شخص مجهول
لقد كان كل شيء مخططًا له من البداية. منذ كنت طفلًا صغيرًا، وأنا أعرف جيدًا أن قواعد العالم ليست بهذه البساطة. فالعالم لم يكن عادلًا دائمًا، ولم يكن أيضًا ظالمًا دائمًا. كان شيئًا في المنتصف، شيئًا ضبابيًا، قائمًا على السببية بشكل كبير. كلمة قد يقولها شخص في غرب القارة، قد تحدث فيضانًا بعد عدة سنوات في شرق القارة.
أدركت من سن صغيرة أنني طفل مختلف عن باقي أقراني، ولكن بسبب المكان الذي أعيش فيه، والبيئة التي أنا محاط بها، لم أظن على الإطلاق أنني سوف أنجو من هذا. ظننت دائمًا أنني سوف أعيش وأموت في هذه البيئة. سأكون رجلًا عاديًا، أعمل كمزارع مثل أبي وجدي، وأتزوج وأنجب طفلًا، وأصبح عجوزًا وأموت بهذا الشكل الممل.
ولكن كل هذا تغير عندما هجمت مجموعة من الوحوش على قريتي. هربنا من القرية، ومنذ ذلك الوقت حدث ما لم أتوقعه. قابلت الشخص الذي غير منظوري إلى العالم. لم يكن العالم مجرد قرية صغيرة، بل عالم مليء بالوحوش الأسطورية، والكائنات الغريبة، والأساطير التي تنتظر أن تتحقق. عالم مليء بالخوف والأمل، بالشر والخير. عالم كله تحديات، إخفاقات وانتصارات.
لقد كنت سكران بنشوة هذا العالم الغريب الذي قابلته. كان لقبه سيد الفوضى. أخبرني أنه سوف يعلمني كيف أكون حدادًا، وأنا غارق في هذه النشوة أصبحت حتى حدادًا أفضل منه. أصبحت أستطيع أن أصهر أي معدن بفضل قوتي. لقد غرقت في شهوة الطموح، ولم أستطع أن أخرج منها. دائمًا كنت أريد أن أكون أفضل، حتى نسيت من أكون حقًا، وفقدت نفسي تمامًا تحت قناع الطموح الكاذب.
وصلت إلى قمة العالم، وأنا أسمعه يقول يومًا بعد يوم: "سوف أصنع عالم الفوضى من جديد". لم أفهم مقصده، أو ربما فهمته، ولكن كنت دائمًا أتجنب التمعن حتى لا أخرج من مستنقع النشوة الذي أعيش فيه. ولكن كل هذا تغير عندما قابلتها. فكل شيء يتغير بسبب امرأة في هذه الحياة. تكون مثل نيران الموت الذي لا يستطيع شيء إيقافه، ولكن تتوقف أمام ذلك الكيان الذي يدعى الأنثى. تذهب بعقلك وتجعلك شخصًا مختلفًا.
صنعت لي عالمًا جديدًا، عالمًا من السعادة والهدوء. أردت بسببها أن أصبح مزارعًا عاديًا، لا أملك كل ما أملك. وفي تلك اللحظة كنت قد وصلت إلى قاع المحيط، ولم يعد هناك طريق للعودة. صنعت لسيد الفوضى ما يريد، ووضع فيها ما يريد، وهنا كانت بداية النهاية، أو نهاية البداية.
عالم غارق في القانون أصبح فجأة بدون قانون. أصبح كل شيء فوضويًا لا يحكمه شيء. وكانت هذه اللحظة التي خسرت فيها كل شيء. أنا جو، أول سيد أسياد، من صنع ذلك العالم الملعون. عالم به قانون واحد فقط: العالم دائرة.
*******************************
داخل عشيرة السماء، كانت المباني العالية تتهاوى ببطء، كأنها تنهار بين يدي الزمان، وتتساقط كل شيء على الأرض بصوت عالٍ يهز الأرض، وتنفجر النوافذ والأبواب، تحت وطأة الدمار المدمر.
