# الفصل التاسع
قضيت بقية ذلك اليوم وعقلي مشغول بـ"حلبة الخوف". الطالب الذي تحدثت معه، والذي قدم نفسه باسم "ليو"، كان مترددًا في البداية في مشاركة المزيد من التفاصيل، خوفًا من العواقب. لكن يبدو أن فوزي غير المتوقع وإظهاري لبعض القوة (أو على الأقل، عدم الضعف المطلق) قد أكسبني بعض المصداقية أو الفضول في عينيه. وبعد بعض الإقناع الهادئ والتأكيد على أنني لن أكشف مصدر معلوماتي، بدأ ليو في التحدث بصوت هامس.
حلبة الخوف، كما وصفها ليو، كانت مؤسسة سرية تعمل في الأنفاق المنسية تحت الأكاديمية. كانت مكانًا يجتمع فيه الطلاب (وأحيانًا حتى بعض الموظفين ذوي الرتب المنخفضة أو الغرباء الذين يتم تهريبهم) للمشاركة في قتالات غير مصرح بها والمراهنة عليها. لم تكن هناك قواعد كثيرة، باستثناء عدم القتل (على الأقل ليس بشكل متعمد أو واضح). كان يُسمح باستخدام السحر والأسلحة (عادةً غير حادة، ولكن ليس دائمًا)، وكانت المباريات غالبًا وحشية وسريعة.
كانت الرهانات هي المحرك الرئيسي للحلبة. كان المنظمون، وهم مجموعة غامضة من الطلاب الأكبر سنًا أو الخريجين الذين لا يزالون يتمتعون بنفوذ داخل الأكاديمية، يأخذون نسبة من جميع الرهانات، بينما يذهب الباقي إلى الفائزين. كانت المبالغ المتداولة كبيرة، أكبر بكثير من الرهانات الودية التي تحدث حول المبارزات الرسمية. كان بإمكان مقاتل ماهر أو محظوظ كسب ثروة صغيرة في ليلة واحدة، أو خسارة كل شيء.
كان الوصول إلى الحلبة يتطلب معرفة الموقع السري للمدخل (الذي يتغير بشكل دوري) وكلمة سر. لم يكن ليو يعرف كلمة السر الحالية، لكنه عرف أحد المداخل الشائعة الاستخدام - فتحة تهوية قديمة خلف مطابخ الأكاديمية، تؤدي إلى شبكة الأنفاق.
"لكن كن حذرًا يا إيستر"، حذرني ليو، وعيناه تظهران قلقًا حقيقيًا. "المقاتلون هناك ليسوا مثل ماركوس. بعضهم يائس، وبعضهم قاسٍ. لقد رأيت طلابًا يصابون بجروح خطيرة هناك. والأهم من ذلك، إذا تم القبض عليك من قبل حراس الأكاديمية أو الكابتن دراكو... حسنًا، لن ترغب في معرفة ما سيحدث".
شكرت ليو على معلوماته، ووعدته مرة أخرى بالحفاظ على سره. غادر ليو بسرعة، ولا يزال يبدو متوترًا لأنه شارك الكثير.
تركتني معلومات ليو أفكر بعمق. حلبة الخوف كانت تمثل فرصة هائلة لحل مشكلتي المالية العاجلة. إذا استطعت الفوز في بضع مباريات، فقد أكسب بسهولة المائة قطعة ذهبية التي أحتاجها قبل غروب شمس الغد. بل قد أكسب أكثر من ذلك، مما يمنحني بعض الحرية المالية التي كنت في أمس الحاجة إليها.
لكن المخاطر كانت حقيقية ومرتفعة. خطر الإصابة الجسدية كان واضحًا. وخطر الكشف والطرد كان أكبر. إذا تم طردي من الأكاديمية، فسينتهي كل شيء. ستضيع كل خططي، وسأكون بلا حماية في عالم لا يرحم.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك خطر آخر، أكثر دقة. ماذا لو رآني أحدهم هناك؟ ماذا لو رأتني سيلينا، أو أحد أتباعها؟ ماذا لو وصل الخبر إلى عائلتي (المتبقية) أو إلى النبلاء الآخرين؟ قد يؤدي ذلك إلى تعقيدات لا يمكنني تحملها.
