السلام عليكم ، أسف على تأخر النشر أنا أوجه بعض المشاكل حاليا...قراءة ممتعة
الفصل الخامس: عداوة
تُروى في كتب العصر القديم أسطورةٌ عن رجلٍ تحدّى قوانين السماء والأرض.
إمبراطور الجسد الطاغية… هكذا خُلّد اسمه.
كان معاقًا، عديم التدريب، لا يعرف معنى التشي، بلا أي مسارٍ أو موهبة، لكن بجسده وحده حطّم النجوم وأخضع الأباطرة الآخرين لقوته.
لم يكن يملك أي سرٍ سوى جسده، ومع ذلك لم يخسر قتالًا قط، كان طاغيًا طغى بقوة جسده على الجميع.
وشاء القدر أن يلتقي لين فان في حياته السابقة بميراث هذا الإمبراطور، مصفوفة غامضة كان اسمها تقنية "جسد الطاغية". لكنه آنذاك كان قد بلغ ذرى عالية في مساره.
فلم يستطع التدرب عليها، إذ تتطلب التقنية جسدًا في بداياته الأولى. فبقيت تلك الجوهرة الثمينة في ترسانته، حسرته الدائمة.
أما الآن… فقد أُعيدت عقارب الزمن، وهذه فرصته التي لن يضيعها.
---
في ذهنه، انبثق المشهد: مصفوفة من النقوش القديمة المهيبة، كلمات محفورة بالدم.
"الجسد… هو الأصل، العظم والدم واللحم. هذه هي الممالك الثلاث الأولى. كل من يعبد التشي، عبدٌ لشيء خارجي. انا من يعبد جسده… فهو طاغية بحد ذاته."
ارتعش قلب لين فان مع كل كلمة.
كان مسار الجسد طريقًا شاقًا لا يرحم. يتطلب كنوزًا سماوية، موارد نادرة، عملًا شاقًا ومعجزات تفوق الخيال.
على عكس مسار الطاقة، الذي يمنح صاحبه قوة سريعة وقابلة للنمو، فإن مسار الجسد بطيء، ثقيل، ومليء بالتضحيات.
لكن… هذان المساران يكملان بعضهما.
القوة وحدها ناقصة. الطاقة وحدها ناقصة. أما إذا اجتمعا في جسدٍ واحد… فذلك سيخلق قوة تتحدى السماوات.
لين فان قبض يده بإصرار.
"في هذه الحياة… سأسلك كلا الطريقين. مهما كلّف الثمن."
---
تفحص لين فان مراحل هذه التقنية…
المراحل الأولى ظهرت أمامه واضحة:
1. مرحلة الجلد الحديدي (ابتدائية، متوسطة، ذروة).
2. مرحلة العظام الصلبة.
3. مرحلة العضلات الفولاذية.
4. مرحلة نخاع العظم الذهبي.
5. مرحلة الأعضاء السماوية.
6. مرحلة الجسد الماسي.
ومن ثم البوابات الداخلية الثمانية، أوحت بقدرات تفوق التصور حتى إن لين فان ذهل.
لكن عينيه جفلت.
"هذه… نصف التقنية فقط؟"
"التقنية ليست مكتملة؟ لكنني متأكد أني حصلت على ميراث الإمبراطور كاملًا؟ هل أخفى نصفها، أو أنها لم تكن له منذ البداية؟"
بالتفكير في الافتراض الأخير…
إمبراطور الجسد الطاغية سيطر على الحقل النجمي بنصفها! مجرد التفكير في الكاملة جعل دمه يغلي.
---
بينما كان عامل يقوم بترتيب بعض الأعشاب في القاعة، دخل شابٌ يرتدي ملابس فاخرة. استقبله صاحب القاعة بابتسامة عريضة.
"سيدي الشاب باي تيانلونغ، وصلتنا للتو أعشاب من المقاطعة الجنوبية، ستعجبك كثيرًا."
عين لين فان انقبضت قليلًا.
