# الفصل الثالث عشر
الطرق العنيف على الباب تردد صداه في الغرفة الهادئة، قاطعًا التوتر المتصاعد كضربة مطرقة. لم يكن طرقًا عاديًا، بل كان يحمل نبرة من التهديد ونفاد الصبر. لقد وصلوا. البلطجية الثلاثة الذين ادعوا أنني مدين لهم بمائة قطعة ذهبية.
أخذت نفسًا عميقًا، محاولاً تهدئة أعصابي وتجاهل الألم الخافت في ضلوعي. وقفت ببطء، وتوجهت نحو الباب. لم أتعجل في فتحه. بدلاً من ذلك، وقفت للحظة، وأصغيت. سمعت همسات مكتومة وضحكات خشنة من الخارج. كانوا ثلاثة، كما توقعت.
"إيستر! افتح الباب! نعلم أنك بالداخل!" صاح صوت الطالب الأضخم، الذي عرفت الآن أن اسمه "روك". كان صوته مرتفعًا بما يكفي ليسمعه أي شخص في الممر، وهو ما كان مقصودًا على الأرجح - محاولة لإحراجي وزيادة الضغط عليّ.
"لقد حان وقت الدفع، أيها النبيل الصغير!" أضاف صوت الطالب النحيف ذي العيون الماكرة، "فين".
قررت أن أواجههم. لم يعد الهروب أو الاختباء خيارًا. فتحت الباب ببطء، وكشفت عن نفسي. وقفت منتصبًا قدر استطاعتي، وحافظت على تعبير بارد ومحايد على وجهي، رغم الألم الذي كنت أشعر به.
كانوا يقفون هناك، يسدون الممر تقريبًا بأجسادهم. روك في المنتصف، يبتسم ابتسامة متعجرفة، وفين والطالب الثالث القصير الممتلئ، "جاسبر"، يقفان على جانبيه، وأذرعهما مكتوفة، ونظراتهما تحمل مزيجًا من التوقع والازدراء.
"أخيرًا قررت أن تظهر وجهك، إيستر"، قال روك، وهو يتقدم خطوة إلى داخل الغرفة دون دعوة. "هل أحضرت المال؟ غروب الشمس قد اقترب".
لم أتراجع. وقفت في مكاني، وأغلقت الباب جزئيًا خلفهم، مما جعل الموقف يبدو أكثر خصوصية وأقل عرضة للمارة. "لقد أحضرت ما استطعت تدبيره"، قلت بهدوء، وأشرت إلى الكيس الصغير الذي كنت قد وضعته على الطاولة القريبة.
اتجهت عيونهم الثلاثة نحو الكيس. تقدم فين بسرعة والتقطه، وفتح رباطه، ونظر إلى الداخل. اتسعت عيناه قليلاً عندما رأى القطع الذهبية، لكن سرعان ما تحولت نظرته إلى خيبة أمل وغضب.
"ما هذا؟" قال فين بصوت حاد، وهو يفرغ محتويات الكيس على الطاولة. تناثرت القطع الذهبية والفضية والنحاسية. "هذا لا يقترب حتى من خمسين قطعة ذهبية! هل تسخر منا، إيستر؟"
"هذا كل ما لدي الآن"، كررت ببرود. "واحد وعشرون قطعة ذهبية، وثمانية وأربعون قطعة فضية. يمكنك أخذها كدفعة أولى".
"دفعة أولى؟" ضحك روك بمرارة. "اتفاقنا كان الدفع بالكامل اليوم! لقد أعطيناك مهلة كافية!"
"كنت أواجه بعض الصعوبات المالية غير المتوقعة"، قلت، محافظًا على هدوئي. "لكنني أعمل على تدبير الباقي. أعطني المزيد من الوقت".
"المزيد من الوقت؟" تقدم روك نحوي، ووجهه يقترب من وجهي، ورائحة كريهة تنبعث من أنفاسه. "لقد نفد صبرنا، إيستر. إما أن تدفع الباقي الآن، أو... سنجد طريقة أخرى للحصول على ما يعادل قيمته". ألقى نظرة ذات مغزى حول الغرفة، على الأثاث القليل والكتب المتناثرة.
"هل تهددني بالسرقة؟" سألت ببرود، ولم أتراجع عن نظراته.
"نحن نأخذ ما هو حقنا!" قال جاسبر من الخلف، وصوته يحمل نبرة من الجشع.
كان الوضع يتصاعد. التفاوض لم ينجح كما كنت آمل. كانوا مصممين على الحصول على المبلغ بالكامل، أو تعويضي بطريقة أخرى. كان عليّ أن أقرر. هل أستسلم وأسمح لهم بأخذ ما يريدون من الغرفة (وهو ما لن يغطي الدين على الأرجح وسيؤدي فقط إلى مزيد من الإذلال)؟ أم أقاوم؟
تذكرت قوتي الجديدة، سمعتي الجديدة في حلبة الخوف. ربما حان الوقت لاستخدامها.
