كانت ليلة باردة على غرار المعتاد

ومظلمة بشكل مخيف

كما هي العاده في الليل ، فهو يخبئ الكثير من الاسرار...

وفي داخل أحد المباني

كان هنالك شاب طويل ضخم الجثة اسمر البشرة يفتش بين رفوف المطبخ بحثا عن طعام او غذاء

عندها دخلت اوليفيا إلى المطبخ عابسة الوجه قائلةً "لا يوجد شيء مفيد هنا يا زاك ، حتى اقل قدر من الطعام أو الغذاء"

لم ينطق زاك ولكنه نظر الى ساعته المكسوره وتجهم "للأسف لا مجال للبحث أكثر من هذا

حل الليل ولا مجال للعودة الآن او حتى في اي وقت قريب

يجب ان ننتظر حتى تشرق الشمس ثم نغادر"

نظرت اوليفيا إليه متسائلة "ولكن أليس بقائنا هنا مخاطرة بحد ذاتها؟

اعني بأنه مكان مظلم كذلك"

اقترب زاك من الشباك ونظر قليلاً بينما كان متوتراً "كلامك غير صحيح

تلك الفئات البغيضة تختبئ طيلة النهار في البيوت

لذلك مع حلول الليل هي فرصتهم الحقيقية للصيد لذلك لا يهدروا ولا لحظة للحصول على صيدهم

ولكن...."

وقبل ان يكمل كلامه قاطعته اصوات عالية قادمه من الخارج

اصوات نداء بين تلك الكائنات

اصوات مرعبه مليئة بالغضب

وكأن الموت يصرخ جائعًا ، ويطلب ضحيته التالية

عندها ابتعد زاك قليلاً ونظر الى اوليفيا "ولكن ، إصدار أقل قدر من الصوت قد يكون خطوة انتحارية "

وبداخل احد البيوت كان سباستيان و آريا يجلسان مقابلان لبعضهما البعض كلٌ يسند ظهره على جدار

وبينما سباستيان يقرأ كتاب ما كانت الفتاة تنظر إلى الأرض بلا هدف

فقط تمر الدقائق بلا فائدة

تسائلت آريا " إلى متى سوف ننتظر؟"

لم ينظر سباستيان حتى فقط استمر في القراءة وبعد لحظات اجابها "اذا اردتي النوم افعلي

انا سوف ابقى مستيقظ حتى الفجر ، وحتى تشرق الشمس"

وجهت آريا نظرها الى السقف "كم تبقى على الفجر؟"

استمر سيباستيان في عدم النظر إليها "بتخمين بسيط.... يمكنني الوقت تبقى ست الى خمس ساعات

لا يمكنني معرفة الوقت بدقه لأن الساعه الوحيدة التي امتلكها هي الآن بحوزة صديقي

لذلك اخلدي للنوم الآن وبعد بضع ساعات سوف نتحرك"

استمتعت آريا لما قاله واستلقت على الأرض محاولةً النوم ولكن بلا فائدة

نظرت آريا إلى سيباستيان "هل يمكنني طرح سؤال آخر ؟ "

اخفض سباستيان الكتاب وقام بفرك عينيه قليلاً ثم هز رأسه موافقًا

"اعتقد بأنك لا تعيش مع مخيم ما ، وسخرت سابقا منا

ولكن لا افهم؟ لماذا قد يعيش احدهم هكذا؟ اعني اننا يجب ان نتعاون في ذلك وعندما نكون داخل هذه المخميات نحن بأمان وكل يقوم بدوره لحماية الآخر"

بدأ سباستيان يتأمل الشباك وكل ما كان يراه هي تلك الذكريات

صراخ، فزع، الم،رعب

ومشاهد مليئة بالدماء

كانت كلها تحدث امامه في غمضه عين على الشباك

"لا يوجد سبب محدد ، انا فقط اجد نفسي مرتاحًا مع جماعة محدودة العدد ولا احب البقاء داخل منطقة واحده لفترة طويلة

هذا الأمر يسبب نتائج عكسية ، والآن اغمضي عينيك ونامي قبل ان اقتلع لسانك

لا احب ان اسمع ثرثرة شخص ما وانا اقرأ الكتب"

وبالفعل نامت آريا

وبينما هي نائمة كانت تحلم بأنها تهرب من شيء ما

كان هنالك كائن غريب

ليس ببشري ولا وحش ولا متحول ولا اي شيء

كان أقرب لكونه مسخ بعيون حمراء تبكي دمًا

عندها وضع يده عليها وبدأت تصرخ في حلمها

حتى تفاجأة ب سباستيان يوقظها وهو متوتر "بسرعه علينا التحرك فوراً"

وقبل ان تنطق آريا بشيء اسكتها سباستيان ووضع يده على فمها "لا تتحدثي

وإن تحدثتي فكوني حذرة واخفضي صوتك"

وأشار على الشباك

نظرت آريا الى الشباك ووجدت مجموعة من المتحولين يجولون حول المنزل

"كانت الأمور هادئة حتى أتى قط مزعج واصدر ضجيجًا جمع به كل الاوغاد " قال سباستيان

"وما العمل؟" اجابته آريا

وبدون ان ينطق قام سباستيان بالاشارة إلى الرده ثم إلى خارج المنزل

حيث انه يريد المغادرة فوراً

انطلق كلاهما بخطوات هادئة سريعه

وقبل ان يبلغانِ الدراجه وضع سباستيان يده على كتف آريا وضغط بقوة "مهما حدث

إذا سمعتي صوتًا عالٍ ومختلف عن اصوات المتحولين العادية

اياكي ان تنظري للخلف أو حتى تحاولي اطلاق النار او فعل اي شيء بدون اذني

هل هذا واضح؟

وشيء اخر لن نتحرك على الدراجه

فقط سيرًا لكي نتجنب احداث الضجيج"