الشاب المغرور الذي اصطدم به سابقًا كان السيد الشاب لعشيرة باي.
عشيرة باي… إحدى أعظم العائلات المختصة في الكيمياء، جذورها عميقة، وفروعها منتشرة في كل مدينة تقريبًا. كانت تسيطر على معظم تجارة الحبوب الطبية والمراجل في كامل هذه المقاطعة. ولها سادة حبوب يلقبون بملوك الكيمياء.
لين فان تجاهل وجود الشاب، وتقدم نحو البائع قائلاً:
"أريد مجموعة من هذه الأعشاب."
لكن صوتًا متغطرسًا قاطعه.
"أيها الوغد! ألا ترى أنني أتحدث؟ ألا تملك ذرة احترام؟"
لين فان توقف لحظة، ثم رد بهدوء:
"خطئي."
الشاب باي تيانلونغ رفع ذقنه بنظرة استعلاء، لكنه لم يستطع كبح فضوله.
عيناه ضيقتا وهو يتأمل وجه لين فان، قبل أن يبتسم بازدراء.
"هه… تبدو مألوفًا."
بعض النظر قليلًا…
"لحظة… هه، أنت المتسول من قاعة الوحوش، أليس كذلك؟ من كان يظن أنك تجرؤ على دخول قاعة باي للأعشاب!"
ضحكات خفيفة خرجت من بعض الزبائن، بينما لم يتغير تعبير لين فان. لم يبالِ.
الحقيقة أن باي تيانلونغ لم يكن بحاجة إلى نقود لين فان التافهة، فما هي إلا فضيات لا تساوي شيئًا لعائلة مثل عائلته
لكنه… كان ابنًا مباشرًا بلا موهبة. لا قدرة على فنون القتال، ولا موهبة في الكيمياء.
كل من حوله برعوا إلا هو، حتى صار مجرد ظلٍ لعائلته. لذا، ربّى عادة التنمر على الآخرين، يستغل اسم عائلته ليشعر بالسلطة التي يفتقدها داخله و يملئ النقص الذي يشعر به
رفع صوته في وسط القاعة محاولًا إذلال لين فان
"أخرج نقودك وثيابك فورًا. لا مكان للقمامة في هذه المدينة!"
لين فان رفع حاجبه بابتسامة ساخرة ثم قال
"تريد نقودي؟ و حتى تجريدي من ثيابي إن كانت لك القدرة تقدم"
واصل لين فان الكلام
"أراك معتادًا على الكلام الكبير. الغريب أنك كلما فتحت فمك، بدوت أصغر."
الحاضرين كتموا ضحكاتهم، بينما احمر وجه باي تيانلونغ غضبًا
"أنت… أحمق! تجرؤ على السخرية مني؟! هل تعرف من أكون؟"
لين فان إبتسم قليلا ثم قال
"أنت شاب يختبئ خلف اسم عائلته، يتظاهر بالقوة لأنه لا يملك منها ذرة. صراحةً، عندما نظرت إليك أول مرة، ظننتك مجرد خادم يبالغ في لبس الحرير. لكن الآن… اتضح أنك حتى أقل من خادم."
"آه… تذكرت. أنت باي تيانلونغ، صحيح؟ ذاك الذي يقولون إن موهبته في الكيمياء… كموهبة خنزير في العزف. وفنونه القتالية؟ حتى خادم في الطائفة الدنيا يمكنه سحقك. صدقني، يا تيانلونغ، الشيء الوحيد الذي ورثته عن عائلتك هو لقب لتتفاخر به… أما البقية؟ مجرد قشرة فارغة."
ثم انحنى قليلًا نحوه وهمس بصوت يسمعه هو وحده
"لهذا أنت تحتاج أن تشتري احترام الناس… بالمال، وبحراسك. مؤسف فعلًا."
