# الفصل الثامن

مر يومان آخران منذ ليلة اكتمال القمر واكتشافي لقدرتي الجديدة على التلاعب بالظلال. قضيت هذين اليومين في تدريب سري ومكثف في غرفتي، مستخدمًا قطرات ضئيلة من رحيق زهرة القمر الفضية لتعزيز المانا مؤقتًا واستكشاف حدود قدرتي الجديدة. لم يكن الأمر سهلاً. التحكم في الظلال كان يتطلب تركيزًا ذهنيًا هائلاً، وكان يستنزف المانا بسرعة، حتى مع التعزيز المؤقت من الرحيق. لكنني كنت أحرز تقدمًا.

استطعت الآن تمديد الظلال قليلاً، جعلها أغمق، وحتى تحريكها بشكل طفيف. استطعت أيضًا استخدامها لإخفاء وجودي بشكل أفضل في الأماكن المظلمة، مما جعلني أشعر وكأنني أذوب في الظلام. لم تكن قدرة قتالية قوية بعد، لكنها كانت أداة قيمة للتخفي والمناورة، وربما... للمفاجأة.

بالإضافة إلى تدريب الظل، واصلت تدريبي البدني الشاق ومحاولاتي لتحسين التحكم في المانا الأساسية. كنت أعلم أن الاعتماد فقط على الرحيق المؤقت أو قدرة الظل السرية لن يكون كافيًا على المدى الطويل. كنت بحاجة إلى بناء أساس قوي.

مشكلة الديون كانت لا تزال تلوح في الأفق. كان لدي يوم واحد فقط متبقٍ قبل الموعد النهائي لدفع مائة قطعة ذهبية للبلطجية. لم أجد حلاً سهلاً بعد. بيع ممتلكاتي القليلة لن يوفر سوى جزء صغير من المبلغ. فكرة استخدام معرفتي باللعبة للمراهنة كانت محفوفة بالمخاطر. كنت بحاجة إلى معجزة، أو فرصة غير متوقعة.

تلك الفرصة، أو بالأحرى التحدي الذي قد يتحول إلى فرصة، جاءت اليوم. كان يوم "مبارزات التدريب الأسبوعية" لطلاب السنة الأولى. لم تكن هذه المبارزات جزءًا من التقييم الرسمي مثل اختبار تحديد المستوى، بل كانت تهدف إلى منح الطلاب فرصة لتطبيق ما تعلموه في بيئة قتالية محاكاة، واكتساب الخبرة، وربما لفت انتباه المدربين أو الطلاب الأكبر سنًا.

عادة، كان أليكس الأصلي يتجنب هذه المبارزات قدر الإمكان، أو إذا أُجبر على المشاركة، كان يُهزم بسرعة وبشكل مهين. لكنني رأيت فيها فرصة. فرصة لاختبار قدراتي المتزايدة، فرصة لإظهار المزيد من التحسن المحسوب، وربما... فرصة لكسب بعض المال؟

كانت هناك شائعات بأن الطلاب غالبًا ما يراهنون بشكل غير رسمي على نتائج هذه المبارزات. إذا استطعت الفوز في مبارزة ضد خصم يُتوقع مني الخسارة أمامه، فقد أتمكن من كسب مبلغ كبير من خلال رهان محسوب.

أقيمت المبارزات في ساحة تدريب أصغر مخصصة للمبارزة، محاطة بمدرجات للمشاهدين. عندما وصلت، كانت الساحة تعج بالطلاب، بعضهم يستعد للمشاركة، والبعض الآخر جاء للمشاهدة والتشجيع (أو السخرية). كان الكابتن دراكو يشرف على الحدث، ووجهه الصارم لا يبشر بالخير لأي شخص يتهاون.

تم تقسيم الطلاب إلى أزواج بشكل عشوائي (أو شبه عشوائي، حيث حاول المنظمون تجنب المواجهات غير المتكافئة للغاية في البداية). تم استدعاء اسمي: "أليكس فون إيستر ضد ماركوس رين".

