# الفصل الحادي والعشرون

مرت الأيام القليلة التالية بوتيرة ثابتة ومنتظمة. كنت ألتقي أنا وسيلينا كل يوم بعد الفصول الدراسية في غرفة التدريب الخاصة رقم سبعة. كنا نقضي ساعات في دراسة الكتاب القديم، وترجمة مبادئه وتمارينه، وممارسة التحكم في الظلال معًا. كان تقدمنا ملحوظًا. بدأت سيلينا تتبنى نهجًا أكثر تناغمًا، وأصبحت قادرة على تشكيل الظلال بدقة أكبر وبجهد أقل. أما أنا، فقد بدأت أستكشف الجوانب الأكثر تعقيدًا من سحر الظل، مثل التلاعب بالإدراك وخلق أوهام قصيرة العمر.

كانت جلسات التدريب مكثفة، ليس فقط جسديًا وعقليًا، ولكن أيضًا عاطفيًا. كان التوتر الذي شعرت به بيني وبين سيلينا ينمو مع كل يوم يمر. كانت نظراتها تطول، وابتساماتها النادرة أصبحت أكثر تكرارًا، ولم يعد بإمكاني تجاهل الطريقة التي كانت تجد بها أعذارًا للمس يدي أو الوقوف بالقرب مني أكثر من اللازم. كان الهوس الذي كان من المفترض أن يكون مجرد عنصر في القصة يتجلى بوضوح متزايد في سلوكها. كنت أحاول الحفاظ على مسافة عاطفية، مذكرًا نفسي بأن هذا مجرد جزء من الدور الذي ألعبه، لكن الأمر كان يزداد صعوبة.

بالإضافة إلى التدريب، بدأنا أيضًا في تنفيذ الجزء الثاني من خطتنا: جمع المعلومات. قررنا البدء بالبحث في الأقسام القديمة من مكتبة الأكاديمية، على أمل العثور على أي سجلات أو نصوص قديمة قد تذكر "أبناء الغسق" أو "المراقبين القدامى".

كانت الأقسام القديمة من المكتبة متاهة من الممرات المتربة والرفوف الشاهقة المليئة بالكتب والمخطوطات التي لم يلمسها أحد منذ عقود، وربما قرون. كان الهواء ثقيلاً برائحة الورق القديم والغبار، وكان الصمت مطبقًا، لا يقطعه سوى حفيف الصفحات أو صرير الأرضيات الخشبية تحت أقدامنا.

"هذا المكان... مذهل"، همست سيلينا، وعيناها تتجولان في الممرات المظلمة بإعجاب. "لم أكن أعلم أن الأكاديمية تحتفظ بكل هذه السجلات القديمة".

"معظمها يعتبر غير ذي صلة أو حتى خطيرًا في نظر الإدارة الحالية"، قلت، وأنا أسحب مجلدًا سميكًا مغبرًا من أحد الرفوف. "إنهم يفضلون التركيز على السحر العملي والآمن، بدلاً من الخوض في الأسرار القديمة".

"غباء"، قالت سيلينا بحدة. "كيف يمكنهم تجاهل كل هذه المعرفة؟ كل هذا التاريخ؟"

"ربما لأنهم يخافون مما قد يجدونه"، قلت بهدوء، وأنا أنفض الغبار عن المجلد. كان عنوانه باهتًا وبالكاد يمكن قراءته: "تاريخ الجمعيات السرية في الأكاديمية".

"هل تعتقد أننا سنجد شيئًا هنا؟" سألت سيلينا، واقتربت لترى المجلد.

"لا أعرف، لكنها بداية جيدة"، قلت، وفتحت المجلد بعناية. كانت الصفحات هشة وصفراء اللون، والنص مكتوب بخط يد قديم ومزخرف.

