"الحياة والموت دائما ماكانا مستمران في مسارهما حتى وإن كان لايوجد معنى لوجودك"
...
...
...
"ماض طويل في دهر النسيان"
...
...
...
في أحد الأزقة الضيقة والمظلمة وبالقرب من أماكن الشغب ورمي القمامة وجدت أم ترعى إبنها بكل ما اوتيت من قوة ليلا ونهارا لكي يستطيع إبنها رؤية ضوء الشمس مجددا ورسم إبتسامة صغيرة على مرأى وجهه، متأملة لأيام أحلى وغدٍ أفضل...
...
...
...
وفي ضل معاناتها اليائسة وتعبها الشديد وضعف جسد إبنها قالت بيأس وحزن شديدين على نفسها:
رغم أنني أطعمتك بقدر ما أستطيع، إلا أنك لاتشبع أبدا...
هذا كل الذي قدرت على الحصول عليه لهذا اليوم يابني...أنت تضعف يوما بعد يوم،وأنا لم أستطع وضع حدٍ لمعاناتك...
لكن أنت تعلم إنني أضعف أيضا...
...
...
"معدتي تؤلمني يا أماه..."
"...ااه...أنا أسفة لأني خذلتك يابني...لم أكن أبدا الأم المثالية التي تريدها..."
"..ااح...ااح....أنتي لم تخذلي صغيرك يا أماه، فقط هذا العالم لا يريدنا أن نستمر في الحياة ااح...ااح...ااح..."
"...لقد فعلتي مافي وسعك من أجلي،إلا أن جسدي الضعيف يأبى الشفاء لذا لاتلقي اللوم على نفسك يا أماه ااح...اااح...ااح...ااح...ااح..."
"بني أنا حقا أسفة اااعه...أسفة جدا،ااااعه لو أستطيع اااعه...لو أستطيع ذلك لأعطيتك قلبي لتستطيع العيش...اااعه..." وفي لحظات يائسة تماما من ناحية الأم التي فقدت الأمل في نجاة إبنها، وبكائها الشديد ووضع كل اللوم حول نفسها إذ ظهر أمامها رجل غريب المنظر ذو هيئة جذابة ومهيبة ذو ملابس سوداوية قاتمة تملكه نظرات باردة،بعينين زرقاوين جميلين وشعر أسود طويل مربوط بإحكام وبعض الخصلات المتناثرة حول أذنيه،إذ دنى منها وقال لها بصوت ساخر:
"...اااه؟!...ياله من حب جميل لأم وابنها..."
تفاجئت الأم من إقترابه نحوهم،فتحركت غريزتها الطبيعية في البقاء نحو الدفاع عن نفسها بواسطة قنينة زجاج مكسورة،وبدون سابق إنذار باشرت بالتهديد لذلك الرجل قائلة:
"...ااااع من أنت ياهذا؟ لاتقترب منا وإلا!!!..."
وبحركات ساخرة توقف ذلك الرجل عندها مقابلا لها وإبنها قائلا بإستهزاء:"لاتقلقي يا إمرأة لن أقتلك..."
فتحركت هي نحو إبنها وبقيت متأهبة لأي رد فعل ممكن أن يحدث وسألته قائلة
"ماذا تريد منا؟!،لما أنت هنا؟"
نظر نحو إبنها قليلا ثم أجابها قائلا "...لقد سمعت بكائك فأتيت إلى هنا لأرى ماذا يحدث..."
أحس إبنها بحسن نية هذا الرجل فحاول النهوض وأن يكلمه عن أمر ما أثار مخاوفه منذ إصابته بهذا المرض وهو خوفه الدائم على أمه المسكينة فقال له:"...اااح...اااح...اااح...أيها العم هل يمكنك مساعدة أمي على النجاة؟..." سارعت الأم ناحيته وممسكة له خشية تعثره وسقوطه:"...بني لاتتحرك أنت تضعف كثيرا عند الحراك لذا لاتتحرك أرجوك..." فأجابها قائلا أنه يستطيع الحراك قليلا لكنه بدأ يفقد الإحساس بأعضائه وصعب عليه تحريكها وقد فقد الحركة تماما بيديه اليمنى واليسرى وهنا أدرك أن النهاية قد اقتربت فنظر نحو ذلك الرجل وقال:"...لاتقلقي يا أماه...ااووه لقد فقدت الإحساس باليد الأخرى أيضا...همهمهمهاهاها هذا لايهم الأن...الأهم هو هل يمكنك مساعدة أمي على النجاة أيها العم؟..." نظر ذلك الرجل إلى حالة الإبن المزرية وما أثار دهشته أكثر هو طلبه لإغاثة أمه بالرغم من المعاناة الي تتملكه فأجابه قائلا:"...ااوه يا إلهي بالرغم من حالتك المزرية إلا أنك تريد لأمك أن تحيا؟..." فأجاب الإبن قائلا:"...اااح...اااح...اااح، كما ترى فحالتي الجسدية لاتسمح لي بالحديث طويلا،ولم يبقى لي الكثير لأعيشه،لذا فأخر طلب لي سيكون هذا،لربما تجد أمي بعض السعادة معك بعد رحيلي،فلا يوجد شخص أعتمد عليه في هذا..."
