن تستخدم الخادمة التابعة للساحر العظيم السحر كذلك ، وقد إتفقت إنري مع هذا الرأي أيضًا ، ومع ذلك ، فإن الظهور على هذا النحو فجأة كان لا يزال مخيفًا.

"لوبو سان ، من أين أتيت...؟"

"إن تشان ، لقد كنت أتبعكم يا رفاق منذ مدة ~ سو ، هاه؟ لا تقولي لي يا رفاق أنكم لم تلاحظوني ~ سو؟ اعتقدت أن الجميع يتجاهلني لأنه لم يكن لدي أي حضور ~ سو"

"إيه؟ هاه؟ "

على الرغم من أنها بدت وكأنها تمزح ، إلا أن نبرة صوتها كانت خطيرة للغاية ، بحثت إنري حولها طالبة المساعدة من الآخرين.

"إذن - لوبو ني سان ، هل يمكنكِ التوقف عن المزاح؟"

"آه ، الناس يعتقدون أنني مجرد مهرجة ~ سو ، أود منكم يا رفاق أن تتذكروني... سو ... لا ، لقد كنت أمزح فقط ~ سو ، أمزح فقط~ سو.. "

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(عندها شخصية المهرجة المرحة لأنها تخفي شخصيتها الحقيقية)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

حل الصمت على المجموعة ، حتى تنهد أحدهم متعبًا بـ "هاه".

"حسنًا ، لا تقلقوا بشأن ذلك ، من هو هذا العفريت الصغير؟... هل يمكن - أن يكون! "

شعرت إنري بأن نظرة لوبيسرغينا تتنقل ذهابًا وإيابًا بينها وبين العفريت الصغير مما خلق لديها هاجسًا مشؤومًا.

"فوفو - نيفي تشان ، لقد تم سلب إن* تشان منك فو فو فو" (إن ، إختصار لـ إنري)

عندما أدار الجميع عيونهم ، كانت لوبيسرغينا لا تزال تضحك.

"كيف حدث هذا ~ سو ، حب صبي نقي وبريء ، تعرض للدهس بهذا الشكل تمامًا ~ سو ، آه ، هذا مضحك جدا ~ سو! فوو فو فو!... حسنًا ، يكفي مزاحًا ، من أين جاء هذا الطفل ؟ "

ارتجف جسد أغو بشدة ، كما لو أنه رأى وحشًا.

على الرغم من أن إنري إستطاعت أن تفهم سبب ذلك ، فقد تغير تعبير لوبيسرغينا المرح فجأة ، مثل الإضطراب ثنائي القطب*. الطريقة التي يمكن أن تنتقل بها من الضحك إلى الجدية فجأة كانت مخيفة.

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(الإضطراب ثنائي القطب: عُرف في السابق باسم الاكتئاب الهوسي ، عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

" لا تقلق ، فأنا لن آكلك ~ سو ، لا تقلق ~ سو ، هيا ، أخبر أوني تشان كل شيء ~ سو"

"لوبو ني سان ، قلنا للتو أننا سنناقش هذا الأمر لاحقًا في القرية ، ألم توافقي على ذلك للتو؟ "

"أويا؟ حسنًا ، أتذكر بالتأكيد قول شيء كهذا ~ سو "

"..."

"…آه! بيتا سان ، آمل أن تتمكني من تسليم هذه الجرعة إلى غون سما ، لقد تم تطويرها حديثًا ، وقد تم تجربتها وإثبات تأثيرها ".

"…أوه؟ نيفي تشان ، لقد نجحت أخيرًا؟ "

"هذا صحيح ، لسوء الحظ ، ليست باللون الأحمر تمامًا ، لكنني أعتقد أننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا ".

"- حسنا ذلك رائع ، أنا متأكدة من أن آينز سما سيكون سعيدًا للغاية لسماع ذلك ".

أصبح مظهرها وطريقة حديثها مختلفة تمامًا ، ولم تعد الفتاة المرحة والحيوية ، ومع ذلك ، فإن هذا التعبير لم يدم سوى للحظة ، في اللحظة التالية ، عادت إلى مظهرها المعتاد.

"آه ، كم هذا رائع - حقًا ، لقد اخترتُ يومًا رائعًا لزيارة ~ سو ، أيضًا ، لا حاجة لمناداتي بـ بيتا ، نادني بـ لوبيسرغينا ~ سو ، هذا استثناء خاص لأجلك فقط ~ "

انضمت لوبيسرغينا ، التي كانت في مزاج رائع ، إلى المجموعة وساروا عبر بوابة القرية معًا.

لم يقل القرويون شيئًا عندما رأوا عفريتًا صغيرًا غير مألوف ، يمكن للمرء أن يقول إنهم لم يكونوا متوترين ، ولكن يمكن القول أيضًا أنهم وثقوا بإنري كثيرًا ، ربما افترضوا أن العفريت الصغير كان من أقارب أحد العفاريت الآخرين.

لقد مروا بالقرية وتجاوزوا منزل إنري ، الوجهة كانت مقر إقامة العفاريت.

" إعذروني قليلا ، سأنادي بريتا سان للاستماع إلى ما يقوله أغو ".

"تبدو فكرت جيدة ، نيفي ني سان ، إنها تتدرب لتصبح جوالة ، إنها مقاتلة ومتدربة ولذا ستدخل الغابة ، مما يعني أنه سيكون من الجيد مشاركة هذه المعلومات معها ، ...إذن ماذا يجب أن نفعل ، آني سان؟ "

"إيه؟ أنا؟"

أصيبت إنري بالذعر لفترة وجيزة ، ولم تتوقع ظهور اسمها خلال المحادثة ، دون سبب معين لمعارضة ذلك ، أومأت برأسها ببساطة.

"مم ، حسنًا ، لست مُعارضة على ذلك ، سأرغب أن تسمع بريتا سان ما سيقوله أغو ، أنا أعتمد عليك نيفي ".

مع كلمة "مفهوم" ، ترك نيفيريا المجموعة وراءه وإنطلق.

"مع أنني لا أمانع الانتظار هنا... إلا أنه ربما ينبغي أن أُعد بعض المشروبات"

”فكرة رائعة ~ سو! أنا عطشانة ~ سو "

"...لوبو ني سان ، أنت خادمة ، وهذا يعني أنك تعرفين كيف تصنعين مشروبات لذيذة ، أليس كذلك؟ "

"أنا خادمة آينز سما ، والكائنات السامية الأخرى ، ولهذا... لا أريد أن أعمل لدى أي شخص آخر ~ سو ، أريد فقط أن أتسكع حول المكان سو ~ ، لست مهتمة بالعمل على الإطلاق ~ سو"

"هل هذا صحيح... حسنًا ، هذا مؤسف"

على الرغم من أن محادثة أونلاي و لوبيسرغينا بدت طبيعية تمامًا ، لكن إنري شعرت بقشعريرة في عمودها الفقري.

بينما كانوا يمشون ويتحدثون ، وصلوا إلى مكان إقامة العفاريت.

كان هذا مبنى ضخمًا ، به فناء واسع حيث يمكن للمرء أن يُربي ويترك الذئاب تتجول ، هذا المكان قادر على إيواء 20 شخصًا ، وكانت هناك مساحة كافية للتدريب وتجهيز أسلحتهم.

فتح العفاريت الباب وقادوا إنري و أغو و لوبيسرغينا إلى الداخل.

"فوووو - لم أكن أعرف أن هناك مكانًا مثل هذا ~ سو"

"امم؟ لوبيسرغينا سان ، ألن تدخلي؟ "

"نعم ، نعم ، لا يمكنني الدخول بدون دعوة ، حسنًا ، إنها مسألة آداب ، الأمر ليس كما لو أنني لا أستطيع حقًا الدخول ، أعتقد أن هذه الأسطورة الغريبة تنطبق على مسطحة الصدر سان ~ سو"

"مسطحة الصدر سان…؟"

"هذا صحيح ، إن تشان ~ سو هذا هو لقب الفتاة الجميلة المأساوية ~ سو حسنًا ، ليس كما لو أن مسطحة الصدر غير قادرة على الدخول ، كلها أساطير وخرافات وحكايات شعبية ، لنتوقف عن الحديث عن هذا الأمر ، فنحن هنا للاستماع إلى ما يقوله ذلك العفريت الصغير "

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(مسطحة الصدر تقصد شالتير بلادفولن ، ولأن شالتير مصاصة دماء و لوبيسرغينا مستذئبة ، فالأساطير و الخرافات تقول بأن مصاصي الدماء والمستذئبين غير قادرين على الدخول إلى مسكن ما بدون دعوة)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

"اه نعم ، المشروبات... ماذا تريدون أن تشربوا ماء عشبي أو مياه الفاكهة؟ هناك شاي عشبي أسود ومياه هيوري... "

بدا أغو و لوبيسرغينا محتاران تمامًا من سؤال أونلاي ، لذلك ساعدت إنري في الشرح لهما.

"هيوري هي فاكهة من الحمضيات ، نقوم بتقطيعها ونقعها في الماء ويكون مذاقها منعشا وجيدًا ، شاي العشب الأسود مر بعض الشيء ".

"إذن سأشرب مياه هيوري"

"أنا كذلك ~ سو"

"حسنا ، ماذا عنك آني سان؟ "

"أنا أيضا أريد مياه هيوري ، و... ماذا عن غسل أيدينا؟ حتى لو إعتادت أنوفنا على ذلك..."

"آه ، لا مشكلة ، أوي ، أيها الطفل - أعني ، أغو ، تعال إلى هنا أيضًا ، يجب أن تُنظف نفسك ، وأخي ، آسف لهذا ، ولكن هل تمانع في الاعتناء بأسلحتنا التي تلطخت بالقذارة؟ "

"ألا بأس بهذا؟"

"بالطبع ، ليس وكأنه يستطيع فعل أي شيء ، قواعدنا هنا بسيطة للغاية ".

"إذا كان هذا هو الحال... فحسنًا"

غادر كايجلي الغرفة بثلاث مجموعات من الأسلحة.

"أغو ، تعال إلى هنا بسرعة"

"لماذا عليَّ أن أغتسل؟ أنا نظيف "

رأت إنري أن أيدي أغو كانت متسخة جدًا ، إنه بالتأكيد ليس نظيفًا.

" من يهتم بما تفكر فيه ، أخبرك صاحب هذا المنزل أن تأتي وتغسل يديك ، فقط اغسل يديك ، أم أنك تقول أنك ستتحدى المالك في منزله؟ "

نفخ أغو خديه ، ومشى بسرعة ووقف بجانب إنري.

سكبت إنري الماء من الخزان الكبير في الدلاء ، بعد تحضير الماء لأربعة أشخاص ، وضعت يديها في الماء البارد وبدأت في فرك يديها ، ذاب اللون الأخضر العالق في فجوات أظافرها ، بعد أن تأكدت من اختفاء كل شيء ، وضعت يديها أمام وجهها ، ولم تشم أي رائحة كريهة.

راضية بذلك ، نظرت حولها ، كان غوكو و أونلاي يغسلان أيديهما أيضًا ، وكان الماء مصبوغًا باللون الأحمر بسبب دم البارغست.

بعد ذلك ، نظرت إلى أغو ، لكن ما رأته أصابها بالذهول.

حتى الطفل الصغير يعرف كيف يغتسله أفضل منه ، لقد وضع يديه في الماء ، وهزهما قليلاً ، وانتهى الأمر ، لم يجفف حتى نفسه.

بعد أن غسلت إنري يديها ، إكتشفت أن هناك رائحة العشب المسحوق تصدر من أغو ، بالنسبة للعفاريت الذين عاشوا في الغابة ، كانت هذه الرائحة شكلاً من أشكال الدفاع عن النفس ضد الوحوش السحرية الذين لديهم حاسة شم قوية ، ولهذا ربما لم يطوروا عادة الاستحمام.

بالرغم من ذلك-

"اغتسل هكذا"

علت نظرة إنزعاج وجه أغو بينما كانت إنري تحاول تعليمه ، ومع ذلك ، فقد فكر في وضعه الخاص وما قاله العفاريت الآخرون سابقًا وعلى مضض ، بدأ بتنظيف نفسه.

"هذا صحيح ، أنت تقوم بعمل رائع..."

"بعد هذا ، استخدم هذا لمسح جسمك ، تأكد من التخلص من كل بقع الدماء ".

بدا أغو غير سعيد ، لكنه أخذ المنشفة بيده الرطبة واستخدمها لمسح نفسه.

"إذن نحن سنُفرغ المياه القذرة في الخارج"

"أوه ، آني سان ، اذهبي وإجلسي على مقعد ، سنهتم بالباقي"

لم ترفض إنري هذا الإقتراح وتوجهت إلى الطاولة ، كانت محاطة بالكراسي لأن الكثير من العفاريت عاشوا هنا ، عندما اختارت مكانًا للجلوس ، أدركت فجأة كم أنها متعبة ، أذرعها وسيقانها متيبسين للغاية ، ورأسها ثقيل.

على الرغم من أن جزءًا من السبب كان جمع الأعشاب ، إلا أن ما أرهقها حقًا هو المعركة ضد البارغست.

كل ما فعلته هو المشاهدة... كان نيفي والعفاريت من قاتلوا ، ولكنهم مع ذلك يتحركون بشكل طبيعي... يبدو أنني لن أكون محاربة أبدًا... أو بالأحرى ، بل نيفي هو من أصبح أقوى...

على الرغم من أنها كانت تعلم أن صديق طفولتها يمكنه استخدام السحر ، إلا أنها لم تتوقع أن يكون هذا السحر قويًا للغاية.

إنه مذهل…

عندما فكرت في صديقها الذي اختفى فجأة في طفولتها ، إجتاح قلبها عاطفة لم تستطع التعبير عنها بالكلمات ، لقد كان شعورًا غامضًا بدا وكأنه مفاجأة ، ولكن مرة أخرى بدا وكأنه شيء آخر تمامًا.

أعاد صوت واضح إنري إلى رشدها ، ووقعت عيناها على أكواب السيراميك على الطاولة ، كانت مملوءة بسائل شفاف تنبعث منه رائحة الحمضيات ، التقطت كوبا وشربت رشفة.

كان الطعم المنعش والحلو والحامض يتخلخل جسدها كله ، وشعرت أنها مليئة بالطاقة ، كان أغو قد جلس بجانبها في وقت ما ، وشرب الشراب كله دفعة واحدة ، وطلب شرابًا آخر.

لم تلمس لوبيسرغينا كوبها.

بالتفكير بالأمر ، لا أعتقد أنني رأيت لوبيسرغينا سان تأكل أو تشرب من قبل.

"...همم؟ هل هناك خطب ما؟ لماذا تحدقين في وجهي ، هل أنت تحبينني؟ اااه ، يا له من أمر صادم ، من كان يعتقد بأن إن تشان شاذة ~ سو ، يبدو أنني بحاجة لإخبار الجميع ~ سو"

"ماذا ، لا! لا! ، أنا لست كذلك!"

"واها ها ها ~ أنا أمزح فقط ، أعرف أن إن تشان تحب الرجال ".

لم تعرف إنري كيف ترد ، وأغلقت فمها.

"ومع ذلك ، لقد تأخروا جدًا... همم؟ يبدو أنهم وصلوا ".

استدارت إنري نحو الباب ، لكنها لم تستطع استشعار أي شخص بالخارج.

"حقا؟ لكنني لا أسمع أي شيء على الإطلاق ".

أغو وضع يديه خلف أذناه وفتح راحة يديه إلى الأمام.

"هل البشر عرق ذو سمع جيد؟"

"لا أعرف ، لكنني لا أعتقد أن لوبيسرغينا سان تكذب بشأن هذا النوع من الأمور... رغم أنها قد... تخدع الناس قليلاً"

إذن هل هي تكذب؟

اتسعت عيون أغو فجأة وهو يحدق في لوبيسرغينا.

"لا ، أنا أسمعهم حقًا ، إنهم قادمون بالتأكيد ، أنتِ مدهشة ".

"همم؟ لا على الإطلاق ~ سو ، بالمقارنة مع إنري سان هناك ، فأنا لا شيء ~ سو ".

بدا أن أغو قد أخذ تلك الكمات بجدية ، ونظر إلى إنري والصدمة تعلو وجهه.

لا ، ليس الأمر كذلك ، تلك الابتسامة على وجه لوبيسرغينا سان مزيفة تماماً!

تساءلت إنري كيف يجب أن تقول لأغو الحقيقة ، لكن قبل ذلك ، أتى طرق من الباب.

بعد فترة وجيزة ، دخل نيفيريا وامرأة ترتدي درعًا جلديًا الغرفة.

انتقلت بريتا ، المغامرة السابق ، إلى القرية بعد أن إنتقل نيفيريا ، في الأصل ، كانت مغامرة في إي-رانتيل ، لكنها تقاعدت بعد حدث معينة ، ومع ذلك ، كانت لا تزال بحاجة إلى كسب لقمة العيش ، لذلك انتقلت إلى هنا عندما رأت أن القرية كانت تُجند السكان.

كانت تتدرب لتصبح جوالة ، ومع أنها موهوبة ولديها إمكانيات ، إلا أنها أضعف من جوغيم ، ولكنها لا تزال واحدة من أقوى الأشخاص في القرية وقائدة قوات الدفاع في القرية ، مع أنه من الصعب تسميتهم بـ قوات الدفاع لقلة عددهم.

لقد أحضروها لأنها قادت قوات الدفاع ، ولأنها دخلت الغابة بينما كانت تمارس مهنتها الميدانية.

"آه - إنه حقًا عفريت جديد... لا ، حسنًا ، ما زلت أفكر من وجهة نظر مغامرة... لا ينبغي أن أعامله كعدو"

ابتسمت بريتا بمرارة ، لم يكن الأمر كما لو أن إنري لم تفهم ذلك ، ففي القصص ، العفاريت أعداء للبشر ، كان قتلهم عند رؤيتهم هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله ، لكن هذه القرية مختلفة ، بصراحة ، شعر القرويون أن البشر هم الأعداء الحقيقيون.

"إذن ، بما أن الجميع هنا ، فلنستمع إلى ما سيقوله ، أغو ، هل يمكنك إخبارنا لماذا كنت تهرب وأنت مغطى بكل تلك الجروح؟ "

"ببساطة ، لقد تعرضت للهجوم ، لذلك هربت"

"هذا تفسير مبهم للغاية... أي نوع من الوحوش هاجمك؟"

"أتباع عملاق الشرق"

"عملاق الشرق؟ من هذا؟"

"...ماذا تسمونه أنتم إذن؟"

"لا ، إنها ليست مسألة تسمية ، فنحن لم نعرف حتى أنه موجود ، بريتا سان ، هل تعرفين أي شيء عن هذا؟ "

كان نيفيريا هو الشخص الأكثر دراية في هذا المكان ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالغابة ، كانت بريتا تعرف أكثر منه ، ومع ذلك ، كل ما فعلته هو هز رأسها.

"أنا آسفة ، لم أسمع أي شيء عن عملاق الشرق هذا ، ولا أعتقد أن لاتيمون سان* يعرف أيضًا، لم نُخاطر أبدًا بالدخول إلى أعماق الغابة لذلك لا نعرف الكثير عن قاطنيها".

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(لاتيمون جوال مقيم في قرية كارني ويشرف على تدريب بريتا)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

"إذن أخبرنا ، آغو ، كل شيء عن هذا المسمى بـ عملاق الشرق"

"عندما تقول كل شيء ، أنت تقصد..."

لقد فهمت إنري ارتباك أغو ، في مثل هذه المواقف ، كان من الأفضل طرح أسئلة منفصلة واحدة تلو الأخرى ، لذلك سيكون من الأسهل عليه الإجابة.

"إذن ، هل يمكنك إخبارنا عن الوحوش القوية في الغابة؟"

"حسنًا ، بالنسبة لي ، فإن البارغست و الغيلان جميعهم أقوياء... ولكن إذا كنتم تريدون التحدث عن مخلوقات على مستوى عملاق الشرق ، فعندئذ في الغابة ، هناك الأقوياء الذين يُطلق عليهم الوحوش الثلاثة ، الأول هو وحش الجنوب ، يقولون إنه قوي بشكل مدهش ويذبح كل من يدخل منطقته ، لكننا لم نسمع عنه شيئًا مؤخرًا ، ويبدو أن لم يتم رؤيته وحتى أولئك الذين دخلوا منطقته لم يقابلوه ، لذلك لا أعرف ما حدث له ، وأيضًا هناك عملاق الشرق لقد بنى جيشًا وراء الغابة الميتة ، وأخيرًا ثعبان الغرب ، سمعت أنه ثعبان مقرف يمكنه استخدام السحر ".

"غريب... ماذا عن الشمال؟"

"يبدو أن هناك بحيرة في الشمال بها كل أنواع الأجناس ،أما عن من يحكمهم... فأنا لا أعرف ، لكن يبدو أن هناك توأم من الساحرات في المستنقع ، وعندما اختفى وحش الجنوب ، أصبحت الغابة غريبة ، لست متأكدًا مما حدث بالضبط ، ولكن على ما يبدو أن مخلوقًا مخيفًا حقًا قد ظهر ، ثم تغير ميزان القوى... "

"أتقصد نصب الدمار؟"

"هذا صحيح ، سمعت أيضًا أن سيد النصب الدمار يمكنه التحكم في الأوندد ، الظلال السوداء الصغيرة التي يمكنها أن تتحرك في الظلام ، هذا ما قاله لنا الناجون ".

الجميع - باستثناء لوبيسرغينا - نظروا إلى بعضهم البعض بقلق.

أول شيء هووحش الجنوب ، نظرًا لأنه كان من المفترض أن تكون أراضيه قريبة ، فعندما يفكر المرء في الأمر ، فمن المؤكد أنه الوحش السحري الذي روضه المغامرون الذين رافقوا نيفيريا إلى هنا - أو بشكل أكثر تحديدًا ، الشخص الذي كان يرتدي درعًا أسود ، فمن مظهره فقط يستطيع الشخص أن يجزم بقوته ، وبالتالي فإن الوصف يناسبه تمامًا.

"الوحش... ملك الغابة الحكيم ، هاموسكي سان"

"أتقصد ذلك! آه ، نعم ، يمكن بالفعل أن يُطلق عليه وحش عظيم... "

قالت بريتا وهي تسمع نيفيريا ، مع أنها لم تكن في القرية في ذلك الوقت.

فعلى ما يبدو ، فقد رأته في إي-رانتيل ، من بعيد.

وأيضًا هناك مخلوقان شنيعان آخران يمكنهما منافسته ، أي أحد سيشعر بالصدمة والخوف من هذا الإدراك.

"إذن ، كيف هربت؟"

"حتى وقت قريب ، كان الثلاثة يحتوون بعضهم البعض ، وحش الجنوب لم يغادر منطقته ، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أن يكون هذا هو الحال دائمًا ، إذا تقاتل عملاق الشرق وثعبان الغرب ، فبغض النظر عن الفائز ، فهناك دائمًا فرصة أنه في لحظة إنتصار أحدهم ، أن يقضي عليهم وحش الجنوب في حالتهم الضعيفة ، ولهذا لم يدخل أي من الثلاث في معركة ".

"حسنًا ، يمكنني فهم ذلك ، ولكن إذا اتحد عملاق الشرق وثعبان الغرب للتعامل مع الجنوب و… لا ، وحش الجنوب لن يترك منطقته ، لذلك ليست هناك حاجة للتحالف لهزيمته ، لذا لا داعي لاستفزازه... "

"لا أعرف ما تفكر فيه هاته المخلوقات ، لكن في الماضي ، كان لديهم أراضيهم الخاصة وأنشأوا ممالكهم الخاصة ، ومع ذلك ، فإن سيد نصب الدمار غير ميزان القوة بشكل كبير ، وبسبب ذلك ، قرر عملاق الشرق و ثعبان الغرب شن حرب على سيد نصب الدمار ، وبدأوا يجمعون الجنود الذين يمكن أن يكونوا علفا للمدافع*". (جنود طليعة ، يضحون بهم)

إستمر أغو في التحدث دون توقف.

"أجبرونا على التحالف معهم ، على الرغم من أننا بالكاد كنا حلفاء ، كنا نحن العفاريت بلا قيمة بالنسبة لهم ، لقد كنا مواد إستهلاكية بالنسبة لهم ، وكنا سنصبح طعام ، لقد عانينا ، لذلك اخترنا الهروب ، لكن…"

"لم تنجحوا في ذلك"

"أجل ، فقد طاردنا البارغست و الغيلان ، لم نتمكن من محاربتهم ، فتفرقنا ، هربت في هذا الاتجاه مع عدد قليل من الأشخاص إلى منطقة وحش الجنوب ، لكننا لم نتوقع منهم أن يأتوا خلفنا دون تردد ".

قال إنه كان هناك عدد قليل من الأشخاص معه ، لكن لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر غير أغو.

ظهر تعبير مؤلم على وجه إنري وتحدث غوكو.

"...لدينا أشخاص يستكشفون الغابة ، إذا نجا أحدهم أو بعضهم ، فيمكننا جلبهم إلى هنا طالما أنهم لا يقاومون"

"نعم ، هناك أيضا ، الذئاب وأنوفهم الحساسة للغاية إذن... السؤال هو ، بالإضافة إلى البارغست ، ماذا يوجد هناك أيضًا؟ و إذا كانت هناك وحوش أخرى تتجول في المنطقة فقد تسير الأمور بشكل سيئ ، فقد ينتهي الأمر بالمطاردين بالقدوم إلى هنا ، أوي ، أغو ، ما هي الوحوش الأخرى الموجودة هناك؟ "

"هناك البارغست و الغيلان و البوغارت و بوجبيرس ونوع من الذئاب..." (أسف بس أغلبهم ما عندهم أسماء بالعربي)

"إنها وحوش شائعة إلى حد ما ، أود أن أسمع المزيد عن عملاق الشرق وثعبان الغرب ، على وجه التحديد ، مظهرهم وقدراتهم ، هل تعلم أي شيئ؟"

هز أغو رأسه.

"لا أعرف التفاصيل ، أنا أعلم فقط أن عملاق الشرق يحمل سيفًا ضخمًا ، وأن ثعبان الغرب له رأس مثلك ، ويمكنه استخدام السحر "

ذهب انتباه الجميع إلى نيفيريا ، الذي هز رأسه ، مُعربًا عن أن هذه المعلومات قليلة جدًا.

"السؤال الآن هو ماذا سنفعل؟ إذا ظهر وحش يساوي وحش الجنوب (هاموسكي) في القوة ، فبصراحة ، فأمرنا قد إنتهى ، إن أقصى ما يمكن لقوات الدفاع القيام به هو نقل النساء والأطفال إلى بر الأمان ".

"بالفعل ، إذا كان كل ما نحتاجه هو دفاع قوي ، فسيكون ذلك جيدًا ، أم يجب أن نفكر في طرق أخرى؟ ، إذا كان من الممكن أن تقتصر الاضطرابات على الغابة ، فسيكون ذلك جيدًا ".

بدأ الجميع بالتفكير.

بالنسبة لهم ، كأشخاص يعيشون خارج الغابة ، سيكون من الأفضل أن تتم تسوية الأمور داخل الغابة ، ومع ذلك ، قد يعني ذلك أنهم لن يتمكنوا من دخول الغابة على الإطلاق ، الأمر الذي سيكون مشكلة ، ومع ذلك ، قد لا يكون لديهم خيار سوى القيام بذلك إذا حدث الأسوأ.

"...ومع ذلك ، إذا تمكن الأعداء من القضاء على قبيلة في الغابة بسهولة ، فهذا يعني أنهم جمعوا الكثير من القوة القتالية"

"خطأ!... إن قبيلتنا أقوى بكثير ، ومع ذلك ، عندما ذهبنا للبحث عن أماكن جديدة للعيش فيها ، أرسلت قبيلتنا فرقًا مختلطة من الغيلان والعفاريت الكبار ، إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة ، فلا يزال بإمكاننا المقاومة! "

"إذن هؤلاء العفاريت الكبار لم يعودوا بعد ، أليس كذلك؟"

أثناء حديث بريتا ، أمال نيفيريا رأسه ، كما لو كان يفكر في شيء ما.

"حسنا... على الرغم من أن هذا موضوع مختلف تمامًا ، ولكن هل يمكنني أن أسألك عن شيء ما؟ هل يتحدث العفاريت عادةً مثلك "

"ماذا تقصد؟"

"آه ، قد يكون من الصعب بعض الشيء فهم ذلك ، في الماضي ، قابلت مجموعة من العفاريت من قبل ، وقد تحدثوا بشكل قبيح بعض الشيء في ذلك الوقت ، وبدا كلامهم غبيًا بعض الشيء ، في القرية هنا بالرغم من ذلك يتحدث جوغيم سان والآخرون بشكل طبيعي ، الشيء نفسه ينطبق عليك ، وكلامك سلس للغاية ، وبسبب ذلك ، كنت أتساءل عما إذا كان أولئك الذين رأيتهم هم عفاريت متوحشة أو شيء من هذا القبيل ".

"لا ، هذا فقط لأنني ذكي بشكل خاص بالنسبة لعفريت ، يتحدث معظم العفاريت بمفردات بشكل أساسي ، عندما أتحدث في القبيلة ، أحيانًا لا يفهمني الآخرون وهذا جعل الحديث في القبيلة مزعجًا حقًا ، مما يجعلني مضطربًا للغاية. ، كنت أتساءل بجدية عما إذا كنت من قبيلة أخرى وتم إحضاري إلى هنا ، إذن دعوني أطرح سؤالًا ، أريد أن أتأكد ما إذا كنتم يا رفاق من قبيلة قريبة؟ هل سمعتم أي شيء عني؟ "

"لا ، لا نعرف... أنت... أمن الممكن... نيفي ني سان ، آني سان ، هل يمكنكما المجيء إلى هنا قليلاً؟"

تبع نيفيريا وإنري كايجلي إلى زاوية الغرفة.

"أيعقل أن لا يكون ذلك الطفل أغو عفريت ، ولكن عفريت أعلى (هوبغوبلين)؟"

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(عفريت أعلى (هوبغوبلين) التطور التالي للعفاريت )

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

إن العفاريت الأعلى يعتبرون فرعًا من عرق العفاريت ، وهم متفوقين على العفاريت من نواح كثيرة ، حتى لو كان العفريت بالغًا ، فإن جسده لا يتجاوز حجم طفل بشري ، ولكن يمكن أن يصل عفريت أعلى إلى ارتفاع إنسان بالغ.

كانوا متشابهين مع البشر ليس فقط في القدرات الجسدية ، ولكن في الصفات العقلية ، نظرًا لأن يمكن أن يتكاثروا مع العفاريت ، فقد شكلوا عادةً مجتمعات مختلطة معهم ، ومع ذلك ، لم تكن قدرة العفاريت الأعلى على الإنجاب مثل قدرة العفاريت ، ولذا كانوا يميلون إلى أن يكونوا قادة أو حراس النخبة داخل القبيلة.

"ولكن إذا كان والده أو والدته من العفاريت الأعلى ، ألن يعرفوا ذلك؟"

"كِلا والديه من العفاريت وهو عفريت أعلى؟"

"إيه؟ أليست هذه الحبكة الغريبة مثل تلك التي تظهر في القصص؟! "

"...هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها إنري تقوم بتعبير كهذا... لكن لسوء الحظ ، لا أعتقد ذلك ، مثلما يتبنى البشر الأطفال ، أعتقد أن العفاريت ربما فعلوا شيئًا مشابهًا ".

"هذا ممكن ، حسنًا ، في هذه الحالة ، لا داعي للقلق كثيرًا حيال ذلك ".

عاد الثلاثة إلى الطاولة ، وعندما فعلوا ، فتحت لوبيسرغينا الصامتة فمها للتحدث.

" إذن ، هل توصلتهم لقرار ~ سو؟ إذا حدث أي شيء ، يمكنكم دائمًا طلب المساعدة من آينز سما ~ سو ، اطلبوا منه المساعدة في حل المشكلة وسيتم ذلك ".

سيكون ذلك رائعًا.

إذا قرر البطل الذي أنقذ القرية التحرك ، فلن يستطيع حتى الوحوش الثلاثة في الوقوف ضده ، لكن-

"ذلك سيعني أننا سنعتمد عليه كثيرا"

تمتمت إنري لنفسها ، ووافق العفاريت ، فقط بريتا وأغو ، اللذان لم يكونا يعرفان آينز ، كانا في حيرة من أمرهما ، كان لدى نيفيريا تعبير معقد على وجهه.

"هذه القرية هي قريتنا ، وهذا يعني أننا يجب أن نفعل كل ما في وسعنا ، ربما أنا لا أستطيع القتال وليس لدي أي دعم ، وربما لاينبغي عل أن أقول هذا بطريقة رائعة ، لكن... "

"لا ، أنا أتفق مع رأي آني سان ، هذه القرية هي قرية آني سان - "

قال كايجلي"همم؟" ثم أمال رأسه وهو يصحح نفسه.

"آني سان و... لا ، هذا ليس صحيحًا أيضًا"

"أنت تحاول أن تقول إن القرية مِلك لكل من يعيش فيها ، أليس كذلك؟"

"هذا صحيح ، نيفي ني سان ، لقد فهمت الأمر ، تمامًا كما توقعت! حسنًا ، ومع ذلك ، أعتقد أن طلب مساعدة ذلك الساحر العظيم يجب أن تنتظر حتى تنفد خياراتنا تمامًا ".

