فوق ضجيج المعركة.

وأخيرا رأيت بعيني هذا العالم الجديد.

ولكن الغريب أنه لا يوجد أي اختلاف عن عالمي السابق.

أن رائحة الدماء نفسها.

أن ملمس الدماء نفسه.

وشكلها نفس الشكل.

لا يوجد اختلاف كبير.

مازال حولي عدد كبير من البشر يتقاتلوا.

بعضهم يتقاتل من أجل المجد والخير والحقيقة.

والبعض يتقاتل من أجل نفسه ورغباته.

البعض يقتل من أجل الوطن.

والبعض يقتل من أجل المال.

وها أنا وقف بين هؤلاء أصرخ بأعلى ما في.

لقد تحررت أصبحت طائر حر لأول مره على الأطلاق.

انطلقت الى جسد جديد.

ولكن بكامل ذاكرتي.

لقد قمت بعمل مقايضة جيده من سيد الفوضى.

لا أريد أي قوه أو أي قدره.

ولكن في المقابل أحافظ على ذاكرتي.

لا أريد أن أصبح شخص أخر معتوه يحتاج الكثير من الوقت لكي يكتشف نفسه.

لا أرغب في أن أفقد ما أصبحت عليه.

أنا لم أعد مجرد مجرم.

ولست ملك.

أنا لست المختار.

ولم أكن يوما سيد الأسياد.

أنا فقط الجوكر.

صديق البعض.

وعدو البعض.

لدى أرثى الخاص الذي سوف أنقله الى العالم.

هذا العالم.

الذي لا أعرف عنه شيء الا من كلمات هيرا.

لذلك هذه سوف تكون مغامرة ممتعه ملئه بالدماء والموت.

أنا واقف الان بين هؤلاء الأعداء انظر لهم.

جنود غاش ومحاربين كيتنام.

أنا لا أعرف أي شيء عمن أكون وما هو أصلى.

ذكريات هذا الجسد لا تحمل الكثير.

في طفولته كان يعيش في مكان لائق هو وأخيه وعائلته.

ولكن بعد حادثه ما طرد من القصر.

وألقى في الشوارع يشحذ الطعام.

ولأنه لا يملك خبره أو قوه.

كان سوف يموت من الجوع.

حتى أعطاه راموس فرصه للمشاركة في المعارك.

هذا كل ما أعرفه وهذا كل ما أحتاج لأن اعرفه.

بعدما قطفت رأس قائد 500 رجل مع أولاف.

كان مجرى المعركة في المنطقة التي نحن فيها يتغير بشكل كبير.

سرعة بديهة راموس أدت الى خسائر كثيره في جانب الأعداء.

أنا لا أعرف أي شيء عن المكان الذي نحن فيه.

لا أعرف أي شيء عن الميناء ولكن كل ما أعرفه.

أن جيوش غاش قامت بالهجوم علينا فجأة وأدى ذلك الى وقع الكثير من الضحايا.

وكل جوانب الجيش تتعرض للضغط على مستوي ملعون.

رجعت بسرعة الى الخلف وأنا أحاول ان أخذ أنفاسي.

وأنا في جسد شخص عنده 15 عام صغير للغاية.

جسد متعب من الجوع.

لا يميزه غير سرعة الحركة.

مع خبرتي كانت سلاح قاتل.

حاولت مره أخرى أن أستشعر أي طاقة ولكن دون أي رجى.

لا يوجد أي شيء على الأطلاق في جسدي لا يوجد أي أثر لأي اثير من القوة بداخلي.

غريب هل هذا الجسد عقيم ام ماذا؟!

كانت توجد العديد من التساؤلات في عقلي.

لذلك لم أستطيع أن ألاحظ العديد الكبير من جنود كيتنام الذي ينظروا الى بنظره غريبة.

لقد كنت قادر على أن أغير مجرى القتال في هذا الجانب.

وهذا واحده كان كافي لكي يرفع مكانتي في المعركة.

كان الجنود من حولي غارقين في دماء أعدائهم.

يبدو على وجهم مشاعر مختلطة وغريبه.

أغلب من يتمركز في هذه المنطقة هم من المشاة.

نظراتهم تكون مختلفة تماما عن نظرات الفرسان.

الفرسان يقاتلوا من فوق أحصنتهم.

لذلك لا يلامسوا الموت بشكل مباشر.

ولكن المشاة.

يتعاركوا بالسيوف والفؤوس والأيادي.

تتلامس أجسادهم مع بعضهم البعض.

تختلط دمائهم لذلك لا تستطيع أن تفرق بينهم.

نظر الى راموس وأبتسم.

نظرت اليه وأعرف جيدا أن هذا الرجل سريع البديهة للغاية.

وهذا شيء مهم جدا في المعارك.

في تلك اللحظة أتى فارس من الخلف على حصانه وقال بصوت عالي.

أمرت القيادات أن نرجع الى القلعة سوف ننسحب.

عندما سمعت ذلك همست: أخير.

هذه المعركة بالتأكيد سوف نخسرها مهما حاولنا.

لا يوجد لدينا قائد يتحكم في مجرى الجنود.

ولا يوجد لدينا الأعداد الكافية لكي نتصدى.

