51 - "الوعيد بالإنتقام"

بعد الحادثة الشنيعة التي حدثت شمال مملكة فريا هاهم السكان يعيدون بناء كل شيء ويلقون بكل اللوم على الملك الراحل وعدم قدرته على حمايتهم من الأخطار كما كان يتعهدهم والذي قد إنتهى أمره بميتتة هزلية ... هؤلاء الناس لايزالون متأثرين بهذه الحادثة بشدة فلم يمر الكثير عليها فهنالك من خسر إبنه وهناك من خسر بيته وعائلته وكل شيء وهناك من خسر أعضاء جسده ومات من مات وعاش من عاش لن يدع هذا الأمر بأن يمر مرور الكرام فولي العهد القادم راينهارت براون يحضر لمراسيم التتويج الملكي حتى بغياب أخيه الأكبر ...

كان ولابد من أحد أن يستلزم زمام الأمور ويضع حدا لهذا قبل أن يتمرد الشعب ضد العائلة المالكة هذا ماردده راينهارت...

وبعد وقت ليس بالطويل بدأت إجراءات المراسم ودقت طبول الحفل الكبير وتباشر الناس تجاهه من كل مكان وقد حضر أناس كثيرون من شتى الأماكن ليشهدو حفل تتويج الملك الجديد لمملكة فريا وقد حضر هذه المراسم كل من سادة القبائل والمدن داخل مملكة فريا ولاننسى بأن العائلة المالكة لمملكة رايدن جنوبا قد تم حضورهم أيضا ...

بدأت الأبواق في العزف وتم وضع بساط أحمر طويل ليمر من خلاله ولي العهد الجديد ..

يمشي راينهارت فوق هذا البساط الطويل وكله ثقة بنفسه حتى به يسمع أشخاص قربه يتهافتون ويقولون:"هذه كانت خطته منذ البداية هو أراد قتل الملك حتى يتفرد بالحكم لنفسه .."

توقف قليلا ومن ثم نظر لهم ورسم لهم على وجهه إبتسامة خبيثة ومن ثم باشر خطواته ناحية المكان المنشود وحين وصل نظر ناحية جميع الناس في ربوع المكان وقال قبل أن يتوج:"هذا اليوم هو اليوم الذي سنعكس فيه كل شيء"

ومن ثم تباشرت الطبول والمعازف بقوة وزادت حدة صوتها وجفى راينهارت على ركبته ليستقبل التاج الملكي الذي كان ينتظره منذ مدة طويل...

وبعدما وضع التاج على رأسه قال له المشرف:"أتتوعد شعب مملكة فريا بأنك ستكون الملك الشريف الذي يحميهم ويلبي مطالبهم ؟"

ليجيبه راينهارت:"أتوعد بأنني سأسخر نفسي والعائلة الملكية والجيش الملكي لخدمة شعبي العزيز وأن نصهر على راحتهم وحمايتهم من مختلف الأخطار ..."

وضع المشرف يديه على كتف راينهارت ومن ثم قال له بصوت خافت:"هذا البساط الذي أنت فوقه ... لقد صنعته بجثث عائلتك ياراينهارت أتعتقد بأن أخاك عندما يعود سيغفر لك فعلتك هذه؟ ..."

ضل راينهارت مبتسما لما يقوله له المشرف حتى به يسمع منه مجددا :"فلتلقي كلمتك أيها الملك الجديد شعبك ينتظر بفارغ الصبر"

فمشى راينهارت للأمام ومن ثم عرض يديه في الهواء وقال:"شعبي العزيز إنني أتأسف جدا عن الحادثة الأخيرة التي حدثت بسبب ذلك الوحش المدعو ريو أنازاكي ... وأتأسف عن عجز جهاز الأمن الملكي عن إيقافه ... وأنا أتوعدكم بإسمي وبإسم المملكة بأنني سأعدمه وأخذ بثأركم هنا أمامكم في الساحة الملكية حيث سننثر دمائه القذرة وأشلاءه أمامكم حتى يهنئ كل شخص مات بسببه.."

صمت قليلا ومن ثم عم صراخ الشعب في كلمة واحدة وهي فليحيا الملك فليحيا الملك ...

ومن ثم قدم راينهارت نفسه للعوائل الفرعية الأخرى إلى أن وصل للعائلة الملكية لمملكة رايدن وقال وهو يهمس للملك:"شيسا متواطئة في هذا ... إبنتك هي من قتلت والدي أيها الملك سفين ..."

