لم تكن مويانياو تواسى امها فقط ولكنها كانت تواسى نفسها ايضا فأربعة ايام كانت كافية لكى تتحضر.
وعادت سوكينج للبكاء مرة اخرى وهى تحتضن ابنتها وتقول " عزيزتى ياو ...."
ثم تذكرت بعد قليل قائلة " كيف حال الجرح الخاص بك؟"
كان الجرح الذى فى مؤخرة رأسها مؤلم للغاية لدرجة انها كانت تشعر بأن رؤيتها مشوشة ولكنها لم تجرؤ على اظهار الألم على وجهها وهزت رأسها يمينا ويسارا قائلة "انا بخير ياأمى."
قامت سوكينج سريعا من مكانها لتأتى ببعض الماء لتنظيف جرح ابنتها قائلة " أن الجرح ينزف الدماء ومع ذلك تقولين انك بخير ؟"
تدفقت الدموع من عينيها وهى تلف الجرح بالشاش وقالت " الجدة...انها....انها ليس لديها قلب فقلبها قلب شيطان."
نظرت مويانياو الى سوكسنج وانحنت لتسترخى فى حضن امها قائلة " امى لا تزعجى نفسك بهذه الحيزبون العجوز .فمثل هذه المرأة ستتلقى عقابها بالتأكيد من السماء وفكرت مويانياو : حتى لو لم تقم السماء بذلك سأقوم انا به.
صدمت سو كينج من حقيقة ان هذه الكلمات تخرج من فم ابنتها فقد كانت مويانياو تمتلك شخصيه هادئة وطيبة وشعرت سوكينج بوخز فى قلبها فياو ابنتها مازالت طفله صغيره ولو لم تعاملها لى شى بهذه الطريقة لما وصلت ابنتها لهذا الحال .
اخذت مو يانياو تشكر السماء من كل قلبها بينما استقرت فى حضن والدتها بهدوء.
فى ذكرياتها عن والدتها انها كانت دائما ضعيفة الجسد وتعطى دائما الانطباع بأنها ابنة عائلة من الأثرياء ، كل حركة من حركاتها كان لها سحرها الخاص غير المعتاد .كانت دائماً تبدو مميزة عن الجميع وبسبب هذا اتهمها الجميع بالتصنع والتظاهر بأنها لا تستطيع القيام بالأعكال اليدوية وأعمال المنزل فهى كانت تمتلك جسد فتاة من عائلة غنية ولكن حياتها كانت حياة خادمة فقيرة.
فى حياتها السابقة بعد احداثها المؤسفة مع زانج سيزو بفترة قصيرة وصلت عائلة سو زكان لوصولهم ضجة كبيرة لدرجة ان رئيس البلدة قد انحنى امامهم لتحيتهم ..كان هذا عندما عرفت ان امها هى الابنه الصغرى لعائلة سو وهى عائلة غنية وقوية للغاية ولها الكثير من السطوة والنفوذ فى البلاد.
ولكن قبل وصول عائلة سو كانت امها قد تم تعذيبها حتى الموت لكى تحميها من هذا المدعو زانج وبالرغم من ان مويانياو استطاعت الهرب الا ان قدماها كانتا بلا فائدة حيث انهما قد تم كسرهما قبل ان تهرب ولولا ان افعال زانج سيزو قد تم الكشف عنها لكانت تم الامساك بها هى الاخرى وتعذيبها مثل امها.
مع وفاة امها وكسر قدمها لم تستطع مويانياو سوى ان تعتمد على لى شى (جدتها) لكى تعيش ولكن لى شى كانت تكرهها وكانت تخرج كل غضبها عليها لأن حالتها الجسدية كانت لا تسمح لها بالقيام بأعمال المنزل.
لم تعجب افعالها هذه اهل القرية فقاموا بجمع المال من بعضهم البعض لكر يقوموا بتعيين طبيب ليعالج مويانياو ولكن لى شى منعت الطبيب من دخول المنزل واستمرت فى شتمه بأقذع الالفاظ وألقاء اللعنات عليه حتى غادر.ظلت مويانياو بدون علاج لقدمها فأصبحت معاقة ولا تستطيع الحركة ولكن لحسن الحظ ان اصابتها توقفت عند هذا الحد ولم تتسبب لها فى أى مشاكل صحية اخرى.
مر اكثر من عام وكل يوم كان يمر كأنه عام بالنسبة الى مويانياو وكثيرا ماكانت تحدق فى نيران الفرن فى المطبخ متمنية ان تحرق بها نفسها وتحرق لى شى حية ...ولكنها لم تستطع.فهى قد تمكنت من البقاء على قسد الحياة مقابل تضحية امها بحياتها وهى لا تستطيع ان تضيع تضحية امها هباء.فمهما عانت كان لابد لها ان تعيش.