ماركوس رين. عرفت الاسم من ذكريات أليكس. كان أحد الطلاب الذين يتنمرون عليه باستمرار، ليس بنفس شراسة بارن، ولكنه كان يستمتع بإهانته والسخرية من ضعفه. كان ماركوس أطول مني قليلاً وأكثر عضلات، معروفًا بقوته الجسدية وأسلوبه العدواني في استخدام السيف التدريبي (سيف خشبي ثقيل مصمم لمحاكاة وزن وشعور السيف الحقيقي دون أن يكون قاتلاً).

كانت هذه مواجهة مثالية لما خططت له. كان ماركوس خصمًا يُتوقع مني الخسارة أمامه بسهولة، لكنه لم يكن قويًا بشكل ساحق مثل بارن أو الطلاب في القمة. كان خصمًا يمكنني، ربما، هزيمته إذا استخدمت كل ما لدي: ذكائي، معرفتي باللعبة، وتحكمي المتزايد في الظلال.

توجهت إلى منصة الأسلحة واخترت سيفًا خشبيًا تدريبيًا. كان ثقيلاً في يدي، ولا يزال جسدي غير معتاد على وزنه، لكنني كنت أتدرب على استخدامه في غرفتي كل ليلة، محاولاً تذكر وتطبيق حركات المبارزة الأساسية التي تعلمتها من اللعبة.

وقفت في الحلبة المخصصة للمبارزة، مقابل ماركوس الذي كان يبتسم بسخرية وهو يدير سيفه في يده بثقة مفرطة. "حسنًا، حسنًا، انظروا من قرر أن يظهر اليوم"، قال بصوت عالٍ ليسمعه الجميع. "هل أتيت لتلقي درسًا آخر في التواضع، إيستر؟"

ضحك بعض الطلاب في المدرجات. تجاهلت استفزازه، وركزت على تقييم خصمي. كان ماركوس يعتمد على القوة والهجمات المباشرة. لم يكن بارعًا جدًا في الدفاع أو الحركة. نقطة ضعفه كانت غروره ونفاد صبره.

"هل أنت مستعد، إيستر؟" سأل الكابتن دراكو بصوته العميق، وهو يقف كحكم للمبارزة.

أومأت برأسي بهدوء. "مستعد".

"وماركوس؟"

"مستعد لسحقه!" أجاب ماركوس بضحكة عالية.

"إذن... ابدأوا!" صاح الكابتن دراكو.

في اللحظة التي صدر فيها الأمر، اندفع ماركوس نحوي مباشرة، رافعًا سيفه الخشبي ليقوم بضربة عمودية قوية. كان هجومًا متوقعًا وخاليًا من أي براعة. لو كنت أليكس الأصلي، لربما تجمدت خوفًا أو حاولت صد الضربة بشكل أخرق، وانتهى بي الأمر مطروحًا على الأرض.

لكنني لم أكن هو. استخدمت حركة جانبية سريعة تعلمتها من تحليل حركات المبارزين في اللعبة، متفاديًا الضربة بصعوبة. مر السيف الخشبي بجانبي، محدثًا صوت صفير في الهواء. لم أتوقف عند التفادي. استدرت بسرعة، مستغلاً زخم حركتي، وحاولت توجيه ضربة مضادة سريعة إلى جانب ماركوس غير المحمي.

تفاجأ ماركوس بسرعة رد فعلي، لكنه تمكن من رفع سيفه في الوقت المناسب لصد ضربتي. ارتطم الخشب بالخشب بصوت عالٍ. شعرت بارتداد الضربة في ذراعي. كانت قوته أكبر بكثير من قوتي.

"ليس سيئًا، إيستر"، قال ماركوس بابتسامة متكلفة، لكن عينيه كانتا تحملان وميضًا من المفاجأة. "يبدو أنك تعلمت حركة أو اثنتين. لكن هذا لن يكون كافيًا".

بدأ يضغط عليّ بسلسلة من الضربات القوية والسريعة. كنت أجد صعوبة في صدها. كل صد كان يرسل اهتزازات مؤلمة عبر ذراعي، وكنت أتراجع خطوة بخطوة تحت ضغط هجومه المستمر.

كان عليّ تغيير استراتيجيتي. لا يمكنني الفوز في تبادل مباشر للقوة. يجب أن أعتمد على السرعة، والمراوغة، وربما... الظلال.