إهتز الملك سفين لسماع هذه الكلمات ومن ثم أمسك قبضة سيفه مستعدا لأي هجوم أو أي تهديد يمسه هو الأخر ... ومائن فعل ذلك إلا أن وجد ثلاثة سيوف موجهة لنحر رقبته وشخص يقول له:"خطوة أخرى وستجد رأسك على الأرض لذا إنزع يدك من سيفك ..."

ومن ثم إبتسم له راينهارت ومشى طريقه للأمام وترك الملك سفين مع عائلته لوحدهم ومن ثم سألته زوجته عن ماذا حدث توا؟ فقال لها:"نحن في مشكلة عصيبة ياعزيزة.."

فقالت له زوجته:"ماذا تقول؟ لما نحن في مشكلة ؟ ألم نأتي لحضور مراسم التتويج ليس إلا؟"

فأجابها الملك سفين وهو يمسح جبينه:"شيسا ... شيسا إبنتنا لازالت حية ..."

ففرحت الزوجة بهذا وقالت:"ماذا؟؟ ولما نحن في مشكلة من هذا؟ لقد ضللنا نبحث عنها طول ال15سنة الماضية ولم نجدها ..."

قاطعها الملك قائلا:"هذا ليس بخيرٍ أبدا تلك المجنونة تسعى ناحية الإنتقام... لقد قتلت ملك مملكة فريا ياعزيزتي ... نحن سندخل مع فريا في مشكلة كبيرة ياعزيزتي ..."

إنصدمت الزوجة مما قاله لها زوجها وأجابت قائلة بحزن وبؤس:"هذا نتاج أفعالنا ياعزيزي ... في ذلك اليوم لو لم نفعل ذلك لما وصلنا لما نحن عليه اليوم...يجب علينا تحمل مسؤولية أفعالنا الماضية ..."

فأجابها الملك سفين بصوت يسوده الحزن:"أنا أعرف ذلك جيدا ... ابببممع لو أننا فهمنا إبنتنا جيدا لما كنا قد نصل لما وصلنا عليه اليوم...اااابه إبنتي شيسا لم تكن لتصبح هكذا أبدا ... طوال15 سنة الماضية ...اااابه طوال تلك الفترة... واااااب .. وأنا أريد..."

إستوقفته زوجته قائلة:"لاتقلق ياعزيزي أنا أفهمك جيدا ... فأنا مشاركة في هذه الخطيئة معك على أي حال ... لاتدع الندم يفتك بك ... ورائك شعب كبير ومملكة كبيرة تحت مسؤوليتك..."

وبعدها مشى الملك سفين للأمام ببضع خطوات ناحية القصر الملكي ليتفاجئ حين وصوله للبوابة الملكية بوجود شخص ذو وجه مخيف يقف فوق جدار الباب ولديه مخلوق أبيض غريب يطير خلفه ويتبعه أينما ذهب ..

وفجأة قفز من الأعلى ناحيته ليرتعش قلب الملك من حجم السواد الذي ينبعث منه ...

كان يرتدي لحافا أسود طويل وجسمه مليئ بالكدمات والجروح وعينه اليسرى ملفوفة بالضمادات بينما كان يحمل على خسره سيفا أسود تنبعث منه هالة مهيبة هو الأخر ... كاد الملك يفقد وعيه لولا أنه لم يبتعد عنه ... أمسكته زوجته وقالت له:"مابك ياعزيزي؟..."

ومن ثم أمسك رأسه ووضع يده على الجدار وقال لها:"أنا بخير لاتقلقي دعينا ندخل ..."

بينما عائلته تدخل للقصر الملكي ضل الملك سفين ينظر ناحية ذلك الشخص حتى إختفى عن ناظريه تماما فهو قد إتجه خارج القصر ومن ثم قال في نفسه:"هذا الشخص إذا كان تحت إمرت راينهارت سنكون في مشكلة كبيرة جدا ...علي إيجاد حل قريبا ..."

دخل الجميع وبدأت الإحتفالات داخل القاعة الملكية للقصر وبدأ النبلاء يتحاورون مع بعضهم البعض ويتسائلون فيما بينهم حتى حان موعد رحيل هؤلاء وحانت عودة الملك سفين إلى رايدن المملكة الجنوبية ... وحين كان متوجها للعربة التي كانت ستقله قال له راينهارت بإبتسامة خبيثة:"أرجو أن تكون قد إستمتعت بهذه الحفلة أيها الملك سفين ..."

