711 - الجوكر : صدى الماضى

نظر راموس، قائد الفرقة، إلى الجوكر، الجندي المجهول الذي ظهر فجأة بين صفوفهم، وعيناه تقدحان شرارًا من الغضب واليأس. "اللعنة! أن تحرك 200 رجل من هذا المكان يعني نهايتنا! لن نستطيع الصمود!" صرخ راموس، وقد بدا عليه الذعر. لم يكن متأكدًا من معلومات الجوكر، ولم يكن يعلم إن كان هناك بالفعل جيش ينتظرهم على الجانب الآخر من الجدار.

في تلك اللحظة، تقدمت من بين الصفوف امرأة فارعة الطول، ترتدي درعًا أبيض ناصعًا يخفي وجهها، وقناعًا فضيًا يغطي عينيها. "سأعطيك 100 جندي من قواتي الخاصة،" قالت بصوت هادئ وواثق، "هؤلاء يعادلون قوة 500 جندي عادي."

نظر الجوكر إلى المرأة بعينين متفحصتين. كان جسدها متناسقًا، ووقفتها مستقيمة تنم عن قوة وثقة. لكنه لم يستطع التعرف عليها، على الرغم من أن ملامحها بدت مألوفة بشكل غريب.

عندما رأى راموس المرأة، جثا على ركبتيه بسرعة ودهشة، وانحنى رأسه احترامًا. "ابنة الجنرال! نور!" صاح بصوت متهدج.

ارتسمت على شفتي الجوكر ابتسامة خفيفة وهو يتمتم: "اتبعوني."

كانت نور تراقب المعركة التي قادها الجوكر في الجانب الذي كانت تتمركز فيه فرقة راموس. شاهدت كيف استطاع هذا الجندي المجهول تغيير مجرى المعركة، وكيف تمكن من قتل قائد العدو وتدمير خططه. وعندما سمعته يتحدث عن هجوم محتمل من الخلف، شعرت بشيء غريب يجري حولها. أدركت أن هذا الجندي البسيط قد تنبأ بالخطر قبلها، وهذا يعني أنه ليس مجرد محارب ماهر، بل يمتلك حدسًا استراتيجيًا فائقًا.

نظرت إليه بإعجاب، ثم التفتت إلى أحد جنودها وأمرت: "نفذوا كل ما يقوله لكم."

نظر الجندي إلى نور، ثم إلى الجوكر، وأومأ برأسه. على الرغم من أنه لم يفهم لماذا يجب أن يتبعوا مجرد جندي مشاة، إلا أن هذا لم يكن الوقت المناسب للتفكير أو الاعتراض. نور لم تكن جاهلة، ولم تكن مجرد ابنة الجنرال. لقد استطاعت أن تصل إلى مستوى لم يستطع أحد في دولة كمب بأكملها أن يفعله. لذلك، كان الجندي على ثقة بأن غريزتها تتفوق على غريزة البشر بمراحل.

تحرك الجوكر بسرعة نحو الجدار المقابل، وفي تلك اللحظة ظهر ثلاثة ظلال بجانبه. نظر الجوكر فوجد راموس وأولاف ورائد، قادة الفرق الأخرى، يقفون خلفه. كانوا ينظرون إليه كما لو كان الشخص الذي سيحدد مصيرهم، على الرغم من أنه كان في تلك اللحظة مجرد جندي ضعيف.

لم يقل الجوكر شيئًا، بل أسرع نحو الأسوار حتى وصل إلى الجهة الأخرى. لم يكن هناك أحد في الأفق.

قال الجندي الذي أرسل إلى الجوكر: "يبدو أنك كنت مخطئًا."

لم يرد عليه الجوكر، بل استمر في التحديق إلى الأمام. وفجأة، بدأ صوت تخبط أرجل الأحصنة على الأرض يرتفع في المكان. كان صوتًا صاخبًا ومخيفًا. نظر الجندي إلى الأمام، فرأى 300 فارس على خيولهم يتقدمون بسرعة كبيرة نحوهم. تركت الخيول خلفها سحابة كثيفة من التراب، وكانت تتحرك بغضب عارم. كانت خيول الحرب مرعبة، كبيرة الحجم، ويبدو على وجوهها الفخر والغضب الشديد. وكذلك الفرسان الذين يمتطونها، كانت عيونهم تلمع بشرر من الغضب والرغبة في القتال.

