صبيحة يوم جديد مليئ بالصخب إستيقظ ريو على تعال أصوات الناس خارج القصر فقد وجد نفسه متكأ على جدار ضخم في سوق كبيرة في وسط زحمة من الناس الذين ينظرون إليه بإشمئزاز وقرف من رائحته القذرة وحالته المزرية فبعد كل شيء هو مصاب بشكل فضيع من ليلة الأمس ...
نهض من مكانه بصعوبة ليرى مايحدث حوله تحرك بصعوبة خطوة واحدة حتى سقط ناحية الأرض ...
أحس بألم كبير في صدره أمسك صدره ليجد أن الدماء تنزل مجددا منه ولكن هذه المرة هناك شكل غريب يتشكل على صدره... وجهان غريبان في المظهر واحد يبكي والحزن مأسور فيه والأخر متشائم والشر والسواد عليه ...
تسائل ريو حول الأمر لكن صراخ الناس عليه للنهوض من مكانه وضربهم له بواسطة الحجارة جعله ينهض بسرعة محاولا الهرب منهم وهو يبكي ويقول:"مالذي فعلته؟ اااعه .. لما يضربونني؟ لما يجرون ورائي؟"
أصابته صخرة قوية من قبل طفل صغير على رأسه مما أسقطت الضمادة التي كانت ملفوفة على رأسه لتمسك جرحه وشعره...
تناثر شعره وإنسل من عقدته وغطى له وجهه ونزلت الدماء من رأسه ليستوقفه في ذلك الحشد الغريب الذي ورائه كلمات ذلك الطفل وهو يقول له:"أخرج من مدينتنا أيها الشيطان الدنيئ ستجلب لنا لعنة الدمار إلى هنا أخرج من هنا"
صدم ريو مما سمعه حتى رأى حاشية غفيرة تمر أمامه بها رفاقه الأوردر جميعا ماعدى شيسا وأما عن راينهارت فقد كان موجودا في مؤخرة الحاشية في عربة فاخرة ينظر نحو ريو بشفقة وإعتلاء وعلى وجهه إبتسامة خبيثة ...
أمسك ريو على قبضته جيدا وضغط كثيرا حتى أخرج الدم من يديه ومع ذلك لم يحرك ساكنا، كان ينظر بغضب شديد تجاه راينهارت الذي كان هو الأخر يبادله النظرات..
ضغط ريو على نفسه بكلمات ضئيلة"أيها الخبيث اللعين ...كيف تجرؤ؟...اااعك... كيف تجرؤ؟..." وصرخ ناحيته بصوت عالي متوعدا إياه قائلا:"...أيها الخبيث اللعين أقسم أنني سأبيدك عن جلدة أبيك ... أقسم أنني سأجعلكم تعانون أشد المعاناة ... أقسم أنني سأبيدكم أجمعين ... ساااااااااااأقتلكم كلكم عن بكرة أبيكم..."
لم يأبه راينهارت لصراخ ريو فأصوات الحشد تعالت في الأرجاء إلى أن جعلته لايهتم لريو ... لكن شخص ما سمعه وقد كان ينظر للوراء ناحية راينهارت وريو ويقول في نفسه:"هل هذا هو الحل الوحيد بين أيدينا؟ ... هل حقا وجب علينا الخضوع لهذا السافل اللعين؟ ... أيها الفتى الصغير ستعاني كثيرا إن إقتربت من راينهارت ..."
... ريو وبالرغم من إصاباته إلا أن الغضب المسيطر عليه الأن تجاه هذه الخيانة التي تعرض لها من رفاقه مجددا جعلته لايفكر بأمرٍ عقلاني وسوي ...
فتوجه بسرعة إلى الطريق التي يسري بها الحشد الغفير وقد كانت الدماء لازالت تتقاطر من جسمه إلا أن هذا لم يمنعه من الركض ورائهم ... شعر راينهارت والبقية بإقترابه من ورائه وقال في نفسه:"نعم نعم ... هذا الذي أريده منك أقبل علي يابن آرثر ... هاهاهاها سأبيد نسل أبيك عن أخره ...سأقيم محاكمة إعدامية لك بعد هذا ..."
