الفصل السادس عشر: فوضى [11]
“وششش-!!!” قطع صوت الاحتكاك الحاد الهواء كما لو أن الشفرة مزقت الصمت ذاته. لثوانٍ معدودة، ساد هدوء مشؤوم، وكأن العالم بأسره تجمد في تلك اللحظة العالقة بين الحياة والموت.
عيناه السوداوان، العميقتان كهاوية لا قرار لها، تجمدتا على الجثة التي تهاوت أمامه. الجسد بلا رأس كان يسقط ببطء، وكأن روحها نفسها كانت تحاول استيعاب ما حدث. الدم بدأ يتسرب من العنق المفتوح، متشكلًا كبحيرة صغيرة من السائل القرمزي على الفضاء البارد .
آرون، رغم أنه لم يتحرك، شعر بشيء يشتعل في أعماق صدره، مزيج من الغضب البارد واللامبالاة القاتلة. شفتيه تقوستا بشكل طفيف، وكأن جزءًا منه استمتع بالمشهد الدموي، بينما بقي الجزء الآخر عالقًا في العدم.
فجأة، بينما كان الجسد والرأس يسقطان نحو الأرض كقطعتين منفصلتين من قدر محتوم، حدث شيء غير متوقع. انبعثت من الرأس المقطوع كتلة داكنة، سائلة مثل الدخان الكثيف، تتحرك بسرعة جنونية. كانت المشهد يشبه انفجارًا صامتًا، حيث تدفقت الدماء المظلمة كالبرق نحو الجسد، وكأنها تستجيب لنداء خفي. في لحظة واحدة، التحمت الكتلة معه بشكل عنيف، مشكّلة رابطًا غريبًا. كان هناك صوت خافت، مثل هدير من أعماق الجحيم، عندما تلامست الكتلتان، والهواء من حولهما اهتز بشكل غير مرئي.
نظر آرون إلى المنظر المقزز أمامه، الجسد الملتئم لا يزال ينبض بالحياة، والدماء السوداء تتدفق كنبضات من أعماق عالم مظلم. لم يكن هناك شك؛ القتال لم ينتهِ بعد. الغريزة الحربية اشتعلت في داخله.
قبضته على سيفه شدّت، وأصابعه تحكمت في المقبض بإصرار يشبه قبضة الموت. كل عضلة في جسده كانت تستعد للانفجار، وكل جزء منه كان ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض من جديد.
لكن فجأة، شعر بشيء غير طبيعي. نزلت عيناه ببطء إلى الأسفل، وهناك، عالقة في معدته، كانت قبضة مدمية. الزمن بدا وكأنه توقف؛ لافير تحركت بسرعة تفوق فهمه، كأنها كسرت مفهوم الزمن نفسه. كل شيء من حولها بدا مشوهًا، وكأن الحركة كانت تحدث بينما الكون بأسره تجمد في مكانه.
آرون، الذي لم يستوعب ما حدث، شعر بصدمة عقلية. لوهلة، لم يكن جسده يستجيب، وكأن الصدمة جمدته أيضًا.
“بومم-!!!” مع الصدمة الأولى، انفجر الهواء من حول آرون كما لو أن السماء نفسها تمزقت. بدأ جسده في السقوط بسرعة هائلة، لا شيء قادر على إيقافه. أثناء انحداره نحو الأرض، كانت الرياح تصفع وجهه بعنف، تشبه السياط الحادة التي تمزق جلده. الأرض تحت جسده كانت تقترب بشكل جنوني، كأنها وحش جائع ينتظر فريسته.
الجاذبية سحبت جسده بقوة أكبر، وكأنه قطعة من الجحيم الهابط من السماء. الصخور والغبار المتناثر حوله تشكلت كشظايا ملتهبة تحترق في الهواء. كلما زادت سرعته، اشتد لهيب الهواء من حوله، وكأن ألسنة النيران تلف جسده الذي يسقط نحو مصيره.
