# الفصل الرابع
أيام قليلة مرت منذ تجسدي في هذا العالم، أيام قضيتها في التكيف الحذر، والمراقبة الصامتة، والتخطيط الدؤوب. اعتدت على روتين الأكاديمية، على النظرات المتفحصة، وعلى الهمسات التي تتبعني كظلي. حافظت على قناعي البارد، وتجنبت التفاعلات غير الضرورية، وقضيت معظم وقت فراغي إما في التدريب البدني المرهق في غرفتي أو منغمسًا في الكتب في زاوية منعزلة من المكتبة.
كان التقدم بطيئًا ومحبطًا. جسد أليكس كان أضعف مما تخيلت، ومخزون المانا لديه كان ضئيلًا بشكل يثير السخرية. حتى أبسط تمارين تقوية الجسد كانت تتركني منهكًا، ومحاولاتي لممارسة سحر الظل الأساسي كانت تنتج بالكاد وميضًا خافتًا أو ظلاً باهتًا يرتعش ويتلاشى بسرعة. كانت معرفتي باللعبة تمنحني فهمًا نظريًا عميقًا لكيفية عمل المانا والسحر، لكن الفجوة بين النظرية والتطبيق كانت شاسعة عندما يكون الجسد نفسه غير متعاون.
ومع ذلك، لم أستسلم. كل يوم، كنت أدفع نفسي إلى أقصى حدودي، متجاهلاً الألم والإرهاق. كنت أركز على الأساسيات: تحسين قدرتي على التحمل، زيادة مرونتي، ومحاولة الشعور بتدفق المانا الضئيل داخل جسدي والتحكم فيه بدقة أكبر. كنت أعلم أن بناء القوة الحقيقية سيستغرق وقتًا، لكن كان عليّ أن أبدأ من مكان ما.
اليوم، كان يومًا مهمًا في أكاديمية أستريا. يوم اختبار تحديد المستوى السنوي لطلاب السنة الأولى. كان هذا الاختبار حدثًا كبيرًا يحدد الترتيب الأولي للطلاب، والذي يؤثر بدوره على تخصيص الفصول، والوصول إلى الموارد المتقدمة، وحتى فرص الحصول على رعاية من النبلاء أو الأساتذة البارزين. بالنسبة لأليكس الأصلي، كان هذا اليوم دائمًا مصدرًا للإذلال، حيث كان يحتل المرتبة الأخيرة أو ما قبلها بقليل، مما يعزز سمعته كفاشل.
بالنسبة لي، كان هذا الاختبار يمثل تحديًا وفرصة. تحديًا لأنني ما زلت ضعيفًا، وأي أداء سيء للغاية سيؤكد الصورة النمطية عني ويجعل حياتي أكثر صعوبة. وفرصة لأنني أستطيع استخدامه كأول عرض علني للتغيير الذي طرأ عليّ. لم أكن أهدف إلى تحقيق مرتبة عالية - فهذا سيجذب انتباهًا غير مرغوب فيه ويصعب تفسيره. هدفي كان أكثر دقة: أن أؤدي بشكل أفضل قليلاً من المتوقع، بشكل يمكن تفسيره على أنه نتيجة للضربة التي تلقيتها أو "نضج مفاجئ"، ولكن ليس جيدًا بما يكفي لإثارة إنذارات خطيرة. أحتاج إلى الخروج من القاع المدقع، لكن مع البقاء تحت الرادار قدر الإمكان.
أقيم الاختبار في الساحة الكبرى، نفس المكان الذي أقيمت فيه حصة التدريب البدني، ولكن تم تجهيزها اليوم بمعدات مختلفة. كانت هناك منصات مرتفعة يجلس عليها الممتحنون - مجموعة من الأساتذة البارزين، بما في ذلك البروفيسور ألدن والكابتن دراكو، بالإضافة إلى ممثلين عن إدارة الأكاديمية. في وسط الساحة، تم رسم دوائر سحرية لقياس المانا، ووضعت أهداف للتدريب على التصويب، ومنطقة مخصصة لاختبارات الرشاقة والقتال الوهمي ضد دمى تدريب مسحورة.
