692 - صعود الفوضى: مواجهة في الظلام

على متن إحدى السفن الفاخرة التابعة لعشيرة الرياح، تردد صوت متوتر بين أرجاء المكان: "سيدتي، عشيرتنا تتعرض للهجوم!" كانت الأجواء متوترة ومشحونة بالقلق.

"العشائر تقتل بعضها البعض بدون رحمة!"

لم تكن السيدة تعرف ماذا تفعل أو تقول، إذ أن الجميع كان يضرب بعضهم البعض دون تمييز. لا أحد يعرف من بدأ هذه الفوضى، ولا أحد يعرف كيف بدأت كل هذه المعارك. لكن هؤلاء لم يكونوا مجرد أشخاص عاديين، بل كانوا قادة، وأذكى القادة في العشائر. وصلوا إلى تلك المراتب بعد الكثير من المعارك والحروب وسفك الدماء. كانت الحقيقة واضحة كوضوح الشمس: هناك يد خفية تتلاعب بهم جميعًا.

الجوكر، على مدار عشر سنوات، وبفضل مرتبته العالية في عشيرة الظلام، وبسبب التحالف القوي بين العشائر، استطاع أن يخترق صفوف العشائر الأخرى. أدخل العديد من الجواسيس والنوابغ إلى داخل تلك العشائر. استطاع أن يتبنى العديد من الوحوش الذين أصبحوا أتباعًا له، وتحكم بقدراته في الكثير من الضباط والقادة. لذلك، لم يعد هناك أحد يستطيع أن يسيطر على ما يحدث. لا أحد يستطيع أن يوقف هذا الجنون الآن.

لم تكن العشائر تخشى بعضها البعض فحسب، بل كانوا يخافون أيضًا من خيانة جندي أو ضابط بجوارهم. لم يعد أحد يعرف من هو الصديق ومن هو العدو. أراضيهم تتعرض للهجوم، بينما هم هنا، حول هذا الكوكب، يتعرضون للإبادة من قبل بعضهم البعض.

نظرت السيدة من باب السفينة وهمست: "إن لم يظهر قادة العشائر، قد تكون هذه نهاية العشائر."

في مكان بعيد، جلست هيرا على عرشها، تبتسم ابتسامة شريرة وملعونة، وكأنها تستمتع بمشاهدة الدمار الذي ساعدت في خلقه.

لقد تم دراسة هذه الخطة بعناية فائقة لمدة عشر سنوات، لذلك كانوا على يقين تام بنجاحها. كان علاء يقف على سطح السفينة، وقد فقد السيطرة على أفعاله وحتى أفكاره. جسده وروحه أصبحا ملكاً لشيء آخر، قوة غامضة تسيطر عليه. نظر إلى الفضاء الكاتم خارج السفينة، حيث كانت القذائف تنطلق بلا توقف من مدافعها

كانت ساحة المعركة خارج السفينة مشتعلة بالفوضى، حيث امتلأ الفضاء بالدمار والنيران. سفن العشائر كانت تتبادل القصف بشكل عنيف، والضجيج المدوي للانفجارات كان يملأ الأرجاء. السفن الحربية كانت تتحرك برشاقة مذهلة رغم حجمها الهائل، تلتف وتناور في الفضاء مثل وحوش برية في صراع بقاء.

في الفضاء الخارجي، كان المقاتلون الأقوياء يتنقلون بين السفن، يتقاتلون بالسيوف والمطارق والأيدي العارية. كانوا يتطايرون في الفراغ بفضل قواهم الخارقة، ينقضون على خصومهم بضراوة لا توصف. كل ضربة كانت تحدث شرارات تضيء العتمة المحيطة، والشعاعات المتقطعة من الطاقة كانت ترسم خطوطاً من الضوء المتوهج عبر الفضاء.

علاء، الذي فقد السيطرة على نفسه، كان يقود سفينته بشراسة. السفينة كانت تتحرك كأنها وحش جريح، تنطلق منها قذائف بلا توقف، تصيب أهدافها بدقة مدمرة. كان يراقب الدمار الذي تسبب فيه بعينين لا تعكسان سوى الفراغ، وكأن روحه محبوسة في مكان بعيد.

المقاتلون كانوا يتصارعون في مشاهد مروعة من العنف، حيث يتبادلون الضربات القاتلة. أحدهم كان يمسك بمطرقة ضخمة، يوجه ضربات ساحقة إلى خصومه، في حين كان آخر يتنقل بسرعة البرق، يقطع بسيفه شعاعات النيران. القتال كان قريبا وشرسا، يتصادم المحاربون بجنون، ويمتد دوي المعارك إلى كل زاوية من الفضاء.

بينما كانت المعركة تستعر، كانت سفن العشائر تتساقط واحدة تلو الأخرى، تتفكك في انفجارات ضخمة تهز الفضاء. قطع الحطام كانت تطير في كل اتجاه، تصطدم بالسفن الأخرى وتسبب انفجارات متتابعة. أصوات الاستغاثة كانت تتردد عبر أجهزة الاتصال، لكن لا أحد كان يستمع، فالجميع كان منشغلاً بالبقاء على قيد الحياة.

.

"علاء، من أعطاك الأمر بالهجوم بحق الجحيم؟!" جاء الصوت الغاضب من أحد أجهزة الاتصال في السفينة، كان صوت مالوم، ممتلئاً بالحنق.

