الفصل الواحد والخمسون: "غموض الجنوب"

"لقد استدعيتكم اليوم... لنتحدث عن الحرب القادمة."

"الشمال قد أعلن الحرب رسميًا، ومن المقرر أن تبدأ الحرب بحلول موجة الوحوش القادمة. أريد أن أسمع اقتراحاتكم بشأن الأمر."

"المشكلة ليست في الشمال، جلالتك، المشكلة في موجة الوحوش التي بقي عليها أقل من سنتين." قال آدم.

"أجل، إذا أتينا للشمال وحده، فليس هناك من يشكل مشكلة سوى ذاك الوحش القديم... كاليستيوس، أما من حيث الإعداد والقوة الإجمالية، فنحن نتفوق عليهم بفارق كبير."

أضاف الدوق لانكروس.

"معك حق... كاليستيوس مشكلة كبيرة، قوته طاغية. لقد تعدى بالفعل قمة الرتبة الخامسة." قال الإمبراطور إيراث.

تفاجأ جميع من في الغرفة بذلك الإعلان، لم يكن أحد منهم قد قابل المطران الأبيض من قبل، سوى الإمبراطور.

"هل يعقل أن يكون وصل للرتبة السادسة؟" سأل الدوق مالفريد ببعض القلق.

"لا."

أجاب إيراث وأكمل:

"لم يتجاوز أي أحد في القارة الرتبة الخامسة من قبل، ليس الأمر أنها غير موجودة، ولكن ببساطة... شيء ما يمنعنا عنها. كل من في قمة الرتبة الخامسة يشعرون بذلك. هناك حاجز يفصلنا عن الاختراق للرتبة السادسة، ولكن المشكلة ليست في ذلك الحاجز... بل في شيء آخر يمنعنا من لمس الحاجز من الأساس.

قد يكون كاليستيوس تخطى قمة الرتبة الخامسة بالفعل، ولكنه ما زال في الرتبة الخامسة. ومع ذلك، فهو طاغٍ في رتبته، لا يستطيع أيًا من كان في الرتبة الخامسة مقاتلته.

ولكننا هنا في حرب، وليست مواجهة فردية. ونحن بالفعل نتفوق في الأعداد والرتب. المشكلة أننا نحتاج إلى تقسيم قواتنا، فالحرب ليست مع الشمال فقط، بل أيضًا مع جبال نيهاريف... وموجة الوحوش.

والأكثر من ذلك... هو طرف ثالث ما زال هادئًا حتى الآن."

ضيّق الجالسون أعينهم، هم بالفعل عرفوا من هو الطرف الثالث:

"الجنوب."

لقد كان الجنوب بالفعل لغزًا كبيرًا للقارة بأكملها. فمنذ الحرب، لم ينفتح الجنوب على بقية القارة مرة أخرى.

وليس الأمر أنهم لم يريدوا التواصل مع الجنوب، بل ببساطة... لم يستطيعوا.

"بسبب بحر الدم."

بعد انتهاء حرب الدم والمصير، غطّت الدماء القارة بأكملها، ولكن بالرغم من ذلك، ولسبب ما، تجمعت كل تلك الدماء في الجنوب، وكونت بحرًا...

بحرًا من الدماء، عزل تلك المنطقة بالكامل عن القارة لمدة تزيد عن المئة وخمسين عامًا.

حاول البعض عبور بحر الدماء، ولكن لم يعد أحد.

وفجأة، ومنذ أقل من ستين عامًا بقليل، اختفى بحر الدماء، وانفتحت تلك الحدود التي صنعها مع الجنوب.

ولكن ما ظهر... كانت أرضًا حمراء مرعبة، متشققة.

ولكن حتى ذلك المظهر المرعب، لن يردع الفضول البشري.

تم إرسال بعثة مرة أخرى لاستكشاف الرقعة المفقودة من القارة،

ولكن... أيضًا لم يعد أحد منهم.

تم تشكيل بعثة أخرى منذ أربعين عامًا، بعد ظهور عائلة ثالورين – عائلة الإمبراطور الأول – وتولي الإمبراطور إيراث الحكم.

كانت البعثة من أعتى مقاتلي الجيش وجنود الدوقيات، ولكن أيضًا... لم يعد أحد منهم.

لذلك، حتى الآن، الجنوب ما يزال غامضًا، قد يكون حتى أكثر غموضًا من غابة الصقيع أو جبال نيهاريف.

"هاه..."

تنهد الدوق مالفريد، فبعد كل شيء، هو من يحمي الحدود الجنوبية للمملكة.

إذا قام أيًّا من كان موجودًا في الجنوب بأي حركة، سيكون هو أول من يصطدم به.

تسللت الذكرى إلى ذهن الدوق مالفريد دون أن يشعر.

كان قد رأى بحر الدماء مرة واحدة، قبل سبعين عامًا، حين كان لا يزال شابًا.

في ذلك الوقت، كان قد اخترق الرتبة الخامسة، واثقًا بقوته.

لكنه لم ينسَ ما رآه هناك.

كان على الحدود فقط، ولم يقترب كثيرًا، ومع ذلك شعر بشيء ثقيل... شيء غريب.

المكان كان صامتًا، لكن الصمت نفسه كان يوتر الأعصاب.

لون البحر أحمر، لكن ليس كدمٍ بسيط... بل كثيف، داكن، كأنه لا نهاية له.

شيء في الأعماق كان يتحرك، لم يره بوضوح، لكنه شعر به.

"كائنات مرعبة موجودة في قاع ذاك البحر الأحمر، تساوي في الرعب وحوش جبال نيهاريف... لا، بل أكثر دموية."

حينها أدرك أن هناك سببًا حقيقيًا لعدم عودة أي شخص حاول عبور ذلك البحر.

وحوش جبال نيهاريف كانت مروعة، نعم، لكنه لا يزال يعتقد أن ما رآه في بحر الدم كان أسوأ.

فجأة...

تغيرت تعابير كلٍ من آدم والدوق لانكروس، وسحبوا بسرعة شيئًا من جيوبهم.

"ما الأمر؟" سأل الإمبراطور إيراث.

"إنها رسالة عاجلة من الاتحاد."

"نفس الأمر لدي هنا." أجاب آدم ولانكروس، مما زاد الدهشة والحذر.

الرسائل العاجلة لم تكن تُستخدم إلا عند الضرورة القصوى.

ما الذي حدث في الشمال؟

سؤال خطر في بال الجميع فجأة.

أسرع الاثنان بفتح اللفافتين، ظهرت عليهما نقوش سحرية، وبدأ الكلام يظهر من العدم.

قرأ آدم الكلمات، الواحدة تلو الأخرى، والغضب يتصاعد في عينيه.

انتشرت العروق في وجهه، وارتجف جسده.

انفجرت هالة آدم طاغية، اجتاحت القاعة كموجة غضب عارمة، وتحطّم الكرسي من تحته.

"هؤلاء اللعناااااااء!"

صاح آدم، واندفعت هالة طاغية اجتاحت القاعة، غير آبهٍ بمن حوله.

2025/05/06 · 4 مشاهدة · 721 كلمة
Xx_Adam_xx
نادي الروايات - 2025