الوجوه من حولهم توترت، بعضهم كتم ضحكة، وبعضهم شهق بدهشة
لم يستطع باي تايلونغ الرد فقط تلون وجهه بالأحمر بينما إستشاط غضبا و صرخ
" أمسكوه حيا ، لا تدعوه يفر منكم"
اندفع حارسان ضخمان، كلاهما في المستوى السابع من عالم التأسيس. أحدهما ضحك ساخرًا وهو يشد قبضته
"سيدي، لن نترك لهذا الجرذ فرصة للهروب."
توهجت قبضته بالطاقة الداخلية، اندفعت كالبرق نحو وجه لين فان
لكن الأخير لم يتحرك إلا لحظة صغيرة. أدار رأسه بخفة، فتجاوزت اللكمة خده تاركة تيار هواء قوي
مما جعل اللكمة تبدو و كأنها لم تصوب نحوه من الأساس
في اللحظة نفسها، ركّز طاقته الداخلية في ذراعه اليمنى وضخ البقية في ساقيه
انطلقت قبضته في خط مستقيم مثالي، وضربت بطن الحارس مباشرة
بووووم!
اهتز جسد الحارس الضخم وتراجع مترين قبل أن ينهار أرضًا، يتلوى من الألم عاجزًا عن الحركة.
لين فان أعاد يده بهدوء، نظر للحاضرين ثم للشاب
"هذا كل ما لديك؟ مخيب للآمال"
بعد أن سقط الحارس الأول متألمًا غير قادر على الحركة، صرخ باي تيانلونغ بغضب وهو يوجه الشتائم نحو تابعه
"أيها الأحمق عديم الفائدة! تجرؤ على السقوط أمام متسول؟! انسَ راتبك لهذا الشهر، بل انسَ أي مكافأة مستقبلية!"
تجمد الحارس الجريح على الأرض، يتألم جسده وتبكي عينيه، لكن الخوف الأكبر كان من حرمانه راتبه الشهري. في تلك العائلة، فقدان الأجر يعني الجوع، والمهانة.
أما الحارس الثاني، فقد ارتجف قلبه للحظة وهو يسمع صراخ سيده، لكنه تشبث بكرامته الوهمية
. استل سيفه من غمده، وعينيه مليئتان بالغرور المصطنع
لم يعد يجرؤ على التهاون مع لين فان، لكنه لم يكن ليتراجع.
صرخ بوحشية، قفز عاليًا رافعًا سيفه بكل قوته، ثم هبط مثل نسرٍ جائع، مشحنًا ذراعيه بالطاقة الداخلية ليطلق قطعًا عموديًا قاطعًا
هجوم لا رجعة فيه… إما أن يقتل خصمه، أو يُقتل بعار
لكن… شتان بين الاثنين
ذلك الحارس كان مجرد تابع غبي، بينما لين فان كان
رجل صعد من أعماق القاع، لا من بيوت الذهب والقصور مثل الأباطرة الآخرين.
لقد شق طريقه وسط الدماء، عبر آلاف المعارك، كل خطوة من حياته كانت خبرة، كل قتال كان درسًا
. لم يكن في الدنيا نوع من الهجمات إلا ورآه، ولم تكن هناك ثغرة إلا وتعلم كيف يستغلها.
وعينه الثاقبة لم تخطئ. رأى كل شيء.
لقد حسب لين فان توقيت الهجوم بدقة متناهية. كان يعرف أن سيف الحارس سيتأخر بمقدار نَفَسٍ واحد فقط قبل أن يمس جسده
نَفَس واحد… لكنه كافٍ لصنع الفرق بين الحياة والموت.
انتظر حتى اقترب الحارس بما يكفي، حتى أصبح جسده في مدى الضربة المثالية، عندها تحرك لين فان.
رفع ساقه اليمنى بهدوء لا يوصف، ثم أطلق ركلة شرسة بدقة متناهية نحو المكان الأشد حساسية في جسد الرجل… أعضاؤه التناسلية
بوووم!
