وبعد اعدام بروتس قام بوليفيموس بالرجوع الى غرفته وقام باستدعاء شخص يدعى سِربِينس
كان سربينس اكثر شخص مقرب لبوليفيموس وكان دائما ما يخبره عن خططه
وبعد بضع دقائق دخل شخص الى غرفة بوليفيموس
"مرحبا يا سربينس"
"مرحبا يا بوليفيموس، لقد سارت الخطة كما يجب ان تسير، تجعل بروتس يقتل والدك وتقوم باعدامه، فكرة عبقرية"
"نعم بالفعل، كان يجب ان اتخلص من الشخص الوحيد الذي يمكن ان يفشي هذا السر"
"فكرة رائعة، والان ماذا ستفعل؟"
"بعد مقتل والدي سأصبح انا الملك، لذا يجب أن اخرج والقي خطابًا للشعب"
"ماذا ستقول به؟"
"انتظر وسترى، لقد انتهى زمن الرخاء.. حان وقت الحروب وإراقة الدماء..."
وبعد قليل قام بوليفيموس بنشر خبر انه سيقوم بالقاء خطاب ليتجمع الناس
بعدها قام بوليفيموس بالخروج ورأى حشدا كبير من البشر
"لقد رأينا جميعا ما حدث لوالدي، وانه قد تم اعدام الخائن الذي قام بفعلته هذه، وبمناسبة كوني أصبحت الملك أحب أن أخبركم....
أنه قد انتهى زمن السلام والرخاء، دعكم من الخمس سنوات التي قام أبي بالتغير بها وجعلكم تعيشون في سلام، سنبدأ زمن الحروب والفساد!"
فصاح به شخص من الموجودين
"ولماذا؟ لماذا لا تتركنا نعيش في سلام أيها الظالم؟ "
نظر له بوليفيموس
"يا حراس"
فانطلق سهم نحو قلب الرجل وقام باختراقه وسقط الرجل على الأرض ميتا
"هذا جزاء كل من يعترض على قراراتي، هل يوجد أحد آخر معترض؟!"
لم يتكلم أحد وقاموا بالنظر الى الأرض لكيلا يحدث لهم كما حدث مع هذا الرجل
"جيد، والان قد انتهى الخطاب فلتنصرفوا"
ذهب الناس والكل يبدو عليه علامات الخوف والفزع
وبعدها عاد الى غرفته مع سربينس
وقال سربينس
"لقد جعلتهم يخافون، ولكن اتسمح لي بسؤال"
"تفضل"
"لماذا قلت لهم هذا؟ ألم يكن من الأفضل ان لا تخبرهم شيئا؟"
"ان اقوم بقول هذا لهم سيجعلهم يخافون، وعندما يدخل الخوف الى القلب يجعل الانسان يأخذ أسوأ القرارات"
"وبماذا سيفيدك هذا؟"
"أتعلم يا سربينس، أكثر المعارك البشرية فساداً لا تكون بين الخير و الشر ، بل بين أهل الخير بعضهم بعضاً، لذا ستقوم بالذهاب الى القرى والمدن، ونشر الفتن بينهم، وتجعلهم يقومون بقتل بعضهم بسبب خوفهم"
"فكرة رائعة، ولكن لماذا تريد ان تقوم بالعديد من الحروب؟"
قال بوليفيموس
"أهناك أجمل من ان ترى حرب كان سببها هو انت؟، أهناك مشهد أجمل من أن ترى الناس يقتلون بعضهم البعض بسببك انت؟!"