بعد عام ونصف وصلت عائلة سو وكانوا يرتدون ملابس ذات الوان انيقة وخيولهم الرائعة الجمال تجر عرباتهم الساحرة .
كانت النساء مثل الجنيات فى جمالهن وثيابهن تتطاير حولهن مع الحركة فى منظر خلاب وعندما تحدثوا اليها كانت كلماتهم دافئة ورقيقة واخبروا مويانياو انه منذ الآن ستصبح حياتها افضل كثيراً.
لم تستطع مويانياو تصديق نفسها .خلال رحلتها الى منزل عائلة سو كانت تشعر بالتوتر ولم تجرؤ على التفوه بكلمه وعندما وصبت اخيرا الى منزل عائلة سو شعرت بمزيد من الدونية وعدم الراحة عند رؤيتها لكل هؤلاء الاشخاص الأغنياء.
ابتسمت مويانياو بقسوة وضحكت عندما توقفت ذكرياتها عند هذه النقطة فقالت" عائلة سو ؟انهم فقط شياطين متنكرين فى هيئة بنى ادمين"
فبمجرد دخولها عائلة سو تم استبعادها ومعاملتها كالغرباء وبعد ذلك انتشرت شائعة انها كانت قد اعتادت على مرافقه الرجال فى منزل زانج مما أدى الى معاملتها معاملة اسوأ من القمامة .مع قدم مكسورة وسمعة مدمرة وايضا ايداع الثقة فى الشخص الخطأ قضت اياماً عصيبة.ولكى تستطيع ان تحيا اضطرت ان تفعل اكثر الأشياء التى كانت تحتقرها وهى ان تستغل جمالها وبهذا خطت الى جب عميق لم تستطع الخروج منه.
فى هذا الوقت كانت لا تعرف سوى بضع كلمات كان والدها قد علمها لها .لم تكن تعرف فن الخط ولا الشعر وبالطبع لم تكن تفهم سحر الشعر وجاذبيته.
ولكى تعوض هذا النقص الشنيع فى مؤهلاتها فقد قست على نفسها للغاية فإذا لم تكن تعلم عليها ان تتعلم .وببذل العديد من الدماء والعرق والدموع استطاعت التقدم للأمام ولكن ياللخسارة فهى قللت من شأن الكراهية التى يكنها لها اعدائها ورفعت من شأن نفسها اكثر مما تستحقه وللأسف نهايتها كانت مثل نهاية امها حيث تم اتهامها بأنها جاسوسة وتم تعذيبها حتى الموت .
وحتى عند موتها كانت تتمنى ان تموت مبكرا فعلى الاقل كانت ستموت وسمعتها نظيفة .وعندما تذكرت مويانياو ظروف موتها شعرت بألم شديد فى قلبها وتحول وجهها الى اللون الابيض كالاشبح فى لحظات.حوطت سوكينج ابنتها بذراعيها عندما رأت تعابير وجهها الشاحبة ونزلت دموعها على وجهها قائلة "عزيزتى ياو....ماذا حدث ....ارجوكى لا تخيفى امك؟"
عندما لاحظت مويانياو حزن والدتها تخلصت من أفكارها السلبية سريعا واصبحت عيناها اكثر صفاء وفكرت : كل شئ مختلف الآن .لم يحدث شئ بعد وهى لديها الفرصة لتغيير كل شئ.
فى هذه الحياة سوف تحمى والدتها وتحمى نفسها وسوف تجعل كل هؤلاء الذين ظلموهم يدفعون الثمن غال.
" امى انا بخير ارجوكى انهضى لتغسلى وجهك .انظرى الى حالك فوجهك الباكى ليس جميلا."
كشرت مويانياو فوجهها الابيض كالثلج كان به علامة حمراء جراء الصفعة التى وجهتها لها جدتها والتى كانت فى طريقها لتكوين كدمة وايضا كان هناك الجرح الذى تسببت به لنفسها باستخدام قطعة البورسلين فكان منظرها صادما وهى مكشرة عن انيابها .وشعرت مويانياو بالألم وهى تكشر فأخذت شهيق بصوت عالى لكى تحاول السيطرة على الالم
ملحوظة من المترجم
مرحبا،معذرة على التأخير ولكن سوف تجدوا ان انتقام مويانياو من جدتها ومن اهل والدتها الذين ظلموها ممتع حقا وبالتأكيد مطاردة الامير لها اكثر إمتاعا
سوف احاول جاهدة الاسراع فى تنزيل الفصول فى الفترة القادمة