# الفصل العاشر
الكيس الصغير الذي يحتوي على عشرين قطعة فضية بدا ثقيلاً وتافهًا في يدي في نفس الوقت. كان ثقيلاً بوزن المخاطرة التي تحملتها للتو، وتافهًا مقارنة بالبحر الهائل من الديون الذي كان يهدد بإغراقي. عشرون قطعة فضية. بالكاد تكفي لشراء وجبة لائقة في حانة متواضعة ، ناهيك عن سداد مائة قطعة ذهبية بحلول غروب شمس الغد. لكنها كانت بداية. كانت دليلاً على أن خطتي المحفوفة بالمخاطر يمكن أن تنجح.
"المقاتل التالي، أليكس، سيكون جاهزًا بعد مباراتين"، قال المنظم المقنع بصوته المكتوم، مقاطعًا أفكاري. "خصمك سيكون... مختلفًا هذه المرة. استعد جيدًا". ألقى عليّ نظرة أخيرة ذات مغزى قبل أن يبتعد ليراقب مباراة أخرى كانت على وشك البدء.
مختلفًا؟ ماذا كان يقصد بذلك؟ هل سيكون أقوى؟ أسرع؟ أم يستخدم سحرًا؟ لم يكن لدي أي طريقة لمعرفة ذلك. كان عليّ فقط أن أكون مستعدًا لأي شيء.
تراجعت إلي المنطقة الجانبية المخصصة للمقاتلين المنتظرين. كان هناك عدد قليل من الطلاب الآخرين، وجوههم متوترة وشاحبة تحت الضوء الخافت للمصابيح الزيتية. تبادلنا نظرات سريعة، لكن لم يتحدث أحد. كان كل واحد منا غارقًا في أفكاره ومخاوفه، يستعد للمعركة القادمة بطريقته الخاصة.
استندت إلى الجدار الصخري البارد والرطب، وأغلقت عيني للحظة، محاولاً تقييم حالتي. كان تأثير قطرة رحيق القمر لا يزال موجودًا، لكنني شعرت بأنه بدأ يخفت قليلاً. كانت حواسي لا تزال حادة، واتصالي بالظلال لا يزال قويًا، لكن الشعور بالمانا النقية التي تتدفق في عروقي لم يعد بنفس الكثافة. كان عليّ أن أكون حذرًا في استخدام قوتي. لم أكن أعرف كم من الوقت سيدوم التأثير، ولم أكن أرغب في استنفاد المانا المعززة قبل الأوان.
فتحت عيني وبدأت أراقب القتال الدائر في الحلبة. كانت مباراة بين طالبين يستخدمان السحر الأساسي - كرات نارية صغيرة مقابل دروع رياح واهية. كان قتالاً فوضويًا وغير متقن، يعتمد على إطلاق التعويذات بشكل عشوائي أكثر من أي استراتيجية حقيقية. انتهت المباراة بسرعة عندما نفدت مانا أحد الطلاب، وتعرض لوابل من الكرات النارية الصغيرة التي أحرقته بشكل سطحي ولكنه مؤلم.
المباراة التالية كانت أكثر إثارة للاهتمام. كانت بين طالبة تستخدم سلسلة حديدية كسلاح، وطالب آخر يعتمد على خفة الحركة وسكين قصير. كانت الطالبة بارعة في استخدام السلسلة، تلفها حول خصمها وتقيد حركته، بينما كان الطالب الآخر يحاول يائسًا الاقتراب بما يكفي لاستخدام سكينه. كان قتالاً متوترًا، رقصة خطيرة بين الهجوم والدفاع. في النهاية، تمكنت الطالبة من لف السلسلة حول رقبة خصمها وإجباره على الاستسلام قبل أن يختنق.
راقبت كل قتال بانتباه شديد، محللاً الأساليب، ونقاط القوة والضعف. كنت أخزن المعلومات، وأقارنها بما أعرفه من اللعبة، وأبحث عن أي شيء يمكنني استخدامه. كل معلومة، كل ملاحظة، قد تكون هي الفارق بين الفوز والخسارة، بين الحياة والموت (أو على الأقل، الإصابة الخطيرة) في هذا المكان.