كان الطلاب متجمعين في مجموعات، وجوههم تحمل مزيجًا من التوتر والإثارة والقلق. النبلاء الواثقون يتبادلون الأحاديث بصوت عالٍ، بينما الطلاب الأكثر تواضعًا يقفون بهدوء، يراجعون ملاحظاتهم أو يمارسون تمارين التنفس للتحكم في توترهم. وكالعادة، عندما مررت بينهم لأجد مكانًا منعزلاً للوقوف، انحسرت المحادثات وتبعتني الهمسات والنظرات.
"إيستر هنا. هل يعتقد حقًا أن لديه فرصة؟"
"ربما سيحطم الرقم القياسي لأدنى درجة هذا العام."
"أتراهن أنه سينهار ويبكي قبل أن ينتهي الاختبار."
تجاهلتهم كالعادة، ووقفت بالقرب من الحافة الخارجية للساحة، وعيناي تراقبان الاستعدادات بهدوء بارد. لم أكن متوترًا. كنت قد خططت لما سأفعله. كنت أعرف حدودي الحالية، وكنت أعرف كيف أؤدي ضمن تلك الحدود مع إظهار لمسة من التحسن المحسوب.
بدأ الاختبار بمناداة الطلاب واحدًا تلو الآخر حسب الترتيب الأبجدي. كان الجزء الأول هو قياس سعة المانا الأساسية والتحكم فيها. يقف الطالب داخل دائرة سحرية، ويركز لتوجيه المانا الخاصة به إلى بلورة قياس في وسط الدائرة. تتوهج البلورة بلون وكثافة تعكس كمية ونقاء المانا، بينما تقيس الدائرة نفسها دقة التحكم.
شاهدت الطلاب الأوائل وهم يؤدون الاختبار. معظمهم أظهروا مستويات متوسطة، مع بعض الاستثناءات البارزة. بعض أبناء العائلات النبيلة القوية أظهروا سعة مانا كبيرة، مما أثار همسات الإعجاب. سيلينا آيسلين، عندما جاء دورها، أدت أداءً شبه مثالي. توهجت البلورة بضوء أزرق نقي وقوي، وأظهرت قراءات التحكم دقة استثنائية. أومأ الممتحنون برؤوسهم بالموافقة، وارتفعت همسات الإعجاب في الحشد. كانت بالفعل في مستوى مختلف.
ليليا فلاوريل، عندما جاء دورها، بدت متوترة للغاية. كانت سعة المانا لديها أقل من المتوسط، لكن تحكمها كان جيدًا بشكل مدهش، مما أثار بعض الدهشة. بدت وكأنها ارتاحت قليلاً عندما ابتعدت عن الدائرة.
ثم جاء دوري. "أليكس فون إيستر!"
سرت نحو الدائرة بخطوات هادئة وثابتة. شعرت بالعيون كلها علي، تنتظر الفشل، تنتظر الإذلال. وقفت في وسط الدائرة، وأخذت نفسًا عميقًا، وأغمضت عيني للحظة، مركزًا على الشعور بالمانا الضئيلة داخل جسدي.
كانت قليلة، نعم، لكنني كنت أتدرب على الشعور بها، على توجيهها. لم تكن مجرد طاقة فوضوية كما كانت بالنسبة لأليكس الأصلي. فتحت عيني، ومددت يدي نحو البلورة، وبدأت في توجيه المانا ببطء وحذر.
توهجت البلورة بضوء رمادي باهت وخافت. كانت سعة المانا لا تزال منخفضة بشكل واضح، أقل بكثير من المتوسط. سمعت ضحكات مكتومة من الحشد. لكنني لم أتوقف. ركزت على التحكم، على الحفاظ على تدفق المانا ثابتًا ومستقرًا قدر الإمكان، مستخدمًا المبادئ التي تعلمتها من اللعبة حول كفاءة استخدام المانا.
لاحظت أن الضوء الرمادي، رغم خفوته، كان مستقرًا بشكل مدهش. لم يكن يرتعش أو يومض بعنف كما كان يحدث مع الطلاب ذوي التحكم الضعيف. الأرقام التي ظهرت على لوحة القياس بجانب الدائرة، والتي تعكس دقة التحكم، كانت... أعلى قليلاً من المتوقع. ليست مذهلة بأي حال، ولكنها أفضل بكثير من أداء أليكس الكارثي في العام الماضي (وفقًا لذكرياته).
