"القرية تخضع حاليًا لاحتلال جماعة الملاكمين. إنهم مسلحون ببنادق وينتظرونكم على طول الطريق الرئيسي. يخططون لنصب كمين لكم بعد أن يتفرق الحشد. لا تلوموا أهل القرية على محاولتهم تشتيت انتباهكم، فنحن لا نملك أي خيار في الأمر."

اكتفى برونو بإيماءة صامتة لرئيس القرية، وكان ذلك طريقته في التأكيد على أنه قد فهم ما قاله الرجل ولن يقوم بالانتقام من القرويين لخداعهم. بعد ذلك، أصدر صفيرًا تجاه هاينريش، الذي كان مشغولاً بمغازلة النساء المحليات. عندما سمع الرجل رتبته واسمه يُنادى عليه، وقف سريعًا في انتباه.

"الملازم كوك!"

بعد أن أجبر نفسه على الابتعاد عن السيدات المحليات، رغم استيائه الشخصي من ذلك، مشى هاينريش نحو برونو وسارع في سؤاله عن سبب الاستعجال.

"قائد، هل يمكنني أن أسأل ما الذي يجعلك تقتلعني من أحضان هذه السيدات الجميلات؟"

ألقى برونو نظرة صارمة عليه، وهو يقف وظهره نحو الطريق الرئيسي حيث ينتظر الملاكمون. ثم أشار برونو بعينيه بهدوء نحو العدو في حين تحدث بصوت منخفض إلى هاينريش.

"لقد حصلت على معلومات موثوقة من شيوخ القرية. يبدو أن هذه البلدة محتلة من قِبل جماعة الملاكمين. إنهم مسلحون ببنادق وينتظروننا في بعض المباني على طول الطريق الرئيسي.

أريدك أنت ورجالك أن تقوموا بالالتفاف حولهم ومحاصرة مواقعهم. تأكد من تصفيتهم قبل أن نقع نحن في الكمين، هل هذا مفهوم؟"

عادة ما كان هاينريش يؤدي التحية العسكرية لبرونو استجابة لأوامره، نظرًا للفرق في الرتبة بينهما. لكن برونو أمر رجاله بعدم فعل ذلك عندما يكونون في مناطق حرب نشطة.

السبب كان بسيطًا: التحية العسكرية تشير إلى أنه الضابط المسؤول، وهذا قد يجعله هدفًا للمتمردين المحليين. كان ذلك درسًا تعلمه برونو من حياته السابقة خلال فترة خدمته في أفغانستان.

لذلك، اكتفى هاينريش بإيماءة برأسه قبل أن يعود إلى فرقته. ألقى تحية وداع للسيدات المحليات وأرسل قبلة في الهواء قبل أن يتفرق هو ورجاله سرًا عن باقي الكتيبة لتنفيذ المهمة التي تم تكليفهم بها.

---

كانت بقايا جماعة الملاكمين قد سيطرت على القرية المحلية قبل أسبوع فقط. كان ذلك عملًا من أعمال اليأس بعد نفاد إمداداتهم أثناء اختبائهم في التلال.

كانوا مجهزين بمجموعة متنوعة من البنادق، بعضها تم نهبه من جنود التحالف الثماني الذين قتلوا في معارك سابقة، بينما كانت بنادق أخرى قد زودتهم بها جيش تشينغ قبل هزيمتهم واحتلالهم من قِبل القوى العظمى.

كان القائد المسؤول عن خلية الملاكمين المحلية يحمل بندقية "هانيانغ تايب 88"، التي كانت نسخة محلية الصنع من البندقية الألمانية "غيفير 88". كان يجلس ويدخن سيجارة، بينما كان أحد رجاله، المسلح ببندقية "ليبل موديل 1886" الفرنسية، يوجه نظره نحو الطريق من خلال نافذة المبنى الذي كانوا يحتلونه في انتظار نصب الكمين.

(آمون :كنت أنوي نشر صور البنادق، لكن لا يوجد أي اختلاف كبير بينها وبين الصور التي قمت بنشرها سابقًا.)

وضع القائد سيجارته نصف المدخنة وأعاد سحب مزلاج البندقية قليلاً ليتأكد من وجود طلقة في الحجرة، ثم اقترب من الرجل عند النافذة وربت على كتفه، مشيرًا برأسه إليه ليأخذ قسطًا من الراحة.

"اهدأ. يبدو أن أهل القرية يقومون بدورهم. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يصل الألمان إلى هذا القسم من الطريق. اذهب لتريح نفسك. لقد كنت واقفًا هنا ببندقيتك مرفوعة لأكثر من ساعة."

