708 - سقوط قائد ال 500 رجل على يد الجوكر

لقد كان الصوت الوحيد الذي لم يصل صداه إلى السماء هو صوتي. هل أنا منحوس لهذه الدرجة...؟!

نظر الجوكر خلفه فوجد أن راموس هو من أوقفه. وضع يده على يد راموس. لم يكن الجوكر يريد من البداية أن يكون له أعداء بدون داعٍ. لم يعد الجوكر يفكر فقط في الدماء والموت؛ لديه العديد من الخطط والأهداف في عقله يريد أن يحققها. ولكنه إن حاول أن يكون ذئبًا وحيدًا في هذا العالم، فلن يستطيع أن يفعل أي شيء.

قال راموس بحرص شديد وهو ينظر إلى الجوكر: "إن تحركت نحو ذلك الفارس بدون أي شخص يحمي مؤخرة رأسك، سوف تموت في بضع ثوانٍ."

كان راموس يشاهد معارك الجوكر القصيرة بتمعن شديد، وأدرك يقينًا أن هذا الشخص ليس نفس الفتى الذي أنقذه من الشحاذة أمام المعابد والمنازل. مستحيل أن يكون نفس الشخص. ولكن في الحقيقة، راموس لم يهتم كثيرًا بهذا الشأن، بل كان سعيدًا لأن الجوكر استطاع أن يغير مجرى المعركة في منطقتهم ولو قليلًا. لم تعد المنطقة الجنوبية تتعرض للضغط مثل البداية، وهذا الأمر سوف يخفف من حمل الجيش المركزي للمساعدة.

برغم أن الجوكر لم يقتل هذا العدد الكبير مقارنة بألفين جندي، إلا أن تأثيره لم يكن يقتصر على نفسه فقط بل كان ينتشر مثل الفايروس على باقي الجنود. من خبرة راموس، كان يعرف أن معنويات الجيش شيء مؤثر للغاية في مجرى المعركة، وكان الجوكر في لحظات معينة يضرب جنودًا مهمين ومؤثرين في مجرى القتال ويدافع عن نقاط حيوية.

بعيون راموس، لاحظ ذلك، وهذا شيء لا يفعله فتى صغير تكون هذه المعركة الثانية له، بل هذا تفكير شخص مخضرم في المعارك.

قال الجوكر بصوت هادئ وبسيط: "من سوف يحميني من الخلف لكي أقطف رأس ذلك اللعين من الأمام؟!"

ابتسم راموس وقال: "رائد."

أخرج رائد القوس. في تلك اللحظة، انطلق الجوكر بجوار أولاف الذي كان ما يزال يقاتل في التشكيلة الدفاعية. نظر جنود غاش إلى الاتجاه الذي يتحرك فيه الجوكر.

"ذلك اللعين، هل سوف يذهب إلى القائد؟!" "هل فقد عقله؟!"

كان الجوكر يتجه نحو فارس على حصانه يرتدي خوذة كبيرة سوداء، ولديه رمح كبير في يده، كان يخطف به أرواح المشاة في لحظة واحدة.

"ذلك اللعين سوف يفقد حياته في لحظة واحدة! هههههههههههه."

كان الجميع يسخر من جرأة هذا الفتى الصغير على أن يتجه إلى موته بيده. هل هناك شخص أحمق كفاية لكي يحدق في عين الموت بجُرأة وبدون خوف؟

الجوكر، الذي كان يتحرك، كان على وشك أن يخترق صفوف جنود الأعداء.

"لا تدعوا ذلك اللعين يمر!" قالها الفارس بصوت جهور. "قوموا بعمل تشكيلة الرمح!"

وقف عدد كبير من الجنود باتجاه الجوكر وقاموا بتوجيه الرمح نحوه. حمل الجوكر درعًا من على الأرض، وبدأ في الجري بسرعة نحو الأعداء بدون خوف أو تردد. ضحك جميع جيش غاش على ذلك الغبي الذي يجري نحو الرمح كمن يجري نحو فخ يراه ويريد فقط الموت.

كان الجوكر ينظر إلى أعدائه بدون خوف أو تردد. لم يكن الجوكر أحمق لكي يذهب إلى الموت بنفسه، ولكن خبرته الكبيرة جعلته واثقًا فيما يفعل. مع ارتفاع ضجيج المعركة حوله، أخذ الجوكر نفسًا عميقًا وثبت قدميه بقوة على الأرض. شعر بعضلاته تتوتر، وتحضرت للانفجار كالنابض المتوتر. فجأة، انطلق في حركة سريعة مثل سهم أُطلق من قوس مشدود. رفع درعه إلى أعلى بزاوية حادة، مستغلًا الحافة العلوية لصد رمح أحد الجنود. استخدم القوة المتولدة من التصادم كرافعة، وأطلق نفسه إلى الهواء.