أوقف الممتحن الرئيسي الاختبار بعد فترة وجيزة. "حسنًا، إيستر. سعة مانا منخفضة، لكن التحكم مقبول. التالي!"
لم تكن هناك موافقة في صوته، ولكن لم يكن هناك ازدراء واضح أيضًا. كان مجرد تقرير للحقائق. ابتعدت عن الدائرة بنفس الهدوء الذي جئت به. سمعت بعض الهمسات المرتبكة خلفي.
"تحكم مقبول؟ إيستر؟"
"ربما كانت مجرد صدفة."
"لا يزال ضعيفًا على أي حال."
كان هذا جيدًا. لم يكن أداءً مذهلاً، لكنه كان تحسنًا طفيفًا وغير متوقع في جانب واحد (التحكم)، بينما ظل الضعف الأساسي (سعة المانا) واضحًا. هذا يتناسب تمامًا مع ما أردته.
الجزء التالي من الاختبار كان إلقاء تعويذة أساسية محددة - "كرة الضوء". كانت تعويذة بسيطة يستخدمها الطلاب غالبًا للإضاءة، وتعتبر مقياسًا جيدًا للقدرة على تشكيل المانا وإطلاقها. وقف الطلاب أمام صف من الأهداف، وكان عليهم إلقاء التعويذة لإنشاء كرة ضوء مستقرة وموجهة نحو الهدف.
عندما جاء دوري مرة أخرى، وقفت أمام الهدف، وركزت. "كرة الضوء" لم تكن تعويذة ظل، لذا لم يكن لدي أي ألفة خاصة بها. لكنني فهمت المبدأ. جمعت المانا الضئيلة المتاحة، وشكلتها وفقًا للصيغة السحرية التي تذكرتها من المحاضرات (ومن اللعبة)، ثم أطلقتها.
ظهرت كرة ضوء صغيرة، أصغر وأبهت من معظم الطلاب الآخرين، لكنها كانت مستقرة بشكل معقول. وجهتها نحو الهدف. لم تكن سريعة جدًا، وانحرفت قليلاً عن المركز، لكنها أصابت الهدف. مرة أخرى، لم يكن أداءً رائعًا، لكنه كان كفؤًا. كان أفضل من محاولات أليكس الأصلية التي كانت غالبًا ما تنتج وميضًا خافتًا يتلاشى قبل أن يصل إلى الهدف، أو ينفجر في يده.
سجل الممتحن النتيجة دون تعليق. ابتعدت، وشعرت مرة أخرى بتلك النظرة التحليلية الباردة من سيلينا آيسلين، التي كانت تراقب من بعيد. ماذا كانت تفكر؟ هل كانت ترى هذه التحسينات الطفيفة مجرد مصادفات، أم أنها بدأت تشك في شيء ما؟
الجزء الأخير من الاختبار كان اختبار الرشاقة وردود الفعل. كان على الطلاب تجاوز مسار عقبات بسيط يتضمن القفز فوق حواجز، والتأرجح على حبل، وتفادي قذائف بطيئة تطلقها دمى تدريب.
هنا، قررت أن أظهر تحسنًا أكثر وضوحًا، ولكن مع خطأ محسوب. عندما بدأت في مسار العقبات، تحركت بكفاءة أكبر مما توقعه أي شخص. استخدمت حركات اقتصادية، وتوقيتًا دقيقًا تعلمته من خلال تحليل لا نهاية له لحركات الشخصيات في اللعبة. قفزت فوق الحاجز الأول برشاقة مفاجئة، وتأرجحت على الحبل بثبات، وتفاديت القذيفتين الأوليين بحركة جانبية سريعة.
سمعت شهقات خافتة من الدهشة. حتى الكابتن دراكو، الذي كان يشرف على هذا الجزء، رفع حاجبًا. بدا الأمر وكأن أليكس إيستر قد طور فجأة ردود فعل جيدة.
لكن قبل نهاية المسار، عند الحاجز الأخير، تعثرت "بالصدفة". فقدت توازني للحظة، واصطدمت بالحاجز، وسقطت على الأرض بشكل غير متقن. نهضت بسرعة، ونفضت الغبار عن ملابسي، وأكملت المسار بخطوات أبطأ قليلاً، مع تعبير طفيف من الإحراج (المصطنع) على وجهي.