بدأت في التركيز على حركة قدمي، متفاديًا ضرباته بدلاً من صدها كل مرة. كنت أتحرك حوله، أحافظ على مسافة، وأبحث عن فتحات في دفاعه. كان الأمر مرهقًا، وكان ماركوس يزداد غضبًا ونفاد صبر لأنه لم يستطع إصابتي بسهولة كما توقع.

"قف وقاتل كالرجل، أيها الجبان!" صرخ، وهو يندفع نحوي بضربة أفقية واسعة.

انحنيت تحت الضربة، وشعرت بالهواء يمر فوق رأسي. وبينما كان ماركوس لا يزال غير متوازن من ضربته الواسعة، رأيت فرصتي. لم تكن فرصة لهجوم مباشر، بل فرصة لاستخدام قدرتي الجديدة.

كانت الشمس تلقي بظلال طويلة على أرضية الساحة. ظل ماركوس كان ممتدًا أمامي مباشرة. ركزت بسرعة، مستدعيًا المانا المعززة بقطرة الرحيق التي تناولتها قبل المبارزة (مخاطرًا بتأثيرها المؤقت). مددت إرادتي نحو ظل ماركوس، محاولاً التأثير فيه، جعله... يرتعش؟ يتعثر؟

لم أكن متأكدًا مما يمكنني فعله بالضبط، لكنني حاولت. للحظة، بدا وكأن ظل ماركوس يرتجف بشكل غير طبيعي، يلتوي عند قدميه. تعثر ماركوس فجأة، كما لو أن قدمه قد انزلقت على شيء غير مرئي.

كانت مجرد لحظة، مجرد تعثر بسيط، لكنها كانت كافية. اندفعت إلى الأمام، ليس بضربة قوية، بل بحركة سريعة وموجهة. استخدمت طرف سيفي الخشبي لأضرب معصم يده التي تحمل السيف.

صرخ ماركوس من الألم المفاجئ، وأفلت سيفه الذي سقط على الأرض بصوت عالٍ.

لم أتوقف. استدرت بسرعة، ووجهت ضربة أخرى، هذه المرة إلى مؤخرة ركبته. انثنت ساقه، وسقط على ركبة واحدة، وهو ينظر إليّ بمزيج من الألم وعدم التصديق.

وقفت أمامه، وسيفي الخشبي موجه نحو حلقه، وأنفاسي تتسارع قليلاً من الجهد. "هل تستسلم؟" سألت بصوت هادئ وبارد، رغم أن قلبي كان يخفق بقوة من الإثارة والخوف.

ساد الصمت في الساحة. الطلاب في المدرجات كانوا يحدقون بصمت مذهول. حتى الكابتن دراكو بدا متفاجئًا قليلاً. لم يتوقع أحد هذه النتيجة. أليكس إيستر، الفاشل المنبوذ، قد هزم ماركوس رين، أحد المتنمرين المعروفين؟

نظر ماركوس إلى سيفه الذي يرقد على الأرض، ثم إليّ، ثم إلى الكابتن دراكو. كان وجهه أحمر من الغضب والإذلال. "أنا... أنا أستسلم"، تمتم بصوت خافت، بالكاد يُسمع.

خفضت سيفي ببطء. "المبارزة انتهت! الفائز هو أليكس فون إيستر!" أعلن الكابتن دراكو بصوته العميق، الذي كان يحمل نبرة جديدة من... الاحترام؟ أو على الأقل، الفضول.

بدأت همسات مذهولة تنتشر في المدرجات. لم تكن همسات سخرية هذه المرة، بل كانت همسات عدم تصديق، دهشة، وربما حتى إعجاب خافت.

"هل رأيتم ذلك؟ لقد هزم ماركوس!"

"كيف فعلها؟ بدا وكأن ماركوس تعثر فجأة."

"حركاته كانت سريعة بشكل مدهش."

"هل يمكن أن يكون إيستر... ليس ضعيفًا كما كنا نظن؟"

لم أعر اهتمامًا للهمسات. ألقيت نظرة سريعة على ماركوس الذي كان ينهض ببطء، وهو يفرك معصمه ويتجنب النظر إليّ. ثم استدرت لأغادر الحلبة.

