تحدي الفصل 57
نهض يزي من كرسيه وتقدم ببطء نحو الساعة.
حينها لاحظ بصنعها الرائع الذي لا يُصدق. وخلال ثوانٍ معدودة من مراقبة طريقة دقاتها المستمرة، تنبأ فورًا بأن هذه آلة صُممت لمتابعة الوقت بدقة متناهية!
قال الرجل العجوز: "عندما زار بارت فاندربيلت وعائلته المملكة منذ أيام قليلة، أحضروا هدية لك لتضيفها إلى مجموعتك. نحن لا نعلم ما الهدف منها، لكننا لم نرد أن نسيء إليهم."
واصل يزي فحص الساعة، حتى أنه فتح القفل ليتفقد الآلية المخفية بداخلها.
تمتم يزي قائلاً: "هذه الساعة… ستحدث ثورة في طريقة عمل الحياة في العالم بأسره."
نظر مجلس الإدارة إلى بعضهم البعض بوجوه مشوشة. عندما استلموا هذه الهدية من بارت لأول مرة، لم يعيروا لها أهمية كبيرة. كانوا يظنون أنها مجرد زينة تُصدر صوتاً طريفاً من حين لآخر.
لكن مدح يزي للساعة جعلهم يُعيدون تقييم قيمتها الحقيقية.
سأل أحدهم: "ماذا تقصد، يا سيدي؟"
فرك يزي ذقنه، ونظر إلى الساعة مبتسمًا قليلاً قائلاً: "هذه الساعة ستتيح لنا تنسيق كل شيء بدقة أكبر، ولن يعود الوقت مفهومًا غامضًا ومجردًا بعد الآن."
كما هو متوقع من يزي فاندربيلت، فقد استطاع فهم الاستخدامات الحقيقية للساعة رغم أنه رصدها لبضع دقائق فقط.
تابع يزي: "هل تعلمون لماذا من الصعب تنسيق الأعمال على مسافات شاسعة؟ لماذا نخسر ملايين الذهب كل شهر؟"
تأمل مجلس الإدارة سؤال يزي حتى أجاب أحدهم: "ذلك لأننا لا نستطيع التواصل بدقة على المسافات البعيدة. نضيع الوقت في إرسال الرسل إلى شركاتنا في الخارج."
أومأ يزي برأسه قائلاً: "هذا صحيح. الآن تخيلوا لو أن لدى موظفينا في الخارج ساعة خاصة بهم. إذا طلبنا منهم إرسال شحنة المنتجات عند السابعة على هذه الساعة صباحًا، فسوف ينفذون الأمر حرفيًا دون أي انحراف.
سيقومون بتوصيل الشحنة في الوقت المحدد، دون أي تأخير. هل ترون الإمكانيات التي قد تجلبها هذه الفكرة لأعمالنا؟ هل ترون كيف يمكن لهذا الجهاز أن يغير طريقة عمل العالم بأسره؟"
لم يكن مجلس الإدارة بالغباء. فور أن أوضح لهم يزي الاستخدامات الحقيقية للساعة، أدركوا بسرعة تبعات هذا الجهاز "البسيط" على العالم.
قال أحدهم بدهشة: "يا إلهي… إنها بالفعل كما تقول، يا سيدي. هذه الساعة ستكون المفتاح لخلق قوة عمل أكثر تنظيمًا."
وأضاف آخر: "ليس ذلك فحسب، بل هناك استخدامات كثيرة إلى جانب التجارة. يمكن استخدامها في الملاحة والتنظيم الإداري وحتى في التقدمات السحرية. أعلم بوجود ساحر معين قد يرغب في الحصول على ساعة لنفسه لصنع جرعات أفضل."
شعر مجلس الإدارة بالخجل لأنهم ظلوا يقللون من أهمية هدية بارت.
نظر يزي إلى مستشاريه قائلاً: "أتعلمون أن ابن بارت هو من صنع هذه الساعة؟"
رغم أن يزي كان يعلم أن بارت ليس من النوع الذي يكذب، إلا أنه لم يستطع تصديق أن طفلًا في العاشرة من عمره استطاع أن يبتكر آلة معقدة كهذه بمفرده. كان يعرف أن الطفل موهوب في السحر، لكنه لم يكن يعلم أنه يمتلك أيضًا ذكاءً في الحرفية والابتكار.
