لماذا تتداعى السماء بهذا الشكل؟ أشعر أنها سوف تسقط فوق رأسي! هههههههههههههههههه...
اقتربت من ياما بخطوات ثابتة، لا رجفة فيها ولا تردد. حاول ملك الملوك أن يحرك جسده، أن يقاوم القوة التي تشل حركته، ولكن عبثًا. وكذلك ياما، كانت أسيرة العجز والضعف، تمامًا كما كنت أنا قبل سنوات.
نظرت إليّ، ونظرت أنا إليها. "ماذا سوف تفعل...؟!" سألت بصوت مرتجف، كأنها تستعيد ذكريات مؤلمة من الماضي.
لم أعرف لماذا شعرت بأن هذا المشهد يتكرر مرة أخرى. كانت ياما تبدو بنفس شكلها القديم على الأرض، عندما قمت بالاعتداء عليها. كانت تصرخ خائفة، عيناها مليئتان بالرعب واليأس. لا أعرف هل تذكرت هي أيضًا هذا الشيء، لكن ملامح وجهها تغيرت تمامًا وهي تنظر نحوي.
قالت الروح التي تقف خلفي بصوت هادئ: "إنها تملك قانونًا مهمًا، قانون الضوء."
"ههههههههههههه، الضوء المقدس." ضحكت ضحكة ساخرة، لم أستطع كبح جماحها.
قالت ياما بصوت متردد، كأنها تحاول فهم ما يجري: "أنا لا أفهم شيئًا."
"لا داعي لأن تفهمي أي شيء، ولكن كل ما عليكِ أن تفهميه هو أنني أحتاج دمائك." ضحكت مرة أخرى، وأنا أقول ذلك ثم أخرجت السيف وقمت بجرح يدها. بدأت الدماء تسقط منها بغزارة، مسحت بها الأرض وقمت برسم دائرة كبيرة حولي وحولها.
"ماذا تفعل؟" بدأت ياما بالصراخ من شدة الألم، جسدها يرتعش وعيناها تتوسلان إليّ أن أتوقف.
نظرت إليها وأنا أحاول أن أمنع مشاعري من أن تظهر بأي شكل. "أرجوك لا تفعل هذا!" كانت ترتجف من الخوف، يبدو أن هذه اللحظة أعادت لها ذكريات الماضي الأليمة.
لم أعرف ماذا أقول أو أفعل، ولكن يجب أن أكمل.
"سيدي، لماذا لا تخبرها؟" همس صوت في عقلي، يحاول إثنائي عما أنا مقدم عليه.
قلت، وأنا أحاول إقناع نفسي بصواب ما أفعله: "لا أستطيع، أو سوف يدمر كل ما خططت له في العشر سنوات السابقة."
قمت بحمل ياما، كانت دموعها لا تجف، تنهمر على وجهها كالمطر. "هل سوف تفعل بي هذا من جديد؟!" صرخت بي بصوت ممزوج بالألم والغضب. "هل أنا مجرد أداة بالنسبة لك؟!"
لم أرد عليها، بل أكملت ما كنت أفعله، كأنني آلة بلا مشاعر.
بدأت روح أداة خاتم الفوضى في الحديث من جديد: "أنتِ تم إعادة تجسيدك العديد من المرات. أنتِ أكثر شخص في العوالم تم إعادة تجسيده. ولكن هناك حد أقصى، وتجسيدك القادم هو التجسيد الأخير. إن متِ، لا يوجد سبيل للحياة مرة أخرى."
نظرت إليها، وأخفيت وجهي عنها، وقلت للروح: "افعلي ما يجب فعله."
اقتربت الروح من جسد ياما، ووضعت يدها على رأسها وهمست: "لا تبكي يا صغيرتي، العالم الذي نعيش فيه عالم كئيب ومظلم، ولكن به بعض الضوء. وقانون الضوء الذي شظيته بداخلك يؤكد ذلك."
بدأ ضوء غريب يخرج من جسد ياما، كأنه آخر بقايا أمل في عالم يائس. بدأت الروح في نقل الضوء من جسد ياما، التي كانت تصرخ بلا توقف، إلى الأداة التي في يدي.
في الخارج، في المكان الذي يتجمد فيه الجميع، كان ماندوا، الذي قام بعمل عقد مع ياما، يعاني من ألم لا يوصف. كانت الدماء تخرج من أذنيه وفمه، وكان الألم يعتصر كل جزء من جسده.
