# الفصل الخامس عشر:

مع مرور الأسبوع، بدأت إصاباتي في التعافي بشكل ملحوظ. الألم في ضلوعي تضاءل إلى وجع خافت، وتمكنت من التنفس والحركة بحرية أكبر. عدت إلى حضور جميع فصولي الدراسية، بما في ذلك فصول المبارزة العملية، وإن كنت لا أزال أتوخى الحذر وأتجنب الإفراط في إجهاد نفسي.

كانت عودتي إلى التدريب العملي مصحوبة بنظرات فضولية وهمسات متزايدة. فوزي المفاجئ على ماركوس قبل أسبوعين، متبوعًا بغيابي الغامض ثم عودتي الهادئة، قد أثار اهتمام بعض الطلاب. لم يعد يُنظر إليّ على أنني مجرد نبيل فاشل ومنعزل. كان هناك الآن عنصر من الغموض، وربما حتى الخوف، يحيط بي.

لاحظت أن الطلاب الذين كانوا يتجاهلونني أو يسخرون مني في السابق أصبحوا الآن يتجنبون نظراتي، أو يومئون برأسهم بتردد عندما أمر بهم. حتى ماركوس، الذي عاد إلى التدريب بوجه متجهم وكدمة لا تزال باقية على فكه، بدا وكأنه يتجنبني عمدًا.

كان هذا التغيير في ردود الفعل مريحًا ومقلقًا في نفس الوقت. كان مريحًا لأنه منحني مساحة أكبر للتنفس وقلل من المضايقات المباشرة. لكنه كان مقلقًا لأنه جعلني أشعر بأنني معزول أكثر، ومراقب أكثر. شعرت وكأنني أسير على خيط رفيع، وأي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى سقوطي.

واصلت تدريبي على التحكم في الظلال في سرية تامة. كان التقدم لا يزال بطيئًا، لكنه كان ثابتًا. بدأت أتمكن من الحفاظ على التلاعبات الصغيرة لفترات أطول، وتمكنت من إحداث تأثيرات أكثر وضوحًا بقليل - جعل الظل يمتد بوصة أو اثنتين، أو يلتف حول جسم صغير للحظة. كان الأمر لا يزال يتطلب تركيزًا كبيرًا ويستنزف المانا، لكنني شعرت بأنني أكتسب فهمًا أعمق لهذه القدرة الغريبة.

بدأت أيضًا في التفكير في كيفية دمج هذه القدرة في أسلوب قتالي. لم يكن الأمر يتعلق فقط بخلق تأثيرات بصرية أو إرباك الخصم. هل يمكنني استخدام الظلال للدفاع؟ لتعزيز هجماتي؟ للتحرك بشكل أسرع أو أكثر خلسة؟ كانت الاحتمالات تبدو واسعة، لكن الطريق لإتقانها كان لا يزال طويلاً.

في أحد الأيام، بعد انتهاء فصل نظريات السحر المتقدم (الذي وجدته مملًا بشكل لا يصدق، حيث كان يركز على الصيغ الرياضية المعقدة بدلاً من التطبيقات العملية)، وبينما كنت أجمع كتبي للمغادرة، اقترب مني طالب لم أره من قبل.

كان طالبًا يبدو أكبر سنًا قليلاً، ربما في السنة الثالثة أو الرابعة. كان يرتدي زي الأكاديمية بشكل أنيق، وشعره البني القصير مصفف بعناية. كان وجهه وسيمًا بطريقة تقليدية، لكن عينيه كانتا تحملان بريقًا من الذكاء والحساب.

"أليكس فون إيستر، أليس كذلك؟" قال بصوت هادئ وواثق، ومد يده للمصافحة.

نظرت إلى يده الممدودة للحظة، ثم صافحته ببرود. "نعم. ومن أنت؟"

"اسمي داميان كروفت"، قال بابتسامة ساحرة لم تصل إلى عينيه. "أنا رئيس نادي الأبحاث السحرية هنا في الأكاديمية".

نادي الأبحاث السحرية؟ لم أسمع به من قبل. بدا وكأنه أحد تلك النوادي الأكاديمية المملة التي ينضم إليها الطلاب المتفوقون لمحاولة إثارة إعجاب الأساتذة.

"وماذا تريد مني، كروفت؟" سألت باقتضاب، ولم أخفِ عدم اهتمامي.

