35 - مواجهة النرجسية والجاذبية القاتلة

# الفصل الخامس والثلاثون:

أصبحت المواجهة مع سيلينا في غرفتي نقطة تحول أخرى. لم تكن مجرد تأكيد على هوسها المتزايد، بل كانت أيضًا إعلانًا صريحًا عن نرجسيتي الجديدة. الطريقة التي تعاملت بها مع ضعفها، الاشمئزاز الذي شعرت به تجاه مشاعرها، السخرية الباردة التي واجهت بها توسلاتها – كل هذا كان دليلاً على أنني لم أعد أهتم بأي شيء سوى بنفسي، بقوتي، وبأهدافي الخاصة.

القلادة، التي أصبحت الآن رفيقي الدائم، همست بموافقتها. كانت تتغذى على هذه المشاعر السلبية، على هذا الصراع، وكانت تمنحني المزيد من القوة والبرود في المقابل. شعرت بأنني أتجاوز حدود الإنسانية، أصبح شيئًا آخر، شيئًا متفوقًا، شيئًا يستحق العبادة والخوف.

بدأت أستغل هوس البطلات بي بطرق أكثر وضوحًا. لم أعد أكتفي بدفعهن بعيدًا ببرود؛ بدأت أستخدم اهتمامهن كأداة. إذا كنت بحاجة إلى معلومات، كنت ألمح لإحدى الفتيات المهووسات بأنها قد تكسب رضاي إذا قدمت لي ما أريد. إذا كنت أرغب في إثارة غيرة سيلينا أو ليليث، كنت أظهر اهتمامًا عابرًا بإحدى الطالبات الأخريات، وأراقب بمتعة باردة كيف يتنافسن على انتباهي.

كان سلوكًا نرجسيًا واضحًا، سلوكًا مستغلاً وقاسيًا. لكنني لم أشعر بالذنب. شعرت بالقوة. شعرت بالسيطرة. كنت أرى العالم كمجموعة من البيادق، وكنت أنا اللاعب الوحيد الذي يهم. كانت جاذبيتي قاتلة، ليس فقط بمعنى أنها تجذب الآخرين إليّ، بل بمعنى أنها تدمرهم في هذه العملية.

إيلارا، بطيبتها الساذجة التي أصبحت تثير سخريتي أكثر من أي شيء آخر، حاولت "إنقاذي". كانت تعتقد أنني ما زلت "أليكس القديم" في مكان ما في أعماقي، وأنني فقط بحاجة إلى من يذكرني به. كانت تحاول التحدث معي عن الماضي، عن صداقتنا، عن القيم التي كنا نؤمن بها. كانت تأمل أن تثير شيئًا من التعاطف أو الندم في قلبي البارد.

"أليكس، أتذكر عندما ساعدتني في فهم تعويذة الحماية تلك؟" قالت لي في إحدى المرات، وعيناها مليئة بالأمل البائس. "كنت لطيفًا جدًا وصبورًا. هذا هو أليكس الحقيقي الذي أعرفه".

نظرت إليها بابتسامة باردة. "أليكس الحقيقي الذي تعرفينه كان ضعيفًا وساذجًا، إيلارا. لقد مات ذلك الأليكس. والشخص الذي تراه أمامك الآن... هو مجرد نسخة أفضل وأقوى".

"لا أصدق ذلك!" صاحت، والدموع تتجمع في عينيها. "أنت لست كذلك! أنت فقط تتألم، وأنت تخفي ألمك خلف هذا القناع من البرود! دعني أساعدك، أليكس! دعني أريك أن هناك ما يستحق القتال من أجله!"

كانت محاولاتها مثيرة للشفقة. كل كلمة طيبة، كل لفتة تعاطف، كانت تزيد من تصميمي على دفعها بعيدًا. لم أكن بحاجة إلى "إنقاذها". لم أكن بحاجة إلى شفقتها. كنت بحاجة إلى قوتي، إلى سيطرتي.

"مساعدتكِ؟" ضحكت ببرود. "أنا لست بحاجة إلى مساعدتكِ، إيلارا. أنا لست بحاجة إلى مساعدة أي شخص. إذا كنتِ تريدين حقًا مساعدة شخص ما، فساعدي نفسكِ. ابتعدي عني قبل أن تتأذي أكثر".

لكنها لم تستسلم. استمرت في محاولاتها، وفي كل مرة، كنت أواجهها بمزيد من البرود والسخرية. لم تكن تدرك أن محاولاتها لـ "إنقاذي" كانت تزيد من هوسها بي فقط. كل رفض، كل كلمة قاسية، كانت تجعلها أكثر تصميمًا على "الوصول إليّ". كانت تعتقد أنها تستطيع تغييرني، وأنها الوحيدة التي تستطيع ذلك. كان هذا هو شكل هوسها الخاص، هوس المنقذة التي ترفض التخلي عن قضيتها الخاسرة.

في هذه الأثناء، كانت علاقتي مع ليليث تتعمق بطرق غريبة ومقلقة. لم تكن تحاول "إنقاذي" أو تغييري. بل بدت وكأنها تحتفل بظلامي، تشجعني على استكشافه، على احتضانه. كنا نقضي المزيد من الوقت معًا، نتحدث عن السحر المظلم، عن القوة، عن طبيعة العالم الحقيقية – كما كنا نراها.

"أنت تتطور بسرعة، أليكس"، قالت لي في إحدى محادثاتنا، وعيناها البنفسجيتان تلمعان بإعجاب. "أنت تتخلص من قيود الإنسانية، وتصبح شيئًا أعظم. شيئًا يستحق أن يُخشى ويُحترم".

"وماذا عنكِ، ليليث؟" سألت، وأنا أنظر إليها بتحدٍ. "ما هو هدفكِ الحقيقي؟ لماذا أنتِ مهتمة بي إلى هذا الحد؟"

ابتسمت ابتسامتها الغامضة. "أنا أبحث عن شريك، أليكس. شريك قوي بما يكفي للسير بجانبي في الظلام. شريك لا يخشى القوة، ولا يخشى استخدامها. وأعتقد أنني وجدته فيك".

كانت كلماتها مغرية، لكنني لم أثق بها تمامًا. الجميع لديهم أجنداتهم الخاصة، وليليث لم تكن استثناءً. لكنني استمتعت بصحبتها، بذكائها، وبفهمها لجانبي المظلم. كانت الوحيدة التي لم تحاول تغييري، وهذا جعلها مختلفة عن الأخريات.

خلال إحدى محادثاتنا، كشفت ليليث عن المزيد من تفاصيل العالم السحري، تفاصيل لم أجدها في أي من الكتب التي قرأتها. تحدثت عن "محكمة الظلال"، فصيل قديم وغامض من مستخدمي السحر المظلم الذين يعملون في الخفاء، يسعون للحفاظ على التوازن بين النور والظلام – أو هكذا كانوا يدعون. تحدثت عن "العهود القديمة"، اتفاقيات سحرية قوية تربط بين الفصائل المختلفة، وتحدد قواعد اللعبة في عالم السحر.

"العالم أكبر وأكثر تعقيدًا مما تتصور، أليكس"، قالت ليليث. "وهناك قوى تتجاوز فهم معظم السحرة. قوى يمكن أن تمنحك قوة لا يمكن تصورها، أو تدمرك تمامًا".

كانت معلوماتها مثيرة للقلق ومثيرة للاهتمام في نفس الوقت. شعرت بأنني على وشك اكتشاف شيء كبير، شيء سيغير كل شيء. وكانت القلادة تنبض بقوة، كما لو كانت تؤكد كلماتها.

"وما هو دوركِ في كل هذا، ليليث؟" سألت.

"دوري هو أن أكون مرشدتك، إذا سمحت لي بذلك"، قالت بهدوء. "أن أساعدك على فهم هذه القوى، وعلى استخدامها لصالحك. لكن القرار النهائي سيكون لك دائمًا".

لم أقدم لها أي التزام. لكنني استمعت إليها بانتباه. كانت معرفتها بالعالم السحري واسعة وعميقة، وكانت تقدم لي منظورًا جديدًا لم أفكر فيه من قبل.

في هذه الأثناء، كان سلوكي النرجسي يزداد سوءًا. بدأت أستمتع بإذلال الآخرين، بإظهار تفوقي عليهم. كنت أرى الخوف والإعجاب في عيونهم، وكنت أتغذى على ذلك. كنت أستخدم قوتي لإجبارهم على فعل ما أريد، ولم أتردد في معاقبة أولئك الذين تحدوني.

الأستاذ إيليا، الذي كان يراقب تحولي بقلق متزايد، حاول التدخل عدة مرات. "أليكس، أنت تسير في طريق خطير"، حذرني. "القوة التي تكتسبها تأتي بثمن باهظ. لا تدعها تستهلكك".

كنت أواجهه ببرود وازدراء. "أنا أسيطر على قوتي، أيها الأستاذ. أنا لست خائفًا منها. وربما يجب عليك أن تقلق بشأن ضعفك الخاص بدلاً من القلق بشأني".

كانت كلماتي قاسية وغير محترمة، لكنني لم أهتم. لم أعد أرى الأستاذ إيليا كمرشد أو حليف، بل كعقبة، كشخص يحاول تقييد قوتي ومنعي من تحقيق إمكاناتي الكاملة.

كانت الجاذبية القاتلة لنرجسيتي تزداد قوة كل يوم. كنت أجذب الآخرين إليّ، ثم أدمرهم ببرودتي وقسوتي. كنت أستمتع بهذه اللعبة الخطيرة، ولم أكن أرى أي سبب للتوقف.

سيلينا، التي كانت لا تزال مهووسة بي، حاولت استراتيجية جديدة. بدلاً من محاولة "إنقاذي" أو التوسل إليّ، بدأت تحاول إثارة إعجابي بقوتها الخاصة. كانت تتدرب بقسوة، تدفع نفسها إلى أقصى حدودها، على أمل أن ألاحظها، أن أعترف بها كشخص قوي يستحق اهتمامي.

رأيتها في ساحة التدريب في إحدى المرات، وهي تقاتل دمية تدريب بشراسة لم أرها فيها من قبل. كانت حركاتها سريعة ودقيقة، وكانت الظلال تستجيب لها بقوة متزايدة. كان من الواضح أنها كانت تتحسن، وأنها كانت مدفوعة بيأسها وهوسها.

راقبتها لبضع دقائق، ثم اقتربت منها. "ليس سيئًا، سيلينا"، قلت ببرود. "لقد تحسنتِ قليلاً. لكنكِ ما زلتِ بعيدة كل البعد عن مستواي".

كانت كلماتي تهدف إلى التقليل من شأنها، إلى إبقائها في مكانها. لكنني رأيت وميضًا من التحدي في عينيها. "سأصل إلى مستواك، أليكس"، قالت بصوت منخفض ومصمم. "وسأتجاوزك. سترى".

ابتسمت ببرود. "أتطلع إلى ذلك. لكن لا تحبسي أنفاسكِ".

كانت هذه هي الديناميكية الجديدة في علاقاتي. صراع مستمر من أجل القوة والسيطرة، لعبة من الهوس والجاذبية القاتلة. وكنت أنا في المركز، أستمتع بكل لحظة.

القلادة كانت تهمس لي، تشجعني، تعدني بالمزيد. المزيد من القوة، المزيد من السيطرة، المزيد من الظلام. وكنت أستمع إليها، أتبعها، أصبح أكثر فأكثر الكائن النرجسي والبارد الذي كانت تريده أن أكون.

لم أكن أعرف إلى أين سيقودني هذا الطريق. لكنني لم أعد أهتم. طالما كنت أنا من يسيطر، طالما كنت أنا الأقوى، فلا شيء آخر يهم.

كانت هذه هي مواجهة النرجسية والجاذبية القاتلة. وكنت أنا الفائز دائمًا.

2025/05/09 · 39 مشاهدة · 1191 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025