"ولكن إذا كان الأمر كذلك ، فقد يموت الجميع... "

"ها! لوبيسرغينا سان ، لن ندع ذلك يحدث ، سنضحي بأنفسنا حتى يكون لدى الجميع الوقت للهرب أولاً ".

بدى أن لوبيسرغينا قد أصيبت بخيبة أمل.

"هكذا إذن ~ سو؟ من الأفضل أن تعملوا بجد إذن ~ سو ".

"وأريد أيضًا الذهاب إلى نقابة المغامرين في إي-رانتيل ، أو إبلاغهم عن الوضع سيكون أفضل ، سترسل النقابة شخصًا ما للتحقيق بالأمر بعد قبول طلبنا ، سيكون الأمر مزعجًا إذا قدمنا طلبًا بعد أن يصبح الأمر طارئًا ".

اتبعت بريتا اقتراح نيفيريا.

"هذا صحيح ، نقابة المغامرين لا تريد أن تفقد مغامريها وتسمح لهم بالقتال ضد وحوش غير متوقعة ، بالطبع ، سوف يسخر العمال والمجانين الآخرين ويقولون إن النقابة تحمي المغامرين أكثر من اللازم ، لكنهم مجرد أشخاص لا يشبعون ويحبون العثور على المشاكل ، من الطبيعي أن ترغب النقابة في حماية مغامريها ".

"بريتا سان ، على الرغم من أنني لا أريد أن أتحدث عن المغامرين بالسوء ، لكن أثناء حالات الطوارئ ، قد تتضاعف تكلفة التوظيف عدة مرات ، أو قد يرفضونها ، لماذا؟"

"المغامرون لا يريدون الموت ، والنقابة لا تريدهم أن يموتوا أيضًا ، لذلك ، ترفع النقابة الأسعار لجذب المغامرين ذوي التصنيف العالي للتعامل مع مشكلة ما ، حتى لو كان الموقف في النهاية لا يستدعي ذلك ، هذا كل ما في الأمر"

كفتاة قروية جاهلة ، وجدت إنري كلمات هذه المغامرة السابق سهلة الفهم ، كان من الصعب للغاية قبول هذا عندما يكون الشخص يائس و يطلب المساعدة ، ومع ذلك ، عندما نظرت إليها من وجهة نظر المغامرين ، بدا الأمر منطقيًا.

"حسنًا ، حتى لو حققت النقابة من الأمر ، فهناك من سيموت ، فالموت مرافق لهذه الأعمال ، فهاته الأمور دائما ما تحدث..."

عضت بريتا شفتها السفلى.

"- عندما أفكر في هجوم مصاصة الدماء تلك ، لا يسعني إلا أن أرتجف... لم أكن أستطيع النوم إلا بتناول الدواء..."

"مصاصة دماء؟ ماذا؟"

سأل أغو دون أي تحفظ ، وابتسمت بريتا بمرارة.

"إنه سر ، أو بالأحرى لا تجعلني أفكر في الأمر ، سأتبول على نفسي ".

"لكنني أنا من يسأل-"

"لست في وضع يسمح لك بطرح الأسئلة ، أيها الشقي"

"إذن فالخطة الآن هي إبلاغ النقابة بالأمر ، وإذا سمح الوضع بذلك ، فسنقدم طلبًا ، من المحتمل أن يكون السعر باهظة الثمن بشكل مخيف ، ولكننا على الأقل سنحصل على تخفيض من النقابة ، وأيضًا سيتعين علينا إخبار جوغيم سان ورئيس القرية عن الأمر لاحقًا ، هل يمكنك فعل ذلك يا إنري؟ "

"سأتحدث إلى قوات الدفاع ، وبصراحة ، أنا أعتقد أنهم سيتبعون القرار هنا".

أومأ نيفيريا برأسه بينما كانت بريتا تتحدث.

"الأن ، أعتقد أنني سأذهب للتجول في القرية قليلاً قبل أن أعود... ~ سو ، ألن تطلبوا حقًا المساعدة من آينز سما ~ سو؟"

"نعم ، نريد أن نعتمد على أنفسنا قدر الإمكان ، إذا كان ذلك ممكنًا ، نود منك أن تخبري غون سما بهذا ".

"مفهوم ~ سو"

بينما نظر أغو إلى إنري و نيفيريا ، اللذان كانا يغادران ، كان هناك شعورًا يصعب وصفه بداخله.

" ما هو الشيء العظيم في تلك المرأة؟"

"هاه؟!"

نبرة التهديد في صوت عفريت البالغ جعلت جسد أغو يرتجف.

بدا هذا العفريت البالغ أقوى من أي شخص في قبيلته ، كان من الطبيعي أن يتملكه الرعب عندما هدده.

ومع ذلك ، لم يتغلب هذا على فضوله الطفولي.

"هل الإناث حقًا بهذه القوة في قبيلة كارني هذه؟"

من وجهة نظر أغو ، لا تبدو إنري قوية ، على الرغم من وجود بعض العضلات على ذراعيها وساقيها ، إلا أن ذلك لم يكن يكفي ، لم تكن بحاجة إلى أن تكون مُعضلة مثل الغول ، ولكن كقائدة ، كانت بحاجة إلى أكثر مما لديها الآن.

إذا كانت ساحرة فسيكون بإمكانه فهم ذلك ، غالبًا ما تستخدم الأنثى التي أصبحت قائدة في قبائل الغيلان تلك القوة الغامضة ، ومع ذلك ، فإن تلك الأنثى لم تكن تشبه الساحرة.

بصراحة ، لم يفهم أغو سبب تفوق إنري على العفاريت.

"إن الأمر ليس كذلك"

"...تلك الصيادة التي جاءت لاحقًا كانت أقوى منها ، أليس كذلك؟"

"حسنا ، بريتا ليست سيئة ، لكننا أفضل ".

أُعجب أغو بالعفريت البالغ أمامه أكثر ، لقد كان أقصر من تلك المرأة ، لكنه تحدث بقناعة راسخة ، بالتأكيد أن هناك سبب لثقته بنفسه.

"وأيضًا ، تلك الأنثى التي ظهرت من ورائنا ، ليست قوية أيضًا ، أليس كذلك؟ على الرغم من أن الطريقة التي ظهرت بها من العدم أرعبتني حتى الموت ".

توقف العفريت البالغ فجأة عن الكلام وحدق في أغو.

سأل أغو بتوتر ، بعد أن شعر بضغط غريب عليه:

"ما- ماذا؟ ما خطب تلك الأنثى؟ "

"تلك الأنثى التي ظهرت فجأة... اسمها لوبيسرغينا ، وهي... خطيرة للغاية ، بما أنك ستبقى معنا لفترة من الوقت ، فلا تقترب منها أو تتحدث معها ، أنا أقول هذا لمصلحتك"

"آه. حسنا ، مفهوم"

"هناك أمر آخر ، على الرغم من أن الأمر واضح للغاية ، ولكن إذا فعلت أي شيء للناس في هذه القرية... فلن تفلت من العقاب فحسب ، بل من الأفضل أن تكون مستعدًا للموت ".

"مفهوم ، أريد فقط أن أقبل المعاملة التي تستحقها القبيلة المهزومة! أعدك بأنني لن أؤذي أي شخص من قبيلة كارني ".

"حسنًا ، هذا جيد... وإبقى بعيدًا عن لوبيسرغينا ، مفهوم؟"

فهم أغو مزيج الحذر والرهبة في قلب العفريت البالغ ، ونقش التحذير في قلبه ، وبهذا ، أدرك أن سؤاله الأول لم تتم الإجابة عليه ، ولذلك سأل مرة أخرى.

"إذن لماذا إنري سان عظيمة جدًا؟"

حتى أغو يمكن أن يتعلم ، أو بالأحرى ، كان من السهل عليه التعلم ، لأنه كان الأذكى في القبيلة ولا يستطيع التحدث كثيرًا مع العفاريت الآخرين ، لذلك تعلم أمورًا كهذه بسرعة.

"ها... إنري... في الحقيقة... إنها قوية جدًا ".

"إيه؟!"

"هذا لأنك ضعيف جدًا ولا يمكنك معرفة ذلك ، إذا كانت آني سان جادة ، فقد كانت ستستطيع سحق البارغست حتى الموت بيد واحدة فقط ، وتسكب دمه في كوب لتشربه"

"حقا؟!"

"أوه نعم ، نعم ، بالطبع هذا صحيح"

بدأ أغو في التفكير في إنري ، عندما فكر في الأمر بهدوء ، كان صحيحًا أنها كانت قادرة على إصدار أوامر قوية هزت الروح ، ولكن ربما كان ذلك مجرد شيئ ثانوي بالنسبة لها ولم تظهر قوتها الحقيقة؟

"آني سان تتظاهر بأنها ضعيفة ، إحذر أن تثير غضبها ، وإلا سوف تسحقك حتى الموت بيد واحدة ، فبعد أن تسحقك سيكون التنظيف متعبًا للغاية بعد ذلك ، لأن دمائك وأحشائك ستكون مبعثرة في كل مكان ".

"حقًا!؟... إذن لماذا ، لماذا تتظاهر بالضعف؟ لو كانت قوية ، ألن تكون هناك مشاكل أقل؟ "

"إذا أظهرت قوتها ، فستجعل الناس يأتون من كل مكان لتحديها ، وهذا سيكون شيئًا مزعجًا جدًا بالنسبة لها "

كان أغو يعتقد أن القوة هي الحل لجميع المشاكل ، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك.

محبوسًا في متاهة من التأمل الذاتي ، لم يدرك أن العفريت البالغ أمامه يحمل تعبيرًا مزاح على وجهه.

♦ ♦ ♦

في منتصف الليل ، استيقظت إنري فجأة من نومها ، على الرغم من أنه لا يبدو أن هناك أي شيء غريب يحدث بجوارها ، ولكنها بقيت ثابتة في مكانها بينما كانت تحرك عينيها لتتفقد ما يحيط بها ، كان العالم الذي أمامها قاتم السواد ، ومصدر الضوء الوحيد هو ضوء القمر الذي يُضيء الغرفة من خلال فجوات ستائر النافذة ، لم تستطع رؤية أي شيء غريب تحت مصدر هذا الضوء الضعيف.

ركزت على آذنيها لتسمع بإهتمام لما يحدث حولها.

لم تكن هناك أصوات صهيل الخيول أو قعقعة دروع فرسان أو صراخ الناس ، لم تسمع شيئًا كهذا ، لقد كانت مجرد ليلة عادية.

تنهدت إنري بهدوء وأغمضت عينيها ، كانت نائمة بعمق قبل قليل ، لذلك كانت لا تزال مترنحة ولا تستطيع النهوض على الفور.

لقد حدث الكثير اليوم ، بعد الحديث مع أغو، ذهبت لتشرح الأمور لرئيس القرية و جوغيم ، الذي عاد من إستكشاف الغابة.

هل سيكون كل شيء على ما يرام؟.

من أجل تأكيد المعلومات الجديدة التي حصلوا عليها ، قرر جوغيم مع العفاريت دخول الغابة مرة أخرى وغادروا في الليل ، كان التحرك ليلاً في الغابة أمرًا خطيرًا للغاية ، مع أن العفاريت مختلفون عن البشر ، فهم يستطيعون التحرك في الليل طالما هناك القليل من الضوء ، ومع ذلك ، كان هناك العديد من الوحوش السحرية الليلية ، وسيصبحون نشطين بعد غروب الشمس.

ولهذا سيتزايد الخطر أكثر بكثير مما كان عليه الأمر في النهار.

إذا لم تكن هناك حاجة للتأكد بشكل عاجل على أنه لم يعد هناك مزيد من الوحوش يطاردون أغو، لما كان جوغيم والعفاريت ليذهبوا.

صحيح أن العفاريت أقوياء ، لكن هذا فقط بالمقارنة مع إنري وباقي سكان القرية ، فهناك العديد من المخلوقات في الغابة والذين هم أقوى من العفاريت ، مثل الوحوش الثلاثة الذين ذكرهم أغو سابقًا.

ساد شعور من الخوف والخسارة على إنري ، مما جعلها ترتعش ، وبسبب ذلك ، أصبحت أختها الصغيرة تئن في نومها ، واقتربت من جسد إنري.

فتحت عينيها قليلاً وألقت نظرة خاطفة على أختها.

ولكن يبدو أن ذلك لم يوقظها ، لأنها كانت تسمع شخيرها اللطيف.

ها ها ها...

فقط عندما لم تستطع إلا أن تضحك بصوت منخفض ، جاء صوت طرق ناعم على الباب ، لم يكن هذا بالتأكيد بسبب الريح.

عبست إنري ، ما الذي يمكن أن يحدث في هذا الوقت المتأخر من الليل؟ ولكن ، لأن شخص ما أتى في هذا الوقت المتأخر جدًا فهذا يعني أنه أمر مهم.

فصلت نفسها بحذر شديد عن نيمو والبطانية ونزلت ببطء من السرير ، وتحركت بحذر حتى لا توقظ أختها الصغيرة.

أصدرت الألواح صوت صرير عندما نهضت من السرير ، مما جعل قلب إنري ينبض بشكل أسرع لأنها كانت قلقة بشأن إيقاظ نيمو.

بعد ذلك الحادث (هجوم الفرسان) ، أرادت نيمو دائمًا النوم مع إنري ، لأن ذلك الحادث تسبب في صدمة شديدة لها.

لم يكن لدى إنري نية لتوبيخها بسبب ذلك ، كان ذلك لأن إنري شعرت بالأمان أكثر عندما نامت مع أختها.

لكنها كانت تعلم أنه حتى لو نام الاثنان معًا ، فإن نيمو ستستيقظ أحيانًا بسبب الكوابيس التي تراودها ، لهذا السبب ، أصرت إنري على أن تكون مع نيمو حتى عندما تريد النوم.

بهدوء ، وببطء ، تقدمت نحو عتبة الباب ، لكن الطرق لم يتوقف.

ألقت إنري نظرة خاطفة من خلال فجوة صغيرة على الباب بتوتر ، وأضاء ضوء القمر وجه جوغيم ، و تنهدت بارتياح.

من أجل عدم إيقاظ نيمو، تحدث إنري بهدوء من خلال الفجوة الصغيرة.

"جوغيم سان ، أنا مسرورة أنك عدت بأمان من إستكشاف الغابة"

"نعم ، آني سان ، وأيضا لقد تبين في النهاية أن كل شيء على ما يرام ، آسف لإيقاظك ، ولكنني إعتقدت أنه يجب عليّ إخبارك بالأمر في أقرب وقت ممكن ".

فتحت إنري الباب قليلاً ، وضغطت على جسدها وعبرت من خلال الفجوة الصغيرة المفتوحة للباب ، كانت قلقة من أن ضوء القمر القادم سيوقظ نيمو ، فهم جوغيم ذلك من حركتها ، وخفض صوته وتحدث.

"هناك شيء أحتاج منك فعله آني سان وأريدك أن أن تأتي معي في الحال"

"فى الحال؟" ابتسمت إنري قليلا وقالت "بالطبع ، أنا لا أمانع"

"أنا حقا آسف لذلك"

اتبعت إنري جوغيم بينما أخبرته ألا يعتذر ، ربما كان من الأفضل أن تكون نيمو مستيقظة لهذا ، وقد فكرت في ذلك ، لكن جوغيم جاء من أجلها وهو يعلم أن الجميع نائمون ، ومن المؤكد أن لديه سبب لذلك.

"سأقدم لك شرحًا موجزًا بينما نحن نمشي"

كان يتحدث عادة بإسترخاء أكثر ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل - أو ما يعتبره جوغيم عملاً - كانت نبرته أكثر صرامة.

على الرغم من أن إنري شعرت أنه لا بأس من أن يكون غير رسمي مع فتاة قروية بسيطة مثلها ، إلا أن جوغيم رفض تغيير هذا الجزء منه ، لذلك تخلت إنري عن هذه الفكرة.

"أولاً ، وجدنا بعض أفراد قبيلة أغو"

"هذا رائع!"

"...لكنهم هشون نفسيًا ، وأعتقد أنهم سيحتاجون إلى الراحة لبضعة أيام ، كان علينا أن نطلب مساعدة نيفي ني سان من أجل ذلك ".

مستشعرا بتعبير إنري المفاجئ ، أكمل جوغيم شرحه.

"عندما وجدنا الناجين من قبيلة أغو ، كانوا محتجزين كسجناء من قبل غيلان أتباع عملاق الشرق ، وتم إستخدامهم كطعام ، على الرغم من أن كونا قد شفى جروحهم الجسدية ، لكنهم كانوا لا يزالون يعانون من الصدمات العقلية ، لدى نيفي ني سان بعض الأدوية لتهدئتهم ، ونريده أن يساعدهم في العلاج ، ولكن ، هناك مشكلة واحدة فقط ".

راقب جوغيم تعبير إنري قبل أن يكمل الكلام.

"عندما أنقذنا الناجين من قبيلة أغو، أسرنا خمسة غيلان ، على الرغم من أننا فعلنا ذلك فقط لاستجوابهم... ولكن يبدو أن الغيلان يتعايشون عادة مع العفاريت بسبب عاداتهم العرقية ، وبينما الغيلان هم المسؤولون عن القتال ، فالعفاريت هم المسؤولون عن توفير الطعام والمأوى وما إلى ذلك ، ولهذا فإن العلاقة التي بينهم علاقة مشتركة ومتبادلة ، وبسبب ذلك ، قالوا إنهم على استعداد للقتال معنا ، وفقًا أغو ، هذا الأمر ليس بالغريب... لذا ، ماذا يجب أن نفعل؟ "

"هل يمكننا الوثوق بهم؟"

"أغو يقول أننا نستطيع ، ولكن الغيلان لديهم عادة غريبة ، فهم لن يقاتلوا من أجل أي شخص باستثناء العفاريت من قبيلتهم ، وقد خانوا عملاق الشرق لأنه لم يكن من قبيلتهم"

"همم ، لكن أن تكون بجوار غول يأكل البشر أمر مخيف نوعًا ما..."

"بمجرد أن يقبلوا الناس في القرية كجزء من قبيلتهم ، كل ما علينا القيام به هو إطعامهم وسيكون الأمر على ما يرام ، ويمكنن أن نقدم لهم أي نوع من الطعام أيضًا ، لحسن الحظ ، فهم نهمون ".

بصراحة ، كان هذا القرار صعبًا جدًا على فتاة قروية بسيطة.

"ماذا عن قتلهم؟"

" بصراحة ، لن تكون لدينا أي مشاكل في قتلهم على الفور ، فذلك سيوفر لنا الكثير من المشاكل ، فهم قد إنقلبوا على عملاق الشرق وإذا بدأت الأمور تسوء قد ينقلبون علينا ، يقول أغو إنهم لن يفعلوا ذلك ، لكن التصديق الأعمى لكل ما يقوله طفل صغير أمر… "

"وما رأيك ، جوغيم سان؟"

"إذا تمكنوا من القتال معنا ، فسيكون ذلك رائعًا ، فنحن لا نعرف كم عدد الوحوش الذين قد يأتون من الغابة ، وكلما كان عددنا أكبر كان ذلك أفضل".

"إذن ، سؤال آخر ، هل سيأكلون البشر؟"

"…آني سان ، على الرغم من أن الجميع يقولون إن الغيلان وحوش آكلة للبشر ، إلا أنهم في الحقيقة ليسوا أكثر من وحوش آكلين للحوم ، ولأن اصطياد البشر أسهل من اصطياد الحيوانات البرية ، فإنهم يهاجمون البشر".

بالنسبة إلى الغيلان ، ربما يكون اصطياد البشر أسهل من مطاردة الأرانب ، من أجل الحصول على الطعام يكون من الأسهل على الصياد إصطياد فريسة سهلة.

" إذا تم إعطائهم شيئًا ليأكلوه ، فلن يهاجموا القرويين ، فأصلًا هم يهاجمون البشر فقط لملء بطونهم ، أضمن لكِ بأننا سنصطاد ما يكفي من الفرائس لملء بطونهم ، بالطبع ، سيظلون بحاجة إلى الإشراف وسيتعين علينا أن نرى كيف تسير الأمور ، ولكنني أعدك بأننا لن ندع أي شخص في القرية يتأذى ".

"...في هذه الحالة ، سيكون من الأفضل الوثوق بهم والسماح لهم بأن يصبحوا تابعين لنا ، ليس فقط في الوقت الحالي ، بل لأجل المستقبل أيضًا ".

"أنا سعيد لأنك فهمتي ، الشيء الوحيد هو أن هناك تناقضًا بسيطًا مع ما قلته للتو ، إذا فشل الشيء الذي سيحدث تاليًا ، فسنضطر إلى قتلهم جميعًا ، فبصراحة ، كنت أفكر في كيفية إقناع هؤلاء الغيلان بأنك قائدتهم ، آني سان ".

"إيه؟!"

أطلق إنري صرخة بدت وكأنها انقلبت رأسًا على عقب ، كانت هذة قفزة كبيرة بالنسبة لها ، لماذا يجب على فتاة قروية بسيطة مثلها أن تصبح قائدة لمجموعة من الغيلان؟ ألن يكفي أن يكون جوغيم هو قائدهم؟

"هذا من أجل المستقبل ، سيكون الأمر مزعجًا إذا إعتقد الغيلان أنك مجرد بشرية عادية ، آني سان ، على الرغم من أننا نطيع أوامرك ، ولكن من المحتمل أن تنشأ حالة يكون فيها نقل الأوامر من خلالنا نحن العفاريت أمرًا خطيرًا للغاية ، كقائد في الخطوط الأمامية ، يمكن أن يحدث لي أي شيء في أي وقت ، لذلك أشعر أننا بحاجة إلى شخص آمن في الخطوط الخلفية يمكنه قيادة الغيلان ".

فكرت إنري في هذا المشكلة الحساسة بتفكير فتاة قروية.

"وهذا يعني أنك تحتاج إلى شخصين يمكنهما إصدار الأوامر؟"

أومأ جوغيم برأسه.

"في هذه الحالة ، يمكن لـ نيفي ني سان -"

"قد ينتهي الأمر بـأن يكون نيفي ني سان في الخطوط الأمامية أيضًا"

"فهمت…"

أدركت إنري ذلك فجأة وأومأت برأسها ، يجب أن يكون شخص ما في مكان آمن مثلها مفيدًا أيضًا ، كان هذا أيضًا ما أرادته إنري أيضًا ، لكن-

"ولكن هل يمكنني حقًا السيطرة على الغيلان؟"

"هذا ما نحن على وشك اكتشافه ، آني سان ، ما مدى براعتك في التمثيل؟ "

♦ ♦ ♦

يمكن أن تؤدي كل من البوابة الأمامية والبوابة الخلفية للقرية إلى الخارج ، قادها جوغيم إلى البوابة الخلفية ، وخلفه كان خمسة غيلان راكعين على الأرض ، كانوا أيضًا مصدر الرائحة الكريهة المعلقة في الهواء.

كان يحيط بهم جنود من العفاريت ، وجميعهم كانوا حاضرين ولم يصب أحد بأذى.

على جانب البوابة كانت هناك منصة مراقبة ، والتي كان من الطبيعي أن يديرها القرويون أو العفاريت ، ولكن ليس الآن ، فقد تركها العفاريت مؤقتًا.

كان نيفيريا هناك أيضًا ، جنبًا إلى جنب مع أغو، الذي كان على بعد مسافة بعيدة.

"مرحبا إنري ، إنها ليلة جميلة ، أليس كذلك؟"

"نعم ، نيفي ، القمر جميل حقًا ".

"بالفعل ، إنه كبير جدًا وواضح ".

"آسف لمقاطعة حديثكما ، ولكن فلنبدأ هذا العرض " همس جوغيم إلى إنري قبل أن يصيح:

"أوي! أنتم! قائدتنا آني سان هنا! وهي من لديها الحق في تقرير أن يعيشوا أو تموتوا! "

عندما سمع الغيلان الخمسة هذا ، رفعوا رؤوسهم لينظروا إلى إنري ، شعرت أن هناك ضغطًا ملموسًا يسحقها ، لكن إنري أجبرت نفسها على عدم اتخاذ خطوة إلى الوراء ، إذا استسلمت ، فإن الخطة ستفشل ، وسوف يقضي العفاريت على الغيلان لتجنب حدوث أي مشاكل محتملة في المستقبل.

تمكنت إنري بالفعل من رؤية أيادي العفاريت تتجه إلى أسلحتهم ، أخرج نيفيريا بهدوء زجاجة من نوع ما.

مر الوقت ببطء تحت هذا الضغط الهائل.

تحملت إنري نظرات الغيلان ونظرت إليهم ، كانت نظرتها ثابتة وصلبة.

في عينيها ، تداخل الغيلان مع صورة الفرسان في ذلك الوقت.

شدّت إنري قبضتيها ، متذكّرة ما شعرت به في ذلك الوقت ، عندما ضربت الفارس ذو الخوذة مباشرة في وجهه.

لا تقللوا من شأني ، الجميع يحمي القرية ، أريد أيضًا حماية القرية!.

بعد لحظة من التوتر - لحظة بدت أنها أبدية بالنسبة لإنري - تذبذب الغيلان.

نظروا إلى بعضهم البعض ، ثم إلى جوغيم.

"ألم أقل لكم هذا مسبقًا ، قائدتنا آني سان ، هي الأقوى هنا"

"أخفضوا رؤوسكم ، جميعكم!"

صاحت إنري فور انتهاء جوغيم.

حتى إنري تفاجأة من قوة صوتها ، و من زاوية عينها رأت أن أغو إرتعش بسبب ذلك ، لكن هذا جيد ، المهم هو أن الغيلان خفضوا رؤوسهم لها.

في الوقت الحالي ، اعترف الغيلان بتفوق إنري.

"حسنًا ، ماذا لديكم لتقولوه لقائدتنا رئيسة قرية كارني آني سان؟"

مع بقاء رؤوسهم منخفضة ، ما خرج من الغيلان كان سيلًا من الأصوات المشوشة.

"إنها مخيف جدًا ، الرئيسة الصغيرة ، نحن نعتذر"

"آسفون ، لمهاجمت قبيلتك ، أرجوك سامحينا"

بكلمة "قبيلتك" ، ربما يعني الغيلان قبيلة أغو ، على الرغم من أن الحقيقة كانت مختلفة إلى حد ما ، إلا أنه كان من الأسهل عليهم فهم الموقف حيث أن شعب أغو جزء من قبيلة كارني ، تم ترك الأمر كما هو لتجنب إرباك الغيلان.

"سوف نعمل جميعا من أجلك"

"نعم! اعملوا بجد لأجلي ولقبيلتي! "

لقد قالت الجملة الأخيرة بكل القوة التي إستطاعت حشدها ، لقد قالت فقط جملتين أو ثلاث ، ولكن كانت إنري منهكة جدًا ، كان الأمر سيئًا مثل تلك المرة عندما إلتقوا بـالبارغست.

تمامًا عندما كانت إنري على وشك الانسحاب من موقف القائدة من التعب ، ساعدها جوغيم في الوقت المناسب.

"رائع! يبدو أن آني سان قد عفت عن حياتكم! "

إسترخت أجساد الغيلان بشكل واضح عندما تم تقرير مصيرهم ، نظرًا لإمكانية أن كان من الممكن أن يتم قتلهم في أي لحظة ، كان ذلك رد فعل طبيعي.

نظر غول واحد إلى إنري وتحدث.

"قائدة ، ماذا نفعل؟"

لم تفكر في ذلك بعد ، ومع ذلك ، إذا لم تكن تعرف ، يمكنها أن تعهد بالأمر إلى شخص آخر.

"جوغيم سان ، سأترك الأمر لك ، هم تحت تصرفك الأن".

"مفهوم ، آني سان"

انحنى قائد العفاريت لإنري ، ثم إستدار إلى الغيلان.

"حسنا اذن ، أولا وقبل كل شيء ، سننصب الخيام خارج القرية ، و سوف تقيمون فيها في الوقت الحالي ، وأنتم أيضًا ، ساعدوا نصب الخيام ".

غادر الغيلان برفقة العفاريت.

"نصب الخيام خارج القرية قد يسبب بعض المشاكل ، ولهذا سنحتاج إلى توفير مكان لهم في القرية ليعيشوا فيه ، ومع ذلك ، نحن بحاجة إلى تدريبهم على عدم مهاجمة القرويين أولاً ".

"سأحتاج إلى الذهاب للتحدث مع الكثير من الناس لجعلهم يقبلون هذا الوضع"

"نعم ، على الرغم من أنني أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام إذا قمت بذلك يا إنري ، وأيضًا بشأن الغد..."

وفقًا للخطة ، ستنطلق إنري مع نيفيريا إلى إي-رانتيل ، مع العديد من العفاريت كحراس.

"أنا آسف ، ولكنني ما زلت بحاجة إلى المساعدة في علاج الناجين من قبيلة أغو ، لذلك لا يمكنني الذهاب "

هذاأمر طبيعي فهم سيعيشون في نفس القرية التي يعيش فيها نفس الغيلان الذين أرادوا أكلهم ، ولابد من معالجة صدماتهم العقلية جنبًا إلى جنب مع جروحهم الجسدية ، ولن تؤدي شخصية ليزي إلا إلى إخافتهم وسيسبب ذلك آثارًا عكسية ، ولهذا لا يوجد شخص أفضل من نيفيريا للقيام بذلك.

"إيه؟ أشعر بالقليل من عدم الارتياح حيال هذا..."

لم يكن لدى إنري أي خبرة في زيارة مدينة كبيرة مثل إي-رانتيل ، لذا من وجهة نظرها ، بدا العبء ثقيلًا للغاية.

"إذن ، ماذا عن جعل رئيس القرية يذهب معك؟"

"أعتقد أن ذلك قد يكون صعبًا..."

كان على رئيس القرية الحفاظ على النظام في القرية ، وإجراء الإصلاحات ، ومراقبة السكان الجدد ، سيكون من الصعب جدًا عليه السفر لمسافات طويلة.

"...ماذا عن زوجة الرئيس؟"

"همم ، بصراحة ، ليس هناك ما يكفي من الأيدي العاملة في القرية ، وعلى الرغم من وجود نقص في القوى العاملة من قبل ، إلا أن الأمر أكثر خطورة الآن ".

كانت قرية كارني قرية ذات كثافة سكانية قليلة جدًا ، ونتيجة لذلك ، عندما تنخفض أعدادهم ، ستنخفض قدرتهم في العمل ، وهذا هو السبب في أن القرويين قمعوا معارضتهم لدعوة المزيد من السكان للبقاء معهم.

"عندما أذهب إلى إي-رانتيل ، أحتاج إلى الذهاب إلى المعابد ومعرفة ما إذا كان هناك أي شخص يريد الانتقال إلى القرية... إن هذا كثير جدًا على فتاة قروية أن تفعله..."

"كل هذا لأجل القرية ، يا قائدة"

عبست إنري وهي تسمع كلمات جوغيم ، كان جزء منها يفكر ، " أنت لست مؤهلاً لقول ذلك " ، ففي النهاية كان هو والعفاريت من جعلوا إنري مشغولة للغاية.

"أردت حقًا أن أذهب معكِ..."

تمتمت نيفيريا بنبرة مكتئبة ، ثم غطى ذلك بالتلويح بيديه وكأنه يريد التخلص من الجو المكتئب.

"سيكون الأمر على ما يرام ، سأعتني بنيمو تشان ، لذلك يمكنك الذهاب دون قلق ".

"...حسنًا ، فهمت ، هل أنا الوحيدة في العالم الذي يجب أن تمر بهذا؟ في لحظة يعبدني الناس ويجعلونني شخصًا رائعًا ، وفي اللحظة التالية يجب أن أذهب إلى مكان لم أزره من قبل وأقوم بأشياء لم أفعلها من قبل..."

"لا تكوني متشائمة جدا ، إنري ، من المؤكد أن هناك شخصًا مًا في هذا العالم مثلك".

ضحك جوغيم و نيفيريا بهدوء عندما رأوا أكتافها تتدلى من التعب ، كان أغو يراقب من بعيد ، و تمتم لنفسه.

"لقد سيطرت حقًا على العفاريت بالقوة... رئيس قبيلة كارني ، إنري آني سان..."

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 3

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

كما يوحي الاسم ، كانت مدينة الحصن إي-رانتيل محاطة بثلاث جدران ، البوابات المثبتة على سور المدينة هي الأقوى والأكثر فخامة في الجزء الخارجي للجدران ، وكانت تشع بجوٍ من القوة والصلابة.

كان مشهدًا مألوفًا أن يتم رؤة المسافرين في الشارع يحدقون بأفواه مفتوحة في بوابات المدينة التي قيل إنها قادرة على صد أي غزو ستقوم به الإمبراطورية ، ومن المؤكد أن الناس في الشوارع قد كَوَنُوا تعابير مماثلة في الماضي.

إلى جانب هذه البوابات كانت هناك نقاط تفتيش يديرها العديد من الجنود الذين كانوا محميّين من أشعة الشمس.

على الرغم من أن بعض الناس قد يسألون عما إذا كان من المناسب أن يسترخية جنود مدينة قريبة من خط المواجهة ضد الإمبراطورية ، إلا أن الحقيقة هي أن القوات الموجودة في نقاط التفتيش كانوا هناك لفحص المسافرين ، وظيفتهم هي منع تهريب البضائع الغير قانونية أو الكشف عن جواسيس أجانب ، لذلك لم يكن لديهم ما يفعلونه عندما لا يمون هناك أحد يريد دخول المدينة.

