في صمتٍ مطبق، لا يُسمع سوى صوت الجوكر يخترق الأجواء، يروي حكاية قديمة عن "سيد الفوضى" الذي كاد أن يُدمّر العالم المقدس ويُقيم عالمه الخاص، عالم بلا قوانين أو نظام. إلا أن "جوو"، جدّه الأكبر، لمس شرارة من ذلك العالم الفوضوي، شرارة أيقظت فيه إدراكًا عميقًا للجريمة التي كاد أن يرتكبها في حق الكائنات. خدع جوو سيد الفوضى في اللحظة الأخيرة، وفصل جزءًا من العالم الحقيقي إلى نطاق خاص، عالم يحافظ على أحد قوانين العالم المقدس الباقية: "العالم دائرة". هذه الكلمات محفورة في كل زاوية من هذا العالم، تذكيرًا بأن ما تفعله سيعود إليك حتمًا.

لكن سيد الفوضى لم يكن شخصًا عاديًا. على مر السنين التي قضاها مع جوو، كان يزرع جزءًا من روحه في الأدوات المقدسة التي يصنعها جوو.

في مكان آخر، تستعر الحروب بين العشائر الخمس، التي لم تكن يومًا ضعيفة لتنهزم بسهولة. بفضل ثرواتها الهائلة وتحالفاتها القوية، بدأت تستعيد قوتها ببطء. كل شيء كان مخططًا له بدقة على مر السنين، حتى البروتوكولات التي يجب اتباعها في حالة اختفاء أحد زعماء العشائر. فقدوا توازنهم للحظات بسبب الهجوم المفاجئ، لكن سرعان ما استعادوا السيطرة.

"نحن نخسر، نحن نخسر! ماذا نفعل يا هيرا؟" صرخ خالد في نطاق الاتصال. ابتسمت هيرا بخبث، وقالت: "لن تفعلوا شيئًا، هذه الخطة من البداية." لم يفهم أحد من عصبة الدماء ما تعنيه هيرا، لكنها استمرت في النظر إلى الفضاء من نافذة سفينتها، وهي تسمع أصوات القتال والموت، وقالت: "الجوكر كان يعلم أنه لن يستطيع هزيمة خمس عشائر بقوته الخاصة. لذلك وضع هذه الخطة لتحقيق هدف واحد فقط."

"ما هي الخطة؟" سأل زد بصوت متردد.

"التجميد." أجابت هيرا، "سوف نوقف الزمن في هذا العالم."

في نطاق الجوكر، فتحت ياما عينيها ببطء. لقد قضت سنوات عديدة في هذا النطاق في الماضي، لذا فهي تعرف الهالة التي تستشعرها الآن. "أخيرًا استيقظتِ؟" سألتها دراكولا. "أين الجوكر؟" سألت ياما. "يواجه ملك الملوك." أجابت دراكولا. ظهرت الصدمة على وجه ياما. "وحده؟" سألت. ابتسمت دراكولا وقالت: "لا، سوف تكونين معه. فهو يحتاجك."

لم تفهم ياما ما تشير إليه دراكولا، لكنها عرفت في داخلها أن الجوكر يخطط لشيء كبير للغاية. "هل خاتم الظلام معك؟" سألت دراكولا بحذر شديد. نظرت ياما إلى دراكولا وقالت: "ولكن باقي الأدوات مع ملك الملوك." ضحكت دراكولا وهمست: "جميع هذه الأدوات مزيفة من صنع أثينا. مثل الخاتم المزيف الذي أعطاه الجوكر لليث على كوكب الأرض، الذي حاول هاجون صنعه. ولكن هذه النسخ كانت أعلى جودة وأقرب للحقيقة، لذلك لم تستطيعوا اكتشاف ذلك."

