كنت واقفًا وحدي، أنظر إلى ذلك اللعين الذي تحول شكله إلى نسر مشوّه، مملوء بطاقة الفساد. كان جسده مشوهًا وأجنحته مكسورة، لكنه كان يفيض بقوة هائلة. قال بصوت متقطع وضحكة ساخرة، "اليوم ستكون نهايتك يا جوكر، كما كانت نهاية زوجتك وابنك، هههههههه."

كلماته أشعلت نيران الغضب داخلي، وجعلتني أكثر إصرارًا على سفك دمه. لم تكن خطتي الأصلية تقضي بقتلهم الآن، ولكن هذا اللعين سيتلقى عقابه مهما كلف الأمر. حملت السيف الأسود الكبير في يدي، واندفعت نحوه في السماء بسرعة كبيرة، الرياح تضرب جسدي بقوة شديدة. كان صوت عزف دراكولا في الخلفية يجعل مشهد طيراني مهيبًا، بينما أصبحت السماء من حولنا حمراء بسبب تداخل طاقتنا. نحن قمة هذا العالم، وأي حركة منا تغير المناخ من حولنا.

اتجه نحوي هو الآخر، وأخرج مطرقة كبيرة من العدم، نازلًا بها على جسدي بكل قوته. رفعت سيفي وتصدّيت للضربة، مما تسبب في تصدع الأرض أسفلنا من شدة الاصطدام. نظرت إليه في عيونه المملوءة بالديدان اللعينة، وهمست، "اللعنة عليك، كيف تطيق نفسك وأنت بهذا الشكل؟!"

فرد علي باستهزاء، "هذه هي ضريبة القوة، ضريبة السلطة."

"خطوات الظل، وهذه المعركة ستكون ضريبة حياتكم اللعينة." ظهرت خلفه بسرعة كبيرة، ولكنه استشعر قدومي، فدور بمطرقته بسرعة وضرب في اتجاهي. "الوهم!" اختفت نسختي الوهمية وظهر مكانها دخان أسود دخل من أنفه.

همست بسرعة، "السم." بدأ ذلك اللعين في البصق مثل الأحمق. "السيف القاطع!" ضربت بسيفي بسرعة باتجاه جسده، وغاص السيف في معدته.

في تلك اللحظة، كانت الأفكار تتسارع في عقلي، متذكرًا كل لحظة من الألم والخسارة. كنت أرى في عينيه نظرة الصدمة والألم، وكانت تلك اللحظة تشفي جراح روحي الممزقة. لم يكن الأمر مجرد قتال، بل كان انتقامًا لكل ما فقدته ولكل من أحببتهم.

نظرت الي بعيون مليئة بالذعر، ثم فجأة ابتسم. وضع يده على السيف الذي يخترق جسده وأمسكه بقوة وبدون خوف، وقال بصوت واثق: "هل تعتقد حقًا أن هذه الأشياء ستؤثر فيَّ؟ هذا الجسد ميت بالفعل، لذلك لن يؤثر فيه بعض السم أو القطع."

بدأ الجو من حولنا يتغير بشكل كبير، وخرج من تحته بخار أخضر قاتم اللون، بدأ ينتشر في المجال من حولنا بصورة كبيرة. قال بصوت مثير للاشمئزاز: "الفساد المظلم. لقد حكمنا هذا العالم لأكثر من ألف عام. في تلك الفترة، قتلنا الكثير من البشر وقمنا بالكثير من التضحيات للفساد حتى أصبحنا عبيده. هذه هي نتيجة كل تلك السنوات المريرة."

نظرت نحوه بنظرة مليئة بالكره والغضب الشديد، وقلت بصوت غاضب: "عشيرة السماء، حقًا عشيرة ملعونة." همس بابتسامة ساخرة: "نحن نسعى للقوة بأي شكل. القوة هي ما تحدد كل شيء في هذا العالم."

صرخت، "السرعة المطلقة!" وانطلقت نحوه بسرعة البرق. "نقطة التنين!" بدأت الطاقة المقدسة تتدفق في كامل جسدي. كنت أضربه بسرعة هائلة، بعض الضربات كان يتصدى لها، والبعض الآخر يصيب جسده ويقطعه، لكنه لم يظهر أي علامة على الألم.

ضحك باستهزاء، وقال: "أنت قوي بالفعل يا جوكر. لماذا لا تنضم إلينا؟ سنحكم العالم معًا." لم أضيع وقتي بالرد عليه، بل استمريت في الهجوم عليه بلا هوادة، ولكن فجأة، كل شيء توقف عندما أصبحت السماء من حولنا خضراء بالكامل.

