# الفصل الثاني عشر
العودة من حلبة الخوف إلى غرفتي كانت رحلة ضبابية ومشوبة بالألم. الأدرينالين الذي غذى جسدي خلال القتال الأخير بدأ يتلاشى، تاركًا وراءه إرهاقًا عميقًا وألمًا حادًا في جانبي حيث أصابني كوع رايزر. كل خطوة كانت تسبب وخزًا في ضلوعي، وكل نفس كان ضحلًا ومؤلمًا. لكنني أجبرت نفسي على الاستمرار، متسللاً عبر الأنفاق المظلمة وعائدًا إلى السطح بنفس الحذر الذي جئت به.
عندما أغلقت باب غرفتي خلفي أخيرًا، وأسندت ظهري إليه، سمحت لنفسي بإطلاق أنين خافت من الألم. انزلقت على الباب حتى جلست على الأرض الباردة، وعيناي مغمضتان، أحاول استعادة أنفاسي وتنظيم أفكاري.
لقد فعلتها. لقد قاتلت في حلبة الخوف، وهزمت ثلاثة خصوم، بما في ذلك البطل. لقد كسبت أكثر من عشرين قطعة ذهبية في ليلة واحدة. كان إنجازًا لا يمكن إنكاره، ودليلًا على أنني لم أعد أليكس فون إيستر الضعيف الذي يعرفه الجميع.
لكن الثمن كان باهظًا. جسدي كان يتألم. ضلوعي شعرت وكأنها مكسورة أو على الأقل مصابة بكدمات شديدة. كنت مغطى بالكدمات والجروح الطفيفة، ورائحة العرق والدم والغبار تلتصق بي. والأهم من ذلك، كان هناك التأثير المقلق للجرعة الثانية من رحيق القمر.
فتحت عيني ونظرت إلى يدي. لم تعد ترتعش، لكنني ما زلت أشعر بالبرودة الجليدية تتخلل كياني. لم يكن مجرد شعور جسدي، بل كان شعورًا عاطفيًا أيضًا. المشاعر بدت بعيدة ومكتومة، وحل محلها هدوء حاد وغير طبيعي. كان الأمر كما لو أن جزءًا من إنسانيتي قد تم تخديره أو إزالته.
تذكرت الأفكار المظلمة التي راودتني بعد هزيمة رايزر، تلك الخيبة الغريبة لأنه لم يمت. قشعريرة سرت في جسدي، ليست من البرد هذه المرة، بل من الخوف. هل كان هذا الرحيق يغيرني؟ هل كان يوقظ شيئًا مظلمًا وخطيرًا بداخلي، شيئًا مرتبطًا بطبيعة الظل التي يفترض أن هذا الجسد يمتلك ألفة معها؟
كان عليّ أن أفهم هذا التأثير، وأن أتعلم كيفية السيطرة عليه. لا يمكنني السماح له بالسيطرة عليّ. القوة التي لا يمكن السيطرة عليها ليست قوة، بل هي وصفة للكارثة.
أجبرت نفسي على النهوض، متجاهلاً الألم. خلعت ملابسي المتسخة والملطخة بالدماء، وتفحصت إصاباتي في ضوء المصباح الخافت. كان جانبي الأيسر متورمًا ومزرقًا بشدة. لم أكن متأكدًا مما إذا كانت الضلوع مكسورة، لكنها بالتأكيد كانت مؤلمة للغاية. كانت هناك أيضًا كدمات وجروح أخرى على ذراعي وساقي، لكنها بدت سطحية.
قضيت الساعة التالية في تنظيف جروحي وتضميدها قدر استطاعتي باستخدام مجموعة الإسعافات الأولية البسيطة التي كانت في الغرفة. لم يكن لدي أي جرعات شفاء، ولم أكن أعرف أي سحر شفاء. كان عليّ الاعتماد على قدرة جسدي الطبيعية على التعافي، والتي بدت بطيئة ومحدودة.
بعد أن انتهيت من تضميد جروحي، أخرجت كيس النقود الثقيل من ملابسي المتسخة. أفرغت محتوياته على السرير، وقمت بعدها بعناية. واحد وعشرون قطعة ذهبية، وثمانية وأربعون قطعة فضية، وبعض القطع النحاسية. كان مبلغًا جيدًا، لكنه لا يزال بعيدًا جدًا عن المائة قطعة ذهبية التي أحتاجها لسداد الدين.
تنهدت. لقد خاطرت بكل شيء، وكسبت الكثير، لكنه لم يكن كافيًا. الموعد النهائي كان غروب شمس الغد، يوم الأحد. كان لدي أقل من يوم واحد لتدبير ما يقرب من ثمانين قطعة ذهبية أخرى.
