# الفصل السابع

تجمدت في ظلام الممر الضيق، وأنفاسي محبوسة في صدري. سيلينا آيسلين وبارن. هنا. يبحثان عني. كيف تمكن بارن من رؤيتي؟ كنت متأكدًا من أنني كنت حذرًا. هل كان يراقبني طوال الوقت؟ أم أن سيلينا هي من أمرته بذلك؟

كان صوت سيلينا البارد كالثلج يخترق صمت الليل، قريبًا جدًا الآن. "تسلل خلف البرج؟ هل أنت متأكد من أنه لم يغادر؟ المكان يبدو مهجورًا".

"أنا متأكد يا ليدي سيلينا"، أجاب بارن بصوت خشن، لكنه كان يحمل نبرة من الاحترام الممزوج بالخوف تجاهها. "رأيته يدور حول القاعدة، ثم اختفى خلف هذا الجدار المغطى بالنباتات. لم يخرج مرة أخرى".

اللعنة! لقد رآني أدخل. لكن هل يعرف عن الممر السري؟ على الأرجح لا. ربما يعتقد أنني أختبئ فقط بين الشجيرات أو خلف البرج.

"تفحص المكان"، أمرت سيلينا ببرود. "ابحث عن أي شيء غير عادي. هذا الجدار يبدو قديمًا جدًا".

سمعت خطوات بارن الثقيلة وهي تقترب من الجدار الذي يخفي المدخل. قلبي بدأ يخفق بقوة في صدري. لو اكتشفوا النقش أو آلية الفتح... سأكون محاصرًا. ليس لدي مكان أهرب إليه داخل هذا الممر الضيق.

تراجعت ببطء وحذر أعمق داخل الممر، مبتعدًا عن المدخل قدر الإمكان. الظلام كان مطلقًا الآن بعد أن أطفأت مشعلي. لم أستطع رؤية أي شيء، واعتمدت فقط على حاسة اللمس لتجنب الاصطدام بالجدران الحجرية الرطبة.

وصلت إلى مدخل الحديقة الداخلية مرة أخرى. كان ضوء القمر المتسلل من السقف الزجاجي يوفر إضاءة فضية خافتة هنا، مما سمح لي برؤية محيطي بشكل أفضل قليلاً. لكن هذا يعني أيضًا أنني سأكون مرئيًا إذا وصلوا إلى هنا.

هل يجب أن أختبئ بين النباتات المتوهجة؟ أم أعود إلى الممر المظلم وأتمنى ألا يجدوا المدخل؟

في تلك اللحظة، وبينما كان عقلي يتسابق بحثًا عن خيار، شعرت بشيء غريب. القارورة الزجاجية الصغيرة التي تحتوي على رحيق زهرة القمر الفضية، والتي كانت في جيبي الداخلي، بدأت تشع بدفء خفيف. لم يكن دفئًا جسديًا، بل أشبه بـ... همسة من المانا، نقية وقوية، تتسرب من القارورة وتتفاعل مع جسدي.

تذكرت الملاحظة التي وجدتها في الكتاب: "الدموع على وجه الحارس ليست مجرد مفتاح، بل هي أيضًا اختبار. فقط أولئك الذين يمتلكون قلبًا نقيًا يمكنهم استخدامها دون أن يلحق بهم الأذى". لم أستخدم الدموع مباشرة، لكنني استخدمتها لفتح الممر. والآن، هذا الرحيق، الذي تم جمعه تحت تأثير نفس القمر، كان يتفاعل معي.

هل كان قلبي نقيًا؟ أشك في ذلك. لكن ربما... ربما كان هناك شيء آخر يميزني. كوني متجسدًا، شخصًا من عالم آخر، هل يغير ذلك طريقة تفاعل السحر معي؟

شعرت بالمانا النقية من الرحيق تتسلل إلى نظامي، تمتزج مع المانا الضئيلة الخاصة بي. لم يكن شعورًا عنيفًا، بل كان لطيفًا ومنشطًا. شعرت وكأن حواسي أصبحت أكثر حدة فجأة. استطعت سماع همسات بارن وهو يتفحص الجدار الخارجي بوضوح أكبر، استطعت شم رائحة التراب الرطب والنباتات السحرية بشكل أقوى، وحتى بصري في الضوء الخافت بدا وكأنه تحسن قليلاً.

"لا أرى شيئًا غير عادي هنا يا ليدي سيلينا"، قال بارن بعد لحظات بدت كأنها دهر. "مجرد جدار قديم ونباتات متسلقة. ربما كان يختبئ في مكان آخر، أو أنه غادر بالفعل".

شعرت بموجة من الارتياح تجتاحني. لم يجد المدخل.

لكن صوت سيلينا البارد قاطع ارتياحي. "لا تكن متسرعًا. أليكس إيستر يتصرف بغرابة مؤخرًا. تحسن طفيف في اختبار تحديد المستوى، تجاهل متعمد لاستفزازاتك، والآن يتسلل حول برج مهجور في منتصف الليل. هناك شيء ما يحدث معه. أريد أن أعرف ما هو".

