20 - العائلة الانبل في العالم

الفصل العشرون: "العائلة الأنبل في العالم"

"لماذا جمعتنا هنا اليوم، أيها الجد إلياس؟" سأل فتى عمره حوالي تسعة عشر عامًا يُدعى ريان. كان فتى نحيفًا، ذا قامة متوسطة، بوجه شاحب قليلًا. كانوا الآن يقفون في بيت الجد إلياس.

رد الجد إلياس قائلاً: "أنا أيضًا لا أعرف، ولكن سنعرف بعد قليل."

كان هناك العديد من الفتيان في المنزل، أكثر بكثير من المرة السابقة.

قال إيفان للجد: "أهو بشأن ذلك الفتى النبيل؟" وضاقت عيناه قليلاً.

سكت جميع الأطفال عند سماع كلمة "نبيل".

قبل أن يتكلم الجد إلياس، انفتح باب إحدى الغرف في الطابق الثاني من المنزل، وخرج منها شاب جميل ذو شعر أسود وعينين سوداويتين. كان تحت عينيه سواد طفيف من قلة النوم، لكنه لم يخفِ جمال وجهه.

صرخ الشاب وهو يفرد ذراعيه: "آه... حتى في تدريبات إدوارد، لم أبذل كل هذا المجهود. فليستحسن أن يشكروني على ما فعلت."

لاحظ نيفاليس أنظار الشبان في الطابق السفلي، فتمتم: "أوه... لقد جمعتم الكثير."

تكلم العجوز إلياس قائلاً: "إذاً، فلتفسر الآن ما الذي يحدث."

قبل أن يتكلم نيفاليس، صاح إيفان: "جدي! لماذا ذلك النبيل هنا في المنزل؟"

نظر إليه العجوز إلياس وقال: "اخفض صوتك يا إيفان، وسنعرف منه الآن ما كان يفعل."

نزل نيفاليس إلى الطابق السفلي، ثم وجد لنفسه كرسيًا وجلس عليه.

تكلم العجوز إلياس قائلاً: "إذاً، أخبرني، ما الذي كنت تفعله طوال الأسبوعين الماضيين في الغرفة؟"

قبل أسبوعين، جاء نيفاليس إلى العجوز وطلب منه غرفة في الطابق العلوي، وأن يجمع كل الشبان الذين يثق فيهم. وها هم الآن بعد أسبوعين.

تكلم نيفاليس بجملة واحدة وببساطة: "أنوي إنشاء العائلة الأنبل في العالم." قالها مبتسمًا.

حدق الجميع في نيفاليس بغباء، حتى العجوز إلياس بدا متفاجئًا بما سمعه.

صاح إيفان: "هل تسخر منا الآن، أيها اللعين؟"

رد نيفاليس بهدوء، لكن بنبرة جعلت الجميع يستمع إليه رغماً عنهم:

"أنا لا أسخر من أحد هنا. أنا فعلاً أنوي إنشاء عائلة نبيلة، العائلة الأنبل في العالم. ليس مثل هؤلاء النبلاء المزيفين في المملكة، بل نبيل حقيقي."

سكت نيفاليس قليلاً، ثم أكمل قائلاً: "أريد إنشاء عائلة تجسد معنى النبيل الحقيقي. لكنني أعلم أن أولئك اللعينين في المملكة لن يسمحوا بذلك."

"لذلك، هناك شيء واحد أحتاجه لإنشاء تلك العائلة. شيء واحد فقط... وهو القوة." وأشار نيفاليس بإصبعه نحوهم.

ساد الصمت للحظات، ورغم أن أحدًا لم يقاطعه، كانت النظرات على وجوههم كافية لتوضح ما كانوا يريدون قوله.

أعاد نيفاليس قائلاً: "أنتم ستكونون أسس هذه القوة."

في تلك اللحظة، تكلم العجوز إلياس بنبرة تحمل الغضب، والغصة معًا:

"ما هذا الجنون؟ تخبرنا أنك تنوي إنشاء عائلة تعادي المملكة بأكملها، وتريد منا أن نصبح جزءًا من هذا الهراء؟"

لكنه لم يتكلم فقط كعجوز ساخر من حلم طفل، بل كرجل خائف... خائف على أولئك الأطفال من الأمل الكاذب، خائف من أن يُسحبوا إلى حرب لا تعود منهم أرواحهم أبدًا.

نظر إليهم... كانوا مجرد صبية، بالكاد تجاوزوا الطفولة.

قال في نفسه: "أنا لو طلب مني أحدهم الآن أن أقود ثورة ضد هؤلاء النبلاء الأوغاد، لفعلت دون تردد... حتى لو كان ثمن ذلك موتي. فأنا عجوز لا يخشى النهاية."

"لكن هؤلاء؟" نظر إليهم مجددًا. "هؤلاء أطفال... أطفال!"