ونتيجة لذلك ، فإن الجنود العاطلين عن العمل حاليًا - على الرغم من أنهم حافظوا على الانضباط بدلاً من قضاء وقتهم بلعب الورق - لم يتمكنوا من مقاومة الرغبة في التثاؤب.

على الرغم من أنهم يبدون أحرارًا في الوقت الحالي ، لكن عندما يبدأ العمل ، سيكونون مشغولين للغاية ، خاصة العمل الهائل الذي كان عليهم القيام به في الصباح ، فبعد فتح البوابات مباشرة ، سينشغلون بشكل يتحدى الوصف.

مع وصول الشمس إلى أعلى نقطة في السماء ، بدأ المسافرون في الظهور على الطريق في مجموعات صغيرة ، متناثرين بشكل متفرق بين المشاة الآخرين ، كان من الطبيعي أن يسافر الناس بمجموعات ، بالنظر إلى أن هذا العالم كان يسكنه الوحوش.

عندما يظهرون ، فهم يظهرون بأعداد كبيرة ، " يبدو أننا سنكون مشغولين جدًا " ، فكر الحارس الذي كان ينظر إلى الطريق من نافذته ، وبعد ذلك استقرت عيناه على عربة على وشك الدخول ، في انتظار مرور بعض المارة.

جلست فتاة على مقعد السائق ، لم يستطع رؤية أي شخص آخر معها على العربة المكشوفة ، يبدو أنها تسافر بمفردها.

لم تكن تحمل سلاحًا و او ترسًا ، و من هذا ، إستنتج الحارس إلى أنها مجرد فتاة قروية-

- ومع أنه إعتقد ذلك ، إلا أن الجندي أمال رأسه ولم يقبل فرضيته.

ليس من غير المألوف أن يأتي الناس من القرى المجاورة إلى المدينة ، ومع ذلك ، فإن سفر فتاة بمفردها كان أمرًا مختلفًا تمامًا ، حتى المنطقة المحيطة بـ إي-رانتيل لم تكن خالية تمامًا من قطاع الطرق والوحوش ، بفضل جهود فريق المغامرين الأسطوري "الظلام" ، تم القضاء على معظم الوحوش وقطاع الطرق الخطرين ، لكن "معظم" لا تعني "الكل" ، ولا تزال هناك وحوش دنيوية مثل الذئاب وما شابهها يتجولون.

لم يكن هذا الوضع فريدًا بالنسبة لـ إي-رانتيل ، فالأمر ينطق على جميع المدن الأخرى أيضًا ، بالتفكير في الأمر ، هل يمكن للفتيات السفر بمفردهن؟.

ربما نجت من مواجهة لصوص وهربت بطريقة ما ، لكنه لم يشعر بأي توتر أو قلق منها على الإطلاق ، بدت مرتاحة ، كما لو كانت تعلم أن رحلتها ستكون آمنة.

من تكون تلك الفتاة؟.

حوّل الجندي نظرته المريبة إلى حصانها ، وفي تلك اللحظة إرتبك أكثر.

كان الحصان استثنائيًا ، وليس شيئًا يمكن أن تمتلكه مجرد فتاة قروية ، ذكّرته هيكله ومعطفه بخيول الحرب.

كانت الأحصنة ذات قيمة عالية للغاية ، حتى لو كان بإمكان المرء بالفعل جمع المال لشراء واحدة ، فلن يتمكن الشخص العادي من الحصول عليها بسهولة ، وبغض النظر التنانين المجنحة (Wyvern - وايفرن) و غريفين* ، فأحصنة الحرب تعتبر في قمة السلسة الهرمية للأحصنة.

ㅤㅤ

(الغريفين هو اندماج أجزاء مختلفة من الحيوانات الأخرى ، له جسم وذيل وأرجل خلفية خاصة بالأسد ورأس وأجنحة ومخالب نسر)

(يُعتبر وايفرن (Wyvern) مخلوقاً أسطورياً يشبه التنين ، وهو مخلوق ذو رأس تنين وجسد يشبه جسد الزواحف مع جناحين وذيل طويل)

ㅤㅤ

سيحتاج الشخص العادي إلى المال والعلاقات للحصول على مثل هذا الحصان ، ولن يكون لدى فتاة قروية بسيطة هاته الأشياء.

ومن الممكن أيضًا أن تكون قد سرقت الحصان من مالكه الأصلي ، ولكن أي شخص سرق مثل هذا الشيء الثمين سيتم ملاحقته واستهدافه للإنتقام ، هذا هو السبب في أن قطاع الطرق لم يجرؤوا على مهاجمة الأشخاص الذين يمتطون أحصنة الحرب.

باختصار ، بعد النظر في جميع الأدلة المرئية ، فإن احتمالات كونها فتاة قروية بسيطة منخفضة للغاية ، إذن من هي تتظاهر بأنها فتاة قروية؟.

حقيقة أنها تسافر بمفردها تعني أنها واثقة جدًا من قدراتها ، ولم تقتصر تلك القدرات على حقيقة أنها اختارت أن ترتدي ملابس فتاة قروية ، وهذا يعني أنها متأكدة من أنها لن تواجه أي مشكلة حتى و هي ترتدي تلك الملابس ، مع أخذ ذلك في الاعتبار ، من المحتمل أنها ساحرة ، نظرًا لأن السحرة لا تتطابق قوتهم مع مظهرهم.

كانت هذه إجابة يمكنه قبولها ، إذا تم الضغط عليه وسؤل عن سبب قبوله هذا الإستنتاج ، فذلك لأن السحرة ، أو المغامرين بشكل عام ، كانوا أثرياء وذوي علاقات ، لذا سيكون الحصول على حصان حرب أمرًا سهلاً بالنسبة لهم.

"هل هي ساحرة؟"

يبدو أن رفيقه الذي جاء بجانبه قد توصل إلى نفس إستنتاجه.

"ربما" ، جعد الجندي جبينه وأجاب.

كان السحرة مزعجين جدًا في عملية تفتيشهم وإستجوابهم.

أولا ، كان سلاحهم الأساسي هو ، السحر ، شيئ غير مرئي بالعين المجردة ، بمعنى آخر ، لن يتمكن الحراس من معرفة الأسلحة التي تسلح بها السحرة.

ثانيًا ، قد يستخدمون السحر لنقل بعض الأشياء الخطرة إلى المدينة ، لكن يصعب على الجنود اكتشاف ذلك.

ثالثًا ، كان لديهم عادة حمل الكثير من الأمتعة والعناصر معهم ، لذا كان فحصهم جميعًا أمرًا مزعجًا.

بصراحة ، كان يكره التعامل معهم ، وبسبب ذلك ، إستعانوا برجل من نقابة السحرة - بعد دفع الرسوم المناسبة بالطبع – لمساعدتهم ، لكن…

"هل علينا إحضار ذلك الرجل؟ أنا حقًا لا أريد ذلك".

"ما باليد حيلة ، إذا سمحنا لها بالمرور وحدث شيء لاحقًا ، فسنقع في ورطة ".

"سيكون أمرًا رائعًا لو أنها كانت ترتدي مثل ملابس السحرة"

"أتقصد أن تحمل عصا غريبة ، و ترتدي رداءًا غريبًا؟"

"نعم ، على الأقل ستعرف أن أحدهم ساحر بنظر إلى ملابسه ، إما ذلك ، أو نجبر كل شخص في نقابة السحرة على حمل شعار إثبات العضوية ، مثل المغامرين... "

نهض الجنديان في نفس وهما يبتسمان ، كان هذا للترحيب بالفتاة التي قد تكون ساحرة.

وتحت أعين الجنود ، اقتربت العربة من الباب وتوقفت.

نزلت الفتاة ، وكانت جبهتها مملوؤة بالعرق ، ومن النظرة الأولى سيعرف الشخص أنها سافر طوال الطريق تحت أشعة الشمس ، كانت أكمامها وسراويلها طويلة للحماية من حروق الشمس ، لم تكن ملابسها باهظة الثمن أو متقنة الصنع ، بغض النظر عن كيف ينظر إليها الشخص ، كانت فتاة قروية بسيطة.

ومع ذلك ، لا يمكن الحكم على الكتاب من غلافه ، فمن الممكن أنها تخفي شيئًا ما ، ومهمتهم هي معرفة ذلك.

اقترب الجنود بعناية من الفتاة.

"نود أن نطرح عليك بعض الأسئلة ، هلا أتيتا معنا؟"

تحدثوا بنبرة لطيفة ، كانوا يحاولون إرسال رسالة مفادها أنهم لم يكونوا حذرين منها ، حتى تتمكن من خفض حذرها.

"بالتأكيد ، أنا لا أمانع"

اصطحب الجنود الفتاة إلى غرفة التحقيق.

من أجل الحماية من استخدام تعاويذ السحر وأشكال أخرى من التلاعب العقلي ، تبعها جنديان آخران ولكنهما حافظا على مسافة بعيدة قليلا عنها ، راقبها الآخرون بعناية ، خائفين من أي تحركات مشبوهة.

قامت الفتاة بإمالة رأسها عدة مرات ، وكأنها تشعر بالتوتر في الهواء.

"…ما الخطب؟"

"إيه؟ آه ، لا ، لا شيء ".

الشخص الذي يمكن أن يلاحظ التغيرات الدقيقة في الهواء لا يمكن أن يكون شخصًا عاديًا ، أخذها الحراس إلى غرفة التحقيق واضعين ذلك في الاعتبار.

"إذن ، هل يمكنكِ الجلوس هناك؟"

"نعم"

جلست الفتاة على أحد الكراسي المتوفرة في الغرفة الصغير.

"لنبدأ باسمك ومكان ميلادك"

"نعم ، اسمي إنري إيموت ، لقد أتيت من قرية كارني التي تقع بالقرب من غابة توب العظيمة "

تبادل الجنود النظرات وخرج أحدهم من الغرفة ، من أجل التحقق من السجل ومطابقة ما قالته الفتاة عن نفسها.

من أجل إدارة سكانها ، احتفظت المملكة بفهرس لهم في شكل سجلات ، ومع ذلك ، كانت السجلات شؤونًا بدائية ، وتم تحديث التفاصيل المتعلقة بالولادة والوفاة ببطء شديد ، على كل حال ، قدر أحدهم ذات مرة أن هناك عشرات الآلاف من الأخطاء فيها ، نتيجة لذلك ، سيكون الاعتماد بشكل كبير على السجلات فكرة سيئة ، ولكن يمكن استخدامها كمرجع موثوق إلى حد ما.

كانت السجلات عبارة عن فوضى ، ومملوءة بالمعلومات ، لذا فإن البحث سيستغرق وقتًا طويلاً ، فهم الجنود ذلك ، وقرروا أن يحاولوا أن يفعلوا شيء آخر أثناء ذلك.

"إذن ، بدلاً من الرسوم ، هل يمكنني رؤية تصريحك؟"

من الطبيعي أن يدفع كل من يدخل المدينة رسومًا ، ومع ذلك ، فإن فرض هذه الأموال على السكان سيؤدي إلى توقف التجارة ، ونتيجة لذلك تم إصدار تصاريح سفر لكل قرية يمكنهم من خلالها دخول المدينة مجانًا ، بالطبع ، نظرًا لوجود نبلاء مختلفين في كل منطقة ، كانت هناك قواعد مختلفة لكل منطقة أيضًا.

"هممم ، دعني أرى... إنه هنا"

منع الجندي إنري من تفتيش حقيبتها بنفسها.

"آه ، سنفعل ذلك ، هل يمكنكِ إعطائنا حقيبتك؟ "

سلمت إنري له الحقيبة دون احتجاج ، فتش الجنود الحقيبة بعناية وعثروا على لفافة.

قاموا بفتحها على الطاولة حتى يتمكن الجميع من رؤيتها ، على الرغم من أن معدل معرفة القراءة والكتابة بين مواطني المملكة كان منخفضًا جدًا ، إلا أنه كان من المُسَلم به أن كل جندي متمركز عند نقطة تفتيش يمكنه القراءة والكتابة ، أو بالأحرى ، هم متواجدون عند نقاط التفتيش بالتحديد لأنهم متعلمين.

"حسنًا ، يبدو كل شيء على ما يرام ، هذا هو بالتأكيد التصريح الصادر إلى قرية كارني ، لقد تم تأكيد ذلك "

قام الجندي بلف اللفافة من جديد وأعادها إلى الحقيبة.

"الأن، اذكري سبب مجيئك إلى إي-رانتيل"

"نعم ، أولاً ، أنا هنا لبيع الأعشاب الطبية التي حصدناها ".

نظر الجنود إلى الخارج إلى العربة التي يجري تفتيش جراراتها حاليًا. (مفرد جرة)

"هل يمكنك إخبارنا بأسماء وكميات الأعشاب التي تبيعينها؟"

"أربع أوعية من نيوكوري ، وأربع أوعية من آجينا وستة أوعية من إنكايشي ".

"ستة أوعية من إنكايشي؟"

"هذا صحيح"

انتشرت نظرة فخر على وجه إنري ، فهم الجندي لماذا.

فعند نقطة تفتيش العربات والمسافرين ، سيحصل الحارس في النهاية على معرفة قليلة بالأعشاب الطبية بسبب أنه يصادفها بسبب طبيعة عمله.

لم يكن من الممكن جمع عشبة إنكايشي إلا خلال فترة زمنية قصيرة جدًا ، ولكنه كان مكونًا رئيسيًا في جرعات العلاج ، كان الطلب مرتفعًا جدًا على هاته الأعشاب ، وبالتالي كان السعر دائمًا جيدًا ، إذا كان لديها ستة أوعية كما قالت ، فهذا يعني أنها ستحصل على الكثير من المال عندما تبيعهم.

"إذن ، أين تخططين لبيعهم؟"

"كنت أخطط لبيعهم في محل الإقامة السابق للسيدة باريري "

"باريري؟ تقصدين المعالجة بالأعشاب ليزي باريري؟ "

على الرغم من أنها لم تعد تعيش هناك بعد الآن ، إلا أن ليزي كانت أهم شخص في الأعمال الصيدلانية في إي-رانتيل ، إذا كانت لديها علاقة عمل مع باريري ، فهذا يعني أن ليزي تثق بها كثيرًا.

إذن ، ليس هناك حاجة للتحقيق معها أكثر.

الحقيقة هي أن واجبهم هو منع دخول البضائع الخطرة إلى المدينة ، والتحقيق في تدفق البضائع في المدينة لا يقع ضمن اختصاصهم.

أومأ الجندي ثم نظر إلى وجه إنري.

كانت تتحدث بشكل طبيعي حتى الآن ، ولم يشعروا بأنها كانت تكذب.

بمجرد اكتمال فحص البضائع ، ستنتهي مهمتهم.

في تلك اللحظة أومأ الجندي الذي عاد لتوه برأسه.

وهذا يعني أنه وجد فتاة تدعى إنري في السجل.

ومع ذلك ، قال هذا السجل ببساطة أن هناك فتاة تدعى إنري ولدت في قرية كارني ، بدون أي ضمان بأن الشخص التي أمامهم هي إنري الحقيقية ، لم يكن هناك أيضًا دليل على نوع الحياة التي عاشتها إنري ، ربما خلال أسفارها ، اكتسبت قوة سحرية ، أو ماتت في رحلتها وأصبح المجرمين يستخدمون اسمها.

وبسبب ذلك ، احتاجوا إلى إجراء فحص نهائي واحد.

"مفهوم ، إذن يمكنكَ مناداته "

أومأ الجندي برأسه وغادر الغرفة.

"الأن ، سنقوم بفحص جسدك ، ألا بأس بذلك؟"

"إيه؟"

ظهر تعبير ذُهول على وجه إنري ، بعد ذلك أكمل الجندي كلامه بسرعة.

"أوه ، هذا ليس بسبب وجود أي مشكلة ، المعذرة ، ولكن هذه هي القواعد ، ولن نفعل أي شيء غريب لك ، لذلك لا تقلقي ".

"...إذا كان الأمر كذلك ، فأنا أتفهم ذلك"

وعندما رأى أن إنري تفهمت الأمر ، تنهد الجندي بارتياح ، لم يكن يريد أن يكون الشخص الذي يغضب فتاة قد تكون ساحرة.

عاد الجندي الذي غادر مرة أخرى وهذه المرة خلفه رجل.

كان هذا الرجل ساحر.

كان أنفه بارزًا مثل منقار نسر ، بينما كان وجهه الرقيق شاحبًا وباهتًا ، كان جسده ملفوفًا برداء أسود بدا ساخنًا جدًا ، كان يتصبب عرقًا ، وكانت يده الشبيهة بالمخلب تمسك عصاه بقوة.

شخصيًا ، شعر الجندي أنه كان يجب عليه خلع الرداء إذا كان الجو حارًا جدًا ، لكن الساحر أحب هذا الأسلوب ، ورفض بعناد تغيير ملابسه ، ربما كان هذا هو سبب ارتفاع درجة حرارة الغرفة ببضع درجات عندما دخل هذا الساحر.

"هل هذه هي الفتاة؟"

تحدث الساحر بهدوء ، الأمر الذي وجده الجندي المرافق له غريباً كالعادة.

على الرغم من أنه بدا وكأنه رجل في أواخر العشرينات من عمره ، إلا أن صوته الخشن للغاية جعل من المستحيل تحديد عمره من خلال الصوت وحده ، هل مظهره الشاب غير طبيعي ، أم أن صوته كان أجشًا بشكل غير طبيعي؟

"آه…"

ألقت إنري نظرة إندهاش على الساحر الذي حل محل الجندي ، ولم يتفاجئ الجندي عندما رأى ردة فعلها ، ففي النهاية ، كان هو أيضًا خائفًا في المرة الأولى التي رأى فيها الرجل.

"هذا ساحر من نقابة السحرة ، سيقوم بإجراء فحص بسيط ، لذا يرجى الانتظار "

أشار الجندي إلى إنري لتبقى جالسة ، ثم أومأ برأسه إلى الساحر.

"يمكنك البدأ"

"حسنا"

إقترب الساحر قليلًا نحو إنري ، ثم ألقى تعويذته.

"「كشف السحر」"

بعد ذلك ، حدق الساحر بعينيه نحو إنري ، بدا وكأنه وحش يحدق في فريسته ، ومع ذلك ، ظلت إنري هادئة على الرغم من تعرضها لنظرة هزت حتى الجنود الذين اعتادوا على هذا النوع من الأشياء.

عندما رأوا هذا ، كان كل الجنود يعتقدون بأن تخمينهم صحيح.

الشخص الذي يمكن أن يظل هادئًا تحت هذه النظرة القوية لا يمكن أن يكون شخصًا من قرية بسيطة ، لابد وأن لديها خبرة في قتال الوحوش أو الأشخاص ، المنظر أمامهم فقط عزز الانطباع في قلوب الجنود.

"لا يمكنكِ خداع عينيّ ، أنت تخفين عنصرًا سحريًا ، إنه على خصرك "

لأول مرة ، بدت إنري مندهشة ونظر إلى خصرها.

وإتخذ الجنود على الفور وضعية التأهب ، يمكنهم فهم الأسلحة مثل السيوف ، لكن معرفتهم لم تشمل العناصر السحرية.

"هل تقصد هذا؟"

أخرجت إنري بوقا صغيرًا من تحت ملابسها ، صغيرًا بما يكفي ليناسب كف يدها ، إذا رأى الجنود هذا سابقًا فَلَم يكونوا لِيُولوا إهتمامًا خاصًا به .

"...أتقصد هذه الأداة؟"

"هذا صحيح ، إن مظهره مجرد خدعة ، هذا الشيء مشبع بسحر قوي ".

كان الجنود عاجزين عن الكلام ، إذا كان هذا عنصرًا يعتبره الساحر قويًا ، ما مقدار القوة التي يخفيها؟.

بدأ الجنود يشعرون أن الفتاة كانت ترتدي ملابس عادية عن قصد ، وشعر ببرودة قارصة في أجسادهم وكأن هناك نصلًا حادًا على أعناقهم.

"آه ، هذا― "

"لا حاجة للتحدث ، بسحري سوف أرى ما يخفيه هذا العنصر"

من أجل إسكات إنري ، ألقى تعويذة أخرى.

"「تقييم العنصر السحري」 -اوووووووووو!"

مر وجه الساحر بِعِدة تعابير في بضع ثوان ، في البداية كانت الصدمة ، ثم الخوف ، ثم الرعب ، ثم الارتباك.

"ماذا ، ما ، ما هذا؟ حتى كلمة قوي لا تصف هذا العنصر... مستحيل! ما هذا بحق السماء؟!"

كان وجه الساحر مُحمرًا ، وقطرات من البصاق تتطاير من فمه.

"من أنتِ بحق السماء! لا تحاولي خداعي! "

فاجأ التغيير المفاجئ في سلوك الساحر الجنود ، ولم تكن إنري استثناءً حيث اتسعت عيناها.

"لا ، أنا... أنا مجرد فتاة عادية! فتاة قروية بسيطة!"

”فتاة قروية؟ لماذا تكذبين، كيف يمكنك الحصول على عنصر سحري كهذا؟ إذا كنت حقًا فتاة قروية بسيطة ، فكيف يمكنكِ الحصول على شيء كهذا؟! "

"إيه؟ هذه هدية من الشخص الذي أنقذ قريتنا ، آينز أوول غون سما "

"تكذبين مرة أخرى! لابد وأن كاهنًا من الثيوقراطية أعطاه لكِ! "

"إيه؟ ماذا قلت الثيوقراطية؟ "

"الجميع! تجمعوا! هذه الفتاة مشبوهة!"

على الرغم من أن الجنود لم يفهموا ما كان يحدث ، إلا أنهم لم يروا قط الساحر يتصرف بهذه الطريقة من قبل ، لذلك إذا كانت هذه حالة طارئة ، فيجب عليهم التخلي عن كل ما كانوا يفعلونه والرد على الإستدعاء.

"تجمعوا! تجمعوا!"

ردًا على صيحات الجندي ، أوقف عدد من رفاقهم تفتيش البضائع ودخلوا الغرفة.

"قلتِ أن شخصًا آخر أعطاكِ هذا العنصر؟ هذا هراء! كيف حصلت عليه؟ من المستحيل أنك مجرد فتاة قروية بسيطة! "

"لا ، لقد أُعْطي لي من قِبل غون سما! صدقني رجاءً! "

نظر الجنود إلى الاثنين ، كان الساحر زميلًا لهم ، لقد وظفوه ، وأرادوا تصديقه ، ومع ذلك ، لكن هذه الفتاة المسماة إنري كانت مجرد فتاة قروية وخائفة من الموقف الغير متوقع ، لم يسعهم إلا أن يعتقدوا أنها مجرد فتاة عادية.

"ماذا ، ماذا هناك؟ أخبرني لماذا تعتقد أنها مشبوهة! "

"همم! بادئ ذي بدء ، يمكن لهذا البوق استدعاء مجموعة من العفاريت ، على الرغم من أنني لست متأكدًا من عدد العفاريت الذين يمكن إستدعائهم ، ولكنه يستطيع القيام بذلك"

عبس الجنود ، سيكون الأمر مزعجًا إذا تم استخدام شيء كهذا في الشوارع ، ومع ذلك ، هل كانت هذه مشكلة حقًا؟ يمتلك بعض الأشخاص ، مثل المغامرين ، عددًا كبيرًا من العناصر السحرية ، لن يكون غريباً بالنسبة لهم أن يمتلكوا شيئاً مثل هذا.

"ليس هذا فقط ، فهي تصر أيضًا على أنها مجرد فتاة قروية ، وهذا أمر مريب... إذا كنت أنتَ ، فهل ستمنح فتاة قروية عادية عنصراً سحريًا يساوي على الأقل بضعة آلاف من العملات الذهبية؟"

"آلاف؟!"

"آلاف؟!"

هذا المبلغ الذي لا يُصدق أثار صرخات من الجنود ، ومن إنري نفسها.

إن عدة آلاف من العملات الذهبية عبارة عن مبلغ لا يمكن لأي شخص عادي أن يكسبه طوال حياته ، كان من الصعب تصديق أن مثل هذا البوق ذو المظهر البسيط يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة.

"هذا صحيح ، لن يعطي أحد هذا العنصر القيّم لشخص آخر بدون سبب وجيه ، ناهيك عن فتاة عادية! يمكنني قبول الأمر إذا كانت مغامرة من تصنيف الأدمنتايت أو ساحرة ، لكنها تقول إنها مجرد فتاة قروية! وهذا أمر مريب للغاية! "

شعر الجنود أيضًا أن ما قاله منطقي ، يميل الأشخاص الاستثنائيون إلى جمع عناصر استثنائية وقوية ، في الماضي ، كان كل من الأشخاص العظماء سواء أشرار أو طيبين معروفين بامتلاكهم عناصر قوية.

"لا ، أنا مجرد فتاة قروية بسيطة..."

"علاوة على ذلك ، لم أسمع أبدًا عن شخص يدعى آينز أوول غون ، على الأقل في هذه المنطقة ، ولم أسمع أبدًا عن مغامر بهذا الاسم ".

"الكابتن المحارب يعرف غون سما!"

"كابتن محارب المملكة ، غازيف سترونوف دونو؟... أنت تتفوهين بالهراء ، كيف يمكن لفتاة قروية بسيطة أن تعرفه؟"

"لأنه جاء إلى قريتنا! أنا أقول الحقيقة! اذهب واسأله وستعرف! "

سيكون من المستحيل التواصل مع الكابتن المحارب ، الذي يقيم في العاصمة الملكية ، من إي-رانتيل والأهم من ذلك ، إذا كانت حقًا فتاة قروية بسيطة ، فمن غير المرجح أن تبقى في ذاكرة الكابتن المحارب ، لذا سيكون إثبات هويتها أمرًا صعبًا.

"إذن ماذا نفعل؟"

"احتجزوها الآن ، ثم حققوا معها أكثر ، بالنظر إلى أنها لم تخفي هذا البوق ، وكانت تخطط لنقله إلى المدينة علانية ، فقد لا تكون جاسوسة أو إرهابية ، لكن هذا ليس ضمانًا ".

نظرت إنري حولها والذعر يملؤها.

كانت تبدو مثل فتاة قروية عادية ، ولكن إذا كانت تمثل فهي تقوم بعمل جيد جدًا.

فجأة ، هتف أحد الجنود الذين كانوا يراقبون ما يحدث بدهشة ، في نفس اللحظة جاء صوت مألوف.

"نرغب في دخول المدينة ، ولكن... ما الذي يحدث هنا؟"

عندما استداروا نحو الصوت ، رأوا رجلاً يرتدي درعًا أسود اللون.

"أووه!"

هتف الجنود والساحر جميعًا بدهشة ، كل شخص في إي-رانتيل يعرف الرجل الذي يرتدي هذا الدرع ، كانت الصفيحة الصلبة التي تتمايل على صدره هي الدليل القاطع على هويته ، لقد كان أسطورة حية ، رجل جعل المستحيل ممكنًا ، المحارب الأقوى.

إنه مومون الأسود.

"هذا... أليس هذا! مومون سما! أرجوا المعذرة!"

"ما الذي يحدث هنا... همم؟ هذه الفتاة إنها…"

"نعم! إنها فتاة مشبوهة ، لذا استغرق فحصها بعض الوقت ، نعتذر بصدق عن إزعاجك يا مومون سما - "

"-إنري ، أليس كذلك؟ إنري إيموت؟ "

بدا كما لو أن الغرفة تجمدت ، لماذا يعرف مغامر أسطوري اسم فتاة قروية؟

"آه ، من أنت... إيه ، لا ، آه ، أنت من أتى مع نيفيريا في ذلك الوقت ، أليس كذلك؟ ولكنني لا أتذكر حديثي معك..."

وضع مومون يده قرب فمه كما لو كان يفكر ، بعد ذلك ، أشار إلى الساحر وغادرا الغرفة ، على الرغم من أن الجنود أرادوا أن يتبعوه ، إلا أنهم لم يتمكنوا من ترك إنري بمفردها.

بعد فترة وجيزة ، عاد الساحر وحده إلى الغرفة ، بعد أن هدأ.

"اسمحوا لها أن تذهب ، لقد كفلها ذلك الرجل العظيم ، مومون المغامر ذو تصنيف الأدمنتايت ، في هذه الحالة ، أعتقد أنه لا فائدة من إبقائها هنا ، ما رأيكم؟"

"حسنا... لكن ، ألا بأس بالأمر؟"

"هل من الصواب حقًا الشك في المغامر مومون الأسود؟"

"بالطبع لا! ، مفهوم ، سنمنحها الإذن بالمرور ، إنري إيموت من قرية كارني ، مسموح لك بدخول المدينة ، يمكنك الذهاب "

"آه ، نعم ، شكرا جزيلا"

بعد الإنحناء السريع لهم ، غادرت إنري الغرفة ، وهو يشاهدها تبتعد التفت الجندي إلى الساحر.

"ماذا عن مومون سما؟"

"لقد ذهب"

"إذن... ما علاقة ذلك البطل بتلك الفتاة القروية؟"

"لا أعلم ، أخبرني مومون دونو بما قلته لك ، لقد كفلها وطلب منا أن نطلق سراحها "

"إذن سؤال آخر ، تلك الفتاة إيموت ، هل تعتقد حقًا أنها مجرد فتاة قروية؟ "

"بالتاكيد لا ، من المستحيل أن تكون فتاة قروية بسيطة ، وإلا فلماذا يساعدها بطل عظيم مثله؟ ولم تكن مصادفة أنها كانت تحمل ذلك العنصر السحري... هل من الممكن أن لها علاقة بالثيوقراطية؟ "

"ذلك المسمى آينز ، إذا كان من الثيوقراطية ، ألا يجب أن نجعل الضباط يعرفون بالأمر؟ "

"بصراحة ، لا أعرف ، ففي النهاية، مومون دونو قد كفلها بالفعل ، إذا أخبرنا المسؤولين أن المغامر مومون دونو قد كفل شخصًا من المحتمل أن يكون خطيرًا... حسنًا ، أعتقد أنه السلوك الصحيح حيث أنك ستؤدي وظيفتك فقط ، لكن هل تريد حقًا أن تزعج مومون دونو؟ "

التوى وجه الجندي.

كانت مآثر مومون البطولي في مقبرة إي-رانتيل موضوع حديث مشترك عندما تجمع الجنود.

الملحمة عن كيف شق طريقه عبر حشد من عشرات الآلاف من الأوندد أشعلت النيران في قلوب كل من سمعها ، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للمرء أن يرى بوضوح اتزانه وأفعاله البطولية ، فقد روض وحشًا سحريًا قويًا بقوته المذهلة ، وأسلوبه المهيب في الركوب دفع الجنود إلى الجنون.

مثلما انجذبت النساء إلى الرجال الأقوياء ، أعجب العديد من المحاربين بمومون البطل الأسود ، ويمكن القول أن معظم القوات المسلحة في إي-رانتيل كانوا من معجبيه.

كان هذا الجندي واحداً منهم.

بصفته معجبًا بمومون ، فإن مجرد التربيت على كتفه من قبل بطله كان كافياً له ليتباهى أمام كل شخص قابله ، على هذا النحو ، لم يكن لديه نية لإغضاب الرجل الذي يُمجد.

"حسنًا ، بما أن مومون سما قد كفلها ، أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام "

"أظن ذلك أيضا ، إذا تعاملنا مع صديق لمومون دونو بشكل سيئ ، فلا أعتقد أن الأمر سينتهي بشكل جيد ، أعتقد أن كل ما يمكننا فعله هو تجنب إفتعال المتاعب الغير ضرورية ، على أي حال ، أعلموني إذا حدث أي شيء آخر ".

”أنا أيضا سأعود إلى عملي "

♦ ♦ ♦

بعد أن تم السماح لها بالمرور قادت إنري العربة ، متسائلة عما حدث للتو ، يبدو أن الرجل الذي يرتدي درعًا أسود قد ساعدها على الخروج من ذلك المكان.

كان يجب أن تذهب على الفور لتشكره ، لكن للأسف بمجرد دخولها المدينة نظرت حولها و لم تجد أثر له.

إذا شكرته في المرة القادمة التي نلتقي فيها... هل سيغفر لي؟.

على الرغم من أنها كانت تفكر في أنها يجب أن تبدأ على الفور في البحث عنه بمجرد أن يُتاح لها الوقت ، إلا أن هناك أسبابًا لعدم قدرتها على ذلك ، وهذه الأسباب تزعجها حاليًا ، الشيء الوحيد الذي جعل قلبها يشعر بالراحة هو الشعور بالشيء الموجود تحت ملابسها.

- بوق العفاريت... شيء ما (إسمه الكامل هو بوق جنرال العفاريت ولكن هي لم تتذكر إسمه جيدا)

هذا... العنصر يساوي آلاف العملات الذهبية؟ مستحيل ، ليقل لي أحد ما بأنها كذبة...

أصبح العرق يتصبب منها ، لم تكن تتوقع أن يكون البوق الذي أُعطي لها قيم إلى هذه الدرجة ، لا ، قال نيفيريا إنه عنصري سحري قوي وباهظ الثمن... لكن المبلغ يفوق الخيال.

هل يجوز لي استخدام هذا العنصر؟ ألا بأس بالأمر؟

إذا طُلب منها إعادة الآخر الذي استخدمته ، فماذا تفعل؟ (كان معها إثنين وإستخدمت واحد بالفعل)

سأحتاج إلى بيع آلاف من أوعية الأعشاب لأجل ذلك... قد أضطر إلى قطف الأعشاب الطبية مدى الحياة...

بالإضافة إلى ذلك ، أنه مازال لديها البوق الثاني والذي تساوي قيمته آلاف العملات الذهبية.