رد علاء بصوت خشن، "هؤلاء الملاعين هاجموني أولاً. هل تريد مني أن أموت بصمت؟ أم أن أستسلم لهم وأسلم سفينتي؟"

مالوم يعرف علاء منذ عشر سنوات، فهو ابنه من لحمه ودمه الذي تركه على الأرض قبل سنوات عديدة. لذلك، كان من المستبعد أن يكذب عليه. الصدمة تملكت مالوم، لماذا حدث كل هذا فجأة؟ ولماذا تزامن مع ظهور الجوكر؟

***********************

الجوكر، بهيبته الشيطانية، نظر إلى سيد عشيرة السماء الذي كان يحلق عالياً في الفضاء، جسده المتضرر بفعل السقوط العنيف من السماء لم يكن عائقاً له. همس بنبرة حادة وغاضبة: "فك نقاط التنين".

بدأت النقاط على يده تضيء بشكل متوهج، كنقاط من النار تتصاعد في الظلام. نظراته اخترقت الفراغ لتلتقي بنظرات الوحش الذي كان يستنزف طاقته الحياتية بسبب المهارة التي يستخدمها. همس الجوكر لنفسه: "ذلك اللعين يستنزف طاقة حياته، لكني لن أسمح له بالموت تحت تأثير مهارته. سأقتله بنفسي قبل ذلك."

كانت طاقة الجوكر ترتفع بشكل كبير، لدرجة أن دراكولا، التي كانت تراقب من بعيد، شعرت بدهشة بالغة من قوة الطاقة المتدفقة من جسده. لم تكن تلك طاقة الظلام المعتادة، بل كانت طاقة مختلفة تماماً. لأول مرة، استشعرت دراكولا طاقة الفوضى في نطاق الجوكر. كانت تلك طاقة غامضة، لا يمكن تحديدها، متفجرة ومتقلبة بين النور والظلام، بين الخير والشر. الهالة التي أحاطت بالجوكر كانت تعمي العيون وتبعث الرهبة في القلوب.

نظرت دراكولا إليه وهي تشعر بأن شيئاً جديداً على وشك الظهور. الجوكر همس: "أجنحة الفوضى".

ظهرت خلف ظهره أجنحة ضخمة، تشعرك من مجرد النظر إليها أنها تغطي الشمس، تنشر ظلاً مخيفاً يهيمن على المكان. انطلق الجوكر نحو سيد عشيرة السماء بسرعة لا تصدق، والأضواء على ذراعه تشتعل واحدة تلو الأخرى، حتى توقفت عند خمس نقاط مضيئة.

كانت الأجنحة تخفق بقوة، والفضاء حولهما كان يتردد بأصداء المعركة القادمة. الجوكر أصبح كتلة من الطاقة الفوضوية، لا يمكن التنبؤ بها، تجسد الفوضى المطلقة. كل حركة منه كانت تحدث دوامات من القوة الهائلة، وكأن الطبيعة نفسها تخشى من اندفاعه

سيد عشيرة السماء، غير مصدق لما يراه، همس بنبرة مرتجفة: "كيف تملك كل هذه القوة بحق الجحيم؟!" كان هذا الفتى الذي ظهر من العالم البدائي يمتلك طاقة غير طبيعية، طاقة يعجز عن تفسيرها حتى أعتى المحاربين. بالرغم من أنه استخدم المهارة المحرمة، إلا أنه شعر في هذه اللحظة بأنه إذا بقي في مكانه، سيواجه موتًا لا يرحم.

كان يفكر في الهرب، لكن...

همس الجوكر بصوت مخيف، "خطوات الظل."

فجأة، اختفى الجوكر بشكل لا يمكن ملاحظته، وظهر أمام سيد عشيرة السماء. كان وجه الجوكر مغطى بظلال غامضة، وعيناه تتوهجان بشراً أسود. كانت ابتسامته الشيطانية تجعل كل شعرة في جسد سيد عشيرة السماء ترتجف خوفاً. "سوف أجعلك تندم على اللحظة التي ولدت فيها أيها اللعين!" قال الجوكر بصوت مليء بالغضب والاحتقار.

نظراته كانت تعكس شرًا لا يوصف، وهالته المتعطشة للدماء كانت تشع قوة مرعبة كافية لقتل أقوى المحاربين. سيد عشيرة السماء، الذي رأى الكثير من المعارك والموت، كان يرتجف مثل طفل صغير يتعرض للتنمر. يده كانت ترتجف بشكل لا إرادي.

رفع الجوكر يده المغطاة بشعاعات من الطاقة المظلمة، ونزل بها على جسد عدوه. كان الضربة قوية لدرجة أن سيد عشيرة السماء لم يستطع حتى أن يحرك يده ليتصدى لها. تعرض لضربة عنيفة أسقطته على الأرض، شعر بأنه سيفقد وعيه من شدة الألم.

بذعر شديد، همس: "من أنت بحق الجحيم؟"

رد الجوكر بصوت مرعب وغضب لا يوصف: "أنا الجوكر، سيد الأسياد ومبعوث الجحيم، واليوم سيكون قتلك على يدي يا ابن العاهرة."

كانت الكلمات تخرج من فمه كأنها لعنات، وصدى صوته كان يتردد في الفضاء، يبعث الرعب في قلوب كل من سمعه. الجوكر، بظله المخيف وطاقته المظلمة، كان تجسيداً للرعب نفسه، قوة لا يمكن وقفها، عاصفة من الفوضى والدمار.

2024/05/28 · 44 مشاهدة · 1114 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024