ثم صاح مجددا، بصوت مرتجف من الغضب والانفعال:

"أسمع! أنت مجرد طفل حالم لا يعرف ما يتفوه به!"

تكلم نيفاليس قائلاً: "أنا لن أجبر أحدًا على الانضمام، لكنني أريدكم أن تعتبروا الأمر فرصة. فرصة للخروج من مكب النفايات هذا، فرصة للتغلب على أولئك النبلاء المزيفين، فرصة لتصبحوا أنتم النبلاء الذين طالما حلمتم أن تكونوا. نبلاء حقيقيون."

لمعت أعين بعض الشبان والأطفال عند سماع ذلك، لكن العجوز إلياس كان أسرع في الرد.

قال إلياس: "كلام جميل، لكنه يظل مجرد كلام. هل تدرك أنك تخاطب مراهقين لا يملكون أي قوة؟ أكبرهم لا يتجاوز الثانية والعشرين. كفاك هراءً، نيفاليس. قد لا تعلم، لكن أسوأ أنواع الأمل هو الأمل الزائف. لا تزرعه داخل هؤلاء الأطفال؛ لا أريدهم أن يتحطموا أكثر بتمسكهم بوهم."

استدار العجوز إلياس ومشى، وكأنه يقول لنيفاليس إنه لن يسمع المزيد من حديثه.

لكن نيفاليس تكلم، بصوت هادئ وواثق: "قد تراه أملًا زائفًا، وقد يكون كذلك، لكنني هنا لتحويله إلى أمل حقيقي."

استدار العجوز إلياس غاضبًا، وكان لديه الكثير ليقوله: "ماذا تعرف لتتكلم بتلك الثقة؟ استيقظ من أحلامك! ما أمامك ليسوا سوى أطفال ضعفاء. حتى أنت لست سوى مجرد طفل!"

لكن عندما استدار وواجه عيون نيفاليس... تلك العيون الواثقة، تلك العيون التي بدت وكأنها تقول: "عندما أقرر شيئًا، لا أحد يستطيع منعي."

كره إلياس تلك العيون حقًا.

كبت غضبه وتكلم: "أنا أستمع. أقنعني، كيف ستواجه تلك الجيوش بمحض أطفال؟"

ابتسم نيفاليس ونظر إلى الغرفة التي خرج منها سابقًا.

نظر العجوز إلياس إليها أيضًا بشك وقال: "ماذا كنت تفعل في تلك الغرفة؟"

تكلم نيفاليس قائلاً: "أنشأت دائرة كشف سحرية."

قالها ببساطة، وكأنها جملة عادية، لكن نظرة الصدمة على وجه العجوز إلياس كانت تعبر عن عكس ذلك تمامًا.

لم يفهم الأطفال ما هي تلك الدائرة، لكن رؤية الصدمة على وجه العجوز جعلتهم يشعرون بأهميتها.

قال إيفان للعجوز: "هل هي شيء خطير؟"

تمتم إلياس بصدمة: "دائرة كشف سحرية؟"

قال: "هل تسخر مني الآن؟ تقول إن طفلًا مثلك أنشأ دائرة كشف سحرية، التي حتى أنا لا أستطيع إنشاؤها؟"

العجوز إلياس، الذي عرف صعوبة إنشاء مثل هذه الدائرة، لم يستطع تصديق ما سمعه.

"دائرة الكشف السحري ليست مجرد شيء يستطيع أي أحد إنشاؤه. بغض النظر عن أنها تُرسم باستخدام قلم سحر عنصري، وحتى لو تمكن أحدهم من الحصول على القلم الذي لا تملكه سوى عائلات السحر والعائلات الكبرى، فإن إنشاء الدائرة السحرية نفسها لها متطلبات. مثلًا، ترسم فقط بالسحر النقي، وأيضًا يحتاج المستخدم إلى طاقة سحرية وعقلية كبيرة، خاصةً الأخيرة. وأنت تخبرني أنك رسمتها هكذا بكل بساطة؟"

أصبح فضول إلياس لرؤية الغرفة أكبر. فبعد كل شيء، رأى أشياء لا يستطيع سوى ساحر من الرتبة الخامسة رسمها، وهو أمر نادر جدًا.

قام نيفاليس من كرسيه وأشار للعجوز ليتبعه. تبعهم إيفان، ريان، وفتاة بدت في سن إيفان.

صعد الأربعة خلف نيفاليس، الذي فتح باب الغرفة وأومأ لهم بالدخول.

دخلوا ببطء، ولكن ما رأوه داخل الغرفة صدمهم جميعًا بلا استثناء.

كانت صدمة العجوز إلياس واضحة في عينيه، صدمة نادرة على وجهه.

إيفان وسيلان والفتاة بدوا وكأنهم تجمدوا في مكانهم، لا يستطيعون تصديق ما يرونه.

2025/04/19 · 0 مشاهدة · 953 كلمة
Xx_Adam_xx
نادي الروايات - 2025