عندما استيقظ غو جون من كابوسه، ظلت جملة واحدة في ذهنه. لقد تذكر فقط معنى الجملة، وليس اللغة الدقيقة التي استخدمها الهامس الغامض.
هل كان هذا مجرد حلم سيء ؟
غو جون لن يصدق ذلك. منذ كابوس الشجرة القديمة القاحلة، لم يفكر أبدًا في إمكانية كونها أحلامًا بسيطة.
كان عالم أحلام المرء هدفًا للبحث العلمي. كان دوق تشو (1) من الصين القديمة يعتقد أن الشخص يعكس حظه ومصيره، بينما كان لدى سيغموند فرويد (2) وجهة نظر مختلفة. كان لمؤسس التحليل النفسي نظرية مختلفة. كان يعتقد أن العقل الباطن للشخص يمكن فهمه بتفسير الأحلام. بالنسبة لغو جون، كان يعتقد أن كلا البرهانين منطقيتن. هذا العام، كان مصيره مروعًا، وكان يعتقد أن عقله الباطن كان بالتأكيد غير طبيعي.
ثم, عاد السؤال.
من كان يهمس له ؟ «ابن سوء الحظ» ؟ من هو يي ؟
"هل يمكن أن يكون... شجرة البانيان تطلق على نفسها اسم «ابن سوء الحظ وكانت تتحدث معي ؟» ظهرت الفرضية غير المعقولة في ذهن غو جون. كانت بعيدة المنال ولكنها ممكنة. بعد كل شيء، جاء الصوت من جهة شجرة البانيان.
مع العديد من الأسئلة تعذبه، توجه غو جون إلى مركز التدريب في اليوم التالي لإكمال تدريبه.
***
مرت الأيام، وسرعان ما انتهى الأسبوعين. لم يستقبل القسم الطبي قط دفعة أخرى من مرضى مرض بانيان التشوهى خلال هذه الفترة، مما ساعد على استقرار الوضع. سرعان ما مر شهر منذ أن بدأ طلاب الطب النخبة تدريبهم في فيكدا، مما ختم نهاية تدريبهم المعزول لمدة شهر.
"عمل جيد، جميعا. لقد بذلتم قصارى جهدكم خلال هذا الشهر! "أعلن تشو جياكيانغ بحماس عن نتائج التدريب. "نظرًا لأدائكم المذهل، اتخذ مجلس الإدارة قرارًا بترقية الجميع إلى أعضاء من فئة G في فيكدا ! قبل هذا، لا يزال هناك تقييم أخير لحالتكم العقلية. مجرد إجراء، سيكون جيدا ".
بالطبع، لم يكن لدى كاى زيكسوان والباقي أي مخاوف بشأن الجلوس لإجراء مقابلة أخرى. ومع ذلك، كانوا فضوليين بشأن السبب وراء ذلك.
من ناحية أخرى، اندلع القلق داخل غو جون. سيشمل التقييم بالتأكيد اختبار العقل الباطن. سابقا، رسم جملة من الكلمات الأجنبية. ماذا سيحدث هذه المرة ؟ ليكون صريحًا، لم يكن واضحًا بشأن المجريات داخل عقله الباطن.
هل سيتم أثارة الوهم ؟ على الاغلب لا. لقد حاول عدة مرات خلال الأسبوعين الماضيين دون جدوى. لم يشعر حتى بتلميح للرؤية المتعلقة بالصورة أحادية اللون. ربما كان عليه السفر إلى شاطئ بأشجار بانيان فعلية.
بينما كانوا يتجهون نحو موقع التقييم، شرح الأخ كيانغ التفاصيل بحماس. لم يكن هذا الاختبار يتعلق بشخصيتهم كما كان من قبل. لكن لفهم المزيد عن حالتهم العقلية والنفسية.
"حسنًا، يطلق الأعضاء الأكبر سنًا في قسم فيكدا على هذا الاختبار تقييم S، لأنه يختبر معنوياتنا (spirits )ويبدأ بالحرف S. عندما جئت إلى هنا لأول مرة، كان الاسم قد تم تداوله بالفعل. لا أحد يعرف من صاغ هذا المصطلح. أعتقد أنه يجب تسميته بالعقلية رغم ذلك ".
تحدث تشو جياكيانغ مع الطلاب بشكل عرضي، مما نشط وخفف من مزاجهم. لم يتم حظر هذه المعلومات، ويجب السماح لهم بالتعرف عليها من خلال رتبتهم الحالية. بينما استمع غو جون، ابتسم.
ربما يمثل S العقلانية (sanity). لقد أرادوا معرفة ما إذا كنا لا نزال عاقلين أو كنا نسير بالفعل على حبال الهوس المشدودة.
