690 - رموز السماء الممزقة: غزو عشيرة الأسياد

منذ اللحظة التي أدركت فيها اتساع هذا العالم، وأنا على يقين أن السبيل الوحيد للنجاة والبقاء هو أن أصبح أقوى. لقد أُبيدت عشيرتي في ليلة واحدة بسبب الضعف، وتشتت شعبي بسببه، واستولى الأوغاد على حكم هذا العالم نتيجةً لذلك. لذا، اللعنة على الضعف. لا أحد، صدقني، لا أحد يحترم الضعيف حتى وإن تظاهروا بالعكس.

في هذا الكون الواسع، توجد العديد من الكواكب والمجرات، وعديد من البشر والكائنات الغريبة. من كوكب الأرض إلى كوكب أكس، وصولًا إلى جحيم العوالم. الأرض الزرقاء والعديد من الكواكب التي تحكمها عشائر الموت منذ عقود طويلة. العالم بأسره يتعرض للظلم. الأطفال يُقتلون في كل مكان، والنساء تُغتصب بوحشية بلا رحمة. كل هذه الأفعال الشنيعة تُرتكب بلا رادع.

(ملاحظة الكاتب: لمن يتذكر، كان الجوكر يرتكب كل هذه الفظائع، يقتل الأطفال ويغتصب النساء، ولم يتحرك العالم ضده.)

في أحد الكواكب، يمكنك أن تجد بعض المتمردين، ولكن كيف يمكن لمجموعة من الأشخاص العاديين أن تقف في وجه هذه المنظمة الجبارة؟ لقد تم بناء هذا النظام عبر سنوات عديدة، لذا من المستحيل تغييره، من المستحيل قلبه. ولكن هذا هو دوري. سأحطم هذه الأغلال بيديّ. سأدمر كل من يقف في طريقي، وأولهم ذلك الملعون الذي يدعى سيد عشيرة السماء.

كانت الموسيقى تعلو في كل مكان من حولي. لم تتوقف دراكولا عن العزف في تلك اللحظة. كان جسدي يرتجف من الإثارة وأنا أراقب ذلك اللعين الذي يتحول جسده بالكامل أمام عيني. كانت طاقة الفساد تملأ الجو بشعور من الاشمئزاز والاختناق، ولكن في الوقت نفسه، كانت تلهب عزيمتي وإصراري على القضاء على كل من يقف في وجه قوتي.

رتفعت طاقتي هي الأخرى، وانبعثت حولي هالة من القوة الغامضة. قال، وهو يتحول بالكامل إلى هيئة وحشية تشبه الصقر، بعيون حمراء متوهجة تملؤها الديدان، وأجنحة تبدو مكسورة ومهشمة، صرخ بصوت حاد وقوي كفيل بجعل القلب الضعيف يرتجف من الرعب، "لا أعرف من أين تستمد هذه القوة، لكنني سأقضي عليك هنا وإلى الأبد."

دراكولا في الخلف، بأصابعها الرشيقة، تلاعبت بخفة على أوتار الكمان، فانبعث صوت ساحر يملأ الهواء، جعل صوته المقزز يتلاشى مع نسيم الهواء العليل. "السيف الأسود." ظهر سيف عظيم من العدم، برأس تنين يتوهج، وجوهرة مقدسة تتلألأ على رأسه، تضفي عليه رهبة وجلالًا.

نظرت إلى الوحش وسألته بتهكم: "لماذا صوتك مزعج بهذا الشكل؟! لماذا لا تكف عن إصدار الضجيج؟ ألا تلاحظ جمال السماء؟!" حقًا، كانت السماء جميلة للغاية، بألوان الغروب الساحرة التي تمزج بين البرتقالي والأرجواني، الغيوم كانت مختلفة، ترسم لوحات سماوية ساحرة. نظرت نحوها وأنا أخرج سيجارتي، أشعلتها بلهب صغير، وأخذت أنفاسًا عميقة منها بخفة، مما جعل الدخان يتناثر في الهواء.

لم أكن يومًا خائفًا من معركة أو من الموت. لقد رأيت في حياتي الكثير، مررت بأهوال عديدة، وقاتلت في معارك لا حصر لها. لقد مت أكثر من مرة بحق الجحيم، هههههههه... لذا، لن يفسد عليَّ متعة هذا المنظر صقر أرعن.

"دراكولا، اليوم سوف تنتهي عشيرة السماء." قلت ذلك بصوت هادئ، لكنه كان مملوءًا بالعزم والإصرار. ثم سحبت سيفي الذي بدأت تتكون حوله طاقة سوداء عظيمة، طاقة جعلت الأرض تهتز من حولها. شعرت بالاهتزازات تحت قدمي، وكأن الأرض نفسها تستجيب لقوتي المتزايدة. "كل ما كنت أحتاجه هو الوقت."