لاتزال الحاشية تمشي حتى وصل ريو إليهم وإستوقف الكل بضحكاته ورفع ذراعه نحو السماء كأنها سيف قاطع وضرب بها بسرعة تجاه راينهارت {إنها نفس التقنية التي تعلمها من زيتورو عندما كان معه في منزل قبل وقت طويل} وقد حصل ما أراده راينهارت قام ريو بقطع جميع العربات في المنتصف حتى أن هذا القطع قد وصل به إلى قطع القصر أيضا ...
كان راينهارت مندهشا من هذه القوة وقال في نفسه ونبضه يتسارع قليلا:"أجل أجل زد متعني أكثر أيها الصغير..."
صمت الجميع مما رآه تحرك جميع الاوردر من مختلف الإتجاهات بسرعات متفاوتة ومذهلة وكل منهم يحاول إيقاف ريو ... تدخلو جميعا ووضعت يوتشيمورا إصبعها على رأسه وأزوما هو الأخر بنفس الشيئ أما عن أيوري فقد وضع إصبعه على جبهته وقال له:"مالذي تفعله ياريو؟ لما أنت هنا من الاصل؟"
وقالت يوتشيمورا هي الأخرى:"إذا تحركت خطوة واحدة سأفجر دماغك إلى أشلاء ولن تجد من يجمعه لك ..."
وقال أزوما هو الأخر:"يبدو أنك تريد الموت هذه المرة؟ ..."
ضل ريو صامتا مصدوما وهو مخفض لرأسه والدموع تنهمر منه حتى أتى إليهم راينهارت والأصوات تتعالى من الناس بقتل ريو لمقاطعته هذا اللقاء الغفير ...
وصل راينهارت إلى ريو ونظر إليه بنظرة إشمئزاز منه وبادله ريو نظرات الحقد تجااهه بدون إبداء حركة منه ... وقال راينهارت وهو يدعي بأنه المظلوم في القضية وقال:"أرأيتم أيها الناس... هذا الفتى هنا يملك قوى الشيطان وقد رأيتم كيف قطع العربات وكذلك القصر ... أليس من الراجح أنه شيطان مدمر سيقتلنا إن تركناه حيا؟ ..."
سمع أيوري هذا وقال له:"راينهارات توقف هو لم يقتل أحدا على أي حال..."
إلتفت إليه راينهارت وقال:" أأتركه حتى يقتل شخصا ما حتى أحاكمه؟ أليس هذا فعلا دنيئا منك أيها القائد الأعلى للأوردر؟ أم أنك تريد الدفاع عن الشيطان أنت الأخر ؟ ..."
أيوري:"لم أقل هذا ولكن سنحاكمه محاكمة عادلة حتى لايظلم أحد.."
قال راينهارت مجددا:"محكمة عادلة؟ ..."
نطق أحد أتباع راينهارت من خلفه وقال:"الإعدام ..."
صدم أيوري وقال:"هو لم يفعل شيئا كبيرا ليعدم ... انا سأدفع تكاليف ما فعله لذا هذا غير منطقي انه سيعدم لشيء مثل هذا ..."
توجه راينهارت إليه وقال أمام الناس وهو يصرخ:"الإعدام هو الحكم العادل تجاه الوحوش التي تملك قوى مدمرة مثل هذه ... قد يقضي علينا إن بقي معنا ..."
صرخ الناس وابدو قبولهم التام لكلام راينهارت وهم يقولون بكلمة واحدة:"الإعدام!!!!! ... الإعدام!!!! ... الإعداام !!! ..."
مازالت دموع ريو تتنازل منه وهو مخفض لرأسه ويستمع للأصوات من كل مكان وهي تخترق أذنه بكلمة الإعدام ...
نظرت يوتشيمورا نحو وجهه لترى نوعا من الشر المرسوم على وجهه وهو يتمتم ببعض الكلام ...