قضينا الساعات القليلة التالية نبحث في الأرشيفات. كان الأمر أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. كانت هناك إشارات متناثرة إلى مجموعات دراسة غامضة، وطوائف منسية، وممارسات سحرية محظورة. وجدنا بعض الإشارات إلى "مجموعة دراسة خاصة" تركز على "السحر غير التقليدي"، والتي تم حلها رسميًا، مما أكد شكوكنا الأولية حول أصول نادي الأبحاث السحرية. لكننا لم نجد أي ذكر مباشر لـ "أبناء الغسق" بالاسم.

أما بالنسبة للمراقبين القدامى، فقد كانت المعلومات أكثر ندرة وغموضًا. وجدنا بعض الأساطير والنصوص الغامضة التي تحدثت عن "القدماء" أو "أولئك الذين يسكنون الظل"، كيانات قوية وقديمة تسبق السحر المعروف. وصفتهم بعض النصوص بأنهم حراس للتوازن، بينما وصفتهم نصوص أخرى بأنهم كائنات خطيرة وغير مبالية يجب تجنبها بأي ثمن. لم يكن هناك أي شيء ملموس، مجرد قصص متضاربة وتحذيرات غامضة.

"هذا محبط"، تنهدت سيلينا بعد عدة ساعات من البحث غير المثمر، وهي تفرك عينيها المتعبتين. "الكثير من التلميحات، ولكن لا شيء مؤكد".

"ربما نبحث في المكان الخطأ"، قلت، وأنا أغلق مجلدًا آخر يحتوي على سجلات تأديبية لطلاب تم طردهم بسبب "ممارسات سحرية خطيرة". "ربما المعلومات التي نبحث عنها ليست في السجلات الرسمية، بل في أماكن أخرى".

"مثل ماذا؟" سألت سيلينا.

"مثل... الملاحظات الشخصية، اليوميات، الرسائل الخاصة للطلاب أو الأساتذة السابقين الذين ربما كانوا متورطين مع هذه المجموعات"، قلت، وعقلي يعمل بسرعة. "أو ربما... في أماكن مخفية داخل الأكاديمية نفسها".

"أماكن مخفية؟" كررت سيلينا، وظهر اهتمام جديد في عينيها.

"الأكاديمية قديمة جدًا"، شرحت. "هناك شائعات عن ممرات سرية، وغرف مخفية، وأماكن تم نسيانها مع مرور الوقت. مثل الكهف الذي وجدت فيه الميراث. ربما هناك أماكن أخرى مثله، أماكن قد تحتوي على أدلة".

"هذا ممكن"، قالت سيلينا ببطء. "لكن كيف سنجد هذه الأماكن؟ الأكاديمية شاسعة".

"ربما يمكن للكتاب أن يساعدنا"، قلت، وأنا أفكر في ميراث الحارس الأول. "لقد قادني إلى الكهف. ربما يحتوي على تلميحات أو خرائط لأماكن سرية أخرى".

"يجب أن نتحقق من ذلك عندما نعود للتدريب"، وافقت سيلينا. "لكن في الوقت الحالي، أعتقد أننا بحاجة إلى استراحة. عيناي تؤلماني من قراءة كل هذه النصوص القديمة".

"أتفق معك"، قلت، وأنا أمد ذراعي المتيبستين. "لنعد هذه المجلدات إلى أماكنها ونغادر".

بدأنا في إعادة الكتب والمجلدات التي كنا نفحصها إلى الرفوف. كنا نعمل في صمت، وكل منا غارق في أفكاره. بينما كنت أضع مجلدًا ثقيلاً في مكانه على رف مرتفع، انزلقت قدمي قليلاً على الأرضية المغبرة. فقدت توازني للحظة، وبدأت في السقوط للخلف.

"أليكس!" صرخت سيلينا، وتحركت بسرعة البرق. أمسكت بذراعي بقوة، وسحبتني نحوها لتمنعني من السقوط. اصطدم جسدي بجسدها، وشعرت بدفئها وقربها المفاجئ. كانت ذراعاها ملتفتين حولي، ووجهها قريب جدًا من وجهي، وعيناها الجليديتان تحدقان في عيني بقلق شديد.

"هل أنت بخير؟" سألت بصوت لاهث، وأنفاسها الدافئة تلامس وجهي.

