الخراب منتشر في المدينة وقد حل الليل جناحيه عليها هدوء كبير تعيشه المدينة في وسط خرابها ليأخذ بآنا لتسأل تاكاشي:"ماذا حل بهذا المكان هكذا؟؟..."
فأجابها تاكاشي بينما يخطو خطوات بطيئة بين الحطام المتناثر والجثث الساقطة في جوانب البيوت وأمام الطريق والدماء المتناثرة كأنها نهر جاري ومع الرائحة القذرة لتحلل هذه الجثث التي كانت لأناس لم يعلمو حتى السبب وراء ضياع حياتهم ليقول لها بحيرة من أمره وهو يضغط على يده متأهبا لأي شيء يمكن أن يقدم عليهما:"آنا ... أنا لن أكذب عليك ياعزيزتي ... لكن عديني في الأول أنك حينما ترين هذا الشخص لن تتدخلي في أمره وستهربين إلى مكان أمن ..."
نظرت آنا لتاكاشي وهي في ريبة من أمرها لتقول له بصوت حيوي:"أنا أعدك أنني لن أنخرط في أي مشكلة معه لكن من هو هذا الشخص الذي تقصده ياتاكاشي؟؟..."
أدار تاكاشي وجهه للوراء ومن ثم قفز بها ناحية سطح أحد المنازل ليقول لها بقلق:"سأخبرك لاحقا بمن هو ... لكن الأن هنالك شيء قادم شعرت به ... فلننتظر هنا لنرى من هم..."
أجابته آنا بصوت خافت:"...حاضرة.."
بينما هم فوق هذا السطح إذ بهم يسمعون أصوات أقدام عديدة لأشخاص عديدين يمشون ويضحكون ويحملون بعض الشعل النارية التي تضيئ طريقهم ...
تسائل تاكاشي عن من هم هؤلاء حتى إستوقفه الشخص الذي يقودهم وهو متوقف قريبا منهم ليقول لهم :"قريبا يا إخوتي قريبا... ستصبح بريستيان لنا وبعدها فريا وبعدها رايدن ولن يستوقفتا أحد على أخذهم ... نحن لسنا خاضعين لأي سلطة ... سنسطو عليهم كلهم ولن نرحم أحدا منهم..."
أثارت كلمات هذا الشخص بعض التساؤل والريبة في قلب تاكاشي بينما هو يستمع لكلماتهم ومن ثم قال في نفسه:"من هم هؤلاء؟؟ ... اهم الجيش الملكي يريد الإنقلاب ضد المملكة؟؟ أم أنهم مجموعة من المرتزقة ... هذا غريب جدا..."
وبينما هو يفكر فيما يكونون هؤلاء كانت آنا قد حملت معها صخرة في يدها ومن ثم وقفت ورمت تلك الصخرة ناحية ذلك الشخص وهي تصرخ فيه:"اااااه أنت لن تستطيع فعل شيء أيها الأحمق الغبي..."
لاحظ تاكاشي ذلك بسرعة وأمسك بها من خاصرتها بينما كانت تتحدث إلى ذلك الشخص الذي أحدثت صخبا واسعا في وسط جنوده ...
وبينما هو ممسك لها قال ذلك الشخص لجنوده بأن يمسكو بهما فنشئت فوضى كبيرة حول اللحاق بهما ... لكن لحسن الحظ أنها كانت رفقة تاكاشي ... فسرعته سمحت له بالقفز من سطح ذلك البيت إلى مكان أخر بسرعة خارقة أدهشت ذلك الشخص وجيشه الذي معه ... إلا شخصا واحدا منهم كان مغطي لرأسه بشيئ من القماش ومبتسما إبتسامة خبيثة ليقول بغضب وهو يفرك أسنانه :"تاكاشي اااعه ... تاااكاااشي ... تاااااكاااااشي ..." هذا الشخص جعل من تاكاشي يستشعر هالته ليشير له أنه قد عرف من يكون وهو هنا إن حاول الإقتراب بأي خطوة مهما كانت ..