كان المكان من حولنا يبدو كأنه ساحة معركة قديمة، مليئة بالأنقاض والأطلال. الأشجار المحطمة والحجارة المتناثرة كانت تشهد على صراعات سابقة. الهواء كان ثقيلاً برائحة الحديد والدم، بينما كانت الرياح تحمل همسات الأرواح التي سقطت في هذه البقعة المنسية. السماء كانت تنذر بعاصفة قادمة، تزيد من حدة التوتر في المكان.

نظرت إلى خصمي مرة أخرى، وعيني تتوهج بتصميم لا ينكسر. هذا الصراع لن يكون كأي صراع آخر، إنه صراع سيحدد مصير عوالم عديدة، وأنا لن أسمح للضعف بأن ينتصر بعد الآن.

********************

في مكان آخر - عشيرة السماء

تلك العشيرة العريقة التي وُجدت منذ أن عرف التاريخ معنى كلمة "عشيرة"، كانت تقع على كوكب يدعى كوكب السماء. سُمي الكوكب على اسم العشيرة، وهذا يدل على القوة الجبارة التي تمتلكها هذه العشيرة عبر العصور. كوكب شاسع للغاية، يضم ملايين البشر والكائنات.

قال أحد الجنود، وهو يحمل في يده عصا طويلة، "لقد سمعت أن هناك دخلاء داخل العشيرة." رد عليه زميله بتهكم، "هل أنت أحمق؟ من يجرؤ على مهاجمة عشيرتنا؟"

أمامهم كان يقف طفل صغير، ممزقة ملابسه والدماء تملأ وجهه. كان الطفل يرتجف من الخوف والبرد، عيناه الواسعتان تملؤهما البراءة والحزن. شفتاه ترتجفان وهو يحاول التماسك، لكن جسده النحيل كان يعكس حجم الألم والمعاناة التي يمر بها. كان وجهه مغطى بالجروح والكدمات، وأثار الدموع قد خطت خطوطًا قذرة على وجنتيه المتسختين.

سأله أحد الجنود بنبرة استهزاء، "ما رأيك يا فتى؟ هل يجرؤ أحد على مهاجمة عشيرة السماء؟" رد الفتى بصوت متهدج، "لا يا سيدي، لا أحد يجرؤ."

نظر الجندي الجالس على كرسيه الحديدي بغضب إلى الفتى، وضربه بالعصا على جسده. "من أعطاك الحق أن تتكلم بلغة البشر؟ أبناء عشيرة الأسياد هم كلاب. انبح يا فتى، انبح!" وانقض الجندي الآخر عليه بالضرب بكل قوته وهو يضحك، "هو هو هو!"

بدأ الفتى ينبح، دموعه تختلط بالدماء التي تسيل من جسده. "هو هو." كان ينبح وينوح في نفس الوقت، صوته المتقطع جعل كل من في السجن من حوله يبكي. كان الفتى يبدو مثيرًا للشفقة بشكل لا يوصف؛ نظرته المكسورة، وجسده الهزيل الذي بالكاد يستطيع الوقوف، يعكسان براءة عالم لم يعد موجودًا في هذه اللحظة.

نظر الفتى إلى الحارس، الذي عاد مرة أخرى ليضربه بوحشية على جسده الصغير. لم يستطع الفتى تحمل الضرب، فسقط على الأرض من الألم، جسده يرتعش بشدة من شدة التعذيب. كانت نظراته البائسة، المتوسلة، تملأ قلب أي شخص يراه بالحزن والشفقة. فكر الفتى في داخله، "لماذا أتعرض لكل هذا العذاب؟ لماذا لا يقتلني وينهي هذا الألم؟"

وضع الحارس يده على العصا وقال ببرود وقسوة، مستعدًا لتوجيه ضربة أخرى، بينما كانت دموع الفتى تتساقط على الأرض، مختلطة بالدماء، تاركة وراءها قصة ألم وحزن في عالم قاسٍ لا يرحم.

"دعني أضربك حتى يغمى عليك، أو حتى لا يتعرف أحد على وجهك"، قال الجندي ببرود، رافعًا عصاه بوحشية. وضع الطفل الصغير يده على وجهه، مستعدًا لتلقي الضربة باستسلام شديد. كان جسده يرتجف، وعيناه تملؤهما الرعب، ولكنه لم يكن يملك خيارًا آخر. قبل أن تسقط الضربة على يده التي ترتجف بشدة، اهتز المكان بعنف مفاجئ.