لم تصدق ياما ما تسمعه. كانت غير مدركة تمامًا لهذه الحقيقة. حتى ملك الملوك لم يستطيع أن يكتشف الفرق بين الأدوات الحقيقية والمزيفة، كيف وهو الصانع؟ في تلك اللحظة، لم تتوقف دراكولا عن الضحك. "سيدي يستدعيكِ." قالتها دراكولا، ونظرت إلى ياما التي تختفي ببطء، وقالت: "حاولي أن تسامحيه، فهو مضطر لكل هذا."

نظرت ياما إلى دراكولا التي بدا على وجهها نظرة من الحزن. كان الظل الأسود يقف في نصف المشهد بين ملك الملوك والجوكر بدون أن يتحرك، ينظر إلى الجميع بدون أن يتحدث.

قال ملك الملوك: "إذا كان غرض سيد الفوضى هو الوصول إلى هذا المكان والقضاء على القانون الأخير... لماذا إذًا جعلني أفصل أداة خاتم الفوضى؟"

نظر الجوكر إلى الفراغ الذي بدأت تظهر فيه ياما مربوطه تمامًا ولا تستطيع الحركة، وقال: "لأن عندما يتم دمج الأدوات المتفرقة وتتكون أداة خاتم الفوضى من جديد، سوف تخرج روح الأداة وتنبض بالحياة. وفي تلك اللحظة، الأربع أدوات مقدسة التي موجودة في هذا العالم سوف تخرج أرواحها لت ركع لروح الأداة الأقوى التي رجعت من جديد."

وعندما يحدث ذلك، سوف يستخدم كتاب المصير لفتح البوابة والوصول إلى هذا العالم وتدمير القانون الأخير. كانت الصدمة تظهر على وجه الجميع، خصوصًا ملك الملوك الذي لم يكن مصدقًا لما يسمع. ولم يكن يعرف كيف عرف كل هذا الجوكر، ولكن لم يعرف أن الجوكر حصل على مذكرات جوو وإرثه، لذلك هو يعرف كل شيء.

نظرت ياما إلى الجوكر وقالت: "حررني! لماذا تربطني بهذا الشكل؟!" نظر الجوكر لها بعناد شديد وقال: "يبدو يا زوجتي أننا سوف نبقى أعداء إلى الأبد. أنتِ بداخلك يوجد شيئين أريدهما بشدة مندمجين بروحك: أداة مقدسة وشظية من قوانين العالم المقدس."

لم تعرف ياما عن ماذا يتكلم الجوكر، ولكن أكمل الجوكر قائلًا: "لم يكن ملك الملوك فقط من أرسل أشياء إلى هذا العالم، ولكن أيضًا أسياد المقدسين من العالم الآخر أرسلوا طفلة صغيرة تحمل في روحها أحد القوانين، أو لكي نكون واضحين أكثر، شظية أحد القوانين المهمة."

"لكي يستطيعوا أن يحموا هذا القانون من الزوال، لذلك عندما أفعل ما سوف أفعله الآن، يجب أن أقتلك يا زوجتي." قالها الجوكر وهناك نظرة كبيرة من الشر وعدم المبالاة على وجهه، كأنه لا يهتم على الإطلاق بقتل ياما.

نظرت ياما إليه وهي تحاول أن تستوعب ما يقول، ولكن الجوكر بدون مقدمات وضع يده بقرب ياما وقال: "أعطني خاتم الظلام."

"لكي نحصل على الأداة الأقوى، خاتم الفوضى." صاح ملك الملوك بصوت عالٍ: "هاجموا على هذا الملعون!"

أخرج الجوكر سيفه الأسود ووضعه بقرب رأس ياما وقال: "إن تحركتم ولو خطوة بسيطة سوف أقطع رأس هذه اللعينة ولن تستطيع أن تصل إلى غرضك أبداً أيها الملعون." نظرت ياما إلى عيون الجوكر ولم تجد لحظة واحدة من التردد. اقترب الجوكر منها ووضع يده على رقبتها وقال: "يبدو أن خدعتك حقًا. ههههههههههههههه."

2024/06/07 · 29 مشاهدة · 813 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024