كانت السماء فوقه مجرد خط باهت من الضوء، بينما الأرض تحت ظهره تحولت إلى لوحة مرعبة من الفوضى والتراب المتطاير. صوت هدير الرياح كان يصم الآذان، وصداه يرتد في ذهنه كإشارة لنهاية محتومة. عينيه، رغم ذلك، لم تغمضا، كان يرى الأرض تتشقق وتنتظره بأذرع مفتوحة، كأنها تحتضن الكارثة القادمة.
ثم، اللحظة التالية كانت كالصاعقة. ارتطم بالأرض بقوة تفوق التصور. صوت الانفجار كان هائلاً، امتد صداه عبر الأفق. الأرض لم تكن قادرة على تحمل الضربة؛ تمزقت، وانهارت، وأمواج من التراب والحجارة اندفعت في الهواء كأنها انفجار بركاني.
جسده صنع حفرة عميقة في الأرض، عمقها كافٍ لابتلاع مدينة بأكملها. شظايا الصخور الحادة ارتفعت في السماء، وكأن الأرض نفسها كانت تصرخ من الألم. الأرض من حوله اهتزت بعنف، مثل زلزال مدمر يهدد بابتلاع كل ما حوله.
تسبب جسد آرون في خلق فجوة هائلة تحت الأرض، حيث تشكلت هاوية عميقة تتسع كالثقب الأسود، تمتص الضوء والظل معًا. كلما نظرت إليها، كان يبدو أن الهاوية تستمر في النزول إلى أعماق غير مرئية، كما لو أنها بلا نهاية. الأرض المحيطة بالهاوية تآكلت وشوهدت ألسنة من الدخان والضباب تتصاعد من العمق المظلم.
رفع آرون بصره إلى السماء ببطء، وحرك رأسه بتعب شديد. الشمس، التي كانت قد اخترقت الغيوم، بدت كقرص مشوه تحت تأثير قوة الإرهاق التي بدت واضحة على وجهه. حاول النهوض، واهتزت قدماه وكأنهما يغوصان في الرمال المتحركة، مما جعله يبدو وكأنه يواجه صراعًا صعبًا ضد الجاذبية نفسها. بينما كان يحاول توازن نفسه، صرخ بصوت مكتوم، “كيوغغ!!” وتدفق منه سعال حاد. جرعة من الدماء تناثرت من فمه، وانسكبت على الأرض تحت قدميه، ملونة الأرض بلون أحمر قاتم، مشيرة إلى مدى الجهد والألم الذي تعرض له.
عندما تمكن آرون أخيرًا من الوقوف، رفع رأسه إلى السماء، محاولًا استعادة توازنه. في الأفق، كانت لافير تطفو فوقه، ملامحها تعكس تعبيرًا ملؤه المرح والتسلية، بينما ابتسامة شريرة تتلاعب على شفتيها. كانت الملامح التي ارتسمت على وجه لافير كافية لتجعل آرون يشعر بشيء من الغضب.
مد آرون جسده بحذر، وسُمِعَت أصوات طقطقة من عظامه التي تأثرت بالإجهاد الهائل. كان الصوت مثل صدى خافت يملأ الأجواء، مما يشير إلى الجهد الكبير الذي بذله. مع كل حركة، بدا وكأنه يجهد نفسه لتخفيف الآلام وتجهيز جسده لمرحلة جديدة من المواجهة.
أخذ نفسًا عميقًا، وتمدد جسده، محاولًا تصحيح وضعيته وكأنه يتهيأ لدخول معركة جديدة. بدت حركاته دقيقة، وكأنه يتخذ احتياطات إضافية، متمسكًا بآخر قطرة من قوته.
ثم عاد آرون بنظره إلى لافير، وعيناه تتألقان بتركيز ناري. على الرغم من الإرهاق الذي كان يبدو واضحًا على وجهه، استدعى سيفه بكل هدوء. في لحظة واحدة، ظهر السيف في راحة يده، وكأنه يتشكل من العدم، يشع بلمعان بارد كما لو أنه خُلق من الظلام ذاته. كان السيف ضبابيًا لحظةً مضت، لكنه الآن أصبح حادًا وجاهزًا، مع لمعة قاسية تلمع على حافته. نظر إلى لافير وقال بصوت هادئ لكنه حازم، “اسمعي، أعتقد أنني سأختم هذه المعركة.”
