الفصل الثامن عشر: مقهى الفجر [1]

لقد كنت مخطئًا.

“انظري، هل هو جديد؟”

“وسيم للغاية.”

“أنا متوترة، هل أذهب وأعترف له؟”

“لماذا يقف خلف ذلك الشاب؟ أليس هو السيد؟”

“كياااه، انظري إنه ينظر إلينا!”

تسك.

نظرت إلى آرون خلفي، حيث كان يبتسم بهدوء، يلقي التحية من بعيد بطريقة تُظهر ثقة بالغة. ارتدى قميصًا أسود وربطة عنق سوداء، وسروالًا أسود، ومعطفًا طويلًا يتناغم مع لونه. كان قبعة سوداء أنيقة تُكمل مظهره الغامض، وشعره الأسود ينساب بتناسق مع عينين سوداويتين، مما يجعله يبدو كالظل الذي يتجول في وضح النهار.

أما أنا، فقد كنت أرتدي قميصًا أبيض وربطة عنق سوداء، وسروالًا أسود، معطفًا رمادياً طويلًا. ورغم أن مظهري لم يكن سيئًا، لا كنت انيق بما يكفي إلا أن كل الأنظار كانت تتجه إليه. كان واضحًا أن الجميع ينجذب إليه، وهذا الإحساس بوجود الكثير من العيون عليك كان غريبًا وغير مريح.

ورغم كل ذلك، شعرت بشيء غير طبيعي. ألم يكن من المفترض أن تكون المدينة في حالة استنفار؟ الزلازل التي حدثت قبل قليل، والتي لم يلقِ لها الناس بالًا، كانت كافية لزرع الفوضى. ومع ذلك، كان الجميع يتنزهون ويعيشون حياتهم كأن شيئًا لم يحدث.

نظرت إلى الأجواء من حولي؛ السماء كانت صافية والشوارع تعج بالحياة. على عكس ما كان يحدث في اللعبة، لم تهتم اللعبة بمثل هذه التفاصيل اليومية، بل كانت تركز على الأحداث الكبيرة فقط. لكن الواقع هنا كان مختلفًا، أكثر واقعية من أي شيء قد شهدته من قبل.

“أوه، صحيح. على ذكر اللعبة…” تمتمت لنفسي، مسترجعةً أن القصة الرئيسية ستبدأ بعد ثلاثة أشهر فقط، عند دخول بطل الرواية إلى أكاديمية لوناكريست، حيث يتم تدريب كل من يحمل موهبة، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي. الأكاديمية كانت المكان الذي تتلاقى فيه جميع الشخصيات الرئيسية، لكنني لم أقرر بعد إن كنت سأدخل الأكاديمية أو سأبقى في المكتبة.

كان لدي دافع قوي للتدخل في القصة الرئيسية، ليس للتلاعب بالأحداث بل لرغبة عميقة في مقابلة الشخصيات الرئيسية ورؤية كيف تتطور الأمور. لكن المشكلة الوحيدة أنني لا أعرف حتى الآن أي طريق سيسلكه بطل الرواية. اللعبة كانت مليئة بالاحتمالات، كل خيار يحمل في طياته آثارًا غير متوقعة.

“لا أهتم حقًا إن كان وجودي سيؤدي إلى تدمير القصة.” تساءلت في أعماقي، شعور غريب يعتريني، كأنني أمتلك القدرة على تغيير مجرى الأحداث. بينما يسير بطل الرواية نحو مصيره المحتوم، هل سوف ابقي نفسي في الظل؟، أراقب كل ما يحدث.

تدور تساؤلات في ذهني، تخترق سكون اللحظة: لماذا أترك الأمور تسير كما هو مخطط لها؟ أشعر ان لدي القوة، اعتقد انني أستطيع إعادة كتابة السيناريو كما أريد، حتى لو كانت العواقب غير معروفة. الأمر يشبه لعبة شطرنج، حيث كل حركة قد تقلب الموازين.