لم تتأثر ابتسامة داميان. "لقد لاحظت أداءك مؤخرًا، إيستر. فوزك على ماركوس كان مثيرًا للإعجاب. وهناك... شائعات أخرى عن مهاراتك غير العادية". ألقى نظرة ذات مغزى نحوي. "نحن في نادي الأبحاث نبحث دائمًا عن طلاب ذوي إمكانات فريدة. طلاب قد يكونون مهتمين بدفع حدود السحر المعروف".

شعرت بالريبة تتزايد. هل كان هذا مجرد عرض للانضمام إلى نادٍ؟ أم كان هناك شيء آخر وراء ذلك؟ هل سمع داميان كروفت أيضًا عن حلبة الخوف؟ أم أنه لاحظ شيئًا في استخدامي للظلال؟

"أنا لست مهتمًا بالانضمام إلى أي نوادي"، قلت ببرود.

"أوه، هذا ليس مجرد نادٍ عادي، إيستر"، قال داميان، وخفض صوته قليلاً. "نحن نتعمق في مجالات من السحر لا يتم تدريسها في الفصول الدراسية العادية. السحر المنسي، السحر المحظور... السحر الذي قد يمنح المرء قوة حقيقية".

توقفت. السحر المحظور؟ قوة حقيقية؟ هل كان هذا فخًا؟ أم فرصة؟

"ما الذي تحاول قوله بالضبط، كروفت؟" سألت، وعيناي تضيقان.

"أنا أقول إنني أعتقد أن لديك إمكانات تتجاوز بكثير ما تظهره"، قال داميان، ونظرته أصبحت أكثر حدة. "وربما يمكننا مساعدتك في إطلاق هذه الإمكانات. وفي المقابل، ربما يمكنك مساعدتنا في أبحاثنا".

"وما نوع الأبحاث التي تجرونها؟" سألت، والفضول بدأ يتغلب على ريبتي.

"هذا شيء نناقشه فقط مع الأعضاء"، قال داميان بابتسامة غامضة. "لكن يمكنني أن أقول إننا مهتمون بشكل خاص بأنواع السحر التي تتفاعل مع... الظلال".

تجمد الدم في عروقي للحظة. لقد عرف. بطريقة ما، عرف داميان كروفت عن قدرتي على التحكم في الظلال. كيف؟ هل رآني أتدرب؟ هل كان أحد المراقبين الذين شعرت بهم؟ أم أن هناك طريقة أخرى؟

"لماذا تعتقد أنني قد أكون مهتمًا بذلك؟" سألت، محاولاً الحفاظ على رباطة جأشي.

"لأنني أرى الجوع في عينيك، إيستر"، قال داميان بهدوء. "الجوع للقوة، للمعرفة، للسيطرة على مصيرك. نفس الجوع الذي يشعر به جميع أعضائنا. نحن نقدم لك فرصة لإشباع هذا الجوع. كل ما عليك فعله هو قبول دعوتنا".

مد يده مرة أخرى، وهذه المرة كان يمسك ببطاقة صغيرة سوداء اللون، عليها رمز غريب محفور بالفضة - عين محاطة بدائرة من الظلال الملتوية.

"هذه دعوة لحضور اجتماعنا القادم، الليلة في منتصف الليل، في غرفة الأرشيف القديمة بالمكتبة الرئيسية"، قال داميان. "تعال إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد. القرار لك".

ترددت للحظة، ثم أخذت البطاقة. كانت باردة الملمس، والرمز بدا وكأنه ينبض بطاقة خافتة تحت أصابعي.

"سأفكر في الأمر"، قلت.

"أتمنى أن تفعل"، قال داميان بابتسامة أخيرة. "أعتقد أنك ستجد أن لدينا الكثير لنقدمه لك". ثم استدار وغادر، تاركًا إياي واقفًا هناك، والبطاقة السوداء في يدي، وعقلي يدور بالأسئلة والشكوك.

نادي الأبحاث السحرية. السحر المحظور. الاهتمام بالظلال. هل كان هذا هو المكان الذي يمكنني فيه تعلم المزيد عن قوتي؟ هل يمكنني العثور على إجابات لأسئلتي هناك؟ أم أنني كنت أسير مباشرة إلى فخ آخر، فخ قد يكون أكثر خطورة من حلبة الظل أو البلطجية؟

كان عليّ أن أقرر بحلول منتصف الليل.