لكن... ماذا كان البديل؟ إذا لم أدفع الدين غدًا، فسيأتي هؤلاء البلطجية ورائي. قد لا يهاجمونني داخل الأكاديمية، لكنهم قد ينتظرونني في الخارج، أو يجعلون حياتي جحيمًا بطرق أخرى. وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد. إذا انتشر الخبر بأنني لا أستطيع سداد ديوني، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من المشاكل.
كان عليّ أن أقرر. هل ألعبها بأمان، وأحاول بيع ممتلكاتي، وأدفع جزءًا من الدين، وأطلب المزيد من الوقت، وأتحمل الإذلال والمضايقات المستمرة؟ أم أغامر بكل شيء في حلبة الخوف، على أمل تحقيق فوز كبير يحل مشاكلي دفعة واحدة، ولكني أخاطر بخسارة كل شيء؟
نظرت إلى القارورة الصغيرة التي تحتوي على رحيق القمر، والتي كانت لا تزال مخبأة بأمان في غرفتي. لقد منحتني هذه القوة السرية ميزة. ميزة قد تكون حاسمة في قتال غير منظم مثل قتال حلبة الظل. قدرتي على التلاعب بالظلال، حتى في شكلها البدائي، يمكن أن تكون مفاجأة قاتلة لخصم غير مستعد.
قررت. سأذهب إلى حلبة الخوف الليلة. سأغامر. لم أتجسد في هذا العالم لأعيش حياة خائفة ومقيدة. لقد جئت لأغير مصيري، وهذا يتطلب أحيانًا اتخاذ قرارات جريئة ومحفوفة بالمخاطر.
***
قضيت الساعات القليلة التالية في الاستعداد. لم يكن لدي الكثير من الوقت، حيث كان من المفترض أن تبدأ فعاليات حلبة الظل بعد منتصف الليل بقليل. أولاً، احتجت إلى سلاح. لم أستطع أخذ السيف الخشبي التدريبي من الأكاديمية، ولم يكن لدي سيف حقيقي. بحثت في أغراض أليكس الأصلية، ووجدت خنجرًا قديمًا مزخرفًا، ربما كان هدية أو إرثًا عائليًا. لم يكن سلاحًا مثاليًا للمبارزة، لكنه كان حادًا وقاتلاً إذا لزم الأمر. قمت بتنظيفه وشحذه قدر استطاعتي.
بعد ذلك، فكرت في الحماية. لم يكن لدي درع. ارتديت ملابس داكنة مرة أخرى، لكن هذه المرة اخترت سترة جلدية سميكة نسبيًا كانت لدى أليكس، على أمل أن توفر بعض الحماية ضد الضربات أو الجروح السطحية. كما لففت ذراعي اليسرى ببعض القماش السميك تحت السترة، كدرع مؤقت.
أخيرًا، تناولت قطرة أخرى من رحيق القمر. شعرت بتدفق المانا النقية مرة أخرى، وشعرت بحواسي تتزايد حدتها، واتصالي بالظلال يتعمق. لم أكن أعرف كم سيدوم التأثير هذه المرة، لكنني كنت آمل أن يكون كافيًا.
عندما اقتربت الساعة من منتصف الليل، تسللت خارج غرفتي مرة أخرى. كانت الأكاديمية هادئة ومظلمة. اتبعت تعليمات ليو، وتوجهت نحو المنطقة الخلفية من مبنى المطابخ. كان المكان مهجورًا في هذا الوقت، ورائحة الطعام البائت والقمامة تملأ الهواء.
وجدت فتحة التهوية التي وصفها ليو. كانت شبكة معدنية صدئة مثبتة في جدار حجري منخفض، مخبأة جزئيًا خلف صناديق قمامة كبيرة. كانت الشبكة مفكوكة قليلاً من أحد الجوانب، مما سمح بإزاحتها جانبًا بصعوبة. كشفت عن فتحة مظلمة تفوح منها رائحة العفن والرطوبة.
