# الفصل التاسع عشر:

مر اليوم التالي ببطء شديد، وشعرت بأن كل ساعة تمتد إلى الأبد. حضرت فصولي الدراسية كالمعتاد، محاولاً الظهور بمظهر طبيعي قدر الإمكان، لكن عقلي كان مشغولاً بالكامل باللقاء القادم مع سيلينا آيسلين. ماذا سأقول لها؟ ما مقدار ما يجب أن أكشفه عن الميراث الذي وجدته؟ وكيف يمكنني التأكد من أنها لن تستخدم هذه المعلومات ضدي؟

قضيت فترة الغداء في المكتبة، ليس للدراسة، بل للبحث عن أي معلومات إضافية حول نادي الأبحاث السحرية أو داميان كروفت. لم أجد الكثير. بدا النادي وكأنه شبح، يعمل في الظل دون ترك أي أثر رسمي تقريبًا. كل ما وجدته هو بعض الإشارات الغامضة في سجلات الطلاب القديمة إلى "مجموعة دراسة خاصة" تركز على "السحر غير التقليدي"، والتي تم حلها رسميًا قبل عدة سنوات بسبب "مخاوف تتعلق بالسلامة". هل كان نادي الأبحاث السحرية الحالي استمرارًا لتلك المجموعة القديمة؟ بدا الأمر محتملاً.

أما بالنسبة لداميان كروفت، فقد كان سجله الأكاديمي مثاليًا. طالب متفوق، عضو في العديد من اللجان الطلابية، ويحظى باحترام كبير من قبل الأساتذة والطلاب على حد سواء. لم يكن هناك أي شيء في سجله يشير إلى اهتمامه بالسحر المحظور أو الأنشطة السرية. كان يبدو وكأنه الطالب المثالي... وهذا ما جعله أكثر إثارة للريبة في نظري.

لم أرَ داميان أو أيًا من أعضاء النادي الآخرين الذين رأيتهم في غرفة الأرشيف طوال اليوم. هل كانوا يتجنبونني بعد أن رفضت دعوتهم ضمنيًا بعدم الحضور؟ أم كانوا يراقبونني من بعيد، ينتظرون اللحظة المناسبة للتحرك؟ لم أكن أعرف، لكن الشعور بالمراقبة لم يفارقني.

كما أنني لم أرَ سيلينا كثيرًا خلال اليوم. لمحناها مرة واحدة في أحد الممرات، وتبادلنا نظرة سريعة ذات مغزى قبل أن تواصل طريقها. لم يكن هناك أي علامة على أنها غيرت رأيها بشأن لقائنا.

أخيرًا، انتهت الفصول الدراسية. شعرت بمزيج من التوتر والترقب وأنا أتوجه نحو الجناح الغربي، حيث تقع غرفة التدريب الخاصة رقم سبعة. كان هذا الجناح أقل ازدحامًا من الأجزاء الأخرى من الأكاديمية، وكانت غرف التدريب الخاصة هنا مخصصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أو أولئك الذين يفضلون التدرب بمفردهم.

تأكدت من عدم وجود أي شخص يتبعني، مستخدمًا معرفتي بالممرات الأقل استخدامًا وقدرتي المعززة على استشعار الظلال للكشف عن أي وجود قريب. عندما وصلت أخيرًا إلى غرفة التدريب رقم سبعة، أخذت نفسًا عميقًا وفتحت الباب.

كانت الغرفة واسعة وفارغة، باستثناء بعض حصائر التدريب المكدسة في زاوية. كانت الجدران مبطنة بمادة تمتص الصوت، مما يجعل المكان هادئًا ومعزولًا بشكل غريب. كانت سيلينا تنتظرني بالفعل، تقف في وسط الغرفة وذراعاها مكتوفتان. كانت ترتدي زيها الأكاديمي، لكنها خلعت سترتها، وكشفت عن قميص أبيض بسيط يبرز قوامها النحيل. كان شعرها الفضي مربوطًا للخلف في ذيل حصان منخفض، مما جعل وجهها يبدو أكثر حدة وتركيزًا.

"تأخرت"، قالت ببرود عندما دخلت وأغلقت الباب خلفي.

"أردت التأكد من عدم وجود متابعين"، رددت بنفس البرود. "هل أنتِ متأكدة من أنكِ لم تُتبعي؟"

"بالطبع"، قالت بثقة. "أنا لست هاوية، إيستر".