فأجاب الرجل قائلا ببرودة:"...وكيف تثق في رجل قد رأيته للتو على الإعتناء بأمك؟،ماذا لو قتلتها؟..."
إبتسم الإبن قائلا:"أنا أعلم أنك لن تفعل ذلك،وأيضا أنت في الحقيقة أتيت هنا لأجلنا..." تفاجأ الرجل من كلام الإبن مدعيا عدم الإهتمام أمامه وقال:"ما أدراك بأني قد أتيت هنا لأجلكما؟،ألم تسمع قبل قليل أني قلت لأمك أني سمعت صوت بكاء فجئت لأتفقد الأمر؟،أنا مجرد عابر سبيل ليس إلا..." نظر الفتى نحوه بالضبط ناحية عينيه بعينين ملأهما الأمل اليائس مشعتين بلونهم الذابل كالزهر الجاف قائلا:"هذا لأننا من نفس الجنس،نفس الجنس الذي إنقرض قبل عقود في الحرب العظمى..." أثار الفتى إهتمام الرجل فأجابه قائلا:"إذا لقد إكتشفتني،في البداية ظننتك مجرد فتى ضعيف على وشك الموت،لكن الأن قد أثرت إهتمامي بك حقا"
فجأة وبدون سابق إنذار تعرض الفتى لسعال شديد أخرج بسببه الكثير من الدماء حتى إقترب منه الرجل وأمسكه وجن خوف الأم على إبنها وأمسكته هي الأخرى وهي ترتعش خوفا على إبنها قائلة:"ااااه...بني،بني،اااه بني، تنفس ببطئ، تنفس ببطئ،لاتحاول النهوض..." تمسك الإبن بأمه وبقي في حظنها ثم قال:"اااح...اااح...لقد بلغت حدودي في الصمود،أعتقد أن النهاية إقتربت كثيرا، يكاد قلبي يتوقف في أي لحظة لذا من الأفضل أن أودعكما من الأن فصاعدا،لا أعتقد أنه بإمكاني الصمود أكثر من هذا----بااااااااااااعه" وفي لحظات عصيبة إذ أن جسد الفتى يضعف شيئا فشيئا حتى صار يتقيئ الدماء وصارت حياته مجرد دقائق معدودة،فانقلبت الأم على ركبيتها مترجية وطالبة المساعدة من هذا الرجل ابذي جاء إليهما وقالت له ببكاء وشهقة "اااعهه...ياسيدي أرجوك عالج إبني أرجوك عالجه حتى ولو كان ذلك على حساب حياتي..." نظر إلى إبنها ثم إقترب منه وحمله بين ذراعيه وقال"...هل لديه إسم؟" فقالت الأم"أسميته تاداكوني..." فقال لها بصوت محزن قليلا:"تاداكوني؟
...سوف أعتني بصغيرك العزيز تاداكوني...لكن هنالك شرط يجب تحقيقه أولا.." تسرعت الأم عنده قائلة ومتفائلة في عودة صحة إبنها متأملة الأفضل:"ماهو الشرط؟ ؟ سوف أفعل أي شيئ ليعيش إبني العزيز..."