وبينما كنت أغادر، لمحت بارن يقف في المدرجات، ووجهه يحمل تعبيرًا غاضبًا ومصدومًا. كان ينظر إليّ كما لو أنه يراني للمرة الأولى. هل بدأ يدرك أنني لم أعد نفس الشخص الضعيف الذي يمكنه دفعه بسهولة؟

ثم وقعت عيناي على سيلينا آيسلين. كانت تقف في مكان منعزل قليلاً، وذراعاها مكتوفتان، وعيناها الزرقاوان الجليديتان تحدقان فيّ بتركيز شديد. لم يكن هناك دهشة على وجهها، بل كان هناك... تأكيد؟ كما لو أن فوزي هذا قد أكد شكوكها بأنني أخفي شيئًا ما. كانت نظرتها تحمل وعدًا صامتًا بأنها لن تتوقف حتى تكتشف حقيقتي.

وبجانبها، وقفت ليليا فلاوريل. كانت تنظر إليّ بعيون واسعة، ويداها مضمومتان إلى صدرها. كان هناك مزيج من الدهشة والفرح وربما... الإعجاب؟ في نظرتها. عندما التقت أعيننا للحظة، احمرت وجنتاها بسرعة وأشاحت بوجهها.

تنهدت داخليًا. لقد حققت ما أردته. لقد فزت بالمبارزة، وصدمت الجميع، وأظهرت تحسنًا آخر يمكن تفسيره (ربما) بالحظ أو بضعف الخصم. لكنني أيضًا جذبت المزيد من الانتباه غير المرغوب فيه، وعمقت شكوك سيلينا، وربما... أيقظت مشاعر غير متوقعة لدى ليليا.

لكن كان هناك جانب إيجابي آخر. بينما كنت أغادر الساحة، اقترب مني طالب لم أكن أعرفه، وبدا عليه التوتر. "م-مرحبًا، إيستر"، قال بصوت خافت. "لقد راهنت عليك للفوز. لم يصدقني أحد، لكنني فعلت. لقد ربحت الكثير بفضلك! هل... هل يمكنني أن أقدم لك جزءًا من أرباحي كشكر؟"

نظرت إليه بدهشة. هل راهن عليّ حقًا؟ ولماذا؟ "لماذا راهنت عليّ؟" سألت بفضول حقيقي.

بدا الطالب مرتبكًا. "لا أعرف. لقد بدوت مختلفًا مؤخرًا. كان لدي شعور... شعور بأنك قد تفاجئ الجميع".

ابتسمت ابتسامة باهتة. "احتفظ بأرباحك. لكن ربما... يمكنك أن تقدم لي خدمة أخرى؟"

"ب-بالتأكيد! أي شيء!" قال الطالب بحماس.

"أحتاج إلى كسب بعض المال بسرعة. هل تعرف أي رهانات أخرى يمكنني المشاركة فيها؟ أو أي طريقة أخرى لكسب المال بسرعة هنا في الأكاديمية؟" سألت، مخفضًا صوتي قليلاً.

اتسعت عينا الطالب. "هل أنت جاد؟ بعد فوزك اليوم، قد يكون هناك الكثير من الناس المستعدين للمراهنة عليك في المبارزات القادمة. أو ربما... هناك دائمًا 'حلبة الظل'؟"

"حلبة الظل؟" كررت، وشعرت بالفضول. لم يكن هذا الاسم مذكورًا في اللعبة.

"نعم"، همس الطالب، وهو ينظر حوله بحذر. "إنها حلبة قتال سرية وغير رسمية تقام في الأنفاق القديمة تحت الأكاديمية ليلاً. الرهانات هناك أكبر بكثير، والمقاتلون أكثر شراسة. لكنها خطيرة جدًا وغير قانونية. إذا تم القبض عليك، فسيتم طردك على الفور".

حلبة قتال سرية؟ رهانات كبيرة؟ كان الأمر خطيرًا، لكنه كان مغريًا أيضًا. قد تكون هذه هي الفرصة التي أحتاجها لحل مشكلة ديوني، وربما لاختبار قدراتي في بيئة أكثر واقعية.

"أخبرني المزيد عنها"، قلت للطالب، وصوتي يحمل نبرة جديدة من الاهتمام الحاد. "أخبر

ني بكل شيء".

ربما كان فوزي اليوم مجرد بداية. ربما كانت رقصتي مع الظلال والنصل على وشك أن تصبح أكثر خطورة وإثارة.

2025/04/30 · 136 مشاهدة · 1667 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025