على الجهة الأخرى، لم يبدو أن لافير أعجبت بالأمر. “يؤسفني ذلك، كنت أتمنى لو أتيحت لي فرصة القتال أكثر…” قالت بصوت يعكس الأسف، بينما كانت تدرك معنى كلمات آرون.
كان آرون يفضل الاستمتاع بتحضير الشاي لبايل بدلاً من الاستمرار في هذا القتال، بينما كانت لافير، على النقيض، في غاية الحماسة.
رفع آرون سيفه ببطء، مصوبًا إياه أفقيًا، بينما تتراقص اللمعة الحادة على سطحه، عاكسة الضوء الغامق المحيط به. كانت عضلات ذراعه مشدودة، وجسده ينبض بقوة مكبوتة، بينما كانت طاقة سوداء تتدفق من حافة السيف، مكونة نهرًا من الظلام يتسرب ببطء، ويضيء الفضاء حوله بظلال متراقصة. شعرت الرياح التي تتلاعب بالظلال وكأنها صرخات هادئة من عالم مظلم.
على الجهة الأخرى، رفعت لافير منجلها بنفس الوضع، لكن الضوء الذهبي المحمر كان يتجمع ويتلألأ بشدة في يديها. كان المنجل يلمع كأنه غروب الشمس، يعكس أشعة الضوء المتوهجة في جميع الاتجاهات، وكأنه يحمل وعودًا من الدماء والدمار. كل ومضة من الضوء كانت تتناقض بشدة مع ظلام السيف، مما خلق مشهدًا يفيض بالقوة المتضادة.
تجمعت طاقاتهم حول حواف أسلحتهم، متحديةً كل قوانين الطبيعة. بدأت الطاقة المظلمة من سيف آرون تتصاعد ببطء، متموجة كالظلال التي تطارد الضوء. في الوقت نفسه، كانت الطاقة الذهبية الحمراء على منجل لافير تتزايد بشكل متفجر، ملء الهواء بإشعاعات ساطعة، وكأنها تتحدى الظلام وتكشف عن قوة غامضة خلفها. هبّت ريح خفيفة، حاملةً معها صوت همسات غير مفهومة، وكأن الكون نفسه كان يراقب المواجهة.
هبطت لافير إلى الأرض بسرعة، ثم استدعت منجلها، مكررة نفس الحركة بدقة، كأنما تندمج مع الظلام الذي يشكله آرون. توقفت لحظة، وصدى ضربة السلاح يتردد عبر الأزمنة، ملأ الفضاء بالاهتزازات القوية. كانت أصوات الانفجارات المتتالية كأنها صرخات من أعماق الأرض، تتداخل مع صرخات الرياح العاتية.
عند اقترابهم من بعضهم البعض، تباطأ الزمن بشكل غريب، مما جعل الرؤية مشوشة وكأن قتالهم يؤثر على النسيج ذاته للكون. كان كل منهم يتمتم بكلمات باردة، تعبيرات وجهيهما خالية من أي عاطفة، حيث كان الصمت الثقيل يشكل نوعًا من الضغط النفسي.
{الذروة الدموية}
{نصل الفناء}
ثم، فجأة، اندلع انفجار هائل كقنبلة القيصر. انفجرت كرة نارية ضخمة في الفضاء، محطمة كل شيء في محيطها. ملأت السماء بسحب كثيفة من الدخان الأسود واللهب المتوهج، بينما اهتزت الأرض تحت قوة الانفجار العارمة. ارتفعت موجات الصدمة إلى الأعلى، مخلفة وراءها سحابة من الرماد المتناثر، وكأن السماء قد تمزقت تحت تأثير القوة المدمرة. الهواء كان مشبعًا برائحة الكبريت والدخان، مما زاد من شعور الرعب والخوف.
***
“أرجو أن يكون بخير.”