كان الواقع هنا يفيض بالتفاصيل التي تتجاوز أي سرد بسيط. الألوان ترفرف كالأعلام في مهب الريح، والأصوات تتداخل في سيمفونية حية، حتى الروائح كانت تأسرني وتشدني إلى أعماق هذا العالم الغني. لم يكن الأمر مجرد لعبة، بل كان تجربة حية، مليئة بالمفاجآت التي تخبئها كل زاوية، وكل لقاء.

بدأت أتساءل حقًا: هل أنا في ذات اللعبة التي كنت ألعبها، أم أنني غارق في عالم مختلف متكامل، عالم يحمل كل تفاصيله، وكأنني أرى كل عنصر فيه يتنفس ويتحرك من تلقاء نفسه؟

“لقد كانت اللعبة مجرد شاشات وأزرار، لكن هذا المكان يتجاوز كل ذلك. هنا، الألوان حية، والأصوات تتراقص حولي كأنها تعزف سيمفونية تتناغم مع نبضات قلبي.” شعور غريب يتسلل إليّ، كأنني أعيش لحظة ملحمية من القصص التي طالما تخيلتها.

“هل هذا هو ما شعرت به الشخصيات عندما تخطو خطواتها الأولى في هذا العالم؟” تساءلت. “هل كنت أفتقد إلى هذه التجربة الحقيقية؟”

أخذت نفسًا عميقًا، ورائحة الأرض الرطبة والمزهرات المحيطة بي تملأ رئتي. “هذا ليس مجرد خيال. إنه واقع يلفني، كما لو كنت جزءًا من سردٍ أكبر من نفسي.”

فكرت في كل تلك الأحداث التي كُتبت من قبل، في كل شخصية مرت عبر عقلي، وكل خيار اتخذته في تلك اللعبة. “هل كنت مجرد متفرج؟…

وقفت أمام مقهى الفجر، المكان المعروف بسمعته الواسعة في المدينة. ورغم شعبيته، فإن المقهى كان معروفًا أيضًا كسوق سوداء لبيع المعلومات. كان لدي هدفان لهذه الزيارة. أولاً، أن أتنزه مع آرون، وثانيًا، بناء بعض العلاقات التي قد تكون مفيدة في المستقبل.

لافير كان لقاءً مفصليًا، والشبكة التي أحتاج أن أبنيها كانت تعتمد بشكل كبير على هذا اللقاء. أيضًا، لا يمكن نسيان حاجة المال، فحتى وإن كنت على علم بالمستقبل، لا يمكنك تحقيق الكثير دون مصادر قوية للتمويل.

دفعت الباب المفتوح برفق، ليصدر الصوت المميز.

“درينغ—”

دخلت إلى الداخل، والهدوء يلف المكان. رغم سمعته الكبيرة، كان هناك عدد قليل جدًا من الزبائن. يبدو أن حالة الاستنفار قد أثرت على الجميع باستثناء هؤلاء الذين لا يملكون خيارًا سوى التواجد هنا. نظرت حولي، وبدت الأجواء الهادئة وكأنها تضفي غموضًا على المقهى.

نظر آرون بعينيه الحادتين إلى النادلة للحظة، كأنه يحاول قراءة أفكارها. كان دائمًا بارعًا في التقاط التفاصيل الصغيرة، حتى عندما يلتزم الصمت.

“سيدي.” قال آرون، مع تثبيت نظره عليها.

“أعرف.” أجبت بهدوء، متتبع نظرته.

توجهت أنظاري إلى موظفة الاستقبال. شعرها الرمادي وعيناها الزرقاوان، اللتان تلمعان كالجليد، أضفيا عليها مظهرًا احترافيًا للغاية. كانت ترتدي زيًا رسميًا يبرز قوتها، على الرغم من أنها بدت في منتصف العشرينات. لكنني كنت أعلم أنها أكثر من مجرد موظفة بسيطة. في عالم اللعبة، كانت هذه المرأة في المستوى 34، وهو مستوى يتطلب مهارات استثنائية. معظم المرتزقة في هذا المستوى كانوا معروفين بسمعتهم القوية في السوق.

جلسنا أنا وآرون في أحد الزوايا الهادئة. رفعت يدي لإشارة إلى النادلة.