شعر تاكاشي بذلك وقال في نفسه:"هذا الضغط ... إنه هو ..." وفهم الوضع الذي هو فيه وعرف أنه لن يستطيع فعل شيء في الوقت الراهن لأن حماية آنا لها أولوية أكبر من إفتعال قتال أخر مجهول من سيفوز فيه ...
إبتعدا قدر المستطاع عن ذلك المكان وإختبئ في أحد المنازل المحطمة بينما أفراد من الجيش يبحثون عنهما ...
تاكاشي:"مالذي دهاك فجأة يا آنا؟؟ لماذا فعلتِ ذلك؟؟ ماذا لو أمسكو بنا؟؟.."
شعرت آنا ببعض الحزن بسبب ماقاله لها تاكاشي وقالت:"...لأني شعرت أنه علي ذلك ... لم أستطع تحمل مايقوله البتة ..."
نظر تاكاشي ناحيتها وحملها بين ذراعيه وقال مواسيا لها:" ... اهاااا حسنا لاعليك لاتلقي لها بالا ... نحن بأمان الأن لذا لا ترمقيني بهذه النظرة ..."
إبتسمت له آنا إبتسامة طفيفة ومن ثم عانقها ناحية صدره وقال بحزن:"...لكن في المرة القادمة لاتقبلي على شيء مخيف مثل هذا ... أنا لا أود أن يحدث لك مكروه يا آنا... لن أسامح نفسي إن حدث لك شيء يا آنا لذا أرجوك لا تفعل هذا مجددا ..."
نظرت آنا ناحية وجهه ووجدت دمعة طفيفة عالقة بين عينيه فأمسكته من وجهه وقالت هي الأخرى:"حسنا ... أنا لن أفعل شيئا مثل هذا في المرة القادمة لذا لاتقلق ياتاكاشي ..."
بينما هما في خضم هذا الحوار فيما بينهما داخل هذا البيت المظلم تغافل تاكاشي عن ذلك الجيش وخصوصا ذلك الشخص وظن أنهم قد نجو منه ومن ثم قال لآنا:"سنبيت هنا في هذه الليلة ... لأن الجو مظلم بالخارج ويمكن أن يتم مهاجمتنا في أي لحظة... خصوصا أن ذلك الجنود لازالو يحومون بالخارج ... لذا سنبيت هنا وسنذهب في الصباح الباكر مع الفجر ..."
وبينما هو يتكلم مع آنا وهي في أحظانه إذا يفاجئهم أمر كبير من السماء مدمر لسقف ذلك البيت بهيجان عظيم وقوة جبارة وعرير كالوحش ولفظ لإسم تاكاشي بغضب ألا وهو ذلك الشخص ذو الهالة التي شعر بها تاكاشي قبل قليل ...
تاكاشي:"اللعنة... لقد إنكشف أمرنا ..."
وقف تاكاشي في إحدى الزوايا وهو حامل لآنا بين ذراعيه التي هي مذعورة وخائفة مما رأته من هذا الشخص الذي يحمل أداة عملاقة غريبة الشكل حادة الملمس تشبه الرمح ولكنها ليست برمح ..
كان ولازال هذا الشخص يلفظ بإسم تاكاشي بغضب ويقول:"تاكااااااشي ... تاكاااااشي...أين تظن نفسك هاربا هاه؟... تاكاااااشي ... أين أنت مختبئ هااه؟... أتعتقد أنه بإمكانك الهرب مني؟ ... تاكااااااااااشي ... أنا سأقتلك ... سأقتلك مهما كلفني ذلك تااااااااااااااااااااااااااااااكااااااااااشي... "
علا صراخه في الأرجاء مدويا بكل شيء حوله وإشتعلت هالته من جديد لتضغط المكان الذي هم فيه وتهدم كل المكان الذي هم فيه ... لاحظ تاكاشي ذلك بسرعة وعرف أنه ليس هنالك حل عدى الهرب والهرب مجددا ولكن هذه المرة عليه الإبتعاد أكثر من هذا لأن هذا الشخص سيقتله حتما إن أمسكه...