كانت لافير كابوسًا دائمًا للاعبين، تطاردهم في كوابيسهم. كلما تذكرتها، كانت ذكرى تعكر صفو كل لحظة. كأنها لعنة لا تنتهي، تلاحق كل ما يمر عبر أذهانهم.
في عالم اللعبة، خلفت لافير وراءها دمارًا هائلًا. كل ظهور لها كان كعاصفة تهز الأرض، وتغمر كل شيء بالخراب. كانت الزلازل التي تلت مغادرتنا للمكتبة تعصف بكل شيء، وكأن الأرض نفسها تتشقق تحت وطأة قوة غير مرئية. كانت الزلازل تهز المباني وتترك وراءها رعبًا هائلًا، وكأنها تعبر عن عجز البشر أمام قوة لا يمكن تصورها.
أما أنا، فقد كنت محصنًا داخل المكتبة. هنا، كانت مكتبة الغموض حصنًا لا يمكن اختراقه، درعًا منيعة ضد كل قوة خارجية. كانت الجدران تهتز قليلاً، ولكنها لم تتأثر بعمق كالأرض الخارجة عن السيطرة.
ثم، فجأة، تردد صوت انفجار ضخم في الهواء. اهتزازات عنيفة اجتاحت الجدران، وكأن الأرض نفسها كانت تعتصر في صرخات موجعة. كان الصوت يملأ المكان وكأنه شبح يصرخ من أعماق الأرض. اهتزت الكتب على الرفوف، وسقطت بعضها على الأرض، مما زاد من شعور الفوضى.
“وشششش-!!!” كان الصوت يتردد، يقطع الصمت المحيط وكأنه صرخات مخلوقات غير مرئية. كان كل شيء يهتز حولي، وكأن القوى الطبيعية ذاتها قد تمزقت.
ثم، فجأة، غمر السكون المكان. توقفت الزلازل كما لو أن الوقت نفسه قد تجمد. ساد هدوء ثقيل، مليء بتوتر غير مريح. كان الصمت ثقيلًا كأنما يحبس الأنفاس، يجلب إحساسًا بالفزع المتزايد.
“درينغ”
“درينغ”
تردد دقّات متتالية على الباب، تقطع هدوء المكتبة المطبق. كان الصوت ينكسر على الجدران، يضفي على المكان لمسة من الرهبة.
فُتح الباب ببطء وبصوت صرير خافت، كاشفًا عن أرون في حالة مروعة. كانت يده مفقودة، وجسده مغطى بجروح عميقة. الثقوب كانت تملأ جسده، عظامه، التي كانت مكسورة بشكل رهيب، بدت وكأنها تفتت إلى قطع صغيرة متناثرة على الأرض. الدم كان يتدفق حوله، كأنه بحيرة مظلمة، يعكس الضوء بشكل كئيب، مبرزًا مدى الرعب الذي لحق به.
“س-سيدي”
“أرون!”
ابتسم أرون ابتسامة ضعيفة، فمه يفتح بصعوبة، وكلماته تخرج بشكل متقطع. صوته كان مبحوحًا وكأنه صرخات تأتي من بعيد. كان جسده يبدو ككائن مكسور، محطّم من الداخل.
“ل-لق.. د ق - قتل … تها”
كان يتحدث بصعوبة، وأصواته تتلاشى في السكون. كانت الكلمات تتناثر مثل قطع الأحلام المنسية.
“سقوط –”
سقط جسد أرون إلى الأرض، غير قادر على الاستمرار. بدت كل حركة له وكأنها آخر ما لديه من قوة. كان الأنين الذي يصدره يبدو وكأنه نداء استغاثة أخير.
ركضت نحوه بسرعة، كل ثانية كانت حاسمة. حاولت قياس نبضاته، وتفقد تنفسه. كل لحظة كانت كأنها عاصفة تهز مشاعري، حياته معلقة على خيط رفيع. كانت مشاعري تتصاعد بين القلق والرعب، حيث كانت حياته تتدلى على حافة الهاوية.
“لقد أغشي عليه. إن لم يُعالج على الفور، فسيموت من فقدان الدم.”