هل غون سما رجل يستطيع أن يُعطي مثل هذه الأشياء بهذه السهولة؟! أو أنه لم يعرف كم هو مكلف هذا العنصر... مستحيل ، من المستحيل ألا يعرف شخص مثله هذا الأمر... ولكن ، إذا لم يكن يعرف...

بدأت معدة إنري تتقلص وشعرت بألم شديد.

نظرت حولها والريبةعلى وجهها ، لم يكن هناك الكثير من الناس حولها ، ولكن يبدو أن عدد السكان هنا أكبر بعدة مرات من عدد سكان قرية كارني ، الأفكار المرعبة مثل أن يخطط أحد لسرقة هذا البوق ظهرت في ذهنها.

الكثير من الجرائم تحدث هنا ، ماذا لو سُرق البوق... لحظة... ماذا إذا تم النفخ في البوق وظهر العديد من العفاريت لإثارة المتاعب ، ألن يجعلني ذلك مجرمة؟.

تمامًا عندما كان العرق البارد يتجمع على جسدها ، نزل شخص على المقعد المجاور لها ، من الطريقة التي هبطت بها مثل الريشة في تحد تام للجاذبية يعني أنها ساحرة.

من الذي-

مع تلاشي مفاجأة رؤية الشخص الذي نزل بجانبها ، كانت تنتظرها مفاجأة أكبر.

لقد كانت فتاة ذات جمال منقطع ذات شعر أسود ، كانت هي التي جاءت مع المغامر ذو الدرع الأسود إلى قريتها ، نظرت إلى إنري بعيون باردة.

"يا ذبابة ، أراد مني مومون سان أن أطرح عليك بعض الأسئلة "

"جميلة جدا…"

"الإطراء لن―"

"جميلة مثل لوبيسرغينا سان..."

عندما رأت الإرتباك في عيون الفتاة ذات الشعر الأسود ، ندمت إنري على الفور على الأشياء الغبية التي قالتها للتو ، ربما لم تكن تعرف حتى عن لوبيسرغينا ، ومع ذلك ، لم يكن هناك أي شخص آخر يمكنه الاقتراب من جمال هذه المغامرة التي أمامها.

ماذا علي أن أفعل ، لقد أزعجتها... حسنًا ، هذا واضح ، لكن...

"اه ، إن لوبيسرغينا سان فتاة جميلة جدًا في قريتي―"

"-شكرا لك"

"إيه؟!"

كانت عيونها قاسية ، وكذلك صوتها ، وحتى حواجبها كانت مجعدة ، لكن الشكر الذي قدمته كان حقيقيًا.

"…هااا ، لدى مومون سا... ن بعض الأشياء ليسألك عنها ، ولهذا السبب أتيت ، أجيبي ، لماذا أنت هنا؟"

لم تكن إنري ليست ملزمة بالإجابة ، ومع ذلك ، فهذه الفتاة شريكة لشخص ساعدها ، إذا أراد أن يعرف ، فعليها الإجابة.

"آه ، حسنًا ، قبل ذلك ، هل يمكنني أن أطلب منك خدمة؟ ، لقد ساعدني مومون سان سابقًا ، وأنا ممتن جدًا له ، من فضلك فلتبلغيه بشكري"

"سأفعل ذلك ، إذًا لماذا أنت هنا؟"

"آه ، نعم ، أنا هنا ، لأن هناك الكثير من الأشياء التي يجب علي القيام بها ، على سبيل المثال ، بيع الأعشاب"

أشارت المرأة بذقنها ، مشيرة إلى أن إنري يجب أن تواصل الكلام.

"بعد ذلك ، سأذهب إلى المعبد ، لأرى ما إذا كان هناك أي شخص يريد الانتقال إلى قريتنا ليعيش هناك ، وبعد ذلك أحتاج إلى الذهاب إلى نقابة المغامرين لأن لدي شيئًا لأخبرهم به ، وأيضًا أحتاج إلى شراء بعض الأشياء التي ليست متوفر في القرية ، مثل الأسلحة ، وأشياء من هذا القبيل…"

"هكذا إذن ، حسنًا ، سوف أنقل ما قلته إلى مومون سان ".

بحركات رشيقة قفزت المرأة كما أن الجاذبية لا تقيدها ، وغادرت المرأة دون أن تنظر إلى الوراء.

عاصفة باردة اخترقت العضلات والعظام ، هذا هو انطباع إنري عنها.

"إنها امرأة مذهلة... أشعر أنها أقوى بعشرات المرات من بريتا سان..."

لم تكن هناك فتيات مثلها في القرية ، هل أصبحت مغامرة لأن شخصيتها كانت كذلك ، أم أن كونها مغامرة جعل شخصيتها على هذا النحو؟ وفجأة لم تشعر بالحرص الشديد على زيارة نقابة المغامرين.

"آه ، أوه لا!"

كان نابيه مغامرة قوية ، لكن إنري لم تلاحظ ذلك إلا بعد اختفائها ، بالإضافة إلى ذلك ، كانت شريكة الرجل الذي روض ملك الغابة الحكيم ، ربما كانت قادرة على إخبار إنري بما يحدث في الغابة.

"عملاق الشرق وثعبان الغرب ، وذلك الشيء المسمى نصب الدمار... لو أنني فقط سألتها عن كل هذه الأشياء ، آه ~ أنا غبية ، لماذا لم أفكر في ذلك من قبل؟ "

قادت إنري عربتها عبر البوابة بينما كانت توبخ نفسها على إهمالها.

♦ ♦ ♦

يمكن تقسيم إي-رانتيل تقريبًا إلى ثلاث مناطق ، مفصولة بأسوار ، كانت المنطقة الوسطى حيث يعيش الناس.

كان أيضًا المكان الذي يمكن العثور فيه على نقابة المغامرين.

من الناحية المثالية ، سيكون من الأفضل بيع الأعشاب لنقابة الأعشاب ، ومع ذلك ، كان هذا سيتطلب الكثير من الأعمال الورقية المزعجة ، لذلك اختارت الذهاب إلى نقابة المغامرين لاستخدامهم كوسيط ، لقد فكرت في الاعتماد على مساعدة ليزي في هذا الأمر ، لكن إنري قررت أن استخدام اسم جدة أفضل صديق لها سيكون أمرًا مخزيًا للغاية ، وأعادة النظر في الأمر.

بعد أخذ رغبات إنري في الاعتبار ، اقترح نيفيريا الذهاب إلى نقابة المغامرين.

إذا جاء نيفيريا شخصيًا ، فلن يكون هناك حاجة إلى استخدام النقابة وكان ليستطيع بيع كل شيء مباشرة ، ومع ذلك ، لم تكن إنري واثقة من التعامل مع نقابة الأعشاب ، لذلك فضلت دفع عمولة صغيرة لنقابة المغامرين وإستخدامهم كوسيط.

مستذكرتًا إرشادات نيفيريا وبريتا تقدمت بالعربة في الشارع.

على الرغم من أنها كانت تسافر مع العفاريت في طريقها إلى المدينة ، إلا أنهم كانوا ينتظرون حاليًا خارج المدينة إلى حين إنتهاء إنري من أعمالها ، أدركت أن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها بمفردها منذ أن خرجت من القرية ، وكانت يداها يمسكان بإحكام كبير بِاللجام.

جعل التوتر أكتافها مشدودة ، أخيرًا ، غير قادرة على الوقوف أكثر من ذلك ، نظرت حولها في جميع الاتجاهات وكانت وجهتها أمامها.

"لقد فعلتها!"

ضرخت إنري فرحاً ، الآن بعد أن وصلت إلى هنا ، ربما لن تضيع.

سلمت عربتها للحارس الواقف عند باب نقابة المغامرين ، وفتحت الباب.

في الداخل ، كان هناك محاربون يرتدون دروعًا كاملة ، وصيادون بأقواس على ظهورهم ، وسحرة وكهنة ، كان البعض يتبادل بحماس المعلومات حول الوحوش القريبة ، والبعض الآخر ينظر عن كثب إلى المخطوطات الموجودة على لوحة الإعلانات ، والبعض الآخر يتحسسون معداتهم التي تم شراؤها حديثًا.

كان المكان مليئًا بالحرارة والنشاط الذي جعل إنري متوترة ، عالم مليء بالعيون الحذرة ، كان هذا عالم المغامرين.

اِنفتح فم إنري عندما رأت مشهدًا لن تراه أبدًا في قريتها ، ثم أغلقته بسرعة.

صحيح أنها تنحدر من قرية ، ولم يكن من المخجل لها أن تندهش بمزاج المدينة الكبيرة ، ومع ذلك ، من المحرج حقًا أن تفتح فتاة في شبابها فمها في حالة ذهول.

تقدمت إنري إلى الأمام ، وظهرها مستقيم ، منتبهة إلى حركاتها حتى لا تفعل أي شيء يدعو إلى الضحك ، ومع ذلك ، بدأ الشك يساور إنري حول ما إذا كان من الجيد لفتاة قروية في غير مكانها أن تتجول بجرأة بين هؤلاء المغامرين ذوي العضلات.

على المنضدة ، رحبت بها موظفة الاستقبال بابتسامة لطيفة.

"مرحبا"

"نـ- نعم ، مرحبا"

نظرت إنري و موظفة الاستقبال إلى بعضهما البعض ، بعد ذلك ابتسم الاثنان بمرارة ، شعرت إنري براحة في كتفيها ، ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تعشر فيها بإسترخاء منذ قدومها إلى إي-رانتيل.

"إذن ، هل لي أن أسأل عن سبب مجيئك إلى نقابة المغامرين؟"

"مم ، آه ، أولاً ، أود أن أطلب بعض المساعدة في بيع الأعشاب ".

"مفهوم ، وأين هي الأعشاب؟"

أخبرتها إنري أنهم في العربة بالخارج ، واستدارت موظفة الاستقبال للتحدث إلى امرأة بجانبها.

"المُثمن سيتحقق من الأمر الآن ، يرجى الانتظار داخل النقابة حتى ينتهي"

"مفهوم ، أمر آخر... على الرغم من أننا لن نطرح طلبًا على الفور ، إلا أننا قد نفعل ذلك في المستقبل ".

شرحت إنري الوضع لموظفة الاستقبال المبتسمة ، أصبحت ابتسامة موظفة الاستقبال صلبة عندما سمعت قصة إنري.

"هل هذا صحيح ... أنا مجرد موظفة استقبال ، ولا أقرر صعوبة المهمات ، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بملك الغابة الحكيم ، فقد تكون مهمة لا يستطيع التعامل معها سوى مومون سان ذو تصنيف الأدمنتايت ، في هذه الحالة ، ستكون التكلفة باهظة للغاية ".

شعرت إنري أن مزاج موظفة الإستقبال قد تغير ، فقد بدت غير متحفزة ، كما لو أنها تقول "لا جدوى من التحدث وعليّ أن أشرح ذلك لفترة طويلة ، إنه أمر مزعج حقًا".

أثناء العيش مع العفاريت ، أصبحت إنري بارعة في قراءة مشاعر الآخرين ، كان العفاريت قبيحوا المظهر ويبدون مختلفين تمامًا عن البشر ، لكنها عملت بجد للتعرف على التغييرات في مشاعرهم واستنتاجها ، بهذه الطريقة ، نضجت إنري.

لا بد وأنها تفكر في أن قرية صغيرة لا تملك هذا القدر من المال ، هاه... حسنًا ، بالنظر إلى ملابسي ، فمن المعقول أن تتوصل إلى استنتاج كهذا... حسنا ، هذا معقول فهي ترتدي ملابسة جيدة المظهر.

قارنت إنري ملابسها لفترة وجيزة بملابس موظفة الاستقبال ، وإعترفت أنه من ناحية الملابس فقد تفوقت عليها الموظفة.

لكن الملابس مثل تلك ستكون إهدار لشخص يعمل في القرية ، وإلى جانب ذلك سيكون أمرًا مرهقًا العمل بتلك الملابس.

وباعتبارها "امرأة" ، اعتبرت إنري أن النتيجة كانت تعادلًا.

"آه ، سمعت أن العاصمة ستقدم دعمًا..."

"هذا صحيح ، ومع ذلك ، فإن الإعانة ليست سوى جزء من الرسوم ، وسيتعين عليك دفع الباقي بنفسك ، المغامرون ذوي تصنيف الأدمنتايت مكلفون للغاية ، وحتى بعد الإعانة سيتعين عليك دفع مبلغ كبير من المال ،بالطبع ، يمكنك أيضًا تقديم طلب بسعر منخفض ، لكن نقابة المغامرين قد لا تسمح بذلك ، إذا قدمت مبلغًا أقل من المبلغ المحدد ، فسيكون طلبك ذا أولوية منخفضة ، وقد لا يكون هناك أحد لقبول الطلب ، يرجى أخذ ذلك في الاعتبار "

لا بد وأنها قد حفظت القواعد السرية ، نظرًا لأنها تحدثت بطلاقة شديدة وعيناها تلمعان ، يبدو أن موظفة الاستقبال كانت تعامل إنري كعميلة لا تنوي شراء أي شيء.

هذا أمر منطقي ، العميل الذي لا ينفق المال ليس عميلاً على الإطلاق.

كل ما قالته موظفة الاستقبال كان كما تنبأ نيفيريا ، لذلك لم تشعر بإنزعاج ، قلة من الناس سيساعدون الضعفاء ، هذه هي الحقيقة.

هذا هو السبب في أن آينز أوول غون سما هو منقذنا ، حتى أنه أعطى فتاة قروية بسيطة مثلي كنزًا ثمينًا كهذا.

تساءلت كيف سيكون رد فعل موظفة الاستقبال إذا استخدمت هذا البوق للدفع ، سيكون من الرائع رؤية المظهر على وجهها ، لكن إنري كانت تعلم أنها لا تستطيع فعل شيء كهذا ، تم منح هذا العنصر لها من قبل الساحر العظيم مع جملة تقول لـ "استخدميه لحماية نفسك" ، لم تستطع بيعه ، ولا حتى من أجل القرية ، لا يمكن أن تكون ناكرة للجميل.

وهكذا ، أومأت إنري برأسها.

"مفهوم ، إذن أخبرني من فضلك كم سيكون المبلغ الذي يجب علي دفعه ، بهذه الطريقة يمكنني العودة إلى القرية لمناقشة الأمر ".

"حسنا… يرجى العودة بعد الانتهاء من تقييم مبيعات الأعشاب ، وسأكون قد إنتهيت من حساب مبلغ الطلب بحلول ذلك الوقت ".

بعد شكر موظفة الاستقبال ، غادرت إنري المنضدة وجلست على أريكة في الصالة ، وهي تحدق في السقف بينما الوقت يمضي.

أنا متعبة جدا…

منذ دخولي إلى بوابة المدينة ، واجهت سلسلة من الأشياء التي لم أختبرها من قبل ، عند التفكير في الأمر ، منذ اليوم الذي مات فيه والداها ، كانت مشغولة كل يوم.

كل ما أردته هو أن أعيش حياة بسيطة لا تتغير في القرية...

تنهدت إنري وهي تفكر في الأشياء التي فقدتها.

فكرت فيما حدث بعد ذلك ، العفاريت ، صديق طفولتها نيفيريا ، ثم هزت رأسها.

ألا يمكنهم الإسراع...

إذا كان لديها ما تفعله ، فلن يكون لديها وقت فراغ للتفكير في مثل هذه الأشياء ، فهي تفضل إشغال عقلها والتركيز على العمل بدلاً من التفكير في الأشياء التي جعلتها حزينة.

"إيموت سان ، التقييم إكتمل"

نهضت إنري واتجهت نحو صوت المُثَمِن.

"شكرا ، شكرا جزيلا لك!"

"المبلغ -"

في هذه اللحظة ، سمعت إنري صوت أحدهم قادم ، لا ، شخص يجري بسرعة نحوها ، عندما استدارت ، رأت موظفة الاستقبال التي إستقبلتها من قبل.

"هاااه – هاااه – إنري سان من قرية... لا ، أعني ، إنري سما ، هل يمكنكِ إخباري المزيد عن الأمر الذي تحدثت عنه في وقت سابق؟"

كانت هذه هي نفس موظفة الاستقبال التي استقبلتها ، لكن تصرفاتها كان مختلفة تمامًا ، حتى عيونها كانت محتقنة بالدم.

"المعذرة ، ولكنني كنت على وشك إخبارها بنتائج—"

"اصمت ، أنا أتحدث إليها"

تسبب رد موظفة الاستقبال في ارتعاش وجه المُثَمِن.

"إذا كنت لا تمانعين ، هل تريدين تناول مشروب والتحدث في غرفة الاستقبال؟"

كانت تبتسم لكنها لم تكن إبتسامة حقيقية ، فقد كانت هناك نظرة يأس وراء تلك الإبتسامة.

كانت عيون موظفة الاستقبال رطبة وهي تشبك يديها معًا وكأنها تصلي ، ربما شعرت بشيء من إنري المرتبكة.

"من فضلك ، أنا أتوسل إليك ، عليكِ أن تخبرني! إذا لم تفعلي ذلك ، فسينتهي أمري!"

بعد سماع هذا النداء اليائس والمثير للشفقة ، لم يكن لدى إنري أي فكرة عما يجري ، لكن عدم منحها فرصة سيكون أمرًا قاسياً للغاية ، نظرت مرة أخرى إلى المُثَمِن ، الذي بدا وكأنه فهم نواياها ، لأنه أومأ إليها قليلاً.

"حسنا ، هل يمكنكِ أن تقودي الطريق من فضلك؟"

في تلك اللحظة ، خف التوتر بشكل واضح في جسد موظفة الاستقبال.

"شكرا! شكرا جزيلا لك! سآخذك إلى هناك ، تعالي معي رجاءً"

تبعتها إنري ، وكل من حولها نظر إليها بنظرات فضولية ، كانت موظفة الاستقبال تمسك بيدها اليمنى بإحكام ، وكأنها لا تريد من إنري أن تهرب.

هل كنت مُتسرعة؟.

شعرت بعدم الارتياح قليلًا ، ودخلت غرفة الاستقبال.

نظرت إنري حول الغرفة بصمت ، تم تزيين الغرفة بشكل رائع وأنيق ، وكانت غرفة مليئة بالأثاث الراقي ، مما جعلها لا تجرؤ حتى على الجلوس على الأريكة.

"تعالي ، تعالي ، من فضلك ، اجلسي"

في اللحظة التي جلست فيها ، تساءل صوت من زاوية عقلها عما إذا كانت ستُسجن أو ستقابل مصيرًا مشابهًا.

ومع ذلك ، لم يحدث شيء عندما جلست على الأريكة ، كل ما شعرت به هو الأثاث المريح الذي يحمل جسدها.

"هل تريدين أن تشربي شيئًا؟ لدينا بعض النبيذ الممتازة! ماذا عن الطعام؟ مُبكر جدًا؟ نعم ، أو... ربما بعض الفواكه... لا ، ربما الحلويات؟"

"آه ، ليست هناك حاجة للذهاب إلى هذا الحد..."

بدأ التغيير الجذري في تصرفات موظفة الاستقبال يخيف إنري ، ففي البداية لم تعتبر أن معاملة موظف الاستقبال لها كانت باردة ، لقد كانت ردة فعل معقول ، وليست سلبية ، على الأقل تصرفاتها في بداية اللقاء كانت طبيعية أكثر من تصرفاتها الحالية.

ما الذي حدث لها؟ إنها تبدو مختلفة تمامًا عما سبق؟ هل السبب هو البوق مرة أخرى؟

"لا ، لا ، لا تقولي ذلك ، كل شيء سيُتاح لكِ ، يمكننا توفير النبيذ الفاخر والوجبات الخفيفة أيضًا "

"لا ، ليست هناك حاجة حقًا... وأيضًا ، وقتي محدود جدًا ، هل يمكننا البدء في مناقشة الأمر؟"

"بالتأكيد! أنت محقة تمامًا! إذن من فضلك ، إشرحي الأمر لي! "

قامت موظفة الاستقبال بإحضار ورقة بيضاء رقيقة ، كل الأوراق التي رأتها إنري من قبل كانت أكثر سمكًا ومختلطة بألوان أخرى ، لا بد وأن هذه الورقة عالية الجودة ، هل من الجيد حقًا استخدامها؟

بدأت إنري بتحدث ، سابقًا أعطت شرحًا مختصرًا ، لذلك عليها الأن أن تشرح الأمر بتفصيل.

في النهاية ، بمجرد أن بدأت إنري تشعر بالعطش ، انتهت المحادثة أخيرًا.

"شكرا لك على مساعدتك! توجد مشروبات هنا ، فلتشربي شيئا قبل أن تغادري! شكرا لمجيئك إلينا اليوم! "

وقفت موظفة الاستقبال فجأة وغادرت الغرفة وكأنها طُردت منها.

"...ماذا حدث؟"

بالطبع ، لم يكن هناك أحد هنا للإجابة على سؤالها الغامض.

♦ ♦ ♦

في النهاية ، لم تقضي إنري الليلة في إي-رانتيل ، لكنه قررت العودة إلى قرية كارني.

على الرغم أنها إضطرت للنوم على الأراضي العشبية ، لكنها لم تشعر بعدم الارتياح ، على العكس ، فقد نامت بشكل جيدة جدًا ، كان ذلك لأنه على عكس رحلتها في المدينة ، كان لديها مجموعة من الركاب يركبون معها هذه المرة.

"آه ، أستطيع أن أرى القرية أخيرًا"

أمامها كان يقف جدار قرية كارني ، على الرغم من أنه يبدو صلبًا ومتينًا ، إلا أن إنري لم يسعها إلا أن تعتقد أنه يبدو رثًا مقارنة بجدران إي-رانتيل.

"هذا صحيح ، هناك أشياء كثيرة يجب علي أن أبلغها لرئيس القرية بأسرع ما يمكن "

أجابت إنري العفريت الذي كان جالسًا في العربة ، اصطحب خمسة من العفاريت إنري إلى إي-رانتيل ، بما في ذلك العفريت الكاهن كونا ، وكان هناك العفريت الفارس تشوسوكي ، لكنه ظل يقظًا على مسافة بعيدة من العربة.

"حسنًا ، تم التعامل مع نصف المشاكل ، ولكن من الواضح أن طلب رئيس القرية لم يسر على ما يرام ، أليس كذلك آني سان؟"

"نعم ، بخصوص ذلك... وفقًا للكاهن من المعبد ، لا أحد يريد الانتقال إلى القرية"

"هذا غريب ، أنا أقصد أن هناك بالفعل مهاجرون آخرون من قرى أخرى ، لماذا لا يوجد المزيد من الناس؟ هل كان الكاهن يكذب؟ "

"لا ، الكاهن لن يكذب أبدًا" ، ابتسمت إنري بمرارة. "بصراحة ، القرى الحدودية خطيرة جدًا ، لذا فهم يبقون بعيدون عن هذه الأماكن الخطرة ، لكن لن يأتي الكثير من الناس إلى هنا إذا لم يُطلب منهم ذلك ، والأشخاص الذين انتقلوا إلى هنا في البداية عاشوا في قرى حدودية مثلنا ، لذا أوضاعهم مختلفة "

"هكذا إذا…"

"هكذا هو الأمر ، لكنني في الواقع شعرت بالارتياح "

ربما يكون من الصعب جدًا على الأشخاص العاديين تكوين علاقة جيدة مع العفاريت والعيش معهم في نفس القرية ، من المحتمل أن يبتعد أي مهاجر أتى من المدينة عند رؤيتهم ويبذل قصارى جهده للإبتعاد.

وبصراحة ، إذا أُجبرت إنري على الاختيار بين سكان المدينة والعفاريت ، فإنها ستختار العفاريت دون تردد.

في هذه اللحظة ، اهتزت العربة ، وكان هناك صوت اصطدام معدني في خلف العربة.

"اه ، اسفة ، هل انتم بخير؟"

أدارت إنري رأسها لتنظر خلفها.

على الرغم من أن العفاريت كانوا جالسين على أرضية العربة ، إلا أنه كانت هناك بعض الأكياس ، والتي أحدث أحدهم ضوضاء معدنية عندما اهتزت العربة.

"آه ، نحن بخير ، آني سان ، لا داعى للقلق ، بالحديث عن ذلك ، مع وجود العديد من هذه الأسهم ، سيمكننا الصيد بكفاءة "

بدا العفاريت سعداء للغاية عندما نظروا إلى الحقيبة ، حتى أن إنري نسيت الرد ، وأظهرت ابتسامة سعيدة على وجهها.

عبروا حقول القمح ودخلوا من البوابة النصف مفتوحة.

بعد تحية الجميع ، قادت إنري العربة إلى نقطة لقائهم الأصلية ، من أجل تفريغ الحمولة.

عندما أوقفت العربة عند نقطة الالتقاء ، خرج العفاريت المتواجدون بالداخل ، بعد أن سمعوا العربة ، لإستقبالها.

"أوه! مرحبا بعودتك ، آني سان ، أنا سعيد أن الرحلة كانت آمنة"

ابتسمت إنري ، كان ترحيبهم هو ما جعل إنري تشعر بأنها عادت حقًا إلى القرية ، لأن العفاريت كانوا بالنسبة لها جزءًا من عائلتها.

"لقد عدت!"

"هذه أشياء كثيرة ، هل تريد منا نقلها للداخل؟ "

"أجل أخي ، أرجوا تقدم المساعدة"

"حسنا"

بدأ العفاريت في العمل معًا ، وقاموا بتفريغ الحمولة ببراعة ، بغض النظر عن تعليمات إنري لهم ، فقد رتب العفاريت كل شيء دون ارتكاب أي خطأ ، كان هذا دليلًا على مدى اندماج العفاريت في حياة القرية.

"آه ، آني سان ، سنتعامل مع الباقي ، لماذا لا تذهبين لمقابلة أختك و نيفي ني سان؟ ، مع أنني لا أعرف ما إذا كان نيفي ني سان لا يزال يساعد قبيلة أغو"

"شكرًا لك ، لكنني ما زلت بحاجة إلى تقديم تقرير إلى الرئيس أولاً"

" حقا؟ حسنا ، إذن ، فقط للأمان ، سآتي معك ، ففي النهاية ، مازال هناك موضوع الغيلان "

تحدث غوكو إلى بعض رفاقه وبعدها غادر مكان الاجتماع ، ثم صعد إلى العربة بجانب إنري التي كانت تقود العربة ، العفاريت الآخرون الذين كانوا يحرسون إنري وهي ذاهبة إلى إي-رانتيل نظروا إليه وهناك غيرة في أعينهم ، لكن لم يعبر أي منهم عن أي إعتراض ، ربما لأنهم اتفقوا على أنه كان يفعل الشيء الصحيح.

"إذن ، آني سان ، لنذهب!"

ابتسمت إنري بصوت خافت وقالت "أنا أعتمد عليكم يا رفاق! وشكرا جزيلا لكم!"

بعد أن شكرت العفاريت ، قادت العربة إلى الأمام.

"إذن ، ماذا حدث في القرية منذ أن غادرت؟"

"ليس الكثير ، ولكن الشيء المهم هو أننا بنينا مكانًا يمكن أن يبقى فيه الغيلان داخل القرية ، بالطبع ، قام الغوليم بمعظم العمل ، ومع أنه كان مصنوعًا من الخشب إلا أنه مكان لائق ، ومع ذلك ، لا يمكننا فعل أي شيء حيال رائحتهم ، حتى المناشف التي نمنحها لهم ينتهي بها الحال إلى تحولها شيء كريه الرائحة "

"فهمت... ومع ذلك ، كان ذلك سريعًا حقًا!"

"كما قلت ، قام الغوليم بمعظم العمل ، إذا كنت تريد أن تشكري شخصًا ما ، اشكري الساحر الذي أقرضهم لنا "

"ولوبيسرغينا سان، أليس كذلك؟"

"...دعينا لا نتحدث عن لوبيسرغينا في الوقت الحالي ، لا أريد أن أشكرها أو قول أي شيء عنها ، فأنا غير معجب بها"

وجدت إنري صعوبة في تصديق أذنيها ، كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها غوكو بالسوء عن شخص ما.

"كيف يمكنني أن أصفها... إنها مخيفة جدًا ، مثل الوحش الذي يراقبنا... لا أعتقد أنكِ شعرت بذلك بعد..."

"لكنها خادمة من أنقذ قريتنا ، آينز أوول غون ، لذلك لا يمكن أن تكون بهذا السوء"

"...آه ، يا للإزعاج~ سو"

ارتعشت أكتاف إنري وغوكو ، كان هذا هو صوت المرأة التي كانوا يتحدثون عنها للتو.

نظرت إنري إلى الوراء بسرعة ، وكما في اليوم السابق ، كانت الخادمة جالسة على أرضية العربة.

"أنت ، مزعجة حقًا ، إن تشان"

"آه ، ماذا تقصدين؟"

"ربما ، ربما قبل ذلك ، يجب أن تخبرينا كيف ظهرتي من العدم"

"همم؟ الأمر بسيط ~ سو ، لقد سقطت من السماء ~ سو "

" أنا لا أفهم هذا ، حتى لو هبطت من السماء ، فأنا لن أفشل في الإحساس بك "

"يمكنني أن أجعل نفسي غير مرئي ~ سو... فأنا أحاول إبقاء نفسي بعيدة عن الأنظار ~ سو ، انظر كم أنا لطيفة ~ "

أدار غوكو وجهه إلى الأمام مرة أخرى ، كان هناك مظهر إشمئزاز على وجهه.

"لكن ، آه ، نعم. من النادر أن نراك يومين على التوالي لوبيسرغينا سان ، هل حدث شيئ ما؟"

حدقت لوبيسرغينا في إنري ، لم يسع إنري إلا التفكير ، كيف لإمرأة جميلة أن تصنع وجهًا كهذا.

"حسنا ، نوع ما ، على أي حال ، كنت أتساءل فقط ما الذي يحدث ~ سو ، بالمناسبة ، كيف حال العفريت الصغير؟"

"… إنه بخير ، أعتقد أنه في منزل الرئيس حاليًا"

"لماذا هو منزل الرئيس؟"

"آه ، لأننا أنقذنا عددًا قليلاً من العفاريت من قبيلته ، وهم حاليًا يقيمون هناك بينما نبني مكانًا لهم في القرية للبقاء فيه"

"حسنًا ، هذا أمر منطقي نوعًا ما ، أغو ابن زعيم قبيلته ، وهذا يعني أنه يريد أن يتحمل مسؤولية حمايتهم ، إنه مجرد طفل لكنه ناضج جدًا ~"

على الرغم من أن لوبيسرغينا كانت تبتسم بخفة ، إلا أن أي شخص رأى مظهرها سيأسره ذلك السحر الذي يشع منها ، حتى إنري وجدت نفسها تنظر إليها بإعجاب على الرغم من حقيقة أنهما امرأتان.

"عفوًا ، أعتقد أنه من الأفضل لك التركيز على الطريق"

"هذا صحيح!"

نظرت إنري بسرعة إلى الأمام مرة أخرى ، وأطراف أذنيها حمراء زاهية.

بعد التوقف أمام منزل الرئيس ، نزلت إنري وغوكو من العربة.

"إذن ، سأعيد الحصان إلى الإسطبل ~ سو ، لا تشعروا بأنني أعيقكم ، اسمحوا لي أن أعرف ما الذي تحدثتم عنه يا رفاق لاحقًا~ "

"حسنا ، إذن ، سأترك هذا لك "

انحنت إنري لـ لوبيسرغينا ، التي ردت بـ "هووع هووع" وابتسامة قبل قيادة العربة.

طرقت إنري الباب ، وأعلنت نفسها بصوت عالٍ بما يكفي ليسمعها جميع من بالداخل ، وفتحت الباب.

كان الرئيس وآغو يواجهان بعضهما البعض عبر طاولة.

"أوه ، مرحبا بعودتك ، تفضلي بالجلوس. كيف جرت الأمور في المدينة؟"

بينما كان الرئيس يتحدث ، جلست إنري بجانب أغو ، للحظة بدا أن جسد أغو ارتعش ، لكن لا بد أنها كانت تتخيل.

"إذن ، أنا سأرحل ، أيها الرئيس ، أستأذنكم سأغادر"

لم يكن لدى إنري أي فكرة عمن تم توجيه له هذه الكلمات ، نظرًا لأن الحاضرين الآخرين هم إنري وغوكو والرئيس ، بدا واضحًا أن الكلام موجه لرئيس القرية.

ومع ذلك ، كان أغو ينظر إليها ، بظهر متيبس وشفتين مشدودتين ، نظرت إنري في أعين أغو ، وفي نظراتها الثابتة التي لم ترمش ، أدركت أنه لا يمزح أو يقوم بخدعة ما.

"إيه... إيه؟!"

لماذا يجب أن تكون هي؟

وسط ارتباك إنري ، اعتذر أغو وغادر منزل الرئيس.

"مهلا! انتظر-"

"إذن ، إنري ، هل يمكنك إخباري بما حدث معك في المدينة؟"

"إيه؟ لا ، هذا... هذا... آه ، نعم ، مفهوم"

على الرغم أن ما حدث قبل قليل أثقل كاهلها ، ولكنها وضعت شكوكها جانبًا ، فالتقرير أكثر أهمية في الوقت الحالي.

بعد أن قررت ذلك ، سردت إنري بوضوح ودقة الأحداث التي وقعت في المدينة ، كان الجزء الأكثر أهمية هو أن لا أحد يريد الانتقال إلى قرية كارني ، ومع ذلك ، بدا أن الرئيس قد توقع ذلك ، لأنه لم يكن هناك أسف على وجهه ، فقط قبول هادئ.

