السلام عليكم عذرا على الانقطاع أمر بمشاكل الآن ، عدنا إليكم بفصل خفيف قراءة ممتعة و سنعود قريبا للتنزيل اليوم

الفصل السابع : دم و عرق

بينما كان لين فان يتمشّى في شوارع المدينة، أخذت الشمس بالانحدار ببطء نحو المغيب، تصبغ السماء بدرجات برتقالية حمراء كأنها لوحة معلّقة بين الأرض والسماء.

كان المشهد جميلاً، لكن فكره لم يكن منشغلاً بجمال الغروب بقدر ما كان يسبح في داخله، يراجع ما أنجزه خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

لقد حقّق هدفه من الخروج، وحصل على الأعشاب اللازمة للصقل.

كوّن صلة مع أكبر مبنى تجاري في المدينة، وترك عندهم انطباعًا لا يُنسى.

بل وأكثر من ذلك، اكتسب عداوة عائلة باي. لم يكن هذا أمرًا سيئًا بالنسبة له… على العكس، كان يرى فيه فائدة. وجود عدو دائم الضغط عليه يمكن أن يكون حافزًا لتسريع نموه.

لم يطل به الوقت حتى عاد إلى النزل. استقبله المضيف بترحاب، فردّ عليه بابتسامة راضية، قبل أن يتوجه مباشرةً إلى غرفته.

طلب حوضًا مائيًا كبيرًا من خادمة، وأمرها بصرامة

"في الأيام القادمة… لا أريد أي إزعاج. لا أحد يقاطعني سواء لأجل الطعام أو غيره."

ثم دفع لها حق خمسة أيام إقامة إضافية مقدمًا.

بعد أن استحمّ جلس على سريره متربعًا، وانغمس في التأمل.

بدأ بتدوير تقنية الجوهر الإلهي، يفتح مساراته تدريجيًا وينقّي قوته إلى أنقى أشكالها. استمر على هذا الحال حتى وصل ذروة الطبقة الخامسة من عالم التأسيس

كان مستعدًا للاختراق، لكنه توقف فجأة

"هذا هو الوقت المناسب لممارسة تقنية الجسد الطاغية… كلما بدأت أبكر، كانت الفوائد أعظم."

جلب الحوض و ملأه بالماء، ثم أخرج بعض الأعشاب التي حصل عليها. لم يخرجها كلها، بل جزءًا منها فقط

عشبة اليَراع الأحمر.،جذر الحديد البري ،أوراق اللوتس الليلي ،زهرة اللهب الهادئ

لم يكن لين فان يملك في الوقت الحاضر تشي ولا قوة روحية يستطيع بواسطتها استخلاص العصارة الطبية من الأعشاب.

لذا اتبع الطريقة الأبسط: وضعها كاملة في الماء ليذوب جوهرها تدريجيًا.

نزع ثيابه، ثم دخل الحوض

بخبرته القديمة وذكرياته كإمبراطور الفراغ، بدأ بتدوير تقنية الجسد الطاغية

أدخل الفوائد الطبية في جسده رويدًا رويدًا و دور تقنية الجسد الطاغية صاقلا جسده

في البداية شعر بألم طفيف، سرعان ما تصاعد حتى صار كالنيران تمزّق أوصاله

تدفّق العرق من مسامه بغزارة، وفي نفس الوقت تعكّر ماء الحوض شيئًا فشيئًا، متحوّلًا إلى لون داكن مليء بالشوائب الكريهة

كان جسده يطرد أوساخًا متراكمة منذ سنوات طويلة، بينما عظامه ولحمه يلتهمان الفوائد الطبية كجياعٍ حُرموا من الطعام

استمر لين فان على هذا الوضع ساعات طويلة.

كل لحظة كانت كجحيم حي، لكن عينيه بقيتا مغلقتين بثبات، وصموده لم يتزحزح

وعندما هدأ جسده أخيرًا ولم يعد يخرج منه شيء، نهض من الحوض ببطء

كان ماء الحوض قد تحوّل إلى سائل أسود كثيف كأنه زيت محترق، ورائحته مقززة لا تُطاق

دخل للاستحمام مرة أخرى، ثم تخلّص من المياه النجسة.

وقف لين فان أمام المرآة الخشبية البسيطة وتفحّص جسده.

لمعت عيناه بابتسامة عريضة

حينما دوّر الجوهر الإلهي من جديد، وجد أن العملية أسهل بكثير من السابق. مساراته كانت أكثر نقاءً وصحة، وطاقته تتدفّق بانسيابية أكبر.