ارتجف الهواء، وارتفع صدى مكتوم، ثم أطلق الحارس صرخة مكتومة قبل أن تغيب عيناه عن الوعي. جسده القوي انهار كأنه خشب ميت، ساقطًا على الأرض مثل كيس مهمل
لم يكن مجرد فقدان للوعي… لقد كانت ضربة قاتلة من نوع آخر. تلك الركلة، المدعمة بالقوة الداخلية
لم تحرمه من المعركة فقط، بل من المتعة طيلة حياته. مزقت كبرياءه، سلبته رجولته، حرمت منه حق الزواج، والإنجاب، والحب.
بضربة واحدة، جعل لين فان حياته جحيمًا حيًا.
وقف لين فين عند رأسه و ضحك ساخرًا
"كنت ستقطعني نصفين… لكني قصصت عنك المستقبل."
شحب وجه باي تيانلونغ، صرخ بجنون بينما جسده يرتجف
"أيها الوغد! لعنة عليك، لعنة على عائلتك! سأمزقك إربًا!"
لكن لين فان لم يكلف نفسه عناء الرد. لقد أهانه بما يكفي، وأهان عائلته أمام الناس. لم يعد يحتمل تضييع وقته الثمين على مثل هذه الحشرة
غادر القاعة بخطوات هادئة، غير مبالٍ بالصراخ الذي يلاحقه، ولم يلتفت للوراء. هذا المكان لم يعد يصلح للشراء بعد أن صنع عداوة مع سيدهم الشاب من المستحيل أن يبيعو له شيئا
توجه مباشرة إلى برج التجارة.
كان قد سمع من قبل أن هذا البرج واحد من أعمدة الاقتصاد في المقاطعة، لا يقل قوة عن عائلة باي. و كان له فرع في المدينة
مبنى شامخ متعدد الطوابق، يعج بالمتسوقين من كل الطبقات. كل طابق مختص بنوع معين من السلع، وكانت الأعشاب والمواد الكيميائية في الطابق الثالث.
دخل لين فان، صعد إلى الأعلى بخطوات واثقة. في الطابق الثالث، استقبله عامل مهذب، فسأله عن مجموعة الأعشاب التي حددها لتقنية جسد الطاغية.
تفاجأ العامل، وارتسمت على وجهه الدهشة و بعض الغراب
"هذه… هذه أعشاب نادرة للغاية يا سيدي ، ليس على مستوى محلنا فقط بل على مستوى القارة و معظمها إنقرض رغم حتى في المبنى الرئيسي عندنا لا توجد "
تمتم لين فان داخليا
"تلك القارة، وذلك العالم… كانا أفقر مما ينبغي. حتى أبسط مسار للجسد هنا، بدا كالمعجزة"
تفحص المصفوفة مجددا و اختار اصنافا ادنى بعشرات المرات التي كانت بالنسبة له كالقمامة لكن لم يكن لديه حل اخر
أجاب للبائع بصدق
"حتى المبنى الرئيسي لا يحتفظ بالكثير منها، أسعارها… مرتفعة . بالنسبة لأعشابك، نصفها فقط متوفر حاليًا هنا… وسيكلفك مائة وعشرين عملة فض
ية. أما النصف الآخر، فيجب طلبه من المبنى الرئيسي، ولا أستطيع أن أؤكد سعره لك الآن."
ارتعشت نظرة لين فان للحظة، ثم عبس وجهه ببرود
مائة وعشرون فضية… هذا المبلغ لم يكن ضخمًا لعائلات النخبة، لكن بالنسبة لحاله الآن سيكلفه بعضا من الوقت
تنهد داخليًا
"هل عليّ العودة لصيد الوحوش مجددًا؟"
أعطونا آراءكم في التعليقات و تقييمكم للفصل
_كيف كان القتال؟
_هل الوصف مبالغ فيه؟
_ هل أستمر على نفس المنوال أو أغير من طريقة كتابتي قليلا ؟
ارجو أن تساعدوني في حل شكوكي