“اللعنة”
“هيلين؟”
[أجل]
“هل يمكنك علاج أرون؟!!!”
[بما أنه مساعد سيد المكتبة، يمكن لمكتبة الغموض معالجته.]
“إذاً، عالجيه بسرعة!!!”
[كما تأمر.]
مع تلك الكلمات، اهتزت المكتبة بشكل مفاجئ. قطرة ماء ظهرت من العدم، تتدلى ببطء فوق جسد أرون. كانت القطرة تعكس الضوء بشكل سحري، وكأنها تمتص كل طاقة حولها. كانت تنزل ببطء، وتترك أثرًا هادئًا لكنها مليء بالقوة، كأنها تجسد الأمل في عمق الهاوية.
فجأة، غمر الضوء المكان بأكمله، محاطًا بهالة من النقاء. الضوء كان يشبه شلالًا من الطاقة المضيئة التي تجرف كل شيء في طريقها، كأنها تخلق مشهدًا من العجائب.
“وششش-!!” صرخ الضوء إلى الأعلى، ثم توقف فجأة، محاطًا بهالة متألقة. كان الوهج يملأ المكان، مزيجًا من الأمل والشفاء.
جسد أرون ارتفع ببطء في الهواء، وكأن قوة خفية تحيط به وتعيد تشكيله. كانت الجروح والدماء تتلاشى تدريجيًا، وكأنها تذوب في الهواء. الثقوب بدأت تلتحم كما لو كانت تتبدد في نسيج الضوء، وعظامه المكسورة استقامت بأعجوبة، وظهرت يد جديدة في مكان اليد المفقودة، وكأنها لم تُفقد أبدًا. كان التعافي يشبه السحر، حيث تتلاشى كل الآلام في الضوء المتوهج.
فتح أرون عينيه ببطء، وكأنما كان يستعيد وعيه من غيبوبة طويلة. الدهشة والارتياح كانا واضحين في تعابير وجهه، حيث انتشرت علامات التحسن عبر جسده. بصوت ضعيف، يختلط بالإرهاق، همس، “سيدي.”
نظرت إليه بقلق، وسألت بجدية، “اصمت، هل أنت بخير؟” كان صوتي مشبعًا بالقلق العميق، حيث كانت كل ثانية تمر وكأنها اختبار لثباته.
نظر أرون إلى جسده بدهشة واضحة، وكأن كل شيء حوله كان جديدًا عليه. رفع قبضته ببطء، تفحصها بتفاصيل دقيقة. كانت يده ترتجف قليلًا، ثم بدأ يفتحها ويغلقها ببطء، كما لو كان يتحقق من كل حركة وسرعة. بعد لحظات من التركيز، ابتسم بفرح، وقال بصوت أكثر حيوية، “أجل، أنا بأحسن حال!!”
كان تعبيره مشوبًا بالارتياح، وكأن كل جرح وكل ألم قد تلاشى في لحظة.
جيد.” أجبته بارتياح، لكن عيني كانت مشغولة بشيء آخر، وجهت بنظري إلى الباب، حيث كان هناك شيء آخر يستدعي اهتمامي.
“ماذا تريدين الآن؟” سألت بصوت صارم، عارضًا انتباهي الكامل إلى مصدر التشويش.
ظهرت فتاة مراهقة عند الباب، شعرها الذهبي يتلألأ تحت الضوء الخافت، وعينيها الحمراء تلمعان كنجوم متألقة في ظلام الغرفة. ملابسها كانت نظيفة تمامًا، خالية من أي جروح أو دماء، مما جعلها تبدو وكأنها لم تشارك في أي قتال. كان وجهها جامدًا، خاليًا من أي تعبيرات، بينما كان نظرها مركزًا وثابتًا عليّ كالشعاع في الظلام.
نظر آرون إليها بشراسة، وأصدر صرخته بصوت واضح، مليئًا بالقلق والغضب، “أنا متأكد من أنني قتلتها!!” كأن كل جرح في ذاكرته قد أُلقي به في وجهه، بينما كان الصراع الداخلي يتجلى في صوته.
~~~
اعذروني على الأخطاء…