كيف سأفعل ذلك؟ العودة إلى حلبة الخوف الليلة كانت مستحيلة في حالتي هذه. وحتى لو كنت بصحة جيدة، فقد يكون الأمر خطيرًا جدًا الآن بعد أن أصبحت البطل الجديد. قد يستهدفني مقاتلون أقوى، أو قد يحاول المنظمون استغلالي. والأهم من ذلك، كان هناك خطر متزايد من الكشف، خاصة إذا كانت سيلينا تراقبني بالفعل.
فكرت في خيارات أخرى. بيع الخنجر القديم؟ ربما يجلب بضع قطع ذهبية، لكن ليس ثمانين. بيع بعض الأثاث أو الكتب في الغرفة؟ بالكاد يستحق العناء.
هل يمكنني استخدام معرفتي باللعبة بطريقة أخرى؟ هل هناك أي كنوز مخفية أخرى في الأكاديمية أو بالقرب منها يمكنني الوصول إليها بسرعة؟ بحثت في ذاكرتي عن المهام الجانبية أو الأسرار التي قد تكون ذات صلة. كانت هناك بعض الأماكن المذكورة، مثل مكتبة قديمة تحت الأرض أو ضريح منسي في الغابة القريبة، لكن الوصول إليها قد يستغرق وقتًا ويتطلب أدوات أو قدرات لا أمتلكها حاليًا.
ماذا عن الأشخاص؟ هل يمكنني اقتراض المال من أحد؟ لم يكن لدي أي أصدقاء حقيقيين. النبلاء الآخرون يحتقرونني. الطلاب العاديون يخافون مني أو يتجنبونني. ليو، الطالب الذي أخبرني عن الحلبة، بدا ودودًا، لكنني أشك في أنه يمتلك مثل هذا المبلغ.
ثم فكرت في ليليا فلاوريل. بدت مهتمة بي، أو على الأقل مفتونة بي، بعد فوزي في المبارزة التدريبية. هل يمكن أن تساعدني؟ كانت من عامة الشعب، لذا ربما لا تمتلك الكثير من المال، لكن ربما تعرف شخصًا ما، أو لديها طريقة ما؟
لكن فكرة طلب المساعدة من ليليا جعلتني أشعر بعدم الارتياح. جزء مني، الجزء البارد والمنعزل الذي أصبح مهيمنًا بشكل متزايد، رفض فكرة الاعتماد على الآخرين، خاصة على فتاة بدت ساذجة وبريئة. سيكون ذلك ضعفًا. وسيكون ذلك تعقيدًا لا أحتاجه في حياتي.
إذن، ماذا بقي؟ هل يجب أن أواجه البلطجية غدًا بما لدي من مال، وأحاول التفاوض؟ ربما يمكنني إقناعهم بقبول دفعة أولى ووعد بالباقي لاحقًا؟ أو ربما... ربما يمكنني استخدام سمعتي الجديدة كبطل حلبة الظل لتخويفهم؟
كان الخيار الأخير مغريًا. لقد أثبت أنني لم أعد ضعيفًا. لقد هزمت مقاتلين أقوياء. ربما إذا رأوا أنني مستعد وقادر على القتال، سيتراجعون أو يقبلون بشروط أفضل.
لكن هذا أيضًا كان محفوفًا بالمخاطر. قد يؤدي التهديد إلى تصعيد العنف. وقد لا يصدقون قوتي الجديدة، أو قد يعودون لاحقًا بأعداد أكبر أو بأسلحة أفضل. وكان هناك دائمًا خطر أن يصل الأمر إلى سلطات الأكاديمية.
شعرت بالصداع يبدأ في التكون في صدغي من كثرة التفكير والإرهاق. كنت بحاجة إلى الراحة. كنت بحاجة إلى النوم، والسماح لجسدي بالبدء في التعافي.
خبأت النقود بعناية في نفس الصندوق السري الذي خبأت فيه قارورة الرحيق والسكين الفضي. ثم استلقيت على سريري، متجاهلاً الألم في ضلوعي قدر استطاعتي. أغلقت عيني، لكن النوم لم يأت بسهولة.
كان عقلي لا يزال يعمل، يعيد تشغيل أحداث الليلة، يحلل القتالات، يفكر في الدين، في سيلينا، في ليليا، في القوة المظلمة التي تنمو بداخلي.