الشيء الوحيد الذي يجب أن نفعله أن نرجع الى القلعة وننتظر الحلفاء.

يجب أن نتخلى عن هذا الميناء.

نظرت الى الغابة.

وفكرت للحظة للهرب.

ولكن رجعت في أفكاري الوحدة ليست دائما شيء جيد.

لن تعطيني المعلومات التي أريدها.

الان يجب أن أبقى على قيد الحياة حتى أجد لنفسي هدف أخر.

ويجب أن أكون حذر لأن سيد الفوضى يبحث عنى الان بالتأكيد.

فأنا أملك أداتين من الأدوات المقدسة.

يوجد العديد من الشخصيات التي تريد أن تحصل على في هذا العالم.

لذلك يجب ان أعرف مكاني جيدا قبل ان أقدم على الحركة التالية.

بدأت الجنود في الانسحاب بشكل تدريجا.

كان الأمر سهل في المركز الجنوبي بسبب التأثير الذي حدث.

وأننا بالفعل سيطرنا عليه بشكل شبه كامل.

ولكن كنت أعرف جيدا أن هذه السيطرة لن تدوم كثير.

لأن باقي المراكز الأخرى تتعرض للهزيمة لذلك سوف يأتي الدعم من باقي الجوانب وسوف نتعرض للإبادة.

قد أكون سريع ولكن لن أستطيع أن أحمي نفسي من جمع كبير من الجنود بدون طاقة.

بدأت أرجع بسرعه من رجال وحده راموس.

حتى وصلنا أمام القلعة فتحت البوابة العملاقة.

كانت أسوار القلعة مثل العصور الوسطى كبيره للغاية.

وعليها الكثير من الجنود الذين يحملوا الأقواس.

كان يقوموا بقتل أي جندي من جنود غاش الذي يحاول الاقتراب.

حقا.

أقترب منى راموس في اللحظة التي دخلنا فيها الى القلعة وقال.

" من أنت ؟! "

ابتسمت بحرص شديد وهمست.

" الجوكر ......!؟ "

قال راموس.

" هل تلبسك رواح ما ...ههههههه "

لو كان يعلم أن ما يقوله الان هو لب الحقيقة لقتل نفسه من الضحك.

ابتسمت وقلت بدون تردد وأنا أحك رأسي.

" نعم يبدو أن خطر الموت أيقظ شخصيتي لا أعرف ولكن شعرت أن الدماء تجرى في عروقي فجأة ".

بالتأكيد هو لن يصدق مثل هذه الكذبة الواضحة.

ولكن لكل رجل أسراره.

وهو لن يخسر شيء من وجود جندي اخر قوى في وحدته.

لم يكن هناك وقت للحديث.

لأننا نعلم جيدا أن هذه المعركة كلها بخصوص الوقت.

ولا شيء غير الوقت.

كنت أعلم أنى لن أستطيع أن أقوم بتأثير كبير على هذه المعركة أنا لم أحصل على ثقة كافية بعد لدى الجنود.

وأيضا لا أملك تحت سلطتى غير جسدى الذى أنا معتاد عليه.

ولكن كما يقولون.

الشعلة الصغيره قد تسبب حريق لعين كبير.

صعدت فوق السور، وتعلقت عيناي بمشهد أشبه بالكابوس.

ساحة المعركة تمتد أمامي كلوحة سريالية قاتمة، الألوان فيها مختلطة بدماء الأبطال والأوغاد على حد سواء.

الرياح تحمل معها رائحة الموت والبارود المحترق، تلسع أنفي وتجعلني أرغب في التقيؤ.

إلى الجنوب، تبدو الأرض خالية إلا من بعض الآثار المتناثرة لانسحاب منظم.

أرى بقايا خيام محترقة، وعربات مقلوبة، وأدوات مهجورة، لكن لا أثر للأجساد.

لقد نجحوا في الانسحاب، تاركين وراءهم جرحًا ينزف ببطء في قلب المعركة.

في الوسط، المعركة لا تزال مستعرة.

أرى ومضات السيوف تتراقص تحت أشعة الشمس الحارقة، وأسمع صرخات الألم والغضب تتعالى فوق ضجيج المعركة.

الخيول تصهل، والرجال يتساقطون كأوراق الخريف.

إنها رقصة الموت، وكل حركة فيها تقربنا من النهاية الحتمية.

لكن الشمال... الشمال هو الجحيم بعينه.

الأرض هناك مفروشة بالجثث، مكدسة فوق بعضها البعض في فوضى عارمة.

الدماء تغطي كل شبر من الأرض، وتشكل بركًا صغيرة تتلألأ تحت أشعة الشمس القاسية.

الأسلحة المكسورة والدروع المحطمة مبعثرة في كل مكان، شاهدة صامتة على المذبحة التي حدثت.

لا أرى أي حركة، لا أسمع أي صوت. فقط الصمت المطبق، صمت الموت.

إنها الحرب يا سادة، كما قلت. إنها وحش لا يرحم، يلتهم كل شيء في طريقه.

إنها اختيار بين الموت أو الحياة، ولا يوجد مكان للضعفاء أو المترددين.

إنها الجحيم على الأرض، وأنا هنا لأشهد على كل لحظة منه.

2024/07/23 · 16 مشاهدة · 1127 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024