"نعم... أنا بخير"، تمتمت، وشعرت بقلبي يخفق بسرعة في صدري. لم يكن ذلك بسبب السقوط الوشيك، بل بسبب قربها المفاجئ، وبسبب النظرة الشديدة في عينيها. "شكرًا لكِ، سيلينا".

لم تتحرك سيلينا على الفور. ظلت تمسك بي للحظة أطول من اللازم، وعيناها تتفحصان وجهي كما لو كانت تتأكد من أنني لم أصب بأذى. شعرت بالتوتر يتصاعد بيننا مرة أخرى، أقوى من أي وقت مضى. كان بإمكاني رؤية صراع داخلي في عينيها - بين قلقها الظاهر وشيء أعمق، شيء أكثر امتلاكًا.

"يجب أن تكون أكثر حذرًا"، قالت أخيرًا بصوت منخفض، وأفلتتني ببطء. "لا أستطيع أن أتحمل رؤيتك تتأذى".

كانت كلماتها بسيطة، لكن النبرة التي قيلت بها، والنظرة التي رافقتها، جعلت قشعريرة تسري في جسدي. لم يكن مجرد قلق حليف. كان هناك شيء آخر، شيء بدأ يقلقني.

"سأكون كذلك"، قلت، وحاولت أن أبدو هادئًا. "لنذهب الآن".

أومأت سيلينا برأسها، لكن عينيها لم تترك وجهي. غادرنا قسم الأرشيفات القديمة، وسرنا عبر ممرات المكتبة الصامتة. شعرت بنظرات سيلينا تتبعني، وشعرت بثقل اهتمامها المتزايد.

كنا على وشك الخروج من المكتبة عندما سمعنا صوتًا مألوفًا وباردًا.

"إيستر. آيسلين. يا لها من مصادفة أن أجدكما هنا معًا".

تجمدنا في مكاننا واستدرنا. كان داميان كروفت يقف عند مخرج المكتبة، يراقبنا بابتسامة هادئة ومقلقة على وجهه. لم يكن وحده. كان يقف خلفه اثنان من أعضاء نادي الأبحاث السحرية الآخرين الذين رأيتهم في غرفة الأرشيف - الشاب ذو الشعر الأحمر والفتاة ذات النظارات.

"كروفت"، قالت سيلينا ببرود، ووقفت أمامي قليلاً، في وضعية دفاعية خفية.

"ماذا تفعلون في قسم الأرشيفات القديمة؟" سأل داميان، متجاهلاً رد سيلينا البارد. "هل تبحثون عن شيء مثير للاهتمام؟"

"هذا ليس من شأنك"، رددت ببرود، وشعرت بالظلال تتجمع حولي بشكل غريزي.

ضحك داميان ضحكة خافتة. "أوه، لكنه كذلك، إيستر. كل ما يحدث في هذه الأكاديمية هو من شأني، خاصة عندما يتعلق الأمر بطلاب موهوبين مثلكما. لقد لاحظت اهتمامكما المتزايد بالتاريخ القديم والسحر المنسي. إنه أمر مثير للإعجاب".

"ماذا تريد، كروفت؟" سألت سيلينا بحدة.

"أردت فقط أن أقدم لكما عرضًا مرة أخرى"، قال داميان، وخطا خطوة نحونا. "نادي الأبحاث السحرية يقدر المعرفة والفضول. لدينا موارد وإمكانيات تتجاوز بكثير ما يمكن أن تجدوه في هذه الأرشيفات المتربة. إذا كنتم تبحثون حقًا عن إجابات، عن فهم أعمق للسحر وقوتكم الخاصة... فيجب أن تنضموا إلينا".

"لقد رفضنا عرضك بالفعل"، قلت بصرامة.

"هل فعلتم؟" قال داميان، ورفع حاجبًا. "لم أسمع رفضًا قاطعًا. مجرد صمت. ربما كنتم بحاجة إلى مزيد من الوقت للتفكير. لكن الوقت ينفد، إيستر. هناك قوى أخرى تتحرك، قوى قد لا تكون ودودة مثلنا. الانضمام إلينا هو الخيار الأكثر حكمة، والأكثر أمانًا".