ابتسم بسخرية وقال: "كان هذا عرضي الأخير ولطفي الأخير. الآن، حان وقت موتك." كنت أشعر بثقته المفرطة، لكن ضحكة ساخرة خرجت منه: "هههههههههههه... لكن للأسف، ما سأفعله هنا إما سيؤدي إلى موتي أو استنزاف قوتي بالكامل."

في تلك اللحظة، شعرت بأن الجو مشحون بالتوتر، السماء من حولنا تزداد قتامةً، والطاقة السلبية تنتشر في كل مكان

لكني لن أموت وحدي،" قالها بكره شديد وفساد واضح في عينيه. "سوف أخذك معي."

بدأ جسده يتضخم أكثر، وأصبحت رائحته أسوأ بكثير، كأنه يتعفن على الفور. حتى أن بعض الطفيليات خرجت من جسده، وتجمعت على المطرقة، مكونة عيونًا على رأسها. كانت عيونه الحمراء المتوهجة تشع بالكراهية والشر. منظر جسده المتحلل والطفيليات المتحركة كان مقززًا لدرجة أنه جعلني أشعر بالغثيان. كانت الرائحة الكريهة تنتشر في كل مكان، وكأنها تنذر بالدمار القادم.

اتجه نحوي بسرعة مذهلة، صرخت: "درع الفوضى!" وظهر درع على جسدي، متلألئًا بالضوء الأسود المتراقص. نزل بضربته القوية، رفعت السيف وتصديت لها، لكن من شدة قوتها ألقتني في الاتجاه الأسفل. شعرت بقوة الضربة تعصف بي، تحطم عظامي وتدفعني نحو الأرض بسرعة رهيبة. هذا اللعين تخطت قوته حدود الخالد.

بينما كنت أسقط نحو الأرض، نظرت إليه وتذكرت نظرات عبير لي قبل أن تتحول إلى قطعة ثلج. كانت نظراتها تحمل كل الحب والألم، كانت تذكرني بما فقدته وبما يجب عليّ الانتقام له. شعرت بالهواء يصطدم بوجهي بقوة، والأرض تقترب بسرعة مخيفة.

سقطت على الأرض بقوة كبيرة، حتى أن الأرض أسفل مني انشقت وبدأ الغبار يتصاعد في الهواء مثل سحابة دخانية كثيفة. شعرت بالألم يمزق جسدي، وكنت أعلم أن السقوط كان عنيفًا. كان صوت الاصطدام مدويًا، كأنه زلزال يهز الأرض.

وقفت دراكولا وكانت على وشك أن تقترب مني، صوت عزفها كان يملأ الجو بنغمة حزينة ومؤثرة. صرخت بصوت غاضب ومتقطع: "لا تتحركي!" كان صوتي يحمل كل الغضب والألم الذي أشعر به. نظرت إليها بنظرة حادة، وأكملت، "هذا اللعين لي."

**********************************

لم تكن عشيرة السماء وحدها التي تتعرض للهجوم. كان الكوكب الأخضر محاصرًا من قبل عدد كبير من جيوش العشائر الخمس، تحالف الموت. كان المكان كله محاصرًا، الجميع متوتر ومستعد لأي شيء. لكن سماع أن أسياد العشائر اختفوا جميعًا جعل الجميع يتوتر أكثر، ولم يعرفوا ماذا يفعلون.

رغم التحالف الذي بينهم، كانت العشائر تعرف جيدًا أنهم قد يخونون بعضهم البعض في أي لحظة. لا يوجد سبيل للاطمئنان إلى الآخر. فمن خان مرة، يخون ألف مرة. وهذا التوتر الصغير الذي كان بين العشائر، هو ما لعب عليه الجوكر طوال تلك السنوات. لم يُخفِ الجوكر أسياد العشائر فقط ليحاربهم ويقتلهم في الداخل، بل كان أسياد العشائر هم الشيء الوحيد، الحبل الذي يربط هذا التحالف.

في عشيرة السماء، رأى الشعب والجيوش علم عشيرة الأسياد. ولكن على بعض السفن كان هناك علم آخر، علم عشيرة الظلام. فقال أحد القادة العسكريين من داخل قصر العشيرة، "لقد تحالفت عشيرة الظلام مع عشيرة الأسياد، إنها خيانة!"

