الفصل السابع عشر: ضيافة~
في بداية قتالها مع آرون، كان الأمر مجرد فضول عابر، رغبة في سد فراغ كائن قديم وطويل العمر. لكن مع مرور الوقت، بدأت تدرك ان التطور في مهارات آرون كان أسرع مما توقعت. كل ضربة كان يتلقاها، كل حركة كان يقوم بها، كانت تكشف عن قدرات تتجاوز حدود ما كانت تتوقعه، مما أثار في داخلها خوفًا حقيقيًا من مدى تطوره وكيفية تأثير ذلك على خططها.
بدأت فكرة أن يكون آرون عدوًا حقيقيًا يتجذر في عقلها، خاصةً عندما أدركت أن حكمها قد يتعرض للخطر بسببه. قررت اتخاذ قرار صعب بقتله، لكن هذا لم يكن كافياً لتخليصها من القلق الذي شعرته.
لكن عندما دخل ذلك الكيان الغامض، تحول الموقف بشكل مفاجئ. لم يعد الأمر يتعلق فقط بقتال آرون، بل أصبح الأمر يتعلق بإرضاء السيد الذي يراقب كل تحرك.
“وشش-!” تجسد كائن مرعب من العدم، وحلقت الظلال في الأفق لتخلق شكلًا حيًا من الرعب. “وشش-!!”
ظهرت يد سوداء فجأة، تلامس رقبتها برفق، بينما اليد الأخرى وضعت على كتفها كما لو كانت تعانقها بحنين غامض. رغم أن اللمسات لم تكن مؤذية، إلا أنها تسللت إلى أعماقها وأثارت شعورًا بالتوتر والرعب العميق. الشعور كان كافياً لتجعلها تجمد في مكانها، لا تستطيع التفكير أو التحرك.
شعرت لافير برعشة قاسية تخترق عروقها، والدم يتجمد في عروقها كأنما توقفت الدورة الدموية. حاولت أن تلف رأسها لتبتعد عن تلك اللمسات، ولكن جسدها كان مقيدًا بشكل محكم، وكأنها محبوسة في صندوق ضيق. لم يكن لديها سوى البؤبؤ المتحرك للبحث عن الإجابات، والتعبير في عينيها كان يروي قصصًا من الخوف والقلق.
ثم خرج صوت أنثوي، يهمس في أذنها بلهجة غير ودية. كان الصوت يتغير تدريجيًا من نعومة إلى خشونة، كأنما يتسلل من أعماق الجحيم. “لا تفعلي ما لا يمكنك تقديره.”
كانت الكلمات تخرج ببطء، لكن حازمة كالفولاذ. “مجرد محاولتك في مهاجمة السيد في السابق تم العفو عنها.” لكن الوضع تغير بسرعة، وتحولت اللمسات من مداعبة إلى إحكام، حيث بدأت اليد تشد بشدة حول رقبتها، مما جعل لافير تشعر بالاختناق. كل ثانية تمر، كان الهواء يضيق حولها بشكل أكبر، وكل ما كانت تستطيع فعله هو محاولة التمسك بالحياة، بينما كانت قبضتها تشتد بإصرار، تهدد بفرض نهاية قريبة لا مفر منها.
بينما كان الضغط يتزايد حولها، شعرت بأنها محاصرة من كل جانب، وكأن الأيادي السوداء التي تخنقها ليست سوى كوابيس مريبة. لكن في تلك اللحظة، من أعماق الوجود، ظهر صوت فجأة، كاشفاً عن وجود جديد في المشهد المظلم.
"ماذا تريدين الآن؟" جاء الصوت من الشاب بصوت صارم وقوي، يخترق الهمسات المظلمة وكأنما يزيل الغشاء الذي يغطى الحقيقة. كان الصوت واضحًا ومحددًا، خالياً من أي تردد.
رفعت عينيها ببطء، محاولة استعادة بعض من قدرتها على التحليل. التفتت إلى مصدر الصوت، حيث بدأت القيود التي كانت تقيدها تتفتت وتتداعى، وكأنها كانت تصارع ظلالها الخاصة. أمامها كان يقف شاب، شعره أسود كالليل وعينيه زرقاوان تشبهان البحر الهادئ في عز الهدوء. كان منظره يجمع بين القوة والغموض، وهو يقف بثبات وكأنه نابع من عالم آخر.