ترددت للحظة. هل أنا حقًا سأدخل إلى هذا المكان؟ بدا الأمر وكأنه مدخل إلى الجحيم. لكنني تذكرت الدين، والبلطجية، وحاجتي إلى القوة والمال. أخذت نفسًا عميقًا، وأزحت الشبكة جانبًا بما يكفي، وانزلقت إلى داخل الفتحة المظلمة.
كان النفق ضيقًا ومغبرًا، ومليئًا بنسيج العناكب. اضطررت للزحف على يدي وركبتي في البداية. لم يكن لدي مشعل هذه المرة، خوفًا من جذب الانتباه. اعتمدت على بصري المعزز بالرحيق، والذي سمح لي برؤية خافتة في الظلام شبه المطلق. كان الأمر أشبه بالرؤية بالأبيض والأسود، مع تمييز الأشكال والخطوط العريضة.
بعد بضع دقائق من الزحف، اتسع النفق قليلاً، مما سمح لي بالوقوف منحنيًا. بدأت أسمع أصواتًا خافتة قادمة من الأمام - همسات، ضحكات مكتومة، وصوت ارتطام مكتوم بين الحين والآخر. كنت أسير في الاتجاه الصحيح.
تقدمت بحذر، متبعًا الأصوات. كانت الأنفاق تتفرع في اتجاهات مختلفة، لكنني اخترت المسار الذي بدا الأكثر استخدامًا، والذي كانت الأصوات تأتي منه. بعد حوالي عشر دقائق أخرى من المشي في الظلام الخانق، بدأت أرى ضوءًا خافتًا قادمًا من منعطف أمامي.
توقفت قبل المنعطف، وأصغيت. كانت الأصوات أعلى الآن. كان هناك هدير منخفض لحشد صغير، وصيحات متقطعة، وصوت قتال عنيف - صرير معدن، وضربات مكتومة، وأنفاس لاهثة.
ألقيت نظرة خاطفة وحذرة حول المنعطف. ما رأيته جعلني أتوقف للحظة. كنت في شرفة طبيعية تطل على كهف واسع تحت الأرض. في وسط الكهف، كانت هناك حلبة قتال مؤقتة، محاطة بحبال سميكة. حول الحلبة، تجمع حشد من حوالي خمسين أو ستين شخصًا، معظمهم طلاب، لكن كان هناك أيضًا بعض الوجوه الأكبر سنًا والأكثر قسوة. كانوا يصرخون ويشجعون ويراهنون بأصوات عالية.
كانت الحلبة مضاءة بمصابيح زيتية معلقة بشكل غير مستقر، تلقي بظلال راقصة على الجدران الصخرية للكهف. في داخل الحلبة، كان هناك قتال عنيف يدور بين رجل ضخم مفتول العضلات يحمل مطرقة حربية، وطالبة نحيفة وسريعة تستخدم زوجًا من الخناجر.
كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والعنف والطمع. كان هذا عالمًا مختلفًا تمامًا عن الأكاديمية الرسمية في الأعلى. كان هذا هو الجانب المظلم، المكان الذي تذوب فيه القواعد والأخلاق.
لاحظت وجود بعض الأشخاص الذين يبدون كمنظمين أو حراس، يقفون عند حافة الحشد، يراقبون الأمور بنظرات حادة. كانوا يرتدون ملابس داكنة، ووجوههم مخبأة في الظل أو خلف أقنعة بسيطة.
كان عليّ أن أجد طريقة للدخول والمشاركة. رأيت بعض الطلاب الآخرين يصلون من أنفاق أخرى، ويتحدثون بهدوء مع أحد الحراس المقنعين عند مدخل الكهف، ثم يُسمح لهم بالدخول إلى منطقة المشاهدين. يبدو أن كلمة السر كانت مطلوبة فقط للدخول إلى الأنفاق نفسها، أو ربما للمشاركة في القتال.