"هكذا إذن ، حسنًا ، ما باليد حيلة ، نحن قرية حدودية وتظهر الوحوش بشكل متكرر في هذه الأرجاء ، لذا فمن المنطقي ألا يرغب أي شخص في المجيء إلى هنا "

قال رئيس القرية نفس الأفكار التي كانت في بال إنري ، من المحتمل أن كل شخص في القرية لديه هذا الرأي.

"لقد فعلت الكثير من أجلنا ، شكرا لك"

خفض الرئيس رأسه ، وقالت إنري ، "لا بأس" ، على الرغم أنها إرتبكت وهي متواجدة في المدينة هناك في بعض الأحيان ، لكنها كانت أيضًا تجربة جيدة.

بقيت نظرة رئيس القرية على غوكو للحظة وبعد ذلك قال: "هناك شيء واحد أود أن أوكله إليك ، إنري إيموت"

"نعم ، ما الأمر؟ تبدو جاد جدًا ، أيها الرئيس..."

"...آمل أن تأخذي منصب رئيس للقرية"

كان التنوع الهائل في التعابير على وجه إنري بمثابة قطعة فنية.

"هااااااا؟! ماذا؟ مهلا! لا تقل لي أن أغو كان يقول... إييهه؟!"

" أستطيع أن أفهم أنك مرتبكة..."

"لا تقاطعني عندما أشعر بالارتباك! رئيس ، هل جننت؟ لماذا تقول شيئًا كهذًا؟!"

"من المبالغة القول إنني مجنون ، يبدو أنكِ مرتبك بعض الشيء ، يمكنني أن أفهم مشاعرك ، لكن آمل أن تستمعي إلي بهدوء"

"اَهدأ ، كيف يمكنني أن أهدأ؟ أنا مجرد فتاة قروية بسيطة ، لماذا علي أن أتحمل مثل هذه المسؤولية الثقيلة؟! "

"هدئي من روعك!"

كان الصوت مليئًا بالقوة ، لكن بالنسبة إلى إنري كان مرتفعًا قليلاً ، ومع ذلك ، فقد ساعدها ذلك على استعادة القليل من رباطة جأشها ، لا ، إذا لم تستمع إلى الرئيس ، فلن تفهم أي شيء أبدًا ، و لن تكون قادرة على فهم الوضع الحالي.

"أفهم أنك مرتبك للغاية ، ومع ذلك ، آمل أن تتمكني من الجلوس والتفكير في الأمر بهدوء ، دعني أسألك ، من هو الشخص الأهم في هذه القرية الآن؟ "

"أنت بالطبع أيها الرئيس"

"هذا غير صحيح ، فأنا أعتقد بأنكِ الشخص الأهم في هذه القرية ، فجميع العفاريت والغيلان والوافدون الجدد يعترفون بأنك قائدتهم"

"هذا صحيح ، فجميعنا نؤمن أن آني سان هي الشخصية الأهم في القرية"

"وهناك العفاريت الذين ساعديتهم ، مما قاله لي أغو ، يرونك أيضًا كقائدة " (يقصد عفاريت قبيلة أغو)

تحول فم إنري إلى شكل "Λ" ، قد يكون صحيحًا أن العفاريت يفكرون بهذه الطريقة ، ولكن ماذا سيفكر القرويون؟ لن يقبلوا هذا أبدًا.

"يمكنني تخمين ما تفكرين فيه ، القرويون سيعترضون ، أليس كذلك؟ ، لقد تحدثت بالفعل مع الجميع وحصلت على موافقتهم ، الليلة الماضية اجتمعنا مع القرويين وتوصلنا إلى نتيجة ، وأجمعنا كلنا على أن تكوني الرئيسة الجديدة "

"ماذا؟ لماذا؟!"

"...تضرر القرويون بشدة من ذلك الهجوم الذي حصل لنا ، إنري ، الجميع يأملون في وجود قائد قوي"

"ماذا ، أنا قوية؟ أنا مجرد فتاة قروية بسيطة! "

على الرغم من وجود بعض العضلات على ذراعيها ، إلا أنها لا تزال فتاة قروية وبالكاد تستطيع استخدام السلاح ، إذا أرادوا القوة بالتأكيد كان يجب أن يختاروا بريتا أو شخص من بين قوات الدفاع عن النفس.

" الصلابة المزعومة لا تشير إلى الشجاعة ، ألا تعتقدين أن إعطاء الأوامر للعفاريت هو شكل من أشكال القوة أيضًا؟ تعتقد عائلة باريري أنكِ مناسبة لمنصب رئيسة قرية أيضًا"

"نيفي!"

بدت إنري وكأنه دجاجة تختنق حتى الموت.

"وأيضًا ، أنا كبير في السن ، وقد حان الوقت للشباب ليحلوا محل كبار السن "

"ماذا تقصد ، "كبير في السن"؟ أنت لست كبيرًا لتلك الدرجة ، أيها الرئيس ، هل هذا هو سبب حديثك مثل رجل عجوز؟"

كان الرئيس في منتصف الأربعينيات من عمره ، لذلك كان لا يزال من المبكر بعض الشيء مناداته بالعجوز، فهو لايزال في سن يستطيع فيه العمل.

"لنترك موضوع الحديث كرجل عجوز جانبًا ، لا بد أنك لاحظت ذلك الآن ، لكن الغابة التي بجوار القرية تشهد عددًا من التغييرات ، منذ رحيل ملك الغابة الحكيم ، هناك فرصة كبيرة أن يخرج الوحوش من الغابة للهجوم علينا ، وكل ما يمكنني فعله هو استخدام خبرتي عندما كانت القرية آمنة لقيادة الجميع ، ولكن هذا لن يفيد "

"رئيس ، قد يكون هذا وقحًا ، لكني بحاجة إلى طرح هذا السؤال عليك ، هل أنت تحاول الهروب من هذا الوضع؟"

"...بصراحة ، لا أستطيع أن أقول إنك مخطئة..."

ما رأته إنري كانت عيون رجل يتحدث بصدق عن رأيه.

"ما زلت أتذكر ذلك اليوم حتى الآن ، ذلك اليوم الرهيب الذي قُتل فيه أصدقائي في القرية ، كنت أعرف عائلة إيموت جيدًا ، إذا لم نقف مكتوفي الأيدي ، إذا بنينا جدارًا ، ولو كنا على أهبة الاستعداد ، فربما لم نكن لنعاني كثيرًا... ربما كان بإمكاننا الصمود حتى وصول غون سما لمساعدتنا "

شعرت إنري أن ذلك سيكون صعبًا ، فلهذه القرية أيضًا الكثير من المهاجرين الذين نجوا من القرى المدمرة الأخرى ، كانت لِقُراهم جدران متينة - وإن لم تكن بنفس قوة جدران قرية كارني الآن - ولكن مع ذلك تعرضوا للهجوم والقتل ، لكن هذه الجدران كان من الممكن أن تؤخر المهاجمين قليلاً وتسمح بإنقاذ المزيد من الأشخاص ، وقد اتفقت مع رئيس القرية في هذه النقطة.

"طرق التفكير القديمة التي أملكها لن تعمل بعد الآن ، نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم وحماية سلامة القرية بأيدينا ، الوحيدون القادرون على القيام بذلك… هم الشباب ، وهؤلاء الشباب بحاجة إلى القوة أيضًا "

كل ما ينبغي أن يُقال قد قِيل ، نظر رئيس القرية إلى إنري بهدوء.

استمعت إنري إلى كلام الرئيس وفكرت فيه بجدية ، في البداية ، أرادت أن ترفض لأن العبء كان ثقيلاً للغاية ، إذا تعرضوا للهجوم مثل تلك المرة ، فإنها لم تكن متأكدة من قدرتها على تحمل المسؤولية عن حياة القرويين ، ومع ذلك ، كما أخبرت الرئيس للتو ، ألم يكن ذلك مجرد عذر للهروب من المشكلة؟.

"لا أعرف ما إذا كان بإمكاني تحمل هذه المسؤولية الكبيرة"

"هذا رد فعل طبيعي ، يمكنني المساعدة في إدارة القرية ، وسوف يدعمك العفاريت في القضايا الأمنية ، ومع ذلك ، فإن اتخاذ القرار النهائي أمر مخيف دائمًا"

"وماذا عن تشكيل مجلس يُدار من قبل القرويين ونتخذ القرارات بالإجماع؟"

"لأكون صريحا ، فكرت في ذلك ، ومع ذلك ، فكلما كانت المشكلة أكبر ، زاد احتمال ظهور شيء ما يؤدي إلى تقسيم المجموعة وتركهم مشلولين بسبب التردد ، ولهذا من الضروري وجود شخص يقوم بدمج أراء الجميع معًا لحل المشاكل بشكل فعال "

"ماذا لو كان لدينا مجلسان ، أحدهما للتعامل مع المواقف العادية والآخر لحالات الطوارئ؟"

"هذا لن ينجح ، بهذه الطريقة لن ينضج القائد ، سوف يتبع الناس قادتهم في حالات الطوارئ ويعملون معًا لأنهم يعرفون أن هؤلاء القادة قادرون أيضًا في وقت السلم "

كانت إرادة الرئيس حازمة وشرح أسبابه ، وبتعبير لاذع ، طرحت إنري سؤالها الأخير.

"...متى يجب عليّ أن أعطيك إجابتي؟"

"لا حاجة للتسرع في ذلك ، خذي وقتك وفكري في الأمر"

"حسنا"

بعد أن قالت إنري ذلك ، وقفت وغادرت.

♦ ♦ ♦

عندما غادرت إنري منزل الرئيس ، اتبعها غوكو.

"أحتاج إلى وقت للتفكير ، أحتاج إلى أن اكون لوحدي لفترة هل يمكنك تركي؟"

"حسنا ، آني سان ، خذي وقتك وفكري بالأمر ، بقيتنا سندعمك ، آني سان ، إذا كنت بحاجة إلى أي شيء على الإطلاق ، فما عليك سوى إخبارنا "

"نعم ، سأفعل"

بعد مشاهدة غوكو يغادر ، عادت إنري تمشي إلى منزلها.

هل يمكنني أن أكون رئيسة جيد؟

إنري لم تعتقد ذلك.

من كان يعلم ، ربما عندما يحين الوقت ، قد تضطر إلى إصدار أمر لا يعجبها ، مثل التضحية بعدد قليل من الأشخاص من أجل إنقاذ الكثيرين.

لا يمكنني فعل ذلك...

كل شخص في القرية يتوقع مني الكثير ، بادئ ذي بدء ، قال الجميع أن العفاريت قواتي ، ولكنهم ليسوا حتى حلفاء قمت بتكوينهم بالكاريزما الخاصة بي أو علاقاتي ، بل هم إستدعاءات ، تم استدعاؤهم فقط من البوق الذي أعطاني إياه الساحر العظيم آينز أوول غون.

كان هذا العنصر هو أول جزء من الحظ السعيد الذي تلقته القرية-

غريب ، هل كنت أول شخص تم إنقاذه؟ أتذكر أن غون سما كان يرتدي قناع... همم؟ هل كان يرتدي قناع؟

فجأة ، شعرت أن ترتيب ذكرياتها بدا غامضًا بعض الشيء ، لكن هذا أمر متوقع نظرًا للفوضى التي حصلت في وقتها.

هزت إنري رأسها للتخلص من شكوكها.

على كل حال…

إذا كان البوق قد أُعطي لأي شخص آخر ، لكان ذلك الشخص هو الرئيس التالي ، وليست هي ، مما يعني أن المشكلة لم تكن تتعلق بكفاءة إنري الخاصة ، ولكن بسبب أن القدر ببساطة قرر إسقاط هذا العبء عليها.

يجب أن أتحدث إلى شخص ما عن هذا...

أول شخص خطر ببال إنري كان نيفيريا ، لقد عاش في تلك المدينة الكبيرة لفترة طويلة ، وإلتقى بالكثير من الناس ، وشعرت إنري أنه سيعرف ما إذا كان بإمكانها أن تكون الرئيسة القادمة ، وهو على دراية كبيرة ، لذلك سيكون بالتأكيد قادرًا على إعطائها إجابة.

ومع ذلك ، قال الرئيس إن نيفيريا - أو بالأحرى عائلة باريري – وافقوا على أن تكون هي الرئيسة ، وهذا يعني أنه حتى لو تحدثت مع نيفيريا، فمن المحتمل جدًا أنه سيوصيها بأخذ المنصب.

لن يفلح ذلك... ولا أي أحد من القرويين سيكون قادرًا على إعطائي إجابة محايدة ، إذن من تبقى هو أغو و الغيلان ، لكن أغو يعتبرني بالفعل كرئيسة ، و الغيلان مجرد أغبياء.

في تلك اللحظة ، صرخ أحدهم على إنري العابسة بصوت مرح.

"يو ~ يبدو أنك انتهيت من الحديث... أويا ~؟ ما بك ~ سو ، هناك نظرة غريبة على وجهك؟هل هناك مشكلة ، إنري؟ "

جعلها هذا الصوت ترتعش ، هذا صحيح ، لقد كانت دخيلة على القرية ، وطرفًا ثالثًا محايدًا يمكنه تقييم الوضع بهدوء ومنطقية.

ركضت إنري نحو لوبيسرغينا بكل قوتها.

"لوبيسرغينا سان!"

تمسكت بإحكام بأكتاف الخادمة المتفاجئة.

"ما الأمر؟ أوه لا ~ قلبي ينبض بسرعة كبيرة ، لكن من فضلك لا تعترف لي ، أنا لست شاذة ، أنا أحب الجنس الآخر ، لا ~... "

"مهلا! انتظري قليلا!"

تركت يدا إنري كتفيها ، لأنها كانت تخطط لتغطية فم لوبيسرغينا ، لكن لوبيسرغينا انزلقت برشاقة من قبضة إنري وابتسمت لها.

"آه ، آسفة ، آسفة ، لكنك بدوت متحمسة للغاية ، اعتقدت أنني بحاجة إلى تهدئتك قليلاً ، لقد كانت مجرد مزحة سو ~ "

"إنها حقا مزحة سيئة..."

كانت إنري محبطة ، ومع ذلك ، تعافت على الفور مرة أخرى ، كانت لوبيسرغينا فتاة تظهر وتختفي كما تشاء وإذا لم تنتهز هذه الفرصة لتسألها فسوف تختفي مرة أخرى.

"من فضلك إستمعي لي ، فأنا أحتاج إلى نصيحتك! "

"لا أعرف ما الذي تتحدثين عنه ، ولكن لنتحدث ونحن نمشي ، فأنا لا أريد أن ينظر القرويون إليّ بغرابة ~ "

تحول وجه إنري إلى اللون الأحمر الفاتح ، كانت لوبيسرغينا على حق ، لكن-

"إذن لا تصرخي بشأن تعرضك للإعتدا..."

"هيهي ~"

أمسكت لوبيسرغينا لسانها ووجهته نحو إنري بطريقة رائعة.

"هذا مثير للاشمئزاز ، أنا أكره ذلك! ، لوبيسرغينا سان!"

"هيا ، هيا ، لنذهب"

دون انتظار إجابة ، مشت لوبيسرغينا وتبعتها إنري.

"حسنًا ، هيا أخبري مشاكلك للوبيسرغينا أونيه سان ، وسأستطيع أن أعلمك كل أنواع الأشياء بدءًا من الأشياء المثيرة إلى إغواء الرجال ~"

"حقا؟ لوبيسرغينا سان ، يجب أن تكوني ناضجة حقًا... "

بالنسبة إلى إنري ، التي لم تكن تعرف شيئًا عن مثل هذه الأمور ، بدت بالتأكيد ناضحة ، لم يكن هناك تغيير واضح ، ولكن لسبب ما بدا أن لوبيسرغينا تبدو أكثر نضجًا الآن.

"هيهي ، هذا لأنني ميميدوشيما*"

ㅤㅤ

(لقيت معنيين ، معنى حطه المترجم الأجنبي وأخر لقيته في قوقل)

1- (شابة لديها الكثير من المعرفة السطحية حول الجنس ، إلخ)

2- (شابة تعرف الكثير عن الرجال والنساء على الرغم من عدم وجود خبرة لديها.)

ㅤㅤ

"…هاه؟"

ماذا تعني كلمة "ميميدوشيما"؟ بينما كانت إنري تفكر في هذا المصطلح الغريب ، طلبت منها لوبيسرغينا تخبرها بما حدث ، بدأت إنري تخبرها بما حدث في منزل الرئيس.

"إذًا ماذا يجب أن أفعل؟"

"لا أعلم"

بكل بساطة.

"هاه؟ ، ولكن ألم تقولي أن بإمكاني طرح مشاكلي عليك؟"

"لم أقل إنني سأجيب عليهم... حسنًا ، إستمعي ، إذا تم إجبارك على أخذ منصب الرئيسة وأنت تعلمين أنك ستندمين على ذلك ، أنصحك بعدم القيام بذلك ، ولهذا فكري في الأمور التي يمكنك القيام بها والأمور التي لا يمكنك القيام بها"

اختفت الفتاة المعتادة الخالية من الهموم ، وفي مكانها كان جمالاً ساحراً ، كانت العيون المفتوحة على مصراعيها عادة ضيقة ، وأرسلت ابتسامتها الرقيقة قشعريرة في عمودها الفقري.

"هذا مجرد رأيي الشخصي ، وليس عليك القيام بذلك ، ولهذاا عليك التفكير مليًا في هذا الأمر ، اسمحِ لي أن أكون صريحة ، لا يهم إذا كنت أنتِ أو أي شخص آخر هو الرئيس ، أيا كان من سيمسك منصب الرئيس فسوف يخطئ لا محال ، هناك واحد وأربعون شخصًا أعرفهم لن يخطئوا أبدًا ، لذلك ، لا داعي للقلق بشأن ما يحدث عندما تفشلين ، ولكن عندما تفكرين في الأمر بهدوء ، لا أحد أفضل منك لهذا المنصب"

"ماذا تقصدين؟"

"اسألي العفاريت ، عندما تهاجم الوحوش المخيفة القرية وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون الفوز ، ماذا يحدث؟ تخيل الموقف مع نفسك كرئيسة للقرية وبعد ذلك تخيلي لو أنك لست الرئيسة "

تغير تعبير لوبيسرغينا مرة أخرى ، وعادت إلى شخصيتها المرحة.

"آه ، هذا ممل ، هاا ، هذا لا يناسبني على الإطلاق ، آه ~ سيكون الأمر أكثر متعة إذا لم تصبحي رئيسة وحدثت مأساة كبيرة للقرية ، إن تشان ~ "

"—إيه؟"

"هيه ~"

ابتسمت لوبيسرغينا وهي تربت على كتف إنري.

"شخصيًا ، أعتقد أنك ستصبحين رئيسة عظيمة ، وأيضًا... لماذا لا تسألين ذلك الصبي هناك؟"

بعد أن رفعت يدها عن كتف إنري ، استدار لوبيسرغينا في مكانه ، بدت الحركة التي قامت بها خفيفة كما أنها لم تتأثر بالاحتكاك.

"إذن الوداع ~"

لوحت لوبيسرغينا لها وغادرت ، وقف نيفيريا أمامها ممسكا بيد نيمو ، ربتت لوبيسرغينا على كتف نيفيريا ، وكما لو أنها قلبت مفتاحًا ، عاد الاثنان إلى الحياة.

"لقد عدتِ ، أوني تشان!"

لا بد أن نيمو كانت قلقة للغاية ، فقد ركضت نيمو بأقصى سرعة في إتجاهها ، لم تتمكن إنري من الإمساك بها للحظة وكادت أن تسقط ، واستخدمت قوة عضلات ساقيها بالكامل للوقوف بثبات.

"مرحبًا بعودتك ، إنري ، لقد عدتي أبكر من المتوقع ، ألم تقضي الليلة هناك؟"

"لقد عدت ، شكرًا لك ، نعم ، لقد خيمت في الخارج فقط و عدت"

"حقًا؟... حسنا ، أنا سعيد لأن لم يتم مهاجمتكم قبل الوحوش ، ولكن ، أنا غير موافق على ذلك ، العفاريت أقوياء ، إلا أن هناك وحوشًا أقوى منهم... "

"ني سان ، لا تقومي بأشياء خطيرة!"

قالت نيمو هذا بينما كان متشبثة بإحكام بملابس إنري ، كانت إنري هي الوحيدة الباقية على قيد الحياة في عائلتها الصغيرة.

حياتي ليست ملكي أنا فقط يبدو أنني نسيت هذا لفترة من الوقت.

"أنت على حق ، أنا آسفة"

إنري ابتسمت و لمست رأس نيمو بحنان.

"مم! أنا أسامحك!"

رفعت نيمو رأسها وابتسمت.

"شكرا لك ، بالمناسبة ، هل كنت فتاة مطيعة يا نيمو؟ أنت لم تزعجي نيفي ، أليس كذلك؟ "

"أوني تشان! لم أعد فتاة صغيرة! صحيح ، نيفي كن؟ "

"هاهاها... حسنًا ، لقد كنت أعالج أفراد قبيلة أغو ، لذلك لم أراقبها عن كثب ، لكنني واثق من أن نيمو تصرفت بشكل جيد"

"حقًا ، أنت أيضًا نيفي كن؟ ، أوني تشان هل تعلمين أن رائحة نيفي كن نتنة!؟"

"نيمو تشان! تلك رائحة الأعشاب! ألم يحصل نفس الأمر معك عندما طحَنتِهم من قبل؟ ، ففي ذلك الوقت كانت رائحة يداك نتنتان كذلك"

"تلك الأشياء الملونة من الأعشاب؟"

"...لا ، الأمر مختلف ، فالرائحة التي تصدر سببها العناصر الكيميائية التي أعمل بها ، لذلك لا تجعلي الأمر يبدو وكأنني نتن..."

"ولكن نيفي كن رائحتك نتنة"

تجمد وجه نيفيريا.

"إنها تقصد ملابس عملك ، نيفي ، لذا ربما يجب عليك خلعها عندما لا تعمل؟"

حاولت إنري بسرعة أن تشرح قصد أختها الصغيرة ، وخفت تعابير وجه نيفيريا عندما سمع ذلك.

"ليس لدي أي ملابس أخرى ، على الرغم من... أنني كنت أرتدي هذه الملابس في إي-رانتيل طوال الوقت"

"إذن ، ماذا لو صنعت مجموعة من الملابس لك؟"

"إيه؟ أتستطيع فعل ذلك؟"

"نيفي ، من تظنني؟ بالطبع يمكنني صنع ملابس بسيطة"

"هكذا إذن؟ دائما ما أشتري ملابس جاهزة ، ولكن إستطاعتك على صنع الملابس يبدو أمرًا رائعًا"

"شكرًا لك على إطرائك ، لكن كل شخص في القرية يمكنه فعل ذلك... نيمو ، من الأفضل أن تبدأي في تعلم ذلك "

"أجل ~"

"إذن ، نيمو، هل تمانعين إلى المنزل أولاً؟ أنا بحاجة لمناقشة شيء ما مع نيفي "

غطت نيمو فمها بيديها ، لكن الابتسامة جعلت عينيها تلمعان.

"همم! حسنا! إذن ، سأذهب أولاً ، ابذل قصارى جهدك نيفي كن! "

لوحت لهم نيمو ، ثم عادت إلى المنزل.

راقبت إنري ظهرها وهي تغادر ، وتمتمت في نفسها.

"لماذا هي مطيعة إلى هذا الحد؟ هل تخفي شيء عني؟"

"لا ، لا أعتقد... هناك أشياء أكثر أهمية من ذلك! هلا أخبرتني بما تريدين التحدث بشأنه؟ على الرغم من أنني أستطيع التخمين عما تريدين التحدث بشأنه ، بما أنني كنت في اجتماع القرية بالأمس"

في هذه الحالة ، يمكنهم تخطي المقدمة التي لا طائل من ورائها ، أخبرت إنري نيفيريا بما ناقشته هي والرئيس.

لم يكن هذا كل شيء كما أخبرته كل شيء عن عدم ارتياحها بشأن ذلك ومناقشتها الأمر مع لوبيسرغينا ، بعد أن انتهت ، نظر نيفيريا في عيون إنري مباشرة ، وتحدث.

"أعتقد أنك يجب أن تفعلي ما تعتقدين أنه صحيح ، إنري ، بغض النظر عن قرارك ، فأنا سأدعمك... آه لا أريد أن أقول هذه الأشياء المبتذلة ، ولكنني أتمنى أن تصبحي الرئيسة الجديد "

"لماذا؟ انا مجرد-"

"لا ، أنت لست مجرد فتاة قروية بسيطة ، أنت قائدة العفاريت ، إنري إيموت ، ربما تريدين أن تقولي أن العفاريت ليسوا مصدر قوتك ، ولكنهم كذلك ، طلبت منك لوبيسرغينا أن تسألي العفاريت ، لكنني سأشرح ما قصدته ، إذا لم تكوني الرئيسة ، و كانت القرية في خطر ، فسوف يقوم العفاريت بتهريبك أنت فقط إذا كان لا يزال لديهم القوة للقتال"

"مستحيل! لن يفعلوا مثل هذا الشيء أبدًا! "

"...قد يقولون ذلك في وقت السلم ، ومع ذلك ، فإنهم سيفعلون ذلك أثناء الخطر ، فقد سمعتهم يقولون ذلك شخصيًا "

"مستحيل…"

نظرت إنري بشكل لا يصدق إلى نيفيريا ، اعتقدت أنه ربما يكذب ، ومع ذلك ، لم تشعر إنري بأي جو من النفاق منه.

"أهم شيء بالنسبة لهم ليست القرية ، بل أنتِ ، ولكن إذا أصبحت الرئيسة ، ستصبح القرية ملكًا لكِ ، وسيبقى العفاريت ويقاتلون من أجل القرية حتى النهاية ، قد لا يبدو فرقًا كبيرًا ، لكنه فرق كافٍ ، بالإضافة إلى أنهم قد أخبروني أنه في حالة حدوث حالة طارئة ، فإنهم يأملون أن أتمكن من أخذ نيمو واللحاق بهم ، إنري... إذا كنت تريدين سؤالهم عن ذلك ، فلا بأس ، لكنني آمل ألا تقولي أنني أنا من أخبرتك بهذا"

"لن أسألهم"

رفع نيفيريا شعره لأعلى عندما سمع الرد المباشر ، كاشفاً عن عينيه الواسعتين.

"ألا بأس بالأمر؟ قد أكون أكـ - "

"-مستحيل ، أنت لن تكذب علي أبدا ، نيفي ، أنا أثق بك ، ومع ذلك ، فَهُم بالفعل يقدرون مستدعيهم بشكل كبير"

"حسنًا ، أليس هذا لأنك مستدعيتهم ، إنري؟ فأنت قد إشتريت أسلحة لهم ، ألا تعتقدين أنهم سيجعلونك على رأس أولوياتهم بسبب ذلك؟... قد يبدو هذا مهينًا ، لكن العفاريت لم يحصلوا أبدًا على أي شيء من القرويين ، فهم يعاملونهم على أنهم ليسوا أكثر من وحوشك المستدعاة ، جانب واحد لا يعاملهم كأفراد بينما هناك جانب آخر يعاملهم كأفراد (القرويون يعتبرونهم وحوش ولكن إنري تهتم بهم جدا) ، أليس من المنطقي بالنسبة لهم أن يفضلوكِ على غيرك؟"

بالطبع ، لن يقول أي من القرويين شيئا كهذا علنيةً ، ومع ذلك ، لم يقم أي من القرويون بشكر العفاريت بشكل ملموس.

"...ولكن ، يقوم القرويون أحيانًا بإعداد الغداء للعفاريت"

"هذه علامة على امتنانهم لكِ ، يبدو الأمر أشبه بالقول إنهم سيدفعون تكاليف الطعام ، أو سيوفرون عليك عناء إعداد وجبة... هل سبق لك أن رأيت أي شخص في القرية ينادي العفاريت بإسمهم؟ "

لا ، لم يفعلوا ، في البداية اعتقدت أن السبب ببساطة هو أنهم لا يستطيعون التمييز بينهم ، لكن ربما لم يكونوا ينوون معرفة الفرق بين كل عفريت.

وهي تفكر في ذلك أصابها شعور بالوحدة لا يوصف.

"هل هذا صحيح"

ومع ذلك ، كان هناك إكتئاب في صوتها ، ولكن عيناها تلمعان بنور العزم.

"أجل... ولهذا السبب أعتقد شخصيًا أنكِ ستكونين رئيسة جيدة ، فعندما تصبحين رئيسة القرية ، ستتغير الأمور بالنسبة للعفاريت أيضًا "

"...سيساعدني الجميع ، أليس كذلك؟"

"بالطبع ، سيساعك الجميع "

"حسنا ، سأتوجه إلى منزل الرئيس ، من الأفضل أن أفعل ذلك قبل أن أغير رأيي!"

ابتسم نيفيريا وهو يسمع تصريح إنري.

كانت ابتسامته لطيفة ، لكنها صارمة ، كان الأمر كما لو أنه فهم أنها كانت تأمل في دفعة أخيرة في ظهرها.

"حسنا! حظًا سعيدًا ، إنري!"

أومأت برأسها ردًا ، ثم دون أن تنظر إلى الوراء ، استدارت وشرعت في الطريق لتصبح الرئيسة الجديدة لقرية كارني.

♦ ♦ ♦

استطاعت لوبيسرغينا أن ترى من السماء أن كل شخص تقريبًا في القرية قد اجتمع في الساحة ، مشت إنري إلى الحشد وبدا وكأنها تتحدث عن شيء ما ، لكنها لم تستطع سماع ما قالته إنري.

وبدا أن إنري انتهت ، وصفق القرويون.

"ها ها... هكذا إذن ، لقد آلت الأمور إلى هذا المنحنى ، آه ، هذا ممتع جدًا ، أوهيهي ~ "

"- ما هو الشيء الممتع جدًا؟"

كان هناك صوت من الخلف وأدارت لوبيسرغينا رأسها.

"أويا ، هذه أنتِ يوري ني ، هل تطيرين بسبب عنصر سحري؟"

"هذا صحيح ، لقد منحني إياه آينز سما بنفسه ، هل هذه... قرية كارني؟ ، وهي سبب توبيخك* ".

ㅤㅤ

(تم توبيخها بسبب خطأ إرتكبته سوف تعرفون بشأنه في الفصل القادم)

ㅤㅤ

"هذا صحيح ~ سو ، آه ، الآن المتعة الحقيقية على وشك أن تبدأ ~ "

"ماذا تقصدين؟"

"لقد ولد قائد جديد داخل القرية ، بالنسبة للقرويين ، فهم على وشك الانتقال إلى صفحة جديدة في تاريخهم ، إلى عالم جديد من الاحتمالات ، ومع ذلك ، أتساءل ماذا سيحدث إذا تعرضت القرية للهجوم ، في هذه اللحظة المجيدة ، وفُقد كل شيء في حريق هائل ، أتساءل ما الوجوه التي قد تعلوا وجوه هؤلاء القرويون؟"

انفتح وجهها المبتهج والجميل ، وتدفق شيء من الداخل لا يمكن وصفه إلا بالشر.

"وأنا من إعتقدت أنكِ تتوافقين مع هؤلاء الأشخاص ، هل أتى هذا الكلام من أعماق قلبك؟"

"هذا صحيح ، يوري ني ~ أعني كل كلمة قلتها ، أشعر بالإثارة في كل مرة أتخيلهم يسحقون بوحشية كالحشرات"

"أيتها السادية ، أنت سيء مثل سوليشون. لماذا أخواتي الصغيرات هكذا؟ خلاصي الوحيد هي شيزو ، بصراحة... مع أنني أفترض أن إنتوما ليست فتاة سيئة "

ضحكت لوبيسرغينا عندما تذمرت أختها الكبرى وجعدت حاجبيها.

"آه ~ أتمنى حقًا أن تُدمر هذه القرية"

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 4

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

"آه ، أنا مرهقة للغاية"

تخلصت إنري من اللوح الصغير الذي كانت تمسكه على المنضدة واستلقيت على بطنها منهكة ، سمعت ضحكة هادئة ، وعندما التفتت لتنظر إلى مصدرها ، رأت معلمها (نيفيريا) هناك بابتسامة على وجهه.

"شكرا للعمل بجهد إنري"

"إن الأمر صعب جدا ~ أنا لست جيدًا في استخدام رأسي..."

"ومع ذلك ، أنتِ بحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة"

وكان رد إنري عبارة عن تأوه.

بصفتها رئيسة للقرية فهي كانت بحاجة إلى مستوى تعليمي أساسي ، ولهذا السبب كان نيفيريا يعلمها شخصيًا ، لكن رأسها كان على وشك الإنفجار.

"لماذا هناك الكثير من الكلمات؟ لا بد أن شخصًا ما اخترعها لتعذيبي..."

"لا تقولي ذلك ، فقد تعلمتِ بالفعل كيفية كتابة إسمك ، وإسم نيمو تشان كذلك "

"ممم... حسنًا ، هذا شيء جيد... ولكن ألا يمكنني العيش بهذا القدر؟"

"للأسف! هذه ليست سوى الأساسيات ، وقد مرت خمسة أيام فقط منذ أن بدأت التعلم ، ولم نصل حتى إلى الأجزاء المهمة بعد "

ظهرت نظرة تقول "هل تمزح معي" على وجه إنري.