لاحظت أن الحشد كان يزداد حماسة مع كل مباراة. كانت الرهانات تتبادل بسرعة، والأصوات تتعالى. كان الهواء مشبعًا برائحة العرق والدم والخوف والطمع. كانت أجواء بدائية ومُسكرَة في نفس الوقت.
ثم سمعت اسمي يُنادى مرة أخرى. "أليكس ضد... سنيك!".
سنيك (الأفعى). لم يكن اسمًا مطمئنًا. دخلت إلى الحلبة مرة أخرى، وشعرت بعيون الحشد تتركز عليّ باهتمام أكبر هذه المرة. كان فوزي الأول قد أثار فضولهم. هل كنت مجرد حظ؟ أم أن هناك شيئًا مميزًا في هذا الوافد الجديد الهادئ؟
كان خصمي، سنيك، طالبًا نحيفًا ذو شعر اخضر يغطي جزءًا من وجهه، وعينيه تلمعان بذكاء ماكر. كان يرتدي ملابس جلدية داكنة ضيقة، ويحمل خنجرين قصيرين معكوفين يشبهان أنياب الأفعى. كان يتحرك بخفة ورشاقة، مثل حيوان مفترس يستعد للانقضاض.
"سمعت أنك هزمت جاكس"، قال سنيك بصوت هسهسة خافتة، وهو يدور حولي ببطء. "جاكس أحمق يعتمد على القوة الغاشمة. أنا مختلف. أنا سريع. أنا هادئ. وعندما ألدغ... تكون لدغتي قاتلة".
لم أرد لكلامة المضحك. فقط راقبته، وشعرت بالخطر الذي يشعه. كان هذا الخصم أخطر بكثير من جاكس. كان يعتمد على السرعة والخداع والضربات الدقيقة. كان أسلوبه يشبه أسلوب القتلة المحترفين الذين واجهتهم في اللعبة.
أعطى المنظم إشارة البدء.
في لحظة، اختفى سنيك تقريبًا. تحرك بسرعة لا تصدق، وانخفض ليصبح قريبًا من الأرض، واندفع نحوي من زاوية غير متوقعة، وخنجراه المعقوفان يلمعان في الضوء الخافت.
كنت مستعدًا لسرعته، لكنها كانت لا تزال مذهلة. بالكاد تمكنت من رفع خنجري لصد ضربته الأولى، وشعرت بقوة مفاجئة في هجومه رغم نحافته. لم يتوقف. استمر في الهجوم بسلسلة من الضربات السريعة والمعقدة، مستهدفًا نقاط ضعفي، محاولاً الالتفاف حولي، مستخدمًا حركات مراوغة تجعل من الصعب تتبعه.
كان الأمر أشبه بمحاولة قتال ظل حقيقي. كان عليّ الاعتماد على ردود أفعالي المعززة بالرحيق وعلى توقع حركاته بناءً على أنماط الهجوم التي رأيتها في اللعبة من خصوم مشابهين.
لكنني لم أكن أعتمد فقط على الدفاع. كنت أستخدم الظلال مرة أخرى، ولكن بطريقة أكثر دقة هذه المرة. لم أحاول التأثير عليه مباشرة، بل استخدمت الظلال لتشويه بيئته. جعلت الظلال على الأرض تبدو وكأنها تتحرك، تتغير، مما يجعل من الصعب عليه الحكم على المسافات أو الحفاظ على توازنه تمامًا. خلقت ومضات من الظلام في رؤيته المحيطية، مما يشتت انتباهه للحظات وجيزة.
كانت حيلًا صغيرة، بالكاد ملحوظة، لكنها كانت كافية لإبطائه قليلاً، لكسر إيقاعه. بدأ سنيك يرتكب أخطاء صغيرة. ضرباته لم تعد بنفس الدقة. حركاته أصبحت أقل سلاسة.