قالت له:"ارفع صوتك أنا لا اسمع صوتك اللعين ..."
رفع ريو يديه نحو وجهه وقال:"لما ... لما... لما تدافع عني في هذه اللحظة أيها القائد ... لما لم تدافع عني عندما كنت قريبا من الموت؟ .. أو عندما كنت أحتاج العلاج ... ههاه أيها المنافق القذر ..."
شعرت يوتشيمورا بالغيض من كلماته فضربته بقبضتها نحو الارض بسرعة لتجبره على الخضوع ...
أسرع ناحيتها أيوري وامسكها وقال:" يوتشيمورا توقفي ... مالذي تفعلينه للفتى ..."
لم تأبه يوتشيمورا لأيوري وإبتعدت عنه ..
نهض ريو وحده مجددا وانفه يتقاطر بالدماء من شدة الضربة وقال:" لما أنا ؟ اعه اااه لما أنا؟ ... لما أنا دائما من يتعرض لهذا التعذيب؟ .. لو أنني مت في ذلك اليوم لما كنت اتعذب هكذا ... ااااعه ... أمي ... أشعر بالوحدة ااااعه ... أريد أن ... أريد أن أكون معك ... أريد أن أتخلص من هذا الجحيم اااعه ..."
كأن الزمن توقف عند ريو هذه المرة وهو يبكي بهذه الكلمات وظهر له شخص لم يظهر منذ وقت طويل ...
"هايدا كيوكو" وقد كانت تقترب منه لتحظنه في هذه اللحظات وقالت له بصوت حنون:"أنت لست وحدك ياريو انا معك دائما أأمرني بأي شيء وسأجلبه لك في الحين ..."
نظر ريو نحوها وهو يبكي ويقول:"اااعه لا أريد لهذا أن يستمر أكثر ... لا أريد أن أكون وحيدا ... أريد أن أكون مع الجميع مجددا ..."
أجابته هايدا كيوكو وهي تلوث جسمه بالكلمات وتتسلل نحوه باتجاه قلبه وقالت:"عزيزي ريو اتريد مني قتلهم ؟ قلها وسأفعل كل شيء لأجلك يا عزيزي ..."
عمت بصيرة ريو عن الحقيقة وسيطر عليه الضعف وقال:"إفعلي أي شيء فقط لا أريد لهذا الألم أن يستمر أكثر ..."
أجابت هايدا بضحكة خبيثة وهي تقول:"أجل أجل ياعزيزي سأفعل ذلك سأخلصك من هذا الجحيم الأن ..."
لم يجب عليه وظل ريو يبكي في ذلك الألم وهايد تقترب منه وهي تقوم بحظنه إلى صدرها وتداعب شعره وتقول له:"أنا سعيدة بهذا عودتك لي مجددا بعد كل ذلك الوقت لشيء يغمرني بالفرح ... لا تقلق من الأن كل شيء سيكون بخير .. ااعه هاهاها"
وفي أخر الكلام الضحكة الشريرة على وجهها تدل على أن الوضع سيكون مدمرا ...
....
... فجأة في هذا الحصار الذي هو فيه باشرت الجراح التي أصيب بها ريو بالشفاء بسرعة وتبخرت الدماء التي كانت عليه ... تحول لون شعره للأبيض تماما وتحولت عيناه إلى عينان خضروان يسودهما جمال مخيف وتشكلت في نصف وجهه سفلي بعض العظام المرعبة ليضيف له هيبة متزايدة ... ظهر من ظهره بعض الدوائر العظمية التي تطفو ورائه مشكلة رمزا رائعا نع النجمة التي تعلو رأسه ... تحول جسمه كليا إلى لون أبيض بهيج أكثر من اللازم... قفز الاوردر من أمامه وقالت يوتشيمورا:"مالذي يحدث لهذا الفتى لما شكله صار يشبه شكل القوة التي إستخدمها فورستر في قتاله السابق... هذه الهيئة ... هذا الشعر الأبيض ... هذه الرائحة ... تلك العيون الخضروان ... كشه ... اللعنة يبدو أننا لن نخرج من هذا بسلام ..."
