زوجة الامير الخطرة والمدللة

الفصل ٦

"ايتها الفتاة السخيفة ماذا تقولين؟" ردت امها عليها ومدت اصبعها لكى تنغزها فى جبهتها ولكنها توقفت فى الحال عندما رأت الجروح التى تغطى جسد ابنتها فتحركت مويانياو وامسكت بيد امها لتضعها على جبهتها .فهى كانت تفتقد الشعور بيد امها الدافئة الجافة قليلاً على جبهتها.وبينما هى تتذكر كيف كانت تقضى ايامها بوجه باكى عاد لها الشعور بالحزن الذى كانت تشعر به فى تلك الايام وترقرقت الدموع فى عينيها الصافيتان وهى تنادى امها " امى...امى...امى..."

اخذت تنادى وتنادى مرة بعد اخرى وهى تحاول تعويض سنين الحزن والتعذيب والحرمان فى كلمة أمى التى اخذت تنادى بها بلا انقطاع.

"لا تقلقى انا معك لا تخافى" اخذت سوكينج تربت على رأسها وهى تطمئنها وقلبها يعتصره الحزن فمهما كان ابنتها ياو مازالت طفلة صغيرة وحتى العنف الذى اظهرته منذ قليل تجاه جدتها كان شيئا لم يكن لها فيه أى اختيار .كانت سوكينج تشعر بالذنب فهذا كله كان خطؤها لعدم قدرتها على حماية ابنتها.

بعد ان تشاركت سوكينج مع ابنتها هذه اللحظات الدافئة قامت الاثنتان لتنظيف المنزل واعداد العشاء .كانت سوكينج مازالت تفكر فى انهما سوف تذهبان الى قصر زانج بعد اربعة ايام مما جعلها تفقد شهيتها للطعام.

كانت مويانياو تعرف انه لا جدوى من محاولة تهدئة امها فإذا قالت اكثر من اللازم ستعود امها للبكاء مرة اخرى .بعد العشاء اردات مساعدة امها فى غسل الاطباق ولكن والدتها اوقفتها قائلة " انك متعبة وجسدك ليس سليماً اذهبى لكى ترتاحى. هيا بسرعة "

عند رؤيتها لعينى والدتها المليئتان بالقلق والحب استسلمت مويانياو واومأت برأسها وعادت الى غرفتها الصغيرة .بسبب وجود الجرح فى مؤخرة رأسها لم يكن لديها أى اختيار سوى ان تنام على بطنها .

اخذت تفكر : منذ ان مات والدها كانت امها هى التى تعولهم فقد كان منزلهم بالكاد يحتوى على الخشب المستعمل فى اشعال النيران ولذلك كان الفرن والمدفأة دائما باردين كالثلج وكانت البطاطين الخاصة بهم قد استهلكت عبر السنين مما جعلها خشنة ومهترئة وبالرغم من كل ذلك لم تشعر مويانياو بالراحة من قبل كما شعرت بها الٱن فى منزلها فى غرفتها .فهذا المنزل كان افضل بكثير بالمقارنة بالمنازل الاخرى التى تحتوى على مراتب ناعمة ومخدات طرية.( كانت تتحدث هنا عن منزل عائلة سو ومنزل زانج )

بعد فترة غير معلومة من الوقت استطاعت مويانياو اخيرا الاستغراق فى النوم وفى حلمها عادت مرة اخرى الى عائلة امها (عائلة سو ) وسمعت الإهانات الشديدة تنصب على رأسها " انظروا ماذا فعلت هذه العاهرة الصغيرة فهذا كان خطيب ابنه خالتها .هل لا تعرفين مقامك؟كيف واتتك الجرأة ان تحاولى ايقاع جلالته فى حبائلك؟"

( جلالته هنا المقصود بها خطيب قريبتها فقد كان امير من العائلة المالكة)

اضاف صوت ٱخر " لقد كانت امها مثلها سيدة بلا اخلاق فهذه الفتاه جاءت من منزل رافقت فيه العديد من الرجال ماذا تتوقعون منها ؟كيف تتوقعوا ان تكون نظيفة مهذبة؟"

" لقد عاملتك ابنه خالتك كأنك اختها الصغيرة ولكنك طعنتيها فى ظهرها واخذتى منها خطيبها ! هل تردين المعروف بالإساءة انت تستحقين القتل بالغرق فى البحيرة انت لا تستحقين الحياة"

"يالك من جاحدة وناكرة للجميل..."