كما شعر بالقوة تستيقظ في عضلاته وعظامه، قوة جسدية خام تكفي لهزيمة أولئك الحارسين الذين واجههم من قبل… دون الحاجة لاستخدام أي قوة داخلية.

بالنسبة إلى مجرد بداية مرحلة الجلد الحديدي ، كانت الفوائد التي جناها مذهلة.

و كان لين فان قد قسم موارده إلى ثلاثة أجزاء حسب ما تقول المصفوفة

أول جزأين لاستخدامهما في حمامين طبيين كما فعل الآن

أما الجزء الأخير… فكان مخصصًا للوصول إلى الطبقة المتقدمة من المرحلة، حيث تتطلب العملية استخدام حبوب خاصة بدلًا من مجرد الأعشاب

ابتسم لين فان لنفسه، ثم أغلق عينيه مستعدًا لجولة جديدة من الصقل... حتى مضت 5 أيام

........

في وسط الغرفة

كان لين فان جالساً يتأمل ما أنجزه في الأيام الخمسة الماضية. جسده تغيّر، قوته تضاعفت، و طاقته الداخلية صارت أكثر نقاءً. ومع ذلك، حين فتش في نقوده لم يجد سوى فتات.

ضحك بمرارة

"تبا… كنت كريمًا أكثر من اللازم في كل محل. الآن صرت مفلسا."

لم يكن أمامه خيار سوى الصيد. لكن في أعماقه، لم ينزعج

"ربما هذا أفضل… لقد اشتقت للمعارك الحقيقية. لم أختبر قوتي فعلا منذ أن جئت لهذا الجسد."

حمل نفسه وتوجه نحو الغابة، المكان الذي يقطنه الخطر والموت، لكنه أيضًا يخبئ الفرص

---

لم تمض ساعات حتى اعترض طريقه ذئب وحشي من المرتبة الأولى المتقدمة. عيناه تلمعان بالقتل وأنيابه تتقطر دما.

أطلق الذئب عواءً هزّ المكان، وانقض بسرعة مذهلة. لكن لين فان لم يتراجع، بل ثبت قدميه وضرب بقبضة مباشرة.

اصطدم الذئب بالضربة في صدره، تدحرج على الأرض يأن، قبل أن ينهض ويقفز من جديد محاولًا نهش عنق لين فان.

ابتسم هذا الأخير ببرود

"سرعتك لا تقارن حتى بالمرحلة المبكرة من تدريبي السابق."

التف بجسده، ركل رأس الذئب جانبا، ثم ختمها بضربة كف سحقت رقبته

سقط الوحش ميتًا، ولين فان يزفر بارتياح

"سهل جدًا."

تعمق أكثر في الغابة، وهناك خرج له خنزير بري ضخم، مرتبة ثانية - مرحلة ابتدائية. قرونه الحادة تشع بالتشي الوحشي.

اندفع الخنزير كصخرة متحركة، هاجم بجنون.

لين فان تفادى بخطوة جانبية، وجمع قوته في ذراعه قبل أن يسدد لكمة.

لكن جلد الوحش كان أكثر صلابة مما توقع. ارتد بعض الألم إلى ذراعه، بينما الوحش انقلب للأمام ونهض دون خسائر كبيرة

زمجر لين فان

أطلق هالة عنيفة، جسده توهج بخفة، ثم تسلل بسرعة تحت بطن الوحش وضربه بلكمتين متتاليتين.

ارتج جسم الخنزير، قبل أن يتهاوى مضرجا بدمائه.

تنفس لين فان

"مقاوم بعض الشيء… لكنه ليس أكثر من حشرة"

لم يبتعد طويلا حتى دوّى زئير مزعج جعل الأرض تهتز. خرج أمامه دب من المرتبة الثانية - المرحلة المتقدمة، ضخم كالجبال، عيناه حمراوان يتقدان تشيًا وحشيًا قاتلا.

لين فان شدّ قبضته بتوتر

اندفع الدب بخطوات ثقيلة، ولكم الأرض بمخالبه، لينفجر منها عمود من الطاقة الوحشية نحو لين فان.

تفادى بسرعة، لكن الانفجار مسّ كتفه وأسقطه على الأرض، تاركًا حرقًا مؤلمًا.

>"مهارة هجومية عن بعد… هذا ما كنت أخشاه."

إمتلكت الوحوش من من الطبقة 2 المرحلة المتقدمة فما فوق القدرة على إطلاق هجمات بعيدة المدى بفضل التشي الوحشي الذي يمكنهم من تفعيل مهارات خاصة بسلالتهم

لم يكن قادرا على المراوغة طويلا. الدب اقترب وضرب بكفه العملاقة، كاد يسحقه تحتها لولا أنه دور تقنية الجسد الطاغية، فتوترت عضلاته كالحديد.