في الهواء، شعر الجوكر بالحرية والاندفاع. كان كل شيء يبدو بطيئًا، كأنما الوقت قد توقف. رأى وجوه الجنود تتسع بالدهشة والصدمة، ورأى حواف الرماح تلمع تحت الشمس. استجمع قواه، ووجه جسده بشكل يسمح له بالهبوط بأمان خلف الجدار البشري. هبط الجوكر بخفة على الأرض، ودرعه يلامس التراب بصوت خافت. لم يكن هناك وقت للراحة؛ تحول فورًا إلى وضعية الهجوم، وشرع في صد ضربات الجنود المتبقين بمهارة وسرعة. كل ضربة كانت محسوبة، كل حركة كانت مميتة.

أسهم رائد كانت تخترق رأس كل شخص يحاول أن يقترب من منطقة الجوكر، لأن الجوكر كان محاطًا بجنود الأعداء من كل اتجاه. انطلق بسرعة نحو الفارس الذي يعطي الأوامر. رفع الفارس الرمح باتجاهه وبدأ في الضرب نحوه. رفع الجوكر بسرعة الدرع أمام الفارس، وبسرعة كبيرة قذف الدرع نحو رأس الفارس، ثم أمسك بقدمه وسحبه من حصانه بسرعة كبيرة. وقع الفارس على الأرض مثل الماشية، وسقط منه الرمح. اقترب الجوكر منه لكي ينهي حياته، ولكن تحرك أحد جنود الأعداء بسرعة ووقف أمام الجوكر. حرك الجوكر السيف الذي في يده بسرعة كبيرة واخترق به درع الجندي، وانطلق نحو الفارس الذي وقف وحمل سيفه وتصدّى لضربة الجوكر.

"من أنت يا فتى؟!" قالها الفارس وهناك نظرة قبيحة على وجهه.

ابتسم الجوكر وهمس بخفة: "الموتى لا يحتاجون أن يعرفوا الأسماء."

نظر الفارس من حوله وهو يتصدى لسيف الجوكر: "لماذا بحق الجحيم تشاهدوني وأنا أقاتل ذلك اللعين؟ اقضوا عليه!"

أمسك الجوكر يد الفارس بقوة وهمس في أذنه: "أنت من سوف تموت هنا."

في تلك اللحظة، من خلف الفارس صد صوت صراخ عالٍ. ظهر أولاف وبفأسه الكبير وشطر رأس الفارس في لحظة واحدة. نظر الجوكر إلى الدماء التي انتشرت في كل مكان ونظر حوله. سنوات وسنوات في ساحات المعارك والحروب جعلته يدرك كيف يقوم بعمل موجة كبيرة.

في اللحظة التي سقط فيها الفارس على الأرض، نظر الجوكر إلى راموس وابتسم.

بعد سقوط الفارس الذي كان يقود 500 رجل من جيش غاش، خيمت سحابة من اليأس والإحباط على الجنود المتبقين. باتوا كأنهم قطيع من الأغنام بدون راعٍ، تتناثر أرواحهم كأوراق الخريف في مهب الريح. كانت أعينهم تلمع بالخوف والقلق، وقبضاتهم ترتجف بانتظار المصير المجهول.

في تلك اللحظة، لم يضيع راموس الفرصة. نظر إلى جنوده المئة بنظرة حادة، وكل واحد منهم عرف أن هذه اللحظة ستكون فاصلة. صرخ بأعلى صوته، مشيرًا بيده نحو الجنود المشتتين أمامهم: "هجوم شامل الآن! لا ترحموا أحدًا!" انطلقت أصوات الصراخ والهتافات القتالية، واندفع جنوده نحو المعركة بشراسة لم تُرَ من قبل.

وسط هذا الهجوم الكاسح، كان الجوكر يتحرك كالشبح بين صفوف الأعداء. درعه الثقيل لم يعد عقبة أمام حركته، بل كان سلاحًا فتاكًا يحميه ويعزز هجماته. بسيفه البراق، كان يشق طريقه بين الجنود كما تشق السفينة أمواج البحر العاتية. كل ضربة كانت تصيب هدفها بدقة، وكل طعنة كانت تعني موت جندي آخر.

الدماء كانت تتطاير في كل مكان، وصرخات الألم تملأ الجو. عيون الجنود كانت تترقب حركات الجوكر، لكنهم لم يستطيعوا مجاراته. كان يظهر فجأة، ثم يختفي ليظهر في مكان آخر، تاركًا وراءه جثثًا مشوهة وأرواحًا هائمة. أحد الجنود حاول التصدي له، لكن الجوكر صد ضربته بدرعه، ثم ضربه بالسيف في حركة خاطفة، لينشق صدره وتتناثر أحشاؤه على الأرض.

في الجانب الآخر، كانت قوات راموس تحاصر الجنود المشتتين من جيش غاش. بالرغم من قلة عددهم، إلا أن قوتهم المعنوية وشراستهم جعلتهم يتفوقون بسهولة. كانوا يضربون بلا رحمة، مستخدمين كل أسلحتهم بمهارة فائقة. أحد الجنود من جيش غاش حاول الهرب، لكن سهم راموس أصابه في ظهره، فسقط على الأرض يئن من الألم.

الجوكر، في هذا الوقت، كان قد تحول إلى قوة لا تُقاوم. كانت عيناه تلمعان بجنون المعركة، ووجهه مغطى بالدماء. كان يضرب

2024/07/22 · 28 مشاهدة · 1081 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024