أخفظ تاكاشي جسمه من هجمة أتية بقوة للزاوية التي كان فيها ومن ثم قفز للأعلى موجها ضربة قوية برجله لوجه ذلك الشخص بينما هو حامل لآنا بين يديه ليقذفه للجدار الذي أمامه ... ومن ثم إستغل تلك اللحظة ليقفز من المنزل إلى الخارج وياللأسف فقد وجد الجنود قد حاصرو المكان مما ولكن هذا لم يكن عائقا في نفسه فبعد وقوفه عندهم تفاجئو جميعا مما يرونه ...
شخص ذو رداءٍ أسود طويل يرتدي قناع جمجمة ويحمل فتاة صغيرة متشبثة به بقوة وخائفة...
قال زعيم الجنود الذين هناك:"أمسكو بهما الأن أيها الجنود ..."
وبأمر من قائدهم هذا علت أصواتهم في المكان ليجرو ناحية تاكاشي وهم يحملون سيوفهم في محاولة منهم لقتله ... نظر تاكاشي ناحيتهم كلهم في جزء قليل من الثانية وفيهذا الوقت الضئيل جدا كان تاكاشي قد حلل كل شيء ومن منظوره الشخصي فقد كان كل هؤلاء الجنود بطيئي الحركة جدا مما ساعده في نزع سكينة طويلة من خصره وليحمله في يده اليمنى بينما هو ممسكة لآنا بيده اليسرى ...
وبتنفس زفير شديد منه وبسرعة كبيرة إنقض في وسط الجنود القادمين الواحد تلو الأخر ليقضي على كل من كان بطريقه بسرعة جبارة لم يشهد لها مثيل من قبل ...
تفاجئ بقية الجنود من ذلك ولاذو بالفرار بسرعة في ظل أوامر قائدهم الذي يأمرهم بالهجوم ناحيته ... حتى وجد نفسه ينظر إلى جسمه من الناحية الارضية ليلحظ بعد ذلك أن رأسه قد تم فصله عن جسمه دون أن يشعر بذلك حتى ... وهذا مازاد الجنود خوفا ورعبا وإنتشرو في المدينة خائفين ومرعوبين من شدة ماحدث في وقت قليل جدا ... إستغل تاكاشي هذا الهلع والفوضى وإنخرط بينهم وهرب بسرعة من المكان قبل أن يعود ذلك الشخص له ... لأنه يعلم إن دخل في قتال معه لن يتمكن من الفوز عليه بسرعة كما فعل مع هؤلاء ...
لذا وبسرعة إنطلقة للجهة الجنوبية لبريستيان وهو يقول لآنا:"هذا المكان ليس أمنا بعد الأن لذا سنذهب الأن يإتجاه فريا مهما كلف الأمر ..."
آنا لازالت خائفة ومتشبثة في صدر تاكاشي بقوة وهذا مامنعها من الرد عليه وظل تاكاشي يجري في تلك الخراب داخل المدينة حتى سمع صوت شخص ينادي عليه بالمساعدة فتوقف ليشهد ذلك المشهد ويلبي النداء ...
لكن مائن إتجه إليه حتى به يجد مشهدا مرعبا لن يخطر على بال أي شخص متظر فضيع ودموي... بحيث أن هذا الشخص قد خسر رجله اليمنى ... ليس فقط رجله اليمنى بل جزء جسده الأيمن وهو يتمتم بكلمات المساعدة ... ذهب تاكاشي ناحيته حتى وصل أمامه ليرى مجموعة من الفئران ملتفة حوله تلتهم فيه بينما هو لازال حيا... بالرغم من خسارته لجزء من جسمه الأيمن إلا أنه لازال حيا بطريقة ما ... ابعد تاكاشي تلك الفئران عنه وقال له:"مالذي حصل هنا؟؟ كيف حدث لك هذا ..."
أجابه ذلك الشخص بصعوبة وهو يبكي بشدة:"..اااعه .. أقتلني أرجوك ... أقتلني اااااعه... أرجوك ...اااعه..."
وضل بعد ذلك يتنفس بصعوبة ويتأوه من شدة الألم الذي هو فيه ...
نظر تاكاشي ناحيته بشفقة وضغط على قضته وضغط بشدة عليها ومن ثم طعنه بسرعة في قلبه دون أن تلحظ آنا ذلك حتى أنها لم تفتح عينيها لترى ماحدث ...