فأجابها وهو يملئه التردد:"...لكن هذا الشرط قد يعني نهاية لحياتك هل أنتي متأكدة؟..." فقالت بإبتسامت والدموع تنهمر من عينيها مسقطتا كل الهموم والمعاناة التي مرت بها"...ااه...أنا لم أجني شيئا جميلا من هذه الحياة غير إبني العزيز...فلما أريد أن البقاء حية إذا غاب عني إبني؟...كل ما أتمناه هو أن يعيش إبني حياة كريمة غير الحياة التي عشتها..." فأجابها بصوت يائس هو الأخر"...حالتك مزرية حقا أنا أسف لك..." فقالت له الأم:"ااهلما تتأسف...أنت اااه أنت لست السبب وراء معاناتنا...كل مافي الأمر أن هذا العالم لايريد لنا الحياة..." نظر ناحيتها بيأس مرة أخرى وقال في نفسه
...لو أنك تعلمين لما قلت هذا أبدا...
فأجابته:"طقوس؟ ماهي؟..."قال "قربان الدماء"
فقالت "حسنا لكن هل يمكنني إحتضان إبني وتوديعه لأخر مرة؟..." فقال:"...هاكِ...بإمكانك توديعه..."
إحتظنت الأم إبنها بقوة وهي تأمل له حياة سعيدة غير التي عاشتها قائلة:"...سامحني يا تاداكوني...ااه...لن أكون معك مجددا...أنا أعلم أنك لم ترد ذلك، لكن أنا أرجو لك حياة رغدة عكس التي قدمتها لك...عش يابني عش...اااه...إلى اللقاء...أحبك ياصغيري..."
كان إبنها تقريبا فاقدا للوعي لم يكن أبدا يسمع بكاء أمه أو حوارهما،من شدة ألمه ظن أنه مات،
..
..
إقترب منها هذا الرجل وقال:"حسنا...سأحاول إقتلاع قلبكِ قبل أن تشعري بذلك...لذا إستعدي لترحلي..."
ثم قالت:"...إعتني بصغيري من أجلي يا؟..."
فأجابها هذا الرجل وهو مبتسم وقائلا لها لإسمه
"يوكي داكي...هذا هو إسمي---"
فضحكت من القدر الذي جمعهما مجددا،فالمتسبب في فراق ودمار عائلتها والإبادة الجماعية التي حدثت في الماضي قد عاد مجددا ليجير حياةإبنها من الموت عن طريق تقديمها كتضحية:"اااهاهامهاها...ياللسخرية القدر...اااه...أرجو أن تعتني بإبني عكسنا نحن ياجلالتك" فقال هو الأخر "...فلترقد روحك بسلام ياعزيزتي ماري...ولاتقلقي سأعتني بإبنك وأعلمه أساليب البقاء..."
...
...
وفي مشهد مأساوي تتلقف ماري أخر أنفاسها وهي تشاهد عودة الحياة لجسد إبنها الضعيف الذي لطالما كانت الموت تحوم بجسده ولم تأخذه وأخذتها هي في مكانه...
يوكي داكي:"...أهلا بعودتك يا إبني العائد من أحضان الموت..."
تاداكوني:"...أين أمي؟"
يوكي داكي:"...مع الأسف فقد فارقت الحياة ومنحتك أغلى ما ملكته وهو قلبها..."
تاداكوني:"...ااااغه...ااااااغهه...أمي...اااااغع...اااغعه..
أماه...ااااغع.."
يوكي داكي:"...لامغزى من النحيب والحزن على اللذين فقدو حياتهم...إن كان هنالك أي فائدة وراء موت أمك فعليك الإستفادة منه..."
أشاح تاداكوني بنظره ووجهه ممتلئ بالدموع تجاه يوكي داكي الواقف ببرودة أمامه والذي إعتلته نظرة باردة على وجهه وقال له:"...ااااغعه...إذا...مالذي سأستفيده من موت أمي؟...اااهه..اااغعه..."
طأطأ يوكي داكي وجهه بإتجاهه وإقترب منه قائلا"الإنتقام،إتبعني وسأريك طريقك نحو الخلاص والثأر..." كان تاداكوني مصدوما قليلا من طريقة كلام يوكي داكي ولم يكن قادرا على إستيعاب كلماته فنهض إليه ومسح دموعه وقال:"...العالم الذي كنت أتشاركه مع أمي كان عكس العالم الذي يعيشه الاخرون،كان الجنة الوحيدة في هذا الجحيم، لكن الأن ذلك العالم لم يعد موجودا،وقد إندثر وجوده بسبب قساوة هذا العالم،لذا قد قررت وجهتي تجاه هذا العالم..."
