زوجة الاميرة الخطرة والمدلله

الفصل ١٣

ادركت مويانياو ايضا ان تصرفها هذا غير لائق فنظرت حولها بسرعة .ان الماء هنا كان دافئا فبالتأكيد ستجد اعشاب مازالت على قيد الحياة وليست ذابلة كالأعشاب التى معها. لم تكد تمشى بضع خطوات حتى وجدت ماكانت تبحث عنه فنزعته من الارض وغسلته فى ماء النهر حتى اصبح نظيفا ثم وجهت حديثها نحو الامير قائلة " اين يوجد جرحك؟"

فالاعشاب المحيطة بهم كانت طويلة للغاية لدرجة تصل الى كتفه ولذلك كانت تستطيع شم رائحة دماؤه لكنها لم تستطع ان تحدد مكان الجرح.

حدق فيها نينج جونياو ببرود قليلا قبل ان يرد باقتضاب " الصدر"

عندما ازاحت مويانياو الاعشاب التى تحيط به لكى تكشف عن مكان جرحه قفز قلبها من الصدمة فملابسه ذات اللون الفضى كانت مصبوغة بالكامل باللون الاحمر بسبب كثرة الدماء التى نزفها والجرح كان عميقا ويمتد من كتفه الأيسر الى الضلوع التى ناحية كتفه الأيمن.

كان الجرح عميقا للغاية لدرجة استطاعت معها رؤية العظام تحته.

غمغمت باعتذار مهذب بينما خلعت ملابسه وبينما هى تنظر الى جرحه اخذت نفسا عميقا لتهدئ نفسها فالجرح كان عميقا للغاية والدماء كانت سوداء فقد كان قدره ان يموت إذا لم تستطع علاجه بشكل صحيح.

كان الامير يو وانج له وضع مربك فى العائلة الملكية فهو ابن الامبراطورة ڤيا وكان من المفترض ان يكون هذا منصب عظيم ولكن بسبب ان الامبراطورة ڤيا قد سممت أمير وتسببت فى قتله فقد تم عزلها من منصبها كإمبراطورة وتم ارسالها الى القصر البارد.

( ملحوظة: القصر البارد او cold palace هو المكان الذى يتم ارسال اليه النساء المغضوب عليهم من الامبراطور ويتم معاملتهم هناك معاملة سيئة بدون موارد تقريبا سواء اكل او شرب او خشب للتدفئة او ملابس)

وهناك فى القصر البارد انجبت الامبراطورة الامير يو وانج ثم ماتت ولهذا كان الامير يو وانج مكروها من ابيه الامبراطور منذ مولده وقد ظل ماكثاً فى القصر البارد طيلة حياته حتى وصل لعمر ١٤ عاما .وعندما بلغ ١٤ عاما تم اعطاؤه لقب يو وانج واعطاؤه الضيعة الاكثر فقرا فى المنطقة الغربية من الامبراطورية لتكون ملكه.

( الاكثر فقرا أى انها قليلة الموارد وارضها ليست خصبة فلا يمكن زراعتها ايضا ولذلك فالسكان يعانون من فقر شديد)

عندما انتهت مراسم تنصيبه تم ارساله فى الحال الى المنطقة الغربية حيث تقع الضيعة الخاصة به وظل هناك لمدة ٨ سنوات كاملة .

كان الجميع يعلم انه بالرغم من انه تم اعطاؤه لقب وضيعة خاصة به الا ان هذه كانت طريقة فقط للخلاص منه وارساله بعيدا عن العاصمة.

فى ذاكرة مويانياو كان من المفترض ان يعود يو وانج الى العاصمة بعد ثلاث سنوات من الان فلماذا ظهر الان هنا؟

بينما كانت مويانياو غارقة فى افكارها كانت يداها لم تتوقف عن الحركة وكانت قد نظفت المنطقة حول جرحه ولكن جرحه كان فقط....

" من فضلك هل يمكن ان تعيرنى السكين الخاص بك؟"

كانت مويانياو مترددة وهى تطلب منه هذا الطلب فقد كانت تشعر ان يو وانج كان حذرا من ناحيتها وكانت خائفة ان تقوم بأى حركة خاطئة فيقتلها على الفور فأكملت قائلة " ان هناك الكثير من القاذورات على جرحك كما يبدو ان هناك سم فإذا لم اقطع اللحم الغير نظيف حتى لو وضعت الدواء فلن يكون التأثير جيد.