فهمت على الفور، لم يكن هناك مجال لأي نقاش أو تردد. كان هذا هو السيد المقصود، الذي كان يتردد اسمه في الأحاديث الخفية، والآن كان يقف أمامها مباشرة، عينيه الثاقبتان تبحثان في أعماقها، وكأنهما يكشفان عن أسرار خفية.
كل شيء في حضوره كان يثير القلق والاهتمام في آن واحد. كانت أقدامه تتحرك بشكل هادئ، ومع كل خطوة، كان يبدو وكأنه يتحكم في كل زاوية من الفضاء المحيط به، ينسج شبكة من التوتر والهيبة التي لا يمكن إنكارها.
***
"ماذا تريدين الأن؟."
لافير تشارلز، ملكة مصاصي الدماء، كانت تجسيدًا للغموض. كانت ملامحها الغامضة وصمتها الثابت يجعلان كل من يحاول فهمها يشعر بالضياع. كانت تتصدر العديد من الألغاز في اللعبة التي لم تُحل بعد، والأمر الوحيد المؤكد هو ارتباطها بالرئيس النهائي لوهان النسيان، حيث تتحول إلى عدوة لا يمكن التغلب عليها بمجرد اختيارك للوهان كخصم نهائي.
بتركيز عميق، نظرت إلى لافير التي كانت تقف أمامي، برزت تفاصيل شكلها الذي لم يتغير منذ أول مرة رأيتها فيها. فتح آرون فمه، محاولة التعبير عن استغرابه الذي استحال إلى قلق حاد. "أنا متأكد أنني قتلتها!!" صرخ صوته مملوءًا بالذهول. كانت نبرته توحي بخيبة الأمل، لكن هناك تفاصيل غير واضحة كانت تشغله.
تسبب ظهور لافير في ارتباك كبير للاعبين في سجلات الصعود ليس فقط بسبب قوتها الهائلة، او ذكائها الحاد، ولكن بسبب قدرتها الفريدة التي كانت مصدرًا للعديد من التحديات. قدرتها التي كانت تسمى البعث . كانت هذه القدرة تعني أنها لا تموت أبدًا؛ مهما كانت عدد المرات التي تُقتل فيها، فإنها تعود إلى الحياة مجددًا، وكأنما الزمن قد عُدِّل ليعيدها إلى الحالة التي كانت عليها قبل القتال. إلا إذا تم تدمير روحها بشكل مباشر، فإن عملية البعث تستمر إلى ما لا نهاية.
تذكرت الأيام التي قضيتها في اللعبة، حيث كان يتعين علي السفر عبر مجالات عديدة بحثًا عن طريقة لتدمير روحها بشكل نهائي. كان الأمر أشبه بمطاردة مستمرة لسراب البحيرة في صحراء قاحلة. كل خطوة كانت تقربني أكثر من كشف السر الذي كان يحيط بها.
همممم. نظرت إلى عينيها، التي لم تعكس أي تغيير. لا يزال وجهها مغطى بالبرود والتجمد، لا يكشف عن أي تعبير. صمتها كان مستمرًا كحجر، وكأن كل حركة كانت تتطلب جهداً غير مرئي. لم يكن هناك أي علامة على الاهتمام أو التوتر.
"……"
فجأة، تذكرت شيئًا مهمًا.
"هيلين، هل يمكن للمكتبة أن تتجنب تخويفها؟" نطقت بالكلمات وهي تملؤني بالقلق حول تأثير المكتبة عليها.
[ حسنًا ]
تراجعت لافير خطوة إلى الوراء. نظرت إلي بدهشة، عينيها تتسعان بتفاجؤ غير مخفي. ومع ذلك، لم يستمر هذا التغيير طويلاً، فقد عادت ملامح وجهها سريعًا إلى البرود الذي اعتدنا عليه.
توجهت نظراتها إلى المكتبة، وكأنها تبحث عن إجابة أو تلميح. أخيرًا، نظرت إلي، قلت بصوت خافت، "أوه، تفضلي، اجلسي." كانت دعوتي لا تتعدى كونها مجاملة، لكن لم يكن هناك أي تأثير حقيقي على شخصيتها الغامضة.
دخلنا المكتبة، حيث جلسنا في صمت، كل واحد منا ينظر إلى الآخر بفضول. الأضواء الخافتة كانت تلقي بظلال طويلة على الجدران المليئة بالرفوف، بينما كانت الكتب المتناثرة تهمس بقصص لم تُروَ بعد.
