# الفصل السادس والثلاثون:

مع مرور الأسابيع، أصبحت حياتي في الأكاديمية عبارة عن رقصة معقدة بين القوة المتنامية، النرجسية المتجذرة، وهوس المحيطين بي الذي كان يتخذ أشكالاً مرعبة بشكل متزايد. القلادة لم تعد مجرد همس للذكريات؛ لقد أصبحت صوتًا واعيًا تقريبًا، يوجهني، يختبرني، ويدفعني نحو مصير مظلم وقوي. بدأت أرى العالم ليس فقط من خلال عيني الباردتين، بل من خلال عدسة القلادة القديمة، التي كشفت لي عن طبقات من الحقيقة لم أكن لأدركها من قبل – طبقات من الخداع، التلاعب، والصراعات الأبدية على القوة.

بدأ الجانب التلاعبي في شخصيتي يظهر بوضوح أكبر. لم أعد أكتفي بالاستمتاع بهوس البطلات أو بإبعادهن ببرود؛ بدأت أستخدم هذا الهوس كأداة لتحقيق أهدافي. كانت سيلينا، بهوسها الناري وغيرتها العمياء تجاه ليليث، هدفًا سهلاً. في إحدى المرات، أردت الحصول على معلومات حول تحركات فصيل معين من السحرة المحافظين داخل الأكاديمية، والذين كنت أشك في أنهم يراقبونني. لم يكن لدي الوقت أو الرغبة في البحث بنفسي. بدلاً من ذلك، ألمحت لسيلينا بشكل عابر بأن هؤلاء السحرة ربما يشكلون تهديدًا "لنا" – مستخدمًا كلمة "لنا" بشكل محسوب لإثارة أمل كاذب في قلبها. "إذا كنتِ تهتمين حقًا بسلامتنا، سيلينا، فربما يمكنكِ معرفة ما يخططون له".

كانت الطريقة التي لمعت بها عيناها عندما سمعت كلمة "لنا" مثيرة للشفقة والرضا في نفس الوقت. انطلقت كالسهم، مستخدمة كل مهاراتها في التسلل والظلال التي تعلمناها معًا – والتي كنت أتفوق عليها فيها الآن بمراحل – لجمع المعلومات. في غضون يومين، عادت إليّ بتقرير مفصل، عيناها مليئة بالأمل والتوقع، تنتظر كلمة شكر أو تقدير. اكتفيت بأخذ التقرير منها ببرود، قائلاً: "ليس سيئًا. ربما هناك بعض الفائدة منكِ بعد كل شيء". كانت خيبة الأمل واضحة على وجهها، لكنها سرعان ما تحولت إلى تصميم أكبر على إثبات جدارتها. كنت ألعب بها كدمية، وكنت أستمتع بذلك.

إيلارا، من ناحية أخرى، كانت تمثل تحديًا مختلفًا. هوسها كان أكثر هدوءًا، وأكثر إيلامًا للذات. كانت لا تزال تحاول "إنقاذي"، لكن محاولاتها أصبحت أكثر يأسًا. بدأت تترك لي هدايا صغيرة أمام باب غرفتي – زهور، حلويات، وحتى ملاحظات مكتوبة بخط يدها المرتجف، تتوسل إليّ فيها أن أتذكر "أليكس القديم". كنت أتجاهل هذه الهدايا، أو أحيانًا أسحقها بقدمي أمامها إذا صادف وجودها، فقط لأرى الألم في عينيها. كان هذا قاسياً، حتى بمعاييري الجديدة، لكن القلادة كانت تهمس لي بأن الرحمة ضعف، وأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على سحق آمال الآخرين.

ليليث كانت الوحيدة التي بدت وكأنها تفهم هذه اللعبة، بل وتستمتع بها. كانت تراقب تفاعلاتي مع البطلات الأخريات بابتسامة خافتة وساخرة. "إنهن يرقصن على أنغامك، أليكس"، قالت لي في إحدى المرات، ونحن نجلس في زاوية مظلمة من المكتبة. "كلما سحقت آمالهن، كلما ازداد تعلقهن بك. إنها طبيعة البشر الضعفاء".