رغم ذلك، اصطدم جسده بالأرض بعنف وسعل دمًا.

وقف يترنح، يمسح الدم من فمه

"لو لم أبدأ بصقل الجسد… لكنت الآن ميتًا."

جمع قوته كلها، اندفع تحت قدمي الدب، صرخ وهو يضرب بأقصى ما يملك في بطنه.

ارتج الجسد العملاق، الدب زمجر غاضبًا وأطلق موجة طاقة وحشية أخرى، أصابت جانب لين فان، فجرحت ضلوعه

لكن لين فان لم يتوقف، قفز على كتف الوحش، صرخ وهو يسدد ضربة مركزة على رأسه مستخدمًا كامل طاقته المتبقية.

تصدّع جمجمة الدب أخيرًا، ومع آخر زمجرة هائلة انهار على الأرض.

وقف لين فان يلهث، جسده مغطى بدماء الوحش والعرق

إبتسم برضى عن نتائج تدريبه

جلس قليلا ليستعيد أنفاسه، ثم سحب جسد الدب العملاق ووضعه في خاتم التخزين.

بينما كان يستعد للمغادرة، شعر بنظرة تخترق ظهره. هالة ضعيفة لكنها خفية.

"هناك من يراقبني…"

ابتسم ببرود، وضع خطة في ذهنه للهجوم المضاد. لكن فجأة، اختفى ذلك الشخص كأنه لم يكن.

ضاقت عيناه

"هرب؟ لا بأس… سأنتظرك في المرة القادمة."

بخطوات بطيئة تمشى لين قان حتى وصل للنهر، جسده مثقل بالجروح، لكن عيناه تشعان بالرضا. لقد اختبر قوته حقًا لأول مرة

جلس لين فان على ضفة النهر، ساقيه متشابكتين، يتنفس ببطء وهو يداوي جروحه. الجوهر الإلهي يتدفق في مساراته محاولا ترميم الأضرار، بينما قطرات الدم على جسده تجف مع كل نفس يتنفسه. بعد ساعة، وقف

نزع ثيابه الممزقة واستحم في النهر. الماء البارد أعاد له بعض النشاط، شعره الأسود ينسدل على كتفيه

وفوضويته تضيف له هيبة قاتل خرج من معركة دامية.

لكن طوال هذا الوقت… لم يغفل عن "تلك النظرة"

كان يعرف أن الشخص المجهول ما زال يراقبه، كذئب متخفي في العشب ينتظر اللحظة المناسبة.

لين فان لم يستعجل.

"إن لم تبادر… فلن أضيع جهدي معك، طالما لم تخطئ معي، فأنت بخير. غير ذلك… مصيرك الموت." تمتم لين فان بصوت غير مسموع بينما يلبس ثيابه

وفعلا، بعد مدة قصيرة، اختفت تلك الهالة. المراقب انسحب.

تنهد لين فان، ثم حمل نفسه متوغلا أكثر في أعماق الغابة.

....

ما إن تجاوز تلة صخرية حتى رأى مشهدا لم يتمالك نفسه من رفع حاجبه

فتاة شابة جميلة، جسدها يفوح بالإغراء — صدر ممتلئ كالخوخ الناضج خصر نحيل، أرداف بارزة بملابس ضيقة فاضحة أكثر مما تستر.

وجهها بعيون كالنجوم وشفاه لامعة تتظاهر بالضعف، لكنها محاصرة من طرف سبعة قطاع طرق

القائد كان شخصا أصلعا في ذروة عالم التأسيس، والباقون في الطبقة السابعة والثامنة من نفس العالم.

كانوا ينظرون إليها كما لو كانت وليمة لذيذة وضعت أمامهم بينما يتبادلون أطراف السخرية

عندما رأت الفتاة لين فان

صرخت الفتاة بصوت مرتعش وهي تهز جسدها كمن تعرض للريح كما لو أنها تنتظر هذه اللحظة

"أيها الأخ الصغير! أنقذني، أرجوك!"

ثم رفعت يدها بخجل مصطنع وكأنها تقدم نفسها هدية…

لين فان وقف مكانه، يبتسم ببرود، وعيناه تضيقان بخبث

"هه… هذه الفتاة… هي نفسها التي كانت تراقبني منذ قليل."

" هذا قديم جدًا."

رمى بنظره إلى الرجال السبعة ثم إليها مجددا بينما إبتسامة لعوبة ترتسم على وجهه

"تريدون اللعب؟ … حسنًا. لنلعب."

---

2025/08/23 · 10 مشاهدة · 1429 كلمة
Rudy
نادي الروايات - 2025