# الفصل السابع والثلاثون

أصبحت الأكاديمية مسرحي الخاص، وطلابها وأساتذتها مجرد ممثلين في الدراما المظلمة التي كنت أخرجها. نرجسيتي لم تعد مجرد شعور داخلي، بل أصبحت قوة دافعة، تشكل تفاعلاتي وقراراتي. القلادة، بصوتها البارد والقديم، كانت تبارك كل خطوة أتخذها نحو مزيد من السيطرة والتلاعب. "أنت تتجاوزهم، أليكس"، كانت تهمس. "أنت ترى الخيوط التي تربطهم، ويمكنك أن تعزف عليها كما تشاء".

وكانت على حق. بدأت أرى شبكة معقدة من العلاقات والرغبات والمخاوف التي تحرك الناس حولي، وبدأت أستغل هذه الشبكة بمهارة متزايدة. لم أعد أعتمد على القوة الغاشمة أو التهديدات المباشرة فقط؛ أصبحت أتقن فن التلاعب النفسي، زرع الشكوك، تأجيج الغيرة، واستغلال نقاط ضعف الآخرين.

سيلينا، بهوسها الناري، كانت لا تزال فريستي المفضلة. بعد أن أثبتت "فائدتها" في جمع المعلومات، بدأت أعهد إليها بمهام أكثر خطورة، وأكثر إثارة للريبة. كنت أعرف أنها ستفعل أي شيء لتنال رضاي، وكنت أستغل هذا الولاء الأعمى بلا رحمة. في إحدى المرات، أرسلتها للتسلل إلى مكتب الأستاذ فاليريوس – الذي كنت أشك في أنه يخفي بعض الأسرار المتعلقة بالسحر المظلم والقلائد المشابهة لقلادتي. كانت مهمة خطيرة، وإذا تم القبض عليها، فستكون العواقب وخيمة.

"هذه مهمة تتطلب دقة وشجاعة، سيلينا"، قلت لها، وأنا أنظر في عينيها ببرود محسوب. "أنا أثق بكِ للقيام بها. لا تخذليني".

كانت كلمة "أثق بكِ" كافية لإرسالها إلى حافة الجنون من السعادة والتصميم. لم تفكر في المخاطر، لم تفكر في العواقب. كل ما رأته هو فرصة أخرى لإثبات ولائها، لكسب اهتمامي. عادت بعد بضع ساعات، ووجهها شاحب لكن عيناها تلمعان بانتصار. أحضرت لي بعض المخطوطات القديمة التي وجدتها في درج سري في مكتب فاليريوس. كانت تتعلق بـ "أخوية الظل الخالد"، مجموعة من السحرة القدماء الذين سعوا لتحقيق الخلود من خلال امتصاص أرواح الآخرين. معلومات مثيرة للاهتمام، لكنها ليست ما كنت أبحث عنه بالضبط.

"عمل جيد، سيلينا"، قلت ببرود، وأنا أتصفح المخطوطات. "لكن لا تعتقدي أن هذا يعني شيئًا. أنتِ مجرد أداة، وتؤدين وظيفتكِ. لا أكثر".

رأيت الألم يظهر في عينيها، لكنها سرعان ما أخفته خلف قناع من التصميم. "سأكون أفضل أداة لديك، أليكس"، قالت بصوت منخفض. "سترى".

كان هوسها يزداد سوءًا، وكان يأخذ منحى أكثر خطورة. بدأت تظهر علامات من العدوانية تجاه أي شخص آخر يقترب مني، خاصة ليليث. في إحدى المرات، رأيتهما تتجادلان بحدة في أحد الممرات، والظلال تتجمع حولهما بشكل مهدد. لم أتدخل. كنت أستمتع برؤيتهما تتنافسان عليّ. كان هذا يؤكد لي أهميتي، قوتي.

ليليث، من ناحية أخرى، كانت أكثر دهاءً. لم تكن تظهر غيرتها بشكل علني، بل كانت تستخدم طرقًا أكثر خبثًا لتقويض منافساتها. كانت تنشر شائعات خبيثة عن سيلينا، تشكك في ولائها، وتلمح إلى أنها قد تكون جاسوسة لفصيل آخر. وكانت تحاول باستمرار عزلي عن الآخرين، وإقناعي بأنها الوحيدة التي تفهمني حقًا، وأنها الوحيدة التي يمكنني الوثوق بها.

"لا تنخدع بهن، أليكس"، قالت لي في إحدى محادثاتنا الخاصة. "إنهن ضعيفات، مدفوعات بمشاعرهن الهشة. لا يمكنهن فهم طبيعتك الحقيقية، أو القوة التي تحملها. أنا فقط من يستطيع ذلك".

كنت أعرف أنها تحاول التلاعب بي أيضًا، لكنني سمحت لها بذلك إلى حد ما. كانت معلوماتها عن العالم السحري الخفي لا تقدر بثمن، وكانت أفكارها الجريئة تثير اهتمامي. كشفت لي المزيد عن "محكمة الظلال"، وعن الصراعات الداخلية التي كانت تمزقها. تحدثت عن "حرب الظلال القادمة"، صراع حتمي بين قوى النور والظلام، صراع سيحدد مصير العالم السحري. وألمحت إلى أنني قد يكون لي دور رئيسي في هذا الصراع.

"القلادة التي تحملها، أليكس، ليست مجرد قطعة أثرية"، قالت، وعيناها البنفسجيتان تحدقان في قلادتي. "إنها مفتاح. مفتاح لقوة قديمة، ومفتاح لمصير عظيم. وأنا هنا لمساعدتك على فتح هذا المصير".