“أريد قهوة بالحليب.”

نظرت إلى آرون، متسائل عن اختياره. كان يجلس بارتياح، وعيناه السوداوان تتلألأان تحت ضوء المقهى الخافت، كأنه يغوص في أعماق أفكاره. كانت الأجواء من حولنا تعكس حياة المدينة المتوترة، بينما تعزف الموسيقى الخفيفة في الخلفية، مضفيةً لمسة من الحميمية على لحظتنا.

“أريد قهوة سوداء.” قال بصوت هادئ، مع ابتسامة خفيفة تجسد جاذبيته الغامضة، وكأن تلك الابتسامة تخفي وراءها الكثير من الأسرار. “وأيضًا بعض الكعك.”

“حسنًا.” أجبت، لكن الفضول يشتعل داخلي، مما دفعني للاستفسار عن ما يجول في خاطري.

بعد لحظة من الصمت، شعرت بحاجة ملحة لطرح سؤال لطالما أرقتني. “صحيح، آرون، كيف أتيت إلى المنطقة الثانية؟”

تغير تعبيره فجأة، كأن السؤال نبه شيئًا عميقًا بداخله. عيونه السوداء عكست لمحات من الألم والخسارة. “هممم…” همس، وكأن الكلمات تعثرت في حنجرته. “في الحقيقة، فقدت السيطرة على قوتي، وترك خلفي خرابًا في المنطقة التي كنت أعيش بها.”

كانت كلماته ثقيلاً على قلبي، وكأنني أشعر بعبء المعاناة التي يحملها. “أنا آسف على السؤال.”

“لا بأس.” رد برفق، مبتسمًا ابتسامة هادئة، لكن خلف تلك الابتسامة كانت هناك عواصف من الذكريات. “لو لم أتي إلى المدينة الثانية، لما تمكنت من السيطرة على قوتي وجعلها تقبلني.”

ابتسم ابتسامة واسعة، كأنه يسترجع لحظة تحرره من قيود الماضي، بينما تعكس تعابير وجهه مزيجًا من السخرية والحزن.

بعد دقائق، عادت النادلة، مقاطعةً شغفي بالحديث. “تفضل، سيدي.” قالت بتهذيب، بينما وضعت القهوة السوداء أمام آرون، وأتت بقهوة بالحليب وكعك الشوكولاتة أمامي.

نظرت إلى النادلة، الفضول يستولي على حواسي، وعيني تتفحص تفاصيل وجهها بدقة. “أليس لديك قهوة القلب الأسود؟”

تغير تعبيرها فجأة، وفتحت فمها بتفاجؤ. “أجل.”

“أريد واحدًا.”

“هل تريد الكثير أم القليل من السكر؟”

“القليل من فضلك.”

“حسنًا.”

انحنت برفق، وعادت إلى مكانها. كان وراء هذا الطلب دافع خفي؛ قهوة القلب الأسود كانت رمز الدخول إلى عالم المعلومات. “الكثير من السكر” يعني الرغبة في شراء معلومات، بينما “القليل” تعني بيعها، بشكل عام انا اطلب شيء أكبر من مجرد مشروب.

نظرت إلى آرون، وقد بدا عليه الاستغراب. استشعرت توتره، كأنه يحاول قراءة أفكاري. أمسك كوب قهوتي، وبدأت أشرب ببطء، بينما فعل آرون نفس الشيء، وكأننا في حوار صامت لا يحتاج للكلمات.

بعد عشر دقائق، عادت النادلة. “سيدتي جاهزة لمقابلتك.”

قفزت من مقعدي وتبعتها، بينما قام آرون بالوقوف، متبعًا لي. كان هناك شعور غير عادي يملأ المكان، وكأن شيئًا ما على وشك الحدوث.

دخلنا المطبخ، حيث توقفنا أمام جدار فارغ، يحمل في طياته العديد من الأسرار. رفعت النادلة إصبعها أمام الجدار، ثم انبثق توهج ساطع منه، كأنه يستحضر شيئًا من العالم الآخر.