"أعتقد أن هناك سوء فهم هنا"، قلت ببطء، وصوتي يأخذ نبرة أكثر برودة وحدة. "أنتم تعتقدون أنني لا أزال نفس الشخص الضعيف الذي راهنتم معه قبل أسبوعين. لكن الأمور تغيرت".
رفع روك حاجبًا. "تغيرت؟ ماذا تقصد؟ هل تعتقد أن فوزك المحظوظ في مبارزة تدريبية يعني أي شيء؟"
"لم يكن مجرد حظ"، قلت، ونظرت في أعينهم واحدًا تلو الآخر. "وهل سمعتم عن حلبة الخوف؟"
ترددوا للحظة. بدا الارتباك وعدم اليقين على وجوههم. ربما وصلت إليهم الشائعات عن الوافد الجديد الذي هزم البطل.
"حلبة الخوف؟" قال فين بتردد. "ما علاقة ذلك؟"
"لقد قاتلت هناك الليلة الماضية"، قلت بهدوء. "وهزمت ثلاثة خصوم. بما في ذلك بطلهم، رايزر".
اتسعت عيونهم بالصدمة وعدم التصديق.
"أنت... أنت هزمت رايزر؟" تمتم جاسبر، وصوته يرتجف قليلاً.
"هذا مستحيل!" قال روك، لكن نبرة صوته فقدت بعضًا من ثقتها السابقة.
"هل يبدو ذلك مستحيلاً؟" سألت، وسمحت لابتسامة باردة وخافتة بالظهور على شفتي. "ربما يجب أن تكونوا أكثر حذرًا في اختيار من تهددونه".
وبينما كنت أتحدث، بدأت أركز بهدوء، مستدعيًا ما تبقى من اتصالي بالظلال. لم يكن لدي الكثير من المانا، ولم يكن تأثير الرحيق موجودًا، لكنني أردت فقط خلق تأثير بسيط، زرع بذرة من الشك والخوف في أذهانهم.
جعلت الظلال في زوايا الغرفة تبدو أعمق قليلاً، أكثر كثافة. جعلت الظل الذي يلقيه روك على الحائط خلفه يرتعش بشكل طفيف وغير محسوس تقريبًا. لم يكن شيئًا يمكن إثباته، مجرد شعور بعدم الارتياح، شعور بأن شيئًا ما ليس صحيحًا تمامًا.
لاحظت أنهم أصبحوا أكثر توترًا. بدأوا ينظرون حولهم بقلق، ويتراجعون خطوة صغيرة دون وعي.
"اسمعوا"، قلت، وعادت نبرتي إلى الهدوء العملي. "أنا لا أريد مشاكل. وأنتم لا تريدون مشاكل معي، صدقوني. خذوا هذه الدفعة الأولى. وسأدفع لكم الباقي عندما أستطيع. ربما يمكننا حتى التفاوض على المبلغ الإجمالي، نظرًا للظروف".
نظر الثلاثة إلى بعضهم البعض، والخوف واضح على وجوههم. كانوا لا يزالون يريدون المال، لكن الخوف بدأ يتسلل إليهم. هل كنت أكذب بشأن هزيمة رايزر؟ أم أنني حقًا أصبحت شخصًا خطيرًا لا يجب العبث معه؟
"كيف نعرف أنك ستدفع الباقي؟" سأل فين، محاولاً استعادة بعض السيطرة.
"لأنني أقول ذلك"، قلت ببساطة، ونظرت إليهم بثقة باردة. "ولأن البديل سيكون... غير سار للغاية بالنسبة لكم".
كانت هذه مقامرة. كنت أراهن على أن سمعتي الجديدة وخوفي المفترض سيكونان كافيين لردعهم. لم أكن أرغب حقًا في القتال، خاصة في حالتي هذه. لكن كان عليّ أن أبدو مستعدًا لذلك.
تردد روك، الزعيم المفترض للمجموعة. نظر إلى المال المتناثر على الطاولة، ثم إليّ، ثم إلى رفيقيه. كان يزن الخيارات. هل يخاطر بمواجهة شخص قد يكون هزم رايزر بالفعل، من أجل مبلغ من المال قد لا يحصل عليه بالكامل على أي حال؟ أم يأخذ ما هو متاح الآن وينسحب؟
"حسنًا، إيستر"، قال روك أخيرًا ببطء، وصوته يحمل نبرة من الاستياء الممزوج بالحذر. "سنأخذ هذه الدفعة. لكننا نريد الباقي. وسنعود للمطالبة به. لا تظن أن هذا قد انتهى".
جمع فين النقود بسرعة من على الطاولة، ووضعها في الكيس. ألقوا عليّ نظرة أخيرة، مزيجًا من التهديد والحذر، ثم استداروا وغادروا الغرفة، وأغلقوا الباب خلفهم بقوة.