"معك حق، حسنا سأذهب لأقوم بالتجهيز للذهاب لنشر الفتن بينهم"
"حسنا"
وبعد ان غادر سربينس جلس بوليفيموس لوحده يتذكر بعض المشاهد القديمة التي تركت جرحاً في قلبه
-قبل عشرين عاما-
قبل أن يكون بوليفيموس شريرا كان طفلا عاديا يحب اللهو واللعب
وذات مرة تم خطف بوليفيموس ووالدته بواسطة أعداء والده
لم يربط الخاطفون جسد بوليفيموس ولكن وضعوا قماشا حول عينه لذا قام أحدهم بازالته
وقام بامساك والدته امامه
"كان والدك يظن أنه قادر على فعل كل شيء، ولكنه ارتكب خطأً كبيرا عندما قرر معاداتنا
وقام باخراج سكين ووضعه عند رقبة والدته وقام بقطعها وتناثر الدم على وجه بوليفيموس وسقط جسد والدته على الأرض والدماء تسيل منه
"انظر، لقد تم فصل رأس والدتك عن جسدها، أليس هذا مسليا؟"
قام بوليفيموس بالنظر لوالدته وهو يصرخ ويبكي
وقام الخاطفون بالضحك بصوت عالي
وقاموا بوضع رأس والدته على الأرض والدماء ما زالت تسيل منها وبدأوا بتمريرها لبعضهم بأرجلهم واللعب بها وهم يضحكون
قام بوليفيموس بالذهاب لجسد والدته الذي بدون رأس وقام بعناقها بقوة وهو يبكي
"أمييي!"
فنظر له الخاطفون بابتسامة سخرية فقام أحدهم بأخذ جسد والدته والنظر لبوليفيموس
"سنقوم باضافة جميلة لها"
وقام بوضع البنزين على جسد ورأس والدته واحراقهما، ثم قام برميهما لبوليفيموس
"قم بعناقها الآن"
وقاموا بالضحك
وقام بوليفيموس بالبكاء وبدأ شيء بالتكون داخل قلبه وهو يشاهد جسد والدته مقطوعة الرأس وهي تحترق امامه...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
-الوقت الحالي-
في اليوم التالي كان سربينس مستعدا للذهاب الى القرى لنشر الفتن بينهم
لذا ذهب الى بوليفيموس ليرى ان كان يريد شيئًا قبل ذهابه
عندما دخل سربينس الى غرفة بوليفيموس قال له:
"سوف اذهب الى القرية الأولى الآن هل تريد مني شيئا؟ "
"تذكر يا سربينس، لكي يزداد الشر سوءاً عليه أن يضع قناع الطيبة، لذا عندما تقوم بنشر الفتن بينهم اقنعهم انك تريد مساعدتهم"
"حسنا، سوف اذهب الآن، أتريدني ان اذهب الى قرية معينة؟ "
"نعم اذهب الى قرية كورنث وأخبرهم ان هناك شخص من قرية اولمبيا جاء ليحرق قريتهم وتحاول جعلهم يكرهون بعضهم البعض"
"حسنا، وانت ماذا ستفعل؟ "
"سوف اذهب لاجتمع بالجيش لأجعل شخص منهم يذهب ليكون هو من يحرق لهم قريتهم"
"فكرة رائعة، ساذهب الان "
وبعد بضع ساعات من مغادرة سربينس قام بوليفيموس بالذهاب الى مقر الجيش وكان الجنود مجتمعين هناك
"من منكم مستعد للذهاب الى قرية كورنث واشعال بعض الحرائق فيها"
فرفع جندي يده وقال
"أنا يا سيدي"
"جميل، جميل اذهب إليها الآن وأخبرهم انك من قرية اولمبيا"
"حسنا يا سيدي"
وقام الجندي بالمغادرة للذهاب الى القرية
وعاد بوليفيموس الى غرفته
كان جيش بوليفيموس منقسما الى قسمين: قسم محب للفساد مثله وقسم يعارض افعاله وجرائمه ولكنهم كانوا يطيعون اموره بصمت للحفاظ على حياتهم وحياة عوائلهم...