***

قضيت بقية اليوم في حالة من التفكير العميق والقلق. دعوة داميان كروفت كانت مغرية بشكل خطير. فرصة لتعلم السحر المحظور، لفهم قدراتي، لاكتساب القوة التي كنت في أمس الحاجة إليها - كانت هذه الأشياء التي كنت أتوق إليها. لكن الثمن كان مجهولاً. من هم هؤلاء الأعضاء الآخرون؟ وما هي أهدافهم الحقيقية؟ وماذا سيتوقعون مني في المقابل؟

تذكرت التحذير في الملاحظة: "احذر من القوة التي تأتي بسهولة، ومن أولئك الذين يعرضونها عليك بابتسامة". هل كان داميان كروفت وابتسامته الساحرة مثالاً على ذلك؟

حاولت البحث عن معلومات حول نادي الأبحاث السحرية. سألت بعض الطلاب بشكل عابر، لكن معظمهم لم يسمعوا به، أو اعتقدوا أنه مجرد نادٍ أكاديمي آخر. لم أجد أي شيء رسمي عنه في سجلات الأكاديمية المتاحة للطلاب.

كل هذا الغموض زاد من شكوكي، لكنه زاد أيضًا من فضولي. إذا كانوا يعملون في سرية تامة، فلا بد أنهم يتعاملون مع شيء قوي أو خطير حقًا.

مع اقتراب منتصف الليل، كنت لا أزال مترددًا. جزء مني أراد الذهاب، لاكتشاف الحقيقة، لاغتنام الفرصة. وجزء آخر حذرني من الخطر المجهول، وحثني على البقاء بعيدًا.

قررت أن أذهب. لكن ليس كعضو محتمل، بل كمراقب حذر. سأذهب إلى المكتبة، وأحاول رؤية ما يحدث دون الكشف عن نفسي إذا أمكن. سأجمع المعلومات قبل اتخاذ أي قرار.

ارتديت ملابسي الداكنة مرة أخرى، وتسلحت بخنجري القديم (الذي أصبح الآن رفيقي الدائم تقريبًا). تسللت خارج غرفتي في وقت متأخر من الليل، وتوجهت نحو المكتبة الرئيسية.

كانت المكتبة مغلقة رسميًا في هذا الوقت، والمبنى الضخم يقف صامتًا ومظلمًا تحت ضوء القمر الخافت. لكنني كنت أعرف من اللعبة أن هناك طرقًا للدخول إليها سرًا، خاصة إلى الأقسام القديمة والأقل استخدامًا.

وجدت نافذة جانبية صغيرة في الطابق السفلي كانت معروفة بأن قفلها مكسور. فتحتها بحذر وانزلقت إلى الداخل، لأجد نفسي في ممر مغبر تفوح منه رائحة الكتب القديمة والعفن.

لم أكن أعرف بالضبط أين تقع "غرفة الأرشيف القديمة"، لكنني اتبعت حدسي ومعرفتي الضبابية بخريطة اللعبة، متوجهًا نحو الأجزاء الأعمق والأقدم من المكتبة. كانت الممرات مظلمة ومليئة بالغبار، مما جعلني أشعر بعد الراحة بشكل غريب. استخدمت قدرتي على استشعار الظلال لمساعدتي في التنقل وتجنب أي دوريات حراسة محتملة (على الرغم من أنني شككت في وجود أي حراس في هذا الجزء المهجور من المكتبة).

بعد حوالي عشر دقائق من البحث الحذر، بدأت أسمع أصواتًا خافتة قادمة من نهاية أحد الممرات - همسات، وحركة أقدام خافتة. اقتربت بحذر، وألقيت نظرة خاطفة من زاوية.

رأيت بابًا خشبيًا مزدوجًا ضخمًا، يبدو قديمًا جدًا، وكان مواربًا قليلاً. كان الضوء يتسرب من الفتحة، وكانت الأصوات تأتي من الداخل. كانت هذه على الأرجح غرفة الأرشيف القديمة.

توقفت، وأصغيت. لم أستطع تمييز الكلمات بوضوح، لكن كان هناك عدة أصوات تتحدث بنبرات هادئة وجادة. لم يكن يبدو وكأنه اجتماع نادٍ عادي.

قررت أن أقترب أكثر، محاولاً الحصول على رؤية أفضل دون أن يتم اكتشافي. تحركت ببطء وهدوء، مستخدمًا الظلال الكثيفة في الممر كغطاء. وصلت إلى جانب الباب، ووجدت شقًا صغيرًا في الخشب القديم سمح لي بالنظر إلى الداخل.

كانت الغرفة واسعة ومقببة، وجدرانها مبطنة برفوف كتب عالية تمتد حتى السقف، مليئة بالمجلدات والمخطوطات القديمة المغبرة. في وسط الغرفة، كانت هناك طاولة مستديرة كبيرة، وحولها يجلس حوالي ستة أو سبعة أشخاص. كان داميان كروفت واحدًا منهم، يجلس على رأس الطاولة. الآخرون كانوا طلابًا وطالبات لم أتعرف عليهم، لكنهم جميعًا بدوا جادين ومركزين، ويرتدون ملابس داكنة مشابهة لملابس داميان.