في عشيرة النجوم، كان يحدث نفس الشيء. هجوم كبير من سفن كثيرة، كان عليها علم عشيرة الأسياد وبجواره علم عشيرة البحر، مع سفن واضحة أنها من عشيرة البحر. وفي عشيرة البحر، كان هناك تمرد لعين على العشيرة، وسيد العشيرة جالس على عرشه يعض في أصابعه بغضب شديد.

"سيدي، نحن نتعرض لهجوم من السماء أيضًا. عشيرة الأسياد تهاجم مع عشيرة النجوم!" قبض سيد العشيرة على يده وقال، "نحن نتعرض للخيانة! اللعنة، التمرد والهجوم كل شيء مرتب له!"

وفي عشيرة الرياح، ظهرت أيضًا سفن تابعة لعشيرة الأسياد، وبجوارها سفن تابعة لعشيرة السماء. عشر سنوات من التخطيط والتربص وصنع الفرص واكتشاف المواهب جعلت الجوكر يضع قدمه في كل عشيرة، ويجعل له جنديًا أو ضابطًا أو حتى قائدًا تابعًا له. في كل عشيرة كانت هناك رسالة واحدة تتردد: لقد انقلبت العشائر علينا.

رفع كل رتبة مرتفعة لفافة التواصل الخاصة بها، وتكلم مع قائد الجيش الذي يحيط بالكوكب الأخضر، "نحن نتعرض للخيانة! كوكبنا يتعرض للهجوم من باقي العشائر." سمع الجميع هذه الرسالة في لحظة واحدة.

في تلك اللحظة، كانت هناك سيدة جالسة (هيرا) على عرشها داخل سفينة ضخمة. رفعت لفافة التواصل الخاصة بها وهمست بصوت مليء بالحزم، "الآن".

في إحدى سفن عشيرة النجوم، كان هناك قائد للسفينة يمسك بيد القيادة. عينيه كانتا تشتعلان بالغضب، وملامحه تنضح بالكراهية. "هؤلاء الملاعين خانونا. يجب أن نقضي عليهم!" قالها بصوت غاضب، كأن البرق ينطلق من فمه. "سيدي، لم نتلق الأمر بعد، انتظر!" قالها أحد الجنود محاولًا تهدئته.

لكن القائد لم يكن مستعدًا للانتظار. "أنت أيضًا خائن!" صاح بصوت يشوبه الغضب الشديد وأطلق النار على الجندي. حرك سفينته باتجاه عشيرة النجوم، وأطلق دفعة كبيرة من القنابل. لم يكن هذا القائد الوحيد الذي فعل ذلك، بل كان هناك علاء، الذي فقد السيطرة على نفسه في سفينته، ووجد نفسه يوجه أسلحة السفينة نحو عشيرة البحر.

تلك اللحظة، كانت لحظة فقدان العقل. السفن من كل عشيرة بدأت تهاجم بعضها البعض. كانوا يعيشون حالة من الفوضى والجنون. التحالف الذي دام لأكثر من ألف عام، تحطم في لحظة واحدة.

الكوكب الأخضر أصبح ساحة للدمار. الملايين من البشر انطلقوا يهاجمون بعضهم البعض بدون تمييز، كأنهم قد أصيبوا بجنون قاتل. كل ما يملأ قلوبهم هو الغضب والكره والشعور بالخيانة.

العالم كان دوامة من الفوضى والدمار. أصوات الانفجارات كانت تهز السماء، والأرض ترتجف تحت أقدامهم. سفن تتحطم، وقلوب تنكسر، والدماء تسيل في كل مكان. الجو كان مليئًا بالدخان والنار، والصرخات تتعالى من كل جهة. كانت تلك اللحظة التي تدمرت فيها كل الأحلام، وتلاشت فيها كل الآمال.

سيدة العرش ابتسمت بشراسة وهي تراقب الفوضى من عرشها الفخم. كانت تعلم أن هذه اللحظة هي بداية النهاية. الجوكر نجح في زرع بذور الفتنة، والآن حان وقت الحصاد. الفوضى تجتاح الكوكب، والتحالف يتفكك، والعشائر تتهاوى واحدة تلو الأخرى. كانت ترى نفسها منتصرة في هذه اللحظة، اللحظة التي دمرت فيها كل شيء، وحولت العالم إلى مسرح للفوضى.

العالم دائرة

2024/05/27 · 38 مشاهدة · 1357 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024