«الأخ كيانغ، هل ستكون نتائج تقييم S قيمة عددية ؟» سأل سون يوهنغ السؤال الذي كان يدور في خاطر الجميع.
«نعم هى كذلك». وبينما كان يسير، أوضح تشو جياكيانغ أكثر، "إنها قيمة مجتمعة. يضع العمل في قسم فيكدا مخاطر كبيرة على صحتنا العقلية يوميًا. في كثير من الأحيان، سنواجه احتمال حدوث انهيار عقلي. سيتطلب هذا وقتًا للشفاء والتعويض والتعافي. وإلا ستكون العواقب وخيمة ".
أثناء حديثه، دخلوا عند حارس وحدة المقابلات والتقييم. قاد الأخ كيانغ المجموعة إلى الطابق الثاني بعد تحية ضابط الأمن. وتابع الى المصعد.
"تشير قيمة الS إلى عقلانيتك ومثابرتك وروحانيتك وما إلى ذلك. تستند الى 100 نقطة. بطبيعة الحال، كلما كان ذلك أعلى، كان ذلك أفضل. إذا كنت أقل من 70، فستحتاج إلى تلقي العلاج وستتلقى عبء عمل مخفضًا. إذا كنت أقل من 50، فسيرسلونك في اجازة إلزامية. إذا نلقيت أقل من 70 هذه المرة، فلن يتم قبولك. "
على الرغم من بهجته، يمكن للجميع أن يقول أن الأخ كيانغ كان يجعل الأمر يبدو سهلاً. بصمت، نظروا إلى بعضهم البعض. هل ما يسمى بـ «الأجازة الإلزامية» تعني الفصل الفوري ؟
كانت قيمة الS هذه صارمة.
"ليس عليكم التظاهر. إذا كنتم في حالة جيدة، فهذا جيدا لكم "
تداخلت نبرة أكثر جدية بين كلمات تشو جياكيانغ حيث أكد مرارًا وتكرارًا، "حتى لو خدعت المراجعين، فستتأذى في النهاية. لست بحاجة إلى التظاهر. لا تختبئ، لا تتصرف فقط أظهر حالتك الحقيقية إذا كنت تواجه مشكلة حقًا، فعلى عجل يمكنك الحصول على أفضل علاج. جميعًا ندرس الطب، وجميعًا نفهم سبب حاجتنا إلى العلاج الفوري. "
«نعم». أومأ كاي زيكسوان بأتفاق. كان الأخ كيانغ على حق، حيث كان من الأهمية القصوى العلاج في الوقت المناسب.
قال تشو جياكيانغ مرة أخرى: "آه جون، روشيانغ، يوهنغ، خاصة أنتم الثلاثة. لقد شاركتم في عملية جراحية فعلية. من الطبيعي أن تشعروا بالضيق بعد العمليات الجراحية القليلة الأولى. ليس عليكم الأحتفاظ بها في قلوبكم، يمكنكم أن تقولوها لاحقًا. "
"لا توجد مشكلة" ابتسمت وانغ روشيانغ بلا مبالاة. "لا يوجد توتر حتى الآن. لقد مر بالفعل أكثر من نصف شهر. حتى جرح السكين كان سيلتئم الآن ".
عند سماع «السيدة الحديدية» تتحدث، ضحك الجميع مما أدى إلى تدفئ قلوبهم بالمثل.
"أي سكين استخدمته ؟ قصاصة أظافر ؟ " ألقى غو جون الكلمة الأخيرة مما استقطب جلجلة ضحك خارجة عن السيطرة عليه من الجميع.
عند رؤية حالتهم الذهنية الممتازة، يمكن أن يصبح تشو جياكيانغ مرتاحًا حقًا. عندما أخرجهم من المصعد، سار عبر بعض الممرات وتوقف أمام منطقة الانتظار أمام غرف المقابلة. كان أول من تم تقييمهم هم وانغ روشيانغ وسون يوهنغ وكاي زيكسوان. وفقًا لذلك، دخل الثلاثي غرفهم كل على حدة.
جلس غو جون وجيانغ بانكسيا والآخرون على الكراسي في الخارج وتحدثوا مع تشو جياكيانغ أثناء انتظارهم.
بطبيعة الحال، تمنى غو جون أن يجتاز الاختبار دون عوائق. ليس فقط لأنه سيكون تقدمًا واضحا في بحثه عن الحقيقة، ولأن أيضًا قلبه وجد أخيرًا منزلًا هنا. ربما كان الدفء الذي أظهره الأخ كيانغ والجراح تشو رويوين وفريقه قد غزا قلبه. ربما رأى الإحساس المفقود منذ مدة طويلة بالانتماء بين الطلاب الذين تدربوا معه.
منذ اليوم الذي تفككت فيه عائلته عندما كان فى العاشرة، لم يشعر أبدًا بإحساس المأوى مجددا. ومع ذلك، كان يعود إليه الآن.