الجميع كان يصرخ من الرعب والفزع، وسط تشتت الأفكار والهلع الذي يسيطر على القلوب، حيث كانت الحياة تبدو كسيناريو مروع يُحتل كل مشهد منه.
خالد، بسرعة البرق، لم يكن يستطيع أي شخص أن يلاحظه، كان يتحول إلى وحش يقتل الناس بدون رحمة، بقوة متفجرة كان يحطم الجدران فقط بقوة ذراعه.
ثم رفع ماندو، أحد قادة عشيرة السماء، بيده بكل ثقة وبسطوته القوية، وقام بعصر رأسه بين يديه بنبرة غاضبة ومندفعة.
"اللعنة عليكم، يا من استعبدونا لألف من السنوات! اليوم هو يوم جمع الضرائب!" صاح ماندو بغضب متصاعد، وهو يخترق بسيفه خمسة جنود في نفس الوقت.
"هل كل عشيرة السماء دموية بهذا الشكل الفظيع؟" اندهش بعض الجنود وهم يحاولون التصدي لهجمات العدو.
ضحك ماندو بسخرية واستهزاء وهو ينظر إلى سفن الحربية الخاصة بهم التي تضرب كل جزء في العشيرة بدون رحمة.
"حقاً، هيرا لم تكن سيدة سهلة على الإطلاق!" فكر ماندو، وهو ينظر إلى السماء، معبرًا عن إعجابه بالقوة المدمرة التي تعصف بعشيرتهم.
**********************
في عشيرة البحر، كانت الأمواج تتلاطم بعنف والرياح تعصف بالسفن والقوارب، محاولةً نشر الفوضى والدمار في كل مكان. وفي وسط هذا الفوضى، كان شارد ولينا يقفان أمام سيد عشيرة البحر، وهم مجموعة من الأسماك القوية والمتمردة.
اتجه شارد بسرعة كبيرة نحو سيد العشيرة، الذي وقف ليتصدى له، ولكنه سرعان ما اكتشف أنه لا يشعر بأي قوة على الإطلاق، حيث كان تقول لينا: "أخبرتنا هيرا أنها تجهز لك مخدرًا منذ عشر سنوات، مخدر يستطيع أن يؤثر فيك".
رفع شارد سيفه الكبير، وشع جسده بالطاقة الهائلة، ونزل بالسيف بكل قوة على سيد العشيرة، الذي نظر إليه بعيون خضراء ساحرة، ووجه وسيم ينبعث منه القوة والشجاعة، وهو يقف بصدر عاري عريض.
"حتى الصعاليك تريد أن تتحداني؟"، قال سيد العشيرة بصوت هادئ، وكأنه يتحدى العالم بأسره، وسط هذا الاضطراب.
ولكن بالفعل، لم يكن سيد عشيرة البحر يستطيع السيطرة بشكل جيد على جسده، ولكن هذا لم يمنعه من الدفاع عن عشيرته وشرفها.
نظرت لينا إلى شارد وقالت: "هل المخدر لا يعمل؟"، فأجاب شارد وهو يضغط على أسنانه: "يجب أن نقتله بسرعة".
في عشيرة من عشائر الموت، كانت الدمار والخطط تعم الأجواء، ولكن هذه العشائر، التي مرتكزة في هذا العالم منذ ألف عام أو أكثر، كانت تمتلك خططًا وأسلحة ومواهب تجعلها قادرة على المقاومة.
ولكن على أحد سفن الجوكر الكبيرة، كانت هيرا تجلس تنظر إلى كل شيء، كأنها تسيطر على العالم بأسره تحت يدها، وكأن عينيها تتلألأ باللون الأصفر وتراقب شيئًا ما، وتبتسم بخبث.
في القصر الفاخر، وأثناء وقوفه على شرفة القصر، كان ملك الملوك ينظر من أعلى إلى الجوكر الذي يقترب بخطوات ثابتة.
"أهلاً بك في منزل والدك"، قال ملك الملوك بصوت عالٍ، فأجاب الجوكر بابتسامة لامعة: "والدي وأخك، يا عمي العزيز".