ناولها نينج جونياو السكين وعيناه الباردتان تقعان على عنقها الرفيع فهذه الفتاه كانت رفيعة وصغيرة وهو يستطيع خنقها بسهولة بيد واحدة.

شعرت مويانياو بالحرارة حول عنقها تنخفض كما لو انها يتم التحديق فيها بواسطة وحش مفترس فخفق قلبها بشدة من الخوف .اخذت الفتاة السكين وقربته بحذر من صدره وقالت له " هذا سوف يؤلمك ارجو ان تتحمل "

نينج جونياو لم يهتم لما تقول وظل يدرس وجه وعنق الفتاة التى امامه .كان هناك كدمات على وجهها قد تحولت للون الاخضر وكان هناك ايضا قطع قد تم بواسطة اداة حادة .كان من المستحيل مع كل هذه الاصابات ان يتخيل شكل وجهها الحقيقى ولكن عنقها كان جميلا للغاية ابيض وناعما وبدون أى عيوب كما لو انه من المرمر .شعرت مويانياو بكثرة تحديقه فى عنقها مما جعلها تشعر بالخجل فاصطبغ لون العنق بالحمرة .

رأى الامير لون العنق يصطبغ بقليل من الحمرة فشعر برغبة مفاجئة فى لمسه .

طوال فترة الجراحة التى كانت تقوم بها مويانياو لم يصدر الامير اية صوت ولكن الفتاة كانت قد تعرقت بشدة من المجهود الذى بذلته .كانت الدماء حول جرحه قد تحسن لونها بشدة واصبحت احمرا فاتح بعد ان كانت سوداء وفى الحال قطعت العشب المضاد للنزيف الى قطع صغيرة ووضعته على الجرح ثم قالت " لقد انتهيت ...انت..."

قبل ان تنهى جملتها شعرت بشئ بارد على رقبتها .كانت هناك يد باردة تلتف حول رقبتها.

ضيق نينج جونياو عينيه فقد شعر كأنه يلمس قطيفة ناعمة وفعل كما تمليه عليه رغباته وحرك اصابعه لتلامس الجزء المصبوغ بالحمرة من عنقها ليشعر بها ترتجف تحت لمساته.

كان قلب مويانياو يخفق بشدة وكان جسدها متخشبا من الذعر وهى ترتجف قائلة " لقد انقذت حياتك وانت لن تكافئنى على ذلك بقتلى أليس كذلك؟"

ظهر بريق من الاهتمام فى عينيه بينما هو يضيق قبضة يده على عنقها قليلا فقط ليرى عينيها تتسعان فى رعب وتبدأ الدموع تترقرق في هاتين العينان الصافيتان فهى كانت تشبه القطة التى كانت لديه يوما ما : ضعيفة ولا تتحمل أية ضربة.

ازاح يده عن عنقها عندما رأى السلسلة التى تحيط به فقطعها ليأخذها ويحتفظ بها وهو يقول " اننى مدين لكى بمعروف"

تنهدت مويانياو فى ارتياح فقد اختفت الهالة المرعبة التى تحيط به والتى كانت تعطيها احساس دائم بأنه سيقتلها فقالت "إذن سأذهب الآن"

تراجعت بحذر عندما رأت ان الامير لم يعترض على كلامها فالتقطت السلة الخاصة بها وانطلقت مبتعدة ويداها ماتزال ممسكة بالسكين الخاص به.

انها لم تتمكن من ايجاد الثعبان الذى كانت تبحث عنه ولذلك سوف تستخدم هذه السكين بدلا منه.

اخذت تجرى وتجرى لمدة عشرين دقيقة كاملة بدون توقف حتى وصلت الى القرية فوقفت وهى تحاول اخذ نفسها .

احتفظت بالسكين معها فى مكان امين ومسحت العرق المتراكم على جبهتها ومشت فى طرقات القرية .

ان مويانياو الموجودة الآن كانت تخاف من الموت بشدة لانها كان عليها ان تحمى والدتها وكانت ايضا نريد الانتقام من جميع من آذوها وقبل ان تحقق هذه الامنيات كان عليها ان تعيش جيدا وافضل من أى احد آخر.

يتبع....

2025/01/28 · 11 مشاهدة · 966 كلمة
Nonanons
نادي الروايات - 2025