وشعرت بشيء آخر أيضًا. شعور خافت ومقلق بأنني مراقب. لم يكن شعورًا قويًا كما كان عندما كانت سيلينا تراقبني في الكهف، بل كان أشبه بوجود ثابت ومنتشر في الظلال المحيطة بي. هل كان ذلك مجرد جنون ارتياب ناتج عن الإرهاق وتأثير الرحيق؟ أم أن هناك حقًا... ظلال أخرى تراقبني، كما حذرت الملاحظة في الحديقة السرية؟
حاولت استخدام اتصالي المعزز بالظلال (الذي كان لا يزال موجودًا بشكل خافت) لاستشعار أي وجود غير عادي في الغرفة أو خارجها. ركزت، ومددت حواسي إلى الظلام، لكنني لم أتمكن من تحديد أي شيء ملموس. كانت الظلال هادئة، لكنها لم تكن فارغة. شعرت بوجود وعي كامن فيها، وعي قديم وحذر، يراقب وينتظر.
هل كانت هذه هي "الظلال التي تتوق إلى هذه القوة"؟ هل كانوا مهتمين بي بسبب قدرتي الجديدة، أم بسبب رحيق القمر الذي استخدمته؟ وماذا يريدون؟
كانت الأسئلة تتكاثر، والإجابات شحيحة. شعرت بأنني قد دخلت في لعبة أعمق وأكثر خطورة مما كنت أتصور. لم يعد الأمر مجرد محاولة للنجاة وتغيير مصير شخصية بائسة في رواية. لقد أصبحت لاعبًا في لعبة كونية غامضة، لعبة ذات قواعد غير معروفة ومخاطر لا يمكن تصورها.
أخيرًا، بدأ الإرهاق الجسدي والعقلي يتغلب عليّ. انجرفت إلى نوم مضطرب، مليء بأحلام الظلال الراقصة، والعيون الباردة، وصوت الذهب المتساقط. واغاني سبيستون
***
استيقظت في صباح اليوم التالي على شعور بالألم والتيبس. كانت ضلوعي لا تزال تؤلمني بشدة، وكانت كل حركة تتطلب جهدًا واعيًا. لكنني شعرت بتحسن طفيف مقارنة بالليلة السابقة. يبدو أن جسدي كان يتعافى، وإن كان ببطء.
كان يوم الأحد. يوم الموعد النهائي لسداد الدين. كان لدي حتى غروب الشمس.
نهضت من السرير بصعوبة، وارتديت ملابسي. لم أذهب إلى قاعة الطعام لتناول الإفطار، بل اكتفيت ببعض الخبز الجاف والماء في غرفتي. كنت بحاجة إلى الحفاظ على طاقتي، وتجنب أي مواجهات غير ضرورية قبل مواجهة البلطجية.
قضيت الصباح في التأمل ومحاولة فهم تأثير الرحيق بشكل أفضل. البرودة الجليدية والهدوء القاتل كانا قد انحسرا قليلاً، لكنهما لم يختفيا تمامًا. شعرت بأنني لا أزال مختلفًا، أكثر انفصالاً، وأكثر وعيًا بالظلال المحيطة بي. كان اتصالي بالظلال أضعف مما كان عليه تحت التأثير الكامل للرحيق، لكنه كان لا يزال موجودًا، أقوى مما كان عليه قبل ليلة أمس. بدا الأمر وكأن الرحيق قد فتح قناة بداخلي، قناة لا تزال مفتوحة جزئيًا حتى بعد تلاشي التأثير الرئيسي.
حاولت ممارسة التحكم في الظلال مرة أخرى. كان الأمر أصعب الآن بدون المانا المعززة، لكنني تمكنت من تحقيق بعض التأثيرات الصغيرة - تمديد ظل بشكل طفيف، أو جعله يبدو أغمق. كان الأمر يتطلب تركيزًا كبيرًا ويستنزف المانا بسرعة، لكن حقيقة أنني ما زلت أستطيع فعل ذلك كانت مشجعة.
مع اقتراب فترة ما بعد الظهر، بدأت أفكر في خطتي لمواجهة البلطجية. هل يجب أن أنتظرهم ليأتوا إليّ؟ أم أبحث عنهم بنفسي؟ وأي نهج يجب أن أتبعه؟ التفاوض؟ أم التخويف؟
قررت أن أنتظر. لم أكن أعرف أين أجدهم، ولم أكن أرغب في التجول في الأكاديمية وأنا في هذه الحالة. سأنتظر في غرفتي، وأستعد للمواجهة.
أخرجت كيس النقود الذي يحتوي على حوالي 21.5 قطعة ذهبية. وضعت الخنجر القديم في حزامي، تحت سترتي. لم أكن أنوي استخدامه إلا كملاذ أخير، لكن وجوده كان يمنحني بعض الطمأنينة.
مرت الساعات ببطء. بدأت الشمس تنخفض في السماء، ملقية بظلال طويلة عبر غرفتي. شعرت بالتوتر يتصاعد مرة أخرى. هل سيأتون؟ ومتى؟
عندما بدأت الشمس تقترب من الأفق، سمعت طرقًا عنيفًا على بابي.
لقد حان الوقت.