-في قرية كورنث-
كان يوجد رجل يضع وشاحا حول وجهه لذا لم تكن ملامحه ظاهرة
ذهب في منتصف القرية في وقت تجتمع فيه الناس وصاح فيهم
" يا أيها الناس، الملك بوليفيموس أرسل إلينا جنديا من عنده ليقوم باشعال النيران في قريتنا ويخبرنا انه من قرية اولمبيا لينشر الفتن بيننا وهو في طريقه الينا الآن، لذا كونوا مستعدين واخرجوا بسكاكينكم وسيوفكم لإبعاد هذا المجرم! "
فنظر اليه الناس بتعجب، لم يعلموا هل هو صادق ام كاذب
فقال له أحد سكان القرية:
"وكيف عرفت هذه المعلومات، لماذا تريدنا أن نصدقك؟"
فقال له الرجل الملثم
"صدقني يجب ان تثقوا في، لقد حذرتكم قبل مجيئه لكي تستعدوا"
فصدقه بعض الناس وكذبه البعض الآخر
وبعد بضع ساعات جاء رجل غريب لا يعرفوه الى قريتهم فعلموا انه الجندي فصاح فيه الرجل الملثم
"ارحل من هنا أيها الجندي!
"انا لست جندي انا شخص من قرية اولمبيا "
"نعلم انك كاذب، وان الملك بوليفيوس هو من أرسلك، ونحن لن ندعك تعبر، ان اردت المرور يجب عليك ان تصارعنا"
فنظر اليهم الجندي ووجد أن صراعه معهم هو صراع خاسر لكثرة عددهم وعتادهم
وقبل أن يغادر أعطاه الرجل الملثم جوابا
"أعطي هذه لسيدك"
نظر اليه الجندي نظرات متعجبة وقام باخذ الجواب والمغادرة
ونظر أهل القرية الى الرجل الملثم وشكروه
-بعد ساعة-
وبينما كان بوليفيموس في غرفته دخل عليه سربينس بوجه متجهم فقال له بوليفيموس
"ما بك؟"
"كنت ذهبت الى قرية كورنث لتكون اول قرية لي لنشر الفتن فيها، وعندما وصلت رأيت رجلا ملثم مجتمعا بالناس يحذرهم انك قد ارسلت اليهم جنديا ليقوم باشعال القرية فسالته لماذا نصدقه ومن أين جاء بهذه المعلومات لكي امنعهم من تصديقه، ولكن لم استطع فعل ذلك فجئت سريعا لأحذرك"
فنظر له بوليفيموس بعجب
"لقد قمت بالفعل بارسال جندي لذا لن استطيع الوصول اليه الآن، ولكن كيف علم هذا الرجل الملثم عن خططنا؟ "
"لا أعلم"
وبينما كانوا يتحدثون طرق أحدهم الباب
"ادخل"
فدخل الجندي الذي ارسله بوليفيموس
"أعتذر يا سيدي لم أستطع اتمام المهمة لان اهل القرية كانوا يعلمون بمجيئي وقاموا بايقافي، ولكن هناك رجل أعطاك هذا الجواب"
فأخذ بوليفيموس الجواب ونظر الى الجندي باستحقار
"انصرف"
فقام الجندي بالمغادرة بسرعة
فقال له سربينس
"هل ستتركه على قيد الحياة؟!"
"بالطبع اتمنى قتله، لكن يجب ان نراقبه لاحتمالية أن يكون جاسوسا ومن الممكن ان يوصلنا الى هذا الرجل الملثم الذي تخبرني عنه"
وقام بالنظر الى الجواب وفتحه وكان مكتوبا فيه التالي:
"مرحبا يا بوليفيموس، اعرف انك متعجب من اني عرفت بأمر الجندي، وأنك تود قتلي كجميع الأشخاص الذين قتلتهم، لكن أود أن اخبرك شيئًا، لن تستطيع التخلص مني بهذه السهولة، أنا دائما حولك، في جيشك، في خَدَمِك، أراقبك في جميع الأوقات، لذا استعد لان نهايتك قد اقتربت...
وكان أسفل الورقة التوقيع التالي:
-الشخص الذي سيفسد عليك جميع خططك وسيقلب حياتك جحيمًا
" مورتوس"