وافقته آريا على كلامه وتحركت خلفه

كان التوتر يسيطر على آريا بينما ابدى سيباستيان علامات الثقة والتركيز

فهو معتاد على هكذا لحظات

وبينما حشود المتحولين الاشبه بجثث متحركة تزمجر في جوع

كان سباستيان واريا ينتقلان عبر الدخول من بيت إلى آخر لكي يستطيعا الاختباء

عندها دخلا إلى احد البيوت المتهالكة بعض الشيء

وهنا لاحظ سباستيان وجود متحول داخل المنزل

أشار على آريا بالسكوت والتحرك ببطئ

واثناء هذا كان المتحول يتحرك ببطئ وهو ينظر في اتجاه معاكس للغذاء الذي يبتغيه

توقف سباستيان امام مخرج المنزل وجعل آريا تخرج قبله ولكن هنا صرخت آريا في فزع حيث هاجمها أحد المتحولين وفي ذات الوقت كان المتحول الآخر في داخل المنزل قد لاحظ وجودهما

قفز سباستيان صارخاً وقام بطرق رأس المتحول الذي يهاجم آريا ثم ساعدها على النهوض

وفي تلك اللحظة قام المتحول الآخر بالصراخ بقوة شديدة مستدعيًا الآخرين ومهاجمًا لهما

هرب كلٌ منهما في رعب بينما بدأت تطاردهما جحافل المتحولين والتي بالرغم من بطئها الا ان كثرتهم تجعل الأمر صعبًا

وما زاد الأمر سوءاً هو ان سيباستيان ولاول مره منذ فترة طويلة قد سمع تلك الصرخة المدوية وهو خارج المنزل

وهنا تحطمت كل علامات الثقة في وجه سيباستيان وبدأ يجري مثل المجنون حتى تخلفت آريا عنه ولكنها استطاعت متابعة خطواته

في تلك اللحظة صعد سباستيان واريا إلى سطح احد المباني واغلقا الباب بإحكام بوضع بعض الصناديق المتواجده على السطح

نظر سيباستيان في رعب إلى آريا "هذا لا يكفي ، عددهم كبير....والاسوء ان الفئة الثالثة قد لاحظتنا وما هي إلا فترة قصيرة حتى يخترقوا هذا الباب"

كانت آريا مرعوبه وتتسائل ما الحل

وجه سيباستيان نظره نحو المبنى المجاور والذي كان قريباً بعض الشيء

ولكن ومع وجود خطر الفئة الثالثة

حركة مثل القفز إلى مبنى آخر هي حركة انتحارية بحته وسوف تؤخر حركتهما

انزل سيباستيان رأسه حتى غطى الشعر عينيه

كل شيء مضطرب

آريا تبكي في خوف

اصوات المتحولين تخترق مسامع كل كائن حي

ولا شيء سوى الخراب والموت يحوم حول المكان

رفع سباستيان رأسه وبصوت حاد نطق "لن تستطيع العيش في غابة الاسود الا لو كنتَ اسدًا او كائنًا اقوى واذكى منه

وكذلك الحال في العالم الذي تحكمه الوحوش المتحوله ،

هذه الوحوش خطر..... فإما ان تكون وحشًا مثلهم...

او أن تكون اخطر منهم.....ان تصبح انت الخطر الحقيقي"

وبعيون واسعه مخيفه اخذ سيباستيان مسدسه واطلق النار على فخذ آريا

سقطت آريا وهي تصرخ من الألم

اقترب منها واقتلع قلادتها

تمعن في القلادة قليلاً وابتسم "جيد ، لو أخذتها الى معسكرك....اعتقد بأني سوف اجني مقابل جيد من اصدقائك وعائلتك مقابل هذه القلاده "

كانت تبكي آريا وهي تطلب منه عدم الرحيل وان لا يتركها

ولكنه ضحك في سخرية "عذراً ، انتي شخص طيب

ولكني تصلحين ان تكوني طعم أكثر من كونك صديق لي أو شيء كهذا"

وفي تلك اللحظة استطاع المتحولون تحطيم الباب والهجوم عليهم افواجًا

قفز سباستيان بكل قوته نحو سطح المبنى الآخر

وقبل ان ينزل من السطح استطاع رؤيتهم.....الفئة الثالثة

وبالرغم انه قتل احدهم سابقاً....

الا ان هذه الكائنات ما تزال ترعبه وتطارده

لم يحتمل النظر اليهم أكثر وفر هارباً نحو مكان إقامته مع زاك واوليفيا....

ركض سباستيان تاركًا آريا خلفه

تبكي وهي تواجه مصيرها المخيف

ومع كل مره كان سباستيان يقدم على هذه الأفعال كانت مشاعره وعواطفه تموت أكثر وأكثر

كان الإنسان في داخله يتحول إلى شيء آخر

الى كيان آخر أكثر وحشية

لقد هرب طيلة حياته من الموت

حتى قبل الكارثة والمرض الذي اجتاح العالم

كان يواجه الحياة دائما

وفي النهاية

الحياة انتصرت واعلنت بأنها قتلت أعين بريئة أخرى وحولتها إلى عيون متوحشه قد تفعل اي شيء لأجل النجاة....

وها هو سباستيان

قد هرب من الموت مجدداً لكي يعيش يومًا آخر في هذا العالم....

الذي تجتاحه العيون الحمراء...

عيون المتحولين

2023/01/24 · 87 مشاهدة · 1215 كلمة
D.O
نادي الروايات - 2025