قررت أن أجرب حظي. خرجت من النفق الذي كنت فيه، وحاولت أن أبدو واثقًا وهادئًا قدر الإمكان، رغم أن قلبي كان يخفق بقوة. توجهت نحو أحد الحراس المقنعين الذين كانوا يقفون بالقرب من مدخل يؤدي إلى منطقة أقرب إلى الحلبة.
"أريد القتال"، قلت بصوت هادئ وثابت، محاولاً إخفاء أي توتر.
نظر إليّ الحارس المقنع، الذي كان أطول مني قليلاً وذا بنية قوية. لم أستطع رؤية وجهه، لكنني شعرت بنظرته الباردة تتفحصني من خلال فتحات القناع. "اسمك؟" سأل بصوت خشن ومكتوم.
"أليكس"، أجبت، مستخدمًا اسمي الأول فقط.
"هل قاتلت هنا من قبل؟"
"لا".
"هل تعرف القواعد؟"
"لا قتل. الباقي مسموح".
صمت الحارس للحظة، ثم أومأ برأسه ببطء. "حسنًا، أليكس. انتظر هنا. سنجد لك خصمًا قريبًا. الرهان المبدئي على فوزك سيكون منخفضًا جدًا، كونك جديدًا. لكن إذا فزت، فقد يتغير ذلك".
أشار لي إلى منطقة جانبية صغيرة، حيث كان ينتظر عدد قليل من الطلاب الآخرين الذين يبدون متوترين ومستعدين للقتال. وقفت هناك، محاولاً أن أبدو هادئًا، بينما كنت أراقب القتال الدائر في الحلبة.
كانت الطالبة ذات الخناجر سريعة ورشيقة، تتفادى ضربات المطرقة الثقيلة بصعوبة، وتحاول الاقتراب لتوجيه ضربات سريعة. لكن الرجل الضخم كان قويًا جدًا، وكانت كل ضربة من مطرقته تحمل قوة كافية لسحق العظام. بعد بضع دقائق أخرى من القتال المرهق، تمكن الرجل الضخم أخيرًا من محاصرة الطالبة، وضربها بضربة قوية في جانبها، مما أرسلها تطير وتصطدم بالحبال. سقطت على الأرض، ولم تتحرك. أعلن أحد المنظمين فوز الرجل الضخم، وسط صيحات وهتافات من الحشد. تم سحب الطالبة المصابة بسرعة من الحلبة، ولم أكن متأكدًا مما إذا كانت لا تزال تتنفس.
شعرت ببرودة تسري في جسدي. كان هذا القتال حقيقيًا ووحشيًا. لم يكن مجرد تدريب. كان عليّ أن أكون مستعدًا لأي شيء.
بعد فترة وجيزة، انتهت مباراة أخرى بسرعة، ثم جاء دوري. نادى الحارس المقنع اسمي، واسم خصمي: "أليكس ضد... جاكس".
دخلت إلى الحلبة، وشعرت بعيون الحشد كلها عليّ. كان خصمي، جاكس، طالبًا أكبر سنًا قليلاً، ذا بنية متوسطة ولكن نظرة قاسية في عينيه. كان يحمل سيفًا قصيرًا في يد واحدة، ويبتسم ابتسامة واثقة.
"وجه جديد؟" قال جاكس بسخرية. "أتمنى أن تكون قد كتبت وصيتك".
لم أرد عليه. أخرجت خنجري القديم، وأمسكته في يدي اليمنى، بينما أبقيت يدي اليسرى (الملفوفة بالقماش) حرة للحماية أو للمناورة. اتخذت وضعية استعداد منخفضة، مركزًا على خصمي، وشعرت بالمانا المعززة تتدفق في عروقي، وشعرت بالظلال في الحلبة تبدو وكأنها تستجيب لوجودي.
أعطى المنظم إشارة البدء، وبدأ القتال.
كان جاكس أسرع وأكثر مهارة من ماركوس. لم يندفع بشكل أعمى، بل بدأ في التحرك حولي، يختبر دفاعاتي بضربات سريعة وموجهة بسيفه القصير. كنت أجد صعوبة في مواكبة سرعته، واضطررت لاستخدام كل تركيزي لتفادي أو صد ضرباته بخنجري.