ضحك له الملك سفين وقال له:"اااه نعم نعم لقد كانت حفلة رائعة ياولي العهد ... أنا أهنئك من جديد على بداية ملكوتك في فريا ..."

تقابل كل منهما بالضحكات وكلمات الوداع في حين أن كلاهما يريد البطش بالأخر ...

وبينما صعد الملك سفين وعائلته الى العربة نظر عينا لعين مع ذلك الشخص الذي التقاه عند مدخل القصر وكان ذلك الشخص ينظر ناحيته بنظرة غير مبشرة بالخير ويبدو أنه يبغضه جدا ...

مشت العربة وبدأت الرحلة جنوبا ناحية رايدن المملكة الأم لجلالة سفين ...

...

...

...

...وصل الملك بعد وقت ليس بالطويل إلى بوابة المملكة ليستقبله حراسه بأحر التهاني والتقدير ...

أمر الجنود بتكثيف الحراسة ودعى القادة العسكريين لإجتماع طارئ بخصوص راينهارت هذا مخافة من إندلاع حرب جديدة في الأيام القادمة ...

...

...

...

إجتمع جميع القادة الذين طلبهم الملك سفين في القاعة العسكرية وهم متعجلون متسائلون عما يجري فلم يحدث هذا من قبل ولا مرة ...

باشر الملك سفين حديثه قائلا:"سيداتي سادتي نحن على وشك يوم كبير ... قيامة الحرب بين رايدن وفريا لايفصلها إلا وقت قليل..."

وبتوتر من الجميع وخوف وهم يتسائلون عما يحدث فجأة ولما هذه الحرب المفاجئة ومن ثم قال الوزير الأعلى للجيش:"وما سبب هذا أيها الملك؟"

فأجابه الملك قائلا:"... إن راينهارت ذاك .. الملك الجديد لفريا يحاول أن يفعل شيئا ما ... يجب أن نتصرف قبل أن يفعل شيئا ما تجاهنا ... "

وبعد إكماله لحديثه قاطعه صوت فتاة من بقعة مظلمة في غرفة المحاضرات وهي تقول:"إذا وقعت إتفاقا معنا نحن سنسعادك في الدفاع عن مملكتك..."

تفاجئ الجميع من هذا الصوت وأصابهم التوتر فأشهرو جميعهم سيوفهم مستعدين لأي خطر ...

فقالت لهم:"لاداعي لذلك فأنا لست هنا لأي قتال إنما جئت لعقد إتفاقٍ معكم ليس إلا..."

فأجابها الملك:"ومن تكون أنت ياهذا؟"

فإقترب ذلك الشخص من العتمة ليظهر نفسه للجميع...

شعر الجميع بالصدمة عندما رأوه فقد كانت الأخبار عنها منذ زمن طويل على أنها ماتت بعد سقوطها من المنحدر الكبير ...

تفاجأ الملك قائلا بغضب:"شيسااا!!! ... أمسكو بها أيها الجنود"

فقالت شيسا بصوت حاد:"إذا إقترب مني أي أحد فسيقتلكم جميعا دون أن يترك أحد ..."

لم يستمعو لها وحسبو أنها تمزح وجرو ناحيتها حتى إخترق ريو غرفة المحاضرات من السماء بقوة كبيرة وضغط هائل قاتلا لكل الجنود الذين هجمو ناحية شيسا وبيده رأس أقوى محارب في المملكة ...

صدم الجميع من المشهد الهمجي الذي إفتعله ريو في لحظة قصيرة من الزمن فقد قتلهم دون أن يشعرو بذلك ...

ومن ثم قالت شيسا:"ألم أحذركم من ذلك أيها الأغبياء؟ .."

ومن ثم مشت قليلا وجلست فوق طاولة المحاضرات بينما ريو واقف بجانبها مترصد لأي هجوم او أي تهديد أخر وقالت بإبتسامة:"ألن تجلسو لنضع إتفاقا لكلامنا؟"

جلس الجميع في نفس الطاولة وعم الهدوء في المكان ونظرات التعصب والتوتر تعلو وجوههم بينما شيسا مرتاحة البال وهي معهم ...

ومن ثم قال الملك:"وماهو هذا الإتفاق؟"

فأمسكت شيسا يداها وصفقت قائلة:"جيد أنك تريد الإتفاق معنا ياأبي ..."