“شاي أم قهوة؟” سألت، محاولاً كسر الجمود الذي خيم على المكان.
“شاي.” جاء رد لافير، هادئًا ومؤكدًا.
“حسنًا.” أومأت برأسي، موجهًا نظري نحو آرون الذي كان يقف بالقرب من المدفأة.
تجهمت ملامح آرون للحظة، تعبيره كان مختلطًا بالدهشة والارتباك. لا عجب في ذلك، فقد كنت قد طلبت منه أن يخدم شخصًا كان يقاتله حتى الموت قبل لحظات فقط. لكن سرعان ما تمالكت نفسه، فأحنَى رأسه بلياقة وسار نحو المطبخ.
أدارت لافير عينيها نحوي، وتعبيرها يحمل لمحة من الاستمتاع. “أن تجعل شخصًا مثله يعمل لديك، أمر مثير للإعجاب.”
نظرت إليها بحدة، محاولًا فهم سبب كل هذه الفوضى. “إذاً، لماذا سببتِ كل تلك الضجة؟”
قلبت لافير نظراتها في الفضاء من حولها، وكأنها تتفحص الغموض الذي يكتنف كل شيء. “أنا فضولية. أريد أن أعرف عن الشخص الجديد الذي تجاوز الحدود الفانية.”
“ولكن ماذا يفعل هنا في هذه المكتبة الصغيرة؟” أكملت، نبرة صوتها حادة.
كانت كلماتها تنم عن عدم تقدير، مما أثار غضبي. شعرت بأن كل الجهود التي بذلتها لشراء هذه المكتبة الصغيرة تُستهزأ بها. سألت نفسي، هل يجب أن أعيد توجيه المكتبة لتخويفها من جديد؟ لكنني تجنبت الانفجار.
فتحت فمي بعد أن كبت غضبي، محاولاً الحفاظ على هدوئي. “لا أعتقد أنه من شأنك ما يفعله هنا.”
“أنت محق.” قالت، عازمة على تجاوز الموضوع. “إذن، ما رأيك؟” رفعت يدها بهدوء، مشيرة إلى المطبخ. “كم تحتاج من المال للحصول على آرون؟”
كان طلبها غريب، ولكن بدا أنها ترغب في شراء آرون بسعر مغرٍ. “آسف، ولكنني لا أعتقد أنني سأعرضه للبيع.”
“سبعون ألف عملة بلاتينية.” قالت بثقة.
“ها؟” سألتها، متفاجئًا.
“مئتان ألف.” أضافت، وكأنها تزيد من تعقيد الأمور.
اغغ…
ثم قالت، “مليون.”
عندما سمعت الرقم، شعرت وجهي يصفَر، وعينيّ تتسعان من الدهشة. كيف يمكنها أن تقدر قيمة آرون بهذا الشكل؟
بختصار، عملة بلاتينية واحدة تعادل ألف عملة ذهبية.
(عملة ذهبية واحدة تساوي مئة عملة فضية)
(عملة فضية واحدة تعادل خمسين عملة برونزية)
(عملة برونزية واحدة تساوي عشرين عملة نحاسية)
تنهدت لافير بعمق، وجهها يختلط عليه مشاعر الإحباط والاهتمام. نظرت إلى المبلغ الهائل الذي اقترحته، معبرة عن استعدادها لدفع كل هذا للحصول على آرون. كانت تلك الثروات تعكس مدى تصميمها وعزمها، لكنها لم تكن تضاهي آرون.
فكرت في بدائل أخرى. إذا كان المال هو الهدف، فيمكنني ببساطة إرسال آرون لسرقة المال من الحكومة الرئيسية او بعض النبلاء او شركات تجارية، حيث كان من غير المرجح أن يُقبض عليه بفضل مهاراته الفائقة. كانت الفكرة مغرية، لكنني لم أكن أريد أن أستخدم آرون في مثل هذه العمليات.
"أرفض." كانت كلماتي حاسمة، ورفضت العرض دون تردد.
تنهدت لافير مجددًا، هذه المرة كان تنهدها يعبر عن قبولها للرفض، على الرغم من أنها كانت تتوقعه. عينيها، المملوءتان بالفضول، لم تترك عينيّ، كما لو كانت تتساءل عن السبب الحقيقي وراء رفضي.
"رغم أنني جئت هنا لأبحث عن الشخص الذي تخطى الحدود الفانية،" قالت، "إلا أنني وجدت شيئًا غير متوقع."