"ماذا تفعل؟" هسهس بغضب، وعيناه تضيقان وهو يحاول فهم سبب شعوره بالارتباك.
لم أجب. واصلت رقصتي الدفاعية، متفاديًا ومنحرفًا، بينما كنت أواصل تلاعبي الخفي بالظلال. كنت أنتظر فرصتي.
جاءت الفرصة عندما حاول سنيك القيام بحركة التفاف سريعة خلفي ليطعنني في ظهري. توقعت الحركة، واستدرت لمواجهته، لكنني فعلت شيئًا آخر أيضًا. بينما كان يلتف، مددت إرادتي نحو ظله، وجعلته يتأخر للحظة وجيزة، يتخلف عن جسده بجزء من الثانية.
كان تأثيرًا بصريًا غريبًا، خدعة للعين، لكنها كانت كافية. للحظة، بدا وكأن هناك "شبحًا" مظلمًا يتبع سنيك، مما أربكه وجعله يتردد في هجومه.
في تلك اللحظة من التردد، هاجمت. لم أستخدم خنجري. بدلاً من ذلك، استخدمت يدي اليسرى الملفوفة بالقماش، ووجهت ضربة قوية ومباشرة إلى صدغه.
ترنح سنيك إلى الخلف، وارتسمت نظرة من الصدمة والألم على وجهه. قبل أن يتمكن من استعادة توازنه، تابعت بضربة سريعة بخنجري، ليس للطعن، بل استخدمت مقبض الخنجر لأضربه بقوة على مؤخرة رأسه.
انهار سنيك على الأرض فاقدًا للوعي.
ساد الصمت مرة أخرى في الحلبة، لكن هذه المرة كان صمتًا مشوبًا بالرهبة. لقد هزمت "الأفعى"، المقاتل السريع والماكر، بحركة تبدو بسيطة ولكنها فعالة بشكل وحشي. ولم أستخدم سوى خنجر واحد ويدي الملفوفة بالقماش.
أعلن المنظم فوزي مرة أخرى. هذه المرة، كانت الهتافات أعلى، وأكثر حماسًا. البعض كان لا يزال غاضبًا، لكن الكثيرين كانوا يهتفون باسمي "أليكس! أليكس!". لقد بدأت في كسب احترامهم، أو على الأقل اهتمامهم.
اقترب المنظم وسلمني كيسًا آخر. كان أثقل هذه المرة. فتحته بسرعة. كان يحتوي على قطعة ذهبية واحدة وبعض القطع الفضية. ليس مبلغًا ضخمًا، لكنه أفضل بكثير من المرة السابقة. إجمالي ما لدي الآن هو قطعة ذهبية واحدة وحوالي أربعين قطعة فضية. لا أزال بعيدًا جدًا عن هدفي.
"أداء جيد، أليكس"، قال المنظم، وصوته يحمل نبرة من الإعجاب الحقيقي هذه المرة. "لقد أثبت أنك لست مجرد محظوظ. الحشد يحبك. هل أنت مستعد للتحدي الحقيقي الآن؟"
نظرت إليه، وشعرت بمزيج من الإرهاق والإثارة. كان تأثير الرحيق يتلاشى بالتأكيد الآن. شعرت بألم خفيف في ذراعي من صد ضربات سنيك، وشعرت باستنزاف المانا من استخدام قدرة الظل. لكن الأدرينالين كان لا يزال يتدفق.
"من هو الخصم؟" سألت.
ابتسم المنظم. "خصمك التالي هو... رايزر. بطل الحلبة الحالي. لم يهزمه أحد منذ أسابيع. الرهانات ستكون هائلة. إذا فزت عليه... ستكسب الكثير الليلة".
رايزر. بطل الحلبة. لم أسمع به من قبل، لكن اللقب وحده كان كافيًا لإثارة قشعريرة في جسدي. هل كنت مستعدًا لمواجهة بطل الحلبة وأنا في هذه الحالة؟ كان الأمر مخاطرة كبيرة.
