<البوابة الجنوبية للقرية>

فعل لوق كل ما كان باستطاعته فعله ، لقد ركز على أخذ الأطفال ثم النساء ثم العجائز ، لم يكن يستطيع أخذ جميع من في القرية لسببين وكذلك الوقت وقلة عدد الجنود الذين معه ...

على الرغم من أن هذا كان غير عادل ، فهو أخذ فقط من يعرفهم في القرية ، وترك الكثير من الأبرياء خلفه ، إلا أنه لم يستطع سوى مواساة نفسه بقوله أن هذا كان خطأ أوز وهو حقاً قد فعل ما كان باستطاعته ...

"جدي لوق، اين سنذهب ؟؟؟"

أتى فتىً إلى المقدمة بجوار لوق ، كان هذا الفتى يدعى "مايك" حفيد لوق من ابنته ...

"سنذهب في رحلة إلى المدينة المجاورة ، كن فتىً جيد وعد إلى أمك"

"حقاً ؟؟؟ ، لماذا لم تخبرني مبكراً ، لقد تركت ألعابي في المنزل ، هل يمكنني الرجوع وأخذها ؟؟؟ "

" لا سأشتري لك العاب جديدة ، لذا عد إلى والدتك "

" أستشتري لي حقاً ؟؟؟

" " نعم "

"ياااي ، العاب جديدة العاب جديدة ، سأذهب لأخبار الاخرين ..."

رجع مايك إلى الخلف عند الأطفال وهو يخبرهم ويتباهى أمامهم بأنه سيشتري الكثير من الألعاب ...

"ايييه ، العاب أخرى ؟؟؟ انا احسدك ، ليس لدي سوى القليل"

" نعم نعم ، أنا هو الافضل "

" ولكن ، الم نسرق الكثير من الالعاب في الامس لماذا تركت ... "

تحدث جايك عن السرقة التي فعلوها بالأمس وهربوا من محل الالعاب ، لكنه كان يتحدث بصوت عالٍ لدرجة ان الجنود سمعوا ما قاله ، وكذلك باقي الاطفال ايديهم على فم جايك لكي لا يتحدث وهم يضعون اصبع واحد على فمهم في نفس الوقت ...

"اشششش ، اتريد ان يعلم جدي عن هذا ، لن نفلت بدون عقاب"

"آسـ ... آسف يا رفاق"

اعتذر جايك وهو يخفض رأسه ، لقد كان يبدو أخيراً مدركاً لخطأه ...

"ولكن ، مايك ... الم يتحدث جايك بصوت عالٍ؟ ، لماذا لا يفعل الجنود شيئاً حيال هذا ؟؟؟"

عندما ذكر أحد الأطفال هذه النقطة التي كانوا غافلين عنها التفت جميع الاطفال إلى أقرب الجنود اليهم ، لكن ما رأوه كان مخيفاً .. .

كان هذا الجندي يرتجف وهو يمسك مقبض السيف لكنه عليه شديد وبالكاد كان يستطيع المشي على خط مستقيم ...

التفت جميع الاطفال صوب مايك ووجوههم مليئةٌ بالرعب ...

"مايك لم أكن أظن أن جدك شرير جداً"

"أرجوك لا تخبر جدك عن أي شيء وإلا سيقتلنا جميعاً !!! "

وضع مايك ابتسامة مزيفة على وجهه ، فهو لم يكن يعرف أن جده كان بهذه القسوة مع الجنود ...

" اعععععععععععععععع "

الجندي الذي لم يكن يستطيع المشي بشكل مستقيم وجه وجهه إلى اللون الازرق وهو يصرخ .. .

توقف الجميع للالتفات إلى مصدر الصراخ ليجدو الجندي ملقيا على الأرض وهو يتصارع مع نفسه ...

"اععععععععععععععع"

بعد الصراخ بقوة توقف فجأة ووقف بشكل غريب وهو ينظر إلى الأرض وفجأة ...

"اعععععععععععععععع"

"اععععععععععععععععععع"

"اععععععععععععععععع"

صرخ عدة أشخاص آخرين من مختلف الأماكن ولكن هذه المرة لم يكونوا جنوداً بل كانوا أشخاصاً عاديين أتوا من القرية ، ...
وقفوا جميعهم بطريقة غريبة وهم ينظرون إلى الارض أيضاً ...

"سام ماذا حل بك ، أأنت بخير ؟؟؟"
اقترب أحد الأشخاص من سام الذي أصبح يفعل اشياءً غريبة ...

ولكن بمجرد أن اقترب الرجل من سام قفز سام وعض الرجل في رقبته !!!