دخل جندي آخر يركض إلى الزنزانة، وجهه كان شاحبًا وعيناه تملؤهما الذعر. "نحن نتعرض للهجوم!" قالها وهو يلهث، يحاول أن يجمع أنفاسه بصعوبة. "نحن نتعرض للهجوم!"

نظر الحارس الذي كان يضرب الفتى الصغير منذ قليل إلى الجندي الجديد، وقال بغضب واستنكار، "من الذي يجرؤ على مهاجمة عشيرة السماء؟"

همس الجندي بصوت مرتجف، "الأسياد..." ظهرت الصدمة على وجه الجميع في الزنزانة. "ماذا تقول؟!" صرخ الحارس، مدهوشًا.

رد الجندي، "عشيرة الأسياد، عشيرة الأسياد تهاجم من كل مكان. لا مكان للهرب، إنه الجحيم في الخارج!"

الطفل الذي كان مرميًا على الأرض، ممزق الملابس ومغطى بالدماء، أمسك العصا من يد الحارس، وهمس بصوت منخفض مليء بالغضب المكبوت، "غرررر..." كان يزمجر مثل الحيوانات المفترسة. نظر الحارس بخوف وتردد، غير مصدق لما يسمع أو يرى.

كل من كانوا خلف القضبان بدأوا يفعلون نفس الشيء، "غرررر..." زمجروا بهدير يشبه صوت الرعد، كأنهم ينذرون بعاصفة قادمة. أغمض الطفل عينيه وضغط على أسنانه بقوة، محاولًا كبح غضبه المتصاعد.

خرج الحارس يركض من الزنزانة ليرى ما يحدث في الخارج. نظر إلى الأعلى، فوجد السماء مملوءة بالكثير والكثير من السفن ، تملأ الأفق كأنها غيوم سوداء تحمل في طياتها نهاية عهد عشيرة السماء.

الطفل، الذي كان مستلقيًا على الأرض، بدا مثيرًا للشفقة والرهبة في آن واحد. كان جسده الصغير مليئًا بالجروح والكدمات، ووجهه يعكس مزيجًا من الألم والإصرار. كانت عيناه تغمرهما البراءة المفقودة والغضب المكتوم، وكأن هذا الهجوم هو الأمل الأخير لإنهاء معاناته. في تلك اللحظة، لم يكن مجرد طفل ضعيف، بل رمزًا لكل من عانى من ظلم عشيرة السماء،

ظهر علم يتطاير على تلك السفن، علم كان مألوفًا لدى الجميع في عشيرة السماء. علمٌ اعتادوا رؤيته في كتب التاريخ التي درسوها في مدارسهم، علم عشيرة الأسياد.

كانت الرياح تحمل هذا العلم عاليًا، يرفرف بفخر وهيبة فوق الأسطول الجوي الهائل. كان العلم عبارة عن راية سوداء تحمل رمزًا معقدًا متشابكًا، يرمز إلى القوة والسيطرة. كان هذا الرمز محفورًا في ذاكرة الجميع، يثير الخوف والاحترام في آن واحد.

تلك اللحظة كانت محملة بالتوتر والرعب، حيث تذكر الجميع في عشيرة السماء الأساطير والقصص التي رواها الأجداد عن هذه العشيرة الجبارة. كانت عشيرة الأسياد تُعرف بقوتها التي لا تُضاهى وجبروتها الذي لا يُقهر. رؤية العلم تتطاير في السماء كانت تذكيرًا صارخًا بأنهم على وشك مواجهة عدو لا يُستهان به، عدو يمتلك تاريخًا من الهيمنة والسلطة المطلقة.

وقف الجنود والمواطنون على حد سواء يحدقون في السماء، قلوبهم تخفق بشدة، وهم يشاهدون العلم يرفرف في الهواء. كانت أعينهم تملؤها مزيج من الدهشة والخوف، وأصواتهم مبحوحة من الصدمة. كانوا يدركون أن هذه اللحظة هي بداية النهاية، وأن عشيرة السماء ستواجه مصيرًا غير معروف في مواجهة هذا العدو العتيق.

في تلك اللحظة، كان الطفل في الزنزانة، رغم جروحه وآلامه، يشعر بالارتباط العميق بما يحدث في الخارج. نظر إلى السماء من خلال النافذة الصغيرة، وشاهد العلم يتطاير. عرف أن هذا الهجوم قد يكون الفرصة الوحيدة لإنهاء العذاب والظلم الذي تعرض له هو وآخرون مثله. كانت تلك اللحظة محورية، مشحونة بالأمل والخوف، معلنة بداية معركة ستحدد مستقبل الجميع.

2024/05/26 · 52 مشاهدة · 1422 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024