فى يوم شتوى بارد تم سحب مويانياو التى كانت كل ماترتديه هو ملابس خفيفة للغاية من سريرها ورميها على الارض .ثم تم القاء الماء المثلج عليها مما شحب له وجهها وأحدث لها صعوبة فى التنفس ومع ذلك لم يتسبب هذا فى افزاعها لإنها كانت تعرف ان هذا سيحدث فقد نامت بالفعل مع الامير جين وانج خطيب ابنة خالتها ولكن هؤلاء الخدم الذين يعذبونها الٱن لن يجرؤوا على اهانتها وتعذيبها بهذا الشكل إلا لو تأكدوا من انها لن تتزوج الامير كمحظية الأمير.

كان وجه ابنة خالتها الذى كان دائما ينظر لها بعطف وحب مختلفا الٱن فقد كان بلا تعبير لأول مرة منذ رأتها .نظرت ابنة خالتها إليها ببرود وعيناها ممتلئة بالكراهية والحقد.

وتألق وجهها بابتسامة عندما رأت وجه مويانياو يظهر عليه الألم.

سابقا عندما وصلت مويانياو الى قصر عائلة سو لم تكن فقدت الأمل الى هذه الدرجة التى تجعلها تنام مع خطيب ابنة خالتها ولكن فى البداية عند وصولها الى القصر كانت مويانياو تشعر بالغرابة والإحراج ولكن ابنة خالتها عاملتها بمنتهى الحب والعطف .كانت الفتاة جميلة لطيفة وحلوة المعشر مما جعل مويانياو تحبها من كل قلبها وتتمنى ان ترد لها الجميل بأى شكل وفى مرة كانوا مسافرين ومتجهين الى المعبد هاجمهم مجموعة من اللصوص فخاطرت مويانياو بحياتها لكى تحمى ابنة خالتها وتساعدها على الهرب منهم حتى انها كانت على وشك ان يمسكوا بها ويغتصبوها ثم يقتلوها بعد ذلك ولكن تم انقاذها بواسطة شخص ما.

لقد خاطرت بحياتها وضحت بنفسها لكى تنقذ بنت خالتها ولكنها وجدت فى النهاية الحقيقة المرة امامها وهى ان هؤلاء اللصوص الذين هاجموهم كانوا مؤجرين پواسطة بنت خالتها بنفسها وكانت مهمتهم ان يهاجموا مويانياو وكل هذا كان بسبب ان خطيب الفتاه اطرى على جمال مويانياو قائلا لها " انت جميلة للغاية"

كل هذا الحب والعطف والطيبة الذى كانت تظهره لمويانياو كان مجرد تمثيل امام الناس لكى يعتقدوا انها طيبة وعطوفة وكان ايضا من أجل ان تستطيع استغلال مويانياو فى يوم ما إذا احتاجتها.

ولذلك بالرغم من معرفة ان جين وانج خطيب بنت خالتها فقد رتبت وخططت لكى تنام معه .

عندما كان الخدم على وشك ضربها حتى الموت كشفت لهم حقيقة انها حامل بابن الامير وهذه المعلومة كانت كالصفعة على وجه خطيبته .

دخلت مويانياو قصر الامير كمحظية بمنتهى السهولة بعد ذلك وعاملها الامير بمنتهى الحب فقد كان يوما واحدا بجواره افضل من السنوات الطويلة الماضية حتى عندما فقدت جنينها لم يغير الامير معاملته لها وظل يعاملها معاملة رائعة كالسابق.

ظلت مويانياو فى قصر جين وانج لمدة ثلاث سنوات حتى دخلت ابنة خالتها القصر كزوجته القانونية والاميرة لهذا القصر وجعلت حياة مويانياو جحيم ولكن ماذا فى هذا مهما حاولت ان تجعل حياتها صعبة فقد عاشت مويانياو حياة مريحة بالنسبة لما عاشته من قبل.

حتى قابلت يو وانج الذى لم يكن يعيش فى العاصمة من قبل .

عندما كانت فى طريقها الى المعبد شئ ما اخاف الخيول مما جعلها تهيج متسببة فى وقوعها على الارض لتجد نفيها عند قدمى يو وانج الذى كان مارا بالصدفة .نظر لها يو وانج نظرة مليئة بالاعجاب لانها كانت جميلة للغاية وكانت نتيجة هذه النظرة ان اعطاها زوجها الامير الى هذا الشخص المدعو يو وانج كهديه نعم لقد اعطى زوجتة كهدية الى يو وانج.

عندما دخل يو وانج عليها غرفتها فى هذا اليوم فقدت الوعى فجأة وفاقت لتجد نفسها مغطاة بالدماء ومتهمة بأنها جاسوسة وبالطبع نهاية أى جاسوس هى الموت ونهايتها كانت مأساوية للغاية مثل اى جاسوس.

2025/01/12 · 27 مشاهدة · 1012 كلمة
Nonanons
نادي الروايات - 2025