نهضت هايدا بجسد ريو وكل الناس تنظر إليها بذهول ... ينظرون بخوف للهيئة التي هي عليها ...
"الهيئة المطلقة الإستيقاظ الأول"
هذا ماكانت تقوله هايدا في أول ظهور لها بعد وقت طويل من إختفائها ...
....
....
....
الرعب يسري في جميع من في هذا الحشد حتى الاوردر هم ينظرون بخوف إليها ماعدا شخصان وحيدان وهما أيوري و راينهارت ...
.... نظرت هايدا نحو الحشد وقالت:"رؤوسكم عالية جدا أيها العبيد ... إخضعو للملكة هايدا أيتها المخلوقات الدنيوية ..."
تطايرت رؤوس الناس بلا حساب في مجرد كلمات فقط ... ولكن هذا لم يكن مجرد كلام فقد كان أزوما ويوتشيمورا قد لاحظو هجومها من الاول وتفادوه اما عن الناس فلم يستطيعو ذلك لانه أسرع مما قد تلحظه اعينهم ...
بدأ الصراخ والرعب ينتشر في المدينة والناس يتهافتون بالهرب من كل ناحية ...
إرتعب الكثير منهم وقالت يوتشيمورا:"اااعه يالي هذه القوة الشريرة... اااعه ماذا كان ذاك قبل قليل يا أزوما؟ .. أزوما؟.."
أزوما بالفعل كان بين يدي هايدا قبل أن يلحظ حتى .. أمسكته من رقبته وكادت تكسرها لولا تدخل هجوم سريع وقوي برمح خطير من أعالي القصر الملكي للمدينة ... إنه رمح الروح الذي تتملكه العائلة الملكية لراينهارت وهو العدو الطبيعي لقوة هايدا ...
قالت هايدا بهدوء :"رمح ؟ عائلة راينهارت براون ... تشعه ... لم أعتقد أنك وقعت ضد هؤلاء ياريو ..."
أعادت النظر ناحية المكان الذي هي فيه حتى رأت أيوري وراينهارت في مكان واحد يشاهدانها بذهول وقالت لهما:"ألن تتدخلا لإيقافي؟ أنا سأبيد جميع من ألح بأمر الإعدام حتى أنتما الإثنان ..."
ضحك راينهارت وقال:"مازلت تبطشين كعادتك يا كيوكو ... مازلت شرسة جدا ..."
أجابته هايدا:"وماذا كنت تعتقد إذا؟ لقد كانت رؤوسهم عالية قليلا فقلت من الأصح ان أقلمها قليلا ..."
أيوري:"يبدو أنكِ خدعتي الفتى وقمتي بأسره بداخلك ..."
هايدا:"... وسأخدعك أيضا وأقوم بقتلك لإستغلالك فتاي العزيز ..."
أيوري:"إستغلال؟ أنا كنت سأخلصه منك لا أكثر ولا أقل ..."
نزلت هايدا إلى الأرض وهي تمشي ناحيتهما ببطئ وقالت:" وبعدها ماذا ستفعل؟ ستتركه يموت ... هو لن يستطيع العيش من دوني كما تعلم ... إن كنت تتذكر فالقلب الذي ينبض داخل جسده هو قلبي بعد كل شيء ..."
تدخل راينهارت ممسكا برمحه وقال:"لما لاننهي هذا يا أيوري؟ ..."
أخرج أيوري سيفه وقال:"اااه أجل دعنا ننهيه بسرعة قبل أن يدمر المكان ..."
ضحكت هايدا بضحكة هيستيريا وقالت:" أنا لست بقوةِ الكاملة بعد كما تعلمان لذا أعتقد أن هذا الجسد لن يحتمل كثيرا على الأقل 30 ثانية أخرى ... لذا سأنهي هذا في أقل من 10 ثواني ..."
أجابها راينهارت وقال:"لنرى هذا إذا ..."