695 - عندما تتهاوى الأقنعة: مواجهة في قاعة العرش

تتساقط أحلامي حيث أقف، أراها أمامي قتيلة ولا أستطيع أن أتحرك. ضعيف، ملعون من هذا العالم. كانت الرياح تضرب كل شيء من حولهم. وقف الجوكر ينظر إلى السماء فوق القصر، ولم يكمل ملك الملوك النظر إليه، يدخل إلى القصر كأنه يقول له: "أنا في انتظارك."

نظر الجوكر إلى القصر الذي كان يسكن فيه والده في الماضي. "أبي، هل كان لديك أخوة؟!"

ابتسم الأب وقال بنظرة من الحنان والتذكر: "نعم يا صغيري، كان لي أخ، ولكنه كان طموحًا أكثر من اللازم." كان يريد أن يحكم العالم تحت يده، يضع كل شيء تحت سيطرته.

نظر الجوكر الصغير إلى والده وقال: "وما ذا حدث له يا أبي؟"

رفع الأب يده وحركها مثل ساحر وهمس بصوت خافت: "اختفى." ثم نظر إلى السماء من نافذة المنزل وفكر: "وأتمنى أن لا يظهر مجددًا."

كانت الرياح تضرب ملابس الجوكر وتجعلها تتطاير، ولكنها لم تؤثر في نظرات عينيه الواثقة. خرجت ديمة وهمست في أذنه قائلة: "إنه فخ."

ابتسم بحرص وقال: "أعرف أنه فخ، ولكنني لست هنا للفوز بقتال، أنا هنا للفوز بالمعركة."

ارتفع القصر أمام الجوكر كوحش جريح، جدرانه المتصدعة وشرفاته المتهدمة شاهدة على حرب طاحنة دمرت كل شيء جميل. خمسة أبراج عظيمة، كل منها تحفة معمارية فريدة، كانت تئن تحت وطأة الزمن والدمار، كأنها أشباح عملاقة تراقب الوافدين الجدد. البوابة الحديدية الضخمة، التي كانت يومًا ما تحمي القصر، الآن صدئة ومتآكلة، وعلى وجهها رسمة لأجنحة فضية مكسورة، رمز لعظمة سقطت في براثن النسيان.

فتح الجوكر البوابة بصعوبة، فأصدرت صريرًا معدنيًا كأنه صرخة ألم من الماضي. أصبح في ممر عظيم مظلم، تشعر أنه لا ينتهي، ودخل ومع كل خطوة يخطوها تتردد صداها في كل مكان، كأن القصر نفسه يئن تحت وطأة خطواته. كان يسمع في أذنه صدى ضحكاته هو وياما عندما كانا طفلين، يرى الخدم والطعام في خياله، كل ذلك تبدل بخيوط العنكبوت الكثيفة والغبار الذي يملأ المكان ككفن أبيض يغطي جثة الماضي. تحرك ولا يظهر على وجهه أي مشاعر على الإطلاق، عيناه فارغتان كأنه شبح يبحث عن ذكرياته الضائعة.

قال ملك الملوك بصوت مبتذج: "لقد كنت أخ والدك بالتبني، لم أكن ابن الأسياد، لذلك لم أملك القدرة لكي أفتح الأبواب."

نظر الجوكر إلى سقف القصر وقال: "هل تعرف لماذا لم يجرؤ أي سيد من الأسياد أن يفتح الأبواب؟!"

قال ملك الملوك: "بسبب خاتم الفوضى، لكي تفتح الأبواب يجب أن تحصل على خاتم الفوضى."

وأكمل الجوكر: "وخاتم الفوضى كان نواة الكوكب، لذلك كان يجب أن تدمر الكوكب."

لم يجرؤ أحد على فعل ذلك.

ضحك ملك الملوك وقال: "ولكنني فعلت."

كان الجوكر قد تخطى الممر وفتح الباب الرئيسي، فوجد أمامه 3 كراسي، واحد يجلس عليه سيدة عشيرة الرياح، وواحد يجلس عليه ملك عشيرة النجوم، وفي المنتصف يجلس ملك الملوك. كان أشكالهم مهيبة للغاية، هؤلاء الثلاثة أقوى قوة في هذا الكون، جميع من في هذه الغرفة وصلوا إلى قمة مستوى العالم، "خالدين."

كانت السيدة ترتدي فستانًا طويلًا أسود، وعلى رقبتها عقد من الكريستال الصافي، شعرها أصفر طويل وجسدها ممشوق، عيونها براقة.