عندما اختفت خطواتهم في الممر، أطلقت نفسًا طويلاً كنت أحبسه. لقد نجحت. لقد نجحت في تخويفهم، أو على الأقل في جعلهم يترددون. لقد كسبت المزيد من الوقت، وتجنبت العنف الفوري.
لكن روك كان محقًا. لم ينته الأمر. لقد أجلت المشكلة فقط، ولم أحلها. سيظلون يطالبون بالباقي، وقد يعودون لاحقًا، ربما بقوة أكبر أو بخطة مختلفة. وكان عليّ أن أجد طريقة لسداد الدين بالكامل، أو أن أصبح قويًا بما يكفي لردعهم بشكل دائم.
شعرت بالإرهاق يغمرني مرة أخرى. المواجهة، حتى لو كانت نفسية في الغالب، استنزفت ما تبقى من طاقتي. عدت إلى سريري وجلست، وشعرت بالألم في ضلوعي يزداد حدة مرة أخرى.
وبينما كنت جالسًا هناك، في الغرفة التي أصبحت الآن أكثر قتامة مع غروب الشمس، شعرت به مرة أخرى. ذلك الشعور الخافت بالمراقبة. الظلال في زوايا الغرفة بدت وكأنها تتجمع، تزداد كثافة، وتشكل أشكالًا غامضة للحظات قبل أن تتلاشى.
هل كان ذلك بسبب استخدامي لقدرتي للتو؟ هل أدى ذلك إلى جذب انتباههم؟ أم أنهم كانوا هنا طوال الوقت، يراقبون المواجهة بصمت؟
ركزت مرة أخرى، محاولاً التواصل مع الظلال، محاولاً فهم هذا الوجود. هذه المرة، شعرت بشيء مختلف قليلاً. لم يكن مجرد وعي سلبي، بل كان هناك... فضول؟ اهتمام؟ موجه نحوي.
"من أنتم؟" همست في الهواء، وشعرت بالغباء وأنا أفعل ذلك. "ماذا تريدون؟"
لم يكن هناك رد مسموع. لكن الظلال في الغرفة تحركت قليلاً، وتجمعت للحظة لتشكل صورة باهتة وغير واضحة على الحائط المقابل لي. لم أستطع تمييز الصورة بوضوح، لكنها بدت وكأنها... عين؟ عين مظلمة وقديمة، تحدق فيّ من أعماق الظل.
استمرت الصورة للحظة واحدة فقط، ثم تلاشت، وعادت الظلال إلى طبيعتها. لكن الرسالة كانت واضحة. إنهم هنا. إنهم يراقبونني. وهم مهتمون بي.
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تكن من الخوف فقط، بل كانت ممزوجة بشعور غريب بالفضول وحتى... الإثارة؟ من هم هؤلاء المراقبون في الظل؟ هل هم أعداء؟ أم حلفاء محتملون؟ وماذا يعني اهتمامهم بي؟
أدركت أن رحلتي في هذا العالم أصبحت أكثر تعقيدًا بكثير. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالبقاء على قيد الحياة أو سداد الديون. لقد أصبحت متشابكًا مع قوى قديمة وغامضة، قوى قد تحمل مفتاح قوتي الحقيقية، أو قد تؤدي إلى تدميري.
كان عليّ أن أتعلم المزيد. كان عليّ أن أصبح أقوى، ليس فقط جسديًا، ولكن أيضًا في فهمي وقدرتي على التحكم في الظلال. وكان عليّ أن أكتشف حقيقة هؤلاء المراقبين الغامضين، قبل أن يقرروا التحرك.
نظرت إلى القارورة الصغيرة التي تحتوي على ما تبقى من رحيق القمر، والتي كانت لا تزال مخبأة في صندوقي السري. كانت القوة التي تمنحها مغرية، لكن المخاطر كانت واضحة. هل يجب أن أستخدمها مرة أخرى؟ أم أجد طريقة أخرى لزيادة قوتي؟
قررت أن أنتظر. سأركز على التعافي، وعلى التدريب الأساسي، وعلى محاولة فهم قدرتي على التحكم في الظلال بدون مساعدة الرحيق. سأستخدم ما تبقى من الرحيق فقط في حالات الطوارئ القصوى.
كان الطريق أمامي لا يزال طويلاً ومحفوفًا بالمخاطر. لكن للمرة الأولى منذ وصولي إلى هذا العالم، شعرت بأن لدي هدفًا حقيقيًا، هدفًا يتجاوز مجرد البقاء على قيد الحياة. كان عليّ أن أكتشف أسرار الظلال، وأن أتقن القوة التي تنمو بداخلي، وأن يعني مكاني في هذه اللعبة الكونية الغامضة. سواء كان
ذلك أن أصبح بطلاً، أو شريرًا، أو شيئًا بينهما، لم أكن متأكدًا بعد. لكنني كنت مصممًا على اكتشاف ذلك.
(ينتهي فصلنا لليوم نراكم غداً)