لم يهتم يوكي داكي لكلام تاداكوني وأشار بإصبعه لمكان في إحدى الزوايا المظلمة بإتجاه أحد القطط الضالة وقال:"تلك القطة التي هناك هي نفسها أمك التي كانت حية قبل قليل لو مت أنت كان سيلحق بها نفس المصير الذي إلتحقك،تماما مثل هذه القطة مات أبناؤها من الجوع وسيلحقها نفس المصير عما قريب،لذا فكر جيدا في مصيرك، فهذا العالم الذي يدعي العدالة، عدالته التي تم خلقها من قبل أناس غريبين لا تسمى عدالة،فهي مبنية على حسب مايناسبهم ومايناسب الأشخاص الأقل منهم،أما عن العامة أمثالك وخصوصا أنك من جنس أخر غير الجنس البشري،فأنت سيكون مصيرك الموت لامحالة،لذا من الأفضل لك أن تقرر القرار الصائب في وجهتك..."
إنصدم تاداكوني من صراحة يوكي داكي وأحس كأنه يحمل همّ شعب كبير منذ أزل طويل ثم إعتلته نظرات الغرابة والتألم في نفس الوقت وقال:"ااه...إذا مالذي تراه مناسبا لي حسب رأيك؟ فأنت في النهاية قد أنقذت حياتي..." نظر يوكي داكي نحوه وطأطأ رأسه مجددا وإتكأ على الجدار الذي ورائه ونظر إلى جثة أمه وقال:"أنا لم أنقذك،إنما أنا نفذت طلب أمك فقط،الوحيد الذي أنقذك هو أمك العزيزة،ومن الأفضل أن ترد لها دينها حسب ماتراه مناسبا..." طأطأ تاداكوني رأسه وأخفض جسمه ناحية جثة أمه وقد كانت بعض الدموع تنهمر من عينيه وقال:"معك حق،الوحيد الذي ضل معي إلى النهاية هو أمي لاغير،ومن الأفضل أن أعيش بالحياة التي وهبتني إياها وأرى الأشياء التي ستساعدني في ذلك..." بعد ذلك أمسك تاداكوني جثة والدته وحملها ومشى خطوات قليلة مبتعدا عن يوكي داكي الذي كان ولازال واقفا عند ذلك الجدار ثم إستوقفه قائلا"أخبرني،مالمعنى من الحياة التي كنت تعيشها والحياة التي وهبتك إياها والدتك؟..." صمت تاداكوني قليلا ولم يعرف الإجابة اللازمة لسؤاله،بعدها بلحظات إقترب منه يوكي داكي ووضع إصبعه ناحية رأسه مشيرا إليه وقال:"لاشيئ،لامعنى لالحياتك الأولى أو الحياة التي وهبتك إياها أمك،كل مافي الأمر أن أمك أرادت منك أن تفعل لها شيئ أرادته بشدة..." إعتلت نظرات الصدمة على أعين تاداكوني وقد تملكه بعض الإرتعاش وقال:"مالذي تعرفه عن أمي ولست أعرفه؟.."
أخفض يوكي داكي ذراعه وقال:"كل شيئ،ففي النهاية هي أحد أبنائي..." صدم تاداكوني من كلامه وكان سينطق بكلمات أخرى حتى إستوقفه يوكي داكي قائلا:"دمر العالم الذي دمر حياتك وحياة والدتك،هذا ماكانت أمنية والدتك في الحياة،كرهها لهذا العالم قد أثقل كاهلها،لكن بما أنك كنت موجودا كانت تعتقد أن الحياة ستتحسن مع وجودك،لكن مع الأسف فقد كانت ضنونها في محل أخر..."
إختلطت الكثير من الأفكار في رأس تاداكوني محاولا إيجاد فكرة أو حل اخر يجابه به فكرة يوكي داكي لكن من تأثير الصدمة التي هو بها قال دون هوادة:"مالذي أفعله لأثأر لأمي؟..."
رأى يوكي داكي في الفتى الذي أمامه المعجزة لإعادة إحياء الأرتوريوس وقد إعتلته نظرة شيطانية وقال:"الإنتقام،إتبعني وسأريك طريقة ذلك..." عمت بصيرة تاداكوني عن الحقيقة وغرقت في ظلمات الثأر والإنتقام والضغينة والكره والحقد وكل المشاعر السلبية وقد تجلت في شخصه الواقف حاليا والذي يحمل لجثة أمه وقال:"لأجعلن من العالم كومة من الخراب"ثم بعد ذلك مباشرة ساير الأمر وباشر بمشيه نحو الأمام إلى مكان لايعرفه احد سواه هو وأمه وقد أحبته والدته جدا عندما كانو رفقة والده المنسي منذ زمن...