بعد حوالي نصف ساعة، خرج كاى زيكسوان من الغرفة. في اللحظة التي خرج فيها، رثى، «في الوقت الحالي، قلبي في نعيم وراحة لا يمكن تفسيرهما».
هاه ؟ أليس هذا هو تقييم S ؟ ما الذى ذهب من أجله ؟ منتجع ؟
ومع ذلك، لم يتفاجأ غو جون. إذا لم يتمكن زيكسوان من المرور، فمن المؤكد أن الجميع لن يمكنهم المرور.
بعد خروجه، لم يستطع كاى زيكسوان قول المزيد وتم نقله بعيدًا من قبل الأخ كيانغ. بعد أكثر من عشر دقائق، أنهى سون يوهنج ووانغ روشيانغ الاختبار واحدا تلو الأخر. أثناء خروجهم، بدوا جميعًا مرتاحين تمامًا، ومن المحتمل جدًا أنهم مروا دون صعوبة.
في نفس الوقت، طلب أحد الموظفين من غو جون دخول غرفة المعاينة التي خرجت منها وانغ روشيانغ للتو.
وقف غو جون وسار إلى الباب المفتوح.
كانت غرفة الاختبار مختلفة تمامًا عن غرفة المقابلة السابقة. كانت أكثر اتساعًا وأناقة مع إضاءة باهتة بدرجات أكثر دفئًا. في منتصف الغرفة كان هناك كرسي اختبار به العديد من الأدوات والمعدات. ولم يكن الحكام الثلاثة السابقون حاضرين. لم تكن هناك سوى امرأة في منتصف العمر، كانت تبتسم بود، جالسة على مقعد بجوار الكرسي.
عند رؤية الشاب يدخل، نهضت وقدمت نفسها بحرارة، "غو جون، اجلس هنا. أنا المقيمة، ليانغ جياهوي. يمكنك مناداتي بالأخت ليانغ ".
«تشرفت بلقائك الأخت ليانغ» أومأ غو جون برأسه. تصاعدت اليقظة فى قلبه.
أوه ؟ كم هى ودودة. هل هذه هي طريقة العلاج من قبل كارل رانسوم روجرز (3) ، عالم النفس الأمريكي ؟ الشخص صاحب «المريض كمركز للعلاج» ؟
في كلتا الحالتين، كان نظام الأخ كيانغ لقيادة الطريق وشرح شخصية ليانغ جياهوي الودية مقصودًا. لا شك أن الغرض كان وضعهم في حالة من الاسترخاء والثقة.
ومع ذلك، عرف غو جون أنه يجب أن يكون هناك غرض أكثر خطورة وراء هذه المسرحية. وإلا فلن يكون هذا نوعا من أنواع التقييم. علاوة على ذلك، كان تقييمه، ووانغ روشيانغ، وسون يوهنغ بالتأكيد أكثر شمولاً، خاصة بالنسبة له.
"تعال, اجلس أو استلقي. فقط كن مرتاحا ". ابتسمت الأخت ليانغ. «سأضع المزيد من الأدوات عليك، حسنًا ؟»
«حسنا». قال غو جون وهو يمشي. جلس على الكرسي الرئيسى ثم شرع في التمدد.
ملاحظات المترجم:
(1)دوق تشو: كان عضوًا في العائلة المالكة لسلالة تشو المبكرة ولعب دورًا رئيسيًا في توطيد المملكة التي أسسها شقيقه الأكبر الملك وو. اشتهر بأنه كان وصيًا قادرًا ومخلصًا لابن أخيه الشاب الملك تشينغ، ولقمع تمرد الحرس الثلاثة بنجاح وإقامة حكم راسخ لسلالة تشو على شرق الصين. وهو أيضًا بطل ثقافة صيني يُنسب إليه الفضل في كتابة أي تشينغ "كتاب التغييرات" وكتاب الشعر، وتأسيس طقوس تشو.
(2)سيغموند فرويد: كان طبيب أعصاب نمساوي ومؤسس التحليل النفسي، وهي طريقة كلينيكية لتقييم وعلاج الأمراض في النفس من خلال الحوار بين المريض والتحليل النفسي.
_كرسى الأستلقاء أو الكرسى الرئيسى:
(3)كارل رانسوم روجرز: كان عالم نفس أمريكي ومن بين مؤسسي النهج الإنساني (والنهج المرتكز على العميل) في علم النفس. يعتبر روجرز على نطاق واسع أحد الآباء المؤسسين لأبحاث العلاج النفسي وتم تكريمه لأبحاثه الرائدة مع جائزة المساهمات العلمية المتميزة من قبل الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) في عام 1956.
*عدلت الفصل السابق فى أخر فقرة من الفصل بسبب خطأ أرجو أعادة قرأته أعتذر