نظر الجوكر نحوهم وابتسم ابتسامة خفيفة، ثم همس لنفسه: "تعالوا إليّ أيها الملاعين... سيفي يشتاق إلى الدماء."

كان الرعب بادياً على وجوه الجميع، ولكن في تلك اللحظة، دوى صوت ضحكات عالية جعلت الكل يتوقف في مكانه مرتعدًا. نظر الجميع نحو مصدر الصوت، فوجدوا الجوكر ينظر إلى فرسان الأعداء ويضحك وهو يضع يده على وجهه. كانت هناك نظرة في عينيه تدل على أنه يشعر بنشوة شديدة. وضع لسانه على سيفه الصدئ وهمس: "سوف تبتل اليوم بدمائهم."

ثم صرخ بأعلى صوته: "أيها الرجال! إلى السلاح! اليوم سنصنع التاريخ!"

أمسك الجوكر سيفه بيد، ورمحًا بيده الأخرى، وقفز من فوق السور. هبط على الأرض بخفة، ثم انطلق نحو الأعداء بسرعة البرق. تفاجأ الفرسان بهذا الهجوم المفاجئ، لكنهم سرعان ما استعادوا رباطة جأشهم، وانطلقوا نحو الجوكر.

دارت معركة طاحنة بين الجوكر وفرسان الأعداء. كان الجوكر يقاتل بضراوة وشجاعة، وكان سيفه يلمع في ضوء الشمس كأنه شعلة من نار. كان يقتل فارسًا تلو الآخر، وكانت الدماء تتناثر في كل مكان.

لكن الفرسان كانوا أكثر عددًا، وبدأوا يحيطون بالجوكر من كل جانب. بدا أن نهايته قد اقتربت، لكن الجوكر لم يستسلم. استمر في القتال بشراسة، وكان يقتل كل من يقترب منه.

في تلك اللحظة، لاحظ الجوكر أن الفرسان يركزون هجومهم عليه، ويتجاهلون جنوده الذين يقفون على السور. أدرك الجوكر أن هذه هي فرصته. صرخ بأعلى صوته: "أيها الرجال! ارموهم بالنبال!"

أطاع الجنود أمر الجوكر، وبدأوا يمطرون الفرسان بوابل من النبال. سقط العديد من الفرسان قتلى.

تقدم الفرسان نحو الجوكر كعاصفة سوداء، حوافر خيولهم تدق الأرض بقوة، وسيوفهم تلمع تحت أشعة الشمس الحارقة.

كان المشهد مهيبًا، جيش من الظلام يندفع نحو رجل واحد. لكن الجوكر لم يتراجع، بل وقف شامخًا، عيناه تتحديان الموت نفسه.

نزل العديد من الجنود من الأسوار لمساعدة الجوكر بعدما تقلص عدد الأعداء وساعدوا الجوكر

كانت الأسهم والنبال من الأعلى مثل الصواريخ التى لا تتوقف كان الجنود يعلموا أنهم الأمل الوحيد لهذه الأسوار

أن سقطوا سوف تسقط معهم كل شىء أخر

سوف تستقط المدينه وتغتصب نسائهم

وكان هذا واحده كفيل لكى تشتعل نيران الغضب فى عروقهم

اندفع الجوكر نحو أعدائه كصاروخ، سيفه يقطع الهواء، ورمحه يثقب الدروع. كان يتحرك بسرعة وخفة لا تصدق، يراوغ الضربات، ويوجه طعناته بدقة قاتلة. كل ضربة من سيفه كانت تترك وراءها جثة، وكل طعنة من رمحه كانت تخترق قلب فارس.

"أنا أشعر أنى رجعت الى مسرحى من جديد

مسرح الدماء

عروقى تنبض بالشهوه

قلبى لا يستطيع أن يتوقف

ما كل هذا الحماس بحق الجحيم "

فكر الجوكر بداخلة وهو ينظر الى الدماء على ملابسه وسيفة

كان الجنود على السور يراقبون المعركة بذهول. لم يروا قط مثل هذه المهارة والقوة في القتال. كان الجوكر يقاتل كأنه شيطان، يرقص وسط الدماء والنار، ويوزع الموت على أعدائه.