"جيد"، قلت، وسرت نحوها حتى وقفت على بعد خطوات قليلة. "إذن، لنبدأ. لقد وافقت على إخبارك بما وجدته. وفي المقابل، ستشاركينني كل ما تعرفينه".

"هذا هو الاتفاق"، أكدت سيلينا، وعيناها تحدقان في وجهي، تبحثان عن أي علامة على التردد أو الخداع.

ترددت للحظة، أجمع أفكاري. ثم بدأت في التحدث، واصفًا كيف وجدت الممر السري في الحديقة، وكيف قادني إلى الكهف تحت الأرض. وصفت البلورات المضيئة، والبحيرة الساكنة، والهيكل الحجري القديم. وأخيرًا، وصفت الكتاب وشفرة الظل، والميراث الذي حصلت عليه.

كنت أراقب رد فعل سيلينا عن كثب وأنا أتحدث. في البداية، كان وجهها خاليًا من التعبيرات، تستمع بانتباه شديد. ولكن عندما بدأت في وصف الكهف والميراث، رأيت وميضًا من الدهشة والإثارة في عينيها الجليديتين. وعندما ذكرت الكتاب وشفرة الظل، اتسعت عيناها قليلاً، وانفرجت شفتاها في دهشة صامتة.

"إذن... الأسطورة حقيقية"، همست، وصوتها مليء بالرهبة وعدم التصديق. "كهف الأصداء... وميراث الحارس الأول".

"الحارس الأول؟" كررت، وشعرت بالفضول. "هل تعرفين شيئًا عن هذا؟"

نظرت إليّ سيلينا، وبدا وكأنها تخرج من حالة الذهول. "أعرف بعض الأجزاء. قصص قديمة، أساطير عائلية تم تناقلها عبر الأجيال في عائلتي. عائلة آيسلين... نحن من نسل أحد الحراس القدامى، أولئك الذين كُلفوا بحماية التوازن بين الضوء والظل".

شعرت بالصدمة. عائلة سيلينا من نسل الحراس القدامى؟ هذا يفسر الكثير. يفسر قدرتها على التحكم في الظلال، وشعورها بالقوى الأخرى، واهتمامها بالحديقة السرية.

"تحكي الأساطير عن الحارس الأول"، واصلت سيلينا، وصوتها يأخذ نبرة أكثر جدية، "أول من أتقن فن سحر الظل، وأول من فهم أهمية التوازن. يقال إنه ترك وراءه ميراثًا، معرفة وأدوات قوية، مخبأة في مكان سري تحت الأكاديمية، لا يمكن الوصول إليه إلا لأولئك الذين يحملون شرارة الظل ويفهمون لغته. هذا الميراث كان مخصصًا لمساعدة الحراس المستقبليين في مهمتهم".

"إذن، الكتاب وشفرة الظل... هما ميراث الحارس الأول؟" سألت، وبدأت القطع تتجمع في ذهني.

"يبدو الأمر كذلك"، قالت سيلينا، ونظرت نحوي بفضول متجدد. "لكن لماذا أنت؟ لماذا تمكنت من العثور عليه وفتحه؟ هل أنت أيضًا... من نسل الحراس؟"

"لا أعتقد ذلك"، قلت بصدق. "عائلتي، آل إيستر، مجرد نبلاء عاديين. ليس لدينا أي تاريخ معروف مع سحر الظل أو الحراس".

"إذن كيف؟" ضغطت سيلينا. "لا يمكن لأي شخص عادي أن يفتح المسار أو يتواصل مع الميراث".

ترددت للحظة. هل يجب أن أخبرها عن رحيق القمر؟ عن الشعور بأن شيئًا ما قد تغير بداخلي بشكل دائم؟ كان ذلك جزءًا من سري، جزءًا لم أكن متأكدًا من رغبتي في مشاركته. لكن إذا كنا سنبني تحالفًا حقيقيًا، فلا بد من بعض الصدق.

"لقد حدث شيء..." بدأت ببطء. "قبل بضعة أسابيع. تعرضت لهجوم، وأجبرت على استخدام شيء... شيء أيقظ هذه القدرة بداخلي. أو ربما فتح قناة كانت موجودة بالفعل". لم أذكر رحيق القمر تحديدًا، لكنني أعطيتها جوهر ما حدث.

نظرت إليّ سيلينا بعمق، وبدا وكأنها تفهم ما لم أقله. "شيء خطير؟ شيء غير مستقر؟"

أومأت برأسي. "نعم. أعتقد أنه السبب في أنني تمكنت من العثور على الميراث. لكنني أعتقد أيضًا أنه قد يكون السبب في أنني أجذب الانتباه غير المرغوب فيه".

