لقد كنتُ حقًا ذلك الكائن البدائي الذي لم يعرف شيئًا غير الموت. كانت عيون ياما جوفاء من كل شيء عندما تلقت مني كل هذه الكلمات الجارحة. لم أعرف ماذا أقول لها...! غير أن أرفع يدي نحو رقبتها، والسيف في يدي الأخرى، وأقول بأعلى صوتي: "إن تحرك أحدكم خطوة واحدة سوف أقضي عليها."
قالت ياما بصوت متردد، يرتعش من الخوف: "ماذا تفعل؟!"
قلت، وأنا لا أنظر نحوها حتى، بل أركز على المهمة التي أمامي: "أفعل ما كان يجب أن أفعله منذ فترة طويلة. أوقف هذه العجلة اللعينة التي لا تنتهي."
نظرت إلى ملك الملوك وقلت: "سوف تبدأ العملية الآن." أخرجت الأداة التي كانت موجودة على الكوكب المظلم، تلك التي أخذتها من إرث جدي. كانت أداة تشبه الضفدع الذهبي، غريبة الشكل ومثيرة للرهبة.
قلت لياما بصوت غاضب كان مثل صوت تنين يهدر في أعماق الجحيم: "أخرجي خاتم الظلام."
نظرت ياما نحوي، وأخرجت الخاتم بدون تردد، وكأنها تستسلم لمصيرها المحتوم.
"أنا أعرف أنك تكرهني بسبب ما فعلته معك على الأرض، ولكن..." توقفت للحظة، كأن الكلمات تخنقني. "أنا ظننت أنك سامحتني."
لم أعرف ماذا أقول لها في هذه اللحظة. ما سوف أفعله بها هنا سيجعلني أنا من يحتاج إلى المغفرة. ولكن على مدار العشر سنوات السابقة، لقد رأيت ما فعلته العشائر، في عشيرة الأسياد. لقد أهانونا، أذلونا، وفعلوا ما بفعلوا بنسائنا. جعلونا مثل العبيد وأسوأ من ذلك. وبقوتي الخاصة لن أستطيع أن أنتصر عليهم. لقد تأخر الوقت على هذا. إنهم أقوى مما أتصور.
قد أكون قتلت سيد عشيرة السماء، ولكن لكي أنتصر على باقي قادة العشائر، أحتاج إلى معجزة. ولأنني أحقق معجزاتي بيدي، أحتاج... أحتاج أن يتوقف كل شيء حتى أصبح أقوى. ولكي يحدث هذا، أحتاج أن أضحي بالشيء الوحيد الذي أحببته.
نظرت ياما نحوي، عينيها مليئتان بالخيبة والألم. لقد خسرت عبير، وخسرت ابني، وحان الوقت أيضًا لكي أخسرك.
"هيرا!" ناديت بصوتي القوي، وأمرت هيرا بالانسحاب من المعركة. أنا أعلم أن هذا سوف يتسبب في الكثير من الخسائر، ولكن لقد مات الكثير من البشر على مدار السنين من أجل الأهداف الأعلى، وهذا ما يحدث هنا.
ظهرت هيرا بجواري، تنظر إليّ وإلى ياما، وإلى ملك الملوك. قلت وأنا أنظر لها: "امنعهم من الحركة."
أخرجت أدوات ملك الملوك واحدة تلو الأخرى. سنوات من الشقاء والبحث، وأخيرًا قمت بجمع الأدوات لكي أنتج الأداة الأقوى على الإطلاق.
قال ملك الملوك بصوت خائف يرتجف: "هل سوف تفتح الأبواب أم سوف تغلقها للأبد؟"
نظرت نحوه وقلت: "لا أعرف."
قال سيد الفوضى الذي يقف في المنتصف: "افتح الأبواب وسوف أجعلك تتمتع بالخلود. سوف أجعلك تنقذ كل من تحب، وتعيد الناس إلى الحياة. سوف أجعلك تحكم هذا العالم."
نظرت إليه وهو يقول ما يقول بشغف وصدق وجشع لا ينتهي. "هل أحكم عالمًا يعمه الفوضى والموت؟" قلت ذلك وأنا أنظر إلى ياما التي قامت بتسليمي خاتم الظلام.
قمت بوضعه أمام الضفدع الذهبي، فقام بابتلاعه. نظرت إلى هيرا وقلت: "احميني."
في تلك اللحظة، قال ملك الملوك: "اقتلوه، اقتلوا ذلك اللعين!"
تحرك أسياد العشائر نحوي، ورجعت أنا إلى الخلف بسرعة كبيرة. وقفت هيرا أمامي، وهي ليست من هذا العالم، لذلك فهي قوية للغاية. ولكن لا أحد في هذا العالم يستطيع أن يتعدى قوة الملك الخالد. من يفعل سوف ينفجر ويموت. هذا العالم يحكمه قانون لا يرحم.