"آه ، لا تصنعي وجهًا كهذا ، بمجرد أن تتعلمي الأساسيات ، كل ما سيبقى هو أن تطبقيهم ، لهذا السبب هم في غاية الأهمية "

"...اوو~"

"تبدين مرهقة حقًا ، إذن ، سنتوقف هنا لهذا اليوم "

وقفت إنري كما لو كانت تنتظره ليقول ذلك.

"هذا رائع! فلننتهي مبكرًا غدًا أيضًا! شكرا لك ، نيفي!"

ابتسم نيفيريا برفق قبل أن يمسح الحروف التي تشبه خدوش الدجاج من اللوح.

"إذن من الأفضل أن تحصلي على قسط جيد من الراحة ، غدا سنبدأ من جديد في نفس الوقت "

"أنا سعيدة حقًا لأنك تستغل وقت تجربتك لتعليمي كل هذا ، لكنني لا أشعر بالامتنان على الإطلاق... "

"حسنًا ، يقولون أنه من الأفضل أن يُكره المعلم من طلابه بدلاً من أن يتم شُكره من طرفهم "

"إنها كذبة! هذه بالتأكيد كذبة!"

"هاهاها ، حان الوقت لكي أذهب ، تصبحين على خير ، إنري "

"مم ، تصبح على خير ، لا تعمل بجد عندما تعود ونم مبكرًا "

ابتسم نيفيريا ليُظهر أنه فهم ، ثم غادر من الباب الأمامي ، راقبت إنري الضوء السحري الباهت ينحسر ، ثم عادت إلى منزلها ، في الظلام ، وشعرت بالوحدة.

"آه ، أنا متعبة جدًا..."

سحبت جسدها الثقيل لتخلع ملابسها ودخلت السرير مباشرة ، كانت صاخبة للغاية عندما كانت تتعلم في وقت سابق ، ولكن كل ما تسمعه الآن هو الأصوات اللطيفة لشخير أختها الصغيرة وهي نائمة ، ثم أغمضت إنري عينيها بهدوء.

بسبب الاستخدام المفرط لدماغها اليوم ، كانت إنري متأكدة من أنها ستنام على الفور ، وتمامًا كما توقعت ، فقد أُغمي عليها في ثوانٍ قليلة بعد أن أغلقت عينيها.

لم تكن تعرف كم من الوقت نامت ، لكن صوت بعيد أيقظها من سباتها.

ثلاث قرعات من الجرس ، بعد فترة قصيرة من الوقت ، سمعت ثلاث قرعات مرة أخرى.

أدركت إنري ما يعنيه هذا القرع ، اتسعت عيون إنري فجأة في الظلام ، استيقظ عقلها بسرعة غير طبيعية وأدركت أنها لا تزال في المنزل ، ولذلك نهضت من السرير ، في نفس اللحظة ، استيقظت أختها أيضًا.

"هل أنت بخير؟"

"مم"

كان صوتها يحتوي على شعور الخوف ، لكن بدا وكأنها ما تزال تستطيع التحرك.

"استعدي الآن!"

"مم!"

إن إضاءة المصباح من شأنه أن يُضيع الكثير من الوقت ، لذلك أعدت إنري نفسها للفرار في الظلام.

ومع رنين الجرس الذي جاء مع الريح ، استعدت إنري ونيمو بسرعة ، كانت سرعتهم وليدة ليس فقط من تدريبات الإخلاء المتكررة ، ولكن من الرعب القديم الذي بقي منذ أن تعرضت قريتهم للهجوم في الماضي ، وبعد سماع كلمات أغو ، كانت لديها فكرة عما سيأتي.

"نيمو! بسرعة إلى نقطة التجمع! سأذهب لأقوم بواجباتي!"

دون انتظار إجابة أختها ، أمسك إنري بيد نيمو واندفعت خارج المنزل.

كان الجرس لا يزال يدق بصوت عالٍ ، مما يعني أنها حالة طوارئ ، بالإضافة إلى ذلك ، أشار ذلك إلى أنهم يتعرضون للهجوم بكل بالتأكيد.

جزء في داخلها كان يأمل أن يكون هذا مجرد تمرين مثل العديد من التمارين التي كرروها سابقًا ، لكن جو البرد القارص في الهواء نفى ذلك ، كان نفس البرد الذي شعرت بها عندما هاجم الفرسان القرية.

عندما اقتربوا من نقطة التجمع ، دفعت إنري نيمو إلى الأمام.

"حسنًا ، إذهبي!"

أومأ نيمو برأسها قليلاً رداً على ذلك ، ثم اندفعت نحو مكان التجمع دون النظر إلى الوراء.

بعد القيام بذلك ، أرادت إنري أن تتبعها ، للتأكد من أنها على الأقل دخلت الملجأ.

ومع ذلك ، كان على إنري ، بصفتها الرئيسة الجديدة القرية ، التفكير في كيفية نقل جميع سكان القرية إلى بر الأمان.

إذا لم يتم تعييني كرئيسة ، أو إذا كنت قد عُينت منذ فترة طويلة...

تدفقت تلك المشاعر حاليًا من قلبها على نحو لا يمكن السيطرة عليه.

"يبدو الأمر كما لو أن إلهًا شريرًا يريد أن يرانا نتعذب"

دون تفكير ، تركت إنري الكلمات تفلت من فمها ، كان هذا أسوأ توقيت ممكن لحدوث شيء كهذا.

"آني سان!"

ركض عفريت إلى إنري.

"ما بك! ماذا حدث!"

"رأينا مجموعة من الوحوش تظهر على حافة الغابة ، ربما هم آتون لمهاجمة القرية"

"فهمت ، فلنذهب الآن!"

مع ترك العفريت يقود الطريق ، سرعان ما وصلت إنري إلى البوابة الرئيسية ، رأت أن السياج الذي تم إنشاؤه في الليل أقيم بإحكام أمام البوابة ، وأن جميع العفاريت متواجدون ، لقد بدوا مثل محاربين مخضرمين و قاموا بتسليح أنفسهم بالأسلحة والتروس التي اشترتها إنري.

مع اقترابها ، استطاعت أن تشم رائحة كريهة في الهواء ووجد أنري أن الغيلان كانوا هناك ، أمسك الغيلان بأسلحة هراوة جديدة ، والتي بدت شائكة ومخيفة.

وصلت إنري مع العفريت إلى البوابة الرئيسية في نفس الوقت الذي كان فيه نيفيريا يلهث وأفراد قوات الدفاع عن النفس بقيادة بريتا ، بالإضافة إلى أغو وبعض زملائه العفاريت ، أولئك الذين تعافت عقولهم بما يكفي من محنتهم للقتال.

"أهؤلاء هم الجميع؟ ماذا عن ليزي سان؟ هل أخرها شيء ما؟ "

كانت ليزي ، جدة نيفيريا ، ساحرة ذات مهارة ، بموجب القواعد ، كان ينبغي لها أن تكون هنا لتشارك في الدفاع عن البوابة الرئيسية.

"لا ، جدتي لم تأتِ إلى هنا ، إنها في نقطة التجمع ، فذلك المكان مهم أيضًا "

أومأ القرويون برأسهم وهم يسمعون كلمات نيفيريا ، نظرًا لأن أفراد أسرهم قد فروا إلى نقطة التجمع ، فقد اضطروا إلى أن يبقوا ذلك المكان آمناً أيضًا.

"وأيضًا فقد تم إرسال أعضاء قوات الدفاع عن النفس الذين لا يجيدون الرماية إلى هناك ، وإذا كان هناك فائض في العدد لدينا فأنا أطلب أن يتم إعفاء أحدهم والسماح له بالذهاب إلى هناك وإبقاء معنوياتهم مرتفعة"

"لا يمكننا فعل ذلك"

رفض جوغيم رفضًا قاطعًا طلب بريتا.

لم يفعل جوغيم والآخرون ذلك بدافع الحقد تجاه القرويين الذين يعيشيون ويعملون معهم ، وعندما إبلعت إنري ما هو متراكم في فمها من شدة التوتر المتصاعد ، أوضح جوغيم رفضه.

"هناك الكثير من الوحوش ، وهناك العديد من الأجناس الأخرى بالإضافة إلى الغيلان ، تقسيم قواتنا سيكون خطيرًا جدًا"

"هل لديك صورة واضحة عن أعدادهم؟"

"بريتا سان ، لقد كان الأعداء متوغلين داخل الغابة ، ولهذا من المستحيل معرفة أعدادهم بدقة ، ومع ذلك ، فقد تمكنا من الحصول على تقدير... سبع غيلان ، والعديد من الثعابين العملاقة ، والعديد من الذئاب السحرية ، والعديد من الأشكال التي تشبه البارغست وشيء ضخم يتبعهم من الخلف "

"ذئاب سحرية مع ثعابين عملاقة وغيلان؟ هل يوجد خلفهم كاهن الغابة؟"

الذئاب السحرية مثلما يدل عليه الإسم ذئاب سحرية أكبر حجمًا و كان لديهم دهاء عالي إذا صادفتهم في الغابة فسينتهي أمرك.

"ستكون الأمور سيئة حقًا إذا كان لديهم ساحر إلى جانبهم ، يمكننا على الأرجح أن نفترض أن لديهم مهاجمين ذوي مدى بعيد ، لذلك سيكون من الأفضل حشد كل قوتنا القتالية هنا ، هل يجب أن أنادي جدتي؟"

"همم... من الصعب التقرير ، نيفي ني سان ، المكان الذي يتجمع فيه سكان القرية هو واحد من أكثر المباني صلابة في القرية ، إذا حدث أي شيء ، فسيكون ذلك المبنى خط دفاعنا الأخير ، لا يمكننا السماح لأي شخص يحمي ذلك المكان بالمغادرة "

"...بعبارة أخرى ، هناك إمكانية للانسحاب ، إذن أين يجب أن أقاتل؟"

"بريتا سان ، ستقود قوات الدفاع ، آمل أن تتمكني من نقل أوامري إليهم بوضوح ، والتصرف وفقًا لذلك "

"إذن سوف نستخدم استراتيجية مكافحة الغزاة رقم 2 ، فبعد إطلاق السهام عليهم ، سنستخدم الحاجز لإبقائهم بعيدين بينما نطعنهم بين الفجوات بالرماح ، لستم بحاجة لتركيز أين تطعنون ، فقط استمروا في الطعن "

"هذا صحيح ، سأترك ذلك لكم ، ومع ذلك ، فإن الذئاب السحرية و البارغست رشيقون للغاية ، إذا سُمح لهم بالتجول بحرية ، فسوف يتسببون في الكثير من الضرر ، ولذا يجب إستهدافهم أولاً ، وأيضًا ، عندما يظهر كاهن الغابة ، هل تمانعون في التراجع؟ "

"ليس لدي أي اعتراض ، لكن هل سيكون لديك عدد كاف من الأشخاص في الجبهة الأمامية إذا تراجعت قوات الدفاع؟"

"...إذا كنا محظوظين ، سنكون كافيين"

"فهمت... ، إذًا من الأفضل أن أخبر الجميع أن يكونوا مستعدين للموت ، وعلى الأقل ، إذا كنا في الخلف فلن نتعرض للهجوم ، لذلك يمكننا تركيز هجومنا بعيدة المدى على كاهن الغابة ، وكما تعلمون فقد كنت مغامرة في السابق ، لكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها قرويين الشجعان... في الواقع ، خطرت لي هذه الفكرة منذ أن جئت إلى هذه القرية ورأيت الجميع يتدربون على القوس والسهم "

"هذا لأن القرية تعرضت للهجوم في الماضي... وكرهنا مدى ضعفنا"

إنري ، التي كانت صامتة حتى الآن ، أحست بمشاعر كل فرد من أفراد قوات الدفاع.

مع أن وجوههم الشاحبة ، إلا أن لا منهم يرغب في الهروب ، كان عليهم الوقوف والقتال هنا ، وكان عليهم حماية قريتهم وأصدقاؤهم وأحبائهم.

"بالمناسبة ، بما أن قوة الهجوم كبيرة فمن المؤكد أن هناك كائنًا قويًا يقف خلف هذا الهجوم ، هل هذا يعني أن تم إرسالهم من قبل عملاق الشرق أو ثعبان الغرب؟ "

"هذا ليس مستحيلاً"

أكد جوغيم بهدوء شكوك بريتا.

إذا كان هذا هو الحال ، فهذا يعني أن أغو هو من جذب الوحوش إلى هنا ، وهذا هو السبب في أن جوغيم قد خفض صوته ، حتى لا يسمعه أعضاء قوات الدفاع ويوجهون عدوانهم نحو أغو.

لقد أخبروا القرويين بالفعل عن عملاق الشرق وثعبان الغرب ، بالإضافة إلى حقيقة أن قوتهم تنافس قوة ملك الغابة الحكيم.

على الرغم من ترويض الوحش من قبل بطل الظلام (مومون) ، إلا أن شكل الوحش العظيم ووجوده كان محفوراً بشكل لا يمحى في قلوب القرويين ، كان الخوف هو الاستجابة المناسبة لفكرة محاربة شيء على نفس المستوى ، أعداء لم يكن لديهم فرصة لهزمهم.

"إذن ثعبان الغرب يستخدم السحر؟ اللعنة ، سيكون الأمر صعبًا"

أومأ نيفيريا برأسه على غمغمة بريتا.

"عادة ، لن تمتلك الوحوش ذات التعاويذ العرقية أكثر من عشرة تعاويذ ، ولكن إذا كان من النوع الذي يمكنه ممارسة السحر وتعلمه ، فسيكون بإمكانه تعلم المزيد ، مما يجعله وحشًا مزعجًا ، وإذا كان يجيد السحر الذي يسمح له بعبور الجدران... "

"أنا سعيد لأن نيفي و العفاريت يمكنهم استخدام السحر ، لكن السماح للعدو باستخدام السحر عبارة عن غش"

قالت إنري ذلك بنبرة حزينة ، و استقطب ذلك ابتسامات قاتمة من القرويين.

"...لكن لا تخبروا غون سما أنني قلت ذلك ، حسنًا؟"

تلك المتابعة جعلت القرويين يبتسمون.

إعتقدت إنري أن هذا سيخفف من توتر الأمور قليلاً ، على الرغم من أنه سيكون أمرًا سيئًا إذا كانوا مرتاحين جدًا ، إلا أن التوتر الشديد سيمنعهم أيضًا من القتال بفعالية ، وحاليًا أصبح المزاج ملائمًا.

نظر جوغيم بإمتنان إلى إنري ، ويبدو أنه فهم ما كانت تفعله.

"قوات الدفاع ، لا تقلقوا ، فقط ابقوا بعيدين وأطلقوا السهام من مسافة بعيدة ، سنتعامل مع الأعداء في الخطوط الأمامية"

قام العفاريت بتدريب قوات الدفاع على هذا الدور على وجه التحديد ، لذلك كانت هذه أفضل طريقة لإستخدامهم.

كان جمع ما يكفي من السيوف والتروس لتجهيز كل فرد في قوات الدفاع أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة لقرية صغيرة ، ولكن في النهاية هم مجرد قرويين عاديين ، قد يكون لديهم أذرع قوية لاستخدام المعاول والمجارف ، لكن هذا لا يعني أنهم جيدون في استخدام السيوف ، فقط من يُطلق عليهم لقب "عباقرة" يمكنهم إيجاد الوقت للتدريب في أوقات فراغهم والنمو ليكونوا قادرين على هزيمة الوحوش.

مع وضع هذه النقاط في الاعتبار ، أدرك العفاريت أنهم لا يستطيعون تدريب قوات الدفاع إلى المستوى الذي يُخولهم أن يكونوا في الصفوف الأمامية ، ولذا قرروا تدريبهم على الرماية للسماح لهم بالقتال في الخطوط الخلفية.

على الرغم من أن أسلوبهم قد تحسن وتمكنوا من إصابة أهدافهم ، إلا أنهم لم يتمكنوا من سحب الأقواس القوية التي تتمتع بقوة اختراق جيدة ، مما يجعل من الصعب إلحاق الضرر بالوحوش ذات الجلد السميكة ، ومع ذلك ، إذا كانوا محظوظين وأطلقوا السهام في انسجام تام ، فهناك احتمال أن يصيبوا نقطة ضعف.

"حسنًا ، تمامًا كما تدربنا ، اصطفوا وصوبوا نحو الجانب الآخر من البوابة! أغو ، إنتظر حتى يتم تحطيم البوابة ، وبعد ذلك قف مع قوات الدفاع وإطعن الأعداء بالرمح ، تعامل مع أوامر بريتا سان كما لو أنها أتت من آني سان واستمع إليها "

"أجل! إعتمد عليّ!"

"أحسنت قولًا ، الآن ، استمع ، الهرب ممنوع ، أريدك أن تقاتل حتى الموت "

"بالطبع! سأرد لكم بالتأكيد اللطف الذي أظهرتموه بإنقاذي! في الواقع ، لماذا لا تضعني في الصفوف الأمامية لمواجهة الغيلان؟ "

"يا لك من طفل غبي! إذا سمحت لك بفعل ذلك ، فسوف ينتهي بك الأمر ميتًا في غضون ثوانٍ قليلة ، يمكنك أن تقول ذلك بمجرد أن تصبح أقوى! "

بعد توبيخ القائد ، امتلأ وجه أغو بالندم وذهب بعض أفراد قوات الدفاع لتهدئته.

تنهدت إنري بارتياح لأنها رأت هذا ، فمن ناحية ، لم يعتبره القرويين الجاني في جذب الوحش ، ومن ناحية أخرى ، كان هذا دليلًا على قبول القرويين لأغو.

كان أغو وأعضاء قبيلته هم آخر الذين وصلوا إلى القرية ، على الرغم من أنه لم يتم تجاهلهم أو معاملتهم بشكل سيئ ، إلا أنه لا تزال هناك مسافة بينهم ، ولكن مما يبدو ، فإن هذه الفجوة ستختفي إذا فازوا اليوم ، ومن المفارقات العجيبة هي أن ساحة المعركة أفضل مكان لتقوية الروابط بين الجانبين.

وبسبب شعوره بهذا الانقسام ، فقد إستعد أغو للقتال بضراوة ، كان هدفه المساهمة في القرية والرفع من مكانته وتحسين وضع قبيلته ، فالشيء نفسه ينطبق على المجتمع البشري ، فهم الذي يحترمون أولئك الذين ضحوا من أجلهم ، نظرًا لأن مكانة قبيلته تعتمد بشكل كبير على أداء أغو والأعضاء الذين جلبهم ، فمن الطبيعي أنه متحمس جدًا لذلك.

"نيفي ، لدي شيء أطلبه منك"

وقفت إنري بجانب نيفيريا وهمست في أذنه.

"أوه ، لا ، قريبة جدا – آه ، مم ، فهمتك ، إذن - أغو ، لدي شيء سأتركه لك ولأصدقائك ، سأقدم لك هاته العناصر الكيميائية الخاصة بي ، لذلك آمل أن تستخدمهم بشكل جيد "

فتح نيفيريا حقيبته ، و في داخلها كان هناك العديد من الزجاجات والأكياس الورقية.

"استخدموا هذه وألقوها على الأعداء ، لا تحاولوا رميهم إذا كانت المسافة بينكم وبينهم بعيدة جدًا ، لذا حاولوا استخدامهم على نطاق متوسط... هل أنتم مستعدوا لذلك؟ "

"اترك الأمر لنا! سنقوم بهذه المهمة على أكمل وجه! "

قَبِل أغو الحقيبة ، وبينما كانوا ينتظرون ، صرخ أحد العفاريت عليهم.

"هؤلاء الأوغاد بدأوا في التحرك! لا شك في ذلك ، إنهم متجهون نحو القرية!"

إذا ركز المرء على الإستماع ، فيمكنه سماع أصوات زئير العديد من الوحوش القادمة بفعل الريح.

"حسنا ، قوات الدفاع إلى مواقعكم! آني سان ، احترسي! نيفي ني سان، أنت أيضًا!"

"نعم! مفهوم! يرجى توخي الحذر حتى لا تدع أي شخص يموت، رجاء!"

"الآن ، فلنذهب ، إنري! "

ركض نيفيريا إلى إنري كمرافق لها ، كانت مهمتهم هي تفتيش كل منزل لمعرفة ما إذا كان أي شخص لم يلاحظ حالة الطوارئ.

***

بينما كانوا يشاهدون إنري تغادر ، دخل العفاريت في حالة قتال.

"قوات الدفاع إلى أماكنكم ، انتظروا حتى يدخل العدو النطاق المستهدف "

لم يكن هناك خط مباشر لإطلاق السهام على الوحوش خارج الجدران ، سيحتاجون إلى إطلاق السهام بشكل منحني ، لكن الهُواة لا يمكنهم فعل ذلك ، ولم يكن لديهم الوقت لتدريبهم على هذا المستوى ، لذلك ، قرر العفاريت المسؤولون عن تدريب قوات الدفاع تدريبهم على تعزيز قدرة واحدة.

قاموا بتدريب قوات الدفاع على قذف السهام على الجانب الآخر من الجدار ، وهذا يعني معرفة مقدار القوة التي يجب استخدامها ، وإختيار الزاوية الصحيحة للتصويب من أجل ضرب منطقة معينة بدقة ، لا يمكن استخدام هذا النوع من التدريب إلا في أماكن محدودة للغاية ، ومع ذلك ، نظرًا لأن هدف الأعداء كان تحطيم البوابة فقد تجمعوا جميعا عندها ، ولهذا يُمكن القول بأنه تدريب فعال للغاية.

بدأ زئير الوحوش يعلو تدريجياً ، وإهتزت البوابة الرئيسية تحت سلسلة من الصدمات التي يمكن الشعور بها في الجدران المجاورة أيضًا.

"حسنًا! الأعداء في المنطقة المستهدفة! السهام القمعية - أطلقوا! "

"ها نحن ذا!"

ردا على صراخ جوغيم ، بدأ العفريتان المتخصصان في الرماية والمتواجدان في برج المراقبة - شورنجان و غورينداي - في إطلاق السهام ، طالما كان هدفهم في نطاقهم ، فمن المستحيل أن يخطئ العفريتان في إصابه ، ارتفعت صرخات الألم من الجانب الآخر من البوابة.

ملأ الضجيج المروع هواء ساحة المعركة ، مما جعل أفراد قوات الدفاع يرتعدون خوفًا ، وسط كل هذا ، صرخ جوغيم مرة أخرى.

"قوات الدفاع - انتظروا! لا ترفعوا أقواسك حتى آمركم! "

قيل لهم ألا يطلقوا حتى عندما وصل الأعداء إلى المكان الذي قضوا فيه ساعات لا تحصى في التدريب على الرماية ، ومع ذلك ، في اللحظة التالية ، عندما رأوا برج المراقبة ، فهم الجميع سبب إصدار هذا الأمر.

بدأ الأعداء خلف الجدار في إلقاء الصخور على برج المراقبة ، كل صخرة أكبر بكثير من رأس الإنسان.

على الرغم من أن العديد من الصخور لم تُصب برج المراقبة ، إلا أن صخرة كبيرة ضربت برج المراقبة بالحظ مما جعل البرج يهتز بشكل واضح.

"رماة الصخور تم التأكيد! الأعداء لديهم العديد من الصخور المتبقية!"

"هناك 21 صخرة في المجموع - هووو!"

اصطدمت صخرة أخرى ببرج المراقبة وتكسر الخشب.

إذا بدأ قوات الدفاع في الإطلاق ، سيصبحون أهدافًا أيضًا.

صحيح أن قوات الدفاع كانوا بعيدين عن نطاق الأعداء ، ودقة الأعداء كانت منخفضة ، ومع ذلك ، إذا لم يحالفهم الحظ ، فإن ضربة واحدة يمكن أن تكون قاتلة ، حتى الصخور الصغيرة يمكن أن تصيب شخصًا بجروح خطيرة.

يمكن للمرء أن يقول أن جوغيم أمرهم بعدم الهجوم من أجل سلامتهم ، وهذا أظهر أن جوغيم لا يريد أن يموت أي شخص قبل أن تبدأ المعركة الطويلة التالية.

"لا تعتقدوا أننا لن نطلق السهام إذا بدأتم برمي الصخور!"

صرخ غورينداي بغضب ، وبدأ في إطلاق السهام مرة أخرى بينما كان تحت بين وابل من الصخور المتساقطة ، لم يستطع أعضاء قوات الدفاع أن يشيحوا بنظرهم عنه ، كانوا يراقبون الطريقة التي رد بها بلا خوف على إطلاق الصخور نحوه ، مع العلم أنه سيتعرض لأذى شديد إذا أصيب ، ومع ذلك ، لم يكن جوغيم يراقبه ، فقد كان ينظر إلى ساحة المعركة بأكملها واكتشف بسرعة أعداء جدد.

"كيومي! الثعابين تتسلق على الجهة اليسرى! تعامل معهم"

”لا مشكلة ، أيها القائد! إعتمد علي!"

كيومي ، الذي كان يقف في الخلف ، دفع ذئبه إلى الأمام ، أمامه كانت الثعابين العملاقة تتسلق الجداران.

"خمسة عشر ، ستة عشر! أنتما الاثنان تشبثوا أكثر قليلاً! "

لم يكن جوغيم بحاجة إلى قول تلك الكلمات ، فلم يكن بالإمكان رؤية أي تلميح للخوف على وجه العفريتان اللذين يطلقان السهام من برج المراقبة ، على الرغم من أن البرج سينهار ولن يتحمل المزيد ، إلا أنهما استمرا في استهداف الوحوش تحت وابل الصخور ، وعلى الجهة اليسرى ، بدا أن كيومي يبلي بلاءً حسناً ضد الثعابين.

وسرعان ما مال برج المراقبة وإنكسر تحت وابل الصخور ، قفز شورنجان و غورينداي على الأرض ، وتدحرجا عدة مرات لتخفيف تأثير سقوطهما.

"قوات الدفاع ، تجهزوا!"

استجابة للنداء ، أعد الرماة أقواسهم.

"تنفسوا بعمق! شهيق - زفير! شهيق - شدوا! "

مثلما كانوا يتدربون تمامًا ، وللحظة ، نسي رماة قوات الدفاع أنهم كانوا في ساحة المعركة ، لقد تجاهلوا صوت صرير الأخشاب وقاموا بنفس الحركات التي تعلموها أثناء التدريب.

"أطلقوا!"

تم إطلاق أربعة عشر سهمًا إخترقوا السماء واختفوا خلف الجدار ، مما أدى إلى المزيد من صرخات الألم من الوحوش.

"مذهل" ، تمتم أغو في نفسه ، لكن جوغيم لم يكن لديه الوقت حتى للرد عليه.

"الموجة الثانية تجهزوا!لا داعي للذعر!تنفسوا بعمق! شهيق - زفير! شهيق - شدوا!"

بحلول هذا الوقت ، تم شفاء شورنجان و غورينداي وأخذوا مكانهم أمام قوات الدفاع.

"أطلقوا!"

مرة أخرى ، طار أربعة عشر سهماً ، متبوعًا بعد ذلك بقليل بسهمين آخرين ، أصدرت البوابة صوت صرير مع اشتداد صراخ الأعداء ، من المؤكد أن الأسهم قد أصابتهم ، وقد حول حولوا ألمهم إلى غضب وأصبحوا يضربون البوابة بقوة أكبر.

"تراجعوا! غيروا الاسلحة!"

تحركت قوات الدفاع كمجموعة خلف الحاجز المتمركزة عند البوابة الرئيسية ، سوف يصد هذا الحاجز القوي الأعداء الذين سيدخلون من البوابة ، تم إنشاء الحاجز كممر على شكل حرف L ، عندما يتجاوز الأعداء هذا الحاجز سيكون في إنتظارهم جوغيم والغيلان في نهايته ، بالنسبة للدخلاء ، سيكون اختراق البوابة بمثابة القفز من المقلاة إلى النار.

"إذا رأيتم أي ساحر ، يجب أن تبتعدوا وألا تكونوا في نطاق سحره!"

"قائد!"

"ما الأمر يا أغو؟"

"أعطاني نيفي ني سان بعض العناصر الكيميائية وهناك غراء أيضًا ، أين تريدني أن أرشقهم؟"

"هل سيتم إمتصاصهم من قِبل التربة؟"

"نعم ، لكنه قال إنه لن يؤدي إلا إلى تقصير مدة فاعليتهم "

"إذا كان الأمر كذلك ، فلتنتظر الفرصة المناسبة وهاجم عند المدخل"

بعد أن أظهروا أنهم فهموا الأمر ، تحرك أغو ورجال قبيلته معًا ، عاد كيومي بعد هزيمة الثعابين وتوجه على الفور إلى العفريت الكاهن لتلقي العلاج.

كان هناك صوت تحطم شظايا الخشب ، وقد كُسر أحد جوانب البوابة الرئيسية ، وأول من دخلوا من البوابة المخترقة هم الغيلان.

"كوكو ، مجموعة حمقى بلا عقل"

سخر جوغيم من الأعداء القادمين ، لقد ارتكبوا خطأ فادحًا.

كسر الوحوش جانبًا واحدًا فقط من البوابة ، بمجرد أن سقط هذا الجانب ، استسلموا ولم يحاولوا كسر الجانب الآخر وشقوا طريقهم للداخل ، خاصة وأنهم كانوا يخشون أن يصابوا بالسهام إذا بقوا في الخارج ، ومع ذلك ، مع وجود جانب واحد فقط من البوابة الرئيسية ، لم يتمكنوا من الدخول دفعة واحدة ، مما يعني أن الكثير من الأعداء كانوا عالقين عند المدخل من شدة الضغط ، بالإضافة إلى ذلك ، تم القبض عليهم في زاوية الكمين على شكل حرف L ، حيث يمكن لجميع المدافعين تركيز هجماتهم على عدد صغير من المهاجمين في وقت واحد.

"مرحبًا بكم في منطقة القتل ، حان وقت الموت"

استغل الغيلان الذين كانوا مجهزين أفضل بقليل من الأعداء الفرصة وضربوا الغيلان ، وثم قام أعضاء قوات الدفاع بدفع رماحهم للهجوم كذلك ، والغول الذي سيحاول تحطيم الحواجز سيتم الهجوم عليه من قبل العفاريت الرماة و والعفريت الساحر و أغو مع عناصره الكيميائية ، كان العفاريت يتعاملون مع أي وحش يحاول الإستفادة من هذه الفوضى والخروج من منطقة القتل.

كان الوضع مواتياً بشكل كبير لهم وكان لا يزال هناك العفاريت الفرسان في الخلف كقوة احتياطية ، إذا لم يكن للأعداء أي سَحَرة ، فسيكون انتصارهم مضمونًا ، لكن-

"-ما هذا؟!" تسلل الذعر إلى صوت جوغيم "هل هذا ترول؟"

بدا مختلفًا عن الغول ، لكنه كان بنفس الحجم تقريبًا ، اندفع بقوة نحو المدافعين ، وأصدر زئيرًا غاشمًا بينما هو آتٍ ، في يده ، كان يحمل سيفًا كبيراً ينضح بجو غريب.

وكانت هناك مادة رطبة تتدفق من منتصف السيف إلى حوافه ، من المؤكد أن تلك قوة سحرية من نوع ما.

"هل هو القائد ؟... لا يعقل ... هل هو عملاق الشرق؟"

هذا ما بدى عليه الأمر ، بدا جسمه القوي وكأنه قد تم تدريبه حتى أصبح صلباً مثل الفولاذ وكان مختلفًا تمامًا عن أي ترول عرفه جوغيم ، من النظرة الأولى يمكنه أن يرى كيف يمكنه أن يكون مساويًا لوحش الجنوب.

سيتطلب الأمر أن يتعاون جميع العفاريت لأجل التعامل مع ترول واحد ، إنه أصعب من أي عدو واجهوه من قبل.

"إذا كان هذا هو الحال…"

فكر جوغيم في ما يجب القيام به.

بهذه الطريقة يمكن القول أنه لا توجد فرصة للفوز ، أفضل ما يمكنهم فعله الأن هو أخذ إنري والهروب ، وإذا لم ترغب في ذلك ، فعندئذ حتى لو اضطروا إلى إجبارها―

"...لا ، هذا ليس أفضل ما يمكن فعله ، بل أسوأ ما يمكن فعله ، وملاذنا الأخير "

بعد أن تخلى عن تلك الفكرة ، تحدث جوغيم إلى قوات العفاريت.

"...أوي ، جميعاً ، نحن على وشك أن نلقى حتفنا ، إياكم أن يُفكر أحدكم في الإنسحاب أو الهروب ، تأكدوا غرس صورتنا البطولية في أعين الجميع! "

أجاب العفاريت بصوت مليء بالروح القتالية ، في لحظة ، بدا أن الأعداء والحلفاء على حد سواء قد تجمدوا.

"ها نحن يا رفاق! دعونا نظهر لهم قوة أتباع آني سان! "

♦ ♦ ♦

بعد جولة في القرية والتأكد من عدم وجود أي شخص ، تنفست إنري الصعداء ، عندها فقط ، سمعت صوت تكسر شيء من الأمام ، تبعه صوت صرخات المعركة من الخلف ، إصتدمت الأصوات مع بعضها البعض مما صدُر عن الأمر أصوات مدوية ، وذلك الصوت جعل أعضائها الداخلية تهتز.

ربما كان هذا هو صوت تكسر البوابة وانضمام العفاريت إلى المعركة ، ابتلعت العصارة الصفراء التي وصلت إلى حلقها من الإجهاد ، بقي الطعم المر في فمها لكنها تجاهلت ذلك ونظرت إلى نيفيريا.