"نادي الأبحاث السحرية"، قالت سيلينا، وعادت نظرتها إلى البرود الحذر. "لقد حان دوري الآن لأشاركك ما أعرفه".

جلست سيلينا على إحدى حصائر التدريب، وأشارت لي للجلوس أيضًا. جلست مقابلها، وانتظرت.

"كما قلت، عائلتي لديها تاريخ طويل مع الظلال والتوازن"، بدأت سيلينا. "لقد تم تحذيرنا دائمًا من أولئك الذين يسعون إلى استخدام سحر الظل لتحقيق مكاسب شخصية، أو لتعطيل التوازن. نادي الأبحاث السحرية... هم مثال على ذلك".

"ماذا تعرفين عنهم؟" سألت.

"إنهم ليسوا مجرد نادٍ طلابي"، قالت سيلينا بجدية. "إنهم واجهة لمنظمة سرية أكبر، منظمة كانت موجودة بأشكال مختلفة لقرون. يسمون أنفسهم 'أبناء الغسق'. هدفهم المعلن هو دراسة وفهم جميع أشكال السحر، بما في ذلك السحر المحظور. لكن هدفهم الحقيقي... هو السيطرة. إنهم يعتقدون أن السحر، وخاصة سحر الظل، هو أداة يجب أن يستخدمها الأقوياء والأذكياء لحكم الضعفاء والجهلة. إنهم يبحثون عن أي مصدر للقوة السحرية، أي قطعة أثرية قديمة، أي شخص لديه إمكانات فريدة... لاستغلالها لمصلحتهم الخاصة".

شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. أبناء الغسق. السيطرة. استغلال الآخرين. بدا الأمر أسوأ مما كنت أتخيل.

"داميان كروفت هو زعيم فرع الأكاديمية الحالي لأبناء الغسق"، واصلت سيلينا. "إنه ماكر وطموح وبلا رحمة. لقد كان يراقبني منذ فترة، محاولاً تجنيدي أو على الأقل فهم طبيعة قوتي. والآن، يبدو أنه قد حول انتباهه إليك".

"لماذا يهتمون بنا إلى هذا الحد؟" سألت.

"لأننا نمثل شيئًا يخافونه ويشتهونه في نفس الوقت"، قالت سيلينا. "نحن نمتلك ألفة طبيعية مع الظلال، ألفة تتجاوز ما يمكنهم تحقيقه من خلال دراساتهم و طقوسهم. إنهم يروننا كمفاتيح محتملة لقوة أكبر، أو كتهديدات يجب القضاء عليها".

"وماذا عن القوى الأخرى التي ذكرتها؟ المراقبون القدامى؟" سألت، متذكرًا الصوت في الكهف والظل في المرآة.

تنهدت سيلينا، وبدا عليها التردد. "هذا الجزء أكثر غموضًا. الأساطير العائلية تتحدث عن كيانات قديمة تسكن في الظلال، كيانات كانت موجودة قبل البشر، قبل السحر كما نعرفه. إنهم ليسوا بالضرورة أشرارًا أو طيبين، بل هم... مختلفون. لديهم أجندتهم الخاصة، واهتمامهم الخاص بالتوازن. يقال إنهم يراقبون أولئك الذين يتعاملون مع الظلال، وأحيانًا يتدخلون بطرق غامضة. لا أعرف الكثير عنهم، لكنني شعرت بوجودهم. وأعتقد أنهم مهتمون بنا أيضًا".

ظل في المرآة... هل كان أحد هؤلاء المراقبين؟ أم شيئًا آخر؟

"إذن، نحن عالقون بين منظمة سرية تريد استغلالنا، وكيانات قديمة منحرفة تراقبنا لأسباب غير معروفة"، لخصت الوضع القاتم.

"بالضبط"، قالت سيلينا. "وهذا هو السبب في أننا بحاجة إلى العمل معًا. بمفردنا، نحن أهداف سهلة. معًا، قد يكون لدينا فرصة".

"وماذا نقترح أن نفعل؟" سألت.

"أولاً، نحتاج إلى أن نصبح أقوى"، قالت سيلينا بحزم. "يجب أن ندرس الميراث الذي وجدته، الكتاب وشفرة الظل. يجب أن نتعلم كيفية استخدام قوتنا بشكل فعال وآمن. يجب أن نتدرب معًا، ونساعد بعضنا البعض على فهم حدودنا وإمكانياتنا".