"ارررررغغغ" ~ ...

ولكن لم يستطع سام اختراق الرقبة بسهولة ، لذا كان يشدد الضغط بأسنانه على رقبة الرجل أكثر من صوت طقطقة العظام ونشش اللحم كان الصوت لوحده قادراً على جلب الجنون للبعض ... ، وبعد الضغط باستخدام استطاع اختراق رقبة الرجل وتركه ينزف حتى الموت ، .. .

عندما انتهى سام لم يأكل من الرجل بل نهض واستمر بالهجوم على من كانوا قريبين منه ... !!!

الجندي الذي كان واقفاً بشكل غريب مثل سام أخرج السيف من غمده وحاول الهجوم على القريبين منه أيضاً ، كانت تلك المجموعة هي مجموعة الأطفال ... !!!

"ارررررغغغغغ" ~ ....

ولكن بمجرد أن اقترب تم تكسير سيفه بمهارة حادة وسرعة خارقة ...

"مالذي تفعله ؟؟؟ ، كجندي عليك حماية المدنيين ، وليس قتلهم"

وقف كل من لوق و الجندي الغريب بين الاطفال ، كان لوق ممسكاً بسيفه الذي كان يشع بهالةٍ خضراء تحيط بالسيف ، كانت الهالة تشعر المرء أنه سيقطع في أي لحظة بمجرد النظر اليها ... !!!

كانت هذه القدرة تسمى (هالة الشوك الاخضر) والتي كانت تعتبر من قدرات فنون القتال التي يجب أن تتدرب بجهد كبير لكي تحصل عليها ، فهي لا تستيقظ بنفسها ...

نظر الجندي إلى لوق وهو يميل رأسه إلى الجانب بدون أن ينطق بكلمة واحدة ، ثم هجم على لوق بالسيف المكسور فجأة ...

"اذاً انت لم تترك لي أي خيار ..."

رفع لوق السيف عالياً وهو يفعل الهالة ، في الواقع لقد كان يشعر بالشفقة على الجندي ...

"مايك ، ماذا تفعل ؟؟؟"

"مايك ، توقف !!! "

بعد سماع لوق الاطفال يصرخون في الخلف ، شعر بشيء ساخن يخترق ظهره ، ...

أدار رأسه إلى الخلف ليجد مايك يغرز سكيناً في ظهره ،... كانت تلك السكين هي ذات السكين التي أهداها هو لمايك سابقاً ،... !!!

"مايك ، لماذا ؟؟؟ "

على الرغم من أن لوق كان يسأل مايك إلا أن مايك لم يتحدث ابداً بل كان يستمر بالضغط بقوة على السكين لتخترق أعمق وأعمق ...

"اررررغغغغ " ~ ...

انهارت قوة لوق وسقط على ركبتيه ، لكنّ مايك كان لايزال يستمر في الضغط على السكين حتى غُرِزت السكين بالكامل في ظهر لوق ،...
بعدها ترك مايك السكين والتفت إلى باقي الأطفال ، تم توجه نحوهم دون تردد ،...

"لا ، مايك لا تذهب في ذلك الاتجاه ... "

على الرغم من إصابة لوق الخطيرة ، إلا أنه حاول إمساك كتف مايك وايقافه من الذهاب وقتل الاطفال ...
الجندي الذي كان واقفاً منذ برهة ، أتى إلى يد لوق ورفع السيف المكسور وأنزله بقوة بنية قطع يده ...

"ارررررغغغغغغغغغغ "

لم تقطع يد لوق من أول ضربة ، بعد ضربات عديدة استطاع الجندي قطعها من منطقة الكف ...

"اررررغغغغغغغغ "

استمر مايك بالمشي ويد لوق المقطوعة لا تزال متعلقةً بكتفه ...

"لا ، لا يجب أن تفعل هذا ، ماااااايك "

استمر لوق بالصراخ على مايك بكل ما أوتي من قوة ...

لكن فجأةً تحول هذا الصوت من صراخ إلى بكاء

"مايك أرجوك توقف ، لا يجب أن تفعل هذا ... "

"إذا فعلت هذا ستندم طيلة حياتك ... "

على الرغم من صراخ لوق المتواصل إلا أن مايك لم يبدي أي ردة فعل ، بل استمر في اتجاه الاطفال الخائفين بلا مبالاة ، حاول الاطفال المقاومة ولكن كان جسد مايك أقوى من العادة بعدة مرات ...

"مايك ، هذه انا ، مايا ألا تتذكرني ؟؟؟ "

أمسك مايك بالفتاة من حلقها وهي تصيح والدموع في عيناها ...