في خضم المعركة، تذكر الجوكر سنواته الطويلة في أرض المعركة. تذكر كيف كان مجرمًا مطاردًا، يقاتل من أجل البقاء. تذكر كيف أصبح ملكًا، يقود جيوشًا ويحكم ممالك. تذكر كل الدماء التي سفكها، وكل الأرواح التي أزهقها.

لكن في تلك اللحظة، لم يكن هناك ندم في قلبه. كان هناك فقط غضب عارم ورغبة في القتل. كان يريد أن يمحو هؤلاء الفرسان من على وجه الأرض

لم يصدق الجوكر أن هؤلاء الملاعين ظنوا أنهم سوف يكونوا قادرين حتى أن يكونوا عقبه فى طريقه

لا يستحق أحد فى هذا الجحيم أن يكون عقبة فى طريقه

الجوكر الذى تحدى ملك الملوك عشائر الموت فى عالمه

كان مختلف تماما عن ذلك المجرم الساذج الضيعف

تقدم قائد الفرسان نحو الجوكر، وكان فارسًا ضخمًا، يرتدي درعًا أسودًا لامعًا، ويحمل سيفًا كبيرًا كأنه باب من حديد. كان وجهه مشوهًا بندبة عميقة، وعيناه تقدحان شررًا.

"سأقتلك، أيها الوغد!" صرخ القائد بصوت أجش.

"حاول حظك، أيها الجبان!" رد الجوكر بتحد.

التحم الاثنان في مبارزة شرسة، كانت سيوفهما تتصادم كصواعق البرق، وكانت الشرر تتطاير في كل مكان. كان القائد أقوى، لكن الجوكر كان أسرع وأكثر مهارة.

استطاع الجوكر أن يراوغ ضربات القائد، وأن يوجه إليه عدة طعنات. لكن القائد كان يرتدي درعًا ثقيلًا، فلم تؤثر فيه الطعنات كثيرًا.

استمر القتال لدقائق طويلة، وكان الاثنان يتبادلان الضربات والطعنات. كان الدم يتدفق من جروحهما، لكنهما لم يتوقفا.

نظر الجوكر الى القائد وقال بصوت مرعب

" سوف أشرب من دمائك الليلة

سوف أجعل رجالى يتزوجوا دمائك "

أصبح وجه القائد قبيح ولم يعرف ما هذا الجنون كان يظن أنه سوف ينهى هذه المعركة بهذه الحركة

لم يتوقف أن ينتظره عدد من الجنود لكى يتصدوا له

ويكون من ضمن هؤلاء الجنود هذا الوحش

هذ المجنون

" هل أنت مجنون يا هذا ؟! "

" ألا تخاف الموت ؟! "

قالها الفارس بغضب شديد لقد فشلت كل خططه

تحرك الجوكر نحوه بسرعه

وقال

" هل يخاف أحد من أصدقائه "

أنصدم الجوكر من ذلك ورفع سيفه وقال

" الأن "

من على الأسوار وقف رائد

رفع سهمه وضرب نحو القائد

أصبت الضربه كتفه

أستغل الجوكر الفرصه و تمكن الجوكر من توجيه ضربة قاتلة إلى القائد. اخترق سيفه درع القائد، ووصل إلى قلبه. سقط القائد من على حصانه، جثة هامدة.

بمقتل قائدهم، فقد الفرسان روحهم المعنوية، وبدأوا في الفرار. طاردهم جنود الجوكر، وقتلوا منهم الكثير. تحولت أرض المعركة إلى بركة من الدماء، والجثث متناثرة في كل مكان.

عندما انتهت المعركة، كان الجوكر يقف وسط جثث الأعداء، وقد تلطخ درعه بالدماء. كان ينظر إلى السماء، وعيناه تلمعان بالفخر والانتصار. لقد استطاع أن يهزم جيشًا كاملًا من الفرسان، بمفرده.

نظر اليه راموس من أعلى السور وهمس

" هذا الفتى سوف يغير الكثير يبدو أن كمب سوف تحتفى بجينرال جديد "

2024/08/07 · 34 مشاهدة · 1301 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024