“وششششش—” اختفى الجدار، ليحل محله درج نازل للأسفل، قبو بدا وكأنه يقودنا إلى ظلام غير مألوف.

نزلنا بهدوء، وكأننا نتسلل إلى بعد آخر، حتى وصلنا إلى غرفة.

عند فتح الباب، واجهتنا مشاهد غير مألوفة: رجلان يرتديان أزياء سحرة، عيونهما تحمل قوة ومعرفة عميقة، وهالاتهما تتلألأ كنجوم في ظلام الليل.

“ينتهي دوري هنا.” قالت النادلة، وصدى كلماتها يحمل ثقل نهاية الأوامر الملقاة عليها. “اذهبا إلى وسط الدائرة السحرية.”

نظرت إلى الدائرة السحرية في المنتصف، حيث تصاعدت مشاعر الإثارة داخلي كالنار المشتعلة، وكأن السحر الذي طالما اعتقدت أنه مجرد خيال صار واقعًا ملموسًا أمام عيني.

تقدمت أنا وآرون نحو وسط الدائرة. بدأ السحرة يرفعون عصيهم، ويهمسون بتعاويذ بلغة غريبة، بينما بدأت الدائرة تتلألأ بضوء أبيض ساطع، يتراقص كأنما ينقش الأمل في الأجواء.

أغمضت عيني للحظة، وعندما فتحتهما، وجدت نفسي في ممر جميل، مفعم بالألوان، كأنه يفتح أمامي أبواب الفرص. على بُعد، برز باب مزخرف بألوان زاهية، يتلألأ بتحدٍ لظلام العالم المحيط.

على الرغم من أنني توقعت أن أشعر بالغثيان من الانتقال المفاجئ، ولكن لم يحدث اعتقد ان لهدوء لا يفنى علاقة في الأمر، حتى آرون بدا مرتاحًا بشكل غير متوقع.

نظرت إليه، ورأيت الفضول يلمع في عينيه. “إنه سوق سوداء للمعلومات.” همست، محاولةً قتل فضوله.

“أيضًا، أريدك أن تخفي هالتك لتبدو كبشري عادي.”

أومأ آرون برأسه بتفهم، ثم اتبعني بلا تردد.

اقتربت من الباب وفتحته ببطء. ما استقبلني كان امرأة تغطي وجهها بسترة حمراء، ترتدي فستانًا بنفس اللون، يتدفق كالماء. جلست على كنبة حمراء، محاطة بستة رجال تتدفق منهم هالة قوية، تشعَرني بخلطة غريبة من الفضول والإثارة، كما لو كنت أقف على حافة عالم غير معروف.

كان من الواضح أنهم حراس شخصيين، مُدربون على التعامل مع المواقف الخطرة، كوحوش متحركة في ظلام الغرفة. لم أكن هنا لقراءة طالع أحد، هذا مؤكد. جلست أمام صوفيا، بينما آرون يقف خلفي، كظل غامض يراقب كل حركة وكلمة، مركزًا طاقته بتركيز يكاد يكون ملموسًا.

فتحت المرأة فمها، وكأنها تستعد لإلقاء جملة منمقة، عذبة لكنها مشبوهة، محملة بنبرة متلاعبة. “ليعتقد أن الزبون مجرد شاب؟” بدا في صوتها تلاعبٌ بغير مبالاة، كأنها تمهد لأرضية صلبة لا أستطيع تجاوزها.

“إذًا، أي نوع من المعلومات تبيع؟” سألت، مختصرًا الحديث في صلب الموضوع، بينما كنت أستشعر التوتر يتصاعد في الهواء.

ابتسمت، تلك الابتسامة التي تحمل في طياتها الكثير من الغموض. تقوس فمي للأعلى، يعكس مشاعر من السخرية والفضول. هل تعتقدين أنك ستحصلين على ما تريدين بسهولة؟…

أشرت بإصبعي نحوها. “صوفيا كارلوس.”

عبرت عينيها الواسعتين عن الدهشة للحظة، كأنما انكشفت أسرار مدفونة في أعماقها، لكنني واصلت حديثي، شعورٌ بالتحكم يتغلغل في داخلي. “تبلغين من العمر 29 عامًا. لديك خلفية مأسوية، حيث دُمّرت عائلتك دون أن تعرفي السبب.”