كان الحشد يصرخ ويصيح، ومعظمهم يراهنون ضدي بوضوح. سمعت صيحات مثل "اسحقه يا جاكس!" و "هذا الجديد لن يصمد دقيقة واحدة!".
تجاهلت الحشد، وركزت فقط على خصمي وعلى الظلال. بدأت في استخدام قدرتي الجديدة بحذر. لم أحاول القيام بشيء كبير أو واضح، بل استخدمت الظلال لتشويه إدراكه قليلاً، لجعل حركاتي تبدو أسرع أو أكثر غموضًا مما هي عليه في الواقع. استخدمت الظلال تحت قدميه لمحاولة إرباكه أو إبطائه بشكل طفيف.
بدا جاكس مرتبكًا قليلاً. كان يخطئ في تقدير مسافاتي أحيانًا، أو يتعثر بشكل طفيف. لم يكن يعرف ما يحدث، وبدأ الإحباط يظهر على وجهه.
"ما هذه الحيل الغبية؟" صرخ، وزاد من شراسة هجماته.
رأيت فرصتي. عندما اندفع نحوي بضربة طعن مباشرة، لم أتفادها تمامًا. بدلاً من ذلك، استخدمت الظلال لأخفي حركة يدي اليسرى، ووجهت ضربة سريعة ومفاجئة بيدي الملفوفة بالقماش إلى معصمه الذي يحمل السيف.
كانت ضربة غير متوقعة، وأجبرته على التراجع خطوة، وفتح ثغرة في دفاعه للحظة. في تلك اللحظة، اندفعت إلى الأمام، ليس لأهاجمه مباشرة، بل لأستخدم الظلال مرة أخرى. مددت إرادتي نحو ظله، وتخيلته يلتف حول كاحليه، يمسك به.
تعثر جاكس بقوة هذه المرة، وفقد توازنه تمامًا. وبينما كان يسقط، وجهت ضربة سريعة ودقيقة بخنجري. لم أستهدف مكانًا حيويًا، بل استهدفت كتفه، مما أجبره على إسقاط سيفه وأطلقت منه صرخة ألم.
قبل أن يتمكن من استعادة توازنه أو سلاحه، كنت قد وضعت طرف خنجري على حلقه.
"هل تستسلم؟" سألت بنفس الصوت البارد الذي استخدمته مع ماركوس.
حدق جاكس فيّ بعيون واسعة، مزيج من الألم والصدمة والخوف يرتسم على وجهه. "أ... أستسلم"، قال بصوت متقطع.
ساد الصمت في الحشد للحظة، ثم انفجروا في صيحات مذهولة ومختلطة. البعض كان يصرخ بغضب لأنه خسر رهانه، والبعض الآخر كان يصرخ بدهشة أو إعجاب.
أعلن المنظم فوزي. خفضت خنجري، وابتعدت عن جاكس الذي كان يمسك بكتفه النازف.
اقترب مني أحد المنظمين المقنعين، وسلمني كيسًا صغيرًا من العملات المعدنية. "حصتك من الرهانات، أيها المبتدئ"، قال بصوت مكتوم. "ليس كثيرًا هذه المرة، لكنك أثرت إعجاب البعض. هل تريد القتال مرة أخرى؟"
فتحت الكيس. كان يحتوي على حوالي عشرين قطعة فضية. لم يكن مبلغًا كبيرًا، لكنه كان بداية. وكان تأكيدًا على أنني أستطيع الفوز هنا. أستطيع كسب المال الذي أحتاجه.
نظرت إلى المنظم، وشعرت بمزيج من الإثارة والخطر يتدفق في عروقي. "نعم"، قلت بثبات. "أريد القتال مرة أخرى".
ابتسم المنظم تحت قناعه، ابتسامة لم أستطع رؤيتها لكنني شعرت بها.
"جيد. جيد جدًا. يبدو أن لدينا نجمًا جديدًا في حلبة الخوف".
الليلة كانت لا تزال في بدايتها، وكانت صفقتي مع الظلال قد بدأت للتو.