"نيفي ، يجب أن نتجه إلى البوابة"

"مفهوم ، لكن عليكِ الذهاب إلى نقطة التجمع وطمأَنة الجميع"

كانت كلمات نيفيريا ذات مضمون ضمني وهو "لا تعترضي طريقهم ".

تم تدريب إنري أيضًا على استخدام القوس ، ولكن الآن بعد أن تم كسر البوابة ، فقد حصل تغير في القتال وأصبحت معركة قريبة المدى ، بصراحة ، حتى لو ذهبت إنري إلى هناك الآن ، فلن تستطيع فعل شيء.

"لا يمكنني فعل ذلك ، لقد تم إختياري لقيادة العفاريت والقرويين ، وطالما أنني أستطيع ، فأنا بحاجة للقيام بذلك ، مع أن التراجع هو الخيار المنطقي حاليًا ، إلا أنني لا أستطيع القيام بذلك "

كان عليها أن تقف في الخطوط الأمامية وترى كيف تسير المعركة.

وبعد رؤية العزيمة في عيون إنري ، رفع نيفيريا شعره وكُشفت ملامحه الصلبة.

"أنتِ على حق ، إذا سأقوم بحمايتك"

عند رؤية التعبير الشجاع والجاد على وجه صديقها الهادئ عادة ، أصبح قلب إنري ينبض بطريقة غريبة.

"مم؟ ما الأمر إنري؟ أعلم ، أنا لست رائعًا مثل غون سما ، لكني لن أدعكِ تموتين "

"...لا تقل موت"

"آه ، أنا آسف ، هذا…"

عندما رأت صديقها متردد بشأن ما سيقوله ، كما يفعل دائمًا ، ابتسمت إنري.

"هيا بنا ، نيفي!"

"أه نعم! هذا صحيح ، ليس لدينا وقت نضيعه في الحديث!"

ركض الاثنان إلى البوابة الأمامية ، نظرًا لأنهما كانا يبحثان في المنازل فقد وصلوا إلى أبعد نقطة في القرية وهي البوابة الخلفية ، سيستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى مكان المعركة عند البوابة الأمامية حتى لو ركضوا بأقصى سرعة ، وإذا وصلوا إلى هناك يلهثون فسيحتاجون إلى بعض الوقت لالتقاط أنفاسهم ، وبذلك سوف يكونون مجرد عبئ على البقية إذا كان القتال محتدمًا ، ولذا من أجل عدم حدوث ذلك ، ركضوا بسرعة معتدلة.

ومع ذلك ، فقد ركضا لثوان قليلة فقط.

وعند إذن سمع الاثنان ضوضاء وتوقفا.

نظروا إلى الوراء ، ورأوا شيئًا يكشف عن نفسه من وراء الجدار.

شيء ضخم وغريب ، ومختلف تمامًا عن البشر ، ولم يتمكنوا للحظة من معرفة ما هو ذلك الشيء ، في الحقيقة ، لقد كان إصبع ، أمسكت يد ما بالنصف العلوي من الباب الخلفي الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار.

"-هذا ، ما هذا؟ عملاق؟"

"انا لا اعرف! آه-"

قُطِعت كلمات نيفيريا في منتصف الطريق ، وفمه مفتوح على مصراعيه ، نظرت إنري أيضًا بسرعة إلى البوابة الخلفية ، وأظهرت نفس التعبير تمامًا.

كان هناك شيء ما يتسلق الجدار ببطء.

شيء من المستحيل أن يكون بشريًا.

"أيعقل أنه ترول؟"

عندما سمعت نيفيريا يقول هذه الكلمات ، حدقت إنري في الوحش الذي ظهر.

"ما هذا؟"

"إنها المرة الأولى التي أراه فيها ، لكنه يبدو تمامًا مثل ما سمعت ، إذا كان هذا ترول حقًا ، فسنواجه مشكلة... حتى المغامرون ذو تصنيف الذهب سوف يواجهون صعوبة عند مواجهته ، بصراحة ، حتى جوغيم والآخرين ربما سيواجهون صعوبة ضده أيضًا"

عندما سمعت إنري نيفيريا يقول أن جميع العفاريت سوف يواجهون صعوبة ضد هذا الوحش ، شعرت بالقشعريرة.

الترول الذي كان يكشف عن نفسه بدأ يشم ، ونظر ببطء حول محيطه.

أمسك نيفيريا بيدها وسحبتها وإختبأ معها في إحدى المنازل المهجورة ، ثم غطى فمها ثم همس في أذنها.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

"إنري ، الترول لديهم أنوف حساسة للغاية ، لا قلق علينا في الوقت الحالي لأننا في اتجاه الريح ، ولكن من المبكر جدًا أن نسترخي ، أنتِ بحاجة إلى الخروج من هنا ... ثم إذهبي إلى العفاريت ".

اقتربت إنري من نيفيريا وهمست مرة أخرى في أذنه.

"لا أستطيع ، نيفي ، إذا ذهبت إلى البوابة الأمامية وتبعني ذلك الوحش ، فسيتم محاصرة الجميع من الجهتين وسوف نموت جميعًا "

"ربما هذا صحيح ، ولكن في الوقت الحالي ، لا يمكننا-"

"-نحن الوحيدان هنا ، وهذا يعني أن الأمر متروك لنا لإيقافه "

بين فجوات شعره ، نظر نيفيريا إلى إنري وبدا أن الجنون قد أصابها ، من المؤكد أن إنري أدركت أنها طلبت للتو أن يقوم الاثنان بفعل المستحيل.

"لسنا بحاجة للفوز ضده أو هزيمته ، نحتاج فقط إلى مماطلته ، نيفي ، من فضلك ساعدني في ذلك "

"كيف سنماطله ذلك الوحش؟ أهناك أصلًا طريقة لمماطلته؟ أستطيع مقاتلته بشكل مباشر... وربما سأنجو من ضربة واحدة في أحسن الأحوال"

كشفت كلمات نيفيريا الهادئة عن تصميم هادئ بداخله ، رداً على ذلك ، وضعت إنري خطتها.

"لدي خطة ، لكن لنصنع غولاً أولاً "

♦ ♦ ♦

حدق العملاق لفترة وجيزة في المسكن البشري الخشبي للحظة ، ثم بدأ في التحرك.

جميع المنازل تفوح منها رائحة بشر طريين ولذيذين ، لكنه كان يعلم أن هذه مجرد رائحة متبقية ، بعد التحقق من عدم وجود روائح أخرى في المنطقة ، بدأ في التحرك نحو الاتجاه الذي يأتي منه صوت المعركة ، صوت البشر يقاتلون إخوانه جعل لعابه يسيل.

وليمة لطيفة ورائعة من لحم البشر.

كترول ، فهو يحب الأطراف المليئة باللحم ويكره الأحشاء المُرَّة ، لذلك فهو يحتاج إلى الكثير من الفرائس لملئ معدته ، لكن يبدو أن هناك عددًا كافيًا من البشر لإرضائه.

سال لعابه ، وبدأت خطواته تصبح أكبر وأكبر.

ومع ذلك ، توقف ترول ونظر بعناية حول محيطه ، أو بالأحرى ، نظر إلى منزل مجاور.

غول.

كانت رائحة غول تنبعث من هناك.

عبس ، على الرغم من أن الغيلان حلفاء له ، إلا أن هناك اختلاف طفيف في الرائحة التي كان يلتقطها ، لقد كانت رائحة جديدة عليه وكانت تأتي من منزل مجاور وسرعان ما أحاطت الرائحة به.

بالطبع لم يصل إلى هذا الاستنتاج لأن أنفه حساس مثل كلاب الصيد ، ولكن لأنه تذكر الرائحة الفريدة لحلفائه الغيلان ، على هذا النحو ، لم يعرف عدد الغيلان هناك.

وهذا أثار تساؤلًا ، كانت هناك رائحة غامضة تنبعث من هناك أيضًا ، مثل رائحة العشب المسحوق ، لكنها أقوى بكثير.

هل قام هؤلاء الغيلان بتلطيخ أنفسهم بعصائر العشب؟.

فكر في هذا السؤال واستغرب ، فرائحة الأعشاب القوية تلدغ أنفه ، وكانت دموعه على وشك السيلان ، إذا كان بإمكان الغيلان تحمل هذه الرائحة النتنة ، فلا بد أن ذلك يرجع إلى أن لديهم حاسة شم سيئة.

يمكنه هزيمة الغول وجهاً لوجه ، كترول ، كان أقوى بكثير من أي غول ، ومع ذلك ، هذا لا يعني أنه لن يتأذى ، وسيستغرق الأمر وقتًا للتعامل معه.

نظرًا لأن عرق الترول يتمتعون بالقدرة على التجدد ، فإن جروحهم ستتعافى بمرور الوقت ، ومع ذلك ، فإن تجديد إصاباته سيستغرق بعض الوقت ، وهو أمر مزعج ، من يعلم ، ربما يكون حلفائه الغيلان قد أكلوا كل البشر بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى هناك.

كان خصومه مبعثرين في كل مكان ، لابد أنهم يخططون للهجوم معًا دفعة واحدة عندما يحرك للهجوم.

ㅤㅤ

(رائحة الغيلان تصدر من كل مكان ، عشان كذا هو إفترض أنو في أكثر من واحد)

ㅤㅤ

شعر بالفخر لأنه إكتشف خطة خصومه وبدأ يتحرك ببطء مرة أخرى ، عازماً على الدوران حول المنزل.

كان هدفه القضاء عليهم جميعًا بسرعة ، وهكذا ، كانت حقيقة تفرقهم وعدم إحتشادهم معًا فرصة ذهبية ، كل ما كان عليه فعله هو قتل الغيلان واحدًا تلو الآخر ، بدءًا من الشخص الموجود خلف ذلك المنزل.

تحرك ببطء ، مع الحرص على عدم إحداث ضوضاء ، ولكن فجأة ، خرج شخص صغير من منزل قريب.

لم يكن عفريت ، ولكنه كان أحد فرائسه المفضلين ، البشر.

على عكس الترول الذي فوجئ وأصيب بالصدمة ، قام البشري ذو رداء برمي شيئ ما عليه.

" أوه أوه أوه أوه أوه آه!"

جعلته الرائحة الكريهة يصرخ ، السائل الأخضر المنسكب عليه انبعث منه رائحة قوية ، رائحة كريهة وقوية اخترقت أنفه ، كانت هذه الرائحة أقوى بعدة مرات من رائحة الغول الملطخ بعصائر الأعشاب.

على الرغم من أنه يستطيع أن يتجدد ، ولكن هذا لم يكن جرحًا يُمكن أن يُشفى ، تسببت الرائحة التي لا تطاق في خروج دموع من عينيه ، أراد أن يركل البشري بقدميه ، لكنه عاد بالفعل إلى داخل المنزل.

السبب الذي جعل البشري يستطيع الاقتراب إلى هذا الحد على الرغم من حاسة الشم الشديدة لدى ترول هو أن رائحة الإنسان كانت محجوبة برائحة العشب المسحوق.

غاضبًا من فقدان هدفه ، عاد الترول إلى هدفه السابق ، إلى الغول ، أولاً ، سيقتل الغول ثم يجد حلًا لطعامه الهارب (البشري).

ذهب العملاق وراء المنزل وهو غاضب ، لكنه لم يجد أي غول ، كان الأمر كما لو أنه اختفى في الهواء.

"هاه ، أين؟"

نظر حوله ، كان الغيلان ضخام الحجم ، على الرغم من كونهم أصغر منه ، لكنه لم يستطع العثور على أي غول ، بمجرد تحريك أجسادهم الضخمة ، فستستطيع الترول إيجادهم ، أيستطيع هؤلاء الغيلات الإختفاء ، مثل سيدهم*؟ أصبح الترول مرتبكًا بسبب موقف آخر لم يستطع اكتشافه ، وشخر.

ㅤㅤ

(هو يظن أنوا الغيلان (الوهميين) الذين يطادرهم أتباع ثعبان الغرب وكما قيل سابقًا ثعبان الغرب يستطيع إستعمال سحر ومن كلام الترول يبدو أنه يستطيع جعل نفسه خفيًا)

ㅤㅤ

ومع ذلك ، فإن الرائحة الكريهة للأعشاب التي تنبعث من جسده تتداخل مع حاسة شمه ، ويستطيع الأن أن يتتبع أثر رائحة الغيلان.

"غووووووو..."

مسح العملاق المتذمر السائل الموجود على جسمه ، هذه المرة أصابعه أصبحت نتنة ، بإلقاء نظرة خاطفة حوله ، وجد ترول قطعة قماش ساقطة على الأرض.

ظن الترول أنه يستطيع استخدام قطعة القماش لمسح العصير ، وبدافع الفضول ، التقط قطعة القماش واستنشقها ، على الرغم من أن حاسة شمه معطلة في الوقت الحالي ، إلا أنه إستطاع الشم قليلاً.

شم الترول رائحة الغول على قطعة القماش وفهم الأمر فجأة.

كانت قطعة القماش الملطخة برائحة الغول هي التي جعلت الترول يعتقد أن هناك غولًا هنا.

لم تكن هذه مصادفة.

"بشر!"

بدأ الترول في الغضب ، ونظر حوله ، لا بشر ، إذن لا بد من أنهم في أحد المنازل.

أنزل الترول قبضته بغضب على منزل مجاور ، بعد تكرار الأمر عدة مرات ، أصبح سقف المنزل مثقوبًا وانهار.

اندفع البشري إلى الخارج في حالة من الذعر أثناء قيام الترول بهدم المنزل ، حرصًا على تمزيق البشري أيضًا ، قام بمطاردته.

♦ ♦ ♦

الهدف (الترول) أصبح يطاردها ، وهذا يعني أن الخطة ناجحة ، على الرغم من أنها كانت ممتنة لذلك ، إلا أنها أرادت حقًا البكاء ، وكانت على وشك أن تصاب بنوبة قلبية ، كان وحش عملاق يأكل البشر يطاردها ، و في هذه المواجهة عالية المخاطر ، إذا خسرت ، فستصبح طعاما لًه ، وهذا بالتأكيد شيئ من شأنه أن يدفع فتاة قروية عادية إلى البكاء.

وحقيقة أنها لم تكن تعرف كم من الوقت ستضطر إلى لعب هذه اللعبة جعلتها ترغب في البكاء أكثر من ذلك بكثير.

إذا عرفت متى سينتهي الأمر ، فقد تكون قادرة على الاستمرار في الفرار حتى النهاية ، ومع ذلك ، لم تكن تعرف متى ستنتهي المعركة عند البوابة أو ما إذا كان الترول سيلاحظ لعبة المطادرة المميتة هذه ، وكلما فكرت في هذه الأشياء المزعجة ، شعرت بقوتها تتلاشى.

أعربت إنري عن أسفها لعدم إرسال شخص ما إلى البوابة الرئيسية لإخبارهم بالأمر ، لكن الاستعدادات استغرقت وقتًا طويلاً.

ركضت بكل قوتها ، واندفعت إلى المنزل حيث كان نيفيريا ينتظر ، وبالمثل ، هرع نيفيريا من الباب الخلفي ، مرتدياً نفس الرداء الذي كانت ترتديه إنري ، حبست إنري أنفاسها وهي تبتلع وتأمل ألا يكتشف العدو خطتهم ، واصل الترول مطاردة نيفيريا ، ولم يلاحظ التبديل الذي حصل.

هدأت إنري تنفسها وشبَّكت يديها فرحًا.

كان الترول أفضل بكثير من البشر من حيث القدرة على التحمل ، ولدية لياقة بدنية عالية وخطوات كبيرة ، ولذلك إذا كان هناك شخص واحد فقط يهرب فسيتم القبض عليه بكل تأكيد ، ولذلك من أجل الراحة لإستعادة قوتهم والتحرك لفترات طويلة ، قرروا التبديل مع بعضهما البعض دون السماح للعدو بملاحظة ذلك ، كان القصد من ذلك كسب الوقت ومنعه من الذهاب إلى نقطة التجمع حيث كان القرويون هناك.

كان السؤال إذن كيف نخدعه.

كيف يُمكن أن يُميز الترول البشر عن بعضهم البعض؟ ربما إذا عاش الترول بين البشر لفترة طويلة بما يكفي ، فسيكون لديهم عدة طرق لمعرفة الفرق ، ولكن ماذا لو لم يعيشوا لفترة طويلة ، من الناحية العملية ، سيكون بإمكانهم التمييز بينهم من خلال المظهر و خاصة الملابس ، على هذا النحو ، كانت إنري ونيفيريا يرتديان نفس الرداء.

بعد ذلك ، من أجل منع الترول من التمييز بين الاثنين بحاسة الشم ، إستخدموا عصير العشب لقمع حاسة شمه.

استخدمت إنري الرائحة لوضع فخين ، أحدهما كان استخدام رائحة الغيلان لإبطائه وتغطية رائحتها هي و نيفيريا ، والفخ الآخر كان إستخدام رائحة الأعشاب لإرباكه.

بعد أن تمكنت من السيطرة على تنفسها ، بدأت إنري بالتحرك خلسة إلى المنزل التالي.

تسللت إلى داخل المنزل المظلم واختلست النظر بهدوء ، اقترب صوت مدوي ثقيل ، ركض نيفيريا إلى الداخل بأقصى سرعة ، وفي تلك اللحظة ، هربت إنري مرة أخرى من الباب الخلفي الذي دخلت منه.

ولكن بعد ذلك أدركت إنري أن الترول لم يكن يطاردها ، على الرغم من خروجها من المنزل.

استنشق الترول ، ثم نظر بين إنري والمنزل ، إلتوى وجهه القبيح أكثر ، شعرت إنري بالريبة.

عرق بارد نزل من عنق إنري ، لقد قامت بمسحه بظهر يدها دون وعي ، وجعلتها اللمسة الرطبة واللزجة تفكر بشكل غريزي.

"...هل اعتاد أنفه على ذلك؟"

اعتاد االترول على رائحة الأعشاب ، والآن شك في رائحة عَرقها ، يبدو أنه أدرك وجود شخصين.

رفع الترول قبضته وضرب المنزل ، هرع نيفيريا خارج المنزل متدحرجًا على الأرض ، ومع ذلك ، توقفت خطواته ، ولم يكن يبدو أنه يريد الهرب.

"إنري! اهرب! سأكسب لكِ بعض الوقت! "

"-غبي! لنهرب معًا!"

"سيلحق بنا بالتأكيد! حتى لو استخدمنا البيوت كدروع! "

اتسعت عيون إنري وابتسم لها نيفيريا.

" قدرتي القتالية أفضل منكِ ، لذلك هناك فرصة أكبر في أن أتمكن من النجاة إذا استخدمتني لإلهائه!"

ألقى نيفيريا تعويذة ، وبدأ جسده يلمع بنور خافت.

ما قاله منطقي تمامًا ، ولم تستطع إنري مخالفته في ذلك ، عند رؤية هذا ، ابتسم نيفيريا مرة أخرى.

"وإلى جانب ذلك - أريد حماية المرأة التي أحبها"

استدار نيفيريا نحو الوحش الشرس ، ورفع قبضته وأشار بإبهامه إلى نفسه.

" أيها الضخم ، سألعب معك! تعال إليّ! 「سهم الحمض」! "

بينما سخر نيفيريا من الترول بطريقة غريبة تمامًا ، أطلق سهمًا أخضر من الحمض عليه ، عندما ضربه ، ارتفع بخار مع صوت هسهسة وفقاعات ، مما جعل ترول يصرخ من العذاب ، أعلى بمرتين من صوته.

ثبت الترول عيونه الغاضبة على نيفيريا ، ولم يُعِر المزيد من الاهتمام لإنري.

"إذهبي! وإجلبي المساعدة! "

سيكون من الغباء إضاعة الوقت هنا.

"من الأفضل أن تبقى سالماً!"

بقولها لذلك ، هربت إنري.

يبدو أنه لم تكن لدى الترول نية لمطاردتها.

***

بصراحة ، كانت فرصته في النجاة معدومة ، كان هناك فرق كبير في القدرات البدنية لكل منهما ، ومن المستحيل عليه الإنتصار على خصم يحتاج إلى مغامرين من تصنيف الذهب للتغلب عليه.

لقد كانت معركة ميؤوس منها لدرجة أن التمكن من الصمود لدقيقة واحدة يستحق الثناء.

"نعم ، سأموت"

ابتسم نيفيريا بمرارة وهو يشاهد الترول الذي يقترب منه بحذر.

لا يمكنه أن يتجدد إذا تعرض لهجوم من الحمض أو النار ، لهذا السبب ، كان الترول حذرًا من نيفيريا ، الذي يمكنه هزيمة أعظم قدراته (التجدد) ، من الممكن أن ينتصر الترول على الفور إذا كان قد هجم للتو ، وفي ظل هذه الظروف ، لم يستطع نيفيريا إلا أن يضحك.

"حسنًا ، هذا يناسبني ،「التنويم المغناطيسي」!"

عِداء ترول بقي كما هو ، يبدو أنه قاوم التعويذة.

مدركًا أنه تم استهدافه بواسطة تعويذة ، هجم الترول.

كان الجسد الضخم الذي يقترب منه مثل مشهد من كابوس.

"إذا نجحت تلك التعويذة لكنت سأستطيع الصمود لفترة أطول قليلاً... لم يحالفني الحظ ، يا للأسف "

يبدو أن نيفيريا قد استسلم ، كان هذا لأنها كانت معركة لا يمكن الفوز بها ، والتي تجاوزت خط الشجاعة إلى التهور ، ولكن على الرغم من ذلك-

كان عليه أن يكسب الوقت لإنري.

كان هذا الهدف هو ما دفع نيفيريا للتحرك.

لاحظ ذراع الترول اليسرى المرتفعة ، فركض إلى الأمام وإلى اليسار ، كما يقول المثل ، سعياً وراء الحياة في مواجهة الموت ، ركض إلى أخطر طريق واندفع إلى المنطقة الآمنة وراء ذلك ، تبعته قبضة الترول وتجاوزت ظهره ، وثم شعر نيفيريا بقدم كبيرة تقترب منه مثل جدار متحرك وذلك تسبب في وقوف شعره.

تداعت رؤية نيفيريا بينما كان يطير في الهواء ، وأصدر جسده أصواتًا طقطقة مثل أغصان الأشجار المكسرة.

ضرب الأرض بقوة وتدحرج عدة مرات ، مثل قطعة قمامة ملقاة.

انتشر الألم في جسد نيفيريا ، الذي كان لا يزال يتدحرج على الأرض ، كان هذا أكبر ألم تعرض له في حياته.

"ولكن بطريقة ما تمكنت من النجاة ، هذا مذهل ، انا مذهل حقًا…"

إستطاع التمسك بالحياة بسبب آثار تعويذته الدفاعية والحقيقة هي أن وضعية الترول كانت عاملًا في ضعف قوة الضربة عندما استخدم قدمه للضرب ، متجاهلًا الألم الذي كان يمر به مع كل نفس يتنفسه ، وقف نيفيريا وألقى تعويذة أخرى.

"「سهم الحمض」"

توقف ترول الذي كان على وشك مطاردته ، حذرًا من تجمع الحمض الحارق عند قدميه.

مممم ، تماما كما هو مخطط.

كان هدف نيفيريا هو كسب الوقت ، إذا توقف العدو عن الهجوم وظل حذرًا منه ، فإن غايته ستتحقق.

"...اللعنة ، هذا مؤلم ، لا أريد أن أموت..."

لم يستطع إلا أن يقول شيئًا محبطًا.

في النهاية ، كان هذا أقصى ما يستطيع بلوغه في هذه الحياة.

كانت هناك أوقات لم يرغب فيها المرء في مواجهة الحقائق ، لكن ستكون هناك مواقف تجبر الناس على مواجهة تلك الحقائق ، بالنسبة لنيفيريا ، ذلك الوقت هو الأن.

سيموت هنا ، لم يكن هناك شك في أنه سيموت.

أراد أن يهرب ، ربما إذا ركض بكل قوته ، فقد يتمكن من الهروب ، ولكن إذا حدث ذلك ، فما هي المآسي التي ستحدث؟.

فكر نيفيريا في إنري.

كان قادرًا على القتال لأن إنري كانت هناك.

"حسنًا ، لقد أخبرت إنري... لا ، لا أريد أن أموت قبل أن أسمع إجابتها"

لم يستطع الترول الذي يقترب ببطء من فهم قلب شاب واقع في الحب.

لم يعد يستطع أن يكسب الوقت أكثر.

لم يكن يعرف كيف فعل ذلك ، لكن نيفيريا تمكن من قراءة أفكار خصمه من خلال وجهه القبيح ، كان مصممًا على قتله ، حتى لو أصيب ، إذا كان هذا هو الحال-

"「-سهم الحمض」!"

كل ما يمكن أن يفعله نيفيريا هو جرح الترول ، من أجل تسهيل الأمور على حلفائه الذين سيواجهون الترول من بعده.

رفع الترول قبضته ووجهه ملتوي من ألم حرقه بالحمض ، لم يكن لدى نيفيريا - الذي كان يعاني من الألم - أي وسيلة لمقاومة الضربة التالية.

♦ ♦ ♦

"ارجوكم اسرعوا!"

بقيادة إنري ، ركض العفاريت الثلاثة لإنقاذ نيفيريا.

لم يكن سبب لقائهم هو أن إنري قد وصلت إلى البوابة الرئيسية ، ولكن لأن إنري ونيفيريا لم يعودا ، وكان العواء القادم من الخلف قد أثار قلق جوغيم لدرجة أنه أرسل ثلاثة عفاريت للتحقيق في الأمر.

لو تمكنوا فقط من الصمود ، لكان العفاريت قد أنقذوها ونيفيريا ، عندما فكرت إنري في ذلك مزق الشعور بالذنب قلبها.

يا له من حظ سيئ.

إذا لم يكن الأمر كذلك-

"هناك!"

أشارت إنري إلى نيفيريا أمامهم ، وكان الترول الضخم فوقه يرفع قبضته.

لم يتمكنوا من الوصول إليه للمساعدة ، كانت المسافة بعيدة جدًا.

سقطت يد الترول مثل بسرعة مثل صاعقة ، بسرعة لدرجة أن تلك الضربة تستطيع تدمير منزل كامل بضربة واحدة ، بعبارة أخرى ، مات نيفيريا بلا شك.

أغمضت إنري عينيها ، وفي الظلام سمعت صوت تفاجئ صادر من العفاريت.

رد فعلهم الغير مناسبة جعلت إنري تفتح عينيها بخوف.

"واو ، نقاط صحتك وصلت للون الأحمر ~ هل أنت بخير؟"

رأت امرأة جميلة تحمل سلاحًا عملاقًا.

كانت لوبيسرغينا تحمل سلاحًا ضخمًا يبدو وكأنه نوع من الرموز الدينية الضخمة ، وإستخدمته كدرع لصد قبضة الترول ، يبدو أن حجم السلاح والذراع النحيلة للخادمة غير متطابقين تمامًا ، لكن هذا لم يكن حلمًا أو وهمًا.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

"إذن ، سأعتني بهذا الشخص... أوه انتظر ، لقد تأذيت بشدة ، نيفي تشان ، 「شفاء」"

تراجع الترول بسبب ظهور مشهد غير مفهوم أمامه ، إن الضربة التي وضع قوته الكاملة فيها قد صدها بشري ، لذلك كان رد فعله متوقعًا ، لا ، ربما كان يعتقد أن هناك نوعًا من السحر هنا.

أدار نيفيريا ظهره إلى الترول بتعبير فارغ ومشى بعيدًا ، على الرغم من أنه بدا أعزلًا ، إلا أن الترول لم يهاجمه ، لا ، لم يستطع تجاهل الوافدة الجديدة التي تدخلت لتحل محل نيفيريا.

"نيفي!"

عانقت إنري نيفيريا بشدة.

"آه ، هذا أنتِ ، إنري"

رده الضعيف ، كما لو كان يحلم ، أخبر إنري مُجهد للغاية ، على الرغم من أنه كان بعيدًا عن الخطر ، إلا أنه لا يزال يعاني من أضرار نفسية كبيرة.

"أنا سعيدة أنك بخير"

"أـ أنت أيضًا"

شعرت إنري بالدفء يعود إلى قلبها ليحل محل البرد الذي ملأها في اللحظة التي اعتقدت فيها أن نيفيريا قد مات.

"أنا سعيدة حقًا أنك بخير!"

عانقت إنري نيفيريا بشدة بكل قوتها.

"وأنا كذلك"

مد نيفيريا ذراعيه كذلك لمعانقة إنري ، على الرغم من أنهما كانا يحتضنان بعضهما البعض بإحكام ، إلا أنهما شعرا براحة كبيرة.

خرجت دموع إنري وانسكبت ، وانهمرت على وجهها.

"ما الخطب؟"

"…غبي"

"اااه ~ آسف لمقاطعتكما وأنتما تتغازلان"

"لوبيسرغينا سان!"

خففت إنري القوة من ذراعيها ، وفعل نيفيريا نفس الشيء ، مع شعور بخيبة أمل طفيفة ، نظر كلاهما إلى لوبيسرغينا.

"الترول-"

نظرت إنري إلى المكان الذي كان يتواجد فيه الترول ، ورأت شيئًا يصعب وصفه.

"آه ، هذا ~ سو؟ يبدو وكأنه شطيرة هامبرغر غير مطبوخة ، أليس كذلك؟ كل ما تبقى هو شويه بشكل جيد "

وراء لوبيسرغينا التي كانت تحمل سلاحها الملطخ بالدماء كانت هناك كتلة من اللحم المكسوة بالدماء تتحرك وتتشنج ، فقدت كتلة اللحم شكلها الأصلي ، ولم يكن واضحًا أنه كان ترول في الأصل ، ومع ذلك ، فإن ما جعل الأمر مثيرًا للاشمئزاز هو حقيقة أنه كان يتجدد ببطء ، ولا يزال يتنفس.

"آه حسنًا ، من الجيد أن كلاكما بخير ~ سو ، يبدو أنه تم التكفل بتلك الجهة أيضا ~ سو "

سمعت إنري أصوات العفاريت وهم يقتربون ، يبدو أن معركة البوابة الرئيسية قد تم الانتصار فيها.

"ها نحن ذا ~"

بدا الأمر كما لو أن النار قد نزلت من السماء عندما غمر عمود من اللهب الأحمر الترول ، مما أدى إلى ظهور رائحة اللحم المطبوخ.

"هذا سيفي بالغرض ، إذًا عملي إنتهى هنا ، سأذهب ، آه ، نيفي تشان ، آينز سما يريد أن يكافئك على صنعك للجرعة الأرجوانية ، ولهذا فقد دعاك إلى مسكنه ، أتمنى أن تتقلع لذلك~ سو ، أم يجب أن أقول ، أن تتطلع لذلك؟ "

بعد قول ذلك ، سارت لوبيسرغينا نحو البوابة الخلفية.

"شكرا جزيلا!"

لم تتوقف لوبيسرغينا أو تستدير ردًا على امتنان إنري الصارخ ، وكل ما فعلته هو التلويح بيدها.

"...آني سان ، نيفي ني سان ، سنتولى مهمة إحضار الجميع إلى هنا ، أنتما الاثنان يجب أن ترتاحا "

غادر العفاريت دون انتظار الرد.

"ألا يجدر بأحدهم البقاء معنا " فكرت إنري بذلك ولكن اهتمامها بنيفيريا أبطل ذلك ، لذا أعارته كتفها ليتكئ عليه.

جلس الاثنان بعيدًا قليلاً عن جثة الترول.

"هاه"

تنهد الاثنان معًا ، بعد ذلك ، نظر الاثنان في نفس الوقت إلى سماء الليل.

"لقد تم إنقاذك"

"ممم"

"لقد كان مجرد حظ "

"ممم"

"لا تفعل ذلك مرة أخرى"

"ممم"

ساد الصمت بينهما ، وثم فجأة تحدثت إنري بالكلمات العالقة في قلبها.

"لا أعرف ما إذا كان هذا حبًا أم لا ، لكنني لا أريدك أن تذهب إلى أي مكان ، نيفي"

"...ممم... ، ممم"

"هل هذا حب؟"

"…انا لا اعرف ، ولكن إذا كان كذلك ، فسأكون سعيدًا جدًا "

لم يقولا أكثر من ذلك ، إتكآ على كتفيّ بعضهما البعض وشاهدا النجوم حتى وصول العفاريت.

♦ ♦ ♦

"آني سان، يبدو أنك جاهزة"

هكذا علق جوغيم على مظهر إنري عندما دخل منزلها.

"نعم ، ولكن... ألا أبدو غريبة؟"

عندما طرحت على جوغيم سؤالها ، نظرت إنري إلى الفستان الذي كانت ترتديه ، وهو أحد أفضل الفساتين التي كانت تمتلكها ، والذي عادة ما تحتفظ به لمهرجان الحصاد.

"لا على الإطلاق ، أليس كذلك ، نيفي ني سان؟"

"أجل ، أنت تبدين جميلة جدًا يا إنري "

"حقا!"

بوجه أحمر نظرت إنري إلى جوغيم و نيمو وهما يبتسمان ، أو بالأحرى ، لم تكن ابتسامة نيمو مؤذية بقدر ما كانت شريرة.

منذ أن تطورت العلاقة بين إنري ونيفيريا ، أصبح ينظران إليهما بهذه الطريقة أكثر وأكثر ، ومع ذلك ، أدركت أن قول أي شيء عن ذلك لن يؤدي إلا إلى إحراجها أكثر ، لذلك اختارت بحكمة إبقاء فمها مغلقًا.

ومع ذلك ، فإن تركها بمفردها كان أمرًا خطيرًا أيضًا ، خاصة بالنسبة لـ نيمو.