"ثانيًا، نحتاج إلى جمع المزيد من المعلومات"، واصلت. "عن أبناء الغسق، عن خططهم، وعن نقاط ضعفهم. وعن المراقبين القدامى، إذا أمكن. المعرفة هي قوة، خاصة عندما تواجه عدوًا يعمل في الظل".

"وثالثًا، نحتاج إلى أن نكون حذرين للغاية"، أضافت، ونظرت إليّ بجدية. "لا يمكننا الوثوق بأي شخص آخر في هذه الأكاديمية. يجب أن نحافظ على سرنا، وأن نتصرف بحذر في كل خطوة".

بدا الأمر وكأنه خطة معقولة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر. التدريب، جمع المعلومات، الحذر. كانت هذه هي المبادئ الأساسية للبقاء على قيد الحياة في هذا العالم الجديد.

"أوافق"، قلت بعد لحظة من التفكير. "سنتدرب معًا. سأشاركك ما أتعلمه من الكتاب، وسنساعد بعضنا البعض على تطوير قدراتنا. وسنعمل معًا لجمع المعلومات ومراقبة أعدائنا".

"ولكن"، أضفت، ونظرت إليها مباشرة، "يجب أن يكون هناك ثقة متبادلة. لا أكاذيب، لا أسرار بيننا فيما يتعلق بهذا الأمر. إذا شعرت بأنكِ تخفين شيئًا أو تحاولين استغلالي، فسوف ينتهي هذا التحالف على الفور".

"نفس الشيء ينطبق عليك، إيستر"، ردت سيلينا بنفس الحزم. "إذا اكتشفت أنك تستخدمني أو تخون ثقتي، فلن أتردد في التعامل معك".

ساد الصمت للحظة، ونحن نقيم بعضنا البعض، ونختبر قوة هذا الاتفاق الهش الذي أبرمناه للتو.

"إذن، اتفقنا"، قلت أخيرًا، ومددت يدي.

نظرت سيلينا إلى يدي الممدودة للحظة، ثم صافحتها. كانت يدها باردة، لكن قبضتها كانت قوية وثابتة.

"اتفقنا"، قالت.

في تلك اللحظة، شعرت بأن شيئًا ما قد تغير. لم نعد مجرد طالبين منعزلين يحملان أسرارًا خطيرة. أصبحنا حليفين، مرتبطين بالظلال وبالمخاطر المشتركة. لم أكن أعرف إلى أين سيقودنا هذا الطريق، لكنني شعرت بأنه لم يعد عليّ أن أسير فيه بمفردي.

"إذن، متى نبدأ التدريب؟" سألت، وأنا أسحب يدي.

"في أقرب وقت ممكن"، قالت سيلينا. "ربما يمكننا استخدام هذا المكان؟ إنه معزول وآمن نسبيًا".

"فكرة جيدة"، وافقت. "لكن ماذا عن الكهف السري؟ هل يجب أن نتدرب هناك؟"

"ربما لاحقًا"، قالت سيلينا بعد تفكير. "أعتقد أنه من الأفضل أن نتعلم الأساسيات أولاً، وأن نعتاد على العمل معًا، قبل أن نتعمق في أسرار الميراث. الكهف يبدو مكانًا ذا قوة كبيرة، وقد يكون خطيرًا إذا لم نكن مستعدين".

كانت وجهة نظرها منطقية. كان عليّ أن أدرس الكتاب أولاً، وأن أفهم المزيد عن شفرة الظل، قبل أن أحاول استخدامها في مكان مشبع بالطاقة مثل الكهف.

"حسنًا"، قلت. "إذن، لنجعل هذه الغرفة قاعدة عملياتنا المؤقتة. يمكننا الاجتماع هنا للتدريب وتبادل المعلومات".

"يبدو جيدًا"، قالت سيلينا. "غدًا بعد الفصول؟ نفس الوقت؟"

"نعم"، أكدت. "سأحضر الكتاب. يمكننا البدء بدراسته معًا".

"أتطلع إلى ذلك"، قالت سيلينا، ولأول مرة، رأيت وميضًا من الفضول الحقيقي، وربما حتى الحماس، في عينيها الجليديتين.

غادرنا غرفة التدريب بعد فترة وجيزة، كل في طريقه،

مع اتفاق جديد وشعور غريب بالهدف المشترك. كان التحالف قد تشكل. والآن، كان علينا أن نرى ما إذا كان سيصمد أمام التحديات القادمة.

2025/05/04 · 77 مشاهدة · 1762 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025