لكنني كنت بحاجة إلى المال. وكنت بحاجة إليه بسرعة. الفوز على البطل قد يمنحني المبلغ الذي أحتاجه، أو على الأقل يقربني منه كثيرًا.
"كم يمكنني أن أكسب؟" سألت مباشرة.
"إذا فزت، ومع الأخذ في الاعتبار الرهانات المتوقعة ضدك، يمكنك أن تتوقع كسب ما لا يقل عن... خمسة عشر قطعة ذهبية. ربما أكثر"، قال المنظم، وعيناه تلمعان تحت القناع.
خمسة عشر قطعة ذهبية. بالإضافة إلى ما لدي، سيصل المجموع إلى حوالي ستة عشر ونصف قطعة ذهبية. لا يزال أقل بكثير من المائة، لكنها قفزة كبيرة. وقد يفتح لي الفوز على البطل الباب لمباريات ذات رهانات أعلى في المستقبل القريب.
كان عليّ أن أفعلها.
"أنا موافق"، قلت بثبات. "متى أقاتل؟"
"مباراتك هي التالية"، قال المنظم بابتسامة أوسع. "استعد يا أليكس. رايزر ليس مثل أي شخص قاتلته من قبل".
ابتعد المنظم ليبدأ الإعلان عن المباراة التالية الكبيرة. تراجعت مرة أخرى إلى الظلال، وشعرت بقلبي يخفق بقوة. بطل الحلبة. خمسة عشر قطعة ذهبية على المحك. وحياتي (أو على الأقل سلامتي) معلقة في الميزان.
أخرجت القارورة الصغيرة التي تحتوي على رحيق القمر. كان لا يزال هناك كمية لا بأس بها متبقية. هل يجب أن أتناول قطرة أخرى؟ كان التأثير الأول يتلاشى، وشعرت بالإرهاق يتسلل إليّ. قد أحتاج إلى دفعة أخرى لمواجهة البطل.
لكنني ترددت. الكتاب حذر من الاستخدام المفرط. والملاحظة حذرت من القوة التي تأتي بسهولة. هل كنت أصبح مدمنًا على هذه القوة المؤقتة؟ هل كنت أعتمد عليها أكثر من اللازم؟
قررت الانتظار. سأحاول مواجهة رايزر بما تبقى من تأثير الرحيق الأول وبقدراتي الخاصة. فقط إذا شعرت بأنني على وشك الهزيمة، سألجأ إلى قطرة أخرى كملاذ أخير.
سمعت المنظم يعلن اسمي، ثم اسم خصمي بصوت عالٍ ورنان: "والآن، الحدث الرئيسي لهذه الليلة! الوافد الجديد المثير، الظل الصاعد... ألييييكس! ضد البطل الذي لا يقهر، سيد الحلبة... راااااايزر!".
انفجر الحشد في صيحات مدوية. دخلت إلى الحلبة، وشعرت بالضغط يتصاعد. كان خصمي ينتظرني بالفعل في وسط الحلبة.
كان رايزر رجلاً ضخمًا، أضخم حتى من الرجل ذي المطرقة الذي قاتل في وقت سابق. لم يكن مجرد عضلات، بل كان يبدو وكأنه جبل من اللحم والصلب. كان أصلع الرأس، ووجهه مغطى بالندوب، وعيناه صغيرتان وقاسيتان كالحجارة. كان يرتدي درعًا جلديًا سميكًا مرصعًا بالمعادن، وكان يحمل فأسًا حربيًا ضخمًا بيد واحدة بسهولة مدهشة.
لم يقل شيئًا. فقط حدق فيّ بنظرة باردة وميتة، كما لو كنت مجرد حشرة أخرى سيسحقها تحت قدميه.
شعرت بالخطر الحقيقي الآن. هذا الرجل
لم يكن مجرد مقاتل، كان وحشًا. كيف يمكنني هزيمة شيء كهذا؟
أعطى المنظم إشارة البدء، وبدأ الحدث الرئيسي.
(نهاية فصل 10 ما رأيكم في شخصية سنيك هس هس🤙)
(اترك تعليق ليشجعني لإكمال فصول)