كان السقوط متعمدًا. كان الأداء الرشيق المفاجئ سيثير الكثير من الأسئلة. لكن السقوط في النهاية جعله يبدو وكأنه مجرد ومضة حظ أو دفعة أدرينالين مؤقتة، وأنني ما زلت أليكس إيستر الأخرق في النهاية. لقد أظهرت لمحة من الإمكانات، ثم أخفيتها على الفور تحت ستار الخطأ.
عندما انتهى الاختبار أخيرًا، وتم تجميع النتائج، تم إعلان الترتيب الأولي. كما توقعت، لم أحقق مرتبة عالية. سيلينا كانت في القمة، يليها عدد قليل من النبلاء الموهوبين الآخرين. ليليا كانت في مكان ما في الثلث الأوسط، أداء جيد بالنسبة لشخص من عامة الشعب. البطل الأصلي للعبة، رايان، الذي لم أره كثيرًا حتى الآن ولكني عرفت أنه موجود في مكان ما في الحشد، كان أيضًا ضمن العشرة الأوائل، كما هو متوقع.
أما أنا، أليكس فون إيستر، فقد تم وضعي في المرتبة... 187 من أصل 215 طالبًا في السنة الأولى. لم أكن الأخير، ولم أكن حتى ضمن العشرة الأواخر. كنت لا أزال في القاع، في الرتبة E المنخفضة، لكنني كنت قد قفزت حوالي 20 مركزًا مقارنة بالمركز الأخير الذي كان يحتله أليكس الأصلي دائمًا. كان تحسنًا طفيفًا، لكنه ملحوظ لمن يعرف سجله السابق.
سمعت همسات مختلفة الآن. بعضها لا يزال ساخرًا ("قفز 20 مركزًا وما زال قمامة")، لكن البعض الآخر كان يحمل نبرة من الحيرة أو إعادة التقييم.
"لم يكن سيئًا تمامًا اليوم، أليس كذلك؟"
"ربما الضربة التي تلقاها أيقظت شيئًا ما فيه؟"
"لا يزال ضعيفًا، لكنه لم يكن كارثيًا كما توقعت."
مر بجانبي بارن ومجموعته. نظر إلي بارن بنظرة متفحصة، ثم ابتسم بسخرية. "لا تظن أن هذا التحسن الصغير يعني أي شيء، إيستر. القمامة تبقى قمامة".
لم أرد عليه. فقط نظرت إليه بهدوء، ثم أشحت بوجهي، وبدأت في مغادرة الساحة. لم يكن لدي وقت لأضيعه في الرد على استفزازاته.
بينما كنت أغادر، لمحت البروفيسور ألدن يتحدث بهدوء مع الكابتن دراكو على منصة الممتحنين. كلاهما كان ينظر في اتجاهي. لم أستطع سماع ما يقولانه، لكن تعابير وجهيهما كانت جادة. هل أثرت شكوكهما؟
ثم شعرت مرة أخرى بتلك النظرة الباردة الثاقبة. سيلينا آيسلين. كانت لا تزال تراقبني، وعيناها الزرقاوان تضيقان قليلاً كما لو كانت تحاول حل لغز معقد. بجانبها، وقفت ليليا فلاوريل، التي نظرت إلي بسرعة ثم أشاحت بوجهها، ووجنتاها متوردتان قليلاً.
تنهدت داخليًا. لقد نجحت في تحقيق هدفي المباشر - تحسين ترتيبي قليلاً دون لفت الانتباه المفرط. لكن يبدو أنني قد زرعت بذور الشك والفضول لدى بعض الأشخاص المهمين. كان هذا خطرًا محسوبًا، لكنه خطر لا يزال قائمًا.
يجب أن أكون أكثر حذرًا. يجب أن أسرع في خطتي لزيادة قوتي. الليلة، عند اكتمال القمر تقريبًا، سأحاول العثور على تلك الحديقة الخفية خلف البرج الشمالي. لم يعد لدي ترف الانتظار. الشرارة ال
تي أشعلتها اليوم تحت الرماد قد تتحول إلى حريق لا يمكن السيطرة عليه إذا لم أكن مستعدًا.