في أحضان الطبيعة الخلابة، حيث تتراقص نسائم الهواء العليلة مع أوراق الشجر، ترقص الرياح رقصة الإغراء بلا حياء. كانت الشمس في كبد السماء، تسكب أشعتها الذهبية على الأرض. لم يكن الجو حاراً بالمعنى التقليدي، ولكن حرارة التوتر كانت تتصاعد من أجساد الحاضرين، تتغلغل في ثنايا أرواحهم.
نظر الجوكر إلى ياما، تلك الفتاة التي سلبت قلبه، وانهمرت من عينيه دمعة لم يستطع كبح جماحها. كانت جميلة رغم الدماء التي لطخت جسدها، عيناها الزرقاوان تتقلبان بين زرقة السماء وحمرة الغضب، فستانها الطويل الناعم يلتصق بجسدها الملطخ بالقانية.
هيرا، بنظراتها الحزينة، أشارت إلى ياما وقالت: "هذه الفتاة تعرضت لظلم لم يتعرض له بشر من قبل... أن تُقتل على يد أكثر شخص تحبه في العالم، هذا ألم يفوق قدرتنا على الفهم."
اقترب الجوكر من ياما، ووضع يده على رقبتها الباردة، وهمس في أذنها بكلمات غامضة، ثم بدأ جسدها يتلاشى تدريجياً، وكأنه لم يكن موجوداً في هذا العالم من الأساس. رفع الجوكر يده في الهواء محاولاً الإمساك بأي شيء منها، ولكن كل شيء تحول إلى العدم واختفى.
قالت هيرا بصوت حزين: "لقد انتقلت، وأعتقد أن دورنا قد حان أيضاً."
نظر الجوكر إلى ملك الملوك بنظرة ملتهبة بالغضب، وقال بصوت حازم: "ليس بعد!" ثم انطلق نحوه بسرعة البرق. ضحك ملك الملوك بسخرية، وقال: "لقد أتيت إلى حتفك."
في مكان آخر، وقفت روح خاتم تنظر إلى المشهد بحزن وسخرية لا تنتهي، وقالت: "لا وقت للقتال، لم يعد هناك وقت لأي شيء في هذا العالم."
في تلك اللحظة، ظهرت أمام الجوكر لافتة تقول: "لقد اكتملت الأداة المقدسة، خاتم الفوضى. لقد ارتفع مستواك. لقد تم فتح أبواب العالم. اختر شيئاً من الخيارات التالية: 1- أن تدمر العالم المنعزل. 2- أن تفتح الأبواب وتنضم العوالم على بعضها البعض. 3- أن ينتقل كل ما ليس من هذا العالم إلى العالم الحقيقي. 4- الاستمرار في هذا العالم."
كان كل شيء أمام الجوكر متوقفاً تماماً، حتى ملك الملوك وهيرا. نظر الجوكر إلى كل شيء حوله، وهمس في داخله: "إذا استمريت في هذا العالم بهذا المستوى، سوف أهزم أمام أعدائي لأن عائق التطور لمستوى أعلى يمنعني من أن أصبح أقوى منهم. وفي نفس الوقت، إذا دمرت هذا العالم، سوف أخسر الجميع وأخسر كل شيء. وإذا دمجت العوالم، سوف يلتهم هذا العالم عالم كبير لا نعرف عنه شيئاً."
نقر الجوكر على الخيار رقم ثلاثة. ظهر ضوء عظيم على جسد هيرا، وعلى جسد ملك الملوك، وعلى أجساد عديد من الناس من العالم. بدأ الضوء ينطلق على جسد الجوكر، وظهرت لافتة أمامه تقول: "لقد بدأ التجسيد الأخير. سوف تفقد جزءاً من ذاكرتك. وسوف تصبح مشوشاً. سوف تفقد جميع مهاراتك. سوف تبدأ كل شيء من جديد في عالم جديد بقواعد جديدة."
نظر الجوكر إلى ملك الملوك وحاول أن يقتله قبل أن يحدث هذا، ولكن لم يستطع. وفي تلك اللحظة، بدأ الجميع في الاختفاء، وبدأ الزمن يتحرك من جديد.
كانت الحرب مستمرة بين عشيرة الأسياد وباقي العشائر، ولكن في تلك اللحظة، ظهرت علامة على سوار زد الذي كان في قتال لا ينتهي. ابتسم وقال: "لقد نجح القائد." ثم همس في نقل الصوت والتواصل بين الجميع: "فل ينسحب الجميع."