...
...
...
"لاتقلقي يا أماه لقائنا لن يكون بعيدا جدا، إنتظري قليلا حتى أنتهي من هذا العالم الفاسد الذي أخذك مني..."
دفن تاداكوني أخر ماتبقى له من عائلته وهاهو الأن متجه نحو هلاك العالم بقلب مليئ بالضغينة والكراهية والألم،وبمساعدة كريمة من يوكي داكي الذي أيقض في قلبه هذه المشاعر وساهم في إزدياد ونمو هذا الحقد الكبير حسب مبتغاه الرئيسي وقد قاده كما كان محسوبا له منذ البداية حسب تخطيطه...
يوكي داكي:
سيتحول الألم إلى شر...صدق كلامك يا آرثر
يوكي داكي:"...هذا العالم فاسد حقا،ويجب إعادة النظر فيما إذا كان عادلا أم لا،وأعتقد أنك تفهم الأمر الأن أليس كذلك،تاداكوني..."
وبنظرات باردة ويأس كبير إتجاه قبر أمه أجابه قائلا:"أجل أنا أفهم الأن،إذا لم يستطع أحد الوقوف ضد عدالة العالم سأصنع عدالة خاصة بي وأفرضها على عدالة العالم،سيكون من الرائع أن أرى الذي لم يعانو وهم يجربون معاناة،الفقدان،القتال للبقاء،الفقر،المرض،الجوع،الإضطهاد بسبب جنسك،الألم،الموت، سأجعلهم يشعرون بها رغما عنهم..."
تفاجئ يوكي داكي قليلا من رد تاداكوني المثير للإهتمام فهو لم يكن ينتظر إجابة مثل هذه منه خصوصا وأنه قد تعرض لضرر كبير جراء فقدانه لوالدته فرد عليه قائلا:"...سأدعم قرارك مهما يكن،هذا ماوعدت والدتك به،وسنرى ماذا سيحدث في المستقبل،وهل ستطبق كلامك أم أنك مجرد عامٍ يهوي بما لا إستطاعة له به..." أعاد تاداكوني النظر نحوه وقد كانت تعلوه نظرات الغضب هذه المرة ومن ثم أجابه قائلا:"...كل ما أحتاجه لفعل ذلك هو القوة،لذلك سأحقق هذا المبتغى ما إن أحصل على القوة اللازمة لذلك..."
نظر يوكي داكي نحوه ووضع يده فوق رأس وأشار بإصبعه ناحية قلبه ومن ثم قال له:"القوة؟،القوة التي تحتاجها تنبع من هنا،فقط عليك إكتشاف كيفية تفعليها والإستفادة منها في الوقت المناسب لذلك،لكن إن كنت تنوي الحصول على قوة غير قوتك الطبيعية فسيسرني مساعدتك..." تسرع تاداكوني قائلا:"لا أعتقد أنني أملك القوة اللازمة لفعل ذلك،لكن كما تعلم فقد رأيت حالة جسدي سابقا----"
إستوقف يوكي داكي تاداكوني وأمسكه إلى جانبه وقال:"لاتستخف بنفسك،سأعطيك القوة اللازمة إلى حين أن تكتشف قوتك الغريزية،حينما تصل إلى أخر رمق أو أن تتعرض حياتك للتهديد من مخلوق أخر يمكن أن تستيقظ تلك القوة،لكن دعنا لانتسرع في الحكم على ذلك، وسنرى كل شيئ بأعيننا حين يحين ذلك الوقت..."
...كل هذه الذكريات التي تتجلى أثناء المعركة الضارية بين ريو وتاداكوني قد إنتهى زمانها وقد غرق تاداكوني في الظلام أكثر وأكثر وأصبح كأنه "مرمي بين أحظان الظلام" والسبب وراء عودتها أثناء هذه المعركة،هو تسللها إلى قلب ريو الذي هو الاخر فاقد للسيطرة على جسده،وهاهو قد إمتلكه التفكير حول ماهي هذه الذكريات التي شعر وكأنه هو الذي عاشها وقال في نفسه بصوت متعب:"اااه ...ماهذه المشاهد،حرب،معاناة،تضحية،قتل،مرض،ضعف،لما أشعر لما أشعر كأني عشت هذه الأمور؟..."