أثارت كلماتها فضولي، وجعلتني أنتظر لتكملة حديثها. قلت "ما هو هذا الشيء غير المتوقع؟"
"شعاع الإبادة الذي استخدمته عليك عند أول لقاء،" تابعت، "أنت لم تدمره، بل محيته."
تذكرت لافير اللحظة التي دخلت فيها المكتبة لأول مرة، وكيف شعرت بالرعب عندما استخدمت شعاع الإبادة. كانت لحظة مفعمة بالضغط والإثارة، علمت أن ما حدث تجاوز كل توقعاتها. حاولت فهم ما فعتله، وسألت بفضول، "أنت، ما أنت؟"
اوه، إذاً هكذا كان الأمر. ببساطة التدمير والمحوة هما وجهان لعملة واحدة، ولكن كل منهما يحمل معنى مختلفًا. التدمير يعني استخدام قوة أكبر لتدمير قوة أخرى، مما يجعل الطاقة تعود إلى شكلها الأصلي. أما المحو، فهو إزالة الشيء من الوجود تمامًا.
ما فعلته كان غير منطقي. الطاقة، كما تعلم، لا تفنى؛ وإذا دُمرت، فإنها تعود إلى شكلها الأصلي. لكنني لم أقم بتدمير الطاقة. بل قمت بمحوها من الوجود. لم تعد المانا التي استخدمتها لافير إلى شكلها الأصلي، بل اختفت تمامًا من هذا الكون.
لم أقم بذلك بنفسي، بل فعلت المكتبة ذلك. ابتسمت بهدوء، وفتحت فمي لأقول، "لقد قلتيه قبل قليل. أنا مجرد سيد لمكتبة صغيرة." كانت تلك الكلمات تفيض بالبساطة والهدوء، متجاهلة كل القوة التي يمكن أن يحويها هذا التواضع.
خرج آرون من المطبخ، حاملاً إبريق الشاي بيده. عندما اقترب من الطاولة، وضع أكواب الشاي أمامي وأمام لافير، ثم بدأ بسكب الشاي في أكوابنا بهدوء واحترافية. حركاته كانت سلسة ومتقنة، حتى أن صوت سكب الشاي كان يشبه همسات خافتة في المكان.
رفعت الكوب بيدي، وبدأت في شرب الشاي. أخذت جرعة صغيرة، وسرعان ما شعرت بطعمه العميق والمميز الذي يدل على اتقانه. “شفط - بلع -” كان الشاي مصفًّى ومعدًّا بإتقان، وبدت كل نكهة فيه متوازنة تمامًا.
نظرت إلى لافير وهي تشرب شايها بتأنٍّ. كانت ملامحها هادئة ومراقبة، كما لو كانت تقيم كل تفصيلة بعقلها.
“هل سيكون مجال مصاصي الدماء بخير وأنت بعيدة؟” سألتُ، محاولةً الاطمئنان إلى أن الأمور تحت السيطرة.
“لا تقلق، مساعدتي تهتم بكل الأمور.” أجابت لافير بنبرة واثقة، تملأها الطمأنينة.
شربت الشاي حتى انتهيت منه، ووقفت لافير بهدوء عن مكانها. كانت حركة وقوفها متأنية وعليه لمسة من الرقي.
“ماذا، هل ستغادرين الآن؟” سألتُ، متفاجئًا من سرعة انتهاء الزيارة.
“أجل، شكرًا على الضيافة.” أجابت، وهي تضع يدها في جيبها وتخرج شارة مزخرفة. وضعتها بيدها وألقَتها نحوي.
رفعت يدي لالتقاط الشارة، وهي تتلألأ بنقاء البلاتين. كانت مزينة بتفاصيل دقيقة، في وسطها علامة يد بيضاء تمسك بتفاحة حمراء تقطر منها قطرات دماء. نظرت إليها بدهشة، حاولت أن أفهم معناها.
“هل هي إشارة ملكية؟” سألتُ بفضول.
“أوه، إذا كنت تعرفها، فهذا سيسهل عليّ الشرح.” قالت لافير وهي تبتسم.
“إذا فكرت في الذهاب إلى الغرب ذات يوم، فأخرج الشارة في أي مكان، وستُعامل بنفس معاملة مكانتي.” أضافت، شرحت معنى الإشارة بشكل أوضح.
“إذاً، هي مثل بطاقة كبار الشخصيات؟” سألتُ، متأملًا في الشارة بين يدي.