أومأ الملاكم بصمت برأسه وسمح للقائد بأخذ مكانه. كان بالفعل في حاجة ماسة للراحة بعد أن أمضى ساعة كاملة وهو يمسك ببندقيته. لكن، ما إن أغلق الباب خلفه وسار في الممر، حتى وجد نفسه وجهًا لوجه مع مجموعة من الجنود الألمان الذين كانوا يتقدمون في الممر بأسلحتهم مرفوعة.

كان الرجل على وشك أن يستدعي رفاقه، ولكن هاينريش اندفع نحوه بسرعة خاطفة، مغمدًا بندقيته المثبتة عليها حربة في قلبه، مما أسقطه على الأرض. بعدها ضغط هاينريش بقدمه على فم الملاكم، ليضمن أنه لن يتمكن من إصدار أي صوت لتحذير زملائه.

آخر ما رأته عيني الملاكم قبل أن يفقد الوعي هو مشهد خمسة جنود ألمان يمرون من فوقه، حيث تمركزوا على الباب، مستعدين لاقتحامه وقتل الرجال في الداخل.

بعد أن أنهى مهمته بقتل الملاكم، اندفع هاينريش نحو الباب، وأشار إلى رجاله لفعل ما هو ضروري. فتح الباب على الفور، وفوجئ الملاكمون داخل الغرفة بأن الألمان قد اكتشفوا وجودهم.

حاولوا رفع أسلحتهم للرد، لكن الأوان كان قد فات. فتح الجنود الألمان الخمسة نيرانهم، ملأوا أجساد الملاكمين بالرصاص من مجلاتهم التي تحتوي على خمس طلقات.

في لحظاته الأخيرة، ومع انطفاء نور الحياة من عينيه، اجتاح قلب قائد المتمردين شعورٌ مرير بالخيانة. كان آخر ما مرّ بخاطره هو خيانة القرويين لهم، كيف تخلّوا عن أبناء جلدتهم وباعوا أرواح رفاقهم للمحتلين الأجانب. في تلك اللحظة، لم يرَ فيهم سوى خونة لوطنهم، تخاذلوا أمام عدو غاصب، تاركين أمتهم الصينية تغرق في الخيانة والعار.

بعد انتهاء العملية، قام هاينريش ورجاله بإعادة تعبئة بنادقهم بخمس طلقات جديدة باستخدام مشط الرصاص، ملقين الشرائط المعدنية الرقيقة جانبًا بعد الانتهاء. وبعد أن جهزوا أسلحتهم مجددًا، تنهد هاينريش بعمق.

لقد أمضوا الساعة الأخيرة يتنقلون عبر المباني، يخوضون قتالًا قريبًا مع العدو، وهذه كانت المرة الوحيدة التي اضطروا فيها إلى إطلاق النار.

لقد قبضوا على العدو وهو في حالة ضعف تام، والآن بعد أن انتهى كل شيء، شعر هاينريش فجأة بالحاجة إلى تدخين سيجارة. بيديه المرتعشتين من الإجهاد الذي تحمله لمدة ساعة، التقط السيجارة نصف المدخنة التي تركها قائد الملاكمين في المنفضة، وأنهى تدخينها بسحب طويل وعميق.

بعد فترة وجيزة، عاد هاينريش ورجاله إلى باقي الفصيل ، مع تسجيل إصابتين طفيفتين فقط بين جنودهم. وبعد تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، واصلوا دوريتهم. في هذا اليوم، تم تحرير قرية أخرى، وأصبح الاحتلال الألماني لشمال الصين أقرب إلى نهايته الحتمية.

---

ما كان برونو يتوقعه حدث بالفعل. تمكن هاينريش ورجاله من القضاء على المتمردين قبل أن يتعرضوا للكمين، ولكن الأهم من ذلك، كانت لهذه العملية تأثيرات أوسع على المنطقة بأكملها.

كان أهالي القرية يشعرون بالامتنان لما فعله الجنود الألمان. لم يعودوا يرونهم كأعداء أو غزاة، بل كقوة تحررهم من قبضة جماعة الملاكمين التي كانت تهدد حياتهم.

=========

كما ذكرت من قبل، أنا أقوم بإعادة صياغة العديد من الجمل والأحداث لتحسينها وجعلها أكثر منطقية. إذا كنت لا تفضل ذلك، يمكنك البحث عن المصدر الأصلي بنفس الاسم وقراءة الترجمة الحرفية التي يقدمها غوغل.

2024/10/12 · 39 مشاهدة · 940 كلمة
AMON
نادي الروايات - 2024