سأل يزي مستشاريه: "هل من الممكن حقًا لطفل أن يصنع شيئًا معقدًا كهذا؟"
نظر إليه أعضاء مجلس الإدارة بخجل، ثم قال أحدهم: "في الحقيقة، يا سيدي. هناك تطور جديد بشأن مايكل لم نتوقعه…"
شرح الرجل العجوز كل ما حدث حينما زار مايكل وبارت المملكة.
أخبروه أن مايكل يمتلك موهبة سحرية تفوق حتى عباقرة برج السحر. وأخبروه أيضًا عن براعته في الحرف والابتكارات.
وأهم شيء، أنهم أفادوه أنه خلال لحظة استيقاظ موهبته، حصل على مهارة عليا.
مع هذا الكم من المواهب، لم يكن من الصعب تصديق أن مايكل هو من صنع الساعة بمفرده دون أي مساعدة.
وبعد سماع ذلك، عاد يزي إلى عرشه وجلس مستغرقًا في التفكير، ناظرًا بعيدًا نحو الأفق.
بدأ يزي يدرك أمرًا. كانت القطع تتجمع لتتشكل في حقيقة واحدة لم تفارقه.
ارتجفت بشرته. حتى أن شعره قام منتصبًا على رأسه.
كان هذا الإدراك صادمًا لدرجة أنه لم يستطع منع نفسه من الابتسام. وفي نهاية المطاف، تحول ذلك الابتسام إلى ضحكة، ثم إلى قهقهة عالية ترددت أصداؤها في جميع أرجاء غرفة العرش.
ضحك يزي بصوت مرتفع: "ها… هاها… هاهاهاها!"
نظر إليه مجلس الإدارة بقلق، متسائلين عما إذا كان أسد فاندربيلت الأسطوري قد فقد صوابه أخيرًا.
قال يزي، وهو ينظر إلى السقف وكأنه يشكر إلهة معينة: "يبدو أن حظي لم ينفد بعد."
استغرب مستشاره وسأله: "ماذا تقصد؟"
أجاب يزي: "كنت أظن أنه لا أحد في سلالة فاندربيلت ورث غريزة القاتل في الأعمال مثلي… لكن اتضح أن كل شيء قد انتقل إلى أصغر أبناء عائلة فاندربيلت!"
ظل مجلس الإدارة في حيرة.
وأضاف يزي بحماس: "تلك الحرفية، ذلك الذكاء، ذلك الابتكار… والأهم من ذلك، هديته من الإلهة.
أنا متأكد أن مايكل هو صاحب شركة ريبورن."
كان من المؤسف أن يزي لم يكن حاضرًا عندما زار مايكل المملكة. كان بإمكانه أن يرى بعينيه عبقرية الطفل المذهلة. كان بإمكانه أن يتولاه ويهيئه ليكون وريثه.
والآن، ربما كانوا غاضبين منه لعدم حضوره هذا الحدث الهام. وربما كانوا يشعرون بالاستياء لأنه مُنح ميراثًا زهيدًا فقط.
سيتعلم أسد فاندربيلت الأسطوري في وقت لاحق كم كان غيابه ذلك اليوم خطأً فادحًا. وسيكون ذلك أكبر ندم في حياته.
نظر يزي إلى مستشاريه بنظرة مجنونة قائلاً: "ماذا ورث مايكل مني؟"
أجاب الرجل العجوز: "الأراضي الجرداء، يا سيدي."
فانفجر يزي ضاحكًا مرة أخرى، معبرًا عن طاقة لم يرها أحد منهم منذ خمسين عامًا.
ضحك قائلاً: "ربما هذه هي القدر أيضًا… هاهاها… مايكل، إذا كان لديك تلك الغريزة القاتلة مثلي، فلن تفوت فرصة خلق إرثك الخاص.
تعال… أرني ما يمكنك فعله بهذه الأرض البور. أرني كيف تبني ريبورن لتصبح شركة عالمية تنافس شركتي.
إذا فعلت… فلن أتردد في منحنك كامل ثروة أعمال فاندربيلت!"