كانوا يتحدثون عن شيء يتعلق بـ "الصدى الأخير" و "نافذة الفرصة التي تضيق". ذكروا أسماء أماكن لم أسمع بها من قبل، وتحدثوا عن "تحف قديمة" و "طقوس منسية". لم أفهم سياق المحادثة، لكن النبرة كانت مليئة بالإلحاح والسرية.

ثم ذكر داميان اسمي.

"لقد تحدثت مع إيستر اليوم"، قال داميان للمجموعة. "أعتقد أنه سيكون إضافة قيمة لقضيتنا. لديه... ألفة طبيعية مع الظلال لم أر مثلها من قبل".

"هل أنت متأكد من أنه يمكن الوثوق به، داميان؟" سألت طالبة ذات شعر أسود طويل وعيون حادة. "عائلته لها تاريخ... معقد".

"أنا أدرك ذلك"، قال داميان. "لكن إمكاناته تفوق المخاطر. وإذا لم ينضم إلينا بمحض إرادته... فهناك طرق أخرى لضمان تعاونه".

شعرت ببرودة تسري في جسدي مرة أخرى. طرق أخرى لضمان التعاون؟ ماذا كان يقصد بذلك؟ هل كانوا يخططون لإجباري على الانضمام إليهم إذا رفضت؟

"علينا أن نكون حذرين"، قال طالب آخر، بدا متوترًا قليلاً. "إذا اكتشفت الأكاديمية ما نفعله..."

"لن يكتشفوا"، قاطعه داميان بحدة. "لقد كنا نعمل في الظل لسنوات. وسنظل كذلك حتى نحقق هدفنا. إيستر هو مجرد أداة أخرى، وسيلة لتحقيق غاية. سواء كان يعلم ذلك أم لا".

أداة؟ وسيلة لتحقيق غاية؟ لم يعجبني ذلك على الإطلاق. بدا الأمر وكأن داميان كروفت لم يكن مهتمًا بإمكاناتي بقدر اهتمامه باستخدامي لتحقيق أجندته الخاصة.

قررت أنني سمعت ما يكفي. لم أكن أثق بهؤلاء الأشخاص أو بأهدافهم الغامضة. لم أكن أرغب في أن أكون أداة لأي شخص. كان عليّ الخروج من هنا.

بدأت في التراجع ببطء وهدوء، مبتعدًا عن الباب. لكن بينما كنت أستدير لأغادر الممر، لمحت شيئًا في مرآة قديمة وباهتة كانت معلقة على الحائط المقابل للباب. لم تكن المرآة تعكس الممر الفارغ خلفي. بدلاً من ذلك، عكست صورة مشوهة ومظلمة... لي. أو بالأحرى، نسخة مني ذات عيون متوهجة بضوء فضي بارد، وابتسامة قاسية وشريرة على شفتيها. كان ظلًا حيًا، يحدق فيّ من داخل المرآة.

تجمدت في مكاني، وقلبي يخفق بعنف. ماذا كان هذا؟ هل كان هلوسة أخرى؟ أم انعكاسًا لذلك الجزء المظلم الذي أيقظه الرحيق بداخلي؟

رفعت المرآة الظل يدها ببطء، وأشارت نحوي، ثم أشارت نحو غرفة الأرشيف حيث كان داميان ومجموعته لا يزالون يتحدثون. ثم تلاشت الصورة، وعادت المرآة لتعكس الممر الفارغ.

وقفت هناك للحظة، أحاول فهم ما رأيته للتو. هل كان ذلك تحذيرًا؟ أم دعوة؟ هل كان الظل في المرآة يحاول إخباري بشيء عن نادي الأبحاث السحرية؟

لم يكن لدي وقت للتفكير. سمعت حركة مفاجئة من داخل الغرفة، وصوت خطوات تقترب من الباب. كان عليّ المغادرة، والآن.

استدرت وركضت، متجاهلاً أي محاولة للهدوء أو التسلل. ركضت عبر الممرات المظلمة للمكتبة، وقلبي يخفق في صدري، و

صورة الظل في المرآة محفورة في ذهني. لم أكن أعرف ما الذي تورطت فيه، لكنني كنت متأكدًا من شيء واحد: الأمور أصبحت أكثر خطورة بكثير.

2025/05/02 · 98 مشاهدة · 1840 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025