“بالضبط.” أكدت لافير، مشيرة إلى أنها تريد بناء علاقة جيدة معي.
رميتها على آرون، الذي أمسك بها بيد هادئة ومطمئنة. “حسنًا، سأحتفظ بها.”
توجهت لافير نحو الباب، وفتحت الباب بكل احترام. غادرت بهدوء، تاركةً وراءها انطباعًا لا يُنسى.
عند الباب، نظرت لافير إليّ لآخر مرة. لوحت بيدها في إشارة وداع، وابتسمت ابتسامة هادئة، كانت تعكس سحرها الغامض. “حسنًا إذًا، إلى اللقاء.” ثم، في لحظة سريعة، اختفت من مكانها دون أن تترك أثراً.
أغلق آرون الباب بهدوء، لكن تعبير وجهه كان متجهمًا ومليئًا بالتساؤل. نظرت إليه بتفهم، وعلمت ما يدور في ذهنه.
“آرون.” ناديت، متعمدًا لفت انتباهه.
رفع نظره إلي، عينيه مليئتين بالتعبير الذي يدل على استفسار عميق.
“أعلم أنك غاضب بسبب خسارتك ضدها رغم أنك قتلتها.” بدأت حديثي بلطف، محاولة تهدئته.
“لا، سيدي. أنا فقط أتساءل كيف لا تزال على قيد الحياة.” أجاب بصوت عميق، يشوبه قليل من الاستفهام والدهشة.
ابتسمت له ابتسامة هادئة، محاولة أن أقدم له توجيهًا بنبرة طمأنينة. “همممم، بدلًا من محاولة فهم شيء قد لا يكون مفيدًا، ما رأيك في تطوير مهاراتك الخاصة؟”
لتوضيح الفرق بين المهارات والمهارات الخاصة. هو كون المهارات تُكتسب منذ البداية، وكون المهارات الخاصة تُصنع عن طريق فهم الشخص لطبيعة قوته. يمكن أن يمتلك الفرد عددًا لا حصر له من المهارات الخاصة، بناءً على قدرته على فهم طبيعة قدراته.
“على سبيل المثال، قوتك هي الظلام. يمكنك تطوير مهارات خاصة مثل استحضار الأرواح قيام الموتى، لهب الظلام، أو حتى راجناروك المظلم.” تحدثت بأمثلة معروفة من اللعبة، عسى أن تكون ملهمة.
أومأ آرون برأسه، يبدو أنه ينصت بتركيز. صنع آرون العديد من المهارات الخاصة في اللعبة، وأنا فقط أعلم أسمائها، ولا يمكنني مساعدته في هذا الشأن بشكل مباشر.
أضفت، “وأيضًا، أنا متأكد أنه لو كانت لافير قد أظهرت كل ما لديها من مهارات أمامك، لكانت الأمور مختلفة تمامًا بحلول الأن لكنت ميت. فهي تقاتل منذ ألف عام، ولم تستخدم كل مهاراتها ضدك.”
نظرت إليه بجدية، موضحًا، “أنتم لديكم نفس المستوى من القوة، ولكن هي لديها العديد من المهارات وتعرف كيف تستخدم قوتها بشكل صحيح دون إهدار الكثير من الجهد. بينما أنت لديك مهاراتك الأساسية فقط، ولم تطور مهارات خاصة بعد، ولست معتادًا على قوتك، فقد حصلت عليها مؤخرًا.”
أومأ آرون برأسه، ويبدو أنه يأخذ الملاحظات بجدية، مستوعبًا النصائح.
“ولكن لا يعني ذلك أنك لن تستطيع هزيمتها. تحتاج فقط إلى الوقت، وسوف تتفوق عليها في النهاية.” أكدت، مشجعًا إياه.
ابتسم آرون على مديحي، تعبيره يبدو مزيجًا من الامتنان والتفاؤل.
نظرت إلى النافذة، ولاحظت أن المطر قد توقف. “يبدو أن المطر قد توقف. ما رأيك أن نتجول في المدينة؟”
مع حالة الاستنفار التي أحدثها قتال آرون ولافير، كنت متأكدًا من أننا لن نجد الكثير من الناس. الأسواق والمطاعم ستكون مفتوحة فقط بحذر.
نظر آرون إلى النافذة، ثم قال بتقدير، “حسنًا، كما تأمر سيدي.”
~~~
أعذروني على الأخطاء.