كانت تشك بي. كانت تشك بي بشدة. وهذا خطير. سيلينا آيسلين لم تكن مجرد طالبة عبقرية، بل كانت أيضًا ذكية بشكل مخيف وملاحظة دقيقة. إذا وضعتني نصب عينيها، فسيكون من الصعب جدًا إخفاء أسراري.

"ماذا تقترحين أن نفعل يا ليدي سيلينا؟" سأل بارن.

"سننتظر قليلاً"، قالت سيلينا. "إذا كان لا يزال هنا، فقد يخرج عندما يعتقد أننا غادرنا. ابق متيقظًا".

اللعنة! كانوا سينتظرون. هذا يعني أنني عالق هنا لفترة أطول. كم من الوقت سينتظرون؟ دقائق؟ ساعات؟

تراجعت أعمق داخل الحديقة، محاولاً الاختباء خلف بعض الشجيرات الكثيفة ذات الأوراق الفضية الكبيرة. جلست على الأرض الباردة، وأسندت ظهري إلى جذع شجرة صغيرة، محاولاً تنظيم أفكاري.

الدفء الخفيف من قارورة الرحيق لا يزال مستمرًا، وكذلك الشعور بتزايد حدة حواسي. كان الأمر مريحًا ومقلقًا في نفس الوقت. هل كان هذا هو التأثير المؤقت الذي ذكره الكتاب؟ أم أنه شيء آخر؟

قررت أن أجرب شيئًا. بحذر شديد، فتحت القارورة الزجاجية. انبعثت منها رائحة سحرية قوية، ملأت الهواء من حولي. غطست طرف إصبعي (مرتديًا القفاز) في السائل الفضي اللزج، ثم أغلقت القارورة بسرعة وأعدتها إلى جيبي.

رفعت إصبعي المغطى بالرحيق أمام وجهي في الضوء الخافت. كان يتلألأ بضوء فضي نقي. ترددت للحظة. الكتاب ذكر أن شرب قطرة واحدة يمنح زيادة مؤقتة في المانا. هل يجب أن أجرب؟ قد يكون مفيدًا إذا اضطررت للقتال أو الهرب. لكنه قد يكون خطيرًا أيضًا. ماذا لو كان جسدي لا يتحمل هذه القوة النقية؟ ماذا لو كان له آثار جانبية غير متوقعة؟

تذكرت مرة أخرى كوني متجسدًا. ربما يكون لدي مقاومة أعلى، أو ربما تكون ردة فعلي مختلفة تمامًا. كان هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك.

أخذت نفسًا عميقًا، ثم بحذر، لمست طرف لساني بطرف إصبعي المغطى بالرحيق. لم أبتلع قطرة كاملة، فقط كمية ضئيلة جدًا.

كان الطعم غريبًا، مزيجًا من الحلاوة الباردة والمذاق المعدني الخفيف، مع إحساس بالوخز على لساني. للحظة، لم يحدث شيء. ثم شعرت به. موجة من الطاقة النقية تدفقت عبر جسدي، أقوى بكثير من مجرد الدفء الذي شعرت به من القارورة. شعرت وكأن كل خلية في جسدي تستيقظ، تتغذى بهذه المانا النقية.

لم تكن مجرد زيادة في كمية المانا، بل شعرت وكأن جودة المانا الخاصة بي تتغير، تصبح أكثر كثافة، أكثر نقاءً. وشعرت بشيء آخر... شيء مرتبط بكوني "أليكس"، الشخصية ذات الألفة المفترضة مع سحر الظل. شعرت وكأن الظلال من حولي في الحديقة أصبحت أكثر... وضوحًا؟ أكثر واقعية؟ لم تعد مجرد غياب للضوء، بل أصبحت شيئًا ملموسًا تقريبًا، شيئًا يمكنني الشعور به، وربما... التفاعل معه؟

ركزت على الظل الذي تلقيه الشجيرة التي أختبئ خلفها. حاولت أن أمد يدي إليه، ليس جسديًا، بل بإرادتي، باستخدام تدفق المانا المعزز حديثًا. تخيلت الظل يتمدد، يلتف حولي كعباءة.

ولدهشتي، استجاب الظل! لم يكن تغييرًا كبيرًا، لكنني رأيت بوضوح حافة الظل تتمدد قليلاً، تصبح أغمق، وتشعر وكأنها تلتصق بملابسي. شعرت ببرودة لطيفة ومألوفة تغمرني، وشعرت بأنني أصبحت أقل وضوحًا، حتى في ضوء القمر الخافت الذي يملأ الحديقة.

هل... هل استطعت التحكم في الظل؟ لم تكن تعويذة تعلمتها، بل كان أشبه برد فعل غريزي، استجابة طبيعية من المانا المعززة والصلة الكامنة بين هذا الجسد وعنصر الظل.