في بعض الأحيان ، كانت أختها الصغيرة تسأل أسئلة لا تستطيع الإجابة عليها.

يبدو الأمر وكأنها نضجت عقليًا فجأة خلال الأيام القليلة الماضية... ربما ينبغي أن أطلب المساعدة من نيفي بشأن هذا...

ثم تحدث نيفيريا عند رؤية النداء في أعين إنري.

"أجل! بالمناسبة ، جوغيم سان ، هل يمكنك استخدام هذا السيف السحري جيدًا؟ سمعت أنه ليس مثل السيوف العادية ، واستخدامه مرهق "

تم الحصول على السيف الكبير الذي كان جوغيم يحمله من الهجوم الذي حصل قبل عدة أيام.

"لقد اعتدت على وزن السيف ومركز ثقله ، لذا يمكنني استخدامه مثل سيفي القديم ، حدته أفضل بكثير من سيفي السابق ، لكن هذا أمر متوقع من سلاح سحري ، ومع ذلك... السم الموجود عليه ، يستطيع إضعاف الأشخاص عندما يتم جرحهم بواسطته ، لكن هذا غريب بعض الشيء... "

"حقا؟ هل له تأثير قوي؟ "

"حسنًا ، إنه ليس سمًا قويًا ، يمكن لشخص من مستواي أن يقاوم هذا السم بسهولة ، ومع ذلك ، ضد خصوم أضعف... "

فجأة أصبحت تعابير وجه جوغيم قاتمة.

"ما الخطب؟"

قال جوغيم "أجل-" وهو ينظر إلى السقف ، ثم تحدث بصوت منزعج.

"كنت أفكر في الترول الذي حصلت على هذا السيف منه ، كان هناك شيء غريب حياله "

"عندما رأيت جثته كان يبدو لي كأي ترول عادي ، ربما كان ترول متحول؟ "

"لا ، لا ، لم أقصد ذلك ، نيفي ني سان ، من حركاته ، وافتقاره إلى التجدد ، والطريقة التي شعرت بها عندما قطعت لحمه... شعرت بالغرابة... ، كان الأمر كما لو أنني أقاتل جثة ميتة بالفعل"

"جثة متحركة؟ مثل زومبي؟"

"انا لا اعرف ، قد يكون نوعاً خاصاً من الترول "

"-شكرا على الانتظار!"

فُتح الباب في الوقت المناسب بهذا الإعلان المنعش والمشرق.

مع الشمس على ظهرها ، مشت لوبيسرغينا بجرأة في منزل إنري ، بينما كانت إنري والآخرون يشاهدون في صمت وهم مذهولين ، فجأة جاء صوت خافت من أعلى رأس لوبيسرغينا.

"أوتش ~"

"غبية ، كيف يمكنك أن تكوني فظةً جدًا؟ جميعًا ، أعتذر نيابة عنها "

بعد سحب لوبيسرغينا إلى الوراء ، انحنت لهم المرأة التي كانت خلف لوبيسرغينا.

"أنا خادمة آينز سما ، وأدعى يوري ألفا ، أنا هنا لإصطحابكم نيفيريا سما و إنري سما و نيمو سما ، أرجوا المعذرة عن التطفل "

كانت المرأة التي دخلت مع لوبيسرغينا تتمتع بجمال من عالم آخر ، تمامًا مثل لوبيسرغينا.

"إذن ، بمجرد أن تكونوا جاهزين ، يمكننا بدء الإنتقال الآني على الفور"

"إنتـ-إنتقال آني؟ يمكنك إستخدام الإنتقال الآني ؟!"

كان نيفيريا يصرخ ، على الرغم من أن إنري لم تكن تعرف سبب دهشة نيفيريا ، إلا أنها خمنت أن الإنتقال الآني أمر كبير.

هل كان الإنتقال الآني للكابتن المحارب والآخرين أمرًا مهمًا أيضًا**؟

ㅤㅤ

(أظن أنها تقصد الحركة يلي سواها آينز في المجلد الأول لما تبادل الأماكن مع غازيف وجنوده )

ㅤㅤ

"اه لا ، هذه ليست قوتي ، ولكن قوة عنصر سحري تم إعطائي إياها من قبل آينز سما"

"...أولا البوق ، وأيضا تلك الجرعات ، إنه مذهل ، إنه مذهل للغاية وليس لدي أي فكرة عما يحدث"

ترهلت أكتاف نيفيريا ، بعد أن استشعرت إنري الفرصة ، قررت طرح سؤال.

"إذن ، هل من المقبول حقًا أن آتي؟ وأجلب معي أختي الصغيرة أيضًا! "

كان اليوم هو اليوم الذي دعا فيه منقذ القرية ، آينز أوول غون ، نيفيريا إلى مسكنه ، ومع ذلك ، شعرت بعدم الارتياح عندما سمعت أنه حتى مجرد فتاة قروية مثلها تستطيع أن ترافقه ، كان مضيفهم ساحر قوي ، وهو شخص يعيش في عالم مختلفة تمامًا عن عالمهم ، فكرة أنها قد تفعل شيئًا فظًا عن طريق الخطأ جعلت معدتها تؤلمها.

"لا بأس ~ سو ، نظرًا لأننا نحتفل باختراع نيفي تشان الجديد ، يمكن لصديقته إن تشان أن تأتي أيضًا ، لا مشكلة في ذلك ، آينز سما قال ذلك أيضًا ، الشكليات ليست بالأمر الجلل "

"...لوبو ، انتبهي للطريقة التي تتحدثين بها"

"يوري ني ، ما المشكلة في ذلك؟ نحن اصدقاء صحيح؟ إن تشان ~ "

"إيه؟ أه نعم ، نعم فعلا ، هذا صحيح ، مم"

تنهد يوري بصوت "هاه..." ، ثم مشت إلى مقدمة جدار مجاور ، فجأة ، ظهرت خزانة خشبية عملاقة ، كما لو أنها أتت من العدم ، كانت كبيرة بما يكفي ليمر الناس من خلالها بسهولة ، وكان شكلها الخارجي منحوتًا بشكل معقد ، لذا بدت وكأنها خزانة مزخرفة.

"...هل هذه 「مساحة الجيب」؟ لا ، إنها كبيرة جدًا ، من المؤكد أنها تعويذة عالية الطبقة "

"إذن ، من فضلك ، فلتدخلوا ، لوبو، هل يمكنني العهد إليك بسلامة هذا المكان؟"

"بالتأكيد ~ سو"

كان ينبغي دعم الخزانة الخشبية بالحائط ، ولكن عندما ينظر المرء إلى الداخل ، بدا أن الجزء الداخلي منها يمتد إلى عالم آخر.

اتخذت يوري الخطوة الأولى وسارت إلى الجانب الآخر من الخزانة.

تبعها نيفيريا ، وبعد ذلك بقليل ، مسكت إنري بإحكام يد نيمو.

لم تكن هناك مقاومة أثناء مرورهم عبر الجدار أمامهم ، ووجدوا أنفسهم داخل ممر شاسع كبير ، تحيط بهم تماثيل على الجانبين يبدو وكأنهم قد يتحركون.

"هواااه ~"

صرخت نيمو بهدوء وهي تنظر إلى السقف ، وفمها واسع مثل عينيها ، حملتها إنري لمنعها من السقوط ، ونظرت إلى الأعلى أيضًا.

"مدهش…"

كان ممرًا ذو مظهر مهيب ، كانت أرضيته مصنوعة من صخور مصقولة ، وُضعت فوقه سجادة ملونة لإظهار الطريق إلى الأمام ، أصيبت بالذهول ، معتقدت أن هذا شكل القصور.

"من فضلكم ، اسلكوا هذا الطريق"

وصلها صوت يوري وأعادها إلى رشدها ، وفكرت في الركض قليلاً للحاق بالشخصين أمامها ، ولكن نظرًا لأن هذا سيكون غير مناسب تمامًا لمكان كهذا ، فقد سارعت بخطواتها للتقدم بسرعة.

بعد المشي لمسافة قصيرة ، ظهر جدار عليه باب خزانة ، على غرار الباب الذي دخلوا إليه قبلًا ، ومع ذلك ، كان هناك اختلافان رئيسيان ، الأول هو أن هذا الباب كان أكبر بعدة مرات من الأول ، وكبيرًا بما يكفي لدخول عدة أشخاص في نفس الوقت ، والثاني هو أنهم لم يتمكنوا من رؤية ما بداخله ، فقط غشاء لامع متعدد الألوان.

"أدخلوا رجاء كما فعلتم من قبل"

نظرت إنري ونيفيريا إلى بعضهما البعض.

"إذن لندخل معًا"

أمسك إنري ونيفيريا أيديهما ، من اليسار إلى اليمين كانت نيمو و إنري و نيفيريا ، ودخلوا معًا عبر الباب.

في لحظة ، وسط وابل من البتلات الوردية ، كانت هناك رؤية لامرأة في ثياب حمراء من الأعلى وبيضاء من الأسفل-

"مرحبًا ~"

استقبلتهم جوقة متناغمة من الأصوات.

بالنظر حولهم ، وصلوا إلى ممر أكثر فخامة ، مع صفين من الخادمات الجميلات المذهلات واللواتي يقفن جنبًا إلى جنب على كلا الجانبين ، في نهاية الممر وقف رجل في رداء أسود بدا وكأنه يمتص كل الضوء من حوله ، مرتديا قناعًا عجيبًا ، إنه منقذ القرية ، آينز أوول غون.

تجمدت إنري في مكانها ، وفمها مفتوح.

تتلألأ الثريات في السقف ، وكانت الأرضية الرخامية البيضاء نظيفة.

ممر رائع وخادمات جميلات ، كان الأمر أشبه بالسير في عالم خيالي.

من الذهول أفلتت إنري يد نيمو ، فقدت نفسها في هذا العالم الذي يشبه الحلم ، وفجأة أدرت ما حدث وعادت إنري إلى الواقع.

ركضت نيمو للأمام.

"مدهش! مدهش للغاية! " صرخت نيمو بأعلى صوتها وهي تركض ، ركضت الخادمات وتجاوزتهم وبعد ذلك ذهبت باتجاه آينز.

في مواجهة عالم طغى على قدرتها العاطفية ، لم تعد قادرة على التحكم في نفسها وفقدت السيطرة..

"مدهش جدًا! مدهش جدًا! مدهش جدًا!"

"نيمو! عودي!"

بدأت إنري الركض بعدها مباشرة ، ظهر العرق عليها بسبب سلوك نيمو المشين.

ومع ذلك ، كان هذا عالمًا إلهيًا ، حيث كانت محاطة بخادمات جميلات ، خطواتها كفتاة قروية جعلها تتردد ، خطت إنري المتناقضة مع نفسها وخانت شعورها ، وفي النهاية سارت مثل ضفدع يحتضر.

بينما كانت إنري لا تزال تعرج ، وصلت نيمو بالفعل إلى جانب منقذ القرية.

"هل هذا المكان مدهش حقًا؟"

"نعم! انه مدهش للغاة!"

"حقًا؟ مدهش ... لا ، ربما هذا صحيح "

مد أينز يده ، وربت على رأسها بهدوء.

"هل المكان الذي أعيش فيه رائع حقًا؟"

"نعم ، إنه رائع حقًا! هل بنيت هذا المكان غون سما؟"

"هاهاها ، نعم ، هذا صحيح ، لقد بنيته أنا وأصدقائي"

"هذا مذهل! غون سما وأصدقاء غون سما مدهشون! "

"هاهاها! هاهاهاها!"

دوى ضحك واضح ومشرق عبر الردهة.

بحلول هذا الوقت ، وصل نيفيريا وإنري بقلق إلى الاثنين ، أمسكت إنري بإحكام بيد نيمو، مصممة على عدم تركها.

"شكرًا جزيلاً على دعوتك لنا اليوم!"

"ليست هناك حاجة لمثل هذه الإجراءات الرسمية ، نحن هنا للاحتفال بإختراعك للجرعة الجديدة ، ولهذا إسترخي"

"غون سما ، أنا آسفة حقًا ، لقد كانت أختي نيمو وقحة معك"

"لا داعي للقلق ، كل ما في الأمر أنها تأثرت بمسكني" أجاب آينز بسعادة.

"والآن... مع أنني كنت أنوي التحدث إلى نيفيريا أولًا ولكن... نيمو، ماذا رأيك؟ ، هل تريدين أن تلقي نظرة على المسكن الذي أنشأته ، لا ، الذي أنشأته مع أصدقائي؟"

"نعم! اريد ان أرى! أريد أن أرى مسكن غون سما المذهل الذي أنشئه مع أصدقاؤه! "

تحدثت نيمو قبل أن ترفض إنري.

"ها ها ها ها ، جيد جدًا ، جيد جدًا! إذن سأريك الكثير من الأماكن..."

لم تكن إنري قادرة على التحدث بمجرد أن رأت الحالة المزاجية الجيدة التي كان يتمتع بها آينز.

♦ ♦ ♦

جلست على المقعد ، وتذكرت أنه طُلب منها الانتظار في غرفة الاستقبال بينما تأخذ نيمو جولة في الجوار.

بدلاً من القول إنها دُعيت إلى هنا ، سيكون من الأدق القول إنها كانت مثل حيوان صغير تم أخذه من عشه ، جلست بشكل مضطرب ، ونظرت حولها ، بجانبها كان حبيبها نيفيريا أيضا غير قادر على البقاء ساكنًا ، مثل حيوان صغير.

استطاعت إنري أن تفهم أن منقذ قريتها ، الساحر المعروف باسم آينز أوول غون ، كائن عظيم ، لكن ما رأته اليوم تجاوز أقصى تخيلاتها.

كان الأمر كما لو أنها دخلت إلى عالم الأحلام المشرق ، أو قصة احتلت فيها الأميرات وشخصيات عظيمة أخرى مركز الصدارة.

تم تزيين الموقد بطيور زجاجية منحوتة بشكل مثالي نابضة بالحياة ، إذا كَسرت واحدة ، سوف تعمل طوال حياتها ولن تستطيع دفع ثمنها.

كانت الأريكة التي جلست عليها رائعة ، مما جعلها تقلق بشأن ما إذا كانت ملابسها ستلوث الأريكة.

الثريا الكريستالية التي شاهدتها إنري لأول مرة في حياتها القصيرة ، لم تكن مضاءة بالمصابيح أو الفوانيس أو الشموع ، بل كانت مضاءة بالسحر ، لقد شاهدت أضواءً سحرية من قبل في نقابة المغامرين في إي-رانتيل ، لكن لا مجال للمقارنة بينهما.

كان الأثاث ذومظهر جميل وفاخر ، خاصة أن الطاولة المصنوعة بخشب الأبنوس الموضوعة أمام إنري ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن وصفها ، على الرغم من أن إنري لم يكن لديها أي فكرة عن مدى قيمة هذه الأشياء ، إلا أنها كانت لا تزال قادرة على معرفة أن هذه القطعة كانت ذات قيمة كبيرة.

وكانت هناك صورة واقعية لامرأة جميلة معلقة على الحائط ، مرسومة بتفاصيل معقدة.

حتى السجادة على الأرض جعلت إنري تتردد في أن تطأها بحذائها عليها ، كانت ناعمة لدرجة أنها عندما جلست على الأريكة ، تساءلت عما إذا كان يجب عليها رفع قدميها حتى لا تلمس الأرض.

كانت إنري كانت متوترة لدرجة أنها كانت على وشك أن تفقد الوعي.

"كنت أعلم أنه كان علينا الذهاب معها"

على الرغم من أنها لم تستطع رفض آينز ، إلا أن فكرة ذهاب نيمو بمفردها جعلت معدتها تغلي من القلق.

"آمل فقط ألا تزعج غون سما..."

"سيكون الأمر على ما يرام ، لا تقلقي ، غون سما لطيف جدًا ، أعتقد أنه سيتغاضى عن أي وقاحة صغيرة من فتاة صغيرة "

"مم ، ولكنني سمعت أنه تمت إهانة نبيل فسيتم إعدامك..."

"لقد سمعت ذلك أيضًا ، ولكن بصراحة ، لم أرى ذلك قبل ، يتم إدارة إي-رانتيل والأراضي المحيطة بها من قبل الملك نفسه ، لذلك لا أعتقد أن النبلاء يجرؤون على إثارة ضجة... هل غون سما نبيل؟ "

"أي شخص يمتلك مثل هذا القصر الفاخر والعديد من الخادمات الجميلات يجب أن يكون نبيلًا قويًا ، من المستحيل أن يستطيع الشخص جمع كل هذه الأشياء بخلاف ذلك"

"مم؟ حقًا؟ بصراحة ، حتى النبيل لن يستطيع تجميع خادمات جميلات مثلهن"

ارتفعت حواجب إنري وتشكلت بزاوية خطيرة.

كانت أول من قالت إن الخادمات جميلات ، لكن عندما قال نيفيريا ذلك ، جعلها ذلك غير سعيدة ، تمامًا وهي تحدق في نيفيريا ، جاء طَرق من الباب.

"ايه!"

ارتعشت أكتاف إنري ، ولأن الاثنين كانا ملتصقين مع بعضهما البعض ، تم نقل تلك الرعشة إلى نيفيريا ، الذي ارتجف هو أيضًا.

طُرق الباب مرة أخرى ، فكرت إنري بيأس في ما يعنيه هذا الطرق ، وفي هذه الأثناء فتح نيفيريا فمه.

"آه ، تفضلي بالدخول"

"المعذرة"

الطريقة التي أعطى بها نيفيريا الإجابة الصحيحة مع هذا الهدوء حيرت إنري ، ومن دخلت كانت خادمة تدفع عربة فضية ، كانت امرأة جميلة ، ترتدي ملابس نظيفة متلألئة وخالية من البقع والتي يمكن حتى للهواة التعرف عليها والقول أن زي الخادمة من الدرجة العالية ، زينت وجهها ابتسامة لطيفة ودافئة ، ومع ذلك ، كانت إنري قلقة من أن تتحول تلك الإبتسامة في أي لحظة إلى تعبير غاضب وهي تصرخ ، "ماذا تفعلان أنتما الاثنان!"

"المشروبات جاهزة"

"لا شكرًا!"

أظهر وجه الخادمة ارتباكًا للحظة وهي تحلل إجابة إنري السريعة ، ثم نظرت إلى نيفيريا ، ثم عادت إلى إنري.

"... آه ، حقًا؟"

"أجل"

ربما شعرت كيف كانت إنري متوترة للغاية لدرجة أن جسدها قد تجمد ، أو توتر نيفيريا ، لأن الخادمة أظهرت ابتسامة صادقة ولطيفة ، قالت ببساطة "المعذرة" ، وجلست بجانب إنري ، ثم وضعت يدها برفق على كتف إنري المتحجر.

"إيموت سما ، لا تتوتري من فضلك ، كل من إيموت سما وباريري سما ضيوف هنا ، لذلك كل ما عليكِ القيام به هو أن تستريحي وتسترخي"

"لكن ، ولكن... ماذا لو كسرنا شيئًا ما هنا..."

"فلتطمئني من فضلك ، لن ينزعج آينز سما حتى كُسرت الأشياء الموجودة هنا"

"لكن ، ولكن كيف؟ كل الأشياء هنا..."

حتى التفكير في تكلفة الأشياء التي تتواجد في هذه الغرفة جعل رأسها يؤلمها ، ومع ذلك قالت الخادمة أن الأمر لن يسبب أي مشكلة؟.

"نعم ، آينز سما ثري للغاية"

"أعر-أعرف ذلك بالفعل"

هذا أمر طبيعي ، فهو شخص يستطيع منح أشياء ثمينة وقوية مثل تلك الأبواق بكل بساطة.

"ولهذا السبب أود منكِ أن تسترخي ، بغض النظر عن الضرر المتعمد ، سوف يبتسم آينز سما ويسامحك ، وحتى في حالة تلف أي شيء ، يمكن إصلاحه بالسحر"

"حتى لو قلتِ ذلك..."

"إذن ، من فضلك تناولي مشروب ، وبهذه الطريقة ، ستكونين قادرة على الاسترخاء"

"لكن…"

نظرت أنري إلى فناجين الشاي على العربة الفضية ، كانت الفناجين مصنوعة بشكل رائع من البورسلين ، وحوافهم من الذهب ، و من الجانب الأخر كان لونهم أزرق داكن نابض بالحياة ، مزخرفين بتصميمات معقدة ، بدوا حساسين بدرجة كافية لدرجة أن إنري كانت قلقة من أن ينكسروا في اللحظة التي تلمسهم فيها.

"إنري ، تناولي مشروبًا ، سيكون من الوقاحة أن تستمري في الرفض"

"آه ، إذن ، آه ، شكرًا لك"

"مفهوم... حسنًا ، قد لا يحب الجميع رائحة ونكهة شاي الأعشاب ، هل تفضلون تناول الشاي الأسود التقليدي بدلاً من ذلك؟ "

"اجل من فضلك"

أعدت الخادمة المبتسمة الشاي لهم بحركات سلسة وأنيقة ، بعد القيام بخطوة غامضة تتمثل في سكب الماء الساخن في الكوب وسكبه ، تم تقديم الشاي الأسود أمامهما ، بالإضافة إلى ذلك ، وضعت حاويتين صغيرتين أمامهما.

"أضيفا رجاءً الكمية المرغوبة من الحليب والسكر حسب الرغبة"

فتحت إنري وعاء السكر ، ما رأته كان عبارة عن مكعبات سكر نقية مثل الثلج ، ثم وضعت الفتاة القروية بشكل متكرر عدة مكعبات سكر في فنجانها ، وحركتهم حتى ذابوا ، بعد ذلك ، أضافت الحليب. ثم تناولت إنري رشفة وشعرت أن وجهها سيذوب.

"حلوة!"

"مم ، بالطبع سيكون حلوًا مع الكثير من السكر ، هناك عدد محدود من الحلويات المتوفرة في القرية ، وأيضًا لا توجد حرفة تربية النحل في القرية... إذا لم أكن مخطئًا ، ففي القرية لا يوجد سوى شراب على الأكثر؟ أتذكر أنه كان هناك سحر صناعة التوابل ، إذا كان بإمكاني تعلم ذلك السحر ولكن هذا شيء آخر تمامًا... "

نسيت إنري مكان وجودها ، وصرخت بصوت عالٍ.

"ابذل قصارى جهدك لتعلمه"

بعد سماعه يقول "آه ، نعم ، نعم" وإصدار أصوات أخرى ، تناولت إنري جرعة أخرى من الشاي ، وأدى الطعم الحلو إلى تهدئة قلبها.

"إنه حلو ولذيذ حقًا"

عندها فقط ، جاء طرق من الباب ، تحركت الخادمة بهدوء وفتحته.

"لقد عاد آينز سما وأختكِ الصغيرة"

عندما فُتح الباب ، اندفعت نيمو إلى الداخل ، وابتسمت ، وتبعها آينز من الخلف.

"ني سان! كان ذلك مذهلاً! كان كل شيء لامعاً وجميلاً ومدهشاً حقًا! "

بينما كانت نيمو تعانق أختها حول الخصر ، نهضت إنري لتنحني إلى آينز ، مع الحرص على ألا تُوسخ أقدام أختها التي قفزت بين ذراعيها الأريكة.

"غون سما! أعتذر عن أي وقاحة أظهرتها لك أختي الصغيرة!"

"بالتاكيد لا ، بل أنا من يجب أن أعتذر عن جعلكما تنتظران طويلاً "

"على الإطلاق ، نحن ممتنون جدًا"

لوح آينز بيده ليشير إلى أنها لم تكن مشكلة.

"إذن قبل أن أناقش الأمور مع نيفيريا كن، دعونا نأكل"

"إيه؟ لا ، لا بأس ، لا داعي لذلك"

في مواجهة نيفيريا المذعور ، رد آينز بإيماءة مهدئة.

"هذا لضمان أن تكون صفقتي مع نيفيريا كن لاحقًا مواتية لي"

"ماذا تقصد بصفقة؟"

"... سأشرح ذلك قبل أن نأكل"

جلس آينز على الجانب الآخر من الأريكة.

"أولا وقبل كل شيء ، ليس لدي أي نية لتسويق الجرعة التي صنعها بشكل علني ، أو بالأحرى ، بدون المواد التي أقدمها ، لا يمكنك تصنيع الجرعة الأرجوانية ، أليس كذلك؟"

"هذا صحيح ، كان من الصعب الوصول إلى هذا الحد ، حتى عندما إستخدمنا المواد التي قدمتها لنا غون سما ، لا تزال هناك الكثير من العوامل الغير معروفة ، مثل مدى فعاليتها والتأثيرات الأخرى"

"لذلك ، فإن طرح الرجرعة علنًا لن يؤدي إلا إلى مشاكل ، مع أنه لا بأس في السؤال عن المكونات... ولكن لا يمكننا التأكد من أن الناس لن يحاولوا أخذها بالقوة ، أليس كذلك؟... ومما أخبرتني به لوبيسرغينا ، تعرضت القرية لهجوم من الوحوش ، هناك احتمال أن هذه الوحوش التي هاجمتكم كانت تسعى للأمان ويُمكن أن تُقدم لهم جدران القرية ذلك ، هل تعلمون لماذا فعلوا ذلك ، وهل أمسكتم بأي سجناء لسؤالهم عن ذلك؟"

لا ، أجابت إنري في قلبها ، في ذلك الوقت ، قضت هي ونيفيريا وقتًا عصيبًا ضد ذلك الترول الذي جاء من البوابة الخلفية ، وحتى العفاريت واجهوا خطرًا كبيرًا عند البوابة الأمامية ولذا لم يكن لديهم الوقت أو القدرة على أسر أي شخص ، ولذلك كان عليهم إنهاء القتال بكل قوتهم.

وكان الوحش ذو السيف السحري قويًا جدًا...

"حسنًا ، هذا مؤسف... لقد فكرت في أسباب الهجوم على القرية ، وهذا ما قلته لك للتو، عندما تصبح دفاعات القرية أقوى ، فإن ذلك بدوره سيخلق المزيد من المشاكل ، عندما يكون الشيء أكثر قيمة ، سوف يرغب فيه المزيد من الناس ، وبالمثل ، إذا تسرب خبر صنع جرعة كتلك..."

"...يجب أن نبقي الأمر سرًا"

"أنا سعيد أنك فهمت ما أعنيه ، نيفيريا كن ، إذا تمكنا من صنع الجرعة الحمراء باستخدام مكونات من جميع أنحاء القرية فقط ، فلن يكون هناك سبب لإبقاء الأمر سراً... وهذا يعني أن كل شيء نناقشه بعد الأكل يجب أن يبقى في سرية تامة ، حسنا إذن ، الطعام يجب أن يكون جاهز ، هلا ذهبنا؟"

"آه ، لا ، ليست هناك حاجة للطعام ، كيف يمكننا أن نشارك في مثل هذا..."

هزت إنري رأسها بسرعة.

"...حسنًا ، على الرغم من أنني لن أجبرك... ولكن لقد تم إعداد شريحة لحم تنين كطبق رئيسي"

"تنين؟"

التنين ، في جميع القصص التي سمعتها إنري ، كانوا أعداء البشرية ، لكن بعضهم كانوا حلفاء العدالة ، ومع ذلك ، بغض النظر عن القصص التي ظهروا فيها ، كانوا دائمًا كائنات قوية ، هل يمكن أن تصبح هذه الكائنات طعامًا؟.

مستحيل ، لا بد وأنه يمزح فقط.

لو لم يكن آينز هو من قال ذلك ، لكانت ستعتقد أنها مجرد مزحة.

ومع ذلك ، نظرًا لأن الساحر العظيم أمامها أخبرها بذلك ، فإن هذا يعني أن هناك فرصة كبيرة أن الأمر صحيح.

"لدينا الحلويات كذلك ، هل سبق لك أن أكلت حلوى تسمى الآيس كريم؟ يتم بيع مثل هذه الحلوى في إي-رانتيل... يبدو أنكِ لم تتذوقيها من قبل ، إنها باردة مثلجة وحلوة... وتذوب في الفم ، شيء مثل الثلج الحلو أو الثلج "

لم تستطع إنري وأختها إلا البلع.

"هذه رفاهية راقية ، واحد فقط من هذه ستكلف وجبات يوم كامل"

"يبدو أنك جربتَ شيئًا كهذا من قبل ، نيفيريا كن ، إذن سأقدم لك آيس كريم لذيذ أكثر مما تتخيل ، حسنا ، ماذا يوجد على القائمة؟ "

ردا على ذلك ، قامت الخادمة بتلاوة سلسلة طويلة من الكلمات.

"بالنسبة لقائمة غداء اليوم ، سوف نقدم نوعين من المقبلات ، الأول سيكون طبق سرطان البحر ، وهو شكل من أشكال المأكولات البحرية مع صلصة فيلوتيه ، والثاني سيكون طبق كبد إوز الفوزفنير ، سيكون الحساء عبارة عن كريمة على طراز ألفهايم من حساء البطاطا الحلوة والكستناء ، لقد اخترنا اللحم للطبق الرئيسي ، والذي سيكون شريحة لحم رخامية مصنوعة من تنين الصقيع لجوتنهايم والذي ذكره آينز سما سابقًا ، بعد ذلك تأتي الحلوى ، والتي ستكون عبارة عن تفاح ذهبي يقدم في النبيذ الأبيض ويعلوه الزبادي ، بالإضافة إلى ذلك ، لدينا آيس كريم بنكهة الشاي الأسود مغلف بورق الذهب ، بالنسبة لمشروبات ما بعد الوجبة ، فقد اعتبرنا أن القهوة قد لا تناسب أذواق الجميع ، لذلك لدينا أيضًا عصير خوخ طازج ، هذا كل شيء ، إذا تطلب أي جزء من القائمة تعديل ، يرجى إبلاغنا وسنفعل ذلك على الفور"

هل هذه تعويذة من نوع ما؟!

إنري ، التي لم يكن لديها أدنى فكرة عما تم تلاوته للتو ، كانت متأكدة من ذلك.

"بما أن هناك طفلة صغيرة هنا فلربما لا يناسبها طبق كبد إوز الفوزفنير ، أليس هناك أطباق أخرى؟"

"نعم ، إذن سنضيف سلطة محار مع اللحم"

"حسنًا... هذا سيكون أفضل من السابق ، أليس كذلك؟ "

"إيه ؟! هل تسألني؟!"

أجابت إنري ، التي سُئِلت فجأة ، لم يكن لديها أي فكرة عما يتحدثون عنه ، ناهيك عن اتخاذ القرار.

"هذا... ذلك ، آه ، لا ، الأمر متروك لكما لاتخاذ القرار"

لقد استغرق الأمر كل جهدها لقول جملة واحدة ، أمر آينز الخادمة بإعداد الوجبة كما هو مُقترح.

نظرت نيمو إلى آينز بعيون شوق وهي تمتمت لنفسها "مدهش جدًا" ، شعرت إنري بنفس الشعور ، كان هذا بعيد جدًا عن العالم الذي تعيش فيه عادةً.

يمكن للأثرياء إنفاق الأموال على الكماليات ، والقدرة على تناول الطعام ، ليس فقط لملء معدته ، ولكن من أجل المتعة فقط.

الثروة والمعرفة والقوة ، ساحر لديه كل هذه الأشياء.

إنه كائن لم تأمل إنري في الوصول إليه كقروية بسيطة ، ومن الأفضل الإشارة إليه على أنه ملك يقف فوق قمم الغيوم ، لقد كان هذا الرجل الساحر المقنع شخصًا رائعًا.

"إذا فلنذهب ، على الرغم من أنني لا أنوي الانضمام إليكم ، أنتم الثلاثة - هذا صحيح ، أنتم الثلاثة يجب أن تستمتعوا بهذه بالوجبة كعائلة ، سنتحدث عن الصفقة بعد الأكل ، آه ، أريد أن أخبر لوبيسرغينا أنني سأضيف شخصًا آخر إلى القائمة"

"إيه؟ ماذا غون سما؟"

"لا ، لا شيء ، نيمو"

وقف آينز ، ووقفت نيمو ذات العيون البراقة أيضًا.

أصبح وجه إنري ساخنًا قليلاً بسبب الإشارة إليهم على أنهم عائلة ، لكنها لاحظت شيئًا غريبًا في نيفيريا ، الذي كان ينهض ببطء.

كان فمه مغلقًا مع عدم وجود نية لفتحه ، لكن إنري عرفت كيف ستجعله يتكلم.

وهو الإستمرار في التحديق فيه ، من خلال فجوات شعره ، ومضت عيون نيفيريا ، حتى تنهد أخيرًا وكأنه إستسلم.

"كنت أفكر أنني لا أستطيع التغلب عليه ، لا ، أعلم أنني لا أستطيع هزيمته ، إنه أفضل بكثير مني كرجل"

"لكنني معجب بك أنت ، نيفي"

هل كان الاختلاف في مستواهم كالرجال شيئًا مهمًا؟ كامرأة ، لم تستطع فهم ذلك.

تحول وجه نيفيريا إلى اللون الأحمر الفاتح ، ثم أمسك بيد إنري.

"لنذهب"

لم تعد نبرته مكتئبة.

على الرغم من أنها لم تكن تعرف سبب تغير مشاعر حبيبها ، إلا أن الابتهاج يعني أنه سعيد ، يدا بيد ، مشيا إلى الأمام للحاق بآينز ونيمو.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

نهاية الفصل الأول

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

【ترجمة Mugi San 】

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

2023/06/11 · 164 مشاهدة · 47080 كلمة
Mugi-San
نادي الروايات - 2024