وقفت ياما وهي مربوطه، تنظر حولها بعيون لا تفهم شيئًا. "ماذا يحدث هنا؟ عن أي أبواب تتحدثون؟ عن أي قوانين تتكلمون؟"
كنت في نفس حيرتها هذه قبل عشر سنوات، لذلك أعرف ماذا تشعر الآن. قمة التساؤلات التي في عقلها. لذلك قلت وأنا أدمج باقي الأدوات: "العالم الذي نعيش فيه ما هو إلا شظية صغيرة من عالم أكبر. تم فصل عالمنا عن العالم الكبير بأحد القوانين الأساسية."
"القوانين؟!" قالت ياما بعدم فهم.
كانت هيرا تتحرك بسرعة وتتصدى لجميع ضربات السادة الذين كنت أحاول تقييد قوتهم باستخدام أرض الأسياد. ولكن قوتهم الثلاثة أكبر بكثير من قوتي، وأكبر من قوة هيرا.
"كان يوجد في العالم الأصلي سبع قوانين أساسية." أكملت شرحي. "كانت تصنع العالم المقدس. كل من يعارض هذه القوانين يقع عليه حكم سماوي لا يستطيع أن يمنعه. ولكن سيد الفوضى كان يقضي على هذه القوانين واحدًا تلو الآخر بالأدوات التي صنعها جوو، وخصوصًا بأداة خاتم الفوضى."
بدأت الأدوات تندمج مع بعضها البعض بداخل الضفدع الذهبي، الذي بدأ يتضخم وينبض بالحياة. كانت الدماء بدأت تسقط من كل مكان من جسد هيرا.
"لقد نجحت." قلت ذلك بحذر شديد، وأنا أشعر بقوة هائلة تتدفق في عروقي.
بدأ خاتم أسود اللون يتكون، يوجد على رأسه رسمة جمجمة بعيون حمراء. كان يبدو خاتمًا طبيعيًا، ولكن عندما ظهر، اهتز المكان بشكل كامل، وتوقف كل شيء من حولنا.
إلا أنا وهيرا وياما وملك الملوك. أسياد العشائر توقفوا، حتى خارج أرض الأسياد. خالد، الذي كان يقف وسط حشد من جنود العشائر وعلى وشك أن يقع على الأرض، توقف في مكانه بلا أي حركة. وشارد الذي كان يواجه سيد عشيرة البحر توقف أيضًا في مكانه. وكذلك هند، ولينا، وهرين، والجميع... الجنود، الوحوش، الكواكب، الشمس... كل شيء توقف.
كأن كل شيء في العالم لم يعد يستطيع الحركة، إلا بعض الأشخاص فقط من تمكنوا من الحركة. وهؤلاء الأشخاص ظهرت على وجههم نظرة من الصدمة، وقالوا في صوت واحد: "لقد فعلها المختار. حان وقت فتح الأبواب."
البعض كان يقول ذلك بخوف شديد، والبعض كان يقول ذلك بشغف لا ينضب، والبعض كان مترددًا بين هذا وذاك.
أخيرًا، فتحت الأبواب.
"صوت من عالم آخر مظلم قاتل." قال ذلك صوت مليء بالجشع والشر. "خمسة آلاف عام من الانتظار لهذه اللحظة."
نظر الجوكر إلى ملك الملوك وإلى ياما وإلى هيرا. "يوجد في هذا العالم خمس أدوات مقدسة، وجميعها موجودة في هذه الغرفة. ههههههههههههههههههههههه."
بدأت أرواح تخرج من جسد كل واحد من الواقفين. الروح التي خرجت من جسد ملك الملوك كانت على شكل ثعلب بذيل ثعبان. الروح التي خرجت من جسد هيرا كانت قطة كبيرة الحجم لها عيون حمراء. الروح التي خرجت من جسد ياما كانت امرأة على رأسها تاج أحمر.
ولكن من الجوكر خرجت روحان. أول روح كانت لوردة سوداء بالكامل، ولكن تحتها قزم صغير. والروح الثانية كانت عليها ضباب شديد، لا يظهر منها أي شيء. وقفت كأنها ملكة كل شيء. اتجهت نحوها جميع الأرواح وركعت لها في خضوع تام.
نظر الجوكر نحوها، ونظرت هي نحوه، ثم همست: "جريت، اخرج."
خرج من جسد الجوكر رجل عظيم يحمل سيفًا. ركع عندما رآها وهمس: "سيدتي."
ابتسمت الروح ونظرت إلى الجوكر وقالت: "الآن حان وقت المحاكمة. أم أن يعم القانون أو الفوضى، أنت من سوف تحدد كل شيء. ولكن في البداية، أين الأضحية يجب أن تضحى بشاذيه من القوانين لكى تستطيع أن تبدأ المحاكمة ؟"
نظرت الى ياما وأتجهت نحوها بصوت أقدام يتردد صداها فى كل مكان حولنا