لم أكن متأكدًا مما إذا كنت أصدقها تمامًا، لكن كلماتها كانت تتوافق مع همسات القلادة، ومع الرؤى التي كنت أراها. شعرت بأنني على وشك اكتشاف شيء كبير، شيء سيغير كل شيء.

في هذه الأثناء، كان هوس إيلارا بي يأخذ منحى أكثر إيلامًا للذات. بعد أن فشلت في "إنقاذي"، بدأت تلوم نفسها على تحولي. كانت تعتقد أنها لم تكن صديقة جيدة بما فيه الكفاية، وأنها لو فعلت شيئًا مختلفًا، لكنت ما زلت "أليكس القديم". هذا الشعور بالذنب كان يدمرها ببطء، وكان يجعلها أكثر تعلقًا بي، أكثر يأسًا في محاولة كسب رضاي.

بدأت تتبعني كظلي، تراقبني من بعيد، وعيناها مليئة بالحزن واليأس. لم تعد تحاول التحدث معي، بل اكتفت بالنظر إليّ، كما لو كانت تأمل أن نظراتها الحزينة ستوقظ شيئًا من الرحمة في قلبي البارد. كان هذا مثيرًا للشفقة، ومزعجًا في نفس الوقت. لم أكن أريد شفقتها، ولم أكن أريد إحساسها بالذنب. كنت أريد فقط أن تتركني وشأني.

"ابتعدي عني، إيلارا"، قلت لها بحدة في إحدى المرات، عندما وجدتها تنتظرني أمام باب غرفتي في وقت متأخر من الليل. "ألا تفهمين؟ أنا لا أريدكِ هنا! أنا لا أريد رؤيتكِ! وجودكِ يثير اشمئزازي!".

كانت كلماتي قاسية، ورأيت الدموع تنهمر على خديها. لكنها لم تغادر. وقفت هناك، ترتجف، وتنظر إليّ بعيون مليئة بالألم والتصميم اليائس. "لن أتركك، أليكس"، همست. "حتى لو كنت تكرهني. لن أتخلى عنك".

كان هوسها هذا، هذا الإصرار الأعمى على "عدم التخلي عني"، يثير غضبي واشمئزازي. لم أكن بحاجة إليها. لم أكن أريدها. وكانت ترفض فهم ذلك.

في خضم هذه الدراما الشخصية، بدأت ألاحظ أن هناك قوى أخرى تتحرك في الأكاديمية. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالبطلات المهووسات بي، أو بليليث وأسرارها. كان هناك شيء آخر، شيء أكثر خطورة.

بدأت أسمع شائعات عن اختفاء طلاب، عن حوادث غريبة تحدث في أجزاء منسية من الأكاديمية. وبدأت أشعر بأنني مراقب، ليس فقط من قبل سيلينا أو إيلارا، بل من قبل شخص آخر، شخص لديه نوايا أكثر خبثًا.

القلادة كانت تحذرني. همساتها أصبحت أكثر إلحاحًا، ورؤاي أصبحت أكثر قتامة. رأيت ظلالًا تتحرك في الممرات، عيونًا تراقبني من الظلام، ومخالب تمتد نحوي.

"إنهم قادمون من أجلك، أليكس"، همست القلادة. "إنهم يعرفون عن قوتك. ويريدونها لأنفسهم".

لم أكن أعرف من هم "هم". لكنني شعرت بالخطر يقترب. وكان عليّ أن أكون مستعدًا.

بدأت أستخدم قوتي بطرق أكثر حذرًا، وأكثر فتكًا. لم أعد أستعرضها لإثارة الخوف أو الإعجاب، بل أصبحت أستخدمها للدفاع عن نفسي، ولجمع المعلومات عن هذا التهديد الجديد.

اكتشفت أن هناك فصيلًا سريًا داخل الأكاديمية، مجموعة من السحرة المظلمين الذين كانوا يجرون تجارب محظورة، يسعون لزيادة قوتهم بأي ثمن. وكانوا مهتمين بي، بقلادتي، وبالقوة التي كنت أحملها.

كان هذا تحديًا جديدًا، تحديًا يتجاوز مجرد التعامل مع هوس البطلات. كان هذا صراعًا من أجل البقاء، صراعًا ضد قوى مظلمة وقوية.

وشعرت، لأول مرة منذ وقت طويل، بشيء يشبه الإثارة الحقيقية. لم تكن مجرد متعة نرجسية بالسيطرة على الآخرين، بل كانت إثارة المعركة، إثارة الخطر.

القلادة كانت توافق. "هذا هو طريقك، أليكس"، همست. "طريق القوة، طريق الصراع. احتضنه، وستصبح أعظم مما تتخيل".

لم أكن أعرف ما إذا كنت سأصبح أعظم مما أتخيل. لكنني كنت أعرف أنني لن أستسلم. لن أسمح لأي شخص، لا البطلات المهووسات، ولا ليليث الغامضة، ولا هؤلاء السحرة المظلمين، بالسيطرة عليّ أو أخذ ما هو لي.

كانت خيوط العنكبوت تتشابك حولي، والهوس يتزايد من كل جانب. لكنني لم أكن مجرد ذبابة عالقة في الشبكة. كنت العنكبوت نفسه، أنتظر بصبر، وأنسج شباكي الخاصة.

والعالم... العالم كان على وشك أن يرى مدى خطورة هذا العنكبوت.

2025/05/10 · 28 مشاهدة · 1102 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025