ومن ثم إنطلق خطوة خطوة وهو يمشي بالارجاء ... وهذه المرة هو لايركض بآنا بل يمشي بطريقة عادية ناحية فريا ويبدو أن الغضب قد سيطر عليه وهو الأن في أوج غضبه مما حدث في بريستيان ...
بالرغم من هذا الغضب الشديد إلا أنه قد تملكه بعض الحزن على هذا ... وبينما هو هكذا في هذه الحالة ظهر ذلك الشخص مجددا أمامه وهو يصرخ بهيجان بإسمه ...
ولكن تاكاشي لم يأبه للوضع الذي هم فيه ولم يحاول الهرب منه بل واجهه بطريقة أخرى...
أشره عن سيفه وقال بينما ذلك الشخص يركض ناحيتهما:"زي ناتو التحرير الأولي ...القطع الكلي..."
وبسرعة وقوة قسم تاكاشي جسد ذلك الشخص الذي يهجم إلى نصفين واحدث دمار كبيرا هو الاخر ... وشعر في نفس الوقت أنه قتل إنسان بريئا مرة أخرى ...
ومن ثم أكمل المسير ناحية وجهته المنشودة وخلفه جثث عديدة من البشر ودمار لمدينته .. وليحكم في أول خطوة له أمام هذا الوحش إذا أمسكه نوع من القبضة في رجله ليرى بشريا أخر يقول له قبل أن يموت بلحظة:"تاداكوني ..." وهذا قد أثبت له شعوره قبل قليل حينما شعر أنه قد قطع جسد بشري وقد زاد لفظ إسم تاداكوني أمامه غضبه بشدة لكنه كبته في نفسه أمام آنا وإستمر في طريقه نحو الأمام ..
الغيض يسيطر على تاكاشي إلا أنه حازم أن يسيطر على نفسه في هذه اللحظات كي لايثير فضول آنا ..
ومشى وهو ناسيٌ لما عاشه في هذه المدينة من لحظات تاركا خلفه حياته الشخصية وهو يمضي بإتجاه مجهول الوطيد ... عم الصمت بينه وبين آنا بعد مدة من المشية حتى أنها نامت بين أحظانه وهي لاتزال متشبثة بصدره بقوة ... وإذ به بعد لحظات يسمعها وهي تتكلم في نومها قائلة:"...أختي ... ليلي... ااااه ليلي ... أختي ..."
ومن ثم مباشرة أجهشت بالبكاء لتستيقظ من نومها لتجد تاكاشي يهدئها ومربتا على رأسها ويقول:"آنا ... آنا لاتبكي ياعزيزتي ...إنه مجرد حلم لاتبكي..."
ومن ثم قالت له آنا بشهقة:"...أختي ليلي اااه...أختي...لقد رأيتها ااااه...رأيتها وهي تؤكل حية في قبو كبير ...اااااعه ...ااااااعه..."
عانقها تاكاشي لصدره وهو يقول لها بفم مرتجف:"إنه مجرد حلم يا آنا ... مجرد حلم ليس إلا... أختك ليلي بخير لاتقلقي ..."
بالرغم من كلماته هذه إلا أنه يعلم أن ماتقوله آنا هو الأمر الواقع فظل يكتم حقيقة ذلك القبو عنها في قلبه وقد صلب الألم والصدمات شعوره ففي النهاية هو قد وجدها مرمية في ظلمة ذلك القبو بعد كل شيء .. وظلت آنا تبكي في حظنه إلى أن غطت في نوم عميق مجددا وظل تاكاشي يمشي حتى وصل إلى نهاية المدينة ووجد الطريق المؤدي للجبال التي ستوصله إلى فريا ومن ثم بعدها رايدن وليصل إلى هدفه وهو مروج رايدن .. إتكئ على حافة الطريق في جدار صغير ولف ردائه حول نفسه وآنا التي بحظنه ومن ثم غطى في غفوة قليلة حتى موعد الغد ليعلن تعبه الشديد وإستسلامه للنوم وليكمل رحلته في صبيحة الغد ...