كان يهددنا بمهارة. كان يلمح إلى أنه يعرف عن المراقبين القدامى، أو ربما عن تهديدات أخرى لم نكن نعرفها بعد. وكان يستخدم هذا الخوف لمحاولة إجبارنا على الانضمام إليه.

"نحن لسنا مهتمين"، قالت سيلينا ببرود قاطع. "نحن نفضل العمل بمفردنا".

تغيرت نظرة داميان قليلاً، وأصبحت ابتسامته أكثر حدة. "هذا مؤسف. ومحفوف بالمخاطر. العالم مكان خطير لأولئك الذين يمتلكون قوى لا يفهمونها أو لا يستطيعون السيطرة عليها. قد تجدون أنفسكم في حاجة إلى حلفاء أقوياء عاجلاً أم آجلاً".

"سنتدبر أمرنا"، قلت، وشعرت بشفرة الظل تحت سترتي تنبض بشكل خافت، كما لو كانت تستشعر التهديد.

"سنرى"، قال داميان بهدوء. ثم تحولت نظرته إلى سيلينا، وأصبحت أكثر حدة وتقييمًا. "آيسلين، أنتِ من عائلة نبيلة وقديمة. يجب أن تفهمي أهمية التحالفات والقوة. لا تدعي هذا... المبتدئ... يضللكِ. مكانكِ معنا".

رأيت غضبًا باردًا يومض في عيني سيلينا. "أنا أحدد مكاني بنفسي، كروفت. وأنا أختار حلفائي بنفسي". أمسكت بذراعي بشكل مفاجئ، وقبضتها قوية وممتلكة. "وأنا أختار أليكس".

فوجئت بحركتها وبكلماتها. لم تكن مجرد تأكيد لتحالفنا، بل كانت إعلانًا، تحديًا لداميان. وشعرت بالنبض في قبضتها، في الطريقة التي وقفت بها بالقرب مني، كما لو كانت تطالب بي.

اتسعت عينا داميان للحظة في مفاجأة، ثم تحولت نظرته إلى شيء يشبه الاشمئزاز الممزوج بالفضول. نظر بيني وبين سيلينا، وابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه. "مثير للاهتمام. يبدو أن هناك روابط أعمق تتشكل هنا مما كنت أعتقد. حسنًا، لا يمكنني أن ألومكما. الشباب والعاطفة... يمكن أن يكونا مزيجًا قويًا. لكن احذرا، فالعواطف يمكن أن تكون أيضًا نقطة ضعف خطيرة".

ألقى علينا نظرة أخيرة، نظرة تحمل تحذيرًا ووعدًا بالتدخل المستقبلي. ثم استدار هو وأتباعه وغادروا المكتبة، تاركين ورائهم صمتًا مشحونًا بالتوتر.

وقفت أنا وسيلينا هناك للحظة، ولا تزال يدها تمسك بذراعي بقوة. شعرت بالارتباك والانزعاج من المواجهة، ومن الطريقة التي أعلنت بها سيلينا "اختيارها" لي.

"سيلينا..." بدأت، محاولاً سحب ذراعي بلطف.

لكنها شددت قبضتها، ونظرت إليّ بعيون متقدة. "لا تقلق، أليكس"، قالت بصوت منخفض ومكثف. "لن أسمح له أو لأي شخص آخر بإيذائك. أنت لي الآن".

شعرت بقشعريرة باردة تسري في عمودي الفقري. لم تكن هذه مجرد حماية حليف. كان هذا هوسًا صريحًا، وامتلاكًا مخيفًا. كانت الأمور تخرج عن نطاق السيطرة بشكل

أسرع مما كنت أتوقع.

كان عليّ أن أجد طريقة للتعامل مع هذا، لوضع بعض الحدود، قبل أن يلتهمنا هذا الهوس المتزايد.

(تقريباً انا عكست الأدوار🙂)

2025/05/04 · 65 مشاهدة · 1557 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025