"مـ مايك ، أر...جوك اتركـ...ني "

اختنقت مايا وهي تحاول المقاومة ودفع مايك لكن مايك لم يتزحزح من مكانه ولو قليلاً واستمر بخنقها بقوة حتى توقفت عن المقاومة ، أصبحت عيناها خاوية من الحياة تماماً ...

ذهب مايك الى الفتى التالي مباشرةً ، ولأن السكين خاصته كان قد غرز مسبقاً في ظهر جده فقد استخدم الأظافر والأسنان للقتل ، كان هذا ما جعل المكان دموياً بشكل مريع ، لقد كان مشهداً يجلب الغثيان ...

"ماييييكك ، توقف الان ... "

كان لوق يصرخ من أعماقه ... كان يريد البكاء حقاً في تلك اللحظة ... !!!

لم يكن يستطيع تقبل فكرة أن من يفعل هذا الآن هو حفيده البريء مايك ...

عندما فكر في هذا تبادرت إلى ذهنه ابتسامة مايك البريئة ،... في هذه اللحظة لم يستطع لوق كبح دموعه من الإنهمار ...
كان شعوره مختلطاً ... كان حزيناً لرؤية حفيده بهذه الهيئة ، لم يكن يتصور أن يحدث هذا في حياته ... لقد كان يشعر لوق بالسخط لما حدث لحفيده ... في هذه اللحظة ، تنوعت مشاعر لوق بين الألم ، والحزن ، والسخط ، والغضب ،...

لقد كان ساخطاً من نفسه أيضاً ، لقد لام نفسه على ضعفه ،... لم يكن بإمكانه سوى مشاهدة حفيده وهو يمزق أصدقاءه وكل من حوله ويحول الساحة إلى بركة دماء قرمزية اللون ...

كانت دموع لوق تنهمر على خديه أثناء ترجيه لحفيده ...

" اذا لم تتوقف الان ... ستفقد نفسك "

على الرغم من صراخ لوق المتواصل إلا أن مايك لم يبدي أي ردة فعل بل استمر في التمزيق والعض والنهش ،...

"لماذا ؟؟؟ ، مايك ، لماذا تفعل هذا ؟؟؟ "

كان لوق جاثياً على ركبتيه وهو يمسك ذراعه المقطوعة ويذرف الدموع ، لقد أراد إغماض عينيه ونسيان كل ما يحدث ، ولكن فجأةً ، أمسكت يدٌ جفونه وفتحت عينيه بقوة ،... !!!


"تسك تسك تسك ، لا لا لا ، كيف تغمض عينيك أمام مشهدٍ جميلٍ كهذا ؟؟؟ ..... انظر إلى هذه الدماء القرمزية ...... انظر إلى هذه الدموع البريئة ... هل هناك مشهد أجمل من هذا على وجه الأرض ؟؟؟
يا إلهي أنه أجمل مشهد رأته عيني ...
فلتمتع ناظريك يا لوق بهذا ... لا تزح عينيك عنه ... !!! فقط استشعر جماله "

كانت تعابير ذلك الرجل تحمل الجنون والهوس
كانت كلماته وطريقة نطقه غير اعتيادية
لقد كان شيطاناً بحق ... !!!


جلس الرجل ذو العباءة أمام لوق وهو ينظر إلى عيني لوق بابتسامة تجعل البدن يقشعر من العظام حتى الجلد وعيون تركت كل شيء يتعلق بالمنطق ، ...

"الجاهلين امثالك الذين لا يرون المتعة في القتل هم أكثر من أكرههم ... دعني أخبرك بشيء ... لقد كان الدمار جزئًا منا نحن كبشر ... سنة الدمار هي سنةٌ سوف تكون موجودة دوماً ... وبهذا ستستمر حلقة الدمار دوماً حتى النهاية ..... و عندما تأتي في نهاية الدمار ستأتي نهايتنا معها أيضاً .... لذا يجب أن تتقبل الدمار كما هو ... !!! "



"م ... ماذا ؟؟؟؟"



كان لوق امام هذه الكلمات والصوت الجنوني الذي يجعلك تصدق وتؤمن بكل ما يقولة ......... ذو عقل فارغ تماما ، بسبب حدوث تصادم في صميم معتقداتة .....



"همممم ، ربما لا فائدة منك !!! ، تسك تسك ، ياللخسارة"





-------------------------------------------------- ------------------



اذا اعجبك الفصل اضغط على زر التوصية واترك تعليق جميل





تأليف: مشاري 507



تدقيق: LINUX-MAN







2020/07/04 · 227 مشاهدة · 1592 كلمة
Meshary.x.x
نادي الروايات - 2024