معركتنا ليست اليوم
ههههههههههههههههههههه
بعد خمس سنوات على كوكب رنزون
عد خمسة آلاف عام من الغواية، نجح ملك الملوك في غرس وهم أرض الخالدين في قلوب الكثيرين. أرضٌ أسطورية، يتحقق فيها كل حلم، وتُبعث فيها الأرواح، ويُفعل فيها المستحيل. كل هذا، ليس إلا خدعة ماكرة لخدمة غايته الأنانية: جمع الأدوات المقدسة ليحكم هذا العالم الصغير بقبضة من حديد.
على مر العصور، نسجت حول هذه الكذبة أساطير لا تُحصى. ولكن، هل أرض الخالدين حقيقة أم خيال؟ هل يوجد في هذا العالم المادي مكان يتجسد فيه الكمال المطلق؟ أليست هذه الجنة التي وعدنا بها في السماء؟ ألا يفقد السعادة معناها دون وجود الألم؟
طرح هذه التساؤلات رجل عجوز ذو شعر أبيض وذقن طويلة على تلاميذه، ثم استرسل قائلاً: "لكن الأساطير أيضاً تحدثت عن المختار، ذلك الذي خرج من رحم المعاناة ليُبدد هذه الأوهام، ويصنع أسطورته الخاصة. أسطورة شاب قاد المقاومة ضد عشائر الموت، وتجاوز حدود هذا العالم ليجد لنا طريقاً نحو الحرية."
في تلك اللحظة، اقتحم جندي الغرفة على عجل، وأبلغ العجوز بأن عشائر الموت تهاجمهم للحصول على المال، الذي لا يملكونه. تنهد العجوز بحزن، قائلاً: "عشائر الموت لم تتغير، لا تزال تستهدف الضعفاء. والعالم لا يزال غارقاً في ظلامه الدامس."
في الفضاء الخارجي، كانت سفن عشائر الموت تقترب من الكوكب لتنشر الدمار، ولكن فجأة، انهالت عليها وابلاً من النيران من كل جانب. "نحن نتعرض للهجوم، اهربوا!" صرخ أحد الجنود بفزع.
في تلك اللحظة، ظهرت سفينة تحمل شعار التنين. "الأسياد!" صاح أحد الجنود برعب، "إنهم عصبة الدماء!"
انطلق شاب يرتدي الأسود بسرعة البرق نحو السفينة، وتبعته فتاة ترتدي درعاً ضخماً. أمامهم، كان هناك شاب طويل القامة يحمل سيفاً عملاقاً، وبجانبهم فتاة ترتدي فستاناً أزرق طويلاً. ومن خلفهم، كان هناك فتى يجلس على قارب صغير ويحمل قوساً طويلاً.
"اللعنة، اللعنة!" صاح الفتى ذو الخنجر وهو يهاجم السفن بشراسة، "لا أعرف متى سوف يظهر القائد مرة أخرى. لقد اشتقت إليه حقاً."
"القائد اللعين لم يخبرنا أنه سوف يختفي كل هذه المدة!" قالت هند وهي ترفع مطرقتها بقوة وتسحق أحد الجنود بلا رحمة.
"أتمنى أن يكون بخير," قال شارد بقلق.
ابتسمت لينا من الخلف، وأطلقت عاصفة جليدية. "أتمنى أن يكون من في العالم الآخر بخير، لأنه لا يرحم."
ضحك زد بصوت عالٍ، وقال: "القائد سوف يدمر كل شيء، وعندما يصبح قوياً بالقدر الكافي، سوف يحررنا من هذا العالم الصغير كما حررنا من العالم البدائي من قبل. ولكن ما علينا فعله الآن هو الانتظار."
على الكوكب، وقف الأطفال والعجوز يشاهدون المعركة التي ستحدد مصير كوكبهم، غير مدركين أن هناك معركة أخرى تدور رحاها في عالم آخر، معركة ستحدد مصير عالمهم أيضاً.
............
في عالم أخر خارج هذا العالم فتحت فتاه عيونها الحمراء
وهى تتعرق فى كل جزء من جسده
وظهرت لافته أمام عيونها
" لقد حققت الشروط "
" لقد أستيقظ بداخلك قانون الضوء "
" حان الوقت لكى ننقذي العالم من الفوضى "