وملك عشيرة النجوم كان يرتدي درعًا حربيًا من الجلد، طويل القامة، يضع يده أسفل ذقنه الحاد وينظر بعيون حادة إلى الجوكر.

وفي المنتصف يجلس ملك الملوك، كان عجوزًا بشعر أبيض يبدو أنه قريب إلى القبر، يستند على عصاه.

نظر الجوكر إليهم وتأملهم.

"منذ 1300 عام اتفقت مع سادة العشائر الخمس على خيانة عشيرة الأسياد وأخذت خاتم الفوضى."

كان الجوكر يتكلم وهو ينظر إلى أعدائه بدون خوف أو حتى بدون تردد.

حرك يده فظهر عرش عملاق أسود عليه رأس جمجمة خلفه، جلس عليه ونظر إليهم بازدراء كأنهم لا شيء، وقال: "بحق الجحيم، هل تظنون أنفسكم أيها الملاعين أفضل مني؟ في عشر سنوات فعلت ما فعلتموه في ألف وثلاثمائة عام، هههههههههههههههههه."

كان ملك عشيرة النجوم سوف ينطلق لكي يهاجم الجوكر، ولكن رفع ملك الملوك يده ومنعه، فأكمل الجوكر: "هل تعرف يا سارتون... هذا اسمك الحقيقي، أليس كذلك؟!"

نظر سارتون إلى الجوكر وقال: "لم يعد أحد يقول لي هذا الاسم، أنا ملك الملوك...؟!"

وضع الجوكر يده على رأسه وضحك حتى أنهك من الضحك، كان صوت ضحكاته يدل على الاشمئزاز.

"كيف تكون ملك الملوك وأنا موجود؟!"

الجوكر عاش في الجحيم بسبب خطط هذا الرجل.

"لا تنسى أني الوريث الشرعي... ولكن دعنا من هذا. لماذا قمت بتفكيك خاتم الفوضى؟ أنا أعرف إجابات معظم الأسئلة، ولكن لا أعرف لماذا قمت بتفكيك الخاتم المقدس وحولته إلى العديد من الأدوات الملحمية؟!"

نظر سارتون إلى الجوكر وقال: "لأن كتاب المصير أخبرني أن أفعل ذلك."

أخرج الجوكر خاتم الفوضى.

نظر ملك الملوك إلى الخاتم بشغف كبير لأنه كان الأداة الوحيدة الناقصة لكي يصبح أقوى.

"عندما أوهمتكم أني مت على الأرض، لم يكن خاتم الفوضى الأداة الوحيدة التي أخذتها."

أخرج الجوكر بجانب خاتم الفوضى لؤلؤة المصير، مبعوث الجحيم، وردة الأرواح، وبدأت أداة وراء الأخرى في الظهور وتتطاير في يد الجوكر، الأدوات التي أعطيتها لكم على كوكب الأرض بموتي، كلها أدوات من صنع أثينا، أدوات وهمية.

ظهر الغضب الشديد على وجه سارتون ولم يعرف ماذا يقول، ولكنه نظر إلى الجوكر وقال: "أين ياما؟!"

همس الجوكر وقال: "معها الأداة الأخيرة، والأهم من الأداة الأخيرة، معها ما سوف يجعلنا نخرج من هنا. ولكن قبل كل هذا، دعوني أخبركم بشيء ما، قصة صغيرة، لكي تعرفوا لماذا أنتم لم تكونوا تذهبون إلى الخلود، ولكن إلى الموت. لكي أجعلك تدرك يا ملك الملوك، أنك ملك الحمقى، أن هناك من كان يتلاعب بك كما كان يتلاعب بي، ظل بداخلك كما بداخلي."

وفي تلك اللحظة، ظهر أمام الجوكر الذي كان على العرش كتاب المصير يطير في الهواء.

"هل تستطيع أن تخرج كتابك الذي لم يعد يذكر فيه شيء؟"

أخرج سارتون كتابه بحذر شديد وهو ينظر إلى الكتاب الذي بجانب الجوكر.

"هذا الكتاب من صنع شخص يدعى سيد الفوضى."

في تلك اللحظة، ظل أسود بدأ يخرج من فم الجوكر ويظهر في نصف القاعة. كان ظلًا ليس له وجه، عيون مظلمة وملابسه سوداء، وطاقة جهنمية قوية، ينظر إلى كل من في الغرفة بازدراء شديد.

"ما يمنع سيد الفوضى من صنع عالم الفوضى المثالي الذي يرغب فيه؟ هم نحن، أو هذا العالم الذي ختمه صديقه العزيز وجدي الأكبر، جو..."

2024/05/31 · 43 مشاهدة · 938 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024