غضب الملك قائلا:"لاتمزحي معي ياشيسا ... أخبريني عن ماذا تريدين"

ومن ثم وبجدية قالت شيسا:"أريد العودة للمملكة مجددا ولكن هذه المرة أنا من سيحميها .."

تفاجئ الملك من كلامها وقال:"إذا هل عاد لك رشدك حتى الأن؟..."

فأجابته شيسا:"لالا ليس كما تظن يا أبي فأنا لن أكون ولية العهد كما تريد أنت ... إنما قلت سأحميها بشرط أن تمنحوني حق اللجوء أنا وريو من مملكة فريا..."

ثم أجابها الملك مستهزءا:"همهه وكيف ستحميننا من فريا وانت تطلبين الحماية منا؟"

ضحكت شيسا قائلة:"لاتقلق سيكون ذلك أمرا خاصا بنا ... فهذا الشخص الواقف معي أمكنه الوقوف ضد ثلاثة قادة من مملكة فريا وكاد يهزمهم أيضا .. وقد قتل شخصا من الفرقة 0 ذو الرتبة الخامسة ..."

إنصدم الجميع مما قالته فلا يوجد شخص لحد الأن إستطاع الوقوف ضد ثلاثة قادة معا لحد الان ...

ومن ثم سألها وزير الدفاع قائلا:"وكيف تثبتين ذلك؟ نحن لم نره يقتل إلا الحرس الذين هاجموكم قبل قليل ..."

ضحكت شيسا من كلامه ومن ثم قالت:"هاهاهاه حسنا ... أعتقد أنك لم ترى حجم الدمار الذي أحدثه في فريا لذا لا ألومك على هذا ... أليس كذلك يا أبي ..."

كان الملك يطقطق أصابعه فوق الطاولة مشيحا بنظره بعيدا ومن ثم قال:"هذا صحيح ... لكن لا أعلم بالضبط ماحدث إلا أن فريا مدمرة كليا في الجهة الشمالية من العاصمة الملكية... "

تفاجئ وزير الدفاع للأمر وقال:"ولكن لتدمير مدينة بحجم المدينة الملكية لفريا سيكون امرا صعبا ... فكيف حدث ذلك..."

لم يجبه الملك ومن ثم سأل ريو الواقف أمام شيسا قائلا:"أنت ياهذا من تكون أنت بالضبط؟"

إقترب ريو قليلا ومن ثم قال:"أنا ريو أنازاكي ريو إبن آرثر أنازاكي..."

ضغط الملك على الطاولة ومن ثم وقف وإتجه ناحيته قائلا:" أنت إبن آرثر هاه؟ ... هذا يعني انك حرفيا الشخص الذي دمر فريا ...راينهارت يتوعدك بإعدامك في الساحة الملكية ... ماذا ستفعل حيال هذا؟"

فأجابته شيسا قائلة:"لاتقلق حيال هذا ... راينهارت لايملك القوة اللازمة للإطاحة بنا حتى ..."

نظر الملك نحو إبنته ومن ثم عاد لمقعده وأحكم يديه وقال:"حسنا لكي ذلك ... ولكن لعلمك ستكونين مراقبة من طرف الجنود طوال الفترة التي تكونين هنا ..."

بدى نوع من الإعتراض من الحاشية الملكية فهم لم يرو الملك يوافق على أمر جنوني مثل هذا من قبل ومن ثم قال الملك:"شيسا أيمكننا الحديث مع بعضنا البعض وحدنا لقليل من الوقت؟.."

وقفت وقالت شيسا:"نعم بالطبع يا أبي !!..."

ومائن وقفت حتى إنهارت على الطاولة والدماء تسري من كامل جسمها ... صرخ والدها بسرعة لإحضار الإسعافات ... أمسكها ريو وحملها وقفز من الغرفة الى الخارج وإتجه إلى القلعة الملكية بسرعة شديدة وهو يصرخ طلبا للنجدة حاصره الجنود بالرماح وهو ممسك لشيسا بين ذراعيه ويطلب منهم المساعدة بينما هم يرفضون حتى دخل إليهم الملك مسرعا وقال لهم أنقلوها بسرعة لقاعة العلاج ...

أمسك الملك ريو قائلا:"ستكون إبنتي بخير لاتقلق ... لقد نجت من قبل من أخطر الأشياء ..."

لم يسمع ريو لكلامه وذهب وراء شيسا مسرعا ومتظرا إستفاقها ...

2024/06/13 · 21 مشاهدة · 1848 كلمة
TADAKUNI
نادي الروايات - 2025