تجمدت في مكانها، تجاعيد الفزع بدأت تتكون على جبينها، لكنني تابعت، مستغلاً تلك اللحظة الحرجة. “أصبحتِ تابعة لمنظمة التي تحكم السوق السوداء لتبني سمعتك وتزيدي من نفوذك، وأيضًا لمعرفة من قتل عائلتك.”

“هل أنا على خطأ؟” كانت نبرة صوتي مفعمة بالثقة، وكأنني أضع يدي على جرح نازف.

اتسعت عينا صوفيا عند سماع تلك المعلومات، كأنما تتفجر في داخلها مشاعر متناقضة، بين الخوف والإصرار. لكن سرعان ما عاد تعبيرها إلى طبيعته، مظهر من مظاهر القوة الباردة. “هل تهددني؟”

“يمكنك فهمه كما تريدين.” كانت كلماتي تخفي خلفها قسوة الواقع، مثل خنجر مسموم يغرس في قلب اللحظة.

“أنا فقط أريد ثمنًا لأغلق فمي.”

“وأيضًا، أعلم من قتل عائلتك.”

عند سماع تلك الجملة الأخيرة، اتسعت عينيها كأنما انتُزِعَ منها شيء من أعماقها. ومع ذلك، بدأ الشك يحل محل الصدمة، تتراقص الأفكار في ذهنها. “كيف تعرف كل ذلك؟” كانت تفتش عن إجابة، تنقض على كل كلمة.

هززت رأسي، محاولاً إخفاء ما يخالجني من يقين. “لدي طرقي.”

نظرت إلي بتعبير غامض، كأنها تحاول قراءة ما في عقلي، محاولةً لاستخراج المزيد من الأسرار. “حسنًا، إذاً بغض النظر عن كونك تكذب…”

“فلن أشتري معلومات غير مؤكدة.”

رفعت يديها في حركة تشير إلى الحراس، الذين كانوا يتجمعون حولنا كوحوش تتأهب للانقضاض. “اقتلوا الخادم واحبسوا الفتى.”

ابتسمت ابتسامة واسعة بعد تلك الكلمات. كانت كأنها تحرر وحشًا من أعماقها. لقد انتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر، وكانت كلماتها كقنبلة موقوتة.

تحرك الحراس بسرعة نحو آرون، الذي كان مستعدًا تمامًا. عينيه تتلألأان بالحماسة. تنبأت بما سيحدث. “آرون!” ناديت بصوت يتحدى الوضع، لكن الصرخات ملأت المكان، مختلطة بفوضى عارمة.

في تلك اللحظة، اختلطت الأصوات مع دقات قلبي. الوقت كأنه توقف، بينما كنت أشعر بالخطر يتصاعد. كل شيء من حولي كان يتصادم…

“أوغههع—”

“غغعغعة—”

“آه—”

أنطلق ضغط قوي غطى كل شيء، بينما كنت في قلب العاصفة، لا شيء يمكنه الصمود في وجه ذلك. سقط كل شيء من حولي، ما عدا أنا وآرون، كأننا وحدنا في عالم ينهار.

نظرت إلى صوفيا، التي بدت مشدوهة، غير قادرة على استيعاب ما يحدث. “تنهد،” قلت، رغم أنني جئتكم بسلام، إلا أنكم هاجمتوني.

ابتسمت ابتسامة واسعة مثيرة للاشمئزاز، وكانت لا ترى في عيني سوى ظلال قاتمة. “الآن، هل نتحدث عن السعر؟”

تجمدت اللحظة. كان الهواء مشحونًا بالتوتر، وكأن كل شيء من حولنا في حالة ترقب. كانت قد أدركت أن كلماتي التالية قد تكون لها عواقب وخيمة بنسبة لها.

~~~

أعذروني على الأخطاء…⬇️⬇️

2024/09/20 · 49 مشاهدة · 2022 كلمة
TroX
نادي الروايات - 2024