شعرت بموجة من الإثارة تجتاحني، لكنني قمعتها بسرعة. لا يزال هناك خطر في الخارج. لكن هذا الاكتشاف... كان هائلاً. إذا كان بإمكاني حقًا التلاعب بالظلال، حتى بهذا الشكل البدائي، فهذا يفتح لي إمكانيات جديدة تمامًا. يمكنني استخدامه للتخفي، للهروب، وربما حتى للهجوم في المستقبل.

هل كان هذا هو "الموهبة الفريدة" أو "القدرة المخفية" التي ذكرها مخطط الرواية؟ هل كان رحيق زهرة القمر هو المحفز الذي أيقظها؟ أم أنها كانت كامنة طوال الوقت، تنتظر فقط الشرارة المناسبة؟

وبينما كنت أفكر في هذا، سمعت صوت سيلينا مرة أخرى من الخارج، لكنه كان أبعد قليلاً هذه المرة. "لا فائدة. ربما كنت مخطئًا يا بارن، أو أنه غادر بالفعل. لن نضيع المزيد من الوقت هنا. هيا بنا".

"ولكن يا ليدي سيلينا..." بدأ بارن بالاحتجاج.

"قلت هيا بنا!" قاطعته سيلينا بحدة جليدية جعلت حتى بارن الضخم يصمت. "لدينا أمور أخرى أهم لنهتم بها. لكنني سأراقب إيستر عن كثب. إذا كان يخفي شيئًا، فسأكتشفه".

سمعت خطواتهما تبتعد، وتتلاشى تدريجيًا في صمت الليل. انتظرت بضع دقائق أخرى، متصنتًا بانتباه شديد، حتى تأكدت تمامًا من أنهما غادرا المنطقة.

أطلقت نفسًا طويلاً كنت أحبسه دون وعي. لقد نجوت. لقد نجوت من هذا اللقاء الخطير، واكتشفت شيئًا قد يغير كل شيء.

نظرت إلى الظل الذي لا يزال يلتصق بي قليلاً. حاولت إرخاء تركيزي، وتخيلت الظل يتراجع. ببطء، انحسر الظل، وعاد إلى شكله الطبيعي. لكن الشعور بالاتصال به، بالقدرة على التأثير فيه، بقي معي.

كان تأثير الرحيق لا يزال قويًا. شعرت بالمانا النقية تتدفق في عروقي، وشعرت بحواسي لا تزال متيقظة بشكل غير عادي. لكنني شعرت أيضًا أن التأثير بدأ يخفت تدريجيًا. كان مؤقتًا، كما ذكر الكتاب.

كان عليّ مغادرة هذا المكان الآن، قبل أن يعود أي شخص آخر، وقبل أن يتلاشى تأثير الرحيق تمامًا. لكن قبل أن أذهب، ألقيت نظرة أخرى على زهور القمر الفضية المتوهجة.

هذا الرحيق... كان أقوى مما توقعت. لم يقتصر الأمر على تعزيز المانا، بل أيقظ قدرة كامنة بداخلي. ماذا لو استخدمت المزيد منه؟ ماذا لو صنعت تلك الجرعات المذكورة في الكتاب؟

كانت الاحتمالات مغرية، لكن التحذير في الملاحظة لا يزال يرن في أذني. "استخدم قوتها بحكمة... احذر من الظلال التي تتوق إلى هذه القوة".

قررت أن أكون حذرًا. سأستخدم الرحيق الذي جمعته الليلة بحذر، قطرة بقطرة، لدراسة آثاره وتطوير قدرتي الجديدة على التحكم في الظلال. لن أصنع جرعات قوية على الفور. سأحتاج إلى فهم هذه القوة الجديدة أولاً، والتأكد من أنني أستطيع السيطرة عليها.

غادرت الحديقة السرية، وأغلقت الممر الخفي خلفي، وتوجهت عائدًا إلى غرفتي تحت ضوء القمر المكتمل، وشعور جديد بالقوة والهدف ينمو بداخلي. لم أعد مجرد شخص يحاول البقاء على قيد الحياة. لقد وجدت سلاحًا جديدًا، سرًا خاصًا بي وحدي. سلاح قد يسمح لي ليس فقط بالنجاة، بل ربما... بالازدهار في هذا العالم المليء بالخطر والمكائد.

وبينما كنت أسير، لم أستطع إلا أن أفكر في سيلينا آيسلين. كانت تراقبني. كانت تشك بي. وهذا يعني أن المواجهة بيننا أمر لا مفر منه. لكن الآن، ربما... ربما لدي فرصة للوقوف في وجهها

، ليس كأليكس إيستر الضعيف، بل كشيء آخر تمامًا. شيء ينمو في الظل، ويتعلم كيف يهمس بلغة القوة.

2025/04/29 · 163 مشاهدة · 1493 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025