بدأت الدماء تخرج من عيون ياما من شدة هذا الألم. "لماذا تفعل بي هذا؟!" صرخت بي بصوت يقطر ألمًا. "لماذا دائمًا تعرضني لكل هذا الألم؟ ألم تعدني أنك سوف تحميني؟ أنت كاذب! أنت ملعون!"
كانت تصرخ وتصرخ، حتى خارت قواها.
قالت الروح: "لقد انتهيت. انتقل كل الضوء إلى الأداة التي في يديك."
نظرت إلى ياما التي كانت على وشك أن يغمى عليها بسبب الألم، وقلت للروح: "هل سوف تنتقل روحها؟!"
قالت الروح بصوت هادئ: "يجب أن تبدأ."
نظر سيد الفوضى نحونا، واقترب بخطوات هادئة وقال: "ألم تفتح الأبواب بعد؟!"
نظرت إليه وقلت: "سوف أفتحها، ولكن ليس الآن."
ظهرت نظرة الغضب على وجهه. "إلى ماذا تخطط؟!"
قلت بحذر شديد: "لرؤية الحقيقة بأم عيني."
قال سيد الفوضى لي وهو يختفي بالتدريج: "خمسة آلاف عام من الانتظار، لن يحدث شيء إن انتظرت بضع سنوات أخرى. سوف أكون في انتظارك في العالم الحقيقي يا فتى، ولكن احذر، قوانين العالم هناك تختلف كثيرًا عن قوانين العالم هنا. العالم هناك مليء بالفوضى، لا يوجد قانون مثل هذا يحمي العالم، أو قد يوجد البعض. أي خطأ غير مقصود قد تموت دون أن تشعر. ههههههههههههههه."
لم يتوقف سيد الفوضى عن الضحك، ولكن نظر إلى روح خاتم الفوضى وقال: "لماذا تفعلين هذا؟!"
ابتسمت الروح ولم ترد، ثم أختفى تمامًا.
وضعت يدي على الأداة التي تشبه الضفدع، فبدأت أشعة كبيرة تخرج من جسد الأرواح وتدخل مرة أخرى داخل جسد كل من ياما وملك الملوك وجسدي وهيرا.
وقالت الروح قبل أن تختفي: "الآن تستطيع أن تفعل ما تريد فعله."
اقتربت بسرعة من ياما، ورفعت سيفي، ووضعته على رقبتها. لقد شق السيف رقبتها في لحظة واحدة. بدأت الدماء تخرج من فم ياما بلا توقف. كانت تبكي بحرقة شديدة، الألم كان يعتصر كل جسدها.
"أنا أكرهك! أنت وحش!" صرخت بي ياما بصوت يقطر ألمًا وغضبًا.
ضحكت بسخرية على كلماتها. وحش؟ أنا أسوأ من وحش.
فقدت ياما روحها بهدوء، سقط جسدها على الأرض كدمية مهترئة. كانت ياما كزهرة نادرة تتفتح في قلب عاصفة، جمالها الأخاذ يتحدى قسوة العالم المحيط بها. بشرتها البيضاء الناصعة كانت كالخزف الصيني، ناعمة ومشرقة، تتخللها مسحة خفيفة من الوردي على وجنتيها. عيناها الزرقاوان العميقتان، كانتا كالبحيرتين الصافيتين، تعكسان براءة ونقاء روحها، حتى عندما امتلأتا بالدموع الحمراء التي سالت على وجنتيها كحبات لؤلؤ متناثرة.
كان شعرها الطويل الحريري، بلونه الأحمر الناري، يتدفق على كتفيها كشلال من النار، يتناقض مع بياض بشرتها ويبرز جمالها الأخاذ. كانت ترتدي فستانًا أبيض بسيطًا، يلتف حول جسدها الرشيق كالنسمة العليلة، لكنه الآن تلطخ ببقع الدم القانية، كأنها لوحة فنية مأساوية تجسد الصراع بين الجمال والقسوة.
على الرغم من الألم الذي يعتصر قلبها، وعلى الرغم من الدموع التي تنهمر من عينيها، إلا أن جمالها لم يتأثر. بل زادته تلك الدموع والبقع القانية سحرًا وجاذبية، كأنها تزيد من تعقيد شخصيتها وتبرز قوتها الداخلية.
كانت ياما كالفراشة التي تحاول الطيران بجناح مكسور، تحاول الصمود في وجه الألم والخوف، لكنها في النهاية تستسلم للمصير المحتوم.