"وهل أنتِ مختلفة، ليليث؟" سألت، وأنا أنظر إليها بتحدٍ.

"أنا لا أرقص على أنغام أحد، أليكس"، ردت بهدوء، وعيناها البنفسجيتان تحدقان في عيني. "أنا أختار شركائي في الرقص. وأنت شريك مثير للاهتمام".

كانت علاقتنا معقدة. لم يكن هناك ثقة كاملة، لكن كان هناك فهم متبادل للظلام، وانجذاب للقوة. كانت تكشف لي المزيد عن العالم السحري الخفي، عن "محكمة الظلال" التي تحدثت عنها سابقًا، وعن صراعات القوى التي كانت تدور خلف كواليس الأكاديمية والعالم الأوسع. تحدثت عن "أسياد الظل"، كائنات قديمة وقوية يُشاع أنها تسيطر على محكمة الظلال من وراء حجاب، وعن "التحف المظلمة" الأخرى، المشابهة لقلادتي، والتي يمكن أن تمنح قوة لا يمكن تصورها لمن يجرؤ على استخدامها.

"قلادتك ليست فريدة من نوعها، أليكس"، قالت ليليث. "هناك قطع أثرية أخرى، كل واحدة منها تحمل جزءًا من قوة قديمة، وروحًا منسية. وبعض هذه الأرواح... ليست ودودة مثل تلك التي تسكن قلادتك".

كان هذا مثيرًا للقلق. فكرة أن هناك آخرين مثلي، أو ربما أسوأ مني، يتجولون في العالم بقوى مماثلة، كانت مرعبة. لكنها أيضًا... فتحت آفاقًا جديدة. إذا كانت هناك قطع أثرية أخرى، فربما يمكنني العثور عليها، والمطالبة بقوتها لنفسي.

القلادة نفسها كانت تتطور، أو بالأحرى، علاقتي بها كانت تتطور. لم تعد مجرد همسات وذكريات. بدأت أرى رؤى أكثر وضوحًا، وأحيانًا، كنت أشعر بأنني أستطيع التواصل مع الروح القديمة التي تسكنها. لم يكن لديها اسم، أو على الأقل لم تكشف لي عنه بعد. لكن كان لديها وعي، إرادة، وهدف. هدف كان يتوافق بشكل متزايد مع أهدافي الخاصة: القوة، السيطرة، والانتقام من عالم خذلها.

في إحدى الليالي، بينما كنت أتأمل في غرفتي، والقلادة تنبض ببرود على صدري، رأيت رؤية جديدة. لم تكن من الماضي، بل من المستقبل المحتمل. رأيت نفسي واقفًا على قمة برج عالٍ، والظلال تدور حولي كعاصفة. في الأسفل، كانت مدينة تحترق، وأصوات الصراخ تتعالى. لم أكن أعرف ما إذا كنت أنا من تسبب في هذا الدمار، أم أنني كنت أحاول إيقافه. لكن الشعور بالقوة المطلقة الذي انتابني في تلك الرؤية كان... مذهلاً.

عندما استيقظت من الرؤية، كنت ألهث، والقلادة ساخنة بشكل غير عادي. هل كان هذا ما تريده مني؟ هل كان هذا هو مصيري؟ لم أكن متأكدًا، لكن جزءًا مني، الجزء المظلم الذي أصبح يسيطر عليّ، كان يتوق إلى تحقيق هذه الرؤية.

بدأت أختبر حدود قوتي الجديدة بطرق أكثر جرأة. لم أعد أكتفي بالتدريب في ساحات التدريب المعزولة. بدأت أستخدم سحري في مواقف حقيقية، أحيانًا بشكل سري، وأحيانًا بشكل علني لإثارة الخوف والرهبة. في إحدى المرات، تعرضت مجموعة من الطلاب الأصغر سنًا للتنمر من قبل مجموعة من الطلاب الأكبر سنًا والأكثر قوة. في الماضي، ربما كنت سأتجاهل الأمر، أو ربما كنت سأتدخل بطريقة خرقاء. لكن الآن، تدخلت بطريقة مختلفة.

لم أقل كلمة واحدة. اقتربت منهم ببطء، والظلال تتجمع حولي، تتشكل إلى أشكال مرعبة. لم أهاجمهم جسديًا، بل هاجمت عقولهم. استخدمت قوتي الجديدة للتلاعب بظلالهم الداخلية، لإثارة أعمق مخاوفهم، لجعلهم يرون كوابيسهم تتحقق أمام أعينهم. صرخوا وهربوا في رعب، تاركين الطلاب الأصغر سنًا ينظرون إليّ بمزيج من الخوف والامتنان.

لم أهتم بامتنانهم. اهتممت فقط بالشعور بالقوة، بالسيطرة. وبالطريقة التي نظرت بها ليليث إليّ بعد ذلك، بعينيها اللامعتين بإعجاب غير مقنع. "لقد تعلمت بسرعة، أليكس. أنت تستخدم الخوف كسلاح. وهذا فعال للغاية".

"الخوف هو مجرد أداة أخرى، ليليث"، قلت ببرود. "والعالم مليء بالأدوات التي تنتظر من يستخدمها".

كانت هذه هي فلسفتي الجديدة. فلسفة القوة المطلقة، والسيطرة المطلقة. ولم أكن أرى أي سبب لتغييرها.

لكن حتى في خضم هذه القوة المتنامية، كان هناك صراع داخلي خفي. أحيانًا، في لحظات هدوء نادرة، كان صوت أليكس القديم يهمس لي، يذكرني بالصداقة، بالحب، بالرحمة. كان يسألني إذا كان هذا هو حقًا ما أريده. إذا كانت هذه القوة تستحق الثمن الذي أدفعه.

كنت أسحق هذا الصوت بقسوة في كل مرة. لم يكن هناك مكان للضعف أو الشك. لكن وجوده كان يذكرني بأنني لم أفقد إنسانيتي تمامًا بعد. وأن هناك معركة لا تزال تدور في أعماق روحي.

القلادة كانت تدرك هذا الصراع. وكانت تحاول باستمرار إقناعي بأن هذا الضعف، هذه البقايا من إنسانيتي، هي ما يعيقني عن تحقيق إمكاناتي الكاملة. "تخلص منهم، أليكس"، كانت تهمس. "احتضن الظلام تمامًا. عندها فقط ستكون قويًا حقًا".

لم أكن مستعدًا للاستسلام تمامًا بعد. لكنني كنت أميل أكثر فأكثر نحو جانبها. كان الظلام مغريًا، والقوة التي قدمها كانت لا تقاوم.

في هذه الأثناء، كانت التفاعلات بين البطلات تزداد تعقيدًا وتوترًا. الغيرة بين سيلينا وليليث كانت واضحة، وكادت أن تتحول إلى مواجهة مفتوحة عدة مرات. إيلارا، بيأسها المتزايد، بدأت تتجنب كلتيهما، مركزة هوسها عليّ فقط. وظهرت فتيات أخريات على الهامش، يراقبنني بفضول وخوف، وربما يأملن في الحصول على لمحة من اهتمامي.

كنت أستمتع بهذه الدراما، بهذه اللعبة من الهوس والغيرة. كنت أستخدمها لصالحي، أثير التوترات، وأجعلهم يتنافسون على رضاي. وكنت أكرر عبارتي المفضلة: "ابتعدن عني. أنا لست بحاجة إليكن". وكلما قلتها، كلما ازداد هوسهن.

كانت لعبة خطيرة، وكنت أعرف أنها لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. لكن في الوقت الحالي، كنت أنا من يسيطر. وكنت سأستمتع بكل لحظة من هذه السيطرة.

كان العالم مكانًا مظلمًا ومليئًا بالظلال. وكنت أنا سيد هذه الظلال. أو على الأقل، هذا